صورة الغلاف الخلفي النخلة سيدة الشجر
العدد 22 - لوحة الغلاف
كانت النخلة مصدراً للرزق والغذاء، وعصباً مهماً من عصب الحياة الاقتصادية في منطقة الخليج العربي، وارتبطت بأصالة تراثها، وأسهمت في تشكيل وجدان شعبها عبر التاريخ، وكان لها دورها في الإبداع الفكري والأدبي والفني.
وكل جزء في النخلة له فائدة عظيمة، ثمارها، ليفها، ساقها، سعفها، جريدها، وخوصها، وأحصيت 265 فائدة من فوائد النخلة، حيث يصنع من أليافها الحبال والحشايا ومواد الأثاث البسيط، ومن أوراقها الحصير والقفف، ومن جريدها تصنع السلال والشواري، ومن جذوعها للبناء والآلات والأواني، ومن الخوص الحُصر والمكاتل والأواني والمراوح.
ومهنة (سف الخوص)، التي تزين صورتها الغلاف الثاني لهذا العدد، والتي ذكرت في المصادر العربية القديمة باسم حرفة (الخواصة)، من المهن الشعبية التي في طريقها للزوال بسبب منافسة الحديث لها، وتعد من الأشغال التي تمتهنها النساء، إذ تحتاج إلى التركيز والدقة والإتقان في تناغم الألوان وجمال الإبداع. إذ ينظف الخوص ويُشرخ، وتُصبغ كل كمية منه بلون من الألوان المتوفرة في محل العطارة، ثم يُنقع بعد ذلك في الماء لتليينه وتسهيل جدله، وتجدل النسوة من هذا الخوص جدائل يتم تشبيكها مع بعضها، وتُشذب بقص الزوائد منها لتصبح (سُفة) تكون جاهزة لتصنيع العديد من الأدوات: كالسلة والمهفة والمشب والجراب والحصير وغيرها. وتعتمد المدة الزمنية التي تتم بها صناعة الخوص على الحجم والكم المراد صنعه، فالمصنوعات الخوصية ذات الحجم الكبير قد تستغرق للمنتج الواحد يومين، أما ذات الحجم الصغير من 5 إلى 7 أعمال منها في اليوم الواحد.