فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
61

إطـــلالة عــلى الفولكلور الكويتي ومؤتمر حول الحكي الشعبي بالقاهرة

العدد 10 - جديد النشر
إطـــلالة عــلى الفولكلور الكويتي ومؤتمر حول الحكي الشعبي بالقاهرة
كاتبة من مصر

نحاول في هذا العدد أن نستكمل ما بدأناه في العدد السابق من إلقاء الضوء على مجموعة الدراسات الخاصة بفولكلور بلد بعينه، وهي محاولة قد تفيد القارئ في التعرف على نواحي الثقافة الشعبية في إطارها الجغرافي. ولمن تابعنا في العدد السابق فقد عرضنا للملف السوري بعنوان «اتجاهات في جمع وحفظ التراث الشعبي السوري» من خلال إصدارات مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة السورية. وفي هذا العدد نقدم إطلالة على الفولكلور الكويتي من خلال بعض إصدارات «مركز البحوث والدراسات الكويتية» الذي يحرص على توثيق التراث الكويتي القديم، وتسجيله وصونه من الاندثار لإثراء ذاكرة الكويت التاريخية.

وفي هذا الإطار صدر عن المركز خلال العقد الأول من هذا القرن مجموعة من الدراسات التي اهتم أصحابها برصد التراث الشعبي الكويتي وتسجيله. ففي عام 2003 صدر كتاب البيت الكويتي القديم لمحمد علي الخرس، ومريم راشد العقروقة، وكتاب الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت لمحمد عبد الهادي جمال. وفي 2004 صدرت مجموعة من الدراسات منها: الحلي قديماً في الكويت لسلوى المغربي، والموروث الشعبي الكويتي ملهما لزهرة أحمد علي، والكويت القديمة: صور وذكريات ليعقوب يوسف الحجي، وألفاظ اللهجة الكويتية في كتاب لسان العرب ليعقوب يوسف الغنيم، وأسواق الكويت القديمة لمحمد عبد الهادي جمال. وفي 2005 صدر كتاب ألعابنا الشعبية الكويتية لأيوب حسين الأيوب. وفي 2006 صدر كتاب الأزياء الشعبية النسائية قديماً في الكويت لسلوى المغربي. وفي 2007 صدر كتاب النشاطات البحرية القديمة في الكويت ليعقوب يوسف الحجي. وفي 2008 صدر كتاب التراث الكويتي في لوحات أيوب حسين الأيوب. وفي 2009 صدر كتاب الفولكلور البحري الكويتي ليعقوب يوسف الحجي. وقد توفرت لدينا بعض من هذه الإصدارات سنعرض لها في هذا العدد، وهي تمثل تنوعاً في تسجيل وتوثيق التراث الشعبي الكويتي حول فولكلور البحر والألعاب الشعبية ولهجة أهل الكويت والأسواق الشعبية.

 أما الجزء الثانى من ملف هذا العدد فيشمل عرضاً للدراسات التي طُرحت في الندوة الدولية لقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والتي صدرت في كتاب العام الماضي حول الحكي الشعبي بين التراث المنطوق والأدب المكتوب.

فولكلور البحر

نستهل الملف الكويتي بكتاب يعقوب يوسف الحجي الذي صدر عام 2009 بعنوان «من الفولكلور البحري الكويتي» في 212 صفحة. وقد سبق للمؤلف أن نشر كتاباً حول النشاطات البحرية القديمة في الكويت عام 2007، غير أننا آثرنا عرض الفولكلور البحري لصلته الوثيقة بمجال الثقافة الشعبية. وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه أنه عكف على جمع مادته ميدانياً. وبدأ كتابه بفصل تاريخي عن الكويت وكيف أصبحت بلداً بحرياً.. لينتقل إلى رصد العادات والمعتقدات والخرافات والأساطير البحرية الكويتية، حيث تناول ثلاث حرف بحرية، الأولى هي «صناعة السفن الشراعية»، التي بدأ ببحث مسمياتها وأنواعها، حيث يطلق صناع السفن في الكويت على السفن الشراعية إسم «خشب»، ومفردها «إخشبة»، كما يطلقون إسم «حطب» على الأخشاب الداخلة في صناعة هذه السفن.. ويضيف المؤلف في إطار حديثه عن أنواع القوارب ومواد صنعها أن قارب «الورجية» (لصيد الأسماك) المصنوع من أعواد سعف النخيل ومن الحبال؛ هو أبسط نوع عرفه أهل الكويت والخليج. أما صناع السفن الكويتيون فيطلق عليهم (البحارنة). وقد برزوا كفنيين في إصلاح السفن وصيانتها ولقب بعضهم بالدكاترة (أي الذين يجرون أصعب العمليات للسفن)، ويورد المؤلف روايات مختلفة حول مهاراتهم، ويشير لبعض العادات والتقاليد الخاصة بصناع السفن، ومنها أنهم يعطلون عن العمل يوماً كاملاً إذا مات واحد منهم حداداً عليه. كما يطلقون على حرفتهم أنها «مبروكة» و»ماسحين عليها الأنبياء». ثم يسرد بعض الروايات حول طرق تناقل وتوارث الحرفة بينهم. أما الحرفة الثانية فهي «الغوص على اللؤلؤ» الحافلة بالعديد من الحكايات التي سجلها المؤلف عن الإخباريين وعاداتهم والمصاعب التي عاشوها أثناء عملهم.. ومن العادات الخاصة ببيع اللؤلؤ أن النواخذة بعد عودتهم من رحلة الغوص ينشط تجار اللؤلؤ (الطواويش) لشراء أفضل ما لدى هؤلاء النواخذة من درر، ثم يسافرون لبيعها في أسواق البحرين أو الهند، وقد يكسبون مبالغ طائلة من عمليات الشراء والبيع هذه. ومن المتبع والطريف في عملية بيع وشراء اللؤلؤ على مرأى ومسمع من الناس، أن يغطي البائع والشاري يديهما بقطعة من القماش، ويلمس أحدهما أصابع الآخر، وكل أصبع يعني قدرا معيناً من المال، حتى يتم الاتفاق بينهما. ورحلات صيد اللؤلؤ تتطلب جهداً وزمناً طويلاً يصل إلى أربعة أشهر في عرض البحر قد تنتهي وتعود السفينة إلى البلدة دون الحصول على درة واحدة تساوي التعب الذي بُذل من أجلها، وعندها – كما يشير المؤلف – لا يكسب البحار سوى دين يُسجل عليه ويربطه مع النوخذة لكي يعمل معه في الموسم التالي. بل إن العُرف المتبع هو أن الدَين على بحار الغوص ينتقل من والد إلى ولده بعد وفاته.

أما الحرفة الثالثة فهي عن «السفر الشراعي»، الذي يتدرب فيه الأولاد منذ الصغر على معرفة أنواع الرياح وعلى السباحة. فهم يصنعون سفناً شراعية صغيرة تسمى «عداديل» ويزودونها بأشرعة.. وحُلم كل شاب أن يصبح نوخذة.. ومتى ركب بحاراً فقد ارتبط بهذه المهنة واحترم قوانينها. وهناك العديد من الحكايات حول توارث المهنة، وعادات استقبال النواخذة، والأعراف المتبعة بينهم، وسرعة السفن في السير، والعلاقة بين البحارة ورئيسهم والنواخذة أثناء الرحلة. والمعتقدات السائدة حول الريح..إلخ. ثم يتناول المؤلف موضوع «الملاحة و الربابنة».. والملاحة علم أساسي يحتاج إلى تعلمه النواخذة أو قباطنة السفن الشراعية.. وهناك فرق في وظيفة «الملاح المعلم» و»الملاح الربان». فالمعلم هو الذي يجيد تحديد مواقع السفينة في كل يوم وهي مبحرة في البحار والمحيطات المفتوحة، حيث لا علامات برية تساعده في ذلك. أما الربان فهو المتخصص في الإبحار في أماكن محددة محلية مثل مداخل الموانئ والخيران والأنهار.. ويعرض المؤلف لتاريخ الملاحة في التراث العربي وكيف كان العرب يتعرفون على مواقعهم في البحار المفتوحة.. وبراعتهم في قياس خطوط الطول.. ومعرفة النواخذة بالرياح ومواقيتها في البحار المختلفة. ثم يتناول الأسماء والمصطلحات البحرية، كأن يطلق على الحبل الذي يجر السفين اسم «القلص».. ويطلق على الرياح الجنوبية اسم «الكوس». والجنوب يسمى «قطب». والشرق «مطلع». والغرب «مغيب»..إلخ..هذا فضلاً عن الكلمات الوافدة أو المحرفة عن لغات أخرى. كقاموس مختصر للأوامر التي تعطى للبحارة على السفن الكويتية. ثم يعرض المؤلف لعدة تجارب تبين لنا المعاناة التي يقابلها البحارة في البحر سعياً وراء الرزق، والأهوال التي يواجهونها.. كبعض البحارة الذين تلفت عيونهم وكف بصرهم إلى الأبد. ثم يخصص المؤلف فصلاً حول الكنايات البحرية التي برع البحارة في روايتها حتى تداولها الناس عنهم، كما عرض لبعض الأمثال الشعبية البحرية والتي من بينها: «إذا طبع دوس على تريجه» أي إذا دخل الماء السفينة بحيث يصعب إنقاذها فلا فائدة من المقاومة، ولا يضيرها إذا وقفت على أعلى لوح فيها فهي غارقة ٍلا محالة. أما الأغاني البحرية فقد رصد بعض منها، مثل الأغاني التي ترددها الأمهات لأطفالهن: إرقصي رقاصة.. أبوج راح للغاصة .. ايجيب لامج لولو.. ولمرت أبوج كركاشة. ويختم يعقوب الحجي كتابه بفصل حول الغناء أوالفن البحري من حيث تاريخه وأنواعه وبعض المؤدين له في الكويت..مشيراً في النهاية إلى البترول وأثره في تراث الكويت البحري.

الألعاب الكويتية وفولكلور الطفولة

    سنعرض في هذا الإطار لكتاب الأستاذ أيوب حسين الأيوب المعنون «ألعابنا الشعبية الكويتية».. والكتاب هو الطبعة الثالثة الصادرة عن مركز البحوث و الدراسات الكويتية عام 2005، والذي نشرت طبعته الأولى عن مطبعة حكومة الكويت عام 1969 وطبعته الثانية عن ذات السلاسل 1984. وفي الطبعة التي بين أيدينا قام المؤلف بتزويدها ببعض المواد مع حذف وتعديل وتنسيق المحتويات عامة، فضلاً عن توثيق مادته بعدد من لوحات المؤلف التي تشرح الكثير من تلك المحتويات والمضامين. والكتاب يُعد الأول من نوعه في رصد التراث الشعبي للأطفال.. ومن ثم فنحن نرى أن الموضوعات التي تطرق إليها الكتاب أشمل بكثير من عنوانه. إذ لم يتطرق صاحبه للألعاب الشعبية الكويتية فقط، بل للكثير من العادات والتقاليد والفنون والممارسات الشعبية بالكويت عامة والأطفال خاصة كما سنرى، وربما هذا ما جعل المؤلف يضع عنواناً جانبياً للكتاب «من تراثنا الشعبي الكويتي: مع الأطفال في الماضي» . فضلاً عن أن جميع الألعاب الواردة قد مارسها المؤلف أو عايشها منذ الطفولة فهو في هذا الكتاب يقوم بدور الباحث والراوي في آن. ولنبدأ بالقسم الأول من الكتاب الذي حمل عنوان «الألعاب الشعبية»، والتي صنفها المؤلف إلى «ألعاب الصبيان»، ثم «ألعاب البنات». وقد صَدَّر ألعاب الصبيان ببعض الموضوعات المرتبطة بقوانين اللعب عموماً كطريقة اختيار فريقين، والنداء للعب ليلا ، والإعلان عن نهاية اللعب ليلا ، وقرعة غزاله بزاله وغيرها.. ثم يبدأ بسرد الألعاب وشرح طرق أدائها والأدوات المستخدمة والقوانين التي تحكمها، وهى 47 لعبة على النحو التالي: جب لو كتب- لعبة خروف مسلسل- لعبة الدغه- لعبة اشتط- لعبة اللوميه- لعبة صيده ما صيده- لعبة طاق طاق طاقية- لعبة اعظيم سارى- لعبة صفروك- لعبة حرامية- لعبة طلعنا بكميرته- لعبة بوسبيت- لعبة الهول- لعبة حلت- لعبة اسحيب اسحيب- لعبة محيبس- لعبة عماكور- لعبة اللبيده- لعبة الياى- لعبة المكصى- لعبة(اللى يكوم عرجبوله)- لعبة رعيص الدبس- لعبة المحبس- لعبة ضرب الكرة بالمضرب- لعبة حط الطير- لعبة الجعاب- لعبة حرحريشه- لعبة صلوا صلاة البكر- لعبة اطوير الهندى- لعبة أمها و أبوها- لعبة الجيس- ألعاب الجنجفه- ألعاب التيله (والجمع إتيل)- لعبة طك واطمر- لعبة جدير- لعبة امكاسر يوز- لعبة طكة بطكة- لعبة طرباش لو ماش- لعبة  صبت- لعبة الوغواغه- لعبة الدرابيح- لعبة البلبول- لعبة الدوامة- القدح بالحصى- لعبة الخفاكه- ألعاب مستوردة- لعبة الدامة. أما القسم الثانى الذى خصصه المؤلف لألعاب البنات، فقد اشتمل على 15 لعبة هى: لعبة  إلعاب- مقدمة إحديه بديه- لعبة كركطه- لعبة اللكصه- لعبة البروى- ألعاب الطين- لعبة الحيله- لعبة خكنه خكوه- لعبة أم أحمد- لعبة الذيب و الغنم- لعبة الصميمكه- لعبة الشروكه- لعبة هيبله و هيبله- لعبة الخبصه- لعبة يا بزيزونه.

أما القسم الثاني من الكتاب فقد خصصه المؤلف «للمناسبات وأغانيها وأهازيجها وتسالي متنوعة. مشيراً إلى أن الأطفال الكويتيين لم يدعوا مناسبة تمر أو ذكرىٍ تحل إلا وأعطوها حق قدرها من الأهازيج والغناء سواء بمدحها أو ذمها. وغناء الأطفال في هذه المرحلة هو عبارة عن ترديد لكلمات شعبية ملحنة نابعة من بيئاتهم يعبرون فيها عن الفرحة والبهجة التي تسيطر على نفوسهم عندما يقومون بأداء ألعابهم أو بمرور مناسبة أو صدفة أو حدث. وقد أورد المؤلف عشرات العادات والتقاليد والمناسبات المرتبطة بالأطفال بدأها باحتفالية شهر رمضان، وفنون الأطفال المرتبطة بالكركيعان وأبو طبيلة، والوارده أو الطوب (مدفع رمضان)، والأسواق، ومبيعات الصبيان، ووداع رمضان. ثم ينتقل للأعياد والعادات المرتبطة بها ومنها «كاسيرودله- يوم النشر» وهي عادة يكون موسمها في صباح اليوم الذي يسبق عيد الضحى أي يوم وقفة عرفات وتسمى «يوم النشر». حيث يجتمع الفتيان كاجتماعهم في الناصفو والكريكعان غير أنهم يحملون الرايات الملونة، ويدورون على المنازل للحصول على النقود، ويرددون: «كاسيرو دله.. أربع آنات دله..». ثم يستطرد المؤلف لرصد عشرات المناسبات الأخرى والتي أعطى لكل منها عنواناً مميزاً على النحو التالي: ليلة الناصفو والسهر- يوم الكريش- التهليل في ليلة الخسوف- موسم الحج- الحيه- المطر- أم الغيث- النون- عطوا المكرم- بيع الأطفال- عودة البحارة- الطهر أو الختان- المطوع (المدرسة القديمة)- السحاره- الحبر- العريش- المراوح البدائية- الخدمة- العقاب- نادره- الهده- الأجازات والعطل- الختمة و مراسيم زفة الخاتم- التحميده- تعليم البنات- طيور الربيع- أنواع الغبابى- أهازيج المرح و اللعب عند البنات- يا من باس العريس- يا ليتنى لوميه- حنا بنات أحمد- جحلو- ما كصرت سبيجه- دور دور يا البطه- يا فاطمة- يا الكوكبه- بطاش بطاش- يا صباره مدريتى- غلبناهم- هيه بناتى- الشرطى- هيلى يا رمانه- تعليقات الصبيان- غطاوى شائعة- أهازيج الردحه الشائعة- نماذج من المسميات في مفهوم الأطفال- مأكولات الصغار- خرافات وتصورات وتسإلى للصغار- العزيزو- تعبير عن الخجل- مخاوف- الحيامه- ولدت الغزاله- أم زيد- دك الها- وهوه- مكص مكص- السبت سبمبوت- يا رويلتى- آنه خلاله حمره- يا مريمى- يات الديايه- حزمونى بالتفك- لعبة طكطك الباب- واحد اتنينه تلاته- يا حليل البديوى- يا الكوكسه- ثنائى (طبك حنه و طبك ماش)- ثنائى (ليش تبوك اللوميه)- ثنائى وصلنا البيت- ثنائى(اتويس امباع)- شنت يا جعب؟- صباح لباح- تيتى تيتى- لعبة يد العيوز- جاي شيوخ. أما القسم الثالث والأخير من الكتاب فقد خصصه المؤلف لرصد مبتكرات الصبيان ومشغولاتهم اليدوية وهواياتهم المحببة ومنها طرق عمل الفرارة والماصول والطيارة الورقية والفخ والكاري والميزان (حوالي 40 مشغولة يدوية)، فضلاً عن رصد بعض الهوايات كتربية الحمام والكلاب وهواية الزراعة والحداك (عشر هوايات). والكتاب على هذا النحو يمكننا أن نطلق عليه موسوعة لفولكلور الطفولة بالكويت.. خاصة أن مؤلفه أيوب حسين قد أسهم بدور غير مسبوق عندما صور بريشته معظم ما جاء بمادة الكتاب.. حيث وظف إبداعه التشكيلي في خدمة التراث الشعبي.

لهجة أهل الكويت

وفي إطار بحث اللهجة الكويتية نعرض هنا لكتاب صدر عام 2004 عن المركز ليعقوب يوسف الغنيم بعنوان «ألفاظ اللهجة الكويتية في كتاب لسان العرب لابن منظور». والكتاب يبحث في خصائص لهجة الكويتيين وارتباطها باللغة الفصحى.. وتنطوي فكرته على تأصيل اللهجة العامية التي ربما تصور البعض أنها بعيدة عن المصدر اللغوي الأصيل.. ويبدأ المؤلف كتابه بعرض لقاموس لسان العرب لابن منظور ومنهجه في الاستدلال على معاني الكلمات، والمصادر التي اعتمد عليها وحياته العلمية. ثم ينتقل لشرح اللهجة الكويتية في علاقتها بلسان العرب مشيراً للألفاظ الدخيلة التي انتقلت إليها مع الوافدين منذ الخمسينات للكويت. ويضيف المؤلف قوله أن «الكويتي بطبعه تسير اللغة العربية على لسانه فهو إذا أقبل عليه شخص قال له: حياك الله، فيرد عليه هذا: الله يحييك وإذا زلت قدم شخص قال له: أعليت، فيرد عليه بقوله: لا بليت. وعندما يغادر المجلس يقول: في أمان الله، ويرد عليه: في أمان الكريم.. وهكذا تتردد ألفاظ اللغة العربية دائماً على لسانه، فإذا رجعنا إلى العبارات المستعملة وجدنا عبارة «سقط من عيني» ، أي فقد احترامي له، ويرد ابن منظور في حديث نبوي «إني لأرى الرجل يعجبني فأقول هل له حرفة فإن قالوا: لا، سقط من عيني».. وعلى هذا النحو يورد المؤلف عشرات الأمثلة.. وإن كان بعضها لا يرتبط بلهجة الكويت فقط.. فعبارة «سقط من عيني» هذه من العبارات الدارجة والمأثورة في اللهجة المصرية أيضاً، وقد تتكرر في لهجات أخرى، ومثلها أيضاً «العربون» أى ما يدفع مقدماً من ثمن السلعة أو المأمورية.. وكلمة فلفص ويفلفص..إلخ. غير أن المؤلف يشير إلى وجود كثير من الألفاظ الكويتية المحلية ذات الأصل العربي، ولكن المقابل لها في حاجة إلى تفسير، مثل كلمة «كعم» ففي اللسان: «كعم البعير كعماً فهو مكعوم.. سد فاه». والكعم بالكاف المكشكشة في اللهجة بمعنى المنع عن الكلام أو عن إبداء الرأي فكأن المستمع سد فم المتكلم بطلب السكوت عنه. ثم يتتبع المؤلف بدأب وجدية نماذج من الأمثال الشعبية الكويتية ليبحث عنها في لسان العرب، ومنها قولهم: «أدق من خيط باطل» وهو إما الهباء الذي يكون مع ضوء الشمس يدخل من الكوة في الجدار أو الخيط الذي تفرزه العنكبوت، كما ذكر ذلك الميداني. وفي الكويت يقال: «فلان خيط باطل» أي رخو، كسول لايستفاد منه. ومن الأمثال أيضاً: «عوير وزوير والمنكسر اللي ما فيه خير، وهو في اللسان بلفظ: كسير وعوير وكل غير خبير، أي ما بقي إلا ضعاف القوم. غير أن هناك بعض النماذج التي أوردها المؤلف يمكننا تتبعها في لهجات أخرى أيضاً مثل «الجار قبل الدار» و»خالف تُذكر» وفي مصر «خالف تُعرف»..إلخ، وهو أمر يُحسب للمؤلف لا عليه.. لأن الكتاب على هذا النحو قد فتح المجال للتوسع في تأصيل اللهجة العامية في بلدان عربية أخرى، وردها إلى أصولها في اللغة الأم.

يستطرد المؤلف في تأصيل وتوثيق مادته ببحث ومناقشة الكتابات التي سبقته حول اللهجة الكويتية حيث توقف عند كتاب الألفاظ الأجنبية في اللهجة الكويتية: دراسة ومعجم للدكتور عبد الصبور شاهين الذي صدر عن جامعة الكويت سنة 1973، وكتاب معجم الألفاظ الكويتية للشيخ جلال الحنفي الذي طبع عام 1964. وقدم دراسة نقدية مفصلة للكتابين مع ذكر العديد من النماذج التي تؤكد على منطقه في البحث والتحليل.

ويشير المؤلف في النهاية إلى عدة محاور حول المنهج الذي اتبعه في عرض مادته، من بينها تأكيده على أن هناك بعض الألفاظ التي اندثرت من اللهجة، وهناك ألفاظ لم تعد تستعمل الآن لأن مسماها لم يعد مستعملاً مثل كلمة «غدان» التي تعني العارض الذي يوضع داخل الغرفة لتوضع عليه الملابس، والتي زالت بزوال الغدان من استعمالاتنا وقد يقول قائل – والكلام للمؤلف - عن بعض تلك الكلمات أنها غير مستعملة أو غير معروفة، فلم تدرجها؟ وهذا غير صحيح، فعدم استعمالها حالياً لا يعتبر مبرراً لإلغائها من الوجود، وإلا لوجب إلغاء آلاف الكلمات العربية الفصيحة من المعاجم.. ويضيف المؤلف قوله أنه اعتمد في ترتيب الألفاظ على الترتيب الذي سار عليه ابن منظور في كتابه بحسب الوصف الذي مر في الفصل الخاص بذلك، فذكر أولاً المادة ثم نقل منه ما كتبه عنها بين أقواس، متنقلاً بعد ذلك إلى التعليق وفقاً لما هو وارد في اللهجة الكويتية. أما الترتيب الحرفي فيعتمد مثلما فعل ابن منظور على الحروف الأبجدية وفق تسلسلها بحيث يكون آخر الكلمة هو الأساس، أما أولها فيتغير بحسب تعدد الألفاظ، ويبرر المؤلف ذلك – وهو محق بالفعل - بأن هذه الطريقة هي أيسر الطرق من حيث إتاحتها الفرصة للقارىء كي يعود إلى اللسان إن هو أراد ذلك، لأنها تساير طريقته. ومن ثم فقد افتتح معجمه بمادة «بدأ» وانتهى بمادة «وزى» التي يرد فيها التالي: «يقال: وزى فلاناً الأمر غاظه». وهناك أهزوجة ترددها بنات الكويت هي: عسى البقعة ما تخمَّه... ولا يوازى على أمه. وعلى هذا فإن لفظة يوازي معناها: لا أغاظ أمه أو كدرها. أما كلمة (البقعة) فقد وردت في مادة (بقع) بمعنى الداهية، حيث قال ابن منظور: «والباقعة: الداهية» وقال في المادة نفسها «وبقع المطر في مواضع من الأرض: لم يشملها». وفي اللهجة: بقَّع المطر: تناثر غدرانا على الأرض. وقد ذيل المؤلف معجمه المهم بمجموعة من الفهارس التي تيسر الوصول إلى المعلومات في المتن، وهي: فهرس للألفاظ، وفهرس للأحاديث، وفهرس للأعلام، وفهرس للأماكن، وفهرس للكتب، وفهرس للموضوعات.

أسواق الكويت القديمة

والكتاب الأخير في إطار إطلالتنا على فولكلور الكويت لمحمد عبد الهادي جمال بعنوان «أسواق الكويت القديمة» صدر عام 2004، في حوالي 360 صفحة. ونشير بداية إلى أن المؤلف قد قام بجمع مادة كتابه من خلال المقابلات التي أجراها بنفسه مع عدد من الرعيل الأول، وهذا ما ساعده على الرصد الحقيقي للأسواق القديمة خلال القرنين الماضيين، حيث رصد الروابط والعلاقات وتداخل الثقافات والعادات التي تحكمها تلك الأسواق. وقد استهل المؤلف كتابه ببحث طبيعة أسواق الكويت القديمة، ودورها في الاقتصاد الكويتي القديم، مشيراً إلى مراحل التطور التاريخي لهذه الأسواق، ونوعية الأنشطة بها حيث تمارس فيها عمليات البيع بالجملة، بينما تباع في عدد آخر منها البضائع بالحراج (المزاد). وقد صنفها المؤلف إلى أسواق مخصصة لبيع المواد الاستهلاكية اليومية، وأسواق موسمية، وأسواق تزاول نشاطها يوماً واحداً في الأسبوع، وهو يوم الجمعة. أما أسواق الجملة فقد حصرها المؤلف في ثلاثة أسواق هي الفرضة التي تصل إليها على مدار الساعة «الأبلام» (السفن الشراعية الصغيرة) لتزويد المحلات في الأسواق بحاجاتها من المواد الاستهلاكية، وتستقبل أيضاً البضائع التي تجلبها «الأبوام السفَّارة» (السفن الشراعية الكبيرة). أما السوق الثاني فهو سوق التجار وهو المركز الرئيسي لكبار تجار الجملة وأصحاب «الأبوام». وأخيراً سوق «الصفاة» حيث يمثل مثلث ساحة الصفاة مع بداية القرن العشرين مركز التبادل التجاري بين سكان المدينة والبادية لضيقه وبعده عن الأسواق الجديدة التي ازدهرت جنوب المدينة وغربها. ويفصل المؤلف في العرض لهذه الأسواق وطبيعتها. ثم ينتقل المؤلف لنشاط أصحاب محلات التجزئة والحرفيين التي تفتح أبوابها منذ السادسة صباحاً وتعج بالباعة طوال اليوم. أما دور الحكومة في تنظيم ومراقبة الأسواق في الماضي فقد تمحور في حراسة هذه الأسواق وحماية المشترين والبائعين وتنظيف الأسواق ورشها بالمياه، وإنشاء بلدية الكويت التي كان لها دور هام في مراقبة الأسعار، منهياً هذا الجزء بسرد تاريخي لأنواع الرسوم والضرائب والجمارك التي صنفها إلى: الجمرك البحري - الجمرك البري.

أما القسم الثاني من الكتاب فهو يمثل المادة الميدانية والتحليلية لأسواق الكويت، والذي اتبع فيه المؤلف منهجاً علمياً رصد خلاله الطبيعة الجغرافية والإيكولوجية للشوارع الرئيسية للأسواق وقدم للقارىء خرائط ورسومات توضيحية وصور فوتوغرافية توضح معالمها بالتفصيل ليخال لك كأنك واقف بين جنباتها. وقد بدأً بشارع السيف وهو أول مركز من مراكز العمل في الكويت، حيث تطرق للمعالم الرئيسية لهذا الشارع الذي ينقسم لمنطقتين: الأولى منطقة الشرق التي يصفها المؤلف من جهة البحر ثم الجهة الجنوبية من الشارع، والثانية منطقة القبلة ويبدأها أيضاً بجهة البحر ثم الجهة الجنوبية من الشارع ومن خلال هذا الوصف يتبين أن هذا الشارع من أطول وأهم الشوارع القديمة، ومن معالمه الرئيسية ميناء الفرضة، وميناء النقع؛ وهو حوض على ساحل محاط بجدران من صخور البحر يستخدم لرسو السفن الشراعية لحمايتها من الرياح والأمواج. ومن معالم شارع السيف أيضاً «العماير» ومفردها عمارة، وهي بيت عربى كبير أو حوش يستخدم كمخزن لوضع مواد البناء والمواد المستخدمة في صناعة السفن. ثم يقدم لنا المؤلف خلال أكثر من نصف صفحات الكتاب ما يشبه الموسوعة المتخصصة؛ يشرح فيها أسواق الكويت المتعددة والمتنوعة، وهي: سوق التجار حيث يصف لنا كيف كان التمر يعبأ في عبوات من سعف النخيل تعرف بالقلّة وطريقة عصر التمر.. ثم يفصل في شرح هندسي دقيق مكونات السوق من سكك تحتوي على مقاه ومكتبات ومساكن، وعيادات، ومدارس، ومخازن للقطن والأقمشة، وأسواق الخضار والفاكهة وبيع المياه. ثم يفرد للأسواق المتفرعة عن سوق التجار ومنها: الخان، والمناخ، وسوق الحدادة، وسوق الصاغة، وسوق اليهود القديم (سوق خليل القطان). ثم ينتقل لوصف السوق الداخلي، والمحلات الواقعة على الجهتين الغربية والشرقية منه، والأسواق المتفرعة عنه والمطلة عليه كسوق البدر، وقيصرية العوضة، وقيصرية ابن رشدان، وسكة الساعات، وسوق الصنقر، وسوق المعجل، وسوق البنات؛ الذي كان مخصصاً لبيع الأقمشة النسائية والذي تمت إزالته عام 1962 وانتقل أصحابه إلى موقع آخر في شارع فهد السالم. ثم ينتقل المؤلف لوصف سوق آخر وهو ساحة الصراريف التي شكلت بموقعها المركزي معبراً مهماً للمتسوقين القادمين من منطقة الشرق والمتوجهين إلى الأسواق المختلفة، ويشمل سوق الصراريف سوق الدهن الذي كان يباع فيه السمن البلدي (الدهن العداني) القادم من البادية. وسوق التناكة الذي كان يباع فيه السلاح ثم توسع في نشاطات أخرى، وسوق النورة الذي كانت تباع فيه النورة التي تستخدم لإزالة الشعر ولتبييض الجدران، و»السومار» المستخدم لصبغ كف اليد للنساء، كما تباع الجلود والنبابيط وغيرها. وسوق الحمام المخصص لبيع مختلف أنواع الحمام والطيور والحيوانات الأليفة. كما أن هناك أسواقاً أخرى لطيور الربيع، والخراريز، والماء، وسوق ابن دعيج، ودروازة عبد الرزاق (المدفع). ويبحر بنا المؤلف في عرضه لأسواق الكويت القديمة ليدخل بنا في عوالم الأسواق المتخصصة في نوع بعينه كسوق الطراريح المخصص للخضرة والجت والتمر، والأسواق المتفرعة عنه كسوق الطحين، وسوق اللحم، وسوق السمك، وسوق الحلوى، وبراحة السبعان (براحة ابن بحر). أما سوق الغربللى فيشمل سوق فهد السالم (سوق الزل والبشوت)، وسوق الشعير، وسوق الحرس، وسوق البيبان، وسوق الخبابيز، وسوق السلاح، وسوق الصفافير، وسوق البوالطو، وسوق الصناديق، وسوق الحراج (المقاصيص)، وسكة الصوف، والسوق الأبيض. ثم يرصد المؤلف شارعا آخر اشتهر باحتوائه لأسواق وهوالشارع الجديد ليصف لنا ما حوله من أسواق، كسوق المفاتيح، وسوق واجف (سوق الحريم)، وسوق الدجاج، وسوق الفحم. أما ساحة الصفاة فقد اشتملت على أسواق الغنم والبقر والحمير. وقد تميز العمل بدقة التوثيق والإحالة للمصادر المعلوماتية  كالكتب والمقابلات الميدانية والنشرات والمخطوطات. كما زود المؤلف عمله بفهرس لتعريف الكلمات لنجد في النهاية أننا أمام عمل تميز بالموسوعية وإعادة صياغة فولكلور الكويت في القرن الماضي من خلال أسواق كانت تنبض بالحياة.

مؤتمر الحكي الشعبي بالقاهرة

 في إطار فعاليات المؤتمرات العلمية أقيم في الفترة من 28 إلى 30 مارس 2009 المؤتمر الدولي لقسم اللغة الفرنسية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة تحت عنوان «الحكي الشعبي بين التراث المنطوق والأدب المكتوب». وقد نُشرت أبحاث المؤتمر العربية والفرنسية في مجلد اشتمل حوالي700 صفحة عن دار العين بالأسكندرية عام 2009. اشترك في المؤتمر باحثون من مصر وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وسوريا وفرنسا. وقد افتتحت أبحاث المؤتمر بكلمة هبة نصار نائب رئيس جامعة القاهرة، ثم تصدير لأحمد زايد عميد كلية الآداب بالجامعة، ثم كلمة غراء مهنا رئيس المؤتمر ورئيس قسم اللغة الفرنسية. ويتألف المجلد من قسمين الأول اشتمل مجموعة الأبحاث المكتوبة باللغة العربية وهى إحدى وعشرون بحثاً، بدأت بدراسة موسعة لمحمد الجوهرى بعنوان «المأثورات الشعبية بين الشفاهية والتدوين». ثم دراسة أحمد مرسي حول «المأثورات الشعبية والملكية الفكرية»، وكتب شمس الحجاجي دراسة مقارنة بين سيرة بني هلال وملحمة الإلياذة، تلي ذلك دراسة أحمد عطا بعنوان «يوسف الصديق من أبطال السيرة الهلالية»، ثم دراسة خالد أبو الليل بعنوان «المدونة والروايات الشفاهية: الجازية نموذجاً». ودراسة خطري عرابي حول الألغاز في التراث العـربي القديم. كما قدمت رفيقة بحوري (تونس) دراسة حول الحكاية الشعبية والكتابة للأطفال، كما قدم سامي سليمان دراسة حول الموقف النقدي من القص الشعبي ودوره في تأسيس الرواية العربية. أما سيد البحراوي فقد كتب حول الرواية العربية والأدب الشعبي. وقد اشترك شريف عوض، وخالد أبو الليل في دراسة بعنوان «حكي الفقراء: صور من خطاب الحياة اليومية»، كما قدم عبد الحميد حواس دراسة حول أنواع الحكي وطرق الأداء. وتتتابع الدراسات حول الحكي الشعبي، فيقدم عبد الرحيم الكردي بحثاً حول الراوي بين ألف ليلة وليلة وقصة الأيام لطه حسين، ويقدم علي بو لنوار (الجزائر) بحثاً حول الخيال الشعبي في قصائد أمل دنقل. أما عماد عبد اللطيف فقد كتب حول المصري والسلطة: أفكار أولية حول بلاغة الحكي الشعبي، كما كتبت غراء مهنا دراسة بعنوان «حتى ننتهي من شهرزاد» مشيرة في البداية إلى أن هذا العنوان هو نفس عنوان عمل أدبي للكاتبة التونسية فوزية زواري مكتوب باللغة الفرنسية وصدر عام 1996. ونستكمل أبحاث المؤتمر حيث كتب كامل اسماعيل (سوريا) حول تدوين المأثورات الشفاهية من خلال قصص أمثال شعبية من البيئة السورية. أما محمد حافظ دياب فقد كتب حول حوارية الشفاهي والكتابي متخذاً السيرة الهلالية نموذجاً، على حين يتساءل محمد حسن حافظ في بحثه: هل الهلالية سيرة نسوية؟. ثم يكتب مصطفى جاد حول دور الأدوات السحرية في السيرة الشعبية، وتختتم الأبحاث في القسم العربي من المؤتمر بدراسة لنبيلة ابراهيم حول تحول الحكاية الشعبية إلى الحكاية الروائية عند «باولو كويهلو» من النص المروي إلى النص المكتوب.

أما القسم الثاني فقد استوعب الأبحاث المكتوبة باللغة الفرنسية واشتمل على ثلاث وعشرين دراسة سنحاول جاهدين الاقتراب من الترجمة الصحيحة لمضمون ما ورد في عناوينها، حيث كتب عبد الله بايدا (المغرب) حول توظيف الحكاية الشعبية الرواية المغربية، وكتبت علية عبد الواحد حول الحكاية الشعبية الأفريقية، وكتبت أسما شاملي (لبنان) حول بقايا الأساطير القديمة للفالوا في أعمال جيرار نيرفال، وكتبت نجلاء الحديدي دراسة حول علي الزيبق المصري، وكتب حسام عبد الفتاح حول الحكي الإعلامي، وكتب أنيس أبو النصر حول الأمثال الشعبية، وكتبت سامية برسوم حول الشفاهية والكتابية، وكتبت منيرة شاتيلا (لبنان) حول وظائف الشفاهية (بهي الدين الأميلى)، وكتبت نادية الخولي حول الأساطير المتداولة حول بيت الكريدلية، وكتبت شاهندا عزت بحثاً حول الشفوية والكتابة من خلال شخصية جحا التي اتخذها طاهر بن جلون في موحا المجنون وموحا الحكيم، وكتبت مي فاروق حول الليالي وانعكاساتها في بعض أعمال بن جلون، وكتبت مها جاد الحق حول حكاية توم الإبهام بين النص الأدبي والرسوم المتحركة والإعداد السينمائى، وكتبت فتيحة شاريانى (تونس) حول شفاهية الحكاية (المسرحة)، وكتبت سماح حلمي دراسة سيميائية للحكاية الشعبية والحكاية الأدبية الفرنسية، وكتبت عايدة حسني حول الهوية في الحكاية، وكتبت نجوان مرموشى حول عالمية بعض قصص الأطفال، وكتبت نعيمة مفتاح (تونس) حول الرسومات التوضيحية للقصة، وكتب أنيس ممتاز حول لعبة المنطوق والكتابي عند بورجيز، وكتبت أنجليكا شوبر (فرنسا) دراسة بعنوان مغامرات جديدة لحمامة السلام، وكتبت إلهام سليم (لبنان) حول صورة الآخر في النص المقدس: التاريخ والأدب الشعبي العربي (سيرة الأميرة ذات الهمة)، وكتب برونو فيارد(فرنسا) حول الاستعارة والتعبير عن المشاعر في روايات باتريك شامواسو، وكتبت جليلة زيتوني (تونس) حول الحكاية الشعبية بين الشفاهي والمكتوب. وأخيراً كتبت رانيا فتحي حول الحكي الشعبي بين الشفاهية والكتابية.

أعداد المجلة