فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
61

يوميات رئيس فريق عمل ميداني

العدد 24 - في الميدان
يوميات رئيس فريق عمل ميداني
كاتب من البحرين

من أرشيف مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية(1)
محاولة للتعرف عن قرب على التجربة العمانية
في مجال رعاية المأثورات الشعبية

كان التحدي كبيرا لكاتب هذه السطور شخصيا ولزميليه في فريق العمل عندما كلفهم مدير عام مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية(2) بالقيام بزيارة الى سلطنة عمان والتعرف عن كثب على جهود السلطنة في مجال رعاية التراث الشعبي والاهتمام بحامليه ومؤديه وممارسيه الى جانب القيام بعمل مسح ميداني أولي لأنماط التراث الشعبي العماني عامة وعلى الخصوص الفنون الشعبية العمانية بمختلف اشكالها.

تألف فريق العمل من كاتب هذه السطور كباحث ميداني ورئيس لوحدة الأدب الشعبي ومن مسؤول إداري ومالي(3) ومهندس فني للصوت(4) وما أن وطئت أقدامنا اراضي السلطنة الشقيقة أحسسنا بتفاؤل جم وأمل كبير في نجاح المهمة لما نعرفه من كرم الوفادة عند الاخوة العمانيين اولا وثانيا لغنى بلادهم المترامية الاطراف بالمأثورات الشعبية المتنوعة وثالثا اننا قد بادرنا بإخطار السيد محمد الوهيبي منسق الارتباط بالمركز المذكور بموعد وصولنا وبطبيعة مهمتنا وكان المنسق يشغل آنذاك وظيفة مدير ادارة التراث بوزارة التراث القومي والثقافة.

وبدأت المهمة كالعادة باللقاءات الرسمية بالوزارة المعنية واعتقد ان عمان الشقيقة قد سبقت العديد من دول العالم والدول العربية على وجه الخصوص بتسمية وزارة مختصة للعناية بالتراث القومي في بلادها وهذا امر يحسب لها.  وكان لتلك اللقاءات فائدة كبيرة في تحديد مسار فريق العمل لتحقيق اهدافه.

في البداية تعرفنا على جهود ادارة المطبوعات بالوزارة في مجال الدراسات والبحوث في مجال التراث القومي بشكل عام وفي مجال التراث الشعبي بشكل خاص والتي صدرت في شكل كتاب شهري يتناول بحثا أو موضوعا ضمن سلسلة اطلقوا عليها (من تراثنا) وكانت بحق مكتبة عامرة بالدراسات والبحوث لا يستغني عنها من يريد ان يدرس تراث السلطنة عن قرب تاريخا وجغرافيا وفنا وأدبا وتراثا شعبيا وغيرها من المجالات.

وكانت لنا وقفة بالوزارة مع الفنان المعروف بابن الساحل  وهو السيد ناصر عبدالرّب  الذي له الفضل في تشكيل الفرقة القومية العمانية للفنون الشعبية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، والتي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية. وهي فرقة تؤدي مختلف الفنون الشعبية العمانية على انواعها من مختلف ولايات السلطنة. وكانت محل تقدير واهتمام من المسئولين والجمهور على حد سواء.  
ومما نقلنا عنه قوله “اننا نستقي أعمال فرقتنا من تراثنا العماني الأصيل ونحاول تهذيبه وتطويره أحيانا وإضافة ما يمكن إضافته أو حذف ما يجب حذفه أحيانا أخرى ليكون مستساغا ومقبولا من الجميع” !. وأكد على “أن مساحة السلطنة كبيرة جدا وفنونها كثيرة ومتنوعة حتى أن بعض المناطق لا تعلم شيئا عن فنون المناطق الأخرى”  وأضاف بأن ولاية صلالة تعتبر قاعدة للكثير من الفنون الشعبية العمانية وأن فيها ما يقارب الخمسين رقصة شعبية و فن شعبي”.

ولفت ابن الساحل انتباهنا إلى وجود خطة كبيرة وطموحة يقودها المسئولون بالسلطنة على أعلى المستويات لدراسة الفنون الشعبية ميدانيا على كامل الأراضي العمانية. وقد انتدب لهذا العمل الموسيقار يوسف شوقي مصطفى من جمهورية مصر العربية، وقد تم تسهيل مهمته بكافة الوسائل الممكنة وحسب ما تتطلبه المهمة وقد نفذت كل طلباته وفق ما أراد.

وفي الوقت نفسه كان في ادارة ابن الساحل استاذ متخصص متفرغ يقوم هو الآخر بعمل دراسة ميدانية للفولكلور العماني المتمثل بالرقصات الشعبية العمانية إلى جانب كونه مدربا لفرقة الفنون الشعبية العمانية التي ورد ذكرها آنفا. وكان الأستاذ صبحي عبدالسلام يعمل على تطوير تلك الرقصات كما كان يستلهم منها أيضا رقصات جديدة. وكم دهشنا ونحن نشاهد في مكتبه كل ذلك التنوع البديع في الفولكلور العماني مسجلا على أشرطة واستفدنا كثيرا من تعليقات وشروح مسئوله الفنان ابن الساحل لكل ما كنا نشاهده. وعلمنا منهما أن أغلب تلك اللقطات تم توثيقها من المهرجان الشعبي الكبير الذي يقام بالعاصمة في الأعياد والمناسبات الرسمية والوطنية. وشاهدنا كذلك نماذج لعدد من الرقصات التي تم تطويرها وأدتها الفرقة الشعبية العمانية في الداخل والخارج ولمسنا الفرق بين الاصل والمطوّر.ونثمن هنا عاليا مبادرة الاستاذ عبدالسلام لدراسة المعاني أو الايحاءات النفسية والاجتماعية للحركات المختلفة في مجموع الرقصات الشعبية العمانية.

ولطالما حذرنا بعض المسئولين الرسميين من الذهاب الى ممارسي بعض الفنون التي يعتبرونها شاذة ولا تمثل إلا هؤلاء الناس وكما يقال كل ممنوع مرغوب ومن مبدأ حب الاستطلاع تجولنا لبعض الوقت في شوارع العاصمة مسقط و مطرح حتى حان موعد فن السوما(5) في مكان ما يسمى الدوحة حيث جاء عدد من الأفراد في كامل زينتهم وطيبهم، فلقد كانوا مطيبين أو معطرين بخلطة عجيبة من البخور وقاموا بممارسة هذا الفن الذي يعتمد أساسا على ايقاع طبل كبير وحركات أو رقصات سريعة وغناء بكلمات مبهمة غير مفهومة لدينا على الاقل. وقد استطعنا بعد لأي أن نصل الى رئيس تلك الفرقة وهو الشاب خميس بن غريب الذي أمتعنا بحديثه وابتسامته التى لا تكاد تفارق محياه.

وفي أحد أجنحة فندق الانتركونتننتال بالعاصمة كانت لنا فرصة لقاء الدكتور الموسيقار يوسف شوقي مصطفى وهو باختصار شديد وكيل وزارة سابق بجمهورية مصر العربية وملحن وفنان وخبير في الفنون الشعبية وأستاذ جامعي في العلوم له العديد من المؤلفات في الموسيقى العربية وننقل عنه عبارة طريفة حيث يقول “ إن كان التاريخ يعتريه ظن أو كذب أحيانا فان الفن الشعبي لأي امة من الامم هو الحقيقة العارية فالشعب لا يكذب على نفسه”.

وللدكتور شوقي تجارب سابقة فقد قام بجمع الفولكلور السوداني وأعد تقريرا مبدئيا عن جمع وتدوين الفنون الشعبية العمانية لخص فيه وجهة نظره فيما يرى عليه الفنون الشعبية في عمان الآن وأنواعها وبيئاتها المختلفة ومناسباتها وديموغرافيتها أي أنماط السكان الذين يقومون بممارستها.

ولقد تحدث الرجل طويلا عن وجهة نظره في الموسيقى العربية والفن الشعبي ومسألة التطوير والتحديث. ثم بعد طول صبر من مستمعيه تحدث عما يقوم به في سلطنة عمان وبتكليف رسمي لعمل مسح ميداني للفنون الشعبية وكيف أنه طـلـب فريق عمل لـمساعـدتـه مجـهز ومكون مـن مسـاعـد مصري وشابين عمانيين يقوم بتدريبهما على هذا النوع من العمل. وأوضح بأنه انتهى للتو من المرحلة الاولى من المسح الميداني ودخل بالمرحلة الثانية وهي مرحلة الجمع النوعي الشامل.

ولم يفته ان يسمعنا شيئا من فنه بآلة العود ورأينا بين يديه مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي قام بالتقاطها بنفسه ويقول بأنه هاو بل نراه مصورا متمكنا وعلى دراية كبيرة بآلات التصوير وعدساتها والضوء ودرجته وأطيافه واللحظة الحاسمة المناسبة لالتقاط الصورة المطلوبة.

وأمّلنا من الرجل ان نحصل منه على نسخة من تقريره الذي أعدّه عن مسحه الميداني الأول للفنون الشعبية العمانية إلا أننا نفاجأ بسفره في كل مرة حين نطلبه لهذا الغرض.

ولتسهيل مهمتنا أمدّنا الأستاذ سالم بن محمد العبري مدير العلاقات العامة بوزارة الإعلام العمانية ببعض الخرائط والكتيبات وسهّل لنا الدخول الى أروقة الإذاعة العمانية لمقابلة  الاستاذ محمد بن ناصر المعولي رئيس قسم الغناء والموسيقى الذي زوّدنا ببعض المعلومات أهمها ذكر أسماء خمس فرق شعبية مهمة في السلطنة. وفي مبنى الاذاعة تعرفنا على الاستاذ عيد بن حارب الذي أمتعنا على مدى ساعة ونصف بحديث الخبير المتمكن عن الفنون الشعبية العمانية ولا غرو بأن يكون هو الدليل المرشد بل والملهم للدكتور شوقي في إنجاز مهمته.

وتلطف سعادة وكيل وزارة التراث القومي والتراث الاستاذ مال الله بن حبيب وسمح لنا بمقابلته واستمع لنا  فسر كثيرا بما نقوم به وأوضح بأن ما نقوم به ستستفيد منه الوزارة قبل أن يكون عملا خاصا بالمركز الذي نمثله. وطلبنا من سعادته أن يسمح للحاج شعبان بن أحمد الفارسي بمرافقتنا أثناء جولتنا في مدينة صور(6) وأن يسهل مهمتنا بإرسال خطاب إلى الجهات المعنية في الولايات التي نرغب في زيارتها.

وفي مساء أحد الأيام ذهبنا الى ولاية بركاء بلد النسيج اليدوي الشعبي بالسلطنة وقابلنا الشيخ محمود بن أحمد محمد وسجلنا معه حديثا جامعا عن صناعة النسيج في مدينة بركاء(7).

وفي مزرعة للسيد سعيد بن سالم السيابي كان لنا لقاء من غير ميعاد مع ما يسمى في عمان بـ  فن الزمط (8) الذي يصدر في الاصل عن الزاجرة وجمعها زواجر وهي السواقي التي كانت قديما تجرها الثيران فتصدر بكراتها الكبيرة أصواتا جميلة ملحونة يصاحبها أهازيج على شكل حداء يؤديه الفلاحون وقد ابتدعوا فيه أشعارا مناسبة للحن فكان بحق فنا متميزا. وتسعى الجهات المختصة بالسلطنة للمحافظة عليه بعد أن كاد يندثر. وابلغونا ان هذا الفن موجود في الخابورة وبركاء ومصنعة والسويق من مناطق السلطنة، ويوجد عموما حيث ما توجد بساتين النخيل. ونروي عنهم أن اول من ابتدع الزاجرة هم قبيلة السريريين(9) وكان هؤلاء أهل زرع وقلع منذ قديم الزمان.

وفي جنوب السلطنة وفي مدينة صور  - التي يعتقد أن الفينيقيين هم بناتها قبل انتقالهم الى حوض البحر المتوسط شمالا - وبصحبة الحاج شعبان بن أحمد الفارسي توقفنا عند مصنع لنماذج القوارب الخشبية التقليدية، والذي تشرف عليه وزارة التراث القومي والثقافة. وكانت المفاجأة عندما التقينا بالقلاف(10) نفسه الذي قام بصناعة سفينة البوم الشهيرة (صحار) التي وصلت إلى شواطئ الصين في عام 1981م في رحلة اسطورية تحكي أمجاد العمانيين وعرب الخليج العربي البحرية في الماضي ووصولهم إلى تلك الاصقاع البعيدة بأقصى الشرق. وقد حدثنا القلاف عن تجربته الشخصية في حرفة القلافة أي صناعة السفن الخشبية التقليدية في مدينة صحار العريقة.

وفي نفس تلك الورشة اجتمع حولنا عدد من الرواة ومن ممارسي بعض الفنون الشعبية وسجلنا لهم أشعارا في فن الميدان(11). واشترك في الحوار السيد ناصر بن عبدالله المخيني الذي كان يشرف على مكتب الوزارة  بمدينة صور, وحدثنا عن فنون صور باختصار وروى لنا شيئا من محفوظاته من أشعار فنون الطارق(12) والميدان والدان  دان(13) والرزحة(14).

وفي طريق العودة الى العاصمة مسقط انفجر مرافقنا الحاج شعبان بن أحمد الفارسي في حديث كتمه طويلا فيما يبدو ليخبرنا عن دوره في مشروع سفينة صحار الشهيرة(15) وكيف اسندت اليه الوزارة مهمة جلب الأخشاب من مورده الأصلي بالهند في مهمة خاصة وكيف أشرف على بنائها وإنزالها الى البحر لتمخر عباب بحر العرب ومن ثم المحيط الهندي  نحو الشرق الاقصى إلى بلاد الصين، وكيف أنها عادت محمولة على ناقلة متما حديثه وفي عينه الكثير من الأسى والتأثر “وهي الآن تقف ساكنة أمام مبنى وزارة التراث القومي والثقافة” كرمز لتراث سلطنة عمان البحري التليد.

وسألنا في تلك الاثناء مرافقنا جمعة بن فيروز عن فنون بلدته جعلان ولد ابو حسن(16) هكذا يعرّفونها فقال إنها تقع في جنوب المنطقة الشرقية من السلطنة وأن بها الكثير من الفنون الشعبية التي يمارسها الأهالي كالرزحة والليوة(17) والشرح(18) والامبم(19) والميدان والطارق والبشاير(20) والمغايض(21).

وفي مدينة نزوى(22) عاصمة ولاية الباطنة كان لقاؤنا مع الحاج مسعود بن عبدالله السليماني احد الصناع المهرة للخناجر العمانية الشهيرة الذي نقل الينا تجربته في حديث شيق عن هذه الصناعة المزدهرة منذ القدم وحتى الآن ، فالعماني لا يعرف إلا بتمنطقه بالخنجر العماني التقليدي الأصيل.

واشتهرت نزوى كذلك بالحلوى والحلوى العمانية لا تقاوم، واستطاب حديثها مع الراوي الحاج عبدالله بن مطر سالم أحد صناعها المتمكنين من خلطتها الطيبة المميزة(23). وفي نزوى لا يمكن للزائر ان يفوّت على نفسه فرصة مشاهدة قلعتها الشهيرة التي بناها السلطان اليعربي سلطان بن سيف في القرن الثامن عشر الميلادي.

ثم توجهنا الى مدينة بهلا(24)  القريبة والتي تعد مركزا لصناعة الفخار في عمان وحرصنا على زيارة مصنع وزارة التراث القومي والثقافة الذي أقيم لغرض المحافظة على هذا التراث العماني العريق. فوجدنا في جنباته عددا من الصناع والعمال العمانيين يقوم على تدريبهم مشرف المصنع الأستاذ المصري رمضان عبدالسلام الذي أخذنا مشكورا في جولة على أقسام المصنع وأطلعنا على بعض مهاراته وقدراته في صناعة نماذج من الأواني الفخارية المختلفة في الأشكال والأحجام. وساعدنا مرافقونا بدعوة أحد صناع الفخار العمانيين المشهورين في بهلا والذي تمكنا من تسجيل حديث معه عن ذكرياته وتجربته وهو الشيخ عبدالله بن حمدان العدوي وأخبرنا فيما أخبرنا عن حرص السلطنة الشديد ممثلة بوزارة التراث القومي والثقافة على الاهتمام بالمحافظة على تراث الآباء والأجداد في هذا الجانب من تراث الحرف والصناعات الشعبية واليدوية والعمل على استمرار وجودها للأجيال القادمة رغم تراجع الطلب على منتجاتها.

وقد حرص الرجل على أن نزور مصنعه في محلة خليفة كما تسمى بمدينة بهلا للإطلاع على الأسلوب التقليدي لهذه الصناعة وطريقة حرق الفخار بالأفران البدائية باستخدام جذوع النخل وأغصان شجر العوسج(25) وهو نوع من الشجر المحلي ينبت طبيعيا على سفوح الجبال يمتاز عند حرقه برائحة مقبولة كما انه لا يخلّف رمادا كثيرا كغيره من الأشجار ولعل المقصود هو نوع من شجر السمر المعروف في شبه الجزيرة العربية.

ولقد كانت لنا جولة بالمتحف الوطني العماني بمدينة الإعلام حيث وقفنا طويلا عند بعض الآلات الموسيقية العمانية التقليدية التي كانت وما زالت تستخدم في أداء الفنون الشعبية بالسلطنة.  كما اطلعنا على تاريخ وآثار حضارة عمان عبر العصور التاريخية.

وفي مساء أحد الأيام كانت لنا وقفة ممتعة بساحة الدوحة من مطرح(26) مع فرقة الباطنة لليوه حيث سجلنا شريطين كاملين لها، كما سعدنا بالتحدث مع رئيسها خميس بن ناصر الماس باعتباره أحد رواة وممارسي هذا الفن ذي الأصول الإفريقية، ولعمان حكاية مع سواحل أفريقيا الشرقية وأهلها يطول سردها.

وفي مدينة السويق(27) طال وقوفنا عند قلعتها التاريخية وتحدثنا إلى حارسها الذي أكد لنا تعذر مهمتنا في هذه البلدة وصعوبة الوصول إلى الرواة والمؤدين من الفرق الشعبية العمانية إلا عن طريق الوالي، والوالي سيطلب منكم إشعارا من وزارة الداخلية والأخيرة تريد إشعارا رسميا من الوزارة المعنية وهي وزارة التراث القومي والثقافة وهذه الوزارة لم تكن على اطلاع تام بطبيعة مهمتنا لضعف أداء موظف الارتباط العماني بمركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية بالدوحة في قطر. وعندما أغلق الحارس الباب في وجوهنا سألناه عن الفنون الشعبية ببلدته فأخبرنا على عجل أن أهلها يمارسون الرزحة وفن دق الطبل وغيرها من الفنون العمانية.

 وتركنا السويق إلى مصنعة وفي قرية الملدة(28) حيث اجرينا  لقاء مع أحد أفراد فرقة الليوه لصاحبها جابر بن علي زايد وهو  ابراهيم بن عبيد العيد ولم يكن مستغربا أن يطلب الراوي رسالة خطية منا ليسلمها إلى رئيس الفرقة ابراء للذمة ففعلنا ذلك بكل سرور.

وفي مدينة مصنعة (29) قادتنا خطواتنا الى بيت صغير علقت عليه لوحة كبيرة كتب عليها فرقة مصنعة للفنون الشعبية وعلمنا من نائب رئيس الفرقة وهو المدعو جمعة بن محمد غدير الفخاري أن رئيسها في زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هذه الأيام،  وأعرب عن استعداده لإعطاء أية معلومات عن الفرقة ونشاطها وسجلنا معه حديثا عن الفرقة وتأسيسها وشيئا عن شئونها وأعضائها والفنون الشعبية التي تمارسها.

وانطلقنا مبكرين في أحد الأيام متوجهين إلى آخر حدود الباطنة(30) من عمان وشمالا إلى صحم وصحار وفي أطراف صحار وفي محلة تدعى صلان(31) استضافنا السيد سلمان بن وليد رئيس فرقة الليوه والهبوب أو الزار وسجلنا معه حديثا عن فرقته وما تؤديه من الفنون الشعبية المتوارثة.

ثم تركنا صلان بحثا عن منزل رئيس فرقة الرزحة في بلدة الغيل من صحار، وبعد حين من الوقت قضيناه في البحث والتيه بين المحلات ومزارع النخيل، عرفنا من بعض أهله أنه يعمل حارسا لإحدى مدارس البنات الابتدائية، ودلنا عليه أحد الإخوة العمانيين من سكنة المنطقة راكبا دراجته الهوائية وهو يسير أمام سيارتنا حتى وصلنا إلى تلك المدرسة. وحدّثنا الرجل عن طبيعة مهمتنا فرفض أن نسجل معه أو نأخذ منه اية معلومات إلا بأمر من الوالي يستدعيه هو وأعضاء فرقته إليه وهناك فقط يمكنه أن يدلي بما لديه من معلومات.

وفي المساء من ذلك اليوم وبعد عودتنا من صحار ورغم أن السفر والتجوال قد أخذا منا كل مأخذ توجهنا مباشرة إلى بركاء حيث كنا مدعوين إلى عرس الشاب صالح بن عبدالله الفارسي أحد أقارب الحاج شعبان بن محمد الفارسي الذي استقبلنا استقبالا طيبا  وقدّمنا إلى صدر المجلس بين المدعوين لنشاهد عن كثب فرقة المدعوة سلمى والمشهورة باسم سلموه لفن الدان دان. ويشبه هذا الفن الجربة أو الهبان(32) في ايقاعه. ورأينا اثناء ممارستهم له بعض المراسم والطقوس المتبعة في عرس هذه المنطقة من عمان، وكان بالقرب مني أحد أقارب العريس وهو الأخ احمد بن سلمان الفارسي  يشرح لي كل ما يجري أمامنا حتى لا يلتبس الأمر علينا ولكي يسهل علينا مهمتنا بالموقع. وقد أمضينا هناك وقتا طويلا حتى بعد منتصف الليل ونحن في غاية السعادة في تسجيل وصلات من هذا الفن العماني الأصيل.
وفي اليوم التالي توجهنا مرة أخرى إلى ذلك العرس في بركاء لنتابع بقية مراسيم الزواج ولمشاهدة المزيد من فصول فن الدان دان. واستقبلنا الحاج شعبان بن محمد الفارسي وقادنا الى منزل قريبه الأخ أحمد بن سلمان الفارسي وفي مجلسه العامر عرض علينا أشرطة مسجلة عن الفنون الشعبية العمانية من تلك التي سجلت بمناسبة العيد الوطني للسلطنة الشقيقة والتي أقامها نادي بركاء الرياضي والثقافي في حفل بل في مهرجان شعبي كبير .

كما شاهدنا فيلما مسجلا عن (المناطح)(33) وهو الاسم الشعبي لمصارعة الثيران عندهم وهي رياضة بين الثيران فقط يستمتع بها أهل بركاء في عصر كل يوم جمعة ويحضرها جمع غفير من الناس من هذه الولاية والولايات والقرى والمدن المجاورة.

وبعد مشاهدة ممتعة أخذنا الأخ أحمد بن سلمان الفارسي إلى موقع العرس مرة اخرى لنستمتع بفاصل من أغاني فن الدان دان، وبعض مراسم الزواج التقليدي العماني وهي دهن أو طلاء جسد العريس بدهن الصندل على صوت إيقاعات هذا الفن الجميل وشدو المؤدين من الرجال والنساء.

ولا ننسى في تلك الحظات الجميلة محاولات الاخ الفارسي لإقناع سلموه رئيسة الفرقة للتحدث معنا عن الفرقة وفنونها دون جدوى إذ أنها اصرت بأنها لا تحسن الحديث. وفي نهاية الحفل شكرنا لأهل العرس حسن الوفادة وكرم الضيافة، وثمّنا تعاونهم الكبير مع فريق العمل وقدّرنا لهم السماح لنا بالتسجيل والتصوير.

وعندما رجعنا الى مدينة مسقط العاصمة كانت لنا فرصة لقاء فرقة موسى بن عيسى لفن الليوه بحلة مدبغا وأبلغنا بأن فرقته تؤدي فنونا أخرى غير الليوه كفن النوبان أو الطنبورة وكتميري.
ولقد كان مرافقنا وسائق السيارة من قبل العلاقات العامة بوزارة التراث القومي والثقافة أكبر معين لنا في تذليل مصاعب رحلتنا وتجوالنا ونحن نجوب السلطنة شرقا وغربا، جنوبا وشمالا للتعرف على فنون عمان الشعبية ومواطن الحرف الشعبية التقليدية العريقة والكثير من العادات والتقاليد لشعب عمان الطيب.

الهوامش والمراجع

1 -  تأسس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في مدينة الدوحة بدولة قطر في مطلع عام 1982 كمؤسسة إقليمية خليجية مشتركة تنفيذاً لقرار المؤتمر السادس لوزراء الإعلام بدول الخليج العربية الذي عقد في مسقط بسلطنة عمان في الفترة 9-12 مارس 1981م. وفي ديسمبر من عام 1983م أشهر كمؤسسة إقليمية تتمتع بالشخصية القانونية المستقلة. واتخذ من مدينة الدوحة مقراً له. وفي عام 1991 م أصبح أحد المؤسسات المستقلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الست (دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت). وأسهم بشكل فاعل في الاضطلاع بإدارة النشاط التراثي على ربع قرن تقريبا. كان يجمع ويوثق التراث الخليجي بشكل دؤوب ويجمع المختصين من كافة الدول العربية المعنية، وقد صدرت نتائج هذه الدراسات ووثقت في عدد من المطبوعات يمكن الرجوع اليها للفائدة.
وكانت أهداف المركز ما يلي:
جمع وتدوين وتحقيق كل ما له علاقة بالتراث الشعبي في دول الخليج العربية، والذي يمثل روح الشعب وحكمته وإبداعاته المختلفة، مما عبر به عن الحس الجمعي أو الفردي على مر الأزمان.
تقديم الدراسات ونشرها حول التراث الشعبي الخليجي من منطلق الدراسة الشاملة للتراث الشعبي العربي وربطه بالتراث الشعبي للعام لمعرفة الأصول والمكونات الأولى وخصائصها ومدى تفاعلها ، وللتعرف على ملامح وموروثات الشرق القديم وتحديد دور ومكان التراث العربي فيها.
رعاية هذا التراث كثروة وطنية وقومية، وحمايته من استغلال الغير له، والحفاظ على حقوق الدول المتعاقدة المعنوية والمادية الخاصة به وإرساء قواعدها.
تأكيد المحتوى الوطني لطبيعة العمل الميداني لتجميع التراث الشعبي وحفظه عن طريق خلق مشاركة شعبية واسعة تساهم في جمع المواد وتسند العمل الرسمي في حماية التراث ورعايته.
إنشاء مركز معلومات متخصص للتراث الشعبي بأحدث الأساليب العلمية ليكون مرجعاً لجميع الدارسين.
العمل على إدخال المناسب من الثقافة الشعبية وما طرحته من قيم سامية إلى مناهج التربية الحديثة بالدول الأعضاء.
تطوير إمكانيات الدول الأعضاء في مجال الاهتمام والرعاية الخاصة بالتراث
ومن الوسائل التي اتخذها لتحقيق تلك الأهداف ما يلي:
اعداد مشاريع الجمع الميداني التخصصية وتنفيذها في الرقعة الجغرافية للدول الأعضاء.
إقامة الندوات والحلقات الدراسية والدورات التدريبية.
طباعة ونشر وترجمة كل ماله علاقة بالمأثور الشعبي في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
إنتاج المـواد السمعيــــة والبصريـــة للتعريــف بتراث المنطقة الشعبي.
توطيد الصلات بين المركز من جهة، والمؤسسات والمراكز الشبيهة من جهة اخرى،وتنشيط هذه الصلات بما يعود بالفائدة على الجانبين.
2 -  الاستاذ علي عبدالله خليفة الذي كان وقتئذ القائم بأعمال مدير عام مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية قبل ان يعين رسميا مديرا عاما له.
3 -  الاستاذ عبدالله صالح الرئيسي وكان يشغل وظيفة مدير الشئون الادارية والمالية بالمركز المذكور
4 -  المهندس فرج لبيب وهو مصري الجنسية وكان (مهندس صوت) واجهزة سمعية وبصرية بالمركز، ويفرغ في وقت الحاجة للعمل مع فريق الجمع الميداني
5 -  السوما من الفنون القليلة الانتشار، ويقوم بممارسته عدد من الشباب في جو من المرح على دقات طبل كبير في ايقاع لا يكاد يتغير واغان قصيرة مبهمة الكلمات وهم يؤدون رقصات في حركات سريعة.
6 -  صور هي أهم ولاية بالمنطقة الشرقية في سلطنة عمان، وهي عاصمتها الإقليمية. وتقع على بعد 150 كم جنوب شرق العاصمة مسقط. اشتهرت صور قديماً ولا تزال بصناعة السفن البحرية والصيد والنقل البحري. ولها تاريخ بحري عريق. تطل على البحر من جهة الشرق، وتقع في أقصى الشرق من  سلطنة عمان. ويعتبر منارها المقام لإرشاد السفن نحو الساحل العماني من أقدم المنارات البحرية في جنوب شبه الجزيرة العربية.
7 -  مدينة بركاء مركز ولاية بركاء وهي إحدى ولايات سلطنة عمان الساحلية وتبعد عن مسقط العاصمة حوالي  85 كم. وهي إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة في عمان. تقع على ساحل بحر عمان. ويوجد في ولاية بركاء عدد من المباني الأثرية والسياحية منها  على سبيل المثال حصن بركاء الذي يطل على ساحل البحر. وتشتهر الولاية بصناعة الحلوى العمانية وبمصارعة الثيران التي انتشرت في بركاء مؤخرا. والجدير بالذكر أن الولاية تعد من الولايات الزراعية المهمة حيث تكثر فيهل زراعة المانجو والعلف والليمون والنخيل وغيرها.
8 -  فن الزمط أستعمل في الماضي بشكل عملي لاخراج الماء من البئر، حيث يتم عمل آله تقليدية من خشب شجر السدر أو الغاف، تقف على شكل مثلث مثبت على الارض على كلا جانبي البئر ، وهو ما يعرف محليا بأسم التركيبة ، ويثبت بوسطهما قطع خشبية قوية ويدخل في وسطها ما يعرف بـ (المنجور) وهو عبارة عن بكرة كبيرة يصل قطرها احيانا الى متر واحد. ويتم أدلاء حبل الى داخل البئر يمرر من فوق المنجور أو البكرة الكبيرة الى الطرف الآخر لكي يتم ربطه في احد الحيوانات مثل الثور او الحمار او الجمل. ثم يبدأ الحيوان في سحبه فيخرج الماء من البئر لري المزارع وتلبية الاجتياجات الاخرى. اما اليوم فيقوم الناس بممارسة هذا الفن للمتعة وقضاء الاوقات. اذ تنشأ اشعار والحان تناسب اللحن الخارج من احتكاك الحبل بالمنجور او الزاجرة.
9 -  السريريون والواحد منهم سريري،  والسريريون من القبائل العمانية ويتواجد معظمهم في منطقة الباطنة- بركاء والباطنة - نخل.
10 -  قلاف وجمعه قلاليف وهم صناع السفن الخشبية التقليدية القديمة في منطقة الخليج العربي وكانوا يخيطون الواحها بالحبال ويملؤون ما بينها بفتيل القطن ثم يفرشونها من الداخل بمادة القير او القار لمنع تسرب مياه البحر الى الداخل، وكانوا ينتشرون على سواحل الخليج العربي وبحر العرب.
11 -  يعتبر فن الميدان من الفنون العمانية العريقة وهو فن السمر عندهم، وهو فن قول الشعر المرتجل، ويبرع الشاعر منهم بالتلاعب بالألفاظ في قالب شعري متقن، يعتمد سهولة اللفظ وقوة مبناه، ووضوح معانيه، وقربه من فهم سامعيه. ويقام الميدان في ساحة واسعة بعيدا عن الاحياء، لذا يسمون تلك الساحة بـ (الميدان) فاخذ الفن اسمه من ذلك الميدان. ويمارس فن الميدان في ولايات ومناطق الباطنة والشرقية والظاهرة، وبعض ولايات المنطقة الداخلية من سلطنة عمان. وقد نجد بعض الفروق البسيطة في طريقة أداءه من منطقة الى أخرى. وقد ارتبط الميدان بعدة مناسبات، كالأعراس ، والختان، كما يقام كذلك لمجرد التسلية والسمر. و الميدان ايضا ممارس لعلاج مس الجان. ومن مظاهر هذا الفن نصب (خيمة الميدان) يشرف عليها احد الرجال ويعرف بـ  (أبو الميدان) ويتخذ له عادة احد المساعدين، وقد يكون (ابو الميدان) سيدة إمرأة  يساعدها أحد الرجال.
12 -  فن الطارق من فنون البدو في سلطنة عمان، ويغنى على ظهر الهجن وقد يكون جالسا على الأرض. وقد يشترك اثنان من المغنين في أدائه، حيث يبدأ أحدهما ثم يتلقف الآخر الشعر والنغم من نهاية بيت الشعر ليعيد أدائه صورة طبق الأصل من أداء المغني الأول. ولا يتغير النغم في الطارق من أول القصيدة إلى آخرها. كما أنه يكاد يكون ثابتا من مغن إلى آخر، ومن ولاية إلى أخرى. ويتناول مغني الطارق العديد من أغراض الشعر في غنائه، وإن يغلب عليه الغزل والذكريات، أو مدح الناقة والتغني بخصائصها. ويؤدى الطارق أثناء السير البطيء للهجن. وتختلف تسمية فن الطارق من منطقة الى اخرى في السلطنة.
13 -  فن الدان دان هو فن عربي معروف في سلطنة عمان منذ القدم. و الدان  دان فن يجمع بين الغناء والرقص، ويشترك في أدائه الرجال و النساء معا، إذ تتكون فرقة  الدان دان من صفين متقابلين في كل صف عدد من النساء و آخر من الرجال. ويقف بين الصفين اللذين يقومان بالرقص و الغناء الجماعيين عدد من الرجال قد يكونون ثلاثة أو اكثر يضربون على طبول أسطوانية الشكل، صغيرة الحجم لها وجهان، يسمى الواحد منها (كاسر). و يكون رئيس الفرقة احد هؤلاء الضاربين، و معه شخص آخر يؤدي رقصا منفردا فيقوم بالطواف حول فريق الايقاع و بين صفي الغناء و الرقص . و يبدأ  الدان دان  بأن يغني الصفّــان النص كاملا مرة واحدة، مع تكرار كل بيت ثلاث أو أربع مرات في صوت واحد، ويصاحب ذلك حركات راقصة تتمثل في تقدم كل صف في كل حركة خطوتين للأمام ثم يتأخر خطوتين الى الخلف حسب إيقاع و لحن  الدان دان، ثم تتكرر تلك الحركة طيلة أداء الفن لا تكاد تتغير.
14 -  تعتبر الرزحه من اعرق الفنون التقليدية العمانية وهي من الفنون الرجالية وتنتشر في مختلف ولايات سلطنة عمان، يشارك فيها عدد كبير من الرجال في شكل صفوف متساوية، يتقدمهم رجال يلعبون بالسيوف والتروس. وتعتمد اغاني الرزحه على ابيات شعرية في الفخر والشجاعة والمدح واحيانا الهجاء. ويستخدم في هذا الفن الطبل العماني - الذي غالبا ما يكون متوارثاً في أبناء القبيلة - يتحرك الطبالون بين الصفوف وهم يدقون على الطبول بايقاع ينسجم وكلمات القصيد المغنى. وقد سميت الرزحه رزحه لان الرجال اللاعبون بالسيف كما يعتقدون (يرزحون) تحت أثقال سيوفهم، وعلى كل لاعب ان يتحمل ثقل سيفه وهو يقفز الى الاعلى في الهواء ليهبط واقفا على قدميه. ويمارس فن الرزحه  في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وخاصة في محافظة مسقط، وكذلك في الباطنة وفي المناطق الداخلية والشرقية، وفي بعض ولايات المنطقة الوسطى. ومن الناحية الفنية فان للرزحه  ثلاث مراحل متتالية تؤدى فيها تشكل معاً الصيغة الفنية اللحنية والإيقاعية لهذا الفن العريق، وهي: الهمبل، والقصافي، والرزحه الكبيرة أو رزحة اللال. وجميعها تستعمل الطبول من نوع الرحماني والكاسر ، إلى جانب آلة النفخ المعروفة بـ (البرغوم). وتشتمل أنواع الرزحة على عدد كبير جدا من الاشعار والالحان تعرف عندهم بـ (الشيلات والمقاصب والنوايح) يتم تداولها من جيل الى جيل. وما يزال الشعراء والمغنون الجدد يؤلفون ويبدعون على منوالها في المناسبات الاجتماعية والوطنية.
15 -  تقف اليوم سفينة صحار شامخة الاصلية بمكان قريب من فندق البستان بالعاصمة العمانية مسقط يزورها القاصي والداني بعد رحلتها الشهيرة الى ميناء غوانغتشو بجنوب الصين، فى اواخر يونيو من عام 1981 في رحلة اسطورية مميزة استغرقت اكثر من سبعة اشهر.  و قد تم صنع سفينة صحار بالاسلوب التقليدي القديم لصناعة السفن الخشبية الشراعية فى الماضي. واستخدم خلال رحلتها فنون الملاحة البحرىة القديمة، والاشرعة المعتمدة على قوة دفع الرياح ومراقبة مواقع النجوم لتحديد اتجاهها. والجدير بالذكر ان حكومة السلطنة اشرفت على تنظيم وتسيير هذه الرحلة منذ بدايتها حتى نهايتها . وكما هو معروف فان السلطنة لها تاريخ بحري عريق. وتم اختيار مدينة غوانغتشو الصينية لتكون المحطة التى تقصدها سفينة صحار لانها ارتبطت بعمان بروابط تجارية وثقافية قديمة والغرض اعادة فصول تلك الملحمة التاريخية البحرية لسكان عمان الى اذهان الجيل الجديد.  وبدأ بناء السفينة بعد تهيئة رصيف خاص على شاطىء مدينة صور العمانية , يرتفع عن مستوى البحر بحوالى متر واحد ليكون موقعا للعمل في بناء و تشييد السفينة . و استمر العمل على ايدى 30 رجلا  ولعشر ساعات يوميا و لستة ايام بالأسبوع. ولم يستخدم العمال العمانيون الرسوم فى صناعة السفينة كأسلافهم ولكنهم كانوا يعتمدون فى عملهم على خبرتهم و بصيرتهم ومهارتهم. وقداستخدم فى صناعتها 140 طنا من خشب (الساج) جلبت من غابات الهند واربعة اطنان من حبال الياف جوز الهند استخدمت لربط الاشرعة والصوارى والمراسى. وبعد 165 يوما تم البناء بالاسلوب العمانى التقليدي القديم الذى يعتمد على تثبيت الالواح الخشبية بالحبال . وفي نهاية الامر ظهرت سفينة صحار . واعطيت هذا الاسم بأمر من جلالة السلطان قابوس المعظم تيمنا بإسم مدينة صحار , عاصمة عمان و أهم موانئها فى القرن العاشر الميلادى . ثم انطلقت سفينة صحار فى تمام الساعة الحادية عشرة من صباح الثالث والعشرين من نوفمبر 1980 وعلى ظهرها عشرون بحارا معظمهم من العمانيين تحت قيادة المغامر الايرلندى تيم سيفرن. وواصلت السفينة صحار ابحارها وقد تغلب بحارتها على جميع الصعوبات التى واجهتهم . وعند وصول السفينة الى ميناء غوانغتشو الصينية كانت قد قطعت 6000 ميل بحرى، وهناك لقيت ترحيبا حارا من قبل الشعب الصيني.
16 -  تعتبر ولاية جعلان ولد ابو حسن ثاني أكبر ولايات المنطقة الشرقية مساحة، إلا أن سكانها لا يتجاوزونا الـ  25 ألف نسمة تقريباً. وقد جاءت تسمية الولاية نسبة إلى قبيلة بني بوحسن. وتزخر الولاية بالمعالم الأثرية، كما تتنوع الطبيعة إضافة إلى عيون الماء  والأفلاج. وتختلف حـرف سكان الولاية باختلاف تضاريسها، فحيث تكون الأرض خصبة يزاول الاهالي الزراعة، في حين يقوم اهل البادية برعي الأغنام والإبل. أما سكان ساحل البحر في الولاية فيمتهنون صيد الأسماك. وهناك بعض الصناعات التقليدية التي يمارسها السكان بشكل عام، كالصناعات الجلدية، وصياغة الحلي والخناجر، وصناعة الفخار التي تشكل الأودية الغربية للولاية مصدراً هاما للطين مادتها الخام.
17 -  الليوه من الفنون الوافدة الى منطقة الخليج العربي  وكانت في الماضي تمارس من قبل سكان السواحل الذين كانوا يمتهنون الغوص والصيد والسفر للتجارة الى سواحل أفريقيا الشرقية. وفي الغالب فقد جاء هذا الفن مع الأفارقة القادمين للعمل بالمنطقة والذين شغفوا به كثيرا، فمارسوه في الأفراح والمناسبات، وخاصة ان فن الليوه يدخل البهجة والسرور إلى نفوس مؤديه ومشاهديه بسبب إيقاعها المتنوع السريع. ويبدأ هذا الفن بأن يدخل المشاركون فيه حفاة في شكل حلقة يتوسطهم عازف المزمار او (الصرناي) وتتشابك أيدي الرجال في الحركة متقدمين خطوتين للأمام فخطوتين الى الخلف ، ويدورون بعكس عقارب الساعة. وتعتمد هذه الرقصة على استخدام طبل كبير وآخرين بأحجام مختلفة ويتم الدق على هذه الطبول بالأيدي مباشرة، ويختص عازف منهم للدق على صفيحة فارغة باستخدام عصاتين من الجريد ، ويكون الراقصون هم الكورس بنفس الوقت. ويمكن أن يصل عدد الراقصين إلى 40 أو أكثر ، وعادة ما يتجول عازف الصرناي في وسط الراقصين والمغنين.
18 -  يعد فن الشرح من الفنون الشعبية في السلطنة والتي حافظ العمانيون على أصالتها. وهو فن يجمع بين شعر  المديح اوالذم وبين الأداء الحركي والإيقاعي, ويشترك في أدائه النساء والرجال . ويتشابه هذا الفن مع فنون أخرى وقد تختلف مسمياته من ولاية الى أخرى. ويحافظ أهل ولاية قريات على فن الشرح وهويته رغم الحداثة والتطور. ويستعمل فن الشرح في التداوي الشعبي. وعادة ما يستقبل الضيف والطارب الراغب لفن الشرح باللبان وماء الورد، كما ان هناك طقوس لا يفهمها الضيف من اول وهلة ولكنه يلاحظها بعد حين، حين تتوالى الطقوس والمراسم من طريقة الجلوس إلى بدء الشرح واستقبال المضيفين والخروج بالزفة ومن ثم إكرام الضيوف. وقد يستغرق الشرح ليلة واحدة وقد يستمر لثلاثة أيام بلياليها،  بحيث يبدأ الشرح أول النهار ويتوقف  وقت الظهيرة ثم يعودون من جديد وقت العصر ويتوقف عند المغرب، ويبدأ ثانية بعد العشاء ويستمر حتى نهاية السهرة. وتستخدم في فن الشرح إيقاعات خاصة هي الرحماني وثلاثة مراويس. ولفن الشرح انواع تختلف في الكلمات والرقص والطقوس وهذه الأنواع هي ( الزفين ـ والقادري ـ والعيدروسي ـ والرفاعي ـ وفن الحلايل ـ والزفة ـ والساحلي), والزفين هو من أشهر انواع الشرح ويتميز بالفاظه الرنانة المعبرة.
19 -  الامبم او رمسة الامبم وهو فن من فنون الشعر الشعبي الملحون ويكون بين شاعرين او شاعر وشاعرة او شاعرة وأخرى وهو دليل آخر على براعة العمانيين في قول الشعر وارتجاله.
20 -  تبين بعد بحث وتقصي ان الراوي جمعة بن فيروز كان يقصد فرقة البشاير العمانية للفنون الشعبية ومقرها مدينة السويق والتي تمارسعددا من الفنون الشعبية المعروفة في عمان والتي اشتهرت بها.
21 -  فن المغايض من الفنون الشعبية المتوارثة والتي تمتاز به المنطقة الشرقية من مناطق عمان. ولهذا الفن عدة نوايح أو الحان جميلة ومحببة تنم عن روعة في الاداء وقبول من قبل المتلقين. ويمارس هذا الفن لاعداد العروس للزفاف، ويستمر الغناء من الصباح حتى الظهيرة حين يستريح الجميع بعض الوقت ويتناولون طعام الغداء ثم يواصلون اداءهم ثانية بعد صلاة العصر وقد يواصلون غناءهم حتى الليل، كل ذلك وفقا لاتفاقهم مع اهل العرس. وكثير من الناس بالمنطقة يطلبون هذا الفن لرقته وجماله واستحسانه، الذي يؤديه الرجال مع النساء على حد سواء،  في صفين متقابلين صف للرجال و آخر للنساء، ويكون بينهما الطبول من نوع الكاسر والرحماني.
22 -  مدينة نزوى في ولاية نزوى وتبعد عن العاصمة مسقط 170 كم، وتعد مركزا إدارياً للمنطقة الداخلية، وإحدى أشهر ولايات السلطنة نظراً لمكانتها بين سائر الولايات الأخرى على مر العصور وقد أخذت هذه الولاية إسمها من نبع ماء بوسط المدينة بالقرب من القلعة والجامع هو (عين نزو). وقد انتعشت نزوى و ازدهرت بالعلم والعلماء وطلبة العلم. ومن أهم المعالم الأثرية في الولاية قلعة نزوى التاريخية و العديد من الحصون والأبراج والمساجد الأثرية القديمة والمواقع السياحية.  وتنتشر في انحاء الولاية الأفلاج والعيون ، حيث يزيد عددها عن 89 عيناً وفلجاً. ويعتبر الجبل الأخضر بمدرجاته الزراعية الخضراء معلماً سياحياً رائعاً، ويتميز الجبل الأخضر بإنخفاض درجات الحرارة، حيث قد تصل إلى تحت الصفر خلال فصل الشتاء ، فضلاً عن هطول الأمطار لفترات طويلة مما يجعله مخزوناً وفيراً للمياه تستقي منه القرى والولايات الواقعة على سفوحه التي تكسوها أشجار انواع الفاكهة والخضروات، الى جانب زراعة البن . وتشتهر أسواق نزوى الشعبية منذ القدم بحركتها التجارية طوال العام ، فمدينة نزوى تعد من أهم مدن السلطنة ومن أكبرها وتمثل همزة وصل بين عدد من مناطق السلطنة. كما يوجد بها سوقان قديمان هما سوق الصنصرة وسوق نزوى الغربي الذي تم إعادة بناءه على الطابع الإسلامي العماني المميز. وتضم تلك الأسواق الكثير من المنتجات المحلية من  الحرف والصناعات التقليدية، والمصوغات الذهبية والفضية ومنتجات صناعة الخشب والنحاس والنسيج والصناعات السعفية والصاروج العماني، بالإضافة إلى المحلات المنتشرة في منطقة السوق ومن الملاحظ أن جميع أسواق نزوى القديمة والحديثة تجتمع في المنطقة المحيطة بقلعة نزوى التاريخية.
23 -  تتمتع الحلوى العمانية بشهرة واسعة داخل البلاد وخارجها، وتعد رمزا عمانيا للكرم والأصالة والضيافة، ذلك لأنها ارتبطت بالإنسان العماني ارتباطا وثيقا تمثل ماضية العريق في عاداته وتقاليده وأسلوب حياته. ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء، وكذلك السمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الجبل الأخضر، حيث تخلط هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العماني الماهر وتوضع في (المرجل)، وهو قدر خاص بالحلوى، لمدة لا تقل عن ساعتين. وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا انه يفضل أن تصنع على مواقد الحطب - كما هو الحال قديما - من اغصان (شجر السمر) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان. وتحتفظ الحلوى العمانية بجودتها لأكثر من أربعة أشهر بدون أجهزة أو مواد حافظة. وعادة ما تقدم الحلوى في(الدست)، وهو طبق دائري كبير خاص بالحلوى. وتختلف انواع وأحجام أواني التقديم فمنها ما هو مصنوع من الفخار أو المعدن أو البلاستيك، وذلك حسب الطلب ونوعية المناسبة. فالحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه، فلا يخلو بيت عماني من الحلوى العمانية خاصة أوقات الاحتفالات والاعياد والافراح والمناسبات الدينية وغيرها فهي بحق زينة المائدة العمانية.
24 -  تشتهر مدينة بهلاء  بقلعتها التاريخية التي تعتبر من الناحية المعمارية من أجمل قلاع سلطنة عمان ومن أقدمها، إذ يعود تاريخ بنائها إلى عصور ما قبل الإسلام. وهي أول موقع في السلطنة يتم ادراجه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1987. وتشتهر المدينة بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقرب من الـ 13 كم ، ويعود تاريخ انشاؤه إلى عصور ما قبل الإسلام. ووتشتهر المدينة بصناعة الفخار وتجارته، فسوق بهلاء الشعبية للفخار هي الأهم والاقدم في عمان. حافظت بهلاء على تقاليد صناعته وتسويقه، حتى اشتهرت بطراز مميز من الاواني الفخارية والذي اصبح معروفا عند علماء الآثار بـ طراز بهلا.  ويحرص المسئولون على المحافظة على بيوتها القديمة ذات الطابعها المعماري المميز والمرتبط بقلعتها التاريخية. ولا زالت طرقها وشوارعها الضيقة كما هي منذ القدم. وما يزال الحرفيون في بهلاء يحافظون في صناعة الفخار على النمط الأصيل المتوارث حتى اليوم.
25 -  العوسج والاسم العلمي له (Lycium Shawi) وهو نبات ذو أشواك ينبت عادة في الأراضي الجافة والحارة لأنه يعيش على القليل من الرطوبة. وهو عبارة عن شجرة شوكية معمرة يصل ارتفاعها إلى حوالي المترين. وله سيقان خشبية متفرعة والفروع متعرجة ومتداخلة، وأوراق صغيرة وبسيطة ذات لون أخضر يميل إلى الصفرة، ويوجد على جانب الأوراق شوك حاد وهذه الأشواك سامة، والأزهار فيه أحادية تخرج في الجانب المقابل لمجموعة الأوراق وهي جرسية الشكل لونها بيضاء يميل إلى الزرقة، والثمرة لبية عنبية لونها أخضر، وعند النضج يتغير إلى اللون الأحمر،وهي حلوة المذاق وتؤكل،كما تحتوي على بذور كثيرة والبذرة شكلها كلوي منضغطة وذات لون بني.
26 -  مطرح هي توأم مدينة مسقط العاصمة. وتعد مركزاً تجارياً هاماً على مر التاريخ، وتعتبر ميناء عمان العريق ويعد سوقها من الأسواق التراثية القديمة حيث كان ولا يزال يستقبل العديد من البضائع العمانية والمجلوبة من الخارج، ويعتبر هذا الميناء هو المغذي الرئيسي للأسواق العمانية في أنحاء السلطنة بالبضائع المختلفة. وتعتبر ولاية مطرح من الولايات التي تشتهر بالزراعة منذ القدم حيث كانت تزخر بأشجار النخيل وفيها أفلاج وآبار من اهمها فلج الوطية الذي ينبع من (وادي عدي) وفلج آخر ينبع من (الوادي الكبير) ويمر تحت قلعة (بيت الفلج) ويسمى (فلج الفلج) . وتزخر مطرح بالعديد من المعالم التاريخية والسياحية. وتعد قلعة مطرح من أبرز معالمها التاريخية والتييعود تاريخ بناءها الى  القرن السادس عشر الميلادي، بالإضافة إلى العديد من الأبراج المنتشرة في أرجاء الولاية. ومن الأسوار القديمة الموجودة في ولاية مطرح سور روي وسور مطرح القديم الذي تتميز أبنيته بروعة في التصميم الهندسي. وفيها العديد من المباني القديمة التي تتسم بشرفاتها المطلة على الطريق البحري وتمتاز بروعة الهندسة العُمانية المعمارية. وتعد قلعة بيت الفلج التي بناها السيد سعيد بن سلطان في عام 1845م من بين المعالم التاريخية الرئيسية التي تسطر تاريخ وأمجاد هذه الولاية الحافل بالمنجزات الحضارية والتاريخية. ويعد سوق مطرح الشعبي من الأسواق العُمانية ذات الطابع التقليدي وهي مقصد الزوار من داخل السلطنة وخارجها يستمتعون بعبق الماضي التليد بما توفره من سلع ومقتنيات ومشغولات يدوية قديمة.
27 -  السويق هي إحدى الولايات العمانية في محافظة شمال الباطنة فيها العديد من المزارات التاريخية وهي ( 20 سور من الأسوار القديمة و4 أبراج، وعدد آخر من الأبراج والحصون التي تنتشر في قراها المختلفة). أهمها الحصون في الولاية: (حصن الثرمد وآل هلال والمغابشة بالنبرة والبورشيد و هناك العديد من الحصون أو الأسوار المندثرة).
28 -  قرية الملدة تقع في منطقة الباطنة بعمان وتتبع ولاية المصنعة حسب التقسيم الإداري. وتعتبر منطقة زراعية لوقوعها في سهل الباطنة الخصيب. وتربط الملدة ولايات الرستاق وعبري بالعاصمة مسقط وأيضا شمال الباطنة بجنوبها. وتوجد بها قلعة قديمة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر الميلادي.
29 -  ولاية المصنعة هي ولاية عمانية ساحلية تقع ضمن محافظة جنوب الباطنة، تشتهر بالصناعة والزراعة. تضم ضمن أراضيها عدة قرى أهمها البديعة والمصنعة. تحدها من الغرب ولاية السويق ومن الشرق ولاية بركاء ومن الجنوب ولاية الرستاق. وتعد المصنعة ولاية ساحلية، إذ أنها تتمتع بشاطئ طويل وجميل ويعمل معظم سكان قراها الساحلية في صيد الاسماك. وتعد الولاية ذات موقع استراتيجي حيث أنها تتوسط عددا من الولايات المهمة مثل ولاية بركاء، وتتاخم الولاية من جهة الغرب ولاية السويق ذات الكثرة في السكان والمساحة الشاسعة، مما له عظيم الأثر في زياد الحركة التجارية بين الولايتين.و تشتهر بوجود شجرة الأراك وأهم الفنون الموجودة فيها الرزحة وتشتهر بصناعة مراكب الشاش(و هي قوارب مصنوعة من شجر النخيل) وصناعة النيلة لصبغ ملابس النساء، والأبواب الخشبية، وتضم عددا من الحصون والقلاع والأسوار.  كما تشتهر الولاية أيضا بتربية الإبل الأصيلة ويوجد فيها مضمار خاص لسباقات الهجن. كما يوجد بالولاية أيضا حلبتين لمصارعة الثيران واحدة في المنطقة الواقعة بين الشعيبة ومركز الولاية، وأخرى بقرية أبو عبالي الساحلية.
30 -  منطقة الباطنة هي إحدى المناطق التابعة لسلطنة عمان وتعرف باسم ساحل الباطنة إذ أنها تحتل موقعا جغرافيا حيويا على ساحل خليج عمان، حيث تمتد من خطمة ملاحة شمالا إلى رأس الحمراء جنوبا وتنحصر بين سفوح جبال الحجر الغربي غربا وبين خليج عمان شرقا ويصل عرض السهل الساحلي حوالي 25 كم. وتضم المنطقة أكبر عدد من الولايات إذ أنها تشتمل على اثنتي عشرة ولاية, وتنقسم إلى محافظتين رئيسيتين: محافظة شمال الباطنة وجنوب الباطنة وتضم محافظة شمال الباطنة على الولايات: صحار، شناص، لوى، صحم، الخابورة، السويق وتعتبر مدينة صحار اهم المراكز الإقليمية بالمحافظة. وتبعد عن مسقط العاصمة بنحو 230 كم. أما أهم الصناعات التقليدية التي تشتهر بها المحافظة فهي صناعة الخناجر والسيوف والسفن والفخار والخزف والجلد وصناعة الحلوى العمانية. في حين تضم محافظة جنوب الباطنة ولايات الرستاق والعوابي ونخل ووادي المعاول وبركاء والمصنعة، ومركز المحافظة هي ولاية الرستاق.
31 -  صلان من قرى ولاية صحار.
32 -  لجربة أو الهبان وهي أي الجربة أو هو أي الهبان آلة فرايحية  وفن الهبان هو فن الجربة - وأما أنواع فنون الهبان فهي كثيرة ومنها الساحب - والخميرى - واللنقاوى -والدسمالى - والدربازى - والعسلاوى الخ . وهو فن منتشر على سواحل وبلدان الخليج العربي ومنها سلطنة عمان وله مؤديه ومريدوه. ويقام في الافراح والمناسبات الخاصة والعامة ويعتمد على آله الجربة أو الهبان وعدد من الطبول الراس، وايقاعات هذا الفن سريعة ويقوم الرجال باداءه وهم يرقصون في شكل دائري وقد تشارك النساء الرجال في اداءه.
33 -  نطح الثور أي ضربه بقرنه بقوة والمناطح هو ببساطة مصارعة الثيران ولكنها تختلف عن مصارعة الثيران في اسبانيا بأنها في سلطنة عمان تكون بين ثور وثور وليست بين ثور وإنسان، ويستمتع بها جمهور كبير من العمانيين وغيرهم من المقيمين . ومن المؤكد أن الثور القوي هو الفائز دائما.

أعداد المجلة