فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
61

العمارة الواحية بالجنوب المغربي: الخصائص والوظائف وسبل التنمية المستدامة

العدد 61 - ثقافة مادية
العمارة الواحية  بالجنوب المغربي: الخصائص والوظائف وسبل التنمية المستدامة
كاتب من المغرب

 

تقديم:

 تعد العمارة الواحية رمزا من رموز الهوية والثقافة والتطور الفكري لدى الإنسان عبر التاريخ من جهة. وتعبيرا صادقا عن قدرة الإنسان الواحي التأقلم والتكييف مع مجاراة الطبيعية والمناخ الصحراوي الجاف في أوج قسوتها، بالرغم من بساطة التقنيات والمواد المستعملة. إلا أنه استطاع أن يلتحم مع البيئة القاحلة والصحراوية، والتغلب على المشاكل المناخية والبيئية القاسية المحيطة بها من جهة أخرى.

وتعتبر العمارة تراثا إنسانيا ماديا، يعبر عن مدى اهتمام الإنسان بالفنون والعمارة الإسلامية وعن حضارة وثقافة المجتمع. فقد لعب الجنوب المغربي في تاريخ المغرب أدوارا تاريخية وطلائعية وعصورا زاهية من الازدهار الاقتصادي والنمو العمراني، وهذا بفضل موقعها الجغرافي الذي لعبه عبر التاريخ كبوابة نحو الصحراء، وصلة وصل بين بلدان البحر الأبيض المتوسط والاطلنتي وبلدان غرب إفريقيا، مع البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. وتعد القصور والقصبات والأبراج والأسواق والبنايات القديمة من أكبر المحطات التجارية التي ساهمت في التطور المعماري بواحات الجنوب المغربي. 

 لقد تحدث الكثير من المؤرخين والرحالة العرب والأجانب عن الجنوب المغربي وعن مؤهلاته وبنياته الاجتماعية والثقافية والسياسية وعن خيراته الطبيعية والبيئية والجغرافية. ولعل ما يؤشر عن ذلك كون المنطقة وفرت للإنسان المحلي المسكن والمبيت والعيش، بحيث فكر في إنشاء أنماط معمارية وعمرانية معينة تتلاءم مع خصوصيات المنطقة والبيئة الواحية والصحراوية. سارت هذه العمارة الواحية والصحراوية تصارع الزمن وتقلبات المناخ والطبيعة، فهي في مجملها بنايات شيدت بمواد محلية لكن بطرق وتقنيات ومهارات جد احترافية انطلاقا من البيئة والمحيط الايكولوجي. فلا يمكن فهم العمارة إلا بنظرة أكثر شمولية وأكثر تعمقا1.

 وقبل الحديث عن وظائف وخصائص العمارة الواحية، لابد في البداية من توضيح بعض المفاهيم الرئيسية للدراسة. فماذا نقصد بمفهوم العمارة؟ وما هي أهم العوامل المساهمة في نشأتها أو في تخطيطها وتوجيهها؟ وماهي خصائصها ومميزاتها؟.

مفاهيم الدراسة:

1)    العمارة:

 أصل كلمة العمارة هي عَمَرَ، وهي تشمل كل ما هو على وجه الأرض من مباني ومنشآت ومساكن سواء كانت من إنتاج المتخصصين المعماريين أو غير متخصصين. والعمارة هي أم الفنون وأولها وهي التي تضم كل الفنون الأخرى وتوفر لها البنية المناسبة للعمل والظهور، وتعتبر من أكثر الفنون فائدة للإنسان2.

لقد ظهرت تسمية العمارة في العالم الغربي بمعناها الحديث خلال القرن 16م، حيث لم يكن هنالك انفصال بين الفن والعلم3، وفي جميع الأديان نجد أن العمارة لها دور كبير في تجسيد القيم الروحية والدينية. وتشمل كلمة العمارة عدة مجالات مختلفة من نواحي المعرفة والعلوم الإنسانية والرياضيات والعلوم التكنولوجيةوالتاريخ وعلم النفس والسياسة والفلسفة والعلوم الاجتماعية والفن والموسيقى وعلم الفلك. 

2)    الواحة :

 يعتبر مفهوم الواحة (ترڭى/ Targua) من المفاهيم التي راودت الباحثين في مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا. وتتفق جل المصادر اللاتينية على أن كلمة الواحة ترجع إلى اللغة المصرية، بحيث انتقلت إلى اللغات الأجنبية عن طريق الإغريق4. وبالخصوص اللغة العربية فلم تستعمل الكلمة في كتب الرحالة والجغرافيين المسلمين عكس كلمة الصحراء، لكنها استعملت للدلالة على الأماكن الخاصة بالأغراض الزراعية والخصبة5. وظلت هذه التسمية لسنوات طويلة مبهمة ونادرة الاستعمال6، ويعزى ذلك إلى تحوير المصطلح (الواحة) إلى تسميات أخرى كالقفار، الفيافي، الخلاء، الصحراء7 ثم الجزيرة والجزائر للتعبير عن الواحات الصحراوية8.

ومن بين التعاريف الاصطلاحية التي حاولت إعطاء مفهوم دقيق ومبسط لمفهوم الواحة نذكر على سبيل المثال: أولا، هي الماء الدوام وفي أغلب فصول السنة، وبمعنى آخر المكان المخصص للزراعة بالصحراء أو المكان الخصب بها9. أيضا، تعرف بالقلب النابض لمنطقة صحراوية جرداء، ومركز خاص لمنطقة شاسعة معزولة ومطوقة من سائر الجهات باستثناء جهة الشرق10. وأحيانا تعني مجالا أخضر، تتميز بمناخها المحلي ونظامها الزراعي الكثيف والمتنوع وسط محيط نباتي وبكثافتها السكانية العالية وتنوع الأنشطة الاقتصادية11.

وفي مقابل هذا، تعتبر الواحة مجال ميكروسكوبي تعني حضارة تجاوزت البدائية عبر نمط العيش والاستقرار وبناء القصور وإقامة تجارة مزدهرة12. كما أنها فضاء لمزاولة الزراعة والاستقرار وسط محيط قاحل13. ويطلق عليها ببلاد النخيل والثمر، ومعجزة الماء أو المجتمع السقوي14، ويعود تاريخها إلى فترات تاريخية قديمة بالمغرب. وقد انتظرنا كثيرا الدراسات التي وثقت شجرة النخيل وصول العرب إلى شمال إفريقيا15.

والى جانب هذه التعريفات، هناك اتجاهات أخرى ترى بأن الواحة ليست ظاهرة صحراوية حتمية، بل هي نتاج تفاعلات طبيعية وإبداعات بشرية عبر التاريخ والزمان، وتمثل مشهدا تراثيا وثقافيا وإنسانيا عالميا16. وإجمالا، يمكن تقسيم الواحة إلى نوعين: أولا، الواحات ذات الخصائص السقوية الزراعية كواحات آسيا الوسطى والنيل وتسمى بالواحات الباردة. وثانيا، واحات القوافل التجارية التي تقع في ممرات طبوغرافية ضيقة ومواقع استراتيجية مهمة. وهي واحات فقيرة الموارد الطبيعية، يرتبط مصيرها بمياه الأودية وتعاني من قساوة المناخ والقحولة وتسلط الرحل17. إذن فالواحات، هي أماكن للذاكرة تختزن أجزاء مهمة من التاريخ الطبيعي والثقافي والحضاري.

3)    التنمية المستدامة:

 يعتبر مفهوم التنمية المستدامة من المفاهيم الحديثة في الاستعمال والتداول العلمي والمعرفي، ويتكون هذا المفهوم من كلمتين: أولا، التنمية. وثانيا، المستدامة. 

فالتنمية هي عملية توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمام الفرد، وأهم هذه الخيارات المتشعبة هي أن يحيا الناس حياة طويلة وخالية من العلل وان يتعلموا، وأن يكون بوسعهم الحصول على المواد التي تكفل المستوى المعيشي الكريم18. ومن جهة أخرى، هي مجموعة من الوسائل والطرق التي تستخدم من أجل توحيد جهود الأهالي والسلطات العامة بهدف تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمعات القومية والمحلية وإخراج هذه المجتمعات من عزلتها لتشارك إيجابيا في الحياة القومية، وبالتالي، تساهم في تقدم البلاد19. 

إذن، يمكن تعريف التنمية بأنها عبارة عن مجموع التغييرات الهيكلية والوظيفية في المجتمع التي تمكنه من الخروج من حالة الركود والتخلف إلى حالة التقدم والنمو.

 أما كلمة الاستدامة أو المستدامة فيعود هذا المصطلح إلى علم الايكولوجيا حيث استعمل للتعبير عن تشكل وتطور النظم الديناميكية التي تكون عرضة نتيجة ديناميكيتها إلى تغيرات هيكلية تؤدي إلى حدوث تغير في خصائصها وعناصرها وعلاقات هذه العناصر منع بعضها البعض. فمن الناحية اللغوية، فقد جاء فعل استدام الذي جذره دوم، بمعنى المواظبة على الأمر، وبالتالي يشير إلى طلب الاستمرار في الأمر والمحافظة عليه20.

 وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح التنمية المستديمة جاء على صيغة اسم مفعول وهي أكثر دقة من التنمية المستدامة على اسم فاعل. وذلك من منظور ما يعكسه المعنى اللغوي في كلا الحالتين واستخدام مصطلح التنمية المستدامة أي المستمرة لا يقدم شيئا جديدا في هذا المجال. وبخصوص واضعي مصطلح التنمية المستدامة فقد يرون أن نتيجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي أصبحت تحول دون استمرارية عملية التنمية21. وهنالك من يقول من الدارسين التنمية المستدامة والبعض الأخر ينعتها بالتنمية المستديمة ترجمة للمصطلح الانجليزي: Sustainable Development . 

 ومن الناحية الاصطلاحية، ورد مفهوم التنمية المستديمة لأول مرة في تعريف اللجنة العالمية للبيئة والتنمية عام 1987م، وعرفت هذه التنمية في التقرير على أنها: تلك التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساواة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجياتهم22. وفي تعريف آخر نجدها ويقصد بها: التنمية التي تعني حاجيات الجيل الحالي دون الإضرار والمجازفة بقدرة الأجيال القادمة (المستقبل) على الوفاء باحتياجاتها23. 

 لقد جاء مفهوم التنمية المستديمة كرد فعل على المشكلات البيئية الكثيرة والخطيرة التي بدأ العالم يواجهها نتيجة سياسات واستراتيجيات التنمية المطبقة، لكن القضية ليست مجرد مشاكل وتحديات بيئية يواجهها العالم بقدر ما هي قضية مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية القائمة في مناطق العالم والتي اصطلح على تسميتها في الأدب التنموي الحديث باسم ظروف التنمية Development Circumstance. أما البنك الدولي فيعرف التنمية المستدامة بأنها تلك العلمية التي تهتم بتحقيق التكافؤ المتمثل الذي يضمن إتاحة نفس الفرص التنموية الحالية للأجيال القادمة وذلك بضمان ثبات رأسمال الشامل أو الزيادة المستمرة عبر الزمن24. وفي ظل هذه التعريفات يمكن القول إن التنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولكن ليس على حساب البيئة وهي في معناها العام لا تخرج عن كونها عملية استغلال الموارد الطبيعية بطريقة عقلانية وبطرق وأساليب لا تفضي إلى إنتاج نفايات بكمية تعجز البيئة عن امتصاصها وتحويلها وتمثيلها. فمفهوم التنمية المستدامة هو مفهوم شاسع وواسع شامل لنوعية الحياة سواء في الحاضر أو المستقبل. 

واحات الجنوب المغربي:

الموقع الجغرافي والتوطين الفلكي

 تتموقع واحات الجنوب المغربي في القسم الشمالي من الصحراء، وهي منطقة انتقالية بين المنطقة النباتية المتوسطية وبين الصحراوية (Sindienne). وتنتمي إلى نطاق الواحات المغربية التي تمتد جنوبا وشرقا على حدود المنطقة الصحراوية، والمتميزة بمناخ صحراوي معتدل وهي منطقة مناخية متوسطية26.  

 و تتمركز الواحات المدروسة في وسط المملكة المغربية، خاصة في الأحواض النهرية التالية: حوض فكيك، كير، زيز غريس، درعة، كلميم. وكل هذه الأحواض مقسمة بدورها إلى أحواض صغرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر تنقسم واحات وادي صياد المنتمية إلى حوض كلميم وهي كالآتي: واحات واد صياد العلوي (كواحة تغجيجت، أداي، تكجكالت، أمتضي، تليليت، تيمولاي، إفران). وثانيا، واحات واد صياد السفلي (كواحات ترڭامايت، فاصك، تيغمرت، أسرير).

أنواع العمارة الواحية بالجنوب المغربي:

1)    القصور:

 توجد بالواحات مبان تتسم بالعظمة والسمو، وتتشكل أساسا من بنايات معمارية تعرف بالقصر. وكلمة قصر مفادها المنزل، وقيل كل مبنى من حجر، فسمي بذلك لأنه تقصر في الحرم27. 

 القصر، من الناحية اللغوية ورد في لسان العرب وهو المنزل وقيل كل بيت من الحجر قرشية سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرم أي تجس «وجمعه قصور والمقصور هو الدار الواسعة الكبيرة المحصنة وقيل أصغر من الدار»28. ويطلق مصطلح القصر على كل البيت الضخم العالي وجمعه قصور29. 

 واصطلاحا، يقصد بالقصر صنف من السكن التقليدي تشتهر به الواحات الجنوبية الممتدة بين الأطلس وتخوم الصحراء. فهو تجمع سكني متلاحم30، يشكل بذلك مدينة أو قرية تشغل مساحات كبيرة31. وتقطن فيه مجموعات بشرية تنتمي إلى أصول عرقية مختلفة تجمعهم مصالح وأهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية مشتركة32. و يوجد في اماكن استراتيجية مرتفعة تحيط به أسوار سميكة تحتوي على مداخل وأبراج للمراقبة33. 

 أيضا، يعني القصر بناءا مخصصا لحاكم أو السلطان، لأنه مكان سيد القوم وأغنيائهم. وقد اتسمت هذه القصور بفخامة بنائها وحسن تخطيطها وروعة زخرفتها. أما القصر في الصحراء أو الواحات فهو ذلك الفضاء المشترك المغلق والمقسم إلى مرافق ومساحات موزعة توزيعا دقيقا ونوعيا. فهو عبارة عن نسيج عمراني تشترك فيه مجموعة بشرية ذات المحصلة الواحدة أو الانتماء الواحد، تختزن فيه المحاصيل الزراعية وتستعمله في وقت السلم لممارسة نشاطاتها المختلفة والمتنوعة وفي وقت الحرب كملجأ ضد الأعداء»34.

 فالقصر عبارة عن نسيج عمراني متلاحم ومتماسك، شيد على ربوة في وسط الواحات أو فوق الجبال المحاذية للأطلس الصغير أو المتوسط. يحاط به سور عالي، وتتضارب الآراء حول تاريخ نشأته والأرجح أنه خلال فترات قديمة، لكنه تطور عبر الوقت والزمن ووفود عناصر جديدة للمنطقة، فامتزجت فيه الثقافة المحلية مع الثقافات الوافدة. فغدا القصر العتيق شأنه شأن المدن الإسلامية المبكرة. 

 وتتوفر الواحات والصحارى بالجنوب المغربي على قصور محصنة تدعى تيكمي (Tigmui) أشبه بنظام أكادير وايغرم35. و يمثل القصر نمطا معماريا فريدا من نوعه سواء من حيث الشكل والمحتوى. ويتكون من مجال مشترك قوامه السور الخارجي والأبواب الرئيسية والساحات العمومية والأزقة ودار القبيلة والمسجد والمصلى ومجال خاص يشمل المنازل وملحقاتها وغيرها من المرافق36. كما عرف أيضا، بتلك الوحدات السكنية التي تراعي مجموعة من المتغيرات الايكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية من حيث الشكل والمورفولوجية والمساحة ومواد البناء37، ويوفر الترابط الاجتماعي الغائب في غيرها من أماكن الاستقرار38. 

2)     القصبات:

 يقصد بالقصبة في المغرب بناية محصنة بأسوار متينة تقام بالقرب من الموارد المائية داخل مساحات مرزوعة39. وتستعمل كلمة القصيبة كمرادف للقصبة وهي تصغير للقصبة40 أو القصابي أو الكصابي بصيغة الجمع. وتستعمل الكلمة للدلالة على أشكال معمارية قاسمها المشترك التحصين، إلا أنها تختلف في التفاصيل. وتنقسم إلى عدة أنواع: القصبات العتيقة، والحديثة، والمحصنة، والمجموعات السكنية الحصينة41. 

 أيضا، تعني كلمة القصبة تجمعات حضرية وأهم بناء في المدينة يقوم بتحصينها ومناعتها، إذ توفر مكانا صالحا للمقاومة مدة زمنية طويلة. فهي تشكل ملجئا آمنا لممثل المخزن في حالة هجوم طارئ أو ثورة محلية42، وتسمى محليا لقصبت43. ونقصد بها تجمعا سكنيا محصنا يمنع الغارات والأعداء، وتحتوي على العديد من المرافق الحيوية للساكنة مثل المخازن الخاصة بالغلال والأسلحة وبيوت القواد والوجهاء، والمشور وساحات التجمع والاحتفال وعادة تحاط  بسور أو أسوار منيعة تتخللها أبوب محصنة بوسائل دفاعية متنوعة44. 

3)     المخازن الجماعية:

 ترى بعض الدراسات أن القصور الصحراوية هي مخازن وقلاع تحمي الساكنة والموارد الطبيعية من الهجومات، في حين يتوفر المغرب الصحراوي على العديد من أشكال وأنماط السكن والتخزين الغير معروفة إلى حدود الساعة45.

 إذن فالمقصود بالمخزن هو مبنى مشيد خاص للتخزين، يقع في موقع محصن ومأمون داخل الأودية وعلى جنابتها أو المشرف على البسائط لتسهيل مراقبة المجال وفي الأماكن التي تسمى ترويت بالجنوب الجزائري46 وتوريرت بالجنوب المغربي وبواحات وادي نون بشكل خاص. 

 وبالتالي، يمكن اعتبار المخازن شكلا من أشكال التخزين ومرآة للتنظيم الاجتماعي لدى القبائل والمجتمعات البشرية47. وتنقسم إلى عدة أنواع: أولا مخازن الجبل وهي التي توجد بالمرتفعات الجبلية والمبنية بالحجارة أو المحفورة بالجبال48. ثانيا، مخازن الواحات التي تقع عند قدم السفوح الجنوبية للأطلس الصغير والمشيدة بواسطة التراب المدكوك. وأخيرا، مخازن السهول التي تقع بالهضاب والأراضي السهلية خاصة في المجالات المزروعة والرعوية.

4)      القلاع والحصون:

 الحصن لغة هو كل موضع حصين لا يوصل إلى جوفه، من حصن المكان يحصن حصانة فهو حصين أي منيع. والجمع هو حصون، وحصنت القرية إذا بني حولها49. واصطلاحا، هي كل بناية تحيط بمساحة من الأرض ليحميها ويحصنها ضد أي هجوم أو اعتداء من داخل البلاد أو خارجها50. أو مبنى عسكري مصمم لمقاومة الهجمات، يتكون من منطقة محاطة بجدار منيع ويتواجد فيه الجنود51.

 عرفت الحصون والتحصينات خلال العصور الوسطى بأسوار المدن52. ثم بعد ذلك تطورت تبعا لتطور النظم الاجتماعية للمجموعات البشرية السائدة في تلك الفترة. وتنقسم باختلاف وظائفها من منطقة إلى أخرى وحاجة المجتمعات البشرية إليها والظروف المساهمة في تشكيلها. وتخضع إلى تطور فن العمارة في المراحل التاريخية المتلاحقة53.

5)     الأسواق:

 السوق من فعل ساق، أي المجال المخصص للعملية التجارية أو سوق الماشية التي يريد الإنسان بيعها. وفي اللغة تعني مكان يجتمع فيه الناس، بمعنى موسم معين لتبادل البضائع والسلع54. إذن فهو يدل على المكان أو الفضاء التجاري الخاص بتبادل السلع والبضائع والخدمات.

 تمثل الأسواق بواحات المغرب مراكز النشاط الاقتصادي ومراحل تجارية انعكست بشكل إيجابي على نمطية الأسواق. وتتفرع إلى أنواع كثيرة منها: الأسواق السنوية والموسمية والأسبوعية التي تنعقد في يوم محدد من الأسبوع55. لقد ارتبط هذا المفهوم بفكرة التجمع أو مكان التجارة الذي يتيح فرصة البيع والشراء. ويعرفه ابن خلدون باعتباره فضاء يشمل حاجات الناس فمنها الضروري وهي الأقوات من الحنطة وما في معناها كالباقلا والبصل وأشباهه، ومنها الحاجي والكمالي مثل الفواكه والملابس والمراكب وسائر المصالح والمباني56.

6)     الأبراج:

 وجدت الأبراج على مقدمة وجنبات القصور والتحصينات منذ العصور القديمة. وتعد جزءا هاما من البنايات الدفاعية التي أقامها المسلمون منذ العصور الأولى للفتح الإسلامي حرصا على صيانة وحماية الممتلكات وأرواح المسلمين57.

 يقصد بالبرج تلك البيوت التي تبنى على السور أو على أركان القصر58. وينقسم إلى قسمين: الطابق السفلي والعلوي. كما تتعدد أشكاله ومنها: المربع والمستطيل والدائري، أو شبه الدائري، ومتعدد الأضلاع. ومنها أيضا، الأبراج الصغرى المنتمية داخل أسوار القصر والتي تقوم بدعم البناية، والأبراج المحصنة بجانب المداخل والأبواب الكبرى. وأخيرا، أبراج المراقبة خارج القصور أو المدن قصد مراقبة المجال من تحركات المغيرين59. وتختلف مواد بناء الأبراج وأشكالها حسب الحاجة أو طبيعة الموقع أو التقنيات المتبعة محليا في البناء60.

 تعد الأبراج من أهم المعالم الأثرية التي تعود إلى الفترات الوسيطية والحديثة بالجنوب المغربي. وقد لعبت هذه البنايات الدفاعية أدوارا مهمة ووظائف متعددة ومتنوعة في تاريخ المنطقة خاصة الحماية والدفاع عن الهجومات الخارجية من تمرد القبائل ولجباية الضرائب وتوفير الأمن والأمان لقاطني وساكنة واحات الجنوب المغربي. ومن بين أنواع الأبراج التي نجدها في الواحات: أولا، الأبراج المتصلة بالبنايات الأثرية والتاريخية وبالأسوار التي تحيط بالمدينة أو القصبة أو القصور. ثانيا، الأبراج المنفصلة أي المنفردة وعادة ما نجد هذا النوع من البنايات في السواحل أو في الجبال أو في المناطق الضرورية وغالبا تتوزع هذه الأبراج على مرفق أو مرفقين ضروريين لمعيشة الجنود. ويختلف شكلها وتصميمها من نوع آخر حسب الموقع والمنطقة الجغرافية التي أقيمت فيها أو بحكم الطرق التجارية التي توجد فيه. 

7)     المساجد 

 يسمى المسجد باسم تمزݣيدا بتشلحيت. (Timzguda) فهي كلمة محلية أمازيغية تستعمل للدلالة على المسجد ومادتها الأصلية عربية، وتوجد كذلك هذه التسمية في موريتانيا ونيجر61. ويعتبر رمز من رموز المدينة الإسلامية ونواتها، حيث يربط أصحاب المعاجم أنه كل موضع يتعبد فيه الإنسان فهو مسجد، وجمعه مساجد. ومن جهة ثانية، يقصد به كل مكان يتعبد ويسبح فيه المخلوق للخالق، فهو من الألفاظ الإسلامية التي لم تعرفها الجاهلية ويدل على مصلى الجماعة62. 

 لقد ذكرت كلمة المسجد في القران الكريم بلفظتها ثمانية وعشرون مرة. كما وردت الإشارة إلى ذلك اسم مقام إبراهيم ومصلى مرة واحدة، ولفظة البيوت مرة واحدة63. وتنقسم المساجد بالواحات إلى نوعين: النوع الأول تقام فيه صلاة الجمعة ويقال له مسجد الجمعة أو المسجد الكبير. والنوع الثاني، هو الذي تجرى فيه الصلوات الخمس64.

8)     المدارس العتيقة:

 يعتبر محمد المختار السوسي أول من أطلق مصطلح المدارس العتيقة65، حيث ظهرت بالمغرب في عهد المرابطي مع مدرسة أݣلو التي تتلمذ فيها عبد الله بن ياسين حسب عبد الله كنون66. في حين، أجمعت بعض الدراسات أن ظهورها ارتبط مع العصر المريني في القرن السادس الهجري، إذ نجد ذلك عند أبي زرع مع بداية تأسيسها في عهد يعقوب المنصور الموحدي67. ويرى الأستاذ محمد المنوني، أن تاريخ ظهور مدارس التعليم العتيق تزامن مع المرحلة الموحدية أي خلال عهد الخليفة المرتضى مؤسس جامع ابن يوسف بمراكش ومدرسة القصبة68.

 ويقصد بالمدرسة العتيقة بناية تحبس لمزاولة التعليم وإيواء الطلبة الذين يتوافدون عليها قصد التعلم من مختلف أنحاء البلاد69 والتي تركز على نظام تعليمي وتربوي وديني يشيد غالبا في القرى والجبال والبوادي النائية بسوس، بمبادرة من السكان أنفسهم خاصة العلماء وأعيان القبائل وشيوخ الزوايا الصوفية وعامة الناس70. ويتجلى الفرق بينها وبين المحضرة، باعتبار هذه الأخيرة، تتركز على التنقل والترحال وعدم الاستقرار. فالمحضرة شكل تعليمي بدوي متنقل، يتركز على تلقين البدو خاصة أبناء الرحل مجموعة من المعارف الدينية واللغوية71.

 وعلى العموم، فالمدرسة العتيقة فضاء تعليمي مبني على الاستقرار في منطقة قروية. أما المحضرة فهي مؤسسة تعليمية متنقلة في الصحراء مرتبطة بالمجتمعات الترحالية والرعوية. ويطلق على المدارس العتيقة عدة تسميات منها: التعليم الأصيل، المدارس القرآنية، التعليم الإسلامي. وباختصار، فهي نظام تعليمي أو مؤسسة غير نظامية، ظهرت بالمغرب منذ القرن الخامس الهجري، وانتشرت بالجنوب المغربي مع بداية الحركة المرابطية.

9)     الزوايا :

 من الناحية اللغوية، اشتقت كلمة الزاوية من لفظ زوى أو زوا. ويقال انزوى القوم بعضهم إلى بعض إذ تدانوا وتضامنوا ولذلك أطلقت على حلقة التدريس بالمسجد72. ويمكن تعريفها على أنها الركن من البناية. ومن الناحية الاصطلاحية هي المكان المعد للعبادة وإيواء المجاهدين وطلبة العلم والمحتاجين73. 

 ويطلق عليها أيضا الرباط وهو المكان الذي يربط فيه الخيل للجهاد. فحسب محمد حجي، فالرباط والزاوية كلاهما معد للعبادة غير أن الرباط للإقامة والجهاد، والزاوية للإيواء والإطعام74. وتعتبر زاوية سيدي وݣاك أول زاوية تظهر بسوس الأقصى والتي أسسها وجاج بن زلو في القرن الخامس الهجري75. 

 يقصد بالزاوية في المغرب الإسلامي بالأماكن أو الفضاءات المخصصة لإرفاق الواردين وإطعام المحتاجين من القاصدين. وتعرف في المشرق بالربط أو الحانقاوات. وهي منشآت مخصصة لإقامة المنقطعين والمتصوفين76. 

 إذن، إن الزاوية هي مكان رمزي في الوعي الجماعي، ومؤسسة دينية تكون بمثابة مقر لإحدى الطرق الصوفية تستقبل عادة المتصوفين وأتباع الطريقة77 وتؤدي أدوارا هامة في المجتمع، تتجلى في تعميق الشعور الديني لدى سكان الواحات بالجنوب المغربي وتشبثهم بمبادئ التصوف والجهاد والتطوع.

    الأضرحة:

 تشير القواميس والمعاجم العربية بأن الضريح مشتق من فعل ضرح بمعنى دفن في قبر أو شق، ويقال عن الميت حضر له ضريح وجمعها أضرحة، ويقصد بذلك المبنى الذي يقام على القبر78. فهو الشق في وسط القبر، أما إذا كان الشق في جانب القبر فيسمى لحد. وقد سمي ضريحا لأنه يشق في الأرض شقا، و القبر كله ضريح. كما يسمى القبر الذي بلا حد ضريحا79.

 ويطلق على تسمية الضريح لدى علماء الآثار العرب والأجانب بالمدافن الإسلامية80. كما تستعمل أيضا، كلمة القبة في البناء الإسلامي للدلالة على المدفن أو الضريح أو كلمة تربة خلال العصر العثماني. وكلمة مشهد على كل بناء تذكاري لدفن الشهداء وأهل البيت أو الأولياء الصالحين. وفي المناطق التي تسكنها الشيعة يطلق عليها مدافن الأولياء. أما في البلاد الناطقة باللغة العربية فقد أطلق عليها تسمية مقام يعني مكان لدفن الأولياء والشيوخ والأنبياء. وفي بلاد المغرب استعملت لفظة مربوط أو قبة للدلالة على المدفن81.

 ومن الناحية الاصطلاحية، فهو المكان الذي يدفن فيه ولي صالح أو سلطان أو شخصية دينية معروفة. وهو في العادة مكان لزيارة العديد من الناس والأتباع، وهو في الغالب يتخذ مزارا تقصد إليه العامة من الناس. وتنقسم الأضرحة بالواحات إلى عدة أنواع منها: أولا التقليدي البسيط المنفرد البناء والمتواضع من حيث المواد والمكون من غرفة واحدة مقببة ومربعة، وعلى واجهاته الأربعة فتحات كبيرة. وقد استعمل هذا النمط الأخير بشكل كبير في الجنوب المغربي الأوسط82. ثانيا القبر أو المدفن المخصص لسلطان أو أمير أو رجل صالح، أو أي إنسان له مكانة خاصة في المجتمع تدعو إلى تخليد ذكراه، وتعلو بناء الضريح عادة قبة تختلف عن قباب الأبنية الدينية بالمدينة الإسلامية83. 

10)     الملاح

 لغة، إن أصل كلمة الملاح هي من فعل ملح، ملحا والتي تعني اشتدت زرقته84. ومن الناحية الاصطلاحية، يقصد به الحي السكني الذي يقطنه اليهود85. فهو مؤسسة اجتماعية وسكنية واقتصادية تمارس فيها مجموعة من الأنشطة التجارية والحرفية. 

 ترجع الروايات التاريخية، أصل الكلمة (الملاح) إلى وظيفة تمليح رؤوس الثائرين وتعليقها على أبواب المدينة لتصبح عبرة للرعية86، إذ كانت المجموعات اليهودية تقوم بها خلال فترة استقرارها بالمغرب. كما أن بعضها ترجع سبب التسمية إلى أول بناية شيدت بالمغرب وهي قريبة من المملحة. بمعنى أن الحي اليهودي المغربي تم بناؤه في منطقة خاصة لتجميع وتخزين الملح قصد تصديره نحو الدول الأوربية عبر طرق التجارة الصحراوية87. 

 ويدعى الملاح في اسبانيا خلال العصر الوسيط بـ«اليودبريا والجيتو» في أغلب الدول الأوربية والأمريكيتين، وجيدونصاج في ألمانيا، وحارة اليهود بالعراق، وقاع اليهود في اليمن88. 

العوامل والأسباب المساهمة في نشوء وصياغة العمارة الواحية بالجنوب المغربي:

 ساهمت عدة عوامل في تشكيل ونشوء العمارة الواحية بالجنوب المغربي. ويمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع من العوامل والأسباب وهي كالأتي: 

1.    العوامل الطبيعية: وتتجلى في المناخ والجغرافية وجيولوجية المكان. ومن أهم العوامل المؤثرة في تشكل العمارة الواحية نجد الحرارة المرتفعة والإشعاع الشمسي، والضغط الجوي والرياح القوية. ثم قلة الرطوبة والأمطار. وتعتبر خطوط العرض من أهم الأسباب الرئيسية في هذه المعطيات الطبيعية وفي توزيع دراجات الحرارة. بالإضافة إلى عامل التضاريس والجبال وأشجار النخيل لتكون بذلك واقيا نباتيا ضد الرياح والعواصف الرملة وأشعة الشمس الحارة. والموقع الجغرافي للواحات المميز ذو الممرات الطبوغرافية الضيقة التي شكلت نقطة عبور القوافل التجارية وشبكة الطرق القديمة. كل هذا ساهم في إنجاز الشكل الهندسي للقصور والقصبات نتيجة هذه المؤثرات البيئية المناخية للواحات.

2.    العوامل البشرية: ونقصد بها الحالة والوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للواحات خلال مراحل تاريخية متباينة. فنجد أنه بالضرورة يتغير الطابع المعماري للبلد بتغير هذه العوامل السابقة. 

3.    العوامل الاجتماعية: والمتمثلة في ذاكرة المجتمع الواحي للتعبير عن القيمة الثقافية والدينية التي تحث على احترام خصوصية الفرد والجماعة والأسرة والترابط الاجتماعي في آن واحد. 

4.    عوامل أخرى: وتتمثل في البواعث الدينية والنظم السياسية والتشريعية ولأهمية البواعث والتعاليم الدينية المحافظة في المجتمعات الواحية. وكذا تأثير فنون الحضارات والأمم السابقة والشعوب التي دخلت الدين الإسلامي. وأخيرا، المعارف والمهارات في طرائق البناء والتشييد واختلاف عامل المناخ في مختلف الأقاليم والبلاد الواحية. كل هذه العوامل لزمت على الإنسان الواحي أن يأخذها بعين الاعتبار عند عملية البناء والتعمير فالهدف من العمارة هو الحماية من الأخطار وتأمين نشاطات الإنسان الواحي.

خصائص وظائف ومميزات العمارة الواحية الصحراوية:

 تعد العمارة الواحية نتيجة تفاعل بين المؤثرات المناخية والإمكانات الطبيعية مع حاجيات الإنسان ومتطلبات نمط عيشه، في ظل نسق القيم والأعراف المحلية السائدة. وتم حضور الحس والحدس والخبرات المعارفية المتمثلة في الإرث المعماري والتقني، وتجارب الأجداد والأسلاف وخبراتهم المتوارثة في البناء والمعمار التقليدي والممارسات المرتبطة بثقافة البناء والإنتاج داخل مجتمع الواحات. 

 ويمكن القول أن عمارة الواحة هي معادلة اعتمدت على التجربة والخطأ. انطلاقا من معطيات محلية وبيئية89 تدل على إرث ثقافي واجتماعي وسياسي قديم. لقد لعب العامل المناخي دورا أساسيا في تشكيل العمارة الواحية، والتأقلم مع الظروف الصعبة لهذه المناطق الواحية. فعمارة الواحة هي عمارة وعي وتخطيط دقيق ومسبق وبناء احترافي وممارسات تقليدية وموروث ثقافي وإنساني مشترك ومستدام مند أمد بعيد. 

 لقد تطورت عمارة الواحات بالمغرب منذ نشأة المساجد الدينية ما بين القرن التاسع والرابع عشر الميلادي، بفضل النشاط التجاري الذي عرفته هذه البلاد الواحية الصحراوية، وتطور المعمار الإسلامي المغربي نتيجة توارث الخبرات والمهارات والمعارف المرتبطة بالبناء والفن الإسلامي. لقد تعددت هذه التطورات التي مست المساجد لتشمل المدارس العتيقة والزوايا باعتبارها أماكن للعبادة والإرشاد والتكوين والجهاد. ومنذ ذلك الوقت، تطورت الحركة المعمارية بالواحات خاصة في بلدان الغرب الإسلامي مع تطور أصناف أخرى من العمارة الواحية كالبنايات العسكرية والمدنية (القصور، القصبات، المخازن الجماعية، الرباطات..الخ). وباختلاف مناطق الواحات بالمغرب، فإن البناء المعماري كان يتسم بالطابع المحلي الأصيل باستعمال طرق وتقنيات محلية للتشييد والبناء. فاستعمل المعماريون والبناوؤن مواد محلية كالطابية والطين والحجر والجبص كرد الاعتبار للمواد الطبيعية المحلية و لقيمتها الإيكولوجية والتاريخية والأثرية في تاريخ العمارة الواحية بالمغرب. 

 جاءت العمارة الواحية نتيجة تجارب طويلة في مجال البناء والمعمار ملائمة للبيئة والوسط الطبيعي. فرغم اختلاف أنماطها ووظائفها ومميزاتها وأدوارها عبر التاريخ. فهي نتاج تفاعل بين البيئة والإنسان الواحي والبعد الزمني ومجموعة من الأسباب والدواعي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. إن العمارة الواحية المغربية الصحراوية تمثل الثقافة المادية للمجتمع الواحي لها أبعاد رمزية وفنية ذات دلالة وحمولة ثقافية وتاريخية تختزل الهوية الوطنية والثقافة المحلية للمجوعات البشرية. 

 إذن، إن العمارة الواحية الصحراوية هي مرآة وانعكاس لصورة ثقافية ومجتمعية تجسدها الخبرة والمهارة المهنية والإبداع والتفنن في مجال المعمار والبناء. فقد تمت علاقة ارتباط بين العمارة والمجتمع الواحي يتضمن علاقتها بالدين والثقافة. فعامل الدين كان له دور اجتماعي وثقافي يجمع بين أهالي الواحات والمؤسسات الدينية كالمساجد والزوايا والمدارس العتيقة. فالعمارة الواحية هي رمز اجتماعي، ولفهمه يتطلب منا فهم التفاعل ما بين شكله المادي ومدلولاته الاعتبارية الجمعية حسب اميل دوركايم. وعليه، فمجالات العمارة الواحية منسجمة أشد الانسجام مع سلوك وثقافة المجتمع الواحي مند القدم.  

سبل التوظيف والتثمين ورد الاعتبار للعمارة الواحية جنوب المغرب:

 لا يمكن الحديث عن التثمين وتوظيف العمارة الواحية في مسلسل التنمية المستدامة دون احترام خصوصيات ومميزات الواحات عبر التاريخ. ومنه، نود في هذا المحور المساهمة ببعض الأفكار التي نراها ضرورية قبل بدء عملية رد الاعتبار والتثمين لأنها تستلزم حضور مجموعة من الخطوات والعمليات المسبقة ومنها: 

1.    إنجاز دراسات معمقة في مجال العمارة الواحية، تنطلق من حاجيات الإنسان الواحي، وتعتمد على مناهج ومقاربات متعددة سوسيولوجية واقتصادية وسياسية وأنثروبولوجية. بالإضافة إلى دراسات إحصائية وتوثيقية وتصنيفية حول عمارة الواحة. 

2.    المحافظة على التراث الواحي وفهم أبعاده المتعددة والمتنوعة. 

3.    ضرورة ترميم البنايات المادية والرمزية لهذه العمارة. 

4.    تحقيق تراكم معرفي وأكاديمي حول العمارة الواحية.

5.    ضرورة التعاون والتشارك بين الباحثين ومراكز البحث قصد محاولة الإلمام بمختلف الجوانب والخصوصيات المرتبطة بالعمارة الواحية بالجنوب المغربي. 

6.    خلق فرق بحثية متخصصة في فن عمارة الواحات المغربية والآثار والتراث. 

7.    إنجاز خرائط جغرافية وتراثية ومعمارية حول أهم مكونات العمارة الواحية بجنوب المغرب.  

 وبعد هذه الخطوات نرى أنه لا باس أن نساهم برؤى تنموية في رد الاعتبار للعمارة الواحية عبر إنشاء مراكز تعريف تراث الواحات في مختلف البلاد الواحية المغربية، وخلق متاحف الذاكرة والتراث بالمناطق الواحية، وتأهيل البنايات التاريخية وتجهيزها وربطها بالشبكة الطرقية والصحية والمائية والضوئية لتوفير الخدمات الأساسية لساكنتها وتشجيع سكان الواحات على الاستقرار والإقامة في القصور والقصبات باعتبارها تراث مادي ينم عن الحضارة الإنسانية العريقة. أمام هذه الإجراءات سنكون قد ساهمنا في تثمين وتوظيف التراث الواحي في التنمية الوطنية وتشجيع السياحة الواحية الإيكولوجية في دورة الاقتصاد الواحي، وبذلك ساهمنا في توفير فرص شغل لفائدة أبناء الواحات لما توفره التنمية المستدامة من مقومات أساسية تضمن توفر الشروط الضرورية للعيش والحياة الكريمة. لهذا أصبحت الاستدامة الميزة الأساسية للتنمية بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة. 

خلاصة:

 تشهد العمارة الواحية والصحراوية عن عبقرية الإنسان الواحي في ميدان المعمار والتراث والإبداع الفني والجمالي. فهي عمارة أصيلة أنشئت بمواد محلية تنم عن ثقافة وتقنيات محلية تستجيب للخصائص المناخية الموجود بالمنطقة والعادات والتقاليد التي تتماشى مع العرف والشريعة الإسلامية. 

 وتخضع العمارة الواحية بالجنوب المغربي لتقاليد حضارية وعوامل تاريخية واجتماعية ولتفاعلات الإنسان مع البيئة الواحية والصحراوية. ومن بين العوامل التي ساهمت وأثرت في تخطيط العمارة التقليدية بالجنوب المغربي نجد: العامل الديني والعامل المناخي. وتعتبر هذه العمارة من البنايات والمنشآت التاريخية والمعمارية التي حافظت على حرمة الفرد والإنسان وقيمه الإسلامية من جهة. 

 ومن جهة ثانية، تتضح الوحدة المناخية التي جعلت الفرد في علاقة توافق وتكامل وانسجام مع محيطه وبيئته الطبيعية. كل هذا فرض على الإنسان التأقلم مع الوسط والبيئة الواحية والصحراوية. فرغم البساطة في المعمار والبناء التقليدي، إلا أن العمارة الواحية تعبر عن قيم ومبادئ الإنسان الواحي خلال العصور القديمة. ولعل توظيف واستخدام المواد المحلية في البناء من الحجارة والطين والجبص تؤشر على مدى اهتمام الإنسان بالمعطى الايكولوجي والبيئي في بناء ثقافة المجتمع الواحي. فهي تتمتع بقدر من الجمال والتفنن في صناعة وتشكيل العمارة الواحية والصحراوية المنسجمة مع المحيط والمجال والبيئة والمجتمع. وتبقى قضية التثمين ورد الاعتبار مسؤولية جماعية لابد من تضافر الجهود والمبادرات من طرف المؤسسات المعنية بالتراث والثقافة والسياحة والتنمية المستدامة وجمعيات المجتمع المدني بمناطق الواحات.

 

 

 الهوامش :

1.      يحيي وزيري، العمارة الإسلامية والبيئة، عالم المعرفة، عدد 304، مطابع السياسة الكويت، يونيو 2004، ص23. 

2.      سيد بسيوني، فن العمارة، مكتبة لكل بيت، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الطبعة العربية، 2007، ص 7. 

3.      نفسه، ص 14. 

4.      Yves Lacoste, Oasis, in Encyclopedia universalise, corpus 13 Nicaragua- pascal, éditons Paris, p 300.

5.      حسن حافظي علوي، واحات بلاد المغرب من القرن 4هـ / 10م إلى القرن 8هـ / 14 م، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ 2004-2005، ج 1، ص 71.

6.       Jean Labasse, L’économie des oasis ses difficultés et ses chances, Revue de la géographie, Lyon 1957, vol 32, N 4, p 308.

7.      Nadir Marouf, Lecture de l’espace oasien, sendbad, paris 1980, p 17.

8.      حسن حافظي علوي، دراسات صحراوية الماء والإبل والتجارة، تصدير محمد الناصري، دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط، الطبعة الأولى 2014، ص 78.

9.      حسن حافظي علوي، المرجع السابق، ج 1،  ص 71-73.

10.      كتاب جماعي، تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، تنسيق: محمد القبلي، منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب الرباط، 2011، ص23.

11.      محمد أيت حمزة، المجال والمجتمع بالواحات المغربية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة المولى إسماعيل مكناس، سلسلة الندوات رقم 6، السنة 1993، ص 78.

12.      محمد قسطاني، الواحات المغربية قبل الاستعمار غريس نموذجا، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مركز الدراسات الانتروبولوجية والسوسيولوجية، سلسلة الدراسات والأطروحات رقم 3، الطبعة الأولى 2005، ص227.

13.      أمحمد مهدان، الماء والتنظيم الاجتماعي بواحة تدغى، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع القروي جامعة الحسن الثاني المحمدية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2005-2006، ص 21.

14.      Yves Lacoste, op.cit, p 300.

15.      عبد العزيز أكرير، تاريخ المغرب القديم: من الملك يوبا الثاني إلى مجئ الإسلام، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط 1، 2016، ص250. 

16.      ادرسي الفاسي، التوازنات البيئة بواحات الجنوب المغربي، ضمن كتاب: تنظيم المجال الريفي بالمغرب أبحاث وتدخلات، تنسيق المختار الأكحل-عبد العالي فاتح، محمد حنزار، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، معهد الدراسات الإفريقية، مطبعة المعارف الجديدة، الطبعة الأولى 2016، ص 213. 

17.      كتاب جماعي، تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، تنسيق: محمد القبلي، ص 25. 

18.      سهير حامد، إشكالية التنمية في الوطن العربي، دار الشروق للنشر والتوزيع، الأردن، 2007، ص 22. 

19.      محمد منير حجاب، الإعلام والتنمية الشاملة، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2000، ص 32. 

20.      ابن منظور، لسان العرب، دار صادرة، بيروت، 1972، ص 213. 

21.      اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، مستقبلنا المشترك، ترجمة محمد كامل عارف، سلسلة عالم المعرفة، ع 142، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب الكويتي، 1989. 

22.      اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، المرجع السابق، ص 83. 

23.      صلاح فلاحي، التنمية المستدامة بين تراكم الرأسمال واتساع الفقر، مجلة الحقيقة، ع 2، مارس 2003، ص 75. 

24.      زينب صالح، التنمية المطرودة والحفاظ على البيئة من المنظور العالمي والمصري، المجلة المصرية للبيئة والتخطيط، المجلد 12، ع 02، ديسمبر 2004، ص 94. 

25.      حسن بنحليمة، واحات باني العمق التاريخي ومؤهلات التنمية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر أكادير، مطبعة المعارف الجديدة الرباط، الطبعة الأولى 1999، ص 24.

26.      نفسه، ص 24.

27.      ابن منظور، لسان العرب، مادة القصر، ج 6، المطبعة المصرية، مصر، 1300هـ/ 1877م، ص 411.

28.     ابن منظور، لسان العرب، المجلد الثالث، ص 99-100. 

29.      محمد عاصم رزق، معجم المصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، القاهرة، 1963، ص 127-120. 

30.      أحمد مولود أيده الهلال، مدن موريتانيا العتيقة: قصور ولاتة وودان وتشيت وشنقيط، منشورات مركز الدراسات الصحراوية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الطبعة الأولى 2014، ص 35.

31.      Nadir Marouf, Eléments d’analyse des ksour, espèces maghrébin pratiques enjeux, acte colloque de taghit 23-26 Novembre 1987, ENAG, éd. Algérie 1989, p 85.

32.      R, capot Rey, Greniers domestique et grenier fortifies au Sahara le cas de Gourara, travaux de l’institut de recherches sahariennes, T 14, 1956, p 1151.

33.      L, leluraux, Le Sahara, ses oasis, instruction de Léon carrée, édition Bacouier, Alger, 1934, p 47.

34.      علي الحملاوي، قصور منطقة جبال العمور (سفح الجنوبي): دراسة تاريخية أثرية، بحث لنيل شهادة دكتوراه الدولة، قسم الآثار، جامعة الجزائر، 2000، ص 59 - 60. 

35.      عبد العزيز بنعبد الله، سوس بوابة الصحراء (سوس الأقصى وسوس الأدنى: المغرب كله)، بدون طبعة ودار النشر، 2004، ص 371.

36.     محمد أيت حمزة، مادة القصر، معلمة المغرب، ج 19، ص 6638 - 6639.

37.      معلمة المغرب الأقصى، مادة أنواع السكن بالصحراء، ج، 26، ملحق 3، دار الأمان الرباط، ط 1، 2014، ص 62 - 63.

38.      محمد أمراني علوي، القصور بالجنوب المغربي، مجلة المناهل، ع 88، يناير 2011، ص 213.

39.      مديرية التراث الثقافي، التراث المعماري في مناطق الأطلس والجنوب، منشورات وزارة الشؤون الإسلامية، قسم جرد التراث الثقافي، 1990، ص 9.

40.      حسن حافظي علوي، سجلماسة وإقليمها، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1998، ص 114.

41.      عبد العزيز توري، المرجع السابق، ص 16-17.

42.      مينة المغاري، مادة القصبة، معلمة المغرب الأقصى، ج 19، ص 6633.

43.      رواية شفوية ح، ب 71 سنة، واحة تغجيجت المركز، أبريل 2014. 

44.      عثمان عثمان إسماعيل، تاريخ العمارة الإسلامية والفنون التطبيقية بالمغرب الأقصى، ج 5، بدون ط، و ت، ص 132.

45.      انظر: معلمة المغرب الأقصى، ج 26، ملحق 3، دار الأمان الرباط، الطبعة الأولى 2014، ص 63.

46.      حسن حافظي علوي، المرجع السابق، ج 3، ص 913.

47.      مبارك أيت عدي، المحفوظ أسمهري، واحات طاطا: سحر المجال وغنى التراث، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، سلسلة تاريخ ومجتمعات المغرب الصحراوي، DTG société nouvelle، أكدال الرباط 2014، ص 143.

48.      Salima Naji, Grenier collectifs de l’atlas patrimoines du sud marocain, la croisée des chemins, Casablanca, Maroc, 2006, p 158.

49.      ابن منظور، لسان العرب، دار الصادر بيروت، 1994، ص 290.

50.      علي بن راشد المديلوي، التحصينات الدفاعية في سلطنة عمان: نظرة في الموروث الحضاري، المجلة العربية الثقافية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تونس، السنة 26، ع 50، مارس 2007، ص 43.

51.       www.dictionary,combridge.org,Retried18-1-2017,edited. 

52.      علي بن راشد المديلوي، المرجع السابق، ص 43.

53.      عبد العزيز حميد صالح، القلاع والتحصينات الدفاعية في بلاد الرافدين، المجلة العربية للثقافية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تونس، السنة 26، ع 50، مارس 2007، ص 11.

54.      زيدان جرجي، تاريخ التمدن الإسلامي، مج 2، بيروت، 1967، ص 37.

55.      حسن الوزان، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، ج 1، ط 2، دار المغرب الإسلامي بيروت، 1983، ص 204.

56.      عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، ج1، القسم الثاني، ص 239.

57.      هيثم الأيوبي، مادة الأبراج، الموسوعة العسكرية، المؤسسة العربية، دار الفارس للنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 1990، ج 1، ص 176.

58.      ابن منظور، المرجع السابق، ج 2، ص 212.

59.      منير أقصبي، العمارة العسكرية بفاس عبر التاريخ، دار النشر إفريقيا الشرق المغرب، ب ط 2015، ص 16.

60.      عبد العزيز توري، مادة البرج، معلمة المغرب، ج 4، الجمعية المغربية للتأليف والنشر والترجمة، مطابع سلا، ص 1142.

61.      أحمد الهاشمي، الطبونيمية الأمازيغية في الصحراء الإفريقية، ضمن كتاب الأمازيغ والمجال الصحراوي عبر التاريخ، تنسيق الوافي النوحي، مركز الدراسات التاريخية والبيئية، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سلسلة الندوات والمناظرات، رقم 41، مطبعة المعارف الرباط، 2015، ص 260.

62.      عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، حروس برس، بيروت، الطبعة الأولى 1988، ص 381.

63.      حسن مؤنس، المساجد، عالم المعرفة، عدد 380، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت، 1981، ص 11.

64.      عبد الرحيم غالب، المرجع السابق، ص 381-382.

65.       محمد المختار السوسي، مدارس سوس العتيقة ونظامها وأساتذتها، (الناشر عبد الوافي المختار السوسي)، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر للشمال، طنجة 1984.

66.      عبد الله كنون، التنوع المغربي في الأدب العربي، بدون طبعة وتاريخ، ج 1 - 3، ص 75.

67.      انظر أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، عبد الوهاب منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة الرباط، 1973.

68.    -جميل حمداوي، تاريخ المدارس العتيقة بالمغرب، مجلة دعوة الحق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية مطبعة وراقة الكرامة، عدد خاص بالتعليم العتيق 407، ماي 2014م، ص 25.

69.      جميل حمداوي، المدارس العتيقة بالمغرب، سلسلة المعارف الأدبية، مطبعة المعارف، الطبعة الأولى 2010، ص 7.

70.      محمد الهاطي، بين المحضرة والمدرسة في الجنوب المغربي: وحدة الأصول والمشارب وتنوع الملامح والقسمات، مجلة دعوة الحق، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية مطبعة وراقة الكرامة، عدد خاص بالتعليم العتيق 407، ماي 2014م،  ص 81.

71.     - نفسه، ص 82-81.

72.      ابن منظور، المرجع السابق، ج 1، ص 83 - 84.

73.      أحمد الشيخي، التراث الصوفي مكون أساس في ثقافة الصحراء، ضمن كتاب ثقافة الصحراء مدارات الهوية والمعنى، مراجعة وتنسيق عبداتي الشمسدي، منشورات وزارة الثقافة، سلسلة ندوات، الطبعة الأولى 2013، ص 152.

74.      محمد حجي، معلمة المغرب، ج 14، ص 4602.

75.     عبد الهادي التازي، الشيخ وجاج بن زلوى اللمطي بين الكتابات العربية والأجنبية، مجلة دعوة الحق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الرباط، مطبعة وراقة الكرامة، عدد 400، يونيو 2011م، ص 13 - 21.

76.      ابن مرزوق، المرجع السابق، ص 413.

77.      مينة المغاري، مدينة موكادور-السويرة: دراسة تاريخية وأثرية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط، الطبعة الأولى 2006م، ص 408.

78.      ابن منظور، المرجع السابق، ص 526.

79.      سامي محمد نوار، الكامل في مصطلحات العمارة الإسلامية من بطون المعاجم اللغوية، دار الوفاء للطباعة والنشر الإسكندرية، 2002، ص 112.

80.      مصطفى صالح، القباب في العمارة الإسلامية، دار النهضة العربية للنشر والطباعة بيروت، بدون تاريخ، ص 23.

81.      مصطفى صالح، المرجع السابق، ص 23.

82.      C. Cauvet, Les marabouts petits mouvements funéraires et votifs du nord de l’Afrique, Revue Africaine N°24, Paris 1932, p 23.

83.      عبد الرحيم غالب، المرجع السابق، ص 207.

84.     يوسف محمد رضى، معجم العربية الكلاسيكية والمعاصرة، مكتبة لبنان ناشرون بيروت، 2006، ص 1535.

85.      مينة المغاري، المرجع السابق، ص 462.

86.       أحمد هوزالي، مادة الملاح، معلمة المغرب، ج 2، مطابع سلا 2005، ص 7260 - 7261.

87.     نفسه، ص 7261.

88.     جمال حمدان، اليهود أنثروبولوجيا، دار الهلال القاهرة، 1996، ص 117.

89.      يحي وزيري،، العمارة الإسلامية والبيئة، عالم المعرفة، ع 304 يونيو 2004، مطابع السياسة الكويت، ص 20. 

 

 

المراجع باللغة العربية:

    -    اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، مستقبلنا المشترك، ترجمة محمد كامل عارف، سلسلة عالم المعرفة، ع 142، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب الكويتي، 1989.

    -    أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، عبد الوهاب منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة الرباط، 1973.

    -    ابن منظور، لسان العرب، مادة القصر، ج 6، المطبعة المصرية، مصر، 1300هـ/ 1877م.

    -    ابن منظور، لسان العرب، دار الصادر بيروت، 1994.

    -    ادرسي الفاسي، التوازنات البيئة بواحات الجنوب المغربي، ضمن كتاب: تنظيم المجال الريفي بالمغرب أبحاث وتدخلات، تنسيق المختار الأكحل-عبد العالي فاتح، محمد حنزار، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير، معهد الدراسات الإفريقية، مطبعة المعارف الجديدة، الطبعة الأولى 2016.

    -    أحمد هوزالي، مادة الملاح، معلمة المغرب، ج 2، مطابع سلا 2005.

    -    أمحمد مهدان، الماء والتنظيم الاجتماعي بواحة تدغى، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع القروي جامعة الحسن الثاني المحمدية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2005-2006.

    -    أحمد مولود أيده الهلال، مدن موريتانيا العتيقة: قصور ولاتة وودان وتشيت وشنقيط، منشورات مركز الدراسات الصحراوية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الطبعة الأولى 2014.

    -    أحمد الهاشمي، الطبونيمية الأمازيغية في الصحراء الإفريقية، ضمن كتاب الأمازيغ والمجال الصحراوي عبر التاريخ، تنسيق الوافي النوحي، مركز الدراسات التاريخية والبيئية، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سلسلة الندوات والمناظرات، رقم 41، مطبعة المعارف الرباط، 2015.

    -    أحمد الشيخي، التراث الصوفي مكون أساس في ثقافة الصحراء، ضمن كتاب ثقافة الصحراء مدارات الهوية والمعنى، مراجعة وتنسيق عبداتي الشمسدي، منشورات وزارة الثقافة، سلسلة ندوات، الطبعة الأولى 2013.

    -    حسن الوزان، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، ج 1، ط 2، دار المغرب الإسلامي بيروت، 1983.

    -    جمال حمدان، اليهود أنثروبولوجيا، دار الهلال القاهرة، 1996.

    -    جميل حمداوي، المدارس العتيقة بالمغرب، سلسلة المعارف الأدبية، مطبعة المعارف، الطبعة الأولى 2010.

    -    جميل حمداوي، تاريخ المدارس العتيقة بالمغرب، مجلة دعوة الحق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية مطبعة وراقة الكرامة، عدد خاص بالتعليم العتيق 407، ماي 2014م.

    -    حسن حافظي علوي، واحات بلاد المغرب من القرن 4هـ / 10م إلى القرن 8هـ / 14 م، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ ج 1، 2004-2005. 

    -    حسن حافظي علوي، دراسات صحراوية الماء والإبل والتجارة، تصدير محمد الناصري، دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط، الطبعة الأولى 2014.

    -    حسن مؤنس، المساجد، عالم المعرفة، عدد 380، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت، 1981.

    -    حسن حافظي علوي، سجلماسة وإقليمها، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1998.

    -    صلاح فلاحي، التنمية المستدامة بين تراكم الرأسمال واتساع الفقر، مجلة الحقيقة، ع 2، مارس 2003.

    -    عبد العزيز أكرير، تاريخ المغرب القديم: من الملك يوبا الثاني إلى مجئ الإسلام، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط 1، 2016. 

    -    علي الحملاوي، قصور منطقة جبال العمور (سفح الجنوبي): دراسة تاريخية أثرية، بحث لنيل شهادة دكتوراه الدولة، قسم الآثار، جامعة الجزائر، 2000.

    -    عبد العزيز بنعبد الله، سوس بوابة الصحراء (سوس الأقصى وسوس الأدنى: المغرب كله)، بدون طبعة ودار النشر، 2004.

    -    عثمان عثمان إسماعيل، تاريخ العمارة الإسلامية والفنون التطبيقية بالمغرب الأقصى، ج 5، بدون طبعة.

    -    علي بن راشد المديلوي، التحصينات الدفاعية في سلطنة عمان: نظرة في الموروث الحضاري، المجلة العربية الثقافية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تونس، السنة 26، ع 50، مارس 2007.

    -    عبد العزيز حميد صالح، القلاع والتحصينات الدفاعية في بلاد الرافدين، المجلة العربية للثقافية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تونس، السنة 26، ع 50، مارس 2007.

    -    عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، ج1، القسم الثاني.

    -    عبد العزيز توري، مادة البرج، معلمة المغرب، ج 4، الجمعية المغربية للتأليف والنشر والترجمة، مطابع سلا. 

    -    عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، حروس برس، بيروت، الطبعة الأولى 1988.

    -     عبد الله كنون، التنوع المغربي في الأدب العربي، ج 1-3، بدون طبعة وبدون تاريخ. 

    -    عبد الهادي التازي، الشيخ وجاج بن زلوى اللمطي بين الكتابات العربية والأجنبية، مجلة دعوة الحق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الرباط، مطبعة وراقة الكرامة، عدد 400، يونيو 2011م.

    -    زيدان جرجي، تاريخ التمدن الإسلامي، مجلد 2، بيروت، 1967.

    -    زينب صالح، التنمية المطرودة والحفاظ على البيئة من المنظور العالمي والمصري، المجلة المصرية للبيئة والتخطيط، المجلد 12، ع 02، ديسمبر 2004.

    -    سامي محمد نوار، الكامل في مصطلحات العمارة الإسلامية من بطون المعاجم اللغوية، دار الوفاء للطباعة والنشر الإسكندرية، 2002.

    -    سهير حامد، إشكالية التنمية في الوطن العربي، دار الشروق للنشر والتوزيع، الأردن، 2007.

    -    سيد بسيوني، فن العمارة، مكتبة لكل بيت، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الطبعة العربية، 2007.

    -    كتاب جماعي، تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، تنسيق: محمد القبلي، منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب الرباط، 2011.

    -    محمد أيت حمزة، المجال والمجتمع بالواحات المغربية، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة المولى إسماعيل مكناس، سلسلة الندوات رقم 6، السنة 1993.

    -    محمد قسطاني، الواحات المغربية قبل الاستعمار غريس نموذجا، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مركز الدراسات الانتروبولوجية والسوسيولوجية، سلسلة الدراسات والأطروحات رقم 3، الطبعة الأولى 2005.

    -    محمد أيت حمزة، مادة القصر، معلمة المغرب، ج 19.

    -    معلمة المغرب الأقصى، مادة أنواع السكن بالصحراء، ج، 26، ملحق 3، دار الأمان الرباط، ط 1، 2014.

    -    مصطفى صالح، القباب في العمارة الإسلامية، دار النهضة العربية للنشر والطباعة بيروت، بدون تاريخ.

    -    مينة المغاري، مدينة موكادور-السويرة: دراسة تاريخية وأثرية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر الرباط، الطبعة الأولى 2006م.

    -    محمد حجي، معلمة المغرب، ج 14.

    -    محمد الهاطي، بين المحضرة والمدرسة في الجنوب المغربي: وحدة الأصول والمشارب وتنوع الملامح والقسمات، مجلة دعوة الحق، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية مطبعة وراقة الكرامة، عدد خاص بالتعليم العتيق 407، ماي 2014م.

    -    محمد المختار السوسي، مدارس سوس العتيقة ونظامها وأساتذتها، (الناشر عبد الوافي المختار السوسي)، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر للشمال، طنجة 1984.

    -    منير أقصبي، العمارة العسكرية بفاس عبر التاريخ، دار النشر إفريقيا الشرق المغرب، ب ط 2015.

    -    معلمة المغرب الأقصى، ج 26، ملحق 3، دار الأمان الرباط، الطبعة الأولى 2014.

    -    محمد عاصم رزق، معجم المصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، القاهرة، 1963. 

    -    محمد منير حجاب، الإعلام والتنمية الشاملة، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2000. 

    -    مينة المغاري، مادة القصبة، معلمة المغرب الأقصى، ج 19.

    -    محمد أمراني علوي، القصور بالجنوب المغربي، مجلة المناهل، ع 88، يناير 2011.

    -    مديرية التراث الثقافي، التراث المعماري في مناطق الأطلس والجنوب، منشورات وزارة الشؤون الإسلامية، قسم جرد التراث الثقافي، 1990. 

    -    مبارك أيت عدي، المحفوظ أسمهري، واحات طاطا: سحر المجال وغنى التراث، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، سلسلة تاريخ ومجتمعات المغرب الصحراوي، DTG société nouvelle، أكدال الرباط 2014.

    -    هيثم الأيوبي، مادة الأبراج، الموسوعة العسكرية، ج1، المؤسسة العربية، دار الفارس للنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 1990.

    -    يحيي وزيري، العمارة الإسلامية والبيئة، عالم المعرفة، عدد 304 يونيو 2004، مطابع السياسة الكويت،

    -    يوسف محمد رضى، معجم العربية الكلاسيكية والمعاصرة، مكتبة لبنان ناشرون بيروت، 2006.

 

 

المراجع باللغة الأجنبية: 

    -    C. Cauvet, Les marabouts petits mouvements funéraires et votifs du nord de l’Afrique, Revue Africaine N°24, Paris 1932.

    -    Jean Labasse, L’économie des oasis ses difficultés et ses chances, Revue de la géographie, Lyon, vol 32, N 4, 1957.

    -    L, leluraux, Le Sahara, ses oasis, instruction de Léon carrée, édition Bacouier, Alger, 1934.

    -    Nadir Marouf, Lecture de l’espace oasien, sendbad, paris 1980. 

    -    Nadir Marouf, Eléments d’analyse des ksour, espèces maghrébin pratiques enjeux, acte colloque de taghit 23-26 Novembre 1987, ENAG, éd. Algérie 1989.

    -    R, capot Rey, Greniers domestique et grenier fortifies au Sahara le cas de Gourara, travaux de l’institut de recherches sahariennes, T 14, 1956.

    -    Salima Naji, Grenier collectifs de l’atlas patrimoines du sud marocain, la croisée des chemins, Casablanca, Maroc, 2006.

    -    Yves Lacoste, Oasis, in Encyclopedia universalise, corpus 13 Nicaragua- pascal, éditons Paris.

 

 

الصور:

    -    من الكاتب

 

أعداد المجلة