فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
60

عرض كتاب الحلي قديماً في الكويت

العدد 15 - جديد النشر
عرض كتاب الحلي قديماً في الكويت
كاتبة من سوريا

تأليف : سلوى المغربي

صدر هذا الكتاب عن مركز (( البحوث والدراسات الكويتية )) وهو عبارة عن دراسة تقول المؤلفة عنها في ( المقدمة ): { هذه الدراسة تكشف لنا عن الذوق الرفيع, وشفافية الحس وروعة الابتكار لدى كلٍّ من المرأة الكويتية وصائغ الحلي قديماً في الكويت, وتبيّن قدراً من التأثر بطبيعة الحياة في المجتمع الكويتي وبالمجتمعات المجاورة في هذا الجانب, فنقشات الحلي المتنوعة مثل زخرفة أو نقشة الكرفسة أو الطماطمة أو الوردة تدلُّ على تأثرٍ بالزراعات أو النباتات المعروفة في تلك الفترة, كما أنّ أثر البيئة البحرية بدا واضحاً في الحلي التي اتخذت شكل ( القبقب ) ودقّة النجمة ( نجمة البحر) واللؤلؤ, والقماش, والسمكة, كما في ( بقمة أم السمك ) }

 

وفي التمهيد تبين المؤلفة أنّ الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض فهو ميّالٌ إلى الزّينة والتجمُّل بما تجود عليه الطبيعة من معادنٍ وأحجار وعظام وأصدافٍ وألوان, وكانت المرأة أكثر ميلاً إلى التزيُّن من الرّجل لتوافُق ذلك مع طبيعتها, وقد بحثت دوماً عن أحسن الوسائل لاقتنائها, وتُعدُّ الحلي أهم ضروب الزينة, وتتناول المؤلفة بإيجاز ( الحلي في التراث الإنساني ) وتحت عنوان ( الحلي والمرأة الخليجية ) تقول المؤلفة: إنّ المرأة الخليجية اهتمّت بزينتها, وكانت المرأة الكويتية في هذا الجانب رمزاً للأناقة, والذوق والجمال منذُ القِدم, ثمّ تتطرّق المؤلفة بإيجاز للحلي في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي البحرين, وقطر, وسلطنة عُمان, والمملكة العربية السعودية, لكن موضوع الكتاب الرئيسي تناول (( الحلي قديماً في دولة الكويت )):

 

أولاً - حلي الرأس:

استخدمت المرأة في الكويت قديماً حلي الرأس وكل جزء من رأسها مثل (الهامة, الأذنين, الأنف, الشّعر ) ومن هذه الحلي ما كان طويلاً يتدلّى من الرأس حتى الكتفين والخصر, وقد عرفت المرأة من حلي الرأس ( الهامة, القبقب, التلول, السروح, كصة السعادة, الضفاير, التراجي, الخزامة, الفركيتة, جلاب الذهب ) فالهامة مثلاً, هي قطعة ذهبية تزيّن بها هامة الرأس من الأعلى, وهي مكونة من وحدات مربّعة الشكل مطعّمة بوحدات زخرفية من الشذر (الفيروز الأزرق ) يجمعها إطار مستطيل مرصّع ببعض الأحجار الكريمة وبه مجموعة حلقات من الجوانب والخلف لتثبّت به قطع ذهبية أخرى تزين جوانب الرأس وخلفها, أما من الأمام فيزينها الشذر الأزرق على الجبين, وقد عرفت الهامة في معظم بلدان الخليج العربي ولكن بتسمياتٍ أخرى, ففي السعودية تعرف بإسم ( طلال ) وهو إطار من الذهب تتدلى منه سلاسل تلبسه العروس, وتعدّ الهامة من حلي العروس التي تتزين بها في ليلة الزفاف, وتتزين بها أيضاً الفتاة الصغيرة في احتفال الختمة أو الزفّة (ختم القرآن الكريم) ولا تُلبس إلا في هاتين المناسبتين, أما تسميتها فيرى البعض أنها نسبةً إلى الهامة, وهي السمكة الكبيرة في البحر وذلك لكبر هذه القطعة, والبعض يرى أنّ التسمية جاءت بسبب وضعها على منطقة الهامة بالرأس, أعلى جزء في الجمجمة.

ثانياً - حلي الرّقبة:

اهتمت المرأة الكويتية بتزيين رقبتها كما اهتمت بتزيين أجزاء رأسها, وفيما يلي هذه الحلي التي زينت بها المرأة الكويتية رقبتها والتي تنوّعت بتنوع أشكالها والوحدات الزخرفية المكونة لها: ((البقمة, المزنط أو المزمط, الكردالة, المرتهش, الجهادي, المعاينة, العكد, الجلادة)), فالجلادة مثلاً, هي عقد قد ينظّم من الخرز أو الفضّة, والقلادة تسمية عربية تطلق على ما جُعِل في العنق من حليٍ ونحوه, وتُعرف أيضاً لدى العرب باسم السخاب, فقد جاء في الحديث الشريف أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم حضّ الناس على الصّدقة فجعلت المرأة تُلقي الخرص والسخاب يعني ( القلادة ) وهي خيط ينظّم فيه الخرز وتلبسه الصبايا والجواري, وفي حديثٍ لفاطمة رضي الله عنها: (( فألبسهُ سخاباً )) تعني ابنها الحسين رضي الله عنه وفي الحديث الآخر: (( أنّ قوماً فقدوا سُخابَ فتاتهم فاتّهموا به امرأةً )), والخرز فصوص  واحدته خرزة, وقيل: الخرز فصوص من جيّد الجوهر, ورديئهُ من الحجارة ونحوه, والخرز (بالتحريك) الذي يُنظم, الواحدة خرزة, وخرزات الملك جواهرُ تاجه

 

ثالثاً _ حلي اليدين:

من أهم الحلي التي كانت تتزيّن بها المرأة الكويتيّة وأكثرها استخداماً في المناسبات المختلفة وفي الزينة اليومية حلي اليدين من أساور ( مضاعد ) وخواتم, ويرجع استخدام هذه الحلي وبخاصّةٍ الأساور إلى عصورٍ قديمة تسبق الإسلام, وقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إليها في قوله تعالى: ((جناتُ عدنٍ يدخلونها يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير )) «فاطر : 33»

وقد تفنن الصاغة في صنع هذه الحلي والتجديد والتنويع في أحجامها وأشكالها ووحداتها الزخرفية, واستخدام الذهب الأصفر والأبيض, والأحجار الكريمة واللآلىء في تجميلها, وفي هذا الثراء في الأنواع والأشكال والأحجام ما يشير إلى تعدّد الأذواق وتنوعها وعشقها للفن الأصيل الذي أبدعها, وإحساسها الرّاقي بالجمال, وما يشير أيضاً إلى تعدّد المستويات الاقتصادية في المجتمع الكويتي واهتمامه على مختلف طبقاته بالحلي, وفيما يلي أنواع هذه الحلي: (( المضاعد, البناجر, الشميلات, الخويصات, الحريات, الخصور, المكاميش, التك, الخواتم, الجف, المفاتيل )).

 

رابعاً _ حلي الخصر والقدمين :

1 - حلي الخصر: يبدو أن اهتمام المرأة العربية بتزيين وسطها بأحد أنواع الحلي قديماً كان من الأمور المعروفة, فقد كانت تشدّ على وسطها خيطان أحدهما أحمر والآخر أبيض زُيِّنا بالجواهر, وكان يطلق على هذا النوع من الحلي (( البريم )) كما كانت تستخدم حزاماً عريضاً من الذهب يسمّى ((المنطقة )), وقد ذكر في كتاب ( ألف ليلة وليلة ) أنّ الجواري جئن إلى المأمون وفي أوساطهن (( المناطق )) المرصّعة بالجواهر وهذا النوع من الحلي يعد من أكبر القطع التي تتحلّى بها المرأة وأغلاها ثمناً, وهو عنوان ثراء وقدرة مالية بالإضافة إلى ما يضفيه من جمالٍ على المرأة, وقد تفنّن الصاغة في دقِّ وحداته الزخرفية وأبدعوا في أشكالها وحفرها وترصيعها بالأحجار الكريمة واللآلىء, واتخذ (( القايش )) أسماء عديدة تتفق ونوع الزخرفة التي استخدمت في صنعه, وأهم حلي الخصر (( القايش )) أو ((حزام الذهب )) وهو حزام عريض من الذهب يعدّ من حلي الزينة غالية الثمن, وكان يُعرف لدى العرب قديماً باسم ( المنطقة ), وعُرِف في الكويت باللهجة الشعبية باسم (القايش), وهو عدة أنواع متنوع بتنوع الوحدة الزخرفية التي تزينه, ومنها:((قايش بو وردة, قايش صف الآجر, قايش بو غنجة, قايش فتح اللواوين, قايش دكة القلب, قايش دكة قواطي الماي ))

2 - حلي القدمين: تقول المؤلفة: كان اهتمام المرأة العربية بحلية قدميها أقوى دليل على أنها كانت تعني عناية فائقة بالتزين والتحلّي, وأنها لم تترك جانباً بارزاً في جسمها إلا واتخذت له الزينة والحلية التي تناسبهُ وتبرز جماله, و( الخلاخيل ) كلمة عامة كانت تطلق على كل ما يُلبس في الساق من حلي, وفي المعجم (( تخلخلت المرأة )) أي لبست الخلاخيل التي تحيط بساقها وتكون فوق كاحلها, وقد استخدمت المرأة الكويتية سوار الذهب لتزيين قدمها وأسمته (( الحجول )) واتخذت منه أنواعاً تفاوتت في أوزانها وفي أشكالها, وفيما يلي أشهر هذه الأنواع: { الحجول ( الحيول ) حلقة ذهبية تلبس حول كامل القدم لتزيينه, والحجول عدة أنواع وتعد من حلي العروس, وربما كان التحلي بها من تأثيرٍ هندي حيث تنتشر كثيراً بالهند, ومن أنواعها: { حجول صمت ( سادة ), هذا النوع يخلو من أي زخرفة أو نقش وهو من الذهب المصمت ثقيل الوزن, حجول نفخ: وتختلف عن سابقتها في أنها غير مصمتة, خالية من الداخل وهي خفيفة الوزن }.

 

خامساً _ حلي الأطفال :

إنّ استخدام الحلي الذهبية بأنواعها المختلفة في تزيين الأطفال في المجتمع الكويتي, وعدم إغفال التحلي بالذهب حتى للأطفال يُعدّ دليلاً صادقاً على رسوخ هذه العادة القديمة في وجدان أفراده وتأصّلها في ممارساته واهتماماته, وتُعدّ جزءاً لا يتجزأ من ثقافته وتراثه الذي يحدد ملامح شخصيّته.

وقد استخدمت الخلاخيل والمفاتيل بأنواعها والجلاليب الذهبية ( جمع جلّاب ) واليامعة في زينة الطفل, وفيما يلي أنواع هذه الحلي: (( المفاتيل, الخلاخيل, الجامعة أو اليامعة, جلّاب الذهب )).

1 - المفاتيل: وهي من حلي اليدين على شكل أساور تتدلّى منها سلاسل بنهاياتها خواتم تُلبس بالإصبع الأوسط, مزيّنة بقطع من الشذر الأزرق.

2 - الخلاخيل: من حلي القدم, وهي حلقات ذهبية بها أجراس صغيرة متدلية على مدى استدارتها مزيّنةً بقطعٍ من الشذر الأزرق والفصوص.

3 - الجامعة ( اليامعة ): قطعة ذهبية مربّعة الشكل مزينة بالشذر والفصوص الملوّنة ومعلّقة بسلسلة ذهبية, وغالباً ما يوضع بها رُقية أو آيات من القرآن الكريم لحفظ الطفل من العين, وقد تسمّى (( المصحفيّة )).

4 - جلّاب الذّهب: وهو بروش ذهبي مزين بالشذر الأزرق والفصوص, وتزين به كحفية ( طاقية ) الطفل أو طربوشه, أو يشبك بالثوب عند الصدر.

 

 لابدّ من كلمة:

الكتاب قيِّم, وجدير بالقراءة, كونه يوثق جانباً من جوانب التراث الكويتي الغني والمتنوّع.  

أعداد المجلة