فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
59

أزياء المرأة وزينتها في الأدب الشعبي في قطر

العدد 59 - أدب شعبي
أزياء المرأة وزينتها في الأدب الشعبي في قطر
كاتبة من قطر

المقدمة:

تهتم المرأة بجمالها وأزيائها وزينتها، وغالبا في المجتمعات التقليدية يلجأ المرء إلى بيئته المحيطة ليستفيد مما حوله في إنتاج ما يحتاجه من أمور ضرورية كانت أم كمالية، ولاشكّ أن المرأة في كل الثقافات كان لها تراثها الخاص فيما يتعلّق بالملابس وأنواعها ومناسباتها. ولها أيضا أدوات زينتها،وتطيّبها التي تتميز بها، لذا فإن الملابس وأدوات الزينة تعدّ من مكونات التراث الثقافي.

في المقابل يعدّ الأدب الشعبي أحد مكونات التراث الثقافي أيضا للمجتمعات. فهو الوعاء اللغوي الذي يضمّ تراث الأمم وثقافاتها في مرحلة من مراحل تطورها، ولما كانت الثقافة كلا مركبا واحدا من مجموعة عناصر، فلا خلاف أن نجد عناصر التراث الخاصة بالملابس، وأدوات الزينة، ترد في الأدب الشعبي بكل أنواعه من شعر، وأمثال، وألغاز،وحكايات، وحكم.

في هذا الشأن،عكفت عدد من الدراسات على تناول ملابس المرأة وزينتهافي قطر مثل:زينة المرأة القطرية، من إصدار وزارة الثقافة (د.ت)، وكتاب غرزة من الماضي لسلمى النعيمي (2013)، وهذان الكتابان يعتمدان على عرض ملابس المرأة، أنواعها وموادها. ولا يتناول حضور هذا التراث المادي في الأدبي الشعبي. في حين جاءت المؤلفات المعنية بدراسة الأدب الشعبي مهتمة بجمع وتدوين وشرح كما هو الحال في الدواوين الشعرية،والأمر نفسه مع بقية الأنواع الأدبية الأخرى كانت العناية الجمع وشرح المفردات،أو دراستها دراسة اجتماعية أو لغوية في الغالب، في حين لم أرصد دراسة تناولت البحث عن تراث المرأة في الملابس والتزين في الأدب الشعبي، عدا دراسة كويتية بعنوان: الموسوعة المختصرة للأزياء والحلي وأدوات الزينة الشعبية في الكويت، لسلوى المغربي،سنة (1986) م. وهي عبارة عن رصد وجمع لمفردات أزياء المرأة وحليها وزينتها، وقد أوردت المؤلفة شواهد من الشعر والأمثال والألغاز- دون تتبع مقصود-تدليلا على مفردات الأزياء والحلي.

لذا فإن هذه الدراسة تسعى لبيان أزياء المرأة التي جاءت في الأدب الشعبي في قطر، وتوضيح أدوات الزينة التي جاء ذكرها في أنواع الأدب الشعبي، ورصد المفردات المتعلقة بأزياء المرأة وأدوات زينتها في الأدب الشفاهي الجماعي.

ومن خلال المنهج الوصفي التحليلي، نرصد توظيف الشاعر العامي لزينة المرأة عند وصفها في القصائد، ونقف على توظيف أزياء المرأة وزينتها في الأمثال والألغاز ،والحكايات، مما يسهم بالتالي في جمع مفردات الحقل الواحد وتمييزها، وبيان أكثرها حضورا في نوع أدبي دون آخر. 

وقد انقسم البحث إلى جزأين : قسم نظري عرضت فيه أزياء المرأة وزينتها في قطر، والأدب الشعبي في قطر. في حين جاء الجزء الثاني دراسة تطبيقية تابعت فيها ورود مفردات أزياء المراة وزينتها في أنواع الأدب الشعبي في قطر. وانتهى البحث بخاتمة وتوصيات وقائمة المراجع.

القسم الأول : القسم النظري

1)    أزياء المرأة وزينتها في قطر:

تُعدُّ أزياء المرأة وأدوات زينتها أحد عناصر الثقافة المادية (MATERIAL CULTURE)، فالثقافة المادية تُمثِّل «صدى لتقنيات ومهارات ووصفات انتقلت عبرالأجيال،وخضعت لنفس قوى التقاليد المحافظة»1، ولا شك أن أزياء المرأة تُمثِّل موضة(FASHION) ويرتبط مصطلح موضة عادة بتنوع طراز الزي، «وتبدأ الموضة عادة بواسطة فرد معين أو جماعة معينة من الأفراد، وفي حالة ما إذا استمرت هذه الموضات فترة كافية، بحيث يبدو من غير المهم استرجاع أصل هذا النمط السلوكي، أو مكانه الأصلي، فإنها تصبح عادة اجتماعية»2 وبالتأكيد أن كلا من الموضة والأزياء يخضعان لعنصري التغيير والبيئة اللذين يتواجدان فيها.وتتأثر أزياء المرأة وزينتها بالتغيرات في الداخل والخارج.

وفي المجتمع القطري تتأثر ملابس النساء وزينتهن بالبيئة التي تعيش فيها المرأة. وقد كان المجتمع القطري مجتمعاً تقليدياً ينقسم بشكل عام إلى قسمين: البدو، والحضر، ولا يعني هذا اختلافا كبيرا في الممارسات، بل على العكس هناك من العادات والتقاليد ما يتشابه به البدوي والحضري، ومنها الملابس والأدوات وغيرها، وإن كان هناك اختلاف فإنه يكون بسيطاً وليس شديد التباين.

والأزياء كذلك، علامة سيميائية تشير إلى دلالات عدة، فهي «بوصفها متطلباً أساسياً للإنسان، تؤدي وظيفة نفعية واضحة، هي في ذات الوقت وظيفة اجتماعية هامة، حيث يتخدها الفرد في كل جماعة رمزا تدلّ عليه، وتعبر عن وضعه في الجماعة، وتؤسس لنوع العلاقة التي يسعى الفرد إلى تحديد ملامحها بينه وبين أفراد جماعته»3. فالملابس تُعدُّ أهم العلامات التي تنقل معلومات عن الشخص وعمره، وجنسه ومكانته، ومهنته أيضًا، أو حالات فرحه وترحه. لهذا لا يُمكن أن ننظر إلى الملابس والأزياء على أنها أغطية للجسم، ووقاية من حرارة الجوّ، أو برودته فحسب.

كانت خياطة الملابس تقوم بها المرأة في مقاعد الضحى كما تقوم بتطريز هذه الملابس لمناسبة الأعياد والزواج، حيث اعتمدت المرأة على نفسها في خياطة ملابسها وتزينها بالخطوط وصبغها بالألوان المتوفرة، «وكان من أهم الأشياء التي يتم إنجازها في تلك المقاعد هو الخياطة بجميع أنواعها فيصنعن ثياباً للسيدات، وللرجال، والعباءات، وبخانق للفتيات، وملابس الأطفال»4.

وقد تعددت أشكال الأزياء القطرية وألوانها، وتميزت باختلافها طبقا للعمر،والحالة الاجتماعية (متزوجة أو عزباء)، فهناك ملابس معينة للفتيات صغيرات السن، تتميز بألوانها الزاهية، وهناك العباءات والثِّياب المشجَّرة للسيدات الشَّابات، وأخرى للسيدات المُسناَّت ذات ألوان داكنة، وكان ذلك واضحًا عند أهل الحضر أو المناطق الساحلية، أمَّا البدو فقد انعدمت عندهم مظاهر تَعدد الملابس وخاصة المشجَّر منها، فكانت الملابس بلون واحد (سادة)، إلا ما زخرفته المرأة البدوية، وكانت الألوان السائدة عندهم: الأسود والأحمر، والنيلي»5.

ويهمّنا هنا استعراض ملابس المرأة وزينتها عند النساء القطريات، وهي تختلف باختلاف الجزء الذي تُغطيه من بدن المرأة، وتختلف كذلك بنوع القماش الذي تستخدمه المرأة، وأحيانا يختلف بنوع هيئة التطريز الذي يكون علامة مميزة فيه، أو طريقة قص الثوب مثلا. لذلك ليس من السهل إطلاق عبارة مثل: كان لباس المرأة بسيطاً، فالنظر الدقيق والفاحص في هذه الملابس وطرائق صنعها وخياطتها وتطريزها تكشف عن حس فني جميل عند المرأة. فهناك ألبسة وأغطية الرأس، تشمل عدة أشكال وهيئات «هي:الملفع، الملفة، البطولة أوالبرقع، البخنق، اللثام الغشوة»6.

سد، الدراعة وهو رداء طويل يصل إلى نهاية القدم، ذو أكمام طويلة واسعة وتسمى الدراعة عند أهل البادية الثوب، وكانت المرأة تستخدم الخيوط الوبرية والقطنية والابريسم لتطريز ملابسها .ومن أنواع الدراريع :الدراعة البدوية / محرزنة / مطرقة، دراعة منجولة / منكولة، دراعة سنف،  دراعة زم، دراعة تلي، دراعة مكورة، دراعة ثريا، دراعة كلوش7. 

الثوب، وهو رداء تلبسه المرأة فوق ملابسها، وهو يتميز باتساع واضح وانسياب في طول الأكمام والبدن، وهو من أوسع ثياب المرأة.

ومن مسميات هذه الأثواب ما يلي: ثوب مفحح، ثوب مجرح، ثوب نشل، ثوب كورار، ثوب مركب، ثوب نقدة،ثوب لعرية، ثوب جز8. وجميع هذه الأثواب واسعة الطول والأكمام،ولكنها تختلف باختلاف التطريزوالخيوط المستخدمة ومن هذه الأثواب البسيط ما يُستخدم بشكل يومي، ومنها ما يُستخدم للمناسبات مثل الزواج والأعياد . 

وتلبس المرأة عند خروجها من بيتها  العباءة، وهي رداء أسود يغطي المرأة من رأسها إلى قدميها  وكانت المرأة تلبس عباءة الرأس، وليس عباءة الكتف كما هو شائع اليوم، والأمر نفسه مع العباءة  التي توجد أنواع عدة منها،وهناك ما يُضاف له خيوط الذهب، وأحياناً تضاف إلى العباءة قِطعٌ من الذهب الخاصة بالعباءة،وقد كانت للعباءة قيمة معنوية، «فالمرأة لا تعير عباءتها لامرأة أخرى كي تلبسها إلا بعد التأكد من حسن خُلقها»9، وذلك لما للعباءة من قيمة تُمثِّل شرف المرأة وسمعتها.

تلبس المرأة الشيلة أو الغدفة «لتغطية الرأس في جميع الأوقات، سواء في المنزل أو أثناء الخروج»10  وتصنع عادة من نسيج قطني خفيف، أسود اللون، ويندر أن تستغني المرأة عن الشيلة أو تترك رأسها مكشوفًا حتى لو كانت بمفردها، وعرفت المرأة القطرية «الغشوة»وهي «قطعة قماش رقيقة من القطن أو غوال مستطيلة أو مربعة الشكل، تغطي بها الفتاة وجهها، وتأتي فوقها مباشرة العباءة، وتستعمل عند الخروج من المنزل»11.

وتُغطي المرأة وجهها أيضاً بالبطولة أو البرقع  وتلبسه المرأة المتزوجة أو الشابة،وعَرفت المرأة البدوية البرقع المقرون وهو من قماش قطني، منه الطويل إلى  منتصف الصدر ومنه القصير. وأما البرقع فمنه مايُزيَّن بالذهب فيعرف باسم برقع رياسي، وبرقع منجّم12.

أما البُخنق فهو غطاء الرأس للفتيات الصغيرات، وتخلعه بعد سنِّ الزواج . وهناك الِّلثام وهي قطعة قماش تُغطى بها المرأة فمها وأرنبة أنفها خجلاً وحياءً، وقد تتلثم  المرأة والفتاة على السَّواء، وتتلثم بالملفع أو البخنق أو ما يُناسب من أقمشة13.

وعرفت المرأة من الملابس الداخلية السِّروال، والشَّلحة، ولم تَعرف المرأة الأحذية إلا حديثاً، وكذلك القفازات.

وإلى جانب الملابس، عرفت المرأة الحلي الفضية والذهبية وتزينت بها واقتنتها، حسب ظروفها الاقتصادية، وكما أنَّ للأثواب والعباءات مناسبات، كذلك فليس كل الذهب على هيئة واحدة، بل منه ما كان كبير الحجم ومنه الصغير ومنه ما تتزين به المرأة على رأسها أو عنقها،أو يديها أو تضعه على خصرها،كما كان لقدمها زينة. وكانت هناك بعض الأحجار والفصوص تُستخدم مع الذهب مثل: «العقيق، والفيروز، واللؤلؤ، والمرجان»14.

ومن الذهب الذي كان يُزين رأس المرأة وشعرها: «الطاسة – لوح السعد – الدينار – القبقب - الهلالي - الحبّوب أو القراميل»15، وهناك ذهب يُزيَن به الشعر مثل المشباص، والريشة وهما حليتان من الذهب  توضعان على جانبي الرأس لتثبت الشعر وتكون مطعمة ببعض الأحجار الكريمة وتكون على شكل ريش الطير أو ورقة الشجر16.

وكان للأنف زينة أيضاً تسمى الزميم، وله مسميات عدة .ولبست المرأة قرط الأذن، فعرفت الشغاب، وكواشي على شكل قمع17.

وعرفت المرأة حلي العنق والجيد مثل المرتعشة، النكلس، المجلد/المقلد، المعرة، المرتهش ،المرية وغيرها.

وكان لليد قطع ذهبية مثل الأساور، منها: الشميلات، والبناجر، والصويرات، المضاعد، والخصور18، وكان للأصابع خواتم متعددة ومسميات عدة وأشكال متنوعة مثل: المحبس، الخاتم، والمرامي، الشاهد والكف، وهناك حلية ذهبية للقدم مثل خاتم إفتاخ والحجول، ولكنها لم تكن منتشرة انتشاراً كبيراً19. وهناك حلي ذهبية للوسط أشهرها محزم الذهب. 

وفي سبيل اكتمال الزينة وجمال المظهر، استخدمت المرأة القطرية وفي الخليج عامة «مواد مختلفة ومتعددة، كانت هذه المواد في الغالب من مصادر طبيعية متوفرة في البيئة، وقد يعود استخدام بعضها في الجزيرة العربية والمناطق المحيطة بها إلى عهود قديمة جداً»20. ومن المواد الأساسية المستخدمة في زينة المرأة: الحناء، والدَيّرم، والحرمل، والجاوة، والزعفران، والسِّدر، والعُصفُر، والكُحل، والمحَلب وغيرها، وكانت المرأة تصنع من بعض هذه المواد خلطة لتحافظ بها على جمال شعرها، فقد «كانت النساء والبنات يداومن على استعمال الرشوش أو المشاط أو الشومطري على مدار العام. فإن هذا من شأنه أن يطيل الشعر ويجعله غزيرُا كثيفًا»21. أما في البادية فكل امرأة تعتني بنفسها وببناتها، وكانت بعض الأسر الميسورة تستعمل امرأة للاهتمام بالشعر تُعرف بالعجافة عند الحضر.

أما الرشوش فهو «خليط من مواد طبيعية مستمدة من البيئة كالورد المجفف، والمسك، والصندل، والظفر، والزعفران، والحناء، وماء الورد، والمحلب، وتتباين تركيبة هذه المواد تباينًا بسيطا وفقاً للطريقة التي تتبعها كل جماعة»22 في حين يُشكل المحلب مادة أساسية في مشاط المرأة في البادية ويستخدم المشاط أو الريحان لتعجيف الشعر.

ولم تغفل المرأة رائحة جسدها وبشرتها، فكانت تستخدم الماء، والسدر «وتقوم بدهن وجهها بأحد المواد الدهنية العطرية كدهن العود، والزباد أو الورد، وقد استخدمت الكحل الحجري لتجميل عينيها. كما استخدمت نبات الديرم  لتصبغ شفتيها باللون الأحمر، وتبييض أسنانها»23.

وعرفت المرأة من الأطياب والبخور الكثير منها: الطيب، دهن الزباد، المسك، دهن العنبر، دهن العود، دهن الصندل، الورد، البخور، وكان من أدواتها المرش والمبخرة24. 

هذه أهم العناصر التي يتكوّن منها تراث المرأة فيما يَخصّ أزياءها وملابسها وزينتها، وهي بلا شك عناصر متنوعة من القماش والمصوغات والنباتات الطبيعية، تكشف عن حرص المرأة القطرية وعنايتها بملابسها وتنوعاتها، كما كشفت عن توظيف المرأة لعناصر بيئتها لتحقيق عنايتها بشعرها وزينتها على حد السواء.

2)     الأدب الشعبي في قطر:

لا تخلو أمة، أو مجتمع من تراث شعبي تتناقله، سواء أكان هذا التراث مادياً أو غير مادي، ومن التراث الثقافي نجد الأدب الشعبي،الذي ينبع من الوعي واللاشعور الجمعي25. 

وينقسم الأدب الشعبي إلى عدد من الموضوعات تزيد أو تنقص قليلاً عند الباحثين، ومن أشهر موضوعات الأدب الشعبي: «الأسطورة الكونية، وأساطير الأخيار والأشرار والحكاية الخرافية، والحكاية الشعبية، واللغز، والمثل الشعبي، والنكتة، والأغنية الشعبية»26 فهذه كلها أنواع أدبية شعبية،ويرى أكثر الباحثين صحة افتراض «الأصل الفردي للأدب الشعبي، ولكن هذا الفرد الخلاق لا يعيش حياة ذاتية بعيدة عن المجموع، بل هو يعبر عن الناس (الشعب) ويُعَبّر بهم، ويُعَبّر لهم، ولهذا فهم يستقبلون إبداعه ويرددونه بينهم»27 ليتحول إلى منتجٍ شعبيٍ إذ تكمن فيه روح الشعب وتجاربه ومشكلاته.  

وبصرف النظر عن نوعية هذا الأدب سواء أكان حكاية أو لغز أو مثلاً أو غير ذلك،  فإن للأدب وظائف عدّة هي:

1.     الوظيفة الثقافية،

2.    الوظيفة الجماعية والقومية التي تحافظ على تراث الجماعة ،

3.    الوظيفة النفعية  بمعنى المتعة الفنية،

4.    الوظيفة التفسيرية أي تفسير الظواهر28.

وتأتي اللغة العامية معياراً لغويًا لتميز الأدب الشعبي عن الرسمي، وكذلك التناقل الشفاهي، ومجهولية المؤلف، ومعيار الحيوية والاستمرار أي (المأثور)، ثم معيار المحتوى النفسي، أي التعبير عن وجدان الشعب ونفسيته29 من أهم المعايير التي يُعرَف بها الأدب الشعبي.

وتلقى الأدب الشعبي آراء متعددة، بين مؤيد له ومعارض، فقد «يعتقد البعض، غلطاً أن الاهتمام بالجوانب الثقافية الشعبية لا يؤدي إلى العثور على تعابير ذات قيمة فنية عالية، ولكن الخوْض في معظم أشكال التعبير في الموروث الشعبي يُمكّن من الوقوف على ما فيه من بلاغة خاصة»30، بل على العكس من تلك النظرة المعارضة تعدّ مادة الأدب الشعبي ميدانا رحبا لكثير من التخصصات العلمية من الأنثربولوجيا، واللغة،والأدب، والاجتماع، وعلم النفس، وغيرها من التخصصات. 

ولا جدال في «أن الأدب الشعبي مليء بالأفكار العميقة التي يحاول دائماً أن يلبسها شكلاً فنيًا رائعًا»31، للمجتمعات في زمن من الأزمان.

وعند النظر في الأدب الشعبي في قطر،نجد اهتماما ملحوظا بالتراث عامة، والأدب الشعبي خاصة،من خلال جمعه، وتدوينه، ودراسته قدر المستطاع، وإن كانت دراسته ليست معمقة كلها،وليست أيضًا كثيرة في عددها. ولعل أكثر الدراسات العلمية في موضوع الحكاية الشعبية قامت بها د.كلثم الغانم، والأغنية الشعبية والقصص الشعبي اهتمّ به المرحوم محمد طالب الدويك، في حين تعد الأنواع الأدبية الأخرى قليلة الدرس والتناول البحثي .

وتبقى الجهود التي تناولت الأدب الشعبي جهوداً فردية تدعمها وزارة الثقافة، يدفعها الحس الذاتي أكثر من العلمي البحثي32، وهي جهود مقدّرة ومشكورة – ولاسيما بعد إغلاق مركز التراث الشعبي الخليجي في قطر عام 2005.

وتعدّ قلة الباحثين في التراث أيا كان نوعه مادياً أو غير مادي عقبة كبيرة، لا يمكن إنكار أثرها في عدد المؤلفات المقدمة وأحياناً نوعيتها. فلا تزال أكثرالمؤلفات لا تبرح مستوى الجمع والتحقيق،وهو مستوى مهم، ولكن لا يُشكِّل كل أنواع المعرفة والمعالجة العقلية للبيانات.  

وإذا ما نظرنا إلى أنواع الأدب الشعبي في قطر نجد أن الكثير قد جُمع في مؤلفات يمكن عدّها على النحو الآتي: 

1.     دواوين الشعر النبطي : وقد يقول قائل إن الشعر النبطي لا يعد شعبيًا، فمفردة شعبي في الاصطلاح تشير في النهاية إلى مجهولية المؤلف، والشعر النبطي في جُلّه معروف القائل، وهذا صحيح، فالشعر النبطي لا يعدّ شعبيًّا من منظور مجهولية المؤلف، ولكنه شعبيٌّ من جهة أنه يكتب باللغة العامية، ويمثل روح الشعب أكثر من الفردية. فقضايا الشعر النبطي قبل مرحلة اكتشاف النفط كانت تلتمس مشاعر الناس،هذا بالإضافة إلى أن كثيرًا من هذه الأشعار كان يتداوله الناس ويتناقلونه ويحفظونه؛ دلالة على حبهم وشغفهم بهذا الفن الشعري الذي عبر عنهم، وأُعجبوا به، والدواوين كثيرة وقد أشرفت وزارة الثقافة على إعدادها وإخراجها.

2.     الحكايات الشعبية :  يعدّ كتاب القصص الشعبي لمحمد طالب الدويك مرجعًا مهمًا، فهو في الأصل دراسة ميدانية لجمع الحكايات في أوائل ثمانينيات القرن العشرين الميلادي .وهناك بعض الكتب القصيرة التي تناولت الحكايات مثل كتاب خولة المناعي، ودراسات د.كلثم الغانم 

3.    الأغنية الشعبية:   يعد كتاب الدويك عن الأغنية الشعبية في قطر، من أهم الروافد التي تناولت الأغنية واعتنت بجمعها ميدانيا من أفواه الناس، وكذلك كتاب أناشيد الأطفال التراثية التي وضعته د. كلثم الغانم.

4.    الألغاز الشعبية : لم أجد عند البحث كتابًا اهتم بجمع الألغاز الشعبية إلا إصدار علي الفياض،وعلي المناعي ( من أفواه الرواة) وهو كتاب جمع عددًا من فنون الأدب الشعبي، كان اللغز الشعبي من بينها .

5.    المثل الشعبي: كان للمثل الشعبي مؤلفات اعتنت بالجمع والشرح دون دراسته علميًا فنيًا أو لغويًا أو اجتماعيًا، ومن أشهر الكتب التي عنيت بالمثل الشعبي في قطر، كتاب محمد عبدالله المري، وكتابا خليفة السيد المالكي33، وكتاب ربيعة الكواري34.

6.    النكتة النادرة: لم أجد عند البحث كتابًا أولى النادرة / النكتة عناية في الجمع أو الدراسة.

وفي سبيل اهتمام الدولة بالأدب الشعبي خصصت برامج تلفزيونية وأخرى إذاعية، وعبر صفحات الجرائد اليومية منذ بداية سبعينيات القرن العشرين الميلادي، وحتى يومنا هذا والبرامج متنوعة وقائمة .

لا شكّ أن لكل نوع من أنواع الأدب الشعبي بنية لغوية، وتركيبا معينا يتغير فيه مع الأنواع الأدبية الشعبية الأخرى، فأسلوب الشعر مختلف عن الأسلوب الحكائي السردي، وتركيبا المثل واللغز لا يتشابهان، وهذا يتّصل بالدوافع التي ينشىء فيها المرسل نصه والآثار التي يتوقع إثارتها عند المتلقي. ولاشكّ أيضا أن نماذج الأدب الشعبي «تتفاوت من حيث القيمة البلاغية»35 فليس جميعها على الدرجة نفسها من الكفاءة التعبيرية. 

وميزة الأدب الشعبي تتمثّل في كونه وعاءً لغويا خاصا، ولكن أفكاره وموضوعاته تُبنى من حيوات الناس ومعاشهم، فالأدب الشعبي يُعبر عن الناس وأحوالهم وأدواتهم وطرائق عيشهم، وتفكيرهم، فالناظر في الأدب الشعبي بفنونه المختلفة يتلمس بكل وضوح العناصر الثقافية وغير الثقافية من حياة الناس والمجتمع في المتون الشعبية المتعددة. ووعاءٌ لغويٌ يهتم، بحمل هذه الأفكار والمعطيات الحياتية، يكون من» الحيف أن نعتبر النتاج القولي الشعبي قطاعًا هامشيًا»36 وخاصة أن أكثر الممارسات، والحرف والاعمال، تؤدى معها فنون قولية عدّة. 

لذلك تكمن قوة الأدب الشعبي -في تقديري- في أنه يُمثِّل صوت الجماعة، فالأدب الشعبي يُعدّ في بعض أنواعه قوة من قبيل (الرأسمال الرمزي  les biens symboliques)،فالمثل على سبيل المثال، لكلمته سلطة ونفوذ،وتأثير يصل إلى حد متاخمة فعل السحر في النفوس37 بل إن كثيراً من الموروثات القولية الوجيزة «بغض النظر عن أنواعها تعتبر مدونة للسلوك تحمد بعضه وتذم البعض الأخر»38. وفي الخليج العربي، وقطر لايزال للشعر النبطي الشفاهي قوة وحضور في المناسابات الوطنية، والوقائع التي يمرّ بها الوطن.

لا يمكن بحال من الأحوال، في الأدب الشفاهي أن تحقّق الكلمة المكتوبة ثقل الأثر وتوصله للمخاطب/ القارئ، كما هو الحال مع الكلمة المنطوقة؛ وذلك لأن كثيرًا من المأثورات الشفاهية تكون مصاحبة مع حركات الجسد وتعبيرات الوجه، مما لا يسمح للخط الكتابي أن ينقلها،وعلى الرغم من أن الشفاهية قد تتحور قليلاً أو كثيرًا، وقد ترقع كما يرقع الثوب أحيانًا عند نسيان كلمة أو تعبير، فإن الكتابة لرواية واحدة يُعدُّ تقييدًا للحرية الشفاهية التي تُميّز الآداب الشعبية. ومع هذا تعدّ الكتابة إحدى الوسائل الممكنة لحفظ المأثور القولي، وإن فُقِد بعض خصائصه القولية.

 لذلك نسعى في الجزء الثاني لمحاولة تبين أثر التراث المادي - أزياء المرأة وزينتها-، من خلال دراسة مفردات هذا الحقل في المتون المتنوعة للأدب الشعبي، مما تَوفر لنا من الكتب التي تمّت الإشارة إليها سابقّا.

القسم التطبيقي :

أزياء المرأة وزينتها في الأدب الشعبي 

قلنا سابقًا إنَّ الأدب الشعبي وعاءٌ لُغويٌ يحمل أفكاراً وموضوعاتٍ ،فهويحمل تراث المجتمع الذي يتحدث عنه، وله.إذ تشكِّل مفردات ذلك المجتمع، وعناصر تراثه المتنوع، مادة معرفيةً يتكئُ، عليها المنتج في صياغة فكره سواء أكان هذا الإبداع فردياً أو جماعياً كما هو في الأدب الشعبي.

إذا ما نظرنا إلى عناصر أزياء المرأة وزينتها في الأدب الشعبي في قطر، عبر المتون المتنوعة يمكننا ملاحظة عدد لا بأس به من التوظيف الشعبي لتراث المرأة في الملابس داخل النصوص السردية والشعرية على حدِّ السواء، ولا ريب أنَّ المبدع المُنتِج يلتقط من تراث الملابس ما يحتاجه في إنتاجه، فليس بالضرورة أن يكون كل ما هو خارج الأدب داخل الأدب، وفي ملابس المرأة وأزيائها يمكن ملاحظة كيف التقط الأدب تلك العناصر ووظَّفها عن طريق العرض القادم:

 1)    ملابس المرأة وزينتها في الأمثال :

 استطاع المثل أن يُوظِّف عدداً من المفردات من حقل ملابس المرأة فجاءت ألفاظه متنوعة مثل: (الثوب، والعباءة، وثوب الزري، والبريسم، خيوط الصوف، والحرير، والسروال، لباس، ومن أدوات خياطة الأثواب،حضرت الإبرة).

من هذه الأمثال: «الثوب اللي أطول منك يعتّك»39، وله أكثر من رواية: ثوب مهب ثوبك يعتك، والثوب الطويل يعتك. وهناك مثل «الثوب ما ينشق بين عاقل ومجنون»40 و«حلاة الثوب رقعته منه وفيه»41 «ثوبي من ثوب أبوي»42.

وعند النظر في هذه الأمثال السابقة، نجد أن لفظة (الثوب) جاءت في معناها العام فهي لا يُقصد بها ثوب رجل، أو امرأة بل عموم الأثواب. ومثلها لفظة لباس في المثل «كل وقت وله لباس» 43.

وقد جاء توظيف مفردة ثوب الزري، والزري خيوط ذهبية أوفضية المستخدمة في تطريز ثياب المرأة وبشت الرجل،جاء في الأمثال الآتية: «ثُوْبَهْ زَرِي يَرْطَخْ وما عنده قِدر يطبخ»44 كما تناول المثل الشعبي أنواع القماش مثل البريسم: الحرير باللهجة العامية، ولفظة الحرير، والصوف، وكلمة شْميلة: وهي القطعة من القماش الخشن، قد تمكّنا من رصد مجموعة من الأمثال جاءت على هذا النحو: «اشْمِيلي ّوتقرْ عيني أحسن من لبس الحرير»45. والمثل «عَتِيجْ الصوف ولا يديد البريسم»46. فالنوع الأدبي استطاع أن يلتقط من عناصر تراث المرأة ما يعبر به تفضيل الأمر المعروف على الأمر المجهول. وفي توظيف مفردة الحريرنجد المثل: «إن لبست اِلبسْ حرير، وإن عاشرت عاشر أمير»47.

جاءت العباءة ضمن المفردات التي وظفها المثل الشعبي أيضا، وكان المعنى عاماً يناسب الإنسان دون تخصيص في القول: «امْدَحه وخِذ عَبَاتَه»48. وفي وصف تشابه الأمور واختلاطها على المرء جاء القول: «برق العبي تِشَابَه»49 وجاء توظيف قماش الصوف توظيفاً عاماً في المثل الآتي :«يَحِدِهْ خِيط الصوف»50، وفي ذِكر البرقع/ البَطٌّولة جاء المثل «اللي يستحي يلبس بطولة»51.

وجاء مثل واحد موظفاً للفظة (سروال) في عبارته «ترقص بلا سروال كيف اِمْسَرْوله»52 وجاء مثل واحد أيضاً يوظف لفظة «اجلال» وهو قماش قطني تغطي به المرأة رأسها ويكون طويلاً، وقد يكون لباساً للصلاة فيسمى (اِجلال الصلاة)، وجاء في المثل «خلْ الشقرا على ايلالها»53 وهنا يستخدم الجلال: اليلال، بمعنى الغطاء العام لترك الأمور كما هي عليه. وفي إشارة إلى حيل المرأة وخداعها ذكرالحذاء في «الحَرِيم مقلبات النعل»54.

وجاءت الإبرة إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها المرأة في خياطة أثوابها، بل وملابس أهلها وحاجياتها. وعلى سبيل هذا التوظيف نلحظ الأمور التالية «العَافية في خَرْق إبرة»55، وهو يضرب في صعوبة إدراك الأمر. وفي عدم تحمل الأمور حضر المثل «مَن كَل إبرة زاع هيب»56، 57.

وفي مقابل المواد المحسوسة، جاء استعمال وصف مثل زبرةالتأنق الملفت، برق: لمعة58. ومنه المثل «زَبْرَهْ على بَايِقْ»59، ويضرب للشيء الذي لا يعطي حقيقة أمره، أما ما يخص الحلي: فقد استطاع المثل الشعبي أن يوظف مفردات من حقل المصوغات والحلي ولكنها بدت قليلة جداً بالنسبة لعناصر زينة المرأة وأزيائها، فقد كان التركيز على مفردتي الفضة والذهب، ولم تأتِ إشارة إلى أسماء العقود والحلي وغيرها فجاء المثل موظفاً كلمة الذهب في القول (مهب كل اللي يلمع ذهب)60، وأيضا: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب61 ولم يرد هذان المثلان إلا عند خليفة المالكي، ويبدو لي أن هذين المثلين ليسا من البيئة القطرية، بل هو معلوم في البيئة العربية قاطبة، فهما مثلان عربيان أصل الأول يرجع للمثل «ليس كل ما يلمع ذهبًا» أما الثاني فلم تتغير صياغته عند إلقائه باللهجة العامية.

وقد جاءت مفردات عامة مثل «البشتخته» وهو الصندوق لحفظ اللؤلؤ والمجوهرات والنقود والأوراق المهمة، ولا يُمكن تصوّر تاجر لؤلؤ، أو صاحب سفن غوص، أو صاحب أموال لا يملك صندوقاً لحفظ ماله، فالبشتخته  صندوق لحفظ  ما كان غالياً ونفيساً، وقد جاء المثل لربط بين أصل الإنسان وقيمته، وبين ما يحفظ من أمور ثمينة في الصندوق فكان على هذا القول «الأصل في البشتختة»62. وبهذا نلحظ عدم تسجيل عدد كبير من الأمثال وظّفت حقل الحُلي بالرغم من تنوعه وتعدد أماكن تقلده وارتدائه لدى المرأة. 

وإذا ما نظرنا في المثل الشعبي لدراسة أدوات التزين،نجد تردد كلمتين هي الكحل والعود، فأما الكحل فهي مادة تستخدمها المرأة لإبراز جمال عينيها، في حين العود قطع من الخشب طيب الرائحة، تستخدمها المرأة والرجل، وفي الأمثال التي جاء فيها الكحل ما يلي: «الشِّيْن شِيْن لو تِكَحَّل كل يُومْ»63، 64. ويستخدم الفعل «يكحلها» في المثل، فاستطاع مبدع المثل من توظيف الكحل والغاية منه للتجمل ليعكس ذلك في إنتاج المثل «جا يكَحِّلها واعماها»، ويضرب للإنسان الذي يريد أن يُصلح أمراً فيزيده سُوءًا65. وللتعبير عن انتهاء مفعول الشيء، وُظِّف الكحل أيضاً في المثل «راح كُحُل بَاكْيَهْ» وللتعبير عن الخير الذي يصنع لغير مستحقّه، وأيضا «الكحل في عين الرمدى خسارة»66، وهناك مثلٌ آخر يدل على براعة الشخص السارق في الاستيلاء على ما يريد، إذ جاء في المثل «يبوق الكحل من العين»67.

وهنا نجد في الأمثال السابقة أن مادة الكحل وُظِّفت مرة بدلالتها على التجمل والتزين، ومرة استخدمت للدلالة على تحسين الأمور دون جدوى من باب الاستعارة البلاغية،كما في القول: «جاء يكحلها واعماها» فليس المقصود هنا التكحيل بمعنى وضع الكحل إنما تعديل الأمر وتحسينه.

أما المفردة الثانية الشائعة في التزين بعد الكحل فهي كما ذكرنا مفردة العود، وجاء في المثل «تعرف العود من دخانه»68 ويضرب على مدح الصفات الحسنة للإنسان الطيب، فالصفات الحسنة دليل على الإنسان الفاضل، كما أنَّ الدخان دلالة على العود الطيب.والمثل الآخر «ما بعد العود قعود»69 ومع كلمة العود، وُظِّفَ الفعلُ «يتبخَّر» وهي مفردة تستعمل للإشارة على فعل التطيب بالعود، إذ جاء في المثل «ما عُمْرَهْ تبِخَّرْ يوم تِبَخَّرْ اِحْتَرقْ»70 .

لقد استفاد منتج المثل من الأحوال التي تحصل عند استعمال عناصر وأدوات تراثية مادية، للتعبير عن أحوال  ومواقف حياتية أخرى، فالتعبير عن الحال بما هو معلوم، ومدرك غايته عند الناس، ليكون المثل محققِّا غايته، وتاركاً أثره، وبالتالي يحُقِّق له الذيوع بين المتلقين الذين يصبحون منتجين له في قابل المرات.

وحضرت مفردات أخرى من حقل التزين والتطيب مثل: «الخنة: الرائحة الطيبة، الشعر، عجافة: المرأة التي تسرح شعر المرأة، الجمال «فكما قلنا إن مبدع المثل يلتقط مما يراه في بيئته ويجده حسناً ويوظفّه قولاً، ففي المقابلة بين شدة الرجل، ونعومة المرأة، يأتي هذا المثل «الرجل لمصن والمرأة لمخن»71 وفي الجمال العام جاء المثل التالي «الزين زين لو قعد من النوم»72. وأيضاً هناك مثل آخر يصف الجمال « جمالها يحت الطير من السما»73.

أما في توظيف مفردات خاصة بالشعر وتصفيفه، فقد وجدتُ هذين المثلين «شعرها يقعد معها»74 ويضرب هذا المثل للدلالة على اكتمال حسن الشيء، أما المفردة الثانية فقد كانت لفظة: «العجافة» وجاءت في المثل «قال من مداحتها قال عجافتها»75 ويضرب في وصف الشخص المؤيد للمسؤول عنه، فهو لن يعيبه أبدًا.

2)     ملابس المرأة وزينتها في أغاني

    الأطفال الشعبية: 

يشكل الطفل عنصراً مهمًا في المجتمع التقليدي أو الحديث وتولي المؤسساتُ رعاية الطفل العناية الشديدة، بدءًا من مؤسسة الأسرة إلى مؤسسات المجتمع المدني.في المجتمع التقليدي الذي يتقارب فيه الأفراد ويتعاونون بشكل تلقائي، نجد الطفل يحظى برعاية من أفراد أسرته النساء والرجال. وفي المجتمع القطري«يكون الأطفال محورالاهتمام المباشر من الجميع أثناء العلاقات اليومية المباشرة بين أفراد الأسرة، وفي مرحلة الطفولة المبكرة أوالمهد، تقوم النساء برعاية جميع شؤون الطفل وعندما يصبح عمره خمس سنوات تنتقل معظم تلك المهام إلى رجال الأسرة»76 في حين تسند رعاية البنت للمرأة.

ولاعجب أن يبرز «دورُ الأم التي تحفظ أغاني كثيرة توظفها أثناء قيامها بدورها في رعاية الأطفال فضلاً عن دورها في رضاعة الطفل، ورعايته ونظافته الشخصية وتدليله وتنويمه وإيقاظه»77. عند النظر في بعض الأناشيد التراثية نجد حضورا لتراث الأنثى بما يتلاءم مع سنها الصغير . وقد جاءت مفردات تشير إلى الذهب الذي تلبسه الفتاة مثل: الهلالي، والثريا، الخاتم، والنكلس، والمضاعد. 

ومن هذه الأناشيد ما كانت تداعب به الأم ابنتها أو الجدة حفيدتها كما في هذا المقطع:

يا نور يا بنت من يمنع التالي

شبه ريم ترتعي كل وسميّه

زينها واضح وفي القذلة هلالي

والثريا في الحضن بألف شرية78

حيث نجد مفردتي الهلالي: وهي حلية ذهبية خاصة بالرأس، والثريا وهي حلية تزين العنق والصدر. 

ومن أناشيد المناسبات، تأتي الأغنية المشهورة لاحتفالية منتصف شهر رمضان «القرنقعوة» حيث يُرَدَّدُ المقطع: 

قرنقعوه  قرقاعوة

عطونا الله يعطيكم

بيت مكة يوديكم

يا مكّة يا لمعمورة

يا أم السلاسل والذهب يانورة79

كما يظهر جليا توظيف مفردتي السلاسل، والذهب بالإطلاق العام دون تسمية لنوع هذه الحُلي .

  ومن الأناشيد التي ترافق لعب الأطفال نجد  منها ما قد وردت فيه كلمات من حقل تراث أزياء المرأة وزينتها، كما يأتي في لعبة الأطفال الشعبية : قوم يا شويب،إذ جاء في أحد المقاطع.

الشايب: سرى عايب

                        سرى عايب

                        ما أقدر أقوم

الشايب: ييت عند هاذي

الفتيات: هي والله

الشايب: عطتني خاتم

الفتيات : هي والله

وفي مقطع آخر من اللعبة نفسها

الشايب: خواتي دوروا

الفتيات:هيه والله

الشايب: ييت عند هاذي

                        الفتيات هيه والله

الشايب:عطتني نكلس

الفتيات: هيه والله80

حيث مفردتا -الخاتم –وهي حلية أصابع اليد، والنكلس حلية للعنق.

ومن أناشيد الألعاب، كما في لعبة «سويرة راحت البر»، جاء المقطع :

خوالي يا دلالي

يا عزوتي وسنادي

خوالي يا دلالي

يا مضيعدي وهلالي81

فالمضاعد من حلية المعصم، أما الهلالي فحلية الرأس. وجاء في تكملة الأغنية:

أمي تناديني

ما أدري اشتبي فيني

تبي تحنيني

في مليلة الصيني82

حيث ركزّ المقطع على الحناء، إحدى أدوات الزينة التي تزين بها الفتاة نفسها. 

ومن الزينة أيضا تسريح الشعر واستخدمت أغنية اللعبة «غزاله غزلوكي»

لفظ  (أتمشط ) في المقطع التالي:

غزالة غزلوكي غزلوكي

في الماي زعبلوكي زعبلوكي

قاعدة أتمشط

جاءها الرومي

قالها: قومي83

وهناك لعبة حبّ السمسم نجد أسلوباً طفولياً في حال حدوث خلاف بين الفتيات، يقول المقطع: 

ربعج يا محيرب في بير

ومكسراتن تكسير

ربعج يا مريم في قصر

محنيات من عصر84

وبهذا نجد أن الأناشيد الخاصة بالأطفال وظفت هي الأخرى بعض المفردات من حقل أزياء المرأة، ولكنها اتخذت ما يناسب هذه المرحلة الطفولية وما يتعلق بالأشياء التي قد تكون من زينة الفتاة الصغيرة وحليها، ولم أقف على نموذجٍ يتناول البخنق مثلاً أشهر أغطية الرأس  للفتاة القطرية والخليجية . 

3)    ملابس المرأة وزينتها في الألغاز الشعبية :

 تعد الألغاز أو الأحاجي أحد الفنون القولية الشعبية، وقد كان في المجتمع الخليجي عامة، طرائق عدة من الألغاز، هناك ما يسمى: اللغز الريحاني، واللغز الابجدي، واللغز الدرسعي85. وهي ألغاز شعرية تترواح بين البيتين إلى أربعة أبيات، وهناك اللغز الجملة.وفي بعض الأحيان يتعمد الملغز إخفاء اسم المرأة من خلال أسلوبه اللغزي الذي يستخدمه.

منتج اللغز يلجأ للبيئة لينهل من معينها وفي بيئة تقليدية، فيستخدم بعض مفردات البيئة وتراثها ليسأل عمّا يريد، يقرب الشيء للسامعين، ويجعله مبهماّ في الآن نفسه. فبناء اللغز يتكون من «ثلاثة عناصر أساسية: شيء موصوف(مقصود مجهول)+ وصف لهذا الشيء+ عبارة مضلّلة. وإلى جانب عنصر فرعي رابع هو صيغة اللغز الاستهلالية»86 (أحازيك).واللغز الشعبي «إلى جانب التوسل بالمفارقة والتضاد أو التقابل،يعتمد أيضا على الصور المجازية، وتشكل مصدر المتعة الجمالية فيه. ويصاغ صياغة مموسقة أو موقعة موزونة في عبارات متوازنة، ومتوازية حتى يسهل حفظه وترديده»87، لذلك فإن اللغز يأخذ صفة العبارة الثابتة التي لا تتغير على عكس الحكايات الشعبية التي يمكن للراوي أن يحدث تغييرا فيها.

عند رصدنا للألغاز التي وردت في كتاب (من أفواه الرواة) نجد عدداً قليلاً من الألغاز اعتمد في تركيبه على بعض المفردات – التي يمكن القول إنها تأتي من تراث المرأة وزينتها – وإن كانت مطلقة في استعمالها عند توظيفها في اللغز .

نذكر من هذه الألغاز القليلة،اللغز الريحاني الآتي:

برق لمع في مرتي واحسبه برق

واثره جبين اللي عليه التواصيف

اسمه ذكر وسط المدينة وشرق

وعويد ريحان على ساحل السيف

وفصيص يا قوت ذكر في المحرق

توّه على قد الغرض ما بعد شيف88

والشاعر هنا يوظف الياقوت: حجر كريم، والريحان، أحد النباتات، وهو لغز يخصّ اسما مخفيا لفتاة تسمى مريم.

وهناك ألغاز تتناول تراث الملابس، فأوردت بعض الكلمات من هذا الحقل مثل :(جوخه) ومنها اللغز التالي: «بنتنا عفرا، عليها جوخة صفرا»89. جوخة أحد الملابس، وتستعمل في ملابس الرجال، والنساء.ومن الألغاز التي تشتهر في الخليج، وإجابته (الحناء) اللغز التالي (خَضَرْ في السوق، حَمَرْ في أمك)90.

ويظهر لي أن الألغاز الشعبية - حسب العينة التي وقفت عليها – قد وظّفت القليل من تراث المرأة في ملابسها وزينتها، على عكس الأنواع الأدبية الشعبية الأخرى، ولكن عند النظر في الألغاز الشعبية في الكويت، وجدت أن اللغز الشعبي قد ألغز لعناصر تراثية من حقل أزياء المرأة وزينتها91، مما يعني أن اللغز قادر على توظيف هذا التراث، بيد أن قلة العناية بجمعه في قطر، حالت دون استقصاء عناصر غير التي وردت في هذا البحث.

 4)     ملابس المرأة وزينتها في الشعر النبطي: 

لغة الشعر النبطي هي «اللهجة البدوية عامة والنجدية خاصة، هذه اللهجة لم تبتعد عن أصلها الفصيح بمقدار ابتعاد اللهجات الأخرى الحضرية، رغم أنها مثلها، تحلّلت من قواعد الإعراب وحركاته، وطرق التعريف، والاشتقاق وقوالبها»92 ويمكن أن يكون الشعر النبطي ضمن الأنماط الفولكلورية من عدة جوانب هي: تغاير بعض الأوزان والقوافي فيه عن الشعر الفصيح،وهو واسع الانتشار والتداول ويتوارثه الناس ،كما أن لغته اللهجة البدوية، وهي اللهجة الشعبية في بيئة الشعر النبطي.أما ما يخرجه من دائرة الفولكلور فكون أغلب الأشعار معروفة القائل، لذلك، يمكن القول بعبارة أخرى، «إن الشعر النبطي وعاء فولكلوري يصب فيه الأفراد إنتاجهم وفكرهم، وقد يضيفون إليه من إبداعهم ما يثريه، ويجعل له خصوصية متجددة»93 .

ولا شك أن الشِّعر لغة خاصة، ترتقي عن اللغة اليومية التي يتحدث فيها الناس، ويقضون شؤون حياتهم بها، فهو لغة أدبية لها خصائصها الفنية من تركيب، وأسلوب، وخيال، وقوالب من الأوزان والقوافي، وهذا ما يجعل إبداع منتج فيه مختلفا عن آخر، كما أن العناصر التي يوظفها الشاعر من عالمه الخارجي، لا تبقى كما هي، بل إنه بواسطة الخيال يكسبها معنى جديداً مغايراً لما هي عليه في الواقع. 

وفي موضوعنا حول تراث المرأة في الأزياء والزينة، نجد أن الشاعر النبطي  في قطر قد استطاع توظيف مفردات هذا العالم التراثي المادي للمرأة في شعره. فقد وردت مفردات الملابس مثل: الثوب، البرقع، البطاطيل، الحرير، الغدافي /الغشوة، الابريسم، العباءة الزبون، الغشاية. أما في الحُلي فجاءت الكلمات: القلادة، الحزام، اللؤلؤ، الحصّ، الياقوت، الدانة،والدرّ، والأحجار، والتبر،والشغاب، والمحازيم، والخاتم، أما في أدوات الزينة فقد تنوعت بين الأطياب مثل: الشمطري، والمسك، والعود، الريحان، والرشوش، ومن أدوات التزين مثل: الزميم، والألعاس والمخازيم، والديرمان، في حين جاءت الحناء من مواد التّجمل التي تبرز جمال المرأة في الشعر وتصفها عند الشاعر النبطي.

وعند عرضنا للأشعار التي تناولت ملابس المرأة نجد هذه الأبيات للشاعر أحمد بن علي شاهين الكواري: 

لو شافها العابد لقطّ العمامة

في شف سيّد لابسات البطاطيل94

وقوله أيضاً:

عذب اللما يا زين دقّه وشامه

حدر اللثامه تذهل العقل تذهيل95

حيث جاءت لفظتا البطاطيل جمع بَطْوله وهي البرقع واللثامة وهو اللثام ماتغطي به المرأة وجهها من قطع القماش . 

وفي وصف المرأة ولبسها العباءة، جاء قول الشاعر خالد بن معجب الهاجري الآتي : 

وكيف باسوّي لا شفت قرنه لانحدر

لا تَحدّر فوق متنٍ زها جيب العباه96

وجاء في وصف طرف العباءة ورفعه ما يُسمى الشليل في قول الشاعر أحمد بن علي الكواري على النحو التالي: 

أندب الظفران واوْمي بالشِّليل

وازهم الطيب على طاري بناه97

والشليل هو طرف العباءة سواء عباءة الرجل أو المرأة.

وقد جاءت مفردة الثوب وهو ما يعرف بالدّراعة، فكما قلنا إنَّ البدويات يطلقن اسم الثوب على الدَّراعة. وجاءت هذه المفردة (الثوب) في قول الشاعر المعروف علي بن سعيد بن سبيت المنصوري عند وصفه جمال المحبوبة:

ونهدٍ يشيل الثوب في زمّة الصبا

صغير يشادي بالتواصيف فنجالي98

وجاءت الغشوة أو الغدفة وهي غطاء يلقى على وجه المرأة؛ حتى لا تنكشف للرجال في الشعر أيضاً مثل قول الشاعر عمير بن راشد العفيشة، عند مدح شجاعة ممدوحه وتشبيه شجاعة الفارس الشاعر العربي عنترة بن شداد، إذ يقول ابن عفيشة:

إلى من الصبايا فرّعن ورمن الغدافي

ركض مركاض عنتر في يمينه صارمٍ ممهور99

يصف الشاعر سعيد المحرول النعيمي موقفاً مع نساء كبيرات السن يذهبن للمدرسة المسائية لتعلم القراءة والكتابة بأسلوب فكاهي، جاء وصفه لهن ولباسهن الغشوة /غطاء الوجه على النحو التالي :

ما شفت فيهن مَن زهَتْ بالغشاية

في السوق ما يوفن مطاليب ديّان100

وفي انتقاد الشاعر نفسه لظهور المرأة للسوق يصف نوع قماش العباءة التي ترتديها المرأة بقوله:

تلقي المِرِيني على الكتفين ملوايه

مرفوعةٍ لين تظهر لك توازيها101

فالمريني، نوع من أنواع أقمشة العباءة. وجاء ذكر الحرير، والابريسم وهو الحرير أيضاً باللهجة العامية، إذ يصف الشاعر عبدالله بن سعد المسند حالة الود بينه وبين محبوبته بالحرير الناعم في قوله :

تبادل رقيق الود نسج المحبة 

تِلف بازهار الغرام حرير102

وفي نقد الشاعر عمير بن عفيشة لتغير ملابس النساء في عهده نجده يقارن بين الملابس الواسعة السابقة، وبين الملابس المستحدثة التي ينكرها ولا يتقبلها حين يقول:

الاوّل ملابسهن ابريسم وماهود

واليوم بالشلحة ويّا أمّ العبايا 

ومحيّص النيسو على الزند مزنود

ومسرولات بالشلش كالعرايا

ويمشن أطاليقٍ بلا خطم وقيود

وسط الشوارع نسّفنّ الغشايا103

 فالشاعر يتحسر على ملابس النساء السابقة حيث كان الحرير والماهود وهما قماشان يستران جسم المرأة ولا يشفانه، على عكس المحيّص وهي نوع من تفصيل وخياطة القماش مشدودة على الجسم، والنيسو نوع من القماش لين ناعم. أما الشلش فهو قماش شفاف أبيض، كما أن النساء أصبحن كما يرى الشاعر، يرفعن الغشوة - غطاء الوجه- ولا يسترن وجوههن .

وقد أقدم الشعراء على الاهتمام بوصف حُلي المرأة وتشبيه أسنانها باللؤلؤ،وذلك من الأوصاف المشهورة والمكرورة في الشعر، فأسنان المرأة الجميلة عند الوصف  تشبه اللؤلؤ. ويمكن لنا أن نقف على وصف الشعراء النبطيين للحلي والأحجار الكريمة من خلال نماذج شعرية متفرقة.

يقول الشاعر صالح بن سلطان الكواري في مدح حاكم قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني - رحمه الله -واصفاً الدولة التي بدت مثل جميلة تزهو بالقلائد ولبست أحسن الحلل من الثياب في أبيات من شعر العرضة:

دار يا اللي زهت بأغلى قلايدها

ولبست ثوبها بعزوم راعيها104

والقلائد من حلي العنق، أما عن حلي اليد، والخواتم في اليد، يذكر الشاعر عمير بن راشد العفيسة وصف فتاة جميلة بقوله :

زها الملتفت في الرسغ والكف متحني

ويزها المحابس والمحابيس يزهّنه105

فالملتفت حلية من الذهب تضعها المرأة في يدها، والمحابس نوع من خواتم اليد.

وفي وصف حلية الأذن المعروفة بالشغاب يقول الشاعر خالد بن معجب الهاجري عند التغزل بمحبوبته ويصورها وهي ترتدي الحلي في الأذن بقوله (شغاب) وحلية الصدر بقوله (صوغٍ)، إذ يقول: 

ذاك طبّه عند لباس الشغاب

لابس صوغٍ على صدرٍ لبيب106

أما ما جاء في الشعر بذكر الأحجار الكريمة من لؤلؤ، وياقوت، ومرجان ودانات فكثير.

ويمكن ذكر نماذج لذلك، على النحو الآتي :

إذ يصف الشاعر أحمد بن علي الكواري حبات العرق على وجه الفتاة الجميلة بحبات اللؤلؤ الثمين: الحص في قوله :

يوم شفت صحون خدّه بالعرق  

قلت حصِّ من قعر بحر غميق107

ويصف الشاعر صالح بن سلطان الكواري قصيدة وصلته من صديقة الشاعر محمد بن راشد النعيمي بأوصاف جميلة فقصيدة صديقة تشبه الجواهر الكريمة، إذ يقول الشاعر صالح بن سلطان الكواري:

أحلى من الشهد في ذوقه مع السكر

وأحلى من الراح والتفاح وألوانه

وأغلى من الماس والياقوت والجوهر

وأغلى من الكرهم الفاخر ومرجانه108

ويصف الشاعر عبدالله بن سعد المهندي بياض أسنان محبوبته، ويشبهه بالشِّرِين نوع من اللؤلؤ في قوله : 

يا جالي الوَضْح الشِّرِيني 

من غالي الدانات موصوف109

وفي وصف زينة المرأة من أطياب وعطور وشم الوجه، أو حناء اليد، تردد الكثير من الشعر في ذكر هذه الزينة، ويمكن أن نشير إلى بعض من الأبيات النبطية التي جاءت على ذكرها على سبيل المثال لا الحصر، ففي ذكر تزين وجهها بالوشم نجد اللفظتين (الوشوم، والألعاس) ونبات العندم الذي تستخدمه المرأة لوشم نفسها.

حيث يذكر الشاعر عبدالله بن سعد المهندي ذلك عند وصف البلاد بالفتاة الجميلة في قوله:

وتصبح فتاةٍ من زهاة الوشومي

جميلةٍ تزها لْجِداد الوضايح110

فالوشم كما هو معلوم نقش بالإبر تعمله الفتاة في ذقنها تملأه بالكحل، وتدهنه بالزباد نوع من الدهن طلباً للزينة.والوشم زينة قديمة من العصر الجاهلي.

وجاء ذكر لفظة الألعاس وهي دلالة على الوشم في قول الشاعر عمير بن عفيشة في وصف امرأة جميلة : 

وكن وصف نقش الحبر دقّات الألعاس

يا زين من تحت الثنايا وشامه 111

وأما الزينة الأخرى فهي (اِزْمَيم) وهي حلية توضع في الأنف وترد أحياناً في لفظة أخرى هي (الخزام وجمعها مخازيم) ويوظف هذه الكلمة الأخيرة الشاعر سعيد بن عبدالله المحرول بقوله :

طِبِّي ولنّه لابسات المخازيم

اللي لهن قلبي وعيني معنّاه112

وفي ذكر كلمة زميم، يقول الشاعر حسن بن فرحان النعيمي: 

يا زين خط الشافعية بيمناه

وزميّمٍ كن البروق المعانه113

وفي استخدام المرأة للعطور، مثل العود والمسك، ومن النباتات: الريحان حيث تصنع المرأة عطورها، فتكون ذات رائحة جميلة، يطلق عليها بالعامية (خنينة) أو (الخِنّة).وهناك نبات الخزامى. 

يذكر الشاعر أحمد بن علي الكواري المسك في قوله عند وصف المحبوبه،ورائحتها الأخّاذة بقوله :

يعمل على مسكٍ روايح زباده 

يَشْغَف بها من كان بالحبّ ساير114

فشَعْر المرأة كما يصفه الشاعر يُعْمَل ويمشط مخلوطاً بالمسك ليزيد بهاءه وجماله وطيبه. ويصف الشاعر محبوبته وتثني عودها الغض ويُشبّهه بعود الريحان ،في قوله:

طويلة بقصرٍ معتدل غض عودها  

تعطّف مثانيها كما عود ريحانه115

فالريحان، ورد عطري رائحته جميلة وعودة ليف معروف في الخليج بكثرة .

ومن أنواع الزيوت التي تصنعها المرأة للاهتمام بشعرها وتخلط بذلك عدة أنواع للعناية بشعرها ليبقى جميلاً كثيفاً براقاً ما يعرف بالشمطري يقول الشاعر صالح بن سلطان الكواري في أحد أبياته : 

ما حلا هز الردوف  النابيات

ماحلا ريح الشمطري في الجعود 116

ويذكر الشاعر ابن المحرول الشمطريَّ أيضاً بقولة: 

عليك يا غاذي قرون جثيلة

اللي على ريح الشمطري لواها117

وإلى جانب الشمطري هناك الرشوش الذي جاء ذكره عند الشاعر عمير بن راشد العفيشة بقوله: 

هايف الخصرين مذري الزوايا

فوق متنه بالرشوش معمّلينه118

فالرشوش هي أعشاب دقيقة تطحن وتنقع في ماء وتجعل على شعر الرأس لتكسبه رائحة جميلة.

أما الزينة الأخيرة والمهمة التي لا تنقطع عنها المرأة مهما كان سنها فهي الحناء، حيث تخضِّب اليدين، والشعر، وتنقش اليدين بنقوش عدة، وجدت عند البحث في الأشعار عبارة ( خط الشافعية) وهي كما يذكر من نقوش حناء اليد، ولم أقف على أسماء لنقوش أخرى غيرها . يقول الشاعر حسن الفرحان النعيمي يصف الفتاة الجميلة بقوله:

يا زين خط الشافعية بيمناه

وزميّم كن البروق المعانه 119

وفي وصف الحناء يقول الشاعر عبدالله بن سعد المسند البيت التالي: 

يا ماخذٍ من قايد الحمر لونه

أحيّه لولا مخضبات البناني120

ويذكر الشاعر ابن المحرول زينة الحناء في اليد بقوله: 

لو قلت كود جروح قلبي مساليم  

نقّض علي اللي زها الكف حناه121

 وتعد الشفاه الجملية الملونة، إحد عناصر الصورة التي يرسم بها الشاعر قصيدته عند وصف المرأة الجميلة لذلك نجد كلمتين (الديرمان، والعندم)،يقول الشاعر حسن بن فرحان النعيمي هذا البيت : 

يا منتهي شكواي، ما ازين حلاياه

زين، وزان المفرعة ديرمانه122

ويأتي ذكر نبات العندم عند الشاعر عبدالله بن سعد المهندي حيث يقول : 

يا جالي الوضح الشريني

من غالي الدانات موصوف

في عندميِّ الشفتين

حلوات لاهل الحب شاغوف123

فالعندم شجر أحمر، ودم الغزال يطبخ مع لحاء شجر الأرطى وتخضب به النساء .

وهكذا نجد أن الشعر النبطي قد استطاع أيضاً توظيف العديد من المفردات من تراث المرأة وملابسها وزينتها سواء عند وصف المرأة أو اقتباس ما تستخدم ليصف ما يريد مثل وصف البلاد مثل المرأة الجميلة.

5)    الأساطير والحكايات الشعبية: 

تنتشر الحكايات والأساطير في المجتمعات التقليدية التي تحاول البحث عن إجابات لما يحدث لها من ظواهر، فالأساطير عادة تأتي «لشرح ممارسة أو معتقد أو حدث أو ظاهرة طبيعية» 124 ومن أشهر الأساطير في قطر، أسطورة مي وغيلان، أسطورة بودرياه، أسطورة جنيّة المنز، أسطورة النوخذا كنزول، أسطورة سهيل وبنات نعش، أسطورة شنق بن نبق، وأغلب هذه الأساطير تتحدث عن علاقة الإنسان بالبحر، ماعدا أسطورة سهيل وبنات نعش تتحدث عن النجوم. 

وعند تفحص كتاب أساطيرمن تراث قطر، نجد التركيز على حدث الأسطورة أكثر فلا تقدم تفاصيل عن الشخصية أو ملابسها، مما لا يساعدنا هنا في الوقوف على عناصر تختص بتراث المرأة وزينتها وعند النظر في كتاب القصص الشعبي في قطر ج2، للدكتور محمد طالب الدويك، نجده قد جمع عددًا كبيرًا من القصص التي جمعها ميدانيًا من الناس في قطر. 

وقد قسم كتابه في الجزء الثاني إلى حكايات واقعية، وأخرى خرافية، وثالثة فكاهية، ورابعة حكاية الحيوان، وأما الأخيرة فحكايات المعتقدات. 

 ومن خلال النظر، وجدتُ أن ملابس المرأة وزينتها قليلة الورود، ولم تكن عنصرًا فاعلا في ذاته في الحكايات بشكل كبير  إذا ما قيس بعدد الحكايات التي يعوّل أن تكون كبيرة في عددها. ومن هذه العناصر نجد: الحجل / الخلخال، الميداس/ الحذاء الثوب، الملفع/ غطاء للرأس، والقناع، المشط، والمضاعد والكف، والإشارة إلى معنى عام مثل: الذهب، والملابس.

وقد جاءت عند تتبعنا لها في الحكايات على هذا النحو125:

  عنوان القصة الصفحة ملابس المرأة وزينتها
1 صلالة همجة 51 حجل مشخص
2 الولد الصغير في العين 55 خلخال
3 ولد العجافة 60 الذهب والملابس
4 أولاد السلطان 73 الميداس
5 بنت الحطاب ولأمير 89 العجافة
6 من أنطق الأميرة 99 الشعاب، مضاعد، الكفّ، الحلي
7 فسيجرة 133 الميداس، اللؤلؤ والمرجان
8 بنات الملك الثلاث 185 ثوب مرصع بالذهب والجواهر
9 سارة 188 تنسل: تمشط
10 غصون غصون 260 الملفع – المشط
11 والد السبع بنات، والد السبعة أولاد 301 القناع

 

 

نلاحظ هنا أن الحكايات وإن كانت قد وظفت شيئا من ملابس المرأة وزينتها، ولكن كما يظهر كان توظيفًا قليلاً، فالغالب أن الحكايات تهتم بالحدث أكثر من بناء الشخصية نفسها ووصفها، وهذا ما يعزز غياب أسماء الشخصيات في الحكايات الشعبية غالبًا أيضا. وبالتالي غياب وصوفها ونلحظ كيف غابت العطور وأدوات التزين الأخرى. 

6)    الأغاني الشعبية:

«من المحتمل أن يكون الغناء أقدم موسيقى عرفها الإنسان»126 إذ كان يخفف الإنسان عن نفسه بتلحين الكلام من خلال المقطوعات ذات الأوزان المكررة. وكثيرا ما «تعتمد هذه الأغاني على الشعر الشعبي»127، وتجمع الأغاني عدة وظائف أهمها: الوظيفتان الترفيهية والتشجيعية  وخاصة أغاني البحر، وما كان يقصد به السَّمر، فهو للتسلية والترفيه، وما كان خاصًا بالعمل يقصد منه التشجيع على العمل وتخفيف حدة الشعور بالتعب128. 

وعندما نعرض لأغاني العمل في البحر، نجد أن المرأة لا تغيب، حيث يظهر الغواص والعاملين على السفينة من خلال ترديد المقاطع الشعرية عند رفع الشراع، أو تجديف، أي عمل آخر، وربما عند الترويح عن أنفسهم على ظهر السفينة. ومن هذه المقاطع التي ذكرها محمد طالب الدويك في كتابه الأغنية الشعبية في قطر نجد هذا القصيد: 

يا حيف ظبيٍ سطا بي                       راعي الحجل والمعنا

وش حيلتي واحتيالي                         من طال هجره محنّا129

فيرمز للمرأة بوصفها (راعي الحجل)130، والحجل حلية توضع في القدم .ومن أغاني البحارة على السفينة أيضًا هذا المقطع :

يا لابسات البراقع

من الغوى كل شيء زين

صف الختم في الأصابع

صف الختم في اكفوفه

الأخضر وعيني تشوفه

يا الله  يا الله

لولا النبي ماسعينا131

وعند الانتهاء من عملية غوص الردة، يقذفون بالدقل والفرمن، وينزلون الأشرعة وجميع آلات السفينة. ومن أغانيهم :

ياما طاحت واقعدناها

فص الخاتم في يمناها132

ومن أغانيهم على السفينة: 

أيا مالٍ غدا لي صار

في عبّات الشمال

كم هلّت من عين

بومنحرٍ مسطوح

ماله عظام ٍبيان

على خده نضوح

نقاط الزعفران133

وفي المقطع السابق إشارة إلى تزين المرأة بالزعفران على وجهها .وعند التجديف، لا يتركون الغناء، ومن أغانيهم المقطع القادم:

شط ابحشا الأفواد من شط

عنهم سلينا في هوى ناس

رسم المودة مطّني مط

خذني هوى مدقوق الألعاس134

ومدقوق الألعاس، كما ورد معنا سابقًا إشارة إلى الوشم الذي تتزين به المرأة .وبالإضافة إلى أغاني العمل على ظهر السفينة نجد أغاني كانت تردد في الأسمار.وقد كان للأغاني أنواع منها :السامري، الموال، الجفري، وغيرها. 

ومن أمثلة  الأغاني ما يلي :

زرتني أهلا وحّيا بك

عد ما تسعى لك أقدامي

أوعدد ما بينت أطيابك

من زباد وعنبر الشامي135

حيث نجد أن الشاعر ركز على تطيب المرأة بذكره مفردتي (الزباد، والعنبر).وهناك آخر أشار إلى تزين المرأة بالكحل حين يقول في اللحن السامري: 

زارني بالدجى حلو المعاني

ناعس الطرف بوعين كحيلة

كن خدّيه براق اليماني

وردتين على خدّه جميلة136

 

 

الخاتمة:

وهكذا يظهر أن الأدب الشعبي بمختلف أنواعه قد اعتمد على تراث المرأة في الملابس والزينة ليكون جزءًا من مرجعيته التراثية في الوصف وصناعة الفكر والخيال. ورأينا كيف أن هذه الأنواع الأدبية تنوعت في اختيار المفردات التي تحتاجها وتبرزها في لغتها الأدبية وظهر هناك تفاوت، فبدت أغاني الأطفال الشعبية أقل تركيزا على أدوات التجميل واكتفائها بالتركيز على ما يناسب الفتاة الصغيرة، من زينة وحلي ،أما الشعر النبطي  فكان أكثر الأنواع توظيفًا لعناصر تراث المرأة على الرغم من احتكامه لوزن داخلي، وقافية.

في حين كانت الحكايات ورغم سرديتها إلا أن اهتمامها بالحدث جعلها لا تبني الشخصية من خلال أوصافها لذلك لم يظهر تراث المرأة كثيرًا، وجاء في المعنى العام، الذي لا يغير من أحداث الحكاية في حال حدث تغيير ما فيه، مثل تردد كلمات الجواهر والذهب والثوب الجميل دون تخصيص لنوع الجواهر أو الثياب وأنواعها، وأسمائها. 

وبهذا نصل، إلى أن الأدب الشعبي مادة ثرية يمكن الاستفادة منها في معرفة تفاصيل من التراث المادي الآخر، كما يمكن في موضوع أزياء المرأة وزينتها، إنتاج معجم لهذا التراث الغني بالكثير من المفردات.

 

 

 الهوامش 

1.    البسام، ليلى: التراث التقليدي لملابس النساء في نجد، مركز التراث الشعبي لدول الخليج، الدوحة . قطر. ط1، 1985، ص24

2.    المرجع نفسه، ص 27

3.    الجواهري، محمد : موسوعة التراث الشعبي العربي، الثقافة المادية، مج6،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة،مصر ط2،،2011، ص 8

4.    النعيمي، سلمى: غرزة في الماضي، بحث في الملابس النسائية القطرية  لويدنس، الدوحة : قطر، د. ط، 2013، ص 21

5.    المرجع السابق، ص 24

6.    :زينة المرأة القطرية، إصدار إدارة المطبوعات والنشر وزارة الثقافة والفنون والتراث. الدوحة – قطر، د. ط، د.ت . ص3

7.    النعيمي، سلمى :غرزة في الماضي،ص 24 - 36    

8.    النعيمي ،سلمى :غرزة في الماضي، ص 37 - 49

9.    المرجع السابق ص 68

10.    البسام، ليلى: التراث التقليدي لملابس النساء في نجد، ص 85

11.    :زينة المرأة القطرية، ص6

12.    النعيمي، سلمي:غرزة في الماضي، ص 76 -79   

13.    : زينة المرأة القطرية، ص5

14.    البسام، ليلى: التراث التقليدي لملابس النساء في نجد، ص 140

15.    :زينة المرأة القطرية، ص9 .

16.    :كنوز البحرين، طباعة ونشر مجلس البحرين للترويج والسياحة. المنامة. البحرين. ط1. 1998، ص 23

17.    للمزيد انظر: زينة المرأة القطرية، وكنوز البحرين .

18.      -ــــــــــــ: زينة المرأة القطرية، ص 11 - 12

19.    للمزيد انظر: زينة المرأة القطرية، كنوز البحرين، التراث التقليدي لملابس النساء  في نجد.

20.    البسام، ليلى: التراث التقليدي لملابس النساء في نجد، ص 129.

21.    مقال تراث الأجداد، جريدة العرب القطرية ،https://www.alarab.qa/story/147906/تراث%20الأجداد تاريخ الدخول 6 ديسمبر 2019.

22.    المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

23.    البسام، ليلى: التراث التقليدي لملابس النساء، ص132

24.    المرجع السابق ص 136 - 138

25.    إبراهيم، نبيلة: أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار المعارف، القاهرة، مصر، ط3 ،1981، ص3

26.    المرجع السابق، ص 4.

27.      الجواهري، محمد: موسوعة التراث الشعبي، الأدب الشعبي مج4 الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، ط2 ،2012 ،ص46

28.    المرجع السابق، ص47.

29.    المرجع السابق، الصفحة نفسها .

30.    التباب، ناجي: من قضايا الموروث القولي، بحث أنثربولوجي و إثنولوجي في الملفوظ والمخطوط . دار نينوى للدراسات والنشر، دمشق. سوريا، ط1، 2015، ص13

31.    إبراهيم، نبيلة: أشكال التعبير في الأدب الشعبي، ص 237

32.    تعد جهود علي الفياض، وعلي المناعي أكثر الجهود الفردية اهتماماً بالأدب الشعبي، ولا سيما جمع الشعر النبطي وتدوين وتحقيقه، وسبقهم المرحوم حمد حسن الفرحان النعيمي.

33.      سيتم ذكرهما في الجزء التطبيقي من البحث.

34.      ستمّ ذكره في الجزء التطبيقي من البحث.

35.    التباب، ناجي: من قضايا الموروث القولي، ص48.

36.    المرجع السابق، ص13.

37.    المرجع السابق، ص77

38.    المرجع السابق، ص95

39.    المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، مراجعة وتحقيق: أحمد محمد، دار الثقافة، الدوحة. قطر، د.ط، 1985،ص 83. 

40.    المصدر نفسه، ص 84.

41.    المالكي خليفة: الشرح المختصر في أمثال قطر،المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث.الدوحة. قطر.ط1. 2005، ص 103.

42.    المالكي، خليفة (جمع وإعداد ) : ما ذكر من أمثال قطر على لسان البدو والحضر، د. ن .، ط2 . 2007 ،ص81

43.     المصدر نفسه، ص 181.

44.    المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص 209.

45.     - المالكي، خليفة: الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 39 .

46.     - المري ،محمد : الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص 335.

47.     - المالكي، خليفة: ماذكر من أمثال قطر على لسان البدو والحضر، ص 63. 

48.     - المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص169.

49.     - المصدر نفسه ص 191.

50.      -المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص607.

51.      المالكي، خليفة: الشرح المختصر في أمثال قطر، ص22

52.     - المرجع السابق، ص90.

53.      المرجع السابق، ص 109

54.      المالكي، خليفة: ماذكر من أمثال قطر على لسان البدو والحضر، ص26

55.    المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص127

56.    المالكي، خليفة : الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 248.

57.    كل : أَ كَلَ، زاع : استفرغ ما في جوفه .  

58.    وردت سابقاً في المثل: (برق العبي تِشابه).

59.      المالكي، خليفة : الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 282

60.    المصدر السابق، ص 241.

61.      المالكي، خليفة: ماذكر من أمثال قطرعلى لسان البدو والحضر،ص13

62.    الكواري، ربيعة : أمثال من الديار القطرية، كتاب المأثورات الشعبية، وزارة الثقافة والرياضة ،قطر ط 1، 2016، ص25. 

63.    المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص 109.

64.    يأتي مع هذا المثل السابق مثل" الزين زين ولو صحى من النوم" "والزين زين ولو صحا من النوم، والشين شين، ولو غسّل عينه".

65.    المصدر السابق، ص 218.

66.    المالكي، خليفة:الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 9 . 

67.    المصدر نفسه، ص303.

68.    المالكي، خليفة:الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 89.

69.      المالكي، خليفة: ماذكر من أمثال قطرعلى لسان البدو والحضر، ص 214

70.    المري، محمد: الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، ص472

71.    المالكي خليفة: الشرح المختصر في أمثال قطر، ص 51

72.    المصدر السابق، الصفحة نفسها .

73.    المصدر السابق، ص 101.

74.      المالكي، خليفة: ماذكر من أمثال قطر على لسان البدو والحضر، ص 124

75.    المصدر السابق ص 195.

76.    الغانم، كلثم: أناشيد الطفولة في المجتمع القطري، متاحف قطر.الدوحة. قطر.ط1، 2015، ص 10.

77.    المصدر السابق، ص 13.

78.    المصدر السابق، ص 44. 

79.    الغانم، كلثم: أناشيد الطفولة في المجتمع القطري، 54.

80.    المصدر السابق، ص 85، 86

81.    المصدر السابق، ص 92.

82.    الغانم، كلثم : أناشيد الطفولة في المجتمع القطري، ص 93.

83.    المصدر السابق، ص، 96.

84.    المصدر السابق، ص، 99.

85.      النجار، محمد: الألغاز الشعبية في الكويت والخليج العربي،دار السلاسل. الكويت. الكويت .ط2. 1989،ص ص24-32

86.      المرجع السابق، ص 7

87.      النجار، محمد: الألغاز الشعبية في الكويت والخليج العربي، ص 17

88.    الفياض، علي: من أفواه الرواة، وزارة الثقافة والفنون والتراث، الدوحة قطر، ط2، 2009، ص 259

89.    المصدر نفسه، ص 262.

90.    المصدر نفسه، ص 267.

91.      النجار، محمد: الألغاز الشعبية في الكويت والخليج العربي،ص 185-187، 201-206، 213-216

92.    الحسن، غسان : الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية، دراسة علمية، القسم الأول، وزارة الاعلام والثقافة : أبوظبي، الإمارات.ط2، 2002، ص110.

93.    المرجع السابق، ص 148.

94.    صقر،عبد البديع (جمع وشرح): من الشعر القطري، الدوحة قطر، د. ط، 1389.هـ . ص 232.

95.    المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

96.    الفرحان،حمد (جمع وتحقيق): ديوان الشاعر خالد بن معجب الهاجري، وزارة الإعلام، الدوحة، قطر، ط1، 1995،ص95

97.      صقر،عبد البديع (جمع وشرح): من الشعر القطري،ص 251

98.      النعيمي، زايد( شرح وتحقيق): ديوان ابن سبيت. وزارة الإعلام والثقافة. ط1. 1993.ص 105

99.    الفرحان،حمد، العفيشة حمد (جمع وتحقيق):ديوان العفيشة، وزارة الاعلام، الدوحة، قطر، ط1 ،1990، ص415

100.    المسيفري، سعد (جمع وتدوين):ديوان ابن المحرول، تحقيق حمد الفرحان،وزارة الإعلام، قطر ط1، 1986،ص 142

101.    المصدر نفسه، ص 148. 

102.    الفرحان، حسن،(جمع وتحقيق): ديوان الشاعر عبدالله بن سعد المسند ج1، وزارة الإعلام، الدوحة، قطر،ط1، 1988،ص 171

103.    الفرحان،حمد.العفيشة حمد (جمع وتحقيق):ديوان العفيشة، ص 456.

104.    الفياض،علي، المناعي،علي (جمع وتحقيق): صالح بن سلطان الكواري، وزارة الثقافة والفنون والتراث،الدوحة ،قطر،ط1 ،2012، ص 511.

105.    الفرحان،حمد. العفيشة حمد (جمع وتحقيق): ديوان العفيشة، ص180

106.    الفرحان، حمد: ديوان الشاعر خالد بن معجب الهاجري، ص 42.

107.    عبد البديع صقر(جمع وتحقيق): من الشعر القطري، ص 229.

108.    المناعي،علي وآخرون : شاعر سميسمة صالح بن سلطان الكواري، كتارا، الدوحة، قطر، ط1، 2017، ص148.

109.    المناعي، علي وآخرون (جمع وتحقيق): ديوان عبدالله بن سعد المسند، كتارا، الدوحة، قطر، د. ط، 2017، ص 134.

110.    الفرحان، حمد (جمع وتحقيق): ديوان الشاعر عبدالله بن سعد، ج1، ص 46.

111.    الفرحان، حمد.العفيشة حمد ( جمع وتحقيق):ديوان العفيشة،ص 171

112.    المسيفري، سعد (جمع وتدوين): ديوان ابن المحرول، ص 97

113.    النعيمي، حمد ( جمع وتحقيق): ديوان ابن فرحان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، الدوحة، قطر، ط2. 2007ص96.

114.    عبدالبديع، صقر(جمع، وتحقيق): من الشعر القطري، ص 238

115.    الفرحان، حمد (جمع وتحقيق): ديوان العفيشة ص 157

116.    المناعي،علي. الفياض، علي (جمع وتحقيق ) ديوان صالح بن سلطان الكواري،ص483.

117.    المسيفري، سعد (جمع): ديوان ابن المحرول، ص 89

118.    الفرحان، حمد (جمع وتحقيق): ديوان العفيشة ص 227

119.    النعيمي،حمد ( جمع وتحقيق): ديوان ابن فرحان، ص 96

120.    المناعي،علي وآخرون (جمع وتحقيق): ديوان عبدالله بن سعد المسند، كتارا، الدوحة، قطر، د. ط، 2017، ص 130

121.    المسيفري،سعد (جمع) : ديوان ابن المحرول ص 97.

122.    النعيمي، حمد ( جمع وتحقيق) : ديوان ابن فرحان، ص 96.

123.    المناعي، علي وآخرون، ديوان عبدالله بن سعد المسند ص134.

124.    الغانم، كلثم : أساطير من تراث قطر، متاحف قطر، قطر، متاحف قطر، الدوحة قطر، ط1، 2015،ص5

125.    الدويك، محمد: القصص الشعبي في قطر، ج2، مركز التراث الشعبي، الدوحة، قطر. د.1. 1984.تم ذكر الصفحات في الجدول، فلا داعي لذكرها هنا . 

126.    الدويك، محمد: الأغنية الشعبية في قطر، وزارة الاعلام والثقافة، المجلد 1، ط2، 1990، ص117.

127.    المصدر نفسه، ص 122.

128.    المصدر نفسه، ص125

129.    المصدر نفسه، ص 100

130.    الدويك، محمد: الأغنية الشعبية في قطر،ص100

131.    المصدر نفسه، ص 103

132.    المصدر نفسه، ص 117

133.    المصدر نفسه. ص113

134.    المصدر نفسه، ص 114.

135.    الدويك، محمد : الأغنية الشعبية في قطر ص150.

136.    المصدر نفسه، ص 172.

 

 

المصادر:

    -    الدويك، محمد : القصص الشعبي في قطر، ج2، مركز التراث الشعبي، الدوحة، قطر. ط.1. 1984

    -    الدويك، محمد : الأغنية الشعبية في قطر، وزارة الاعلام والثقافة، المجلد 1، ط2، 1990.

    -    صقر، عبد البديع (جمع وشرح ) : من الشعر القطري، الدوحة قطر، د. ط 1389.هـ

    -    الغانم، كلثم : أناشيد الطفولة في المجتمع القطري، متاحف قطر .الدوحة . قطر .ط1، 2015

    -    الغانم، كلثم : أساطير من تراث قطر، متاحف قطر، قطر، متاحف قطر، الدوحة قطر، ط1، 2015

    -    الفرحان، حسن،(جمع وتحقيق): ديوان الشاعر عبدالله بن سعد المسند ج1، وزارة الاعلام، الدوحة، قطر . ط1، 1988

    -    الفرحان، حمد، العفيشة حمد (جمع وتحقيق):ديوان العفيشة، وزارة الاعلام، الدوحة، قطر، ط1 ,1990

    -    الفرحان، حمد (جمع وتحقيق): ديوان الشاعر خالد بن معجب الهاجري، وزارة الإعلام، الدوحة، قطر، ط1، 1995

    -    الفياض، علي، المناعي، علي (جمع وتحقيق : صالح بن سلطان الكواري، وزارة الثقافة والفنون والتراث، الدوحة، قطر،ط1، 2012

    -    المالكي خليفة : الشرح المختصر في أمثال قطر،المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث.الدوحة. قطر.ط1. 2005

    -    المالكي، خليفة (جمع وإعداد ) : ما ذكر من أمثال قطر على لسان البدو والحضر، د. ن . ط2 .2007

    -    المري : محمد : الأمثال الشعبية في البيئة القطرية، مراجعة وتحقيق : أحمد محمد، دار الثقافة، الدوحة، قطر، د.ط . سنة 1985

    -    المسيفري، سعد (جمع وتدوين):ديوان ابن المحرول، تحقيق حمد الفرحان، وزارة الاعلام، قطر ط1، 1986

    -    المناعي، علي وآخرون : شاعر سميسمة صالح بن سلطان الكواري، كتارا، الدوحة، قطر، ط1، 2017

    -    المناعي، علي وآخرون (جمع وتحقيق): ديوان عبدالله بن سعد المسند، كتارا، الدوحة، قطر، د. ط، 2017

    -    النعيمي، حمد ( جمع وتحقيق) : ديوان ابن فرحان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، الدوحة، قطر، ط2. 2007

    -    النعيمي، زايد( شرح وتحقيق): ديوان ابن سبيت. وزارة الإعلام والثقافة. ط1. 1993. 

 

 

المراجع:

    -    إبراهيم، نبيلة : أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار المعارف، القاهرة، مصر، ط3 1981

    -    البسام، ليلى : التراث التقليدي لملابس النساء في نجد، مركز التراث الشعبي لدول الخليج، الدوحة . قطر. ط1، 1985

    -    التباب، ناجي : من قضايا الموروث القولي، بحث أنثربولوجي و إثنولوجي في الملفوظ والمخطوط . دار نينوى للدراسات والنشر، دمشق سوريا ط1، 2015

    -    ـــــــــــــــــــ:زينة المرأة القطرية، إصدار إدارة المطبوعات والنشر وزارة الثقافة والفنون والتراث . الدوحة – قطر د. ط . د.ت

    -    الجواهري، محمد : موسوعة التراث الشعبي العربي، الثقافة المادية، مج6،الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة،مصر ط2. 2011

    -    الجواهري، محمد : موسوعة التراث الشعبي، الأدب الشعبي مج4 الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، ط2 ,2012

    -    الحسن، غسان : الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية، دراسة علمية، القسم الأول، وزارة الاعلام والثقافة : أبوظبي، الإمارات .ط2. 2002

    -    النجار، محمد: الألغاز الشعبية في الكويت والخليج العربي،دار السلاسل. الكويت. الكويت .ط2. 1989

    -    النعيمي، سلمى : غرزة في الماضي، بحث في الملابس النسائية القطرية  لويدنس، الدوحة : قطر، د. ط، 2013

    -    كنوز البحرين، طباعة ونشر مجلس البحرين للترويج والسياحة . المنامة . البحرين . ط1 . 1998

الموقع الإلكتروني:

    -    جريدة العرب القطرية  

الصور:

    -    من الكاتبة.

    -    الصورالخاصة بالمرأة من كتاب: كنوز البحرين، طباعة ونشر مجلس البحرين للترويج والسياحة . المنامة . البحرين . ط1 .

    -    الصور أغلفة الكتب من شبكة الإنترنت.

 

أعداد المجلة