فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
59

الخوص والصناعات الخوصية

العدد 59 - لوحة الغلاف
الخوص والصناعات الخوصية
كاتب من البحرين

 

قديماً، امتهنت العديد من النساء مهنة سَفّ الخوص وصنع العديد من الأدوات الضرورية التي كانت تستخدم في الماضي، كالزبيل والسفرة والحصير وغيرها، والتي لم يكن يخلو منها أي بيت في السابق لأنها كانت تعتبر من الضروريات في المنزل، وعليه، كان الطلب مستمراً على هذه الأدوات. ومهنة السَفاف، كغيرها من المهن، تحتاج إلى مهارات ومعارف معينة لأجل إتمام العمل المطلوب، وتمر العملية بعدة مراحل، وكل مرحلة لها مهاراتها ومعارفها. وتبدأ العملية باختيار نوع الخوص، وبعدها عملية تجهيز الخوص، ثم عملية السَفاف أو تجهيز السِفّة، وتنتهي العملية بخياطة  وتشكيل السِفّة.

يذكر، أن لكل منتج أنواع محددة من الخوص، وهناك ثلاثة أنواع من الخوص. النوع الأول، الخوص الأبيض أو خوص «الگلب»، وهو خوص السعف الذي يكون في قلب النخلة، ويكون لونه أصفر مخضرا ويتحول لونه إلى لأبيض عندما يجف. وبعد نزع الخوص من السعف يتم تجفيفه لعدة أيام في الشمس وبعدها تنقع في الماء لبضع ساعات، وقد يتم صباغتها قبل سفها بألوان خاصة. ومن الأدوات التي تصنع من هذا الخوص: السفرة والزبيل والحصير والقفة الصغيرة التي تجمع فيها المرأة أدواتها.

النوع الثاني من الخوص هو الخوص الأخضر، أي خوص السعف العادي، والذي يتم تجفيفه لعدة أيام في الشمس وبعدها ينقع في الماء لبضع ساعات قبل سفه. ومن الأدوات التي تصنع من هذا الخوص: أوعية حفظ التمر(كالگلة)، والأوعية المستخدمة في نقل الأشياء كالگفير والمرحلة. ويوجد نوع من الخوص الأخضر يسمى «العگب»، وهو الخوص القوي جداً والذي يوجد في الطرف الأخير من السعفة، بالقرب من السلاء، وعادة ما يستخدم هذا الخوص في عملية خياطة السفة مع بعضها، وذلك لعمل المنتج المطلوب كالسفرة على سبيل المثال. كما يستخدم هذا الخوص في تحضير الگشوم (ومفردها گشم) وهي شرائح من الخوص تستخدم لربط الأشياء، كالخضار والأسماك.

والنوع الأخير من الخوص هو الخوص اليابس، أي الذي جف في السعف المتساقط وتحول لونه للبني الفاتح، ويزال هذا الخوص من السعف ثم يرطب بتنقيعه في الماء لبضع ساعات. وأهم ما يصنع من هذا النوع من الخوص هي السمة، والجمع سميم، وهي تشبه الحصير إلا أنها كبيرة جداً وهي تستخدم في أسقف العريش أو الكبر، كما تستخدم كفرش ينشر عليه التمر لتجفيفه. 

بعد انتقاء الخوص وتجهيزه تأتي بعدها عملية السفاف حيث تجهز السِفّة. والسِفّة، وفي الفصحى يقال «السُفّة»، بالضم، والجمع سَفائِف، وهي جديلة طويلة تسف من الخوص، ومن ثَم يتم خياطتها وتشكيلها لتعطي المنتج الخوصي الشكل النهائي المطلوب، والذي قد يكون وعاء كالزبيل أو القفير، أو ما يفرش به الأرض كالحصير. ويستخدم في عملية الخياطة نوع قوي من الخوص يسمى العَگب. 

 

أعداد المجلة