فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
56

الشارقة تتألق بملتقى الراوي

العدد 56 - أصداء
الشارقة تتألق  بملتقى الراوي
مملكة البحرين

برعاية كريمة من معالي الشـيخ سـلطان بن أحمد بن سـلطان القاسـمي نائب حاكم الشارقة تم افتتاح النسخة 21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظم سـنويا من قبل معهد الشارقة للتراث في مركز إكسبو الشارقة بمشاركة أكثر من 38 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وفي كلمة إفتتاح الملتقى أكد الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث على الدور الهام الذي يمثله هذا الملتقى باعتباره رحلة ثقافية معرفية متميزة، تتجدد كل عام في رحاب التراث الثقافي يتم من خلالها اسـتكشاف معارف جديدة في حقل التراث الثقافي من مختلف أنحاء العالم، وفعاليات ملتقى هذا العام تعد إضافة جديدة ونقلة مهمة تضاف إلى سـيرته الثرية ومسيرته الزاخرة بالنجاح والتقدم والإزدهار، فقد تحول شـهر سـبتمبر كاملاً إلى شـهر الراوي.

وأضاف المسـلم بأن الملتقى يسـعى دوماً إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي، وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية. كما أصبح تقليدا تراثياً راسـخاً ضمن مناسـبة تتجدد سـنوياً حافلة بتشـكيلة مبتكرة من الفعاليات التراثية المهمة ومحتفية بالكنوز البشرية الثمينة. وهو محطة يتجدد فيها اللقاء مع الرواة والإخباريين والحكواتيين ويؤمها حملة التراث الشـعبي ومحبوه من كل مكان. فها هو الملتقى يحلق عالياً من المحلية ليصل إلى الإقليمية والعالمية ليصبح ملتقى دولياً وحدثاً ثقافياً يترقبه الجميع.

وقد احتفى الملتقى في نسخة هذا العام بجمهورية السودان كضيف شـرف ممثلة في الدكتور أحمد عـبدالرحيم نصر، الشـخصية الفخرية المكرمة لهذا العام، تقديراً لإسهاماته في مجال التراث الشـعبي.

كما احتفى الملتقى بالحكواتي التونسي عـبدالعزيز العروي، بوصـفه الشـخصية الإعتبارية إحتفاءاً بما تركه من موروث حكائي زاخر. وشـهد الملتقى حضورا بحرينيا متميزا بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والكتــاب والحكواتيين، حيث شـارك الأسـتاذ علي عـبدالله خليفة رئيس المنظمة الدولية للفن الشـعبي، والدكتور راشـد نجم الأمين العام لأسـرة الأدباء والكتاب، والدكتور الناقد فهـد حسـين، والدكتورة أنيسـة فخرو والدكتورة صـفاء العلوي مديرة الأرشـيف الوطني بمركز عيسى الثقافي، والدكتور يوسـف النشـابة، والفنان البحريني المعروف محمد خليفة ياسـين (بابا ياسـين) والفنانة سـناء يونس والأسـتاذ إبراهيم سـند والحكواتية أميرة أمير الزرقاوي.

وعلى صـعيد البرنامج الفكري للملتقى قـدّم الفنان البحريني (بابا ياسين) والفنانة سـناء يونس بمشاركة الفنان الإماراتي جاسـم الزعابي محاضرة بعنوان «قصص الحيوان في الدراما الخليجية». كما سـاهم الدكتور فهـد حسـين بتقديم ورقة معنونة بإسـم «أنسسة الحيوان في الرواية العربية»، في حين قـدّمت الدكتورة أنيسـة فخرو ورقة بعنوان «الحيوان في التراث الشـعبي»، أما الدكتور يوسـف النشابة فقد سـاهم بتقديم ورقة بإسـم «الحيوانات والطيور في الموروث الشـعبي».

وعلى مستوى العروض المختصة (بالحكواتي) قدمت الحكواتية البحرينية الشـابة أميرة أمير الزرقاوي حكاية شـعبية عرضها تلفزيون الشـارقة قبيل حفل افتتاح الملتقى، كما سـاهمت بتقديم عـدة جلسـات روت من خلالها الحكايات الشـعبية البحرينية باللغتين العربية والانجليزية.

كما اشـتمل البرنامج الفكري على محاضـرات متنوعة وندوات متخصصة وجلسات حوارية ومقهى ثقافي وركن خاص بتوقيع إصـدارات الملتقى. وبالإضافة إلى البرنامج الفكري تم عرض مجموعة متنوعة من الفعاليات والورش حول صـناعة الدمى التراثية، وعروض (الحكواتي) وصناعة الحيوانات بخيوط الصوف والرسـم والتلوين وصـناعة التدوير.

أما الحدث الأبرز ثقافياً في الملتقى فهو قيام الدكتورة أنيسة فخرو بتدشين كتابها الجديد «موسوعة الأمثال والأقوال الشـعبية في الخليج العربي» وتتكون هذه الموسوعة من ثلاثة أجزاء وتحتوي على 2162 مثلاً خليجياً حيث قامت الكاتبة بتدوينها وتوثيقها على مدى سـنوات طويلة من البحث والدراسـة والعمل الشـاق.

وبعد أيام حافلة بالعطاء ومليئة بالإنجازات أسـدل السـتار عن أهم فعالية تحتفي بالراوي عربياً وعالمياً وتعتبره ثروة وطنية وقومية لا يقل أهمية عـن باقي الثروات في المجتمع.

وفي حفل الختام تفضل الدكتور عـبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث بتقديم الدروع وشهادات التقدير لكل المشاركين والمساهمين في إنجاح هـذا الملتقى الرائد، كما تقدمت الأسـتاذة عائشـة الحصان الشامسي بعرض توصيات الملتقى التي تضمنت دعوة المؤسـسات والهيئات العامة في مجال التراث إلى تبني المشروعات الكبرى للفولكلور العربي والإهتمام بها ونشرها على أوسع نطاق حتى تعم الفائدة، إضافة إلى الاهتمام بمشـروع تصنيف مواد التراث الشعبي في كتب التراث العربي القديم وتسجيل وتوثيق قصص الحيوان وتقديمها في قالب جديد ومشوق والسعي إلى إدراج الحكاية الشـعبية ضمن البرامج التعليمية للمدارس، وإنجاز دراسـات مقارنة بين حكايات الشـعوب لمعرفة مظاهر التشابه ومواطن الاختلاف وتقييم الأوراق العلمية المقدمة ضمن البرنامج الفكري المصاحب للملتقى ونشرها ضـمن كتاب جامع حتى يكون عاملاً بحثياً وعلمياً يعتمد عـليه.

وأخيراً تعزيز التواصل والتنسيق بين مختلف المؤسسات التراثية والثقافية في العالم العربي، مما يسـهم في حفظ التراث وصونه.

ونحن بدورنا نهنئ الشارقة على النجاح الباهر الذي حققه ملتقى الشـارقة الدولي للراوي في دورته 21 بفضل الدعم والرعاية الدائمة من قبل راعي الثقافة والعلم والمعرفة صاحب السـمو الشـيخ الدكتور سـلطان بن محمد القاسـمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشـارقة. كما نبارك للدكتور عـبدالعزيز المسـلم رئيس معهد الشـارقة للتراث ولكل فرق العمل التي أسـهمت مساهمة فعالة في إنجاح هـذا الملتقى الدولي المتميز، آملين لهم دوام النجاح والتوفيق في الدورة القادمة للملتقى حيث تم اختيار موضوع (البحـر) ليكون عنواناً رئيسـياً لجميع فعالياته.

أعداد المجلة