فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
56

استخدام الهون النحاسي فى المعتقدات والعادات الشعبية السودانية

العدد 56 - عادات وتقاليد
استخدام الهون النحاسي  فى المعتقدات والعادات  الشعبية السودانية

تتناول الورقة أداة الهون النحاسي من عدة نواحي، كاداة تدخل تحت الجنس الفولكلوري الثقافة المادية، وكأداة لها عدة استخدامات في طحن بهارات المطبخ السوداني، وأداة طحن لمواد العطور الجافة التي تدخل في صناعة عطور المرأة السودانية المتميزة، وأداة صياغة تُطحن الأحجار التي يستخرج منها خام الذهب لتجهيزه وتصفيته منها، كما يستخدم كأداة تدخل في مجال الطب الشعبي للعلاج من اَلام الظهر وعلاج المرأة التي تريد الإنجاب.

كما يستخدم في عادة دق الهون(الحرجيلاتك) والتي تدخل تحت الجنس والمعتقدات والعادات والتقاليد، كما تدخل ضمن فنون الأداء ويوضح ذلك الدراما التي تتم وتوزيع الأدوار لكل فرد فيها وما يصاحبها من طقوس، والنصوص التي تتلى في احتفال السبوع مع الجو الموسيقي والأزياء للطفل والأم.

بالرغم من أن الهون وزع استخدامه على الميادين الفولكلورية لكنها تتداخل في بعض الأحيان بحيث تشمل أكثر من ميدان واحد لكل استخدام.

بالرغم من استخدامه كأداة طحن قلَّ لغلاء سعر النحاس لكن وجدت له بدائل ولكن مستمر استخدامه في المجالات الأخرى، ولكن بمرور الزمن سيصبح راسبا ثقافيا وتصبح أداة مادية تعرض للسياح.

اعتمدت المقالة في جمع البيانات على المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي وعلى الجمع الميداني بالرواية الشفاهية من مجتمع البحث بأسلوب المقابلة والملاحظة أو الأسلوبين معاً.

تعريف الهون النحاسى:

عبارة عن أداة مصنوعة من النحاس مستديرة الشكل عرضها حوالي عشرة سنتمترات، جدارها سمكه أقل من سنتمتر وله يد طويلة (عمود) توضع بداخله وتستخدم للطرق عليه من الداخل، يزن الهون كيلو جرام أو أكثر من مادة النحاس.

يستورد من جمهورية مصر العربية ويستخدمه المصريون كذلك كأداة طحن وأداة دق الهون .

وقد استخدمته المرأة الخليجية:بنفس المعنى وخاصة أداة طحن لعطورها التقليدية مثل طحن الزعفران.

استخدامات الهون النحاسي:

1) استخدامه كأداة مادية:

قديماً كانت غالبية الأواني المنزلية المستخدمة من مادة النحاس مثل طناجر المطبخ والطشت والصينية النحاسية ومنها الهون النحاسي وقد كانت له عدة استخدامات منها:

استخدامه كأداة طحن: أول ما استخدم الهون النحاسي كأداة لطحن (سحن) البهارات من فلفل وكمون وغيره .

كما يستخدم في طحن العطور البلدية (محلب – قرنفل)، خاصة إذا كانت كميتها قليلة او أن المواد المراد طحنها يَصعُب طحنها في الفندق الخشبي الكبير خاصة في يوم «كسر العود» وهو طقس يتم فيه بداية عمل الريحة (العطور) التقليدية للعروس:

لذلك استبدلت كلمة هون بمَدَق أو فُندك والفندك المستخدم الآن الحديد المحلي الصنع وهو أكبر حجماً من هون النحاس لغلاء سعر النحاس وصهره واستخدامه في تصنيع الذهب.

كما استخدمه الصاغة قديماً وإلى الآن كأداة من أدواتها في صناعة الذهب بتجميع الذهب بعد تكسير الأحجار المختلطة به ثم تصفيته واستخراج الذهب منه ثم إضافة مواد كيماوية لتجميعه.

3) استخدامه في العلاج:

اسخدامه في علاج الاَم الظهر: يستخدم كأداة من أدوات الحجامة التقليدية، فيستخدم في علاج ألم أو وجع الظهر بنفس طريقة تجميع دم الحجامة الإسلامية الحديثة ولكن بطريقة بلدية أوشعبية يقوم به المعالجون الشعبيون لذلك يدخل ميدان التداوي بالطب الشعبي والذي يندرج تحت الجنس الفولكلوري المعتقدات والمعارف الشعبية، وحسب تصنيف ريتشارد دورسون من العادات الاجتماعية الشعبية وذلك لأن مواد التراث الشعبي كثيرة التداخل.

ويتم علاج اَلام الظهر بالخطوات الأتية:

- يحضر البصير عملة معدنية مثل الجنية السوداني المستخدم حالياً أو أي قطعة من مادة معدنية ثقيلة الوزن حتى تستطيع الجلوس على قاعدتها لثقل وزنها مما يسمح بثباتها

- وجلوسها على جسم المريض حتى لا تتحرك أثناء العلاج وتحرق المريض:

- كسوة العملة بقماش قطني بحيث تظهر أطرافها لأعلى على شكل الشمعة:

- ثم تُبَلل أطراف القماش بالزيت :

يتميز القماش القطني أنه لا ينكمش ويمتص الزيت الذي يساعد على الاشتعال وإرسال اللهب.

- توضع العملة المكسوة بالقماش في موضع الألم ثم يشعل رأس القماش بالنار سواء بالكبريت أو ولاعة سجاير أو غيره:

وأحيانا تولع ورقة وتوضع بداخل البرطمان وتكفى.

- ثم يُكفَى( يُقلب) عليه بالهون النحاسي كما في النموذج بالزجاجة (برطمان مربى):

أي تصبح فوهته العليا إلى أسفل فوق موضع الألم.

- يكبس عليه باليد بشدة فإذا كان الألم شديداً يمسك أو يثبت الهون في الظهر ويطفئ النار المشتعلة في قطعة القماش لانعدام الأوكسجين.

بعد فترة يرفع الهون من الظهر وتظهر علامة على الجلد في شكل دائرة حمراء عبارة عن احتقان الدم في هذه المنطقة ، ويتدرج لونها من الغامق إلى الفاتح حسب درجة الألم فكلما اذدادت درجة اللون كان الألم أكثر، عندها يقول المعالج للمريض: «الوجع هنا أكتر؟» يندهش المريض ويسأل : كيف عرفته. والإجابة بالخبرة ، وقد تحتاج هذه المنطقة للكفي أكثر من مرة.

قد يكتفي المريض بهذه المرحلة ولا يلجأ للفصِد أو الحِجَامة لأنه يشعر بتحسن. والكفي يمكن أن يكون بأي زجاجة لها فم مستدير لأنها تستطيع أن تجمع الدم مثل الزجاجات التي تعبأ فيها المربى، ويمكن أن يتم الكفي في مناطق أخرى مثل اليدين لعلاج التَمزُق فيهما.

أما إذا كان خِيار المريض الحجامة فهي عبارة عن خطوط صغيرة تتم على سطح الجلد بتجرَيح المنطقة المُحتقِنَة حتى يخرج الدم المحتقن بأداة الموس وهي أداة حلاقة.

هذه الطريقة فعّالة وناجحة تمارسها النساء في البيوت وتسمى (عادة كفي الهون) ويكفى الهون بقلبه على ظهر المريض وهي طريقة معروفة يمارسها الناس في الغالب على يد بصير بلدي (يختص بمشاكل العظام) وفي الغالب تكتفي النساء بكفي الهون من غير حجامة.

و يرتاح المريض أكثر بالحجامة التي كتب عنها إبن القيِّم الجوزية في كتابه الطب النبوي:«بأنها تنقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن أفضل والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد».

و أضاف أن: «البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وتُستَحب في وسط الشهر، وبعد وسطه وبالجملة في الربع الثالث من أرباع الشهر لأن الدم في أول الشهر لم يكن قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن»[بن القيم،1982م : 54].

اما الآن فقد صنع الصينيون أدوات للحجامة من البلاستيك لاستخدام شخص واحد فقط حتى لا تنقل العدوى بها وخاصة هي تحمل الدم، ولها ميزة أن لها أحجاما مختلفة تساعد في وضعها على جميع أجزاء الجسم المريضة:

هذه الأداة استخدمت في توازي ثقافي مع الأداة التقليدية وبدأت في إزاحتها لتحل محلها تدريجياَ.

علاج المرأة التي تريد الإنجاب:

تقوم به بصيرة لعلاج النساء تخصصون في هذا المجال وورثنه بناتهن وتستخدم طريقة العلاج بكفِي الهون أيضاً ويتم عمل هذا فيما يسمى (بِقَفل الظهر) بعد أن تقرر البصيرة أو امرأة ذات خبرة أن ظهرها فاتح وهذا يعني أنها لا تستطيع الإنجاب ومن أعراضه ألم شديد في أسفل ظهر المريضة، وهي عادة متبعة ويتم العلاج بها للآن وذلك بكفي الهون على ظهرها في الصباح الباكر وهي على الريق أي لا تأكل شيئاً من الصباح، وتستمر في الكفي بالهون لمدة ثلاثة أيام متوالية.

لقد كان هذا العمل خيريا أن يدفع المريض ما يستطيع من المال لعلاجه كما في المثل الشعبي (عطيِّة مِزيِّن)، ولقد كان المزين أو الحلاق يقبل أي مبلغ يدفع له ويدخله في جيبه من غير أن ينظر إليه. لكن في الوقت الحاضر كثير من البصرى كأطباء جعلوا الكشف برسوم والجلسة محدد سعرها مع الدفع المقدم لأنها أصبحت مصدر كسبهم.

4) استخدام الهون كأداة معتقدية:

نجد عند كثير من الشعوب الاعتقاد في المعادن وقد أفادنا بن خلدون في كتابه: «عن شفافية روح المعادن وأكد أن هذه الصفات منسوبة إليها ترجع إلى هذه الروحانية والشفافية»[بن خلدون،(بدون)، ص405].

وكما هو معروف يصدر الهون النحاسي صوتاً عند طرقه كرنين الجرس. ويعتقد أن لصوت الجرس مفعولا سحريا، ولخوف الإنسان من المجهول من الأرواح الشريرة وغيرها لذلك وجد ضالته:«في بعض الوسائل التي إقتنع بتأثيرها وأمن بفائدتها فكان من ذلك السحر والطلسم وعلم الحرف والتمائم وغيرها مما اَمن به وما زال يؤمن به في كل مكان وزمان دافعاً للأذى شافياً للمرض وجالباً للحظ»[الشطي،1960م:105].

و في ذلك كتب جيمس فريزر:«إن استخدام الأجراس والطبول لطرد الأرواح الشريرة كان مألوفاً عند كثير من الشعوب، فالطبلة النحاسية تعد الآلة الرئيسية في الصين التي تحدث ضجيجاً قادراً على طرد الأشباح. كثيراً ما يستخدم سكان أفريقيا الأصليون الأجراس بهدف طرد الأرواح الشريرة، حيث أن شعوب أفريقيا كانوا يعتقدون منذ القدم في وجود الأرواح»[جيمس فريزر، 1974: 245].

أما عن استخدام الأجراس والطبول عند الممالك السودانية القديمة كتب أبو سليم : «أن النقارة مصنوعة من السهرانه «آلة سابقة للنحاس». وانتشرت بين الفونج والعبدلاب وبين القبائل المختلفة، وتصنع من النحاس بشكل خاص ولم تصنع من الحديد فالحديد بليد لا يصدر الصوت المطلوب».

وعن استخدام الأجراس في مملكة الفور: «كانوا يعلقونه في رقاب الخيول، وفي موكب سلطان الفور كانت تظهر جماعة تحمل أجراساً صغيرة وتضربها وهم محيطون بالسلطان وكانت بحافة درع سلمان سولونج سلطان الفور مجموعة بين الأجراس كانت تخيف العدو إذا هزه»[أبوسليم، 1992م، ص135-157].

وهذا يعني أن الأصوات الجرسية الصادرة من الأدوات النحاسية كان لها دور في حياة الشعوب وستوضحه عادة الحرجيلاتك التي سيأتي ذكرها لاحقاً.

تستخدم بعض المعادن الأخرى لتصدر جرساً لا تقتصر إصدار الأصوات على الأجراس النحاسية بل كل الأصوات الناتجة عن البرونز الحديد والخزف.إذ يعتقد أن «صليل الأجراس المقدسة لطرد الأرواح الشريرة الحاسدة. فكان في العصور القديمة يعتقد أن الشياطين والأشباح تهرب عند سماعها الأصوات التي تنبعث عن المعادن كأن يكون صوت صليل الأجراس أو قرع الطبول عندما تضرب بعمود حديد، فكانت العادة المتبعة أن يحمل كاهن القداس جرساً في يده أو يعلقه في ردائه بحيث يحدث أصواتاً عند كل حركة»[فريزر: 228].

وسبحان الله في القراَن الكريم في سورة الرحمن يقول الله تعالى:{يا معشر الجٍنّ والإِنس إن إستَطَعتُم أن تَنفُذُوا مِن أَقطَارِ السَّمواتِ والأرضِ فأنفُذُواْ لا تَنفُذُون إِلا بِسُلطان (33) فَبأَىِّ ءَالاَءِ رِبّكُما تُكَذِّبَانِ(34) يُرسَلُ عليكُمَا ِشُواظٌ مِّن، نَّارٍ ونُحَاسٌ فلا تَنتَصِرانِ(35)}. وبحسب تفسير بن كثير للاَية (33) ان معشر الإنس والجن: «لاتسطيعون هرباً من أمر الله وقدره بل هو محيط بكم وهذا في مقام الحشر، وتفسير الاَية(34) فبأي الاَلاء(النِعم) يامعشر الثقلين الإنس والجن تكذبان(لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها )، وتفسير الاَية (35) الشواظ: هو لهب النار، وقال مجاهد وقتادة: «النحاس الأصفر المُذاب فيصب فوق رءوسهم». وقال الضحاك: «ونحاس سيل من نحاس، والمعنى على كل القول لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللهب من النار والنحاس المُذاب عليكم لترجعوا»[بن كثير،2005: 2753-2754].

من استقرائنا للتاريخ نجد أن كثيرا من المصنوعات المصنعة من مادة النحاس تستخدم في المعتقدات فالهون النحاسي يستخدم في:

طقس السبوع:

(عادة دق الهون أو الحِرجيلاتك)

الإنجاب من الأمور المهمة والمتوقعة في حياة الزوجين والأسر وخاصة للزوجة حديثة العهد لأن الحمل الأول مصدر فرح على نطاق الأسرة والمجتمع، والقيام بهذا الطقس للمولود الأول مهم .

عادة دق الهون أو طقس يتم في يوم السماية (اليوم السابع للمولود) بعد وليمة الغداء والتي يذبح فيها كبش أو كبشان بحسب جنس المولود لتسميته والتي تسمى إسلامياً بالعقيقة، تقام عادةً عند وقت العصر أو بعد غروب الشمس يتم طقس دق الهون النحاسي وهي عادة تتبعها القبائل ذات الأصول المصرية في السودان خاصة النوبية منها، كما يمارسها بعض العوائل التي بها صلات بالمصريين.

وهي عادة بها طقس عقدي مرتبط بيوم تسمية المولود والذي يمارس بترتيب لخطواته والناس في حالة فرح.

عادة الحرجيلاتك مصرية الأصل وأرجع طقوسها للديانة المسيحية كما سيتضح لاحقاً لذلك هي مستمرة أكثر بين المسيحيين(الأقباط) وبعض العوائل ذات الأصول المصرية وإن كان على نطاق ضيق.

إجراءات طقس دق الهون:

1) الإعداد للسبوع:

يتم الإعداد للسبوع منذ ولادة الطفل ويقوم بذلك النساء ممن يلتمس فيهن خبرة شراء مستلزمات هذا اليوم .

يتم تجهيز ما يسمى ب(الفُترة) وهو طبق به سبعة أنواع من الحبوب وهي: فول سوداني بقشره وبلح ورز وعدس وذرة وقمح وحلبة وفاصوليا وتسمى كنسة العطار.

يجهز كيس لكل فرد مدعو، به أنواع مختلفة من الحلويات واللبان والفول بِقِشرِه والبلح.

إذا لم يتم الاتفاق على إسم المولود ترص الشموع بأسماء المولود المقترحة وتضاء طول الليل حتى تنطفئ آخر شمعة، والشمعة الأطول عمراً هي إسم المولود.

يجهز الأرز بالحليب (الرز باللبن) لتقديمة ككرامة (قدح أبيض)، فاللون الأبيض أو ما نسميه بالبياض رمز السلامة والطهارة والنقاء.

وقد عُرف السودانيون بتقديمهم لقدح البياض في كثير من المناسبات الدينية مثلاً يوم عاشوراء وهو يوم التاسع من محرم فيما يُعرف بالتوسعة أن يوسع شخص على الناس فيوزع الأرز باللبن غالباً.

أيضاً يقدم قدح البياض في مناسبة طقس عبور الشهر السابع للمرأة الحامل بسلام، فيقدم للضيوف عصيدة بطبق سوداني أبيض اللون يسمى (مُلاح روب) وهو مكون من اللبن الرائب والدقيق.

2) طقس السبوع :

هو طقس احتفالي القصد منه الحماية باعتبار فترة الولادة فترة انتقال من مرحلة لأخرى والتي تحدث فيها تغيرات لحياة المرأة والطفل وبحسب نظرية فان جنب أن هنالك ثلاثة أنماط من الطقوس والاحتفالات:” التي تصاحب مرور الفرد وانتقاله من مرحلة لأخرى وعادة ما يصاحب هذه المراحل طقوس وشعائر تعرف عامة بطقوس العبورو تهدف هذه الطقوس أساساً إلى تمكين الفرد من الانتقال من مرحلة إلى أخرى بسلام»[فان جنب،1966: 3].

منها مرحلة الولادة (الوضوع) التي تمثل مرحلة الإنتقال من مرحلة لأخرى ، ويحدث فيها تغيرات ولكن بقيام هذه الطقوس تدرأ عنهما المضار وفي ذلك:” أن هنالك إعتقادا بأن القوى الشريرة تزداد خطورة بصفة خاصة في فترات الانتقال من مرحلة إلى أخرى عند الميلاد والزواج والموت وتعاقب السنين وتغير الفصول»[أحمد أبو زيد وآخرون:1965م:296].

فالأصوات الجرسية التي يطلقها الهون لها رنين في اعتقادهم تطرد الشياطين ومنها يمكن معرفة ما إذا كانت أذن الطفل تستقبل الأصوات فبطرق الهون عند رأسه يفزع لسماعه.

كيفية ممارسة عادة دق الهون:

يجهز الهون النحاسي وهو غربال كبير(أداة مطبخ تستخدم لتصفية الدقيق من الشوائب)، يوضع في قاعه كمية قليلة من حبوب الفُترة .

يفرش الغربال بقطعة قماش ويوضع في داخله بعض الحلويات والمكسرات (بلح، فول، مكسرات، عدس، رز، قمح، حلبة، فاصوليا ) خاصة في الأطراف حتى لا تضايق الطفل عندما يوضع فيها.

كما يطلق البخور قبل المراسم وهو طقس علاجي سحري وقد كتب عنه هوك:”أن البخور يطرد الأرواح الشريرة لأنه نابع من النار والذي تُشرِف عليه اَلهة طاردة للشر. وأنه طقس تطهير، يقوم بتطهير الجسد من خلال استعمال الدخان، وهو طقس أساسي من طقوس الشفاء» [م.س.هوك، 1978م، ص96].

البخور المستخدم عادة التيمان المُسبع أي به سبعة عناصر نباتية وهو يستخدم كحرز من العين وعنه:« كان من الوسائل المستخدمة في مواجهة التأثيرات الشيطانية والسحرية ، وقد استخدم الروائح النفاذة التي تختص بها بعض النباتات مثل الكمون الأسود..»[الكسندر هجرتي،1974، ص: 372].

عادة يصاحب إطلاق البخور تعويذة تقال حتى لا تصاب الأم والطفل بالعين .

وتسمى (تخريجة) وتعني خروج العين، والتعويذة هي جزء من الطب السحري القديم وتوازي الرقية الشرعية الإسلامية والتي تسمى أيضاً العزيٍّمة مثلاً إذا شعر شخص ما بأنه مريض يذهب إلى شيخ أو فقيه (فكي) ليعزم له بآيات من القرآن وأدعية مأثورة عن النبي ﷺ، لذلك نستطيع أن نسمي المرأة التي تقول التخريجة أو العزيمة المُعزِمة.

قد كتب المعالج النفسي التجاني الماحي عنها عند قدماء المصريين كانوا يعتمدون في معالجتهم:«على الرُقي والعزائم السحرية أكثر من اعتمادهم على العقاقير الطبية، كما كانوا يجعلون لها المكان الأول، وكان الكهنة يرتلون العزائم قبل مباشرة العلاج «الآن يقرأ الشيخ أو الفكي صلوات وتراتيل أو أدعية أو يَندَّه (يُنادي) المُسخرين لخدمته أياً كان من الجن أو الشياطين.أو أن يقرأ رجل الدين اَيات من القرآن الكريم أو من الأدعية النبوية على رأس الشخص المعني حتى يحفظ من الإصابة بالعين»[التجاني الماحي،1959م:9].

يرجع وجود الرقي إلى:«سامر وبابل وقد كانت بادئ الأمر علاجية توصف لعلاج الحُمى التي كان يعتقد أن مصدرها الأرواح الشريرة أو الشيطان، وأصبحت فيما بعد معروفة لدى كثير من الأمم كالأغريق والرومان والعبرانيين والمصريين»[فريزر:56-58].

لاشك أن السودان تأثر كثيرا بثقافات البلاد التي كان على صلة بها، او استعار من ثقافاتها وكان أوضح ما يكون في ميدان المعتقدات وهو الأكثر رسوخاً واستمراراً، ونجد أن الثقافة السودانية في كثير من الأحيان خليط من الدين الإسلامي مع بقايا ورواسب من ديانات قديمة وأكثر ما يؤكد ذلك الجرتق.

و العزيمة أو التخريجة التي تردد للطفل درأً للعين أثناء حرق البخور وقد ينشغل المحتفلون ولا تردد ، سنقدم نموذجا لها:

يا عين ياعنية

يا كافرة يانصرانية

ربيتك بي إيديه

ربتو فاطنة بت النبي

مو ربيية عاريية

الما عكر والفلفل الضكر

في عين ما كفر

كان أنثى أو ضكر

النبي يحضر ناقتو

و إنفلتت علاقتو

و سار لحق بجماعتو

شرحها:

- (يا عين يا عَنِيَّة):أيتها العين ألتي أصبت بالمرض.

- (يا كافرة يانصرانية): أيتها العين أيتها الكافرة، أيتها المسيحية لو أنك مسلمة لم تصيبي.

- (ربيتك بي إيديه): ربته من ربيَّ تحت رعايتها.

- (ربتو فاطنة بت النبي):ربته فاطمة بنت النبيﷺ.

- (مو ربيية عاريية): مو كلمة من لغة قبيلة الشايقية العامية وتعني: ما وفيها يقلب الحرف ألف إلى واو، ربييِّة وتعني: تربية، عاريية وتعني في اللغة العامية: تأتي من كلمة أعار أي استعار وفي مجمل المعنى تربية غير مستعارة أي تربية لقيم أصيلة .

- (الما عكر والفلفل الضكر): فيها يدعو على العين أن يصيبها ما يصيب الماء عندما (عَكَرْ) يتعكر، ويتعكر لون الماء عندما تضاف له مادة تلوثه وتغير لونه.

- والدعوة الأخرى أن يقع الفلفل في العين والمعروف ان الفلفل حَارِق (سُخن) على العين ويسبب ألماً شديداً فيها. والضكر: الذكر، واستخدمت كلمة ضكر في اللغة العامية في البهارات الغير مطحونة فمثلاً فلفل ضكر فلفل كما هو شكل حبتة الدائرية، ولنتصور حالة العين وبداخلها فلفل ضكر وكم سيكون ضيقها.

- (في عين ما كفر): وهذا لكل عين كافرة.

- (كان أنثى أو ضكر): سواء كانت العين جنسها أنثى أو ذكر.

- (النبي يحضِر ناقتو): أن النبي(ص) يُحضِر ناقتة.

- (و إنفلتت عَلاقتُو):علاقتو في اللغة العامية تأتي من كلمة المُعْلَاق وهي من الكلمة عـَلق مثلاً يُعلق فلان ملابسه على الشجرة. والعلاقة هنا مقصود بها (الرسن) الذي يُقاد به الناقة.و انفلتت علاقته لم يتم السيطرة على الرسن.

- (و سار لحق بجماعتو): ولحقت الناقة بجماعتها. ولعله أن يصيب العين ما أًصاب الناقة أن تلحق بأهلها ولا تعود .

يِوضع الطفل في الأرض وتأتي أمه لتتخطاه سبعة مرات وفي يدها سبع بلحات وتقول الداية أو إحدى النساء:

نص الرقية:

الله راقيك

الله شافيك

الأولى بسم الله

الثانية بسم الله

الثالثة بسم الله

الرابعة بسم الله

الخامسة بسم الله

الساتة بسم الله

وفي السابعة بسم الله أو حول ولا قوة إلا بالله.

رقيتك من عين أملك وأبوك يحسدوك

رقيتك من عين الجوار يفجو الشرار

رقيتك من عين المرة حربة مشرشرة

رقيتك من عين الراجل حربة بجلاجل

رقيتك كما رقى محمد ناقتو

كانت كسير

صبحت تسير

3) دق الهون غربلة الطفل:

بعد ذلك تأتي إحدى الحضور بالهون يوضع بجانب رأس الطفل وتدُق(تضرب) عليه إمرأة خبيرة في هذا المجال على أن تكون من أقربائه ممن أنجبن الكثير من الذكور وياحبذا لوكانت الجدة للأب، ويحرك(تَهِز) الطفل في الغربال يُمنة ويسرة ويضرب بشدة على الغربال في الأرض يضرب الهون بقوة ليخرج صوت عاليا بحيث يلمس يد الهون أطراف قاعدته النحاسية بالاتجاهين مصدراً صوت(كلييينغ كلييينغ) وتك ليقف الصوت ويعود بنفس الترنيمة مخاطبة المولود وكلما توقفت يقول الحضور له بلغة مرحة وفيها دعابة وفكاهه:

أسمع كلام أمك

ما تسمع كلام أبوك

أسمع كلام حبوبتك

ما تسمع كلام خالتك .. وهكذا

كثير من عبارات الصيغة تتغير إضافة وحذفا، وقد تكون مُرتجلة وكلها ينص مضمونها ألا يخلف مايقال له.

وقرع الهون في تتابع يذكرنا بقول فريزر عن العالم الشهير بالقوانين الكنسية (دوراندرس) الذي عاش في القرن الثالث عشر في بحثه عن الطقوس الدينية أنه قال: «الأجراس تدق في تتابع حتى تفزع الشياطين وتهرب فالأرواح الشريرة تفزع من صوت الجراس»[فريزر:228-229].

فدق الهون النحاسي وفر نوعين من الأسلحة الروحية، السلاح الأول: هو الهون النحاسي بدلاً عن الجرس النحاسي وبخلاف ما ذكر عنه، نجد النفساء قديماً كان يوضع تحت عنقريب(سرير) الولادة صحن نحاسي لحفظها ومولودها. من هنا نخلص أن معدن النحاس حرز بجانب خواص صوته وقد كتب عن الحروز من المعادن (Howes) (هاوس):«الحرز من المعدن هو أي شيء من الخشب أو الحجر أو المعدن أو أي مادة أخرى والذي ينقش عليه الصيغة أو الشكل السحري وغرضه الحماية من الشرور أو أن يجلب الحظ أو الثروة للشخص».

والسلاح الثاني: الترنيم بالدعاء للمولود وإن دخلت عليها عبارات المزاح والتسلية.

كتب فريزر أن أهم ما يميز الكهنة والأطباء في أفريقيا حملهم الأجراس أو ارتداؤهم إياها في أثناء احتفالاتهم المقدسة التي تهدف إلى الشفاء من الأمراض، فالسحر في قبيلة (كامبا) التي تسكن شرق أفريقيا البريطاني : «يقومون بقرع الطبول في احتفالاتهم وتنبؤهم بالغيب، وذلك أنهم يتصورون بأن الجرس يلفت الانتباه إليهم»[فريزر:56-58].

و بذلك نجد أن عادة استخدام الأجراس في الطقوس السحرية الدينية كانت منتشرة للاعتقاد بأثر صوتها في طرد الأرواح الشريرة، والشياطين، والشفاء ولفت الانتباه وبذلك نستنتج أن الجرس الناتج من الأدوات النحاسية طارداً الأرواح الشريرة، قادراً أيضاً على الحماية وجلب الأرواح الطيبة للناس.

4) دحرجة الغربال:

يُحمل الطفل من على الغربال ويعطى لأمه لتقوم بإرضاعه، ويدحرج الغربال الأطفال.

5) الزفة:

بعد ذلك يطوف الحضور بالشموع كل طفل من المحتفلين بالمولود في يده شمعة حتى الكبار يمكنهم حملها وهذا من أثر الديانة المسيحية على شمال السودان وخاصة أننا ذكرنا المجموعات التي تقوم بها وهي تسكن هذه المنطقة، فقد استخدم المسيحيون المصابيح والشموع التي تحملها الشمعدانات في طقوسهم الدينية وفي الكنائس وتوقد المصابيح عندهم كما كتب جيوفاني فانتيني :«رمز الضوء والحياة الأبدية».(فانتيني، 1978م: 105)

تتضح عملية دق الهون النحاسي أكثر عندما يوضع المولود في الغربال على الأرض وتَدًق(تضرب)على الهون النحاسي بجانب رأسه سيدة كبيرة في السن خاصة إذا كانت جدته لأمه أو أي إمرأة خضراء (لها أولاد) تيمناً بها وتقول اسمع (كلام أمك) وتدق الهون ويفزع المولود دليل أنه يسمع وحتى يتعلم الشجاعة وعدم الخوف من الأصوات العالية وتستمر هذه العبارات وسط جو مليئ بالمرح.

نجد أن العلاقات والصلات بين السودان ودول الشرق الأخرى كالهند وغيرها أدت إلى دخول بعض المؤثرات الثقافية فوجدنا في الهند ما يشابه هذه العادة، وفي ذلك كتب جيمس فريزر: «روي أن أفراد قبيلة (جرند) في الهند يقرعون على طبق من النحاس عند ميلاد الطفل حتى يتغلغل الصوت إلى آذان الطفل، فلا يسمع ما دونه من أصوات»[فريزر: 249]

ووجدنا في تراث البجا الشعبي: «أن من عاداتهم عند الولادة أن يؤذن في أذن المولود ويضع البعض جرساً فوق رأسه فيكون بمثابة السلوى للطفل، ويوقودون النار أمام المنزل كل مساء حتى يوم الأربعين لاعتقادهم في قدرة النار على طرد الأرواح» [أدروب أوهاج،1971م، ص96].

كما نجد عند قبيلة بوجو التي تسكن شمال الحبشة أنه عندما تضع المرأة وليدها: «فإن قريباتها يشعلن النار عند باب بيتها ، ويسرن ببطء حول النار في الوقت الذي تقرع فيه الأجراس بقوة بهدف إفزاع الأرواح الشريرة»[فريزر:56-58].

ثم يطوفون بغرف البيت كله تقريباً وتحمل الطفل إحدى النساء الكبيرات وأمه من خلفه ثم ينشد الأطفال قائلين بالصيغة:

يا ربِنَا ...يا رَبِنَا ...تكبر وتبقي قَدِينَا

حِرّ جيِّرلاتَك... بِرجيلاتَك

حلقه دهب في وِدينَاتَك

ساعة دهب في دَييَّاتَك

لم تجد الباحثة تفسيراً لحرجيلاتك أما البِرجيلاتك فهي من كلمة البَرجَلة وهي إذا تبرجل الشيء اهتز وتلخبط ، فالطفل يهتز في هذه العادة باهتزاز الغُربَال الذي ينام عليه.

أما (حلقة الدهب في وديناتك) تُقال عندما تكون المولودة أنثى ليوضع لها حلقتان من ذهب في أذنيها وقد جرت العادة أن تُخرَّم أذنا الطفلة يوم السماية لتوضع عليها الحلقتان.

و تشير (ساعة دهب في دَييَّاتَك) إلى أن المولود صبي لتوضع على يده ساعة الذهب.

وبعد أن يكتمل الطواف بالطفل بكل غرف المنزل، وتستمر الناس في فرحه، بعدها تحمل الأم وليدها والأشياء التي وضِعت في الغربال فيشتتها(ينثرها) الأطفال في الأرض.

تقول (الراوية زينب مكي): « أن الحبوب تطرد الشياطين والعين وهي مكونة من سبعة أنواع من الحبوب وتنثر مع الملح الذي يطرد الشيطان وتسمى (البِسله) وهي من عبارة التسمية باسم الجلاله بسم الله التي تطرد الشياطين».

لاشك أن عادة دق الهون أصابها ما أصاب العادات الأخرى من الأسلمة لتصبح مقبولة ، كما يوضح استمرار تعايش المعتقدات والعادات المسيحية مع الإسلامية في العادات المجتمعية بالرغم من مرور الزمن

كما أن استخدام بذور بعض النباتات بغرض الخصوبة: «هنالك بعض النباتات غنية ببذورها وصارت رمزاً للخصوبة مثل الأرز عند الاَشوريين، والذرة والبلح عند السودانيين»[سليمان،1974، ص170].

بعد ذلك تقسم الأكياس المعباة حلوى وبانا وبلحا وفولا وغيرها من المكسرات التي جهزت مُسبقاً وتُكلف نوعية موادها بحسب مقدرة أهل المولود.

هذه العادة ورثت من الدين المسيحي والذي يعود دخوله إلى السودان ففي:« القرن السادس عشر والتي قامت بعد المجموعة النوبية (س) أو (X) والتي انحدرت من المملكة المروية، والتي قامت فيما بين القرنين الثالث والسادس الميلاديين»[جيوفاني فانتينيي: 105].

و الديانة المسيحية بمقوماتها الروحية أثرت على مكونات الثقافة السودانية، وأكثر ما ظهر تاثيرها في ميداني المعتقدات والعادات الشعبية. هذه العادة المسيحية ركزت على التأثير العاطفي لأجراس الكنائس على الناس، ولن نفهم مشاعرهم وعواطفهم بفصلها عن دينهم لأنهم يحبون سماع موسيقى الأجراس.

خاصةً أن عادة دق الهون تمارس بعد وقت غروب الشمس حيث يظهر ضوء الشموع والتي توقد عادة في الكنائس ليلاً، ويكتب فريزر أن الناس منذ العصور الوسطى وحتى في العصور الحديثة يحبون الاستماع إلى صليل نواقيس الكنائس: «يتصورون أن السحرة والمشعوذين يحتشدون في صور غير مرئية في الجو ليحتالوا بحيلهم الرخيصة لإصابة الإنسان والحيوان بالشرور وبناء على ذلك تُقرع الأجراس طوال الليل أثناء انشغالهم بأعمالهم الجهنمية» [جيمس فريزر:235].

الهوامش

1. الجوزية، إبن قيّم( شمس الدين محمد بن أبي بكر):1982 م ، الطب النبوي، تحقيق علي أحمد عبد العال الطهطاوي، مكتبة ومطبعة الفجر الجديد، ص54.

2. بن خلدون:(بدون تاريخ) مقدمة بن خلدون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

3. الشطي، شوكت:1960م، تاريخ الطب في الإسلام، مطبعة جامعة دمشق، سوريا.

4. جيمس فريزر:1974 م، الفولكلور في العهد القديم، ترجمة نبيلة إبراهيم، الجزء الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

5. محمد إبراهيم أبو سليم:1992 م، أدوات الحكم والولاية في السودان،طبعة أولى، دار الجيل، بيروت.

6. بن كثير:2005م، تفسير بن كثير، أخرجه مجموعة من الشيوخ، الجزء الرابع ، طبعة أولى، دار بن الهيثم، القاهرة.

7. The Rites Of passages, translated by Monika B.Viztom and Gabrilla L. ,Coffee, University of, Chicago, Forth impretion. 7.Gennp,Van Arnold:1966

8. أحمد أبو زيد و أخرون:1960م، دراسات في الفولكلور، القاهرة.

9. ه. س. هوك:1978م، ديانة بابل واَشور، ترجمة نهاد خياط، الخرطوم، العربي للطباعة و النشر و التوزيع.

10. الكسندر هجرتي كراب:1974م، علم الفولكلور، ترجمة رشدي صالح، دار الكاتب العربي، القاهرة.

11. التجاني الماحي:1959م، مقدمة في الطب العربي، طبعة أولى، مطبعة مصر.

12. Amulets, Robert Hale and Company, London. 12.Micheal Howes: (none)

13. جيوفاني فانتيني:1978م، تاريخ المسيحية في الممالك النوبية القديمة والسودان الحديث، الخرطوم.

14. محمد أدروب أوهاج:1971م، من تراث البجا الشعبي، سلسلة دراسات فى التراث السوداني، رقم (17)، شعبة أبحاث السودان، كلية الآداب، جامعة الخرطوم.

15. الراوية زينب مكي الصادق، شريط رقم: م دأأ/4442 أرشيف معهد الدرسات الأفريقية و الاَسيوية، جامعة الخرطوم.

16. الصادق محمد سليمان ، 1974م، الحروز في السودان أصولها ووظائفها وأغراضها، بحث لنيل درجة الماجستير، قسم الفولكلور، معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية، جامعة الخرطوم.

الصور:

- من الكاتبة.

أعداد المجلة