فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
44

عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة» الجزء الثاني: تجهيز العروسين وإعدادات حفل الزواج

العدد 44 - عادات وتقاليد
عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة»  الجزء الثاني: تجهيز العروسين وإعدادات حفل الزواج
كاتبة من الإمارات

عقد القران (الملجة) في الماضي

استخدم مجتمع الإمارات في الماضي عددا من التراكيب والكلمات التي تدل على عقد القران، مثل: ملجة، ملكة، ملكوه، قص الحق، حيث يختلف لفظ الكلمة حسب اختلاف البيئة، ففي البيئة الساحلية تلفظ (ملجة) وفي بعض المناطق الجبلية تلفظ (ملكوه) وفي البيئات البدوية تلفظ (قص الحق، أو الحية) لكن الكلمة الدالة على عقد القران في الماضي والأكثر شيوعا هي كلمة (ملجة) وملجة: كلمة خاصة تستخدم للعقد الديني، وتعني حرفيا «الملكية» وهي عقد القران1 ويُعبر عن عقد القران بالعبارات التالية: (ملجة فلان على بنت فلانة) (قوم فلان الليلة ملجتهم) (البارحة كانت ملجة بنت فلان على ولد فلان) ( أمس املجوا على فلانة، بياخذها ولد فلان) (ملكو أمس على فلانة). وكان يفضل أن يُعقد دوما مساءً ولم يكن هناك الكثير من التكاليف في الملجة فالحياة كانت بسيطة حتى في أمور الزواج، ويكون عقد القران في بيت والد العروس، أو يُعقد بعد صلاة العشاء في المسجد وعادة ما يكون المأذون هو إمام المسجد، حيث يذهب إليه ولي أمر العروس والعريس وشاهدان ويُعقد القران عادة بعد صلاة العشاء، أو ياتي الشيخ إلى بيت أبي العروس مساءً لعقد القران. والبعض كان يذهب للمدينة لعقد القران كما ذكر الكثير من رواة البيئة البدوية والبيئة الجبلية بأن يذهب أبو العروس والعريس وعدد من الرجال ليعقدوا القران في المدينة حيث يوجد الشيوخ لعقد القران ثم يعودون لمناطقهم. ويطلق على عاقد القران اسم مطوع وهو مفهوم ارتبط في أذهان الناس بالتقوى والصلاح والعلم وتولي وظيفة دينية، فكان مسمى «مطوع» يشمل شريحة واسعة من الناس، تضم جميع القائمين بالوظائف الدينية (القاضي-الإمام- الخطيب- المأذون- معلم القرآن الكريم – وعلوم الدين- قارئ الرقية الشرعية - مغسل الأموات). وأحيانا يجمع بعضُ المطاوعة بين ثلاث أو أربع من هذه الوظائف2 وكانت هناك أيام مفضلة لعقد القران كما ذكر الإخباريون. يوم الأحد، ليلة الاثنين، ويوم الخميس ليلة الجمعة. لأنها كما ذكروا (أيام فضيلة) أي أيام ذات فضل. وأجمع الإخباريون على أن هناك أيام وشهور في الماضي لا يُستحب أن يُعقد القران فيها، مثل: يومي السبت والأربعاء وبين العيدين، ولا يُعقد القران عادة في شهر رمضان. رغم تأكيد أغلب عينة الدراسة أن كل الأشهر مستحبة. ولم يكن هناك احتفال بيوم عقد القران إنما هي وليمة عشاء مكونة من:(العيش واللحم والهريس) يقيمها أهل العريس للمدعوين يوزع فيها(الحلوى) على الجيران. والوليمة تكون حسب مقدرة العريس وإمكاناته، كما يُعبر عن الاحتفال بالملجة بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء تعبيراُ وإعلانا عن عقد القران. لم يكن عقد القران مرتبطا بالمحاكم ولا بأشخاص معينين من قبل المحاكم كما هو اليوم، وإنما كان إجراء عقد القران عملا تطوعيا بحتا، يقوم به إمام المسجد أو أي عالم دين موجود في البلد، أو أي قاض في أي إمارة، وربما قام بإجراء العقد عالم قدم ضيفا على أهل البلد ، فيتباركون بعلمه أو بصلاحه، وإذا قام ذلك العالم بإجراء العقد، فإن ذلك يكون مشافهة وبشهادة شاهدين، لكن من غير أوراق ولا توثيق حتى إلى وقت متأخر3 إلا أن إحدى الإخباريات ذكرت إن البعض كان يكتب ورقة بين الطرفين يذكر فيها مقدار المهر(التوامين) (انظر الملاحق، معجم الكتاب) المقدم والمؤخر. وقد ذكرت عينة الدراسة عددا من هم أشهر المأذونين (المطاوعة) في الماضي الذين كانوا يعقدون القران (الملجة) قبل ظهور المحاكم من منتصف خمسينات القرن الماضي حتى قيام الإتحاد.

جدول(1) أشهر المأذونين (المطاوعة) في الماضي:

الإمارة الاسم م
أبو ظبي مجرن الكندي 1
أبوظبي/العين محمدبن أحمد الخزرجي 2
دبي محمد عبد السلام 3
دبي عبد الرحمن بن حافظ 4
دبي السيد الشنقيطي 5
دبي علي الجناحي 6
دبي مطر عبيد الماجد 7
دبي حسن الخزرجى 8
رأس الخيمة محمد سعيد بن غباش 9
رأس الخيمة أحمد بن حجر 10
رأس الخيمة عبد الله أحمد المطوع 11
رأس الخيمة عبد العزيز الرجباني 12
رأس الخيمة يوسف الموسى 13
الشارقة عبد الله بن جانس 14
الشارقة / كلباء محمد بن عبد الله البديع 15
الشارقة / كلباء عبدالله سلمان سرحان 16
عجمان عبد الله الشيبة 17
عجمان حمد بن غانم الشامسي 18
عجمان حميد بن فلاو 19
رأس الخيمة محمد بن سيف حميدان 20
رأس الخيمة إبراهيم بن عيسى المطوع 21
رأس الخيمة عيسى بن علي الشرهان 22
رأس الخيمة حسن بن يعقوب 23
رأس الخيمة محمد بن يعقوب 24
رأس الخيمة عبد الرحيم المطوع 25
رأس الخيمة حسن بن صالح 26
رأس الخيمة عبد الله بن سلمان 27
رأس الخيمة أحمد بن هاشل 28
رأس الخيمة أحمد خلف 29
الشارقة سعيد بن مساعد السويدي 30
الشارقة سيف بن مجلاد 31
الشارقة جمعة المطوع 32
الشارقة أحمد المشغوني 33
عجمان عبد الكريم أبوبكر 34
عجمان حميد بن صالح المطوع 35
عجمان خلفان بن حميد 36
عجمان بن بهيو 37

ولم يكن في الماضي وجود للعروس في مجلس العقد، إذ كان يحضر (المطوع) والعريس ووالد العروس باعتباره وليها، ولا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، ويحضر شاهدان ومن تم دعوتهم في ذلك المجلس مثل الأعمام والأخوال والأهل المقربين من أهل العروسين. أما في حالة عدم وجود أقارب للخطيبة، (خاصة إذا كانت يتيمة)، فمن يقوم بالإنابة عنها هو أحد الآتي ذكرهم: شخص مشهود له بالحكمة والراي، أو الشيخ الذي سيعقد القران (المطوع) أو شيخ أو أمير المنطقة. وكانت تسأل من قبل الشهود الذين يتم اختيارهم كما ذكرت عينة الدراسة من قبل الطرفين (أهل العريس وأهل العروس) هل وكلت والدك؟ فتقول (هيه) أي نعم وذكرت إحدى الإخباريات كانت العروس تُسأل ثلاث مرات ولا ترد وفي المرة الرابعة ترد عليهم ولو سكتت بعد أن تُسأل أربع مرات، يُفُهم أن سكوتها رضى أي موافقة. وهناك أعراف وتقاليد، متبعة لحماية العروسين في أثناء إجراء عقد النكاح. فقد ذكر أحد الاخباريين: «في لحظة عقد القران يجتمع المطوع وأبو العروس والعريس والشاهدان، في مكان يبعد قليلاً عن المكان الذي يجلس فيه المدعوون، ويعقد القران». وذكر آخر: «أن (المطوع) قبل أن يبدأ بعقد القران يأمر الحاضرين بالجلوس جلسة التشهد للصلاة، وأن يضعوا أيديهم على أفخاذهم، ثم يبدأ في عقد القران، ثم يخرجون للمدعوين معلنين إتمام عقد القران، معبرين عن ذلك باطلاق لأعيرة النارية». وذلك خوفا أن يكون بين الجالسين من يضمر شرا لأحد العروسين فيتحين لحظة عقد القران ويقوم بربط حبل أو عقد عُقدة، أو تحريك خاتم في يده، أو حتى حك رأسه بهدف إفساد الزواج، بربط العريس عن عروسه. كما أظهرت المقابلات عددا من العبارات والأدعية التي تُقال عند إتمام عقد القران مثل: الله يبارك لهم- عساها قدوم السعد- الله يسعدهم، (بجرك) بكرك ولد إن شاء الله، مبروك مادبرت- الله يكبر بختهم - مبروك عليك البنت مبروك عليك الولد - منك المال ومنها لعيال - مبروك ملجة فلان على بنت فلان - بالبركة عليهم. ومن الأمور التي اتفق عليها كل الإخبارين أن الفتاة عند عقد القران لابد أن تكون طاهرة أي (خالية من الدورة الشهرية) اعتقادا منهم أن العقد لا يصح إذا كانت غير طاهرة. كما أن الفتاة بعد عقد القران لا تُترك وحدها كما ذكرت إحدى الإخباريات (مايخلونها بروحها مب زين) ( الملجة ثقيلة نخاف على البنت ونخاف على الولد) وترجع ذلك إلى خوفهم عليها من مس الجن أو ضربة شيطان. لذلك لم يكن يستحب أن تطول الفترة بين عقد القران وبين يوم الزواج، بل إن البعض كان يعقد قبل الزواج بأسبوع أو يوم أو يومين. والبعض يعقد ليلة الزفاف. ولم يكن يحق للعريس أن يرى عروسه بعد عقد القران أو يجلس معها، فهو لا يراها إلا عندما تزف إليه.

 

المهر في الماضي

أن الأب هو الذي يحدد المهر وهو الذي يتسلمه، والبعض ذكر أن الأم هي التي تتسلم المهر عندما يرسل جهاز العروس (الحاضر أو الزهبة) وكان أعلى مهر يمكن أن يُقدم للفتاة في تلك الفترة من 100 إلى 600 روبية. حسب مقدرة العريس والبعض ذكر 500 روبية 250 مقدم (حاضر) و250 مؤخر (غايب)، ثم بدأ في الزيادة في حقبة الستينات ليصل إلى 2000 روبية والبعض قال قد يدفع بعضهم ريالا واحداً، أما أقل مهر مادي حسب ما جاء في إجابات عينة الدراسة فهو 10 روبيات، وقد يكون المهر شيء عيني كقطعة أرض (ضاحية) أو بقرة حلوب، أو غنمين، أو(قلة تمر) أي جراب من التمر. والأمر في النهاية يرجع لمقدرة العريس فهو الذي يقوم بدفع المهر، وبعض الأسر المقتدرة يدفع أبو العريس المهر عن ابنه إذا كان مقتدرا والابن لا يعمل، والأسرة تريد تزويج ابنها. وكان البعض يقدم المهر لأهل العروس كاملا بعد الاتفاق بين الطرفين، والبعض كان يقدمه على دفعات كما ذكرت إحدى الإخباريات وهي تتحدث عن مهرها (أنا مهرية 2200 روبية، خلص زوجي مهري وهو في الكويت، كان يطرش بالمئتين، لين خلص) وتقصد أن زوجها كان يعمل في الكويت وذلك في حقبة الستينات من القرن الماضي قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان يرسل المهر لأهلها على دفعات حتى اكتمل المهر. كما تعارف الناس على مؤخر صداق يقدر بحوالي: 100 تومان4. وُيرسل المهر في أغلب الاحيان عندما يُرسل جهاز العروس. وعادة ما يتصرف أهل العروس بالمهر بشراء الحاجيات الأساسية للعروس والتي لم يحضرها أهل العريس في جهاز العروس، بأن يعطي الأب المهر للأم لتشتري لابنتها الملابس والعطور الأشياء الناقصة. كما تُعطى منه المرأة التي تقوم بتحنية العروس كذلك تعطى منه (المعقصة) أي الماشطة التي تمشط شعر العروس وتعتني به يوم العرس. كما يُدفع منه في مناطق مثل دبا (للشداية) وهي المرأة التي تعتني وتهتم بالعروس منذ أن تكون صغيرة حتى يوم زفافها، كما يُدفع منه للوليمة التي تقام للنساء اللاتي يأتين إلى بيت أهل العروس لخياطة ملابس العروس. وأجمع جميع أفراد العينة أن المهر يُسترد إذ لم يتم الاتفاق بين الطرفين وتم إلغاء الزواج.

كيفية تحديد المهر:

يذكر أحد الإخباريين أن الرجال إذا مااجتمعوا في بيت أبي العروس للاتفاق على المهر تحدث كبير الحاضرين وأكثرهم حكمة، ثم طلب من أبي العروس تحديد المهر، فإذا حدد مهرا عاليا والعريس لا يستطيع دفعه أو ظروفه لا تسمح له بدفعه تدخل الحاضرون للتخفيف من المهر. وعادة مايتفق الجميع على تحديد المهر، لأن المجتمع كان بينه تكافل اجتماعي كبير كما أن الأسر كانت تشتري رجلا لبناتها. وكان يُعبر عن مقدار المهر بأن يقال 50 تومان أو 100 تومان. وهي العملة الإيرانية التي كان يتعامل بها فترة من الزمن قبل الروبية الهندية. يذكر أحد الأخباريين: (كان المهر يتراوح مابين 100 – 600 روبية، وكانت من الفضة عليها صورة (بانيان) «يقصد هنا العملة الهندية» ولم تكن عملة ورقية). ولم يكن الأب يشترط مهرا معينا لابنته فما يريده هو السترة لابنته وليس المال، وكان أغلب الآباء يقولون عندما يطلب منهم تحديد المهر: (حالها مثل حال بنات الفريج) أي كما هو حال بنات الحي، أي المهر المتعارف عليه في المنطقة. وذكر بعض إخباريي عينة الدراسة أحيانا يؤخذ رأي المطوع الذي يعقد القران بأن يُحدد المهر كما هو دارج ومعروف بين الناس. وبعد الاتفاق على (الحاضر) المقدم و(الغائب) المؤخر يتم الاتفاق على يوم عقد القران. وكان يقدم المهر بعد الاتفاق مع جهاز العروس. وإذا كان العريس لايستطيع أن يقدم المهر كاملا فلا مانع أن يقدم نصف المهر والنصف الآخر يصبر عليه إلى أن يتمكن من جمع المهر، وعادة ما يكتب البعض ورقة بين الطرفين يدون فيها مابقى عليه من المهر، بأن يكتب العريس: بقي من المهر بمقدار كذا،أعطيه لكم في موعد كذا، أو يعطيهم أي شيء مادي بدلا منه كأن يعطيهم قطعة أرض أو شجرة مثمرة أو (ضاحية) أي بستان صغير من الأشجار المثمرة، كل حسب مقدرته. فقد ذكرت إحدى الإخباريات أنهم لا يسمحوا بأن تطول الخطبة دون أن يكون هناك مقدم للمهر. فتقديم العريس للمهر دليل على جديته في الزواج فهم لا يسمحون أن تُعلق ابنتهم بالكلام(الكلام ماينصبر عليه لكن المهر ينصبر عليه) والبعض ذكر أن المهر كان (قطوعة)5 يقصد به أن الطرفين يتفقان على كل شيء في يوم (القصص) أي الاتفاق في يوم الخطوبة فيفضلان كل شيء ويوزعان بأن يقولا مثلا: المهر بمقدار كذا والمقدم بمقدار كذا، والمؤخر بمقدار كذا، والذهب بقيمة كذا، و(المير) الطعام الذي سيقدم مثلا: 20 ذبيحة، 5 (يواني) أكياس (عيش) أي رز، كما يُتفق على جهاز العروس بأن يكون على طرف من الطرفين أما أن يكون على أهل العريس أو أهل العروس.

نستنتج مما سبق أن أعلى مهر في الماضي حسب ماذكرت أفراد عينة الدراسة المشمولة بالمقابلات: من (100 إلى 600 روبية) وأقـل مهر: (قطعة أرض - قلة تمر - 4 ريالات، 5 روبيات - 60 روبية) وبدأ يزيد المهر في حقبة الستينات بعد ظهور النفط .

 

 

حُلي العروس ( الصوغ) في الماضي

في الماضي كان يطلق على الذهب، كلمة (صوغ) وكان الذهب يقدم للعروس حسب مقدرة العريس وبشكل بسيط، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة. وقد ُيقدم خاتم فضة فقط، وفي بعض الأحيان لايُقدم ذهب إطلاقا، إلا اذا اشترط أبو العروس أن يُقدم لابنته ذهبا كأن يقول المهر كذا والذهب (مرية) أو خاتم ، ومن أنواع الذهب ومسمياته: المرية، الشغاب، الخزامة، ملتفت، نكلس، الكواشي، لفتور، المرامي،الختوم، لفتخ، لشناف، حيل بوالشوج، المراصغ، الحيول، ستمي، مرتعشة،(انظر صورة رقم 2، 3) (انظر الملاحق، معجم الكتاب)

ودائما أهل العريس وبالأحرى أم العريس هي التي تختار الذهب. ويقدم الذهب عادة مع جهاز العروس كما ذكرنا. ولا يتفق على الذهب في تلك الفترة نظرا لغلائه، فليست كل الأسر قادرة على شراء الذهب، وكانت أغلب الأسر المتوسطة الحال تستلف لبناتها يوم زفافهن الذهب من الأسر الغنية تلبسه العروس يوم العرس ويعاد لأصحابه بعد العرس، وكان هذا الأمر شيئا متعارفا عليه وليس في ذلك حياء بل هو نوع من التكافل الاجتماعي. أما الأسر المقتدرة والميسورة كانت تشتري لبناتها الذهب، وعائلة العريس أيضا تأتي لها بالذهب. لكن بعد ظهور النفط في بعض الدول الخليجية المجاورة وذهاب الكثير من الرجال للعمل هناك تحسنت الحالة الاقتصادية والمعيشية وأصبح بمقدور جميع الأسر المتوسطة أن تُقدم الذهب للعروس عندما تزوج أبناءها.

جهاز العروس في الماضي

يُطلق على جهاز العروس في الماضي مصطلح زهبة، وهي مأخوذة من كلمة (تزهيب) بالعامية أي تجهيز وتحضير، كذلك كانت تستخدم كلمة (حاضر) والاسم مأخوذ من كلمة حاضر، أي التحضير للعرس والحاضر يقصد بها الموجود. أي المقدم الذي يقدمه العريس لعروسه من ملابس ومهر وغيره. وقد تكون الكلمة مأخوذة من التحضير أي تحضير الملابس وغيرها من أدوات العروس وملابسها. أما المؤخر فيطلق عليه اسم (غايب). وعادة ما يتفق على مقدار وتكاليف ونوع الجهاز بين الطرفين يوم (القصص) أي في الخطوبة، فإن كان جهاز العروس على أهل العريس، تقوم أم العريس بشرائه، ويشترى جهاز العروس قبل موعد العرس بشهر فقد ذكرت إحدى الإخباريات أن جهاز العروس إذا كان على أهل العريس لا يُشترى دفعة واحدة إنما على مراحل( يولفوا كل يوم شيء) كلما توفرت الأموال لديهم اشتروا الناقص من جهاز العروس ثم يُرسل إلى بيت أهل العروس قبل موعد العرس بوقت مناسب لخياطته. ومن أشهر الأماكن التي ذكرها الإخباريون والتي يشترى منها الناس الملابس في الماضي (من منتصف القرن الماضي حتى سبعيناته): بيت (عبدالله المصلي)، والذهب يشترى من دكان (أحمد المرباخي). ومحل بن جمل، ومحل عبدالكريم، ومحل (خردقوه).كذلك كان أهل المناطق الجبلية كما ذكر بعض من الإخباريين يذهبون للمدينة لشراء جهاز العروس، حيث ذكر إخباريو تلك المناطق أن الرجال هم الذين يذهبون للمدينة لشراء الملابس والعطور والذهب، وذكر البعض أنهم كانوا يذهبون لدبي لشراء الملابس، والبعض ذكر أنهم كانوا يوصون بعض التجار الذين يذهبون للتجارة في الهند بأن يشتروا لهم الأقمشة والملابس من هناك. كما ذكرت إحدى الراويات أن البعض كان يشتري بعض ملابس العروس من اليمن، فقد اشترى لها والدها أقمشة جهازها من مدينة (المكلا). ويرجع ذلك لقرب اليمن من المنطقة بالاضافة لنشاط حركة التجارة بين منطقة الخليج العربي والمناطق المجاورة لها. ويتكون جهاز العروس عادة من أشياء بسيطة كما ذكرت إحدى الإخباريات « كندورة أو كندورتين، ثلاث سراويل، سروال بو بادلة، ثلاث وقايات، ثوبين، برقعين أو ثلاثه، ثوب ميزع، عباة، غرشة عطر، مضرب دهن عود، قرحاف،وذهب إن وجد» ومن أشهر الأقمشة التي كانت تُستخدم في تلك الفترة : بونسيعة، بوطيرة حلواة صاخنة، دمعة فريد، بودقة، كيمري، (انظر صورة رقم 4).

ويتم نقل جهاز العروس إلى بيت أهل العروس بشكل احتفالي تحمله نساء من جارات أم العريس وقريباته، أو يحمله العبيد، يزغردن ويغنين في طريقهن لبيت أهل العروس.وتُخصص أم العريس إمرأة تكون مسؤولة عن نقل جهاز العروس إلى بيت أهل العريس، كما يخصص أبو العريس رجلا مسؤولا أيضا عن نقل الأطعمة والمأكولات (المير) إلى بيت أهل العروس وعادة مايكون الشخص المسؤول عن الفرقة (أبو الفرقة) التي تغني احتفالا بهذه المناسبة هو المسؤول عن نقل جهاز العروس والمحافظة عليه حتى وصوله إلى بيت أهل العروس. تستقبلهن أم العروس وتقيم لهن وليمة (افالة). رجلا كان أو إمراة. من الجيران أو الأقارب فلابد أن يستقبل من قبل أهل البيت بهذا المظهر كقيمة من قيم الكرم والضيافة. وبعد ذهاب ناقلي الجهاز تقوم أم العروس بفرزه لترى الناقص منه وُتكمل شراءه من المهر وتضيفه لجهاز ابنتها، فتأخذ مجموعة من النساء معها لشراء الناقص من جهاز العروس كما تشتري: (سحال عود ومسك يوز عنبر) وغيره من معدات العطور والبخور لإعداد خلطات العطور الخاصة بالعروس. وفي اليوم الثاني تعزم أم العروس جاراتها لخياطة ملابس العروس، وقبل ذلك يُنصب في بيت أهل العروس كما سبق ذكره (شراع) في فناء البيت تجلس تحته جارات أم العروس ويبدأن بخياطة ملابس العروس. حيث تدخل إمرأة وتأخذ مقاسات العروس، فمن غير المسموح للعروس أن تخرج أمام النساء أو تجلس معهن بعد خطبتها. ثم يبدأن الخياطة، ويُعتبر هذا العمل نوعاً من التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع في المجتمع التقليدي الإماراتي، فهو عمل تطوعي تقوم به الجارات عن طيب خاطر وفرحا بالعروس، لا يتقاضين عنه أجراً، حيث يوزع العمل بين النساء المجتمعات فهذه تقص القماش، وثانية تفصله، وتلك تخيطه، وأخرى تضرب «التلي» أي تزينه بنوع من أنواع الخيوط التي يزين بها ملابس العروس(انظر الملاحق، معجم الكتاب، ص:342-361)، وأخرى تُركبه، وأخرى تُركب (العقم للكندورة) أي تُركب أزرار الثياب، وأخرى (تقرض) أي تُقص البرقع وثانية تخيطه وهكذا حتى يتم الانتهاء من خياطة كل ملابس العروس وجهازها. كما يُخاط للعريس «كندورة» خاصة يلبسها صباح يوم العرس تُسمى (كندورة مورسة) لانها تنقع مع (وقاية نيل) أي طرحة خاصة بالعروس وثوب، في قدر مملوء بالعطور المنوعة مثل: الزعفران والورس والمسك والياسمين، لمدة ليلة كاملة ثم تطبق «كندورة المعرس، ووقاية العروس وثوبها» وتوضع مع ملابس العروس. يلبسها العريس صباح يوم العرس. أما اذا كان الاتفاق بأن يكون جهاز العروس على أهل العروس فتقوم أم العروس بشراء جهاز ابنتها مصطحبة مجموعة من صديقاتها المقربات لاختياره، ثم يبدأن في خياطته في منزل والد العروس. والجدول رقم (2) يوضح أشهر الخياطات اللاتي كن يخطن الملابس في الماضي.

جدول (2) اشهر الخياطات في الماضي:

الإمارة الاسم م
رأس الخيمة موزه بنت درويش 1
رأس الخيمة شيخه بنت احمد 2
رأس الخيمة مريم بنت فرحان 3
رأس الخيمة موزه بنت عثمان 4
رأس الخيمة فاطمة بنت بن كلبان 5
رأس الخيمة مريم بنت راشد بن مصبح 6
رأس الخيمة كليثم بنت خميس فيروز 7
رأس الخيمة خديجة بنت صالح 8
رأس الخيمة موزه بنت جمعة الجرمن 9
رأس الخيمة لطيفة بنت مزينجا 10
رأس الخيمة سارة بنت القطان 11
رأس الخيمة هيا بنت سالم بن عبود 12
رأس الخيمة فاطمة بنت سلمان 13
رأس الخيمة شيخه بنت سباع 14
رأس الخيمة شمسه بنت سلطان 15
الشارقة/خورفكان مهرة بنت علي 16
الشارقة/خورفكان راية بنت علي 17
عجمان موزه بنت إبراهيم الهولة 18
عجمان خلفان بن حميد 36
عجمان بن بهيو 37

وبعد الانتهاء من خياطة الملابس تُرتب وتُصف في سلة كبيرة مصنوعة من السعف، أو توضع في «سحارة» وهي على شكل شنطة لكنها مصنوعة من المعدن والبعض يطلق عليها «تنكة». أو توضع في(بقش) أو صندوق من الخشب. كماهو موضح (انظر صورة رقم 5، 6)

وتستغرق خياطة جهاز العروس ما يقارب عشرة أيام أو أكثر. يبدا العمل بخياطة الملابس من الصباح حتى موعد الغداء حيث تُقدم لهن أم العروس وجبة الإفطار المكونة من: «الهريس والخبيص والخبز الرقاق، تمر، قهوة». كما تقدم لهن وجبة الغداء المكونة من: «الأرز والسمك، أو الأرز واللحم» وتتعاون النساء أيضا في إعداد طعام الغداء، كما تعاون في الخياطة. كل إمرأة تقوم بعمل شيء، ويصاحب هذا العمل غناء ابتهاجا بالعرس. ويوزع أهل العروس الطعام على الجيران خاصة أن أغلب الجارات من نساء الحي تاركات بيوتهن وأزواجهن ومشغولات بخياطة ملابس العروس، وبعض من النساء كن يأخذن قطع الملابس إلى بيوتهن لإكمال خياطتها ثم يأتين بها إلى بيت أهل العروس. وتتحدث عن ذلك الاحتفاء إحدى الإخباريات من البيئة الجبلية فتقول: «كان يدق الطبل ويبدأ الغناء قبل العرس بـ 14 يوما وتعزم أم العروس (ياراتها) أي جاراتها، يوم اييبون الحاضر يجتمعن حوالي 40 حرمة يخيطن ثياب العروس كن يخيطن بأيديهن وحدة تقص وحدة تفصل، وحدة تنشب الكندورة، وحدة تخيطها، وحدة تسوي التلي، وحدة تركبه على الكندورة، وحدة تسوي البادلة وحدة تخيطها وتركبها على الخلق، يخيطن صبح وعصر عشر أيام إلا الحاضر جاهز، ينحط في الشت وتشله الشدادية وياها كم حرمة، وتدوربه على البيوت»6.

هدايا العروسين في الماضي

لا يُقدم للعروس هدايا من قبل الأهل والأصدقاء بل هي التي تُهدي شيئا من جهازها للصديقات المقربات، لكن ذكرت إحدى الاخباريات عندما يمر جهاز العروس على بيوت الجيران لعرضه عليهم يضيف البعض عليه شيئا بسيطا مثل: قطعة قماش أو زجاجة عطر. خاصة اذا مروا به على بيت أحد الميسورين فيقدمون شيئا بسيطا كهدية. وذكرت إحدى الإخباريات إنه كان يقدم للعروس مع المهر 40 روبية بدل صندوق، وتقصد بدل هدية يأتي بها أهل العريس وهي عبارة عن صندوق من الخشب تضع فيه العروس ملابسها وأدواتها (انظر صورة رقم 5،6 ص:208)، فإذا لم ياتوا بالصندوق يرسلون قيمته ليشتريه أهل العروس بانفسهم 7. ونلاحظ أن العريس هو الذي تُقدم له «العينية» أي الإعانات والهدايا من قبل أهله وجيرانه فهذا يقدم مقداراً من المال، وذاك يقدم ماعزا أو غنما (ذباح) لذبحها يوم العرس عند إعداد الطعام، وآخر يقدم مؤونة مثل: الطحين، الارز، القهوة، وغيره من احتياجات الاستعداد للعرس. وهذا الشيء ليس إلزاما أو إجبارا إنما هي عادة اجتماعية اعتاد عليها المجتمع التقليدي كنوع من التكافل الاجتماعي، وهذه الإعانات ملزمة الرد في مناسبات مماثلة يردها العريس وأهله لمن قدم له تلك «العينية». وجهاز العروس يعرض على النساء مرتين، خاصة إذا كان الاتفاق أن يكون جهاز العروس على أهل العريس فبعد أن تنتهي أم العريس من إعداد الجهاز تعرض جهاز العروس على جاراتها وصديقاتها في بيتها قبل نقله إلى بيت أهل العروس. ثم يُنقل بعد ذلك إلى بيت أهل العروس يقوم بنقله مجموعة من النساء تكلفهن أم العريس وهن مجموعة من العبيد وتُشرف عليهن «الحناية - الداية - الزفافة-الشدادية» أو امرأة معينة مختصة بهذا الامر، وذكر بعض الإخباريين أن بعض الأسر تخصص فرقة لنقل جهاز العروس تمر به على بيوت المنطقة حتى يصل إلى بيت أهل العروس.يصاحب ذلك غناء تردد النساء الأغاني والأهازيج احتفاء بالعروس، وبعد أن يصل الموكب الذي يحمل جهاز العروس إلى بيت أهلها تستقبلهم أم العروس وتُكرم ضيافتهم.وعادة ماتعرض أم العروس جهاز ابنتها بعد الانتهاء من إعداده وتجهيزه على النساء والمدعوات قبل موعد يوم الزفاف بيوم أو يومين، إما صباحا أو مساءً. ولكن بعض الأسر كانت تكتفي بعرض جهاز العروس على المدعوات يوم الاربعاء، قبل يوم العرس، فتدعو أم العروس جاراتها لمشاهدة جهاز ابنتها بعد أن تقدم لهن وليمة الغداء، يُعرض جهاز العروس على الجالسات من قبل إمراة تخصصها أم العروس تجلس أمام الحاضرات وأمامها جهاز العروس المرتب إما في «شت» أو «صندوق» أو «بقشة» كل حسب مقدرته، وتبدأ في عرض الملابس قطعة قطعة بشكل استعراضي حيث تحمل كل قطعة تعرضها أمام الحاضرات مرددة اسمها ونوعها فمثلا: ترفع القطعة أمام النساء قائلة «هذي كندورة أم التلي من أم المعرس»، تلوح بها أمام الحاضرات ثم تُعطيها لأقرب إمراة تجلس على يمينها لتتبادلها أيدي الجالسات أمام المرأة التي تعرض جهاز العروس على شكل دائري، وعندما تصل القطعة إلى يد المرأة الجالسة على يسار المسولة عن عرض جهاز العروس على النساء تأخذها وتضعها في مكانها، ثم تعرض قطعة أخرى مسمية إياها مبينة مصدرها فهذه من أم العروس وتلك من أم العريس وهذه من خالة العروس وهكذا حتى تنتهي من كل الملابس، وإذا كان هناك «صوغ» أي ذهب أو فضة ترفعه أمام الجميع مرددة هذي «حيول» من أم المعرس للعروس، أو هذي «شغاب» من المعرس للعروس ثم يتبادلها النساء لرؤيتها لتعود مرة أخرى للمرأة المسولة عن عرض جهاز العروس. والبعض كان يحمل جهاز العروس ويدور به على بيوت الجيران، وحاملات جهاز العروس المارات به على البيوت كن يحصلن على مكافآت مالية من قبل الجيران، وفي بعض الأحيان تُهدي العروس بعضا من جهازها لصديقاتها المقربات أو قريباتها إذاكانت الملابس كثيرة.

الاستعداد لحفل الزفاف في الماضي

كان الاحتفال بالعرس في الماضي، على النحو الآتي: عادة ما يبدأ الاحتفاء بالعرس قبل موعده بأيام، ويستمر حتى يوم العرس. يصف ذلك أحد الإخباريين فيقول: قبل 14 يوما من موعد العرس يوضع فوق بيت «المعاريس» (نشرة) أي علم إشهارا بأن هذا البيت سيقام فيه عرس، أو بيت فلان عندهم عرس، فبعد الاتفاق يبدأ أهل المعرس في تجهيز جهاز العروس(الحاضر، أوالزهبة) ولوازمه لإرساله إلى بيت العروس، كما يبدأون في تجهيز لوازم الطعام (العيش) الرز حيث يبدأون في تنظيف الأرز وتجهيز (الذباح) الذبائح من الغنم أو الماعز لطبخ اللحم، إذ كان الطبخ مشتركا، تذهب في البداية النساء إلى بيت أهل العريس (جارات أم المعرس) لتنقية «العيش» أي الرز وتنظيفه من الشوائب. حيث يؤتى «باليواني» أي الاشولة أو أكياس الرز، وتُفرغ «اليواني» أكياس الرز على«حُصُر» وهي جمع حصيرة، أي سجاد مصنوع من سعف النخيل أو البلاستك. تُمد في بيت أهل العريس تحت سقف «شراع» وتُفرش السجاجيد تحت ذاك الشراع، ثم تُفرش(الحصر)، وتُفرغ عليها أكياس الرز، لتبدأ النساء في تنظيفه وتنقيته من الشوائب، حيث يبدأن في «نسف العيش» وهي طريقة تتبع لتنظيف الرز من الغبار وذلك بوضعه في صينية والقيام برفعه إلى أعلى وخفضه إلى اسفل لإخراج الغبار منه. ثم ينظفنه من «الشلب» وهو الرز الموجود في أغلفته أي مع قشره، فتقوم النساء بتنقية الرز من تلك القشور والأشياء العالقة فيه من حصى صغيرة أو حبوب سوداء غير صالحة للأكل، وبعد تنظيف الرز يقمن بإرجاعه في «اليواني» أي في أكياسة مرة أخرى، وبهذا يكون الرز جاهزا للطبخ. وأثناء ذلك تقوم النساء بالغناء ودق الطبول احتفالا بهذه المناسبة. مقابل هذا تقدم لهن أم العريس طعام الغداء أو وجبة من الطعام الخفيف حلواً كان أو مالحاً «ساقوا، مضروبة، هريس» وتستمر هذه العملية مايقارب أسبوعا. ويكون قد بقي على موعد العرس أسبوع. وفي البيئة الساحلية وصف أحد الإخباريين الاستعداد لحفل الزفاف قائلا: تعزف الفرق الشعبية «العيالة، المالد، الرزيف» كل مساء أمام بيت أهل العريس. ويوم الأربعاء ينتقل الحفل إلى بيت أهل العروس، حيث يُعرض جهاز العروس على النساء من الأهل والجيران. وتكون العروس قد جُهزت، وأهمها حناء العروس الذي يكون قد أُعد قبل العرس بيومين. أما يوم الخميس فيكون حفل الزفاف في بيت أهل العروس فيأتي أهل العريس وأقاربهم وأصدقاؤهم من المدعوين.(تعزف الفرق الشعبية) ويقدم «المالد» بعد العشاء. ويكون طبخ الطعام أمام بيت أهل العروس أو قريبا منه، يوزع الطعام على الأهل والجيران(الكل يشارك في توزيع الطعام) وفي المساء تعزف الفرق الشعبية. أما إذا كان بيت العريس بعيداً عن بيت العروس فياتي أهل العريس بأغراضهم من طعام «العيش، اللحم» وقدور وكل مايتعلق بأدوات الطبخ، كما يأتون بفرقهم الشعبية وكل مايتعلق بالاحتفال. ويبدؤون الطبخ بمجرد وصولهم فإذا وصلوا وقت الظهر يبدؤون في طبخ طعام العشاء، ثم يطبخ في اليوم الموالي طعام الإفطار والغداء والعشاء. وكان الكل يشارك عن طيب خاطر فهذا يساعد في الطبخ وآخر في ذبح المواشي، وآخرون يرتبون المكان وأخرون يشاركون في الغناء والفنون الشعبية، كما يقدم الجيران ماينقص أهل العروس من حاجيات مثل: «زوالي، مفارش، أدوات طبخ من قدور ومستلزمات طبخ الطعام، ألحفة ومخدات ومساند، الذهب للعروس» كما تُشارك النساء في الحناء وتجهيز ملابس العروس وحاجياتها. فهناك تكافل بين الناس، الجميع يشارك في الحفل من أفراد المنطقة من خلال التقسيم لمجموعات مجموعة تساعد في ذبح الأغنام ومجموعة تطبخ وأخرى تهتم بالعروس وأخرى تقدم الطعام للمدعوين. كذلك الفرق الشعبية.كان أفرادها من أهل (الفريج) الحي وكانوا يشاركون بدون مقابل مادي، والأمر نفسه بالنسبة إلى الطباخين. وكثيراً ما يقدم المدعوون هدايا «عينية» كمساعدة للعريس فالبعض يقدم أموالاً والبعض يقدم مواشي والبعض يقدم أطعمة متمثلة في «الرز، الطحين، القهوة، الشاي، السكر، الملح». أما أهل المناطق الجبلية المتمثلين في الشحوح (سكان الجبل القريبين من الساحل). والبداه (سكان الجبل) فيكون التهيؤ ليوم العرس أو ليلة الزفاف يتم قبل أسبوع، وتكون أيام الاحتفال من الخميس إلى الخميس. فيبدأ أهل العروسين في ارسال (المطاريش) أي رجال يخصصهم والد العريس لدعوة القبائل البعيدة ليوم العرس. كما يُحنى العريس في كفه وقدميه على شكل(غمسه) في احتفالية يقيمها له الأصدقاء، وتقوم بتحنية العريس خالته أوعمته، ويجري إعداد صينية الحناء بشكل خاص يقوم بإعدادها شخص متخصص في ذلك. ويتحنى مع العريس أصدقاؤه المحتفون به، وينثر عليه النقود والحلوى.أما احتفالات الشحوح سكان الجبل «البداه» فيبدأ الناس من الأهل والأقارب من النساء والرجال بالتوافد إلى بيت العريس يوم الأربعاء منذ الصباح يصعدون إلى أحد الجبال القريبة وغير المرتفعه يجتمعون على شكل مجموعات ويباشرون بالنداء «بالندبة» وهي فن من الفنون الشعبية الخاصة بالبيئة الجبلية ويطلقون النيران من بنادقهم ابتهاجا، ثم ينزلون من على الجبل حيث يتلقاهم أهل العريس، وهكذا تتوافد كل قبيلة إلى منطقة أهل العريس دون أن يتجاوزوا المنطقة المحددة لهم يؤدون «الندبة».فيستقبلهم أهل العريس باطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بقدومهم يستقبلونهم فيسيرون وهم يغنون ويطلقون الأعيرة النارية حتى يصلوا إلى مكان الاحتفال يؤدون الرقصات الشعبية (الرزفة) وهكذا حتى يكتمل وصول كل القبائل. وهناك يقدم لهم وجبة الإفطار المكونة من الهريس، والخبز، والجبن، التمر والعسل والحلوى (انظر الملاحق، معجم الكتاب)، وبعد الانتهاء من وجبة الافطار، يباشرون الرقصات الشعبية فيعج المكان بأصوات قرع الطبول ويسود المرح والفرح وتطلق الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا. وتؤدى الرقصات الشعبية المتمثلة في: الرزيف والرواح، والوهابية. ويستمر الاحتفال حتى العصر فيكون قد اكتمل وصول كل الوفود، وبعد صلاة العصر يتوزع المدعوون في مجموعات كل مجموعة تمثل قبيلة أو جماعة انتظارا لتقديم وجبة العشاء. المكون من الأرز واللحم، حيث يوضع على كل صينية مملوءة بالأرز ذبيحة أو نصف ذبيحة، كما يقدم الخبز المصنوع من البر والعسل، بالاضافة إلى الهريس. ومن عادات الشحوح سكان الجبل «البداه» أن يكون رأس الذبيحة موجودا عند تقديمها للطعام، فمن العيب الشديد أن تُقدم الذبيحة بدون رأس فلكل جماعة ذبيحة أو ذبيحتان بالرأس. لذلك فعلى والد العريس أن يحسب حساب الذبائح التي ستقدم للمدعوين رجالا ونساءً، لان نقصان الرأس على الوجبة المقدمة معناه احتقار لهم وتنزيل لقدرهم ومقامهم وسيؤدي إلى غضب وقطيعة وعداوة ويقلب الفرح إلى ترح ومشاكل ومشادات. وبعد أن يتم تناول طعام العشاء يعود النشاط للضيوف اذ يباشرون قرع الطبول والرقص ورفع عقيرتهم «بالندبة» وإطلاق الأعيرة النارية في الفضاء. وتستمر احتفالات العرس عند «البداه» لمدة يومين، يوم في بيت والد العروس، ويوم في بيت والد العريس. فإذا تقرر أن يكون العرس يوم الخميس، فإن إجراءات الحنة والزهبة تتم خلال أيام الأسبوع قبل يوم الأربعاء. لأن يوم الأربعاء هو اليوم الذي يتم الاحتفال به في بيت والد العروس فالعريس وأهله وأقاربه والمدعوون يتجهون منذ صباح يوم الأربعاء إلى بيت والد العروس. وحالما يظهرون على مشارف الجبال التي تطل على البيت يباشرون «بالندبة» وإطلاق العيارات النارية في الفضاء، ثم ينحدرون نازلين وهم يهزجون بأغانِ، فيما يتلقاهم والد العروس وإطلاق طلقات نارية في الفضاء، وبعد الترحيب بهم، وجلوسهم تقدم لهم القهوة، كما يقدم لهم طعام الإفطار المكون من الخبز والعسل والسمن، و«الكامي» وهو اللبن الناشف، كما يقدم التمر، والعصيد والخنفروش. وبعد الانتهاء من الطعام يباشرون بقرع الطبول وأداء الرقصات الشعبية، مثل رقصة «صودر» ثم يتوقفون لأداء صلاة الظهر وبعد الصلاة تدار فناجين القهوة، و«مداخن» مباخر البخور «الدخون» ويواصلون الرقصات مثل رقصات «الرواح» حتى موعد صلاة العصر، وبعد صلاة العصر يقدم طعام العشاء. ومن العادات أن يقف أحدأفراد العائلة ويقول للمدعوين (يالربع كل قبيلة تدور في مكانها) أي لتجلس كل قبيلة في مكان خاص بها، وتجلس كل قبيلة على شكل دائرة. والهدف من ذلك التأكد من أن كل فرد من المدعوين موجود. وبعد ذلك تقدم أطباق الطعام من الأرز وعلى كل طبق ذبيحة أو نصف ذبيحة برأسها، فالرأس كما ذكرنا علامة على الاحترام والتقدير للضيوف. وبعد الطعام. يعود المدعوون للأهازيج والغناء وتبدأ «الندبات» مرة اخرى. أما النساء فيبقين داخل بيت العروس، يقدم لهن الطعام والضيافة، وكلما هبط الظلام انسحبن للمبيت في بيوت الأهل والأصحاب، من أقارب أهل العروس،الرجال مع الرجال والنساء مع النساء8. ومن أشهر الطباخين والطباخات الذين كانوا يقومون بطبخ طعام الأعراس بمشاركة أهل الحي (الفريج) في الماضي

جدول (3) اشهر الطباخين والطباخات في الماضي:

الإمارة اسم الطباخ م
رأس الخيمة عبيدان 1
رأس الخيمة فطيم بنت فرحان 2
رأس الخيمة علي الظهوري 3
رأس الخيمة بنات كياي 4
عجمان خماس النعيمي 5
عجمان إمراة تسمى عنبرة 6
عجمان زايد فيروز ويلقب بـ (زيود) 7
الفجيرة خميس سرحان 8

ويتمّ دعوة الناس ليوم العرس بأن يرسل للنساء نساء ينتقلن من بيت لبيت لدعوة الناس للعرس بأن يقلن للمدعوات (عقب خمس أيام عرس فلان بن فلان على بنت فلان، تفضلوا، يوم الخميس ليلة الجمعة) وكانت أم العروس تُرسل نساء أو إمرأة معينة تدعو نساء الفريج (الحي) لمشاهدة جهاز العروس وأم العريس ترسل نساء للدعوة ليوم العرس. وكانت كل جارة توصي جارتها وتذكرها بموعد العرس. وتصف إحدى الإخباريات طريقة الدعوة للعرس عند بعض من فئات المجتمع فتقول: (تختار أم العروس من 4 إلى6 حريم ترأسهن أكبرهن سنا وأكثرهن معرفة بالأسر والبيوت وتتصف بالعقل والحكمة، تدعوا النساء باسم أم العروس أو أم العريس حسب الطرف الذي يرسلها، وكانت فئات من المجتمع التقليدي تتحرى الدقة في المجموعة التي ترسل لدعوة الناس، فهناك شروط يجب أن تتصف بها هذه المجموعة الُمرسلة للدعوة اعتقادا بأن ذلك يجلب الفال الحسن للعروس كأن تكون المرأة المرسلة للدعوة متزوجة (وبجرها) أي بكرها ولد وعلاقتها جيدة بزوجها وأهله، أي سعيدة في حياتها الزوجية وأن لا يكون قد مات لها ولد (وهذه عادات ومعتقدات سائدة عند العجم) والعجم فئة ليسوا بالعرب لكنهم سكنوا المنطقة منذ زمن واندمجوا في البيئة الإماراتية وأصبحوا من نسيج المجتمع لكنهم بقوا محافظين على الكثير من عاداتهم خاصة العادات الخاصة بالزواج. أما الرجال فيدعوهم أبو العريس في المسجد بعد الصلاة، بأن يقول: (ياجماعة تفضلوا يوم الخميس عرس ولديه فلان على بنت فلان، حياكم الله كلكم معزومين، والحاضر يبلغ الغايب)، أما البيوت البعيدة فُيرسل لهم رجل على دابة لدعوتهم. وكانت الدعوة تقدم لكل الأهل والجيران والمعارف. أما المناطق البعيدة عن المدينة فكان التواصل يحدث عن طريق التجار والبائعين الذين يأتون إلى المدينة للبيع والشراء، ففي الصباح يأتي البدو من مناطقهم وأهل الجبل من مناطقهم للبيع والشراء في المدينة، هنا يلتقون بأهل المدينة ويوصلون الرسائل أو المعلومات ويأخذون الأخبار ويأتون بالأخبار بين بعضهم البعض، ثم يعودون لمناطقهم حاملين الأخبار وما اشتروه من المدينة من بضائع. ويذهبون لأمير المنطقة حيث كان في الماضي لكل منطقة أمير مسؤول عن شؤونها، ويسلم عليه، فيسأله أمير المنطقة (شو لعلوم) أي ماهي الأخبار؟ فيبدأ بسرد الأخبارالتي سمعها في المدينة، فإن كان هناك عرس، يقول له إن فلانا سيزوج ابنه في الشهر الفلاني واليوم الفلاني وأنتم معزومون للزواج، فيستعد لحضور الزواج هو وبقية أفراد المنطقة.ولم يكن هناك عدد محدد للمدعوين فالكل مدعو. وعدد المدعوين يقل أو يكثر حسب الأسرة ومعارفها بالناس.

العناية بالعروسين في الماضي

كان المجتمع الإماراتي التقليدي يعتني بالعروس عناية خاصة، وتُهيأ ليوم العرس قبل ذلك بأسبوع أو عشرة أيام، حيث يُفرك جسمها «بالورس والنيل، والكركم، والضية» وهي مواد تساعد على تنظيف الجسد واضفاء لمعان وبياض عليه. والبعض كان يغلي (الرز) والكركم أو الورس والكركم، ويدهن به جسم العروس. وفي اليوم المخصص للحناء تُغسل رجلاها ويداها فقط، وتأتي (المحنية) هي أمراة متخصصة في الحناء وتحنيها. ويوم العرس يُغسل عنها االورس والنيل ثم تحمم من قبل إمراة متخصصة، أو أمها إذا كانت الفتاة صغيرة أو أختها الكبرى المتزوجة، كما ذكرت إحدى الإخباريات، لكن في أغلب الأحوال الفتاة تتحمم بنفسها وقد تساعدها إحدى أخواتها المتزوجات. ولا يجري تحميم العروس بشكل احتفالي انما يكون بصمت وهدوء. ثم تقوم إمرأة متخصصة في الاعتناء بشعر العروس يُطلق عليها اسم (المعقصة) حيث تقوم بتسريح شعر العروس ودهنه (بالحل) وهو نوع من أنواع الزيوت، وتعطيره بالزعفران والياس: وهو ورق يدق ويطحن ويُعجن بالماء. والبضاعة: وهي أوراق ورد تُدق وتُطحن وتُخلط بالعطر. والزعفران الذي يُخلط بالمحلب والمخمرية9. ومن أشهر التسريحات التي تعمل للعروس يوم عرسها: «العجفة» أو تكون على شكل «شونقي» وتصف لنا إحدى الاخباريات10 طريقة تسريح شعر العروس يوم عرسها فتقول: بعد تحميم العروس تأتي «المعقصة» لتسريح شعر العروس على شكل ضفائر وتُجمع تلك الضفائر للخلف بشكل دائري، وكل ضفيرة تُعطر بالزعفران والياس، فإذا كان شعر الفتاة طويلا تنزل لها الشعر على جوانب صدغيها ويسمى ذلك «زلوف»، كما تقص لها «قصة» غرة على جبهتها. والشعر الطويل والكثيف يشكل لها تسريحة جميلة كبيرة، توحي بكثافة وجمال شعر الفتاة. أما الفتاة التي لا تملك شعرا كثيفا وطويلاً فكانت «المعقصة» تضفر مع الشعر خرقا من القماش الأسود لتعطي كثافة للشعر. كما تضع الزعفران على جبهتها وخلف أذنيها (انظر الملاحق، معجم الكتاب) ومن أشهر التسريحات أيضا: صوت مشرح: وذلك بان يُسرح الشعر ويُضفر ويُجمع للخلف على شكل دائري.وصوت طلقي: وذلك بأن يُسرح الشعر على ضفائر تُجمع للخلف بشكل متوازِ من اليمين إلى اليسار. وهناك أيضا تسريحة تُسمى دوارية تشبه العجفة لكنها أقل منها كثافة والتسريحة المخصصة للعروس هي «العجفة» (انظر صورة رقم 7) ومن أشهر النساء اللآتي كن «يعقصن» الفتيات والعرائس في الماضي.

جدول (4) أشهر المعقصات في الماضي:

 

الإمارة اسم الطباخ م
رأس الخيمة فاطمة بنت راشد 1
رأس الخيمة آمنة بنت سالم 2
رأس الخيمة مريم بنت متوت 3
رأس الخيمة لطيفة بنت جوهر 4
رأس الخيمة بنت حسان 5
رأس الخيمة صويلحة بنت محبوب 6
رأس الخيمة زليخة بوخلود 7
رأس الخيمة موزة بنت حميد كاكوليه 8
رأس الخيمة لطيفة بنت عنبر 9
رأس الخيمة لطيفة بنت عبيد 10
عجمان فاطمة بنت صقر النعيمي 11

أما العريس في الماضي لم يكن له حمام خاص ولا يحتفى به إلا في المناطق الجبلية وبعض من المناطق الساحلية في إمارة الفجيرة وخورفكان حيث كان يُحتفى بالعريس بان يُحمم بشكل احتفالي،حيث يجلس العريس على كرسي ويأتي رجل ويقوم بتحليقه ويحمل بعد ذلك لمكان(عين ماء، أو بئر،أوحوض) يُحمم فيه بشكل احتفالي حيث يغني أصدقاؤه ويدقون الطبول احتفالا به. ويصف أحد الإخباريين طريقة تحميم العريس في منطقة خورفكان: توضع ملابس(المعرس)العريس المكونة من: كندورة جديدة، فانيلة، غترة، عقال، بشت، نعال) في صينية ويسير العريس يصحبه اثنان من كبار (الفريج) الحي أو أكبر رجال العائلة، ويدق الطبل ويعلو صوت الغناء، تحمل الصينية إمرأة من أهل العريس. ويسير الرجال يحمل أحدهم (نشرة) أي علما، تتبعهم النساء والكل يغني ابتهاجا بالعريس. ويُحمم العريس تحت سدرة، أي شجرة سدر، أو في مزرعة بها حوض أو بركة ماء ثم يرتدي ملابسه الجديدة، ويعود به الموكب من جديد إلى بيته، ويكون قد أُعدت وليمة للمبتهجين بالمعرس، حيث يكون الوقت قد قارب وقت العصر. بعد الوليمة يغادر الجميع ليعودوا بعد العشاء لمواصلة الاحتفال فتُعزف الفرق الشعبية من رزيف،هبان، العيالة وغيره من أنواع الفنون (انظر الملاحق، معجم الكتاب)، وقبل منتصف الليل يخرج الموكب مصطحبا العريس في موكب يحملون الإنارات المتمثلة في الفوانيس (الفنر) (التريكات) يسيرون حتى بيت العروس يغنون أغاني مخصصة لزفة العريس. وأشهر المغنين في تلك الفترة في خورفكان: مسعود الملا، عبدالرحمن عبدالله 11.

 

حنة العروس في الماضي

كان استخدام الحناء عادة أساسية من عادات احتفالات الزواج في الماضي وكان يُطلق على الحناء مصطلح «حنا»، وهوالإسم المستخدم في الماضي للتعبير عن الحناء أو اليوم الذي تُحني فيه العروس فيقال: حناالعروس، (اليوم بيحنون العروس)، (بنت فلا ن سايرة تحني العروس). وتُحنى العروس عادة في بيت والدها تقوم بذلك إمرأة متخصصة، ولايقام حفل بمناسبة يوم حناءالعروس بل تُحنى في غرفة خاصة لايكون معها إلابعض الأهل أو أخواتها. وهذا لايمنع أن تغني لها الصديقات والأخوات ابتهاجا بها وفرحا. وإذا كان بيت أبي العروس صغيراً لايستوعب عدداً كبيراً من المعزومين، خاصة أن العروس تُحنى ثلاث أيام متتالية (من الثلاثاء، الأربعاء، الخميس)، تُنقل العروس إلى بيت الجيران، أي البيت الأقرب لبيت أهل العروس، وتُحنى هناك، وكان يُغطى وجه العروس ولايظهر منها إلا قدماها ويداها في بعض المناطق من البيئة الساحلية كما ذكر بعض الإخباريين.

ومن الأمور التي ذكرها الإخباريون: أن العروس تتمنع عندما يُطلب منها أن تمد يدها لتقوم المحنية بتحنيتها، بل من العيب أن تمد يدها مباشرة فهذا يدل على أنها راغبة في الزواج وليس فيها حياء. ولا يحضر يوم الحناء العريس ولا أهله إلا إذا كانوا من أقرب المقربين، فتحضر أخواته أحيانا. فالعروس دائما تكون (مخباية) كما ذكرت إحدى الإخباريات لا يراها أحد إلا المقربات. وعادة ماتُحنى العروس بالحناء الطبيعي الذي يُخلط بالليمون ويكون قد أُعد قبل يوم الحناء بليلة، وهو حناء طبيعي لا تضاف له أي أدوية أو مواد كيميائية ضارة إنما يُعجن بالماء المغلي بالليمون (لومي) أي ليمون جاف، ويخمر عدة ساعات أو يوما كاملا، (انظر صورة رقم 8، 9).

وعادة ما يُعاد وضع الحناء في يد العروس عدة مرات (طرقين ثلاثة لين يحمر) وتُحنى مرتين من الصبح حتى الظهر، ثم بعد الظهر حتى العصر.، حتى يأخذ الحناء لونه الطبيعي وهو العنابي المائل للأحمر. والبعض يفضل أن يكون عنابيا مائل للأسود، وتُحنى العروس بأشكال مختلفة من الحناء مثل: قصة وهي أن تُملأ اليدان بالحناء على شكل دائري، وروايب وهي أن يوضع الحناء حول الأظافر على شكل قمع، وبيطان وهي على شكل مثلثات متقابلة بشكل عكسي. ومن الأشكال أيضا: بيارج، وحبة العسو، وهلال ونجمة، ومشي الحمامة (صبيعات الحمامة) أو(ريول الحمامة) وتنقش يديها ورجليها بنقوش تظهر فيها الأشكال على شكل نقاط ومثلثات، وأشكال النخلة أو أوراق الشجر وغيره (انظر صورة رقم 10، 11) ويوم حناء العروس تجتمع حولها صديقاتها يتحنين معها ويغنين ويرقصن ، وهذا يختلف من أسرة لأخرى.

وذكر الإخباريون أن احتفال الحناء أو يوم الحناء له عادات مختلفة بين بيئات المجتمع المختلفة (الساحلية، الجبلية، البدوية) فهناك فئات من المجتمع (كالعجم) مثلا يقيمون احتفالا خاصا بيوم الحناء وللعروس ملابس خاصة عادة ماتكون خضراء، وتجلس في غرفة مغطاة بالستائر الخضراء، وتوضع الحناء في طبق حوله الشموع، ويُحتفى بالعروس، بأن ترقص لها صديقاتها وينثر عليها الأموال أو الحلويات بحسب المستوى الاجتماعي للأسرة، لكن أغلب فئات المجتمع يكون يوم الحناء يوما عاديا يحتفى بالعروس فقط بأن تجلس حولها صديقاتها المقربات وأخواتها يتحنين معها، دون أن تُزين أو تلبس ملابس معينة، تغسل يديها ورجليها من الورس وتُحنى، والبعض يغني والبعض لا يغني في يوم الحناء. أما العريس فقد تباينت الإجابات في تحنيته، فبعض الإخباريين المنتمين للبيئة الجبلية أكدوا على ضرورة تحنية العريس بل هي عادة أساسية من احتفالات الزواج في الماضي، حيث يحتفي به أصحابه ويخصص رجل لتحنيته والبعض ذكر أن أم العريس هي التي تقوم بتحنيته، والبعض ذكر أن التي تقوم بذلك امرأة كبيرة في السن من عائلته، أو رجل من أقاربه يقوم بتحنية أسفل القدم فقط، ولا يُترك الحناء في قدم العريس كثيراً بل ساعة ويزال عن قدمه. ويشارك أصحابه في حفل الحناء ويتحنون معه، وتقوم أمه وأهله وأقرباؤه بنثر الحلوى والنقود من حوله احتفاءً به. أما الإخباريون من البيئة البدوية فلم يذكروا أنهم يحنون العريس، أما إخباريو البيئة الساحلية أرجعوا الأمر لرغبة العريس وحسب العائلة، كذلك بعض من سكان المناطق الجبلية رغم وجودهم في بيئة ساحلية مطلة على البحر إلا أنهم يمارسون عادة تحنية العريس والاحتفاء بهذه الليلة كما يفعل سكان المناطق الجبلية (البداه سكان الجبل). وللمحنية أجر بسيط إما يكون ماديا أو عينيا تعطيها أم العروس من (2-5 روبيات) أو قطعة من القماش، حسب المقدرة المادية لأهل العروسين. وذكرت إحدى الإخباريات التي كانت تمتهن مهنة تحنية العرائس أن أجر المحنية بدأ في الارتفاع مع الأيام حتى وصل إلى 30 ريال، وذلك قبل قيام الإتحاد وظهور الدرهم الإماراتي12. وفي الماضي كان هناك نساء متخصصات في تحنية العرائس ذكر الإخباريون أشهرهن من جاء ذكرهن في جدول (5).

جدول (5) أشهر المحنيات في الماضي:

الإمارة الاسم م
رأس الخيمة مريم محمد سيف حميدان 1
رأس الخيمة بنت بوعكلوة 2
رأس الخيمة مريم بنت علي 3
رأس الخيمة آمنة بنت سالم 4
رأس الخيمة فاطمة بنت راشد 5
رأس الخيمة شيخة بنت سلطان بوالعري 6
رأس الخيمة شيخة بنت لبقيشي 7
رأس الخيمة مريم بنت حبوش 8
رأس الخيمة مريم بنت فرحان 9
رأس الخيمة شيخة بن سلطان بن يوسف 10
رأس الخيمة بنت الإستاد 11
رأس الخيمة موزة بنت جمعة الجرمن 12
رأس الخيمة لطيفة بنت مزينجا 13
رأس الخيمة سليمة بنت غريب 14
رأس الخيمة مريم بنت إسماعيل 15
رأس الخيمة عائشة بنت كرم 16
رأس الخيمة كليثم بنت خميس فيروز 17
رأس الخيمة صالحة بنت مزينجا 18
الشارقة /خورفكان بنت خميس بن حميدان 19
الشارقة /خور فكان شيخة زوجة سيف بن راشد 20
عجمان فاطمة الشحي 21
عجمان فاطمة بنت محمود البناي 22

وحول الحناء ذكرت الإخباريات أن الفتاة في الماضي لم يكن يُسمح لها أن تتحنى إلا يوم العيد، ولا تتحنى بالأشكال السابقة الذكر من نقوش وأشكال إلا يوم عرسها، والفتيات غير المتزوجات يُسمح لهن أن يحنين أيديهن (غمسة) وهي أن تُغمس يدها بالحناء بالكامل أي بدون نقوش، والقدمان لا تُحنى قصة أي لا يرسم الحناء في قدميها بشكل مُرتب، ومقصوص، يبين جمال القدمين، كما يحدث للعروس، بل تُغمس قدميها بالحناء أو يُسمح لها بان تحني قدميها (جوتي) أي أن الحناء يغطي قدميها كاملة كما يغطي الحذاء القدم، و(الجوتي) أسم يُطلق على الحذاء الذي يُغطي القدم بالكامل. فمن العيب أن تنقش الفتاة قدميها ورجليها قبل الزواج.

 

ملاحظات وإستنتاجات

نلاحظ أن عقد القران يُطلق عليه مصطلح «ملجة» أو «ملكا» كما تنُطق في بعض المناطق. وأكد الجميع على أن عقد القران يكون قبل العرس مباشرة إما ليلة العرس أو قبلها بيوم أو يومين، وإن طالت كانت المدة أسبوعا بين العقد وبين يوم العرس. و«للملجة» أوقات وأيام مفضلة في الماضي رغم تأكيد أغلب الإخباريين أن كل الشهور مفضلة إلا إنهم لا يفضلون عقد القران بين عيدين أو في شهر رمضان ويرجع هذا أن الأوقات التي ذكرت هي في الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب) أما الأيام فكلها مستحبة لكن الجميع اتفق أن العقد غالبا ما يُعقد يوم الخميس ليلة الجمعة أو يوم الاثنين ليلة الثلاثاء. كما اتفق جميع الإخباريين على أن وقت عقد القران كان يُعقد مساءً بعد صلاة المغرب أو صلاة العشاء. والمكان إما أن يتم العقد في المسجد بعد صلاة العشاء ويقوم به (المطوع) وهو إمام المسجد أو يأتي (المطوع) إلى بيت أهل العروس بعد صلاة العشاء ويعقد القران في بيت والد العروس. وقد اشتهر في المجتمع التقليدي عدد كبير من الشيوخ (المطاوعة) الذين كانوا يقومون بعقد القران. كما جاءت أسماؤهم في جدول رقم (1) ولم يكن في الماضي عقود زواج موثقة ومكتوبة13. إلا أن بعض الإخباريين ذكر أن البعض كان يكتب ورقة يُسجل فيها الآتي: (تم زواج فلان من فلانة بمهر وقدره كذا تومان وغائب قدره كذا تومان). وأكد بعض الإخباريين انه بعد قيام الإتحاد وقيام المؤسسات الإتحادية قام الكثير من الناس بتوثيق العقود في محاكم الدولة. وإصدار وثيقة الزواج(انظر الملاحق، نماذج من عقود الزواج).

ونلاحظ من إجابات الإخبارين أن طعام وليمة يوم «الملجة» بسيط مكون من الحلوى «طشت حلوى» وبعض من الفواكة البسيطة حسب مقدرة أهل المعرس. وما يزيد من الحلوى تقوم أم العروس بتقطيعه وتوزيعه على الجيران.

واتفق جميع الإخباريين على أن الذهب كان يُطلق عليه في الماضي اسم «صوغ» ومصطلح صوغ مأخوذ من الصياغة،أي المشغولات الذهبية. واتفقوا على أن الذهب كان قليلاً رغم تنوعه، فالمقتدر يقدم ذهبا لعروسه، «خاتم، حيول، مرية» كل حسب مقدرته، وقد لا يقدم ذهبا إن كانت ظروف العريس لا تساعده على شراء الذهب. لكن أكد أغلب الإخباريين انه في حقبة الستينات من القرن الماضي بدأت الأحوال الاقتصادية تتغير خاصة بعد ظهور النفط في دول الخليج القريبة وسفر الكثير للعمل هناك بدأ يكثر تقديم الذهب في مناسبات الزواج.

نلاحظ أن في البيئة الساحلية والبيئة الجبلية تستخدم مصطلح «حاضر» ومصطلح «زهبة» في البيئة البدوية للتعبير عن جهاز العروس، والجهاز في اللغة هو: كل ما تحتاج إليه العروس، وقبل الإسلام كان الأب يمتلك المهر ويشتري لابنته ما تحتاج إليه. وفي الإسلام كانت المرأة تشتري من مهرها الذي تملكه ماتحتاج إليه. وإذا كانت من الطبقة الموسرة اشترى لها الأب جهازها من ماله14.

ويتكون جهاز العروس في الماضي من مجموعة من الملابس والحلي إن وجدت، والعطور والبخور «الدخون» وغيرها من مستلزمات العروس، كما نلاحظ أن جهاز العروس يتفق عليه في مرحلة الخطوبة، فإما أن يكون على أهل العريس أي يقوم بشرائه أهل العريس، ثم يُرسل لأهل العروس لخياطته، أو يقوم أهل العروس بشرائه ويحسب ذلك من المهر، لكن أغلب الإخباريين أكدوا أن جهاز العروس يكون عادة على أهل العريس تقوم أم العريس بشرائه وتجهيزه بعد أن تختار مجموعة من النساء المقربات منها وتذهب معهن لشرائه، ثم يجهز إما في بقش أو صناديق من الخشب، كل حسب إمكاناته، ويُرسل إلى بيت أهل العروس في موكب من النساء وقد تصاحبهم فرقة شعبية إلى أن يصلوا به بيت أهل العروس ويُسلم إلى أم العروس بواسطة إمراة تكون مسؤولة عنه قد كلفتها أم العريس بذلك. كما نلاحظ أن العروس لم يكن لها أي دور في اختيار جهازها، ولا نوعه، فالتصرف فيه يرجع للأهل. وعادة مايُرسل الجهاز لبيت أهل العروس قبل العرس بأسبوعين ليتسنى لهم خياطته وترتيبه، وكما ذكرنا أن نقل جهاز العروس كان يوكل إلى إمراة معينة تختارها أم العريس لتكون مسؤولة عن جهاز العروس وتنقل رأي أهل العروس فيما قُدم لابنتهم وتستمع لأي طلب من طلباتهم لتوصله إلى أهل العريس وكان أهل العريس، يحرصون على إرضاء أهل العروس بسؤالهم عن أي شيء ناقص من الجهاز ليسارعوا في استكماله، ويعبر أهل العروس عن رضاهم عما قدمه أهل العريس، لابنتهم بعبارة الشكر والثناء «بيض الله ويهكم ماقصرتوا» أي وجهكم أبيض كناية عن الرضا وعدم التقصير. ونلاحظ ضرورة اكرام أم العروس للموكب أو الوفد الذي جاء بجهاز ابنتها المُرسل من قبل أم العريس وذلك بتقديم وليمة من الطعام أو «فوالة» مكونة من الأطعمة إما أن تكون مالحة مثل «الهريس، والثريد، أو المضروبة» أو حلوة مثل: «التمر، والساقو، والخبيص»، وينعكس الموقف هنا عندما يأتي الموكب المصاحب للعروس يوم نقلها لبيت زوجها(حوال العروس) تستقبلهم أيضا أم العريس، وتكرمهم بوليمة تعد خصيصا لهم مكونة من:(الرز(العيش) واللحم، أوالهريس، والخبيص، والثريد).

ونلاحظ عادة أخرى من عادات الزواج في الماضي وهي أن يُعرض جهاز العروس على المهنئين والأهل والأصدقاء بعد أن تكتمل خياطته ويتم ترتيبه إما في: بقش، أو شت، وهي سلة مصنوعة من سعف النخيل، أو صندوق من الخشب، قبل يوم العرس بيوم عادة مايكون يوم الأربعاء. وُيعرض جهاز العروس مرتين للنساء مرة في بيت أهل العريس، قبل خياطته تقوم أم العريس، بعرضه على جاراتها قبل إرساله لأهل العروس، ومرة في بيت أهل العروس بعد أن ينتهى من خياطته وترتيبه. قبل يوم العرس بيوم، وتُخصص لعرضه إمراة تُعين من قبل أم العروس.

ونلاحظ أن هناك عطوراً ترتبط بأيام العرس وعاداته وتقاليده فهناك عطور خاصة ومميزة تُستخدم للعروس في يوم عرسها، وهناك عطور خاصة بالعروس وملابسها. ومنها ماهو خاص بالمكان الذي يقام فيه العرس والغرفة التي تُزف فيها العروس (الجلة) كذلك هناك عطور لاستقبال الناس وإكرامهم، نلاحظ أيضا من اجابة الإخباريين أن الحناء شيء أساسي للعرس، وتُحنى العروس أكثر من مرة بالحناء للحصول على اللون المطلوب وبلاحظ أن الحناء في الماضي يتكون من مواد طبيعية، ُيخلط ويصنع في البيت معتمدين على معطيات البيئة، وتقوم بهذا العمل إمراة متخصصة في رسم الحناء، وعادة ما تكون من أهل (الفريج) أي الحي. كما نلاحظ أثر البيئة التي تظهر في نقوش الحناء فجميعها مستوحاة من البيئة مثل: رسم شكل النخلة، النجمة والقمر، بكرة وقعود (البكرة أنثى الناقة، والقعود ذكر الناقة) حتى الأداة التي كانت تُستخدم لنقش الحناء مأخوذة من البيئة وهي (خوصة) أي ورقة من أوراق النخيل وهي سعفة النخيل، حيث كانت تغمس في الحناء ثم يوضع بواسطتها الحناء في يد العروس تنقش لها النقوش وُترسم لها خطوط دقيقة، أو تستخدم أصابع اليد لوضع الحناء، ثم تطور الأمر في استخدام الأدوات وأصبح تُستخدم أعواد الكبريت كأداة لرسم الحناء.

ونلاحظ ايضا أن الاحتفاء بيوم الحناء يكاد يكون معدوما في أغلب مناطق البيئة الساحلية في الماضي، وإن وجد يكون على نطاق أفراد العائلة المقربين من العروس، لكن يظهر الاحتفاء بيوم الحناء للعريس أكثر في البيئة الساحلية في مناطق ساحلية مثل الفجيرة، وخورفكان. كذلك البيئة الجبلية في حناء العريس، حيث يقام للعريس حفل يشاركه فيه الأهل فهناك أناس متخصصون يقومون بحناء العريس. كذلك هناك فئات جاءت إلى المجتمع الإماراتي واندمجت فيه وأصبحت من نسيج المجتمع سبق ذكرهم لاتزال تحتفظ بعادات يوم الحناء وذلك بتخصيص يوم لحناء العروس وإلباسها ملابس خاصة تتميز بلونها الأخضر، والاحتفاء بها بالرقص والغناء ونثر الحلويات والمكسرات.

نلاحظ أيضا أن هناك ملابس خاصة ومميزة للعروسين. فتتميز العروس بلبس الكندورة المخورة المزينة بالتلي «الكندورة أم التلي» وسروال مزين بالبادلة بالإضافة إلى الثوب الميزع المتميز بألوانه الزاهية المختلفة المختلطة بين الأحمر، والذهبي، والأزرق، والأصفر. والوقاية المنقدة، والبرقع. بالإضافة إلى لبسها للذهب بأنواعه وأشكاله. كما تتميز بتسريحة الشعر «العجفة».

ولا يقتصر هذا الأمر على العروس فقط، فالعريس أيضا يتميز بملابس خاصة يوم عرسه تميزه عن بقية الحضور، فهو يلبس الكندورة البيضاء والغترة البيضاء والعقال، مرتديا البشت الأسود الذي عادة مايُلبس في فصل الصيف، أو البني الثقيل في فصل الشتاء. كما يحمل في يده عصا،ويرتدي نعالا جديدة ويضع على خصره الخنجر كما هو موضح في الصورة (انظر صورة:12، 13).

كما نلاحظ أن هناك اعتناء خاصا بالعروسين، فللعروس أناس متخصصون بالاعتناء بها قبل موعد العرس بفترة طويلة، متمثلون في «المعقصة، او الشدادية، الزفافة، المحنية» والمحنية تحني يديها ورجليها، والمعقصة تضفر شعرها.والشدادية تقوم بكل تلك المهام بالإضافة إلى اصطحاب العروس إلى بيت زوجها والبقاء معها عدة أيام تهتم بشؤونها حتى تعتاد حياتها الجديدة ثم تغادرها. كذلك العريس له احتفاء في يوم عرسه، فيذهب «للمحسن» أي الحلاق ليتولى تنظيف شعر الرأس والوجه، وتنسيقه، أما الاستحمام فإما أن يتحمم بنفسه، ثم تقوم أمه بتبخيره وتعطيره، أو يحمم باحتفال كما ذكر الإخباريون من مناطق مثل: خورفكان التابعة لإمارة الشارقة، وإمارة الفجيرة، أو الذهاب به إلى إحدى العيون المائية، وإركابه على خيل والاحتفاء به بالغناء والرقص كما تفعل بعض الفئات من البيئة الساحلية (البلوش). كذلك تقوم بعض الفئات بتحنية العريس، باحتفال وغناء كما ذُكر سابقا.

 

الهوامش

1 - يماني، (مي)، مرجع سابق ص: 117.

2 - المطر وشي (علي محمد)، تاريخ التعليم التقليدي في مدينة عجمان.منذ مطلع القرن العشرين حتى عقد السبعينات منه، المجلس الوطني للإعلام، دولة الإمارات العربية المتحدة،2013، ص: 208-209.

3 - د. عارف الشيخ مأذون شرعي. في محاكم دبي. تم اللقاء في 20/9/2012.

4 - الجروان، (محمد راشد) مرجع سابق ص: 57

5 - هي دراهم محدودة لجهاز العروس من ثياب وزينة. وتختلف حسب حالة الناس وظروفهم المادية. ماعدا الوليمة ومايتبعها من أفراح فهي على الزوج والغالب عند أهل المدن وليمة مكونة من هريس وفقاع، وحلوى، ثم الدخول في نفس الليلة، ويسبق ذلك احتفال لمدة ثلاثة أيام.

6 - الإخبارية: (خديجة عبد الله سعيد/ الشارقة / دبا الحص، تم اللقاء بها في 15/4/2011.

7 - الإخبارية: خديجة حميدان/ رأس الخيمة ، تم اللقاء بها في 10/6/2012.

8 - لقيوس (عبد الله راشد)، مرجع سابق، ص: 56.

9 - المعلومات قامت بجمعها :آمنه محمد صالح بوكفيل، بحث مقدم لمتحف عجمان، بدولة الإمارات العربية المتحدة.

10 - الإخبارية: موزة محمد علي بن سيف ين بخيت الفلاسي.

11 - الإخباري: خالد محمد حرية/ منطقة خورفكان/ الشارقة/ تم اللقاء في 10/6/20012

12 - الإخبارية: مريم محمد سيف/ رأس الخيمة. تم اللقاء في: 15/5/2011م

13 - في دبي 1960 بدأ ترسيخ النظام القضائي وإرساء الأسس للمحاكم وإقرار القوانين والتنظيمات القضائية وفي أبوظبي 1968 صدر قانون في أبوظبي بإنشاء محاكم أبوظبي وتنظيمها، وفي عام 1969 أنشأت إمارة الفجيرة محكمة رئيسية، وأسست كل من عجمان والشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين محاكمها من خلال إقرار القوانين التنظيمية في عام 1971م. أنظر: ميزان العدالة،نصف قرن من محاكم دبي، غريم ويلسون: ص: 143 و ص:190

14 - آل ثاني (نورة ناصر)، مرجع سابق،ص: 31

الصور

* الصور من الكاتبة .

1 - https://cache.albayan.ae/polopoly_fs/1.1477532.1476104718!/image/image.png

2، 3، 4، 10، 11 - متحف الشارقة للتراث التابع لإدارة متاحف الشارقة. إبريل 2013م

5، 6 - الصور تم التقاطها من متحف عجمان ديسمبر 2012م

7 - تم التقاطها في أحد المعارض التراثية في مدرسة البيضاء للتعليم الأساسي، بإمارة رأس الخيمة،الإمارات العربية المتحدة.

8، 9 - تم التقاطهم في مركز الحرف الإماراتية التابع لإدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.

12، 13 - الصور تم التقاطها من متحف الشارقة للتراث التابع لإدارة متاحف الشارقة، إبريل 2013م، ومركز الحرف الإماراتية التابع لإدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.

أعداد المجلة