فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
43

عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة» الجزء الأول اختيار الزوجة

العدد 43 - عادات وتقاليد
عادات الزواج وتقاليده في الماضي «دولة الإمارات العربية المتحدة»  الجزء الأول اختيار الزوجة
كاتبة من الإمارات

تُعدّ العادات والتقاليد ممارسات جماعية تُلازم الحياة اليومية للناس قوامها أنماط من السلوك المتبع في شتى المناسبات، أي أنماط معيارية لها رمزيتها الأخلاقية التي تمد المجتمع بالثبات والانتظام فالتقاليد تشبه الوراثة الاجتماعية وفعل الغريزة في كونهما يمنحان معاً المجتمع طبيعة الاستقرار. وتُعدّ العادات والتقاليد بهذا الاعتبار أقوى من القانون لكونها تضمن الإطار المنظم للسلوك الاجتماعي ويعمل على ديموميته واستمراره، فيما يحفظ عقول الناس من الحيرة والتردد والضياع بين شتى الضغوط والاختيارات، لأنه لو لم يكن للإنسان هذه القنوات التي ينساب فيها تفكيره وسلوكه انسياباً تلقائيا لاضطر إلى بذل جهد كبير في مواجهة كل سلوك اجتماعي ولذلك فإنه يشعر بالخوف والقلق ولا يخضع للعادات والتقاليد، وهذا هو الضمير الأخلاقي في رأي بعض المؤرخين1.

ولما كانت هذه العادات والتقاليد تحقق التجانس الاجتماعي داخل إطار ثابت من المؤسسات الاجتماعية العليا كاللغة والعقيدة والقانون، فإنّه يمكن اعتبارها بعداً للهوية الاجتماعية أو الوطنية، باعتبار أن هذه العادات والتقاليد لها خصائص الهوية في الثبات والتماسك والخصوصية والانسجام ومن ثم يعدها البعض ثقافة وطنية حقيقية لأنها تشكل الوعاء الحقيقي لتراث الأمة. وتمكنها من التعبير عن ذاتها في كل نشاط اقتصادي أو اجتماعي أو ديني أو فني. وبالنسبة للهوية فقد تداول المفكرون والسياسّيون وعلماء الاجتماع مفهومها المستعمل في المنطق والفلسفة وذلك للدلالة على وحدة المجتمع وما يطبع علاقاته بقيمه وسلوكياته من ثبات واستقرار ولاسيما فيما يتعلق بالخصوصية التي تميزه عن الغير. وربما عبروا عن هذه الهوية الاجتماعية بمفاهيم أخرى، كالمقومات الذاتية أو الشخصية الوطنية، ويعتمدون في هذا السياق على ظاهرة الثبات التي تُعد في مقدمة مكونات الهوية. وهو ما يتجلى في حياة الكثير من المجتمعات العريقة، من صمود في مواجهة المتغيرات الثقافية الحديثة. فهذا الصمود إنما يتغذى من الشعور الجماعي بضرورة الحفاظ على الكيان الاجتماعي في قيمه وسلوكياته المعبرة عنه«بالهوية» كلما شعر هذا المجتمع بأي تهديد من لدن أي قوى خارجية ترمي إلى اختراقه أو تفكيك وحدته وإضعاف تماسكه. لذلك كان الوعي «بالهوية» يزداد حدة في حالة الشعور بالمواجهة أو استنفار الروح الوطنية. أما قوام هذه «الهوية» فهي مجموعة من الثوابت التي تُشكل وحدة الأمة واستقرارها عبر التاريخ. وغالبا ما تتمثل في العقيدة واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد. غير أن مفهوم الهوية بحكم دلالاته المنطقية لا يخلو استعماله في الحقل الاجتماعي من المجازفة والغموض. فمبادئ الوحدة وعدم التناقض والثبات وهي ركائز الهوية، إن صحت في الكليات العقلية المجردة فإنها لا تنطبق على الواقع الاجتماعي المطبوع عادة بالتنوع والتطور والتغيير. لذلك يظل الإشكال المطروح أمامنا في هذا السياق هو التنافس بين الثابت الذي هو سمة الهوية وبين الصيرورة الاجتماعية التي هي سمة التاريخ من جهة أخرى. فهل ننظر إلى المجتمع «كماهية» مستقرة ووحدة منغلقة، ذات هوية ثابتة البوتقة التي ينصهر فيها سلوك جميع الأفراد أم ننظر إلى المجتمع، كعلاقات متجددة متفاعلة بتأثير العوامل الاقتصادية والسياسية والثقافية2 ويؤكد ابن خلدون هذه الحقيقة الاجتماعية حين قال: (من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم والأجيال وتبدل الأعمال ومرور الأيام هو لا يقع إلا بعد أحقاب متطاولة، فلا يكاد يفطن له أحد. فأحوال العالم والأمم وعاداتهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة. وإنما هو اختلاف على مر الأيام والأزمنة والانتقال من حال إلى حال)3. ومجتمع دولة الإمارات كبقية المجتمعات مر بمراحل وتطورات أثرت على عاداته وتقاليده، وهويته، لهذا فالحاجة اليوم أصبحت أكثر إلحاحا على التمسك بهذه الهوية من مختلف مكوناتها الدينية واللغوية والثقافية ذلكم أن المجتمع الإماراتي كبقية المجتمعات المعاصرة يعاني تحديات متنوعة ومتعددة وهذا يستدعي الحفاظ على العادات والتقاليد وتهذيبها إن اقتضى الأمر والعمل على تكييفها مع العصر ومتطلباته وإخضاعها للبحث والدراسة والنقد لمزيد من الاستفادة منها في كل المجالات الحيوية. لطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها. فالتراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدرًا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التراث الثقافي، وتتحول هي ذاتها تراثا يربط حاضر الأمة بماضيها ويعزز حضورها في الساحة الثقافية العالمية. وليس التراث الثقافي معالم وصروحا وآثاراً فحسب، بل هو أيضا كل ما يؤثر عن أمة من تعبير غير مادي، من فولكلور وأغان وموسيقى شعبية وحكايات ومعارف تقليدية تتوارثها الأمة عبر أجيال وعصور، تعبيرا عن روحها ونبض حياتها وثقافتها. والاهتمام بالتراث الشعبي أصبح سمة للمدينة الحديثة، وقد وعت كثير من الأمم تلك الأهمية وسارعت إلى لملمة شتات هذا الإرث الحضاري الثمين وإعادة استغلاله بما يتناسب والقيم الجديدة وبذات المعايير التي تتفق مع معطيات الوقت الحاضر.

وتُعتبر العادات والتقاليد عنصراً أساسياً من عناصر المجتمع، وتختلف العادات والتقاليد من مجتمع لآخر، فلكل مجتمع عاداته وتقاليده الخاصة به، بل إنها تختلف من جماعة إلى جماعة في المجتمع الواحد، فنجد فروقا بين عادات وتقاليد سكان القرى وسكان المدن، وبين الطبقات والشرائح التي يتكون منها المجتمع، وبين الفئات الحرفية والمهنية. والعادات والتقاليد تحكم العلاقات الإنسانية وتمثل ضرورة من ضرورات الأمن والاستقرار والتكامل والتضامن والتعاون بين أفراد المجتمع على مختلف فئاته، سواء على مستوى الأسرة أو الجماعة المحلية، أو القرية أو المدينة أو المجتمع ككل. رغم ذلك نجد أن بعض العادات والتقاليد لم تصمد أمام التطور والتقدم الذين مرت بهما المجتمعات، فاندثر بعضها، وطور بعضها، وبعضها بقي ثابتا مع مرور الزمن.

ومن هنا جاءت أهمية حفظ تلك العادات وتسجيلها وتوثيقها لتبقى محفوظة للأجيال القادمة فأضحت مهمة حماية التراث الشعبي وتوثيقه ونقله للأجيال الجديدة المهمة التي تبين مقدار احترام الإنسان ومعيار رغبته في التعايش مع الآخر. وتراث الإمارات المتعلق بعادات الزواج وتقاليده من مخزون الذاكرة الشعبية يُعد موروثا ثقافيا شعبيا تمتد بداياته إلى عصور سابقة ربما كان بعضها عميق الجذور في تاريخ الإمارات منذ ما قبل الإسلام. وهذا الفصل يسعى لوصف ورصد ما عاشه مجتمع دولة الإمارات بجميع بيئاته «الساحلية والجبلية والبدوية» في منتصف القرن الماضي وما مارسه من عادات وتقاليد الزواج، ومقارنتها ببعضها البعض، بعد التقاطها من أفواه الرواة والاخباريين، ورصد ما الذي تغير منها ومابقى ثابتاً وما اندثر ولم يعد يمارس بعد قيام إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة والانفتاح الكبير على الثقافات المختلفة الذي تعيشه الدولة.

الكلمة أو الكلمات المستخدمة للتعبير عن كلمة الزواج في الماضي

يُعبر الأغلبية عن كلمة زواج في الماضي بكلمة (عرس) فيقول الناس مثلا: (قوم فلان بيعرسون). اليوم عرس فلان. (الولد بيعرس بياخذ بنت فلان). (بنسير بيت المعاريس) كما يُعبر البعض عن كلمة زواج في الماضي بكلمة (ارس) خاصة في المناطق الجبلية حيث تُقلب العين إلى ألف في اللهجة المحلية لديهم. أما كلمة زواج فيعبرعنها في الماضي لكن بشكل بسيط. كما لاحظنا أن كلمة عرس وعروس و(معرس) ارتبطت أيضا بأهل العروسين، فأصبح يطلق على أم العروسين (أم المعرس، أم العروس) وأبوالعروس وأبوالمعرس، كذلك إخوة العروسين فيقال (هذي أخت العروس، وهذي أخت المعرس) وأخو المعرس وأخو العروس. حتى الأقارب من أهلهم فهذه عمة العروس وتلك خالة العروس، وهذه عمة المعرس وذاك عم المعرس. حتى البيوت والجيران أيضا يرتبطون ويسمون بأسماء العروسين فهذا بيت المعرس، وذاك بيت العروس، وهؤلاء جيران بيت المعاريس.

سن الزواج في الماضي

أن سن الزواج الأصغر للفتاة في الماضي يتراوح بين 9 إلى 13 سنة وأكبر سن للفتاة 18-19 سنة. رغم أن البعض ذكر أن الفتاة تُزوج في سن التاسعة والعاشرة ولكن ذلك نادرا مايحدث، أكد الجميع إذ حدث ذلك فان الرجل كان يصبر على الفتاة اذا كانت صغيرة فقد يعقد عليها أو يحجزها ويتركها في بيت والدها أو بيت أهله ويسافر طلبا للرزق لمدة عام أو أكثر تكون الفتاة خلالها قد كبرت واعتادت على حياتها الجديدة. وتعلمت على يد والدة الزوج شؤون البيت . أما السن الأكبر للزواج بالنسبة للفتاة فهو 18 سنة، بل تُعتبر الفتاة متأخرة في الزواج لو بلغت سن 18 ولم تتزوج، لاحظنا أن عينة الدراسة لم تذكر سن العشرين في الإجابات مؤكدة أن في الماضي كانت الفتاة تصل إلى سن العشرين ولديها أكثر من طفل كما ذكر أغلب عينة الدراسة. أما الفتى فالسن الأصغر لزواجه في الماضي من 15–16 سنة اما أكبر سن لزواج الفتى في الماضي فقد يصل إلى سن 35 سنة ولم يتزوج بعد، وقد أرجعت عينة الدراسة ذلك إلى ظروف الفتى المادية فهو لايستطيع أن يتزوج إذ لم يعمل ويجمع الأموال التي تعينه على الزواج، أما من يتزوج من الفتيان في سن 16 أو العشرين أرجعته عينة الدراسة إلى يسر حال العائلة فالأب إذا كان مقتدراً يزوج ابنه بمجرد البلوغ ويتكفل هو بتكاليف الزواج ومتطلباته والابن في العادة عندما كان يتزوج يسكن في بيت والده ويتولى الأب المقتدر الإنفاق عليه وعلى زوجته.

اختيار الشريك في الماضي

كان الفتى يترك اختيار الزوجة لأهله وخاصة الأم، التي تقع عليها مهمة اختيار زوجة الابن. وجميع الأبناء سواء الفتى أو الفتاة يرضون بهذا الاختيار دون اعتراض لأنهم يعلمون أن الأهل يريدون لهم الأفضل وفي حالات نادرة كان الفتى يطلب من أمه أن تخطب له فتاة معينة كأن يكون قد رآها في (سكة) أي في الطريق وتبعها حتى عرف بيتها، فيذهب لأمه ويخبرها أنه رأى فتاة دخلت البيت الفلاني لتذهب إلى بيت أهلها وتراها وتسأل عنها لتخطبها له. وكان يفضل الزواج دوما من الأقارب ويأتي في المرتبة الأولى ابن العم. والفتاة في المجتمع التقليدى الإماراتي في منتصف القرن الماضي لم يكن لها رأي في من يتقدم لخطبتها وليس لها حق الاعتراض بل تقبل بما يختاره أهلها ويرضون به، وعليها قبول الشخص الذي يختاره وليّأمرها مهما كانت صفاته كما ذكرت إحدى الاخباريات: (زين زين شين شين). وهناك أُسس كان يتم عليها اختيار الزوجة في الماضي أهمها: النسب والقرابة، ثم الجيرة والجمال والدين والأخلاق ثم المصالح القبلية أما إتقان الفتاة لشؤون البيت فهذا أمر ثانوي لأنه من الطبيعي أن تكون الفتاة متقنة لشؤون البيت فالبنت تتعلم الطبخ وأساليب تدبير المنزل منذ الصغر على يد أمها. ومن الأمثال التي رددها الإخباريون في هذا الشأن:( لي بغيت البنت دور لها أم) أي اذا أردت أن تخطب فتاة فاسأل عن أمها، وذلك لما للأم من دور كبير في تربية البنت وتعليمها. وابن العم له الأولوية في الزواج من ابنة عمه، فلابد أن يؤخذ رأيه في المتقدم لخطبة ابنة عمه فإن أبدى رغبته في الزواج منها رفض المتقدم وتزوجها ابن عمها. لكن إن كان ابن العم أقل جدارة من الفتى المتقدم لخطبة ابنتهم يزوجون الشخص الغريب حتى إن حدث غضب وخصام بين الأسرتين، فالقريب سواء كان ابن العم أو من الأقارب إن كان سلوكه سيئا وترى الأسرة أنه سيسيء لابنتهم ولن يسعدها يُرفض القريب ويقرب الغريب.كما ذكرت إحدى الإخباريات. وعادة ما تحرص الأسر قبل الزواج بين الأقارب عن مسألة الرضاع بين الأسرتين والتأكد من عدم وجوده بين العروسين. أما عن ترتيب درجات القرابة المفضلة في الماضي، فجاء ابن العم في المرتبة الأولى، ثم ابن الخالة، ثم ابن العمة. أما الخطيب فيتم الموافقة عليه في الماضي لعدة معايير مثل: أصله ونسبه اللذين يأتيان في المرتبه الأولى،كما أكد جميع أفراد عينة الدراسة. ثم دينه وأخلاقه وسيرته الحسنة بين الناس بالإضافة إلى مكانته الاجتماعية. فلا يهم المال بقدر مايهم النسب، فإذا كان في المتقدم ما يشين النسب سواء من ناحية الأم أو الأاب يُرفض، فلابد من النسب الخالص الذي يوازي نسب عائلة الفتاة، فإذا زوج أحدهم ابنته برجل ليس ذا نسب يصبح حديث الناس في المنطقة، وقد يفضل كما ذكرنا الغريب على القريب إن كان أحسن سيرة وخلقاً. ورغم التشدد في اختيار النسب عند الزواج ذكرت إحدى الإخباريات أن هناك حالات نادرة ظهرت في المجتمع التقليدي، بأن زوجت بعض العائلات من هو أقل منها نسبا. مرجعة ذلك لظروف العائلة المادية، أو يكون المتقدم ذا سيرة ومكانه حسنة، فيغض الطرف عن الأصل إذا كان المتقدم ذا مال وجاه ودون أصل، خاصة اذا كانت العائلة أصيلة لكنها غير مقتدرة ماديا كما ذكرنا. ورددت المثل القائل (أصله في صندوقه) أي ان المال هو الأصل. وذكر الصندوق هنا كناية عن المكان الذي يوضع فيه المال. ويراد به أن المال سيغني عن الأصل.

أما المهن التي كانت ترفض بعض الأسر الموافقة على زواج من يمتهنها في المجتمع التقليدي في الماضي فهي4: البيدار و الحداد و الخباز و الخياط والخراز. وهناك بعض الفئات كانت بعض الاسر ترفض تزويجهم مثل: البادي، والعيمي (غير العربي) والزطي والبلوشي. والعبد5. وكان يتم الزواج بين طبقات المجتمع فالشيخ يتزوج عامية (من العشيرة) لكن الشيخة لا يتزوجها إلا شيخ من نفس الأسرة. والرجل له حرية أن يتزوج من يشاء لكن الفتاة الحرة لا تتزوج إلا حّراً، فهناك قول مأثور لدى العامة: (العم يأخذ خادمته والعمة ما تأخذ خادمها) أي الفتاة الحرة لا تأخذ عبدا أسود. فالعبد الأسود لا يتجرأ ويخطب فتاة بيضاء من أسرة معروفة، واستشهدت إحدى الإخباريات بمقولة ( تخيروا لنطفكم فان العرق دساس) كذلك مقولة: (عليك بأهل البيت خذ من خيارهم لا بد في آخر الزمان أن تعار بعارهم) لكن بعد قيام الإتحاد والتطور والنهضة التي شهدتها البلاد واندماج كل طبقات المجتمع في لحمة واحدة اندثرت هذه العادة ولم يعد ذاك الشرط موجودا عند الكثير من الأسر، خاصة بعد اندثار تلك المهن، وظهور الوظائف الحكومية، وأصبح الشخص يقاس بما يحمل من شهادات علمية ووظيفة ذات مستوى جيد. خاصة أن اصحاب تلك المهن وتلك العوائل اصبحوا من لحمة المجتمع واندمجوا فيه وأصبحوا جزءً لا يتجزأ من المجتمع.

وهناك طرق وأساليب كانت تتبعها الأمهات للتعرف على الفتيات لاختيار إحداهن زوجة لأحد أبنائهن، وذلك بأن يتحينّ المناسبات مثل: يوم التحميدة6، وهو اليوم الذي يحتفل به بختم القران لأحد أقران الفتيات أو قريناتهن عند(المطوعة) وهي المرأة التي تُدرسهن القرآن الكريم. حيث تخرج الفتيات والفتيان في مجموعة يتقدمهم من ختم القرآن يمرون على البيوت يرددون الآناشيد ابتهاجا بختم زميلهم أو زميلتهم للقرآن. أو يوم العيد حيث تخرج الفتيات للعب بالمراجيح في الحي (الفريج). وفي البيئات الجبلية والبدوية، كانت الأم ترى الفتاة وهي تصطحب أمها لجمع الحطب، أو جلب الماء من البئر. والبعض كان يعرف الفتاة وطباعها بحكم الجيرة والمعرفة الطويلة بين الأسرتين. وغالبا ماكان يدخل النذر في عادات وتقاليد الزواج وخاصة بين الأقارب، بأن يقوم كبار من العائلة كالجد أو الجدة، أو الأباء والأمهات، بخطبة أبناء العائلة لبعضهم البعض منذ أن يكونوا صغاراً، وذلك أن تُنذر ابنة العم لابن عمها أو ابنة الخال لابن خالها كأن تقول الأم (إن الله خلاني وكبرت فلانه تعني بنتها ما (أيوزها) ازوجها إلا ولد أخويه فلان) وللنذر مسميات مختلفة في الماضي مثل: محيرة فيقال (محيرة لولد عمها)، أو منذورة ( ناذرين بها لولد عمتها) أو منحلة ( فلانه منحلة حق فلان) والفتاة المنذورة لابن عمها لابد أن تتزوجه وبدون أخذ رأيها وهذا ما أجمع عليه كل عينة الدراسة وباختلاف بيئاتها. وفي حالة حدوث خلاف بين العائلتين قبل الزواج، ذكر أفراد العينة آلية حل قضية النذر على النحو الآتي: الأساس أن يأخذها ولا بد أن يحللها إذا حدث خلاف أو يلغى النذر أو يُفسخ الزواج بالكفارة أو يتدخل بعض الناس المعروفين والمقربين في المنطقة لحل المشكلة القائمة ليتم الاتفاق على رأي وسط بين الطرفين وإذا لم يتفقوا لأي سبب يلغى الزواج. أما عن من الذي يفسخ الخطوبة ويسقط النذر، وأن الشخص الذي يحق له إلغاء النذر وإسقاطه عن الفتاة أو ابنة العم هو العريس نفسه وهذا يؤكد على أن العريس هو الذي يسيطر على أمر الزواج والسماح أو عدمه لابنة عمه أو من نذرت له بالزواج من غيره باسقاط النذر. وذلك بان (يحللها) بالتنازل عنها لخاطب آخر عن طيب نفس. بل كان على الخاطب أن يُرضي ابن العم بأعطيات مادية ارضاءً له ليتنازل عن ابنة عمه له. وكثيراً ما كانت الفتيات يتأخرن في الزواج بسبب ذاك النذر، ورفض ابن العم أو المنذورة له التنازل عن الفتاة.

إجراءات الخطبة في الماضي:

أن للخطوبة أو الخطبة كلمة أو كلمات (مصطلحات) تُستخدم في الماضي للتعبير عنها،مثل: خطبة، خطوبة، (فلانة محيرة حق فلان)، (قوم فلان محيرين فلانة)، (فلانه محجوزة حق فلان من يوم هيه صغيرة)، (نحن عاطين قوم فلان (جلمة) أي نحن أعطينا كلمة.والخطوبة كانت تمر في الماضي بمراحل أساسية تبدأ بزيارة أهل العريس لبيت العروس، ومن ثم السؤال عن العريس ، بعده تكون الموافقة، وأخيرا (القصص) أي الاتفاق. واذا كان المتقدم ولد العم فتختصر المراحل بالمرحلة الأخيرة وهي (القصص) أي الاتفاق على المهر ومايتبعه من أمور. وفي الماضي كان هناك وسطاء يقومون بالخطبة ومساعدة الأم على اختيار الفتاة الأنسب لابنها، خاصة إذا عجزت عن الحصول له على فتاة مناسبة. فتستعين بوسيط، وغالبا مايكون الوسيط من الأقارب أو الأصدقاء، كجارة مقربة، أو إمرأة اشتهرت بمعرفتها للعائلات وتستطيع دخول البيوت بكثرة وتعرف البنات فيها مثل: الداية، أو طبيبة شعبية أو بائعة متجولة بين البيوت، أو (المعقصة) التي تعتني بشعر الفتيات التي كانت تمر على البيوت في المناسبات لتصفيف شعورهن مثل: يوم العيد، ويوم التحميدة، فتقوم بوصف إحدى الفتيات للأم فتذهب الأم لرؤيتها قبل أن تبدأ بالطرق الرسمية للخطبة أو تذهب مع إحدى جاراتها كزائرة عادية عند إحدى الأسر التي ُرشحت لها للخطبة من عندهم. فإن أعجبتهن البنت، جئن بزيارة رسمية يخطبنها. وهذا يدل على أن الوسيط لم يكن يمتهن مهنة الخاطبة بل كان مجرد وسيط تستعين به الأسر لمعرفته وخبراته. وأكدت إحدى الإخباريات من البيئة الساحلية أنه لم تشتهر عندهن امراة متخصصة يلجأ إليها الناس للخطبة، لكنها تذكر اسم إمرأة تُسمى: (صالحة بنت بودبس) من منطقة تبعد عن منطقتهم كثيرا كانت تأتي إليهم لتبحث عند بعض العائلات عن زوجات لابنائهم، وكانت هذه المرأة تتقاضى مكافأة مقابل هذه الخدمة (روبيتين). لكن في أغلب الحالات لم يكن الوسيط يتقاضى أجرا أو يشترط أجرا مقابل تلك الوساطة، كان الأمر تعاونيا وحبا لعمل الخير والتكافل بين أفراد المجتمع. لكن هذا لم يكن يمنع أن تُهدى هدية عينية بسيطة للوسيط (قطعة قماش أشياء بسيطة، قلة تمر، شاة، أقمشة، بعض الدراهم) من أم العريس كنوع من الشكر بعد أن تتم الموافقة. ولا يشترط الوسيط مبلغا معينا أو كمية معينة بل شيئا بسيطا،وحسب رغبة أم العريس والوسيط لا يتقاضى الأجر من الطرفين أي أهل العريس وأهل العروس، بل كان يتقاضاه فقط من أهل العريس، وهذا يدل على أن الوسيط في الخطبة كان يترك الأمر لكرم وسخاء أهل العروسين. وهذا يؤكد أن أهل العروس في الماضي لم يكونوا يستعينون بالخاطبة للبحث عن عريس لبناتهن فهذه من الأمور غير المحببة بالنسبة لأهل العروس في المجتمع التقليدي. ومن العبارات التي تقولها الخاطبة أو الوسيط لأم الفتاة عندما تاتي للخطبة: (إن الأسرة الفلانية تبغي تخطب عندكم) فترد الأم: أهلا وسهلا بكم. لكن سأخبر أبوها ونرد لكم الجواب. أو « تسأل الحرمة المطرشة أم البنية (تقصد الوسيط)، عقب ما تتقهوي عندهم، إذا لمحت البنت والا تكون (شافت) رأت البنت أول ما دخلت عليهم (هذي بنتج) هذه ابنتك؟، تقول الأم (هيه) أي نعم، تسألها مخطوبة؟ ترد عليها نعم أو لا؟ هذي (العودة ؟) أي الكبيرة، ترد عليها الأم الجواب». ثم تُغادر دون أن تتحدث بالموضوع، وتذهب لأم الفتى تخبرها عن الفتاة ومواصفاتها فإن أعجبت أم الفتى المواصفات التي قيلت لها، أخبرت زوجها وابنها فإن أعجبتهم المواصفات ذهبت بعد يومين مصطحبة المرأة (الوسيط) وإحدى قريباتها لزيارة بيت أهل الفتاة بشكل رسمي وخطبت الفتاة. وإذا كانت الأسر بينها معرفة مسبقة ويعرفون الفتاة وأمها وأصلها وصفاتها تُرسل المرأة لتخطب مباشرة. ولتعرف رأي الأسرة تقول: (قوم فلان مطرشيني يبون يخطبون فلانة حق ولدهم فلان، فترد عليها أم البنت: والنعم فيهم نعرفهم ونعم الناس، فالكم طيب، لكن بخبر أبوها وبنرد عليكم خبر) أي أن الأسرة الفلانية قد أرسلوني لخطبة ابنتكم لابنهم، فترد الأم بالثناء على الأسرة والوعد بالخير (فالكم طيب) أي حظكم وفير. وُتبدي الايجاب المشروط بموافقة الأب، الذي ستأخذ رأيه ثم ترسل لهم الجواب. ومن العبارات أيضا: (ولد فلان حاط عينه على نخلة في بيتكم) أي أن فلان يريد أن يخطب عندكم، وتشبه الفتاة بالنخلة التي تُزرع عادة في البيوت، وتكون النخلة كناية عن الفتاة التي بلغت سن الزواج الموجودة في ذلك البيت. وهنا يظهر تاثير البيئة ومدى ارتباط المجتمع التقليدي بالنخلة التي تشتهر بها البيئة الإماراتية وتعتبر رمزاً من رموزها. ومن الوسائل والطرق التي كانت تتبعها الأمهات لرؤية الفتاة التي تريد خطبتها لابنها أن تتحين فترة غياب أم الفتاة التي وقع الاختيار عليها عن البيت، لأنه من العادات أن لا تجلس الفتاة مع النساء بوجود أمها، كما أن الأم ترفض إخراج ابنتها لأهل العريس أو الزائرات الغريبات اللاتي لا تعرفهن الأم خاصة إذا كانت النسوة من (فريج) أي من حي آخر. فتذهب لتطرق باب بيتهم متذرعة بأنها تبحث عن دجاجة ضائعة عنها فإذا فتحت لها الفتاة الباب سألتها «ماجت ديايتنا عندكم؟» أو ديايتنا (دجاجتنا) طارت صوب بيتكم لا بدها أدخلت عندكم) أي أن دجاجتنا قد طارت ناحية بيتكم علها موجودة عندكم. أو «عنزتنا ضايعة مايت ويا هوشكم؟» أي أن الماعز التي نملك ضائعة علها تكون قد جاءت مع ماعزكم أو قطيعكم، وعادة ما يربى الماعز والدجاج في البيوت وتحرص الأسر على اخراج الماعز من البيوت في الصباح لتعود في المساء. ومن الطبيعي أن تدعوها للدخول للبحث عن ضالتها، فتدخل وتتعرف على فتيات العائلة وتسألهن من منكن الكبرى، فمن عادات المجتمع التقليدي في الماضي وفي جميع بيئاته أن يتم تزويج الأخوات حسب العمر فلا تتزوج الفتاة الصغرى قبل الكبرى بل يجب أن تتزوج الأخت الكبرى ثم التي تليها. لأنه في الماضي من العيب أن تتزوج الأخت الصغرى دون الأخت الكبرى فإن خُطبت الأخت الصغرى قبل الكبرى يُرفض الخاطب حتى تتزوج الأخت الكبرى. فتدخل إلى البيت وتجلس، وتسأل الفتاة التي استقبلتها عن اسمها وترتيبها بين أخواتها، وقد تطلب من الفتاة أن تأتي لها بكأس ماء، وُيعتبر جلب الفتاة للماء للضيفة فرصة للتعرف على البنت ومهاراتها، وقوامها، فتراقبها عند ذهابها وإيابها ومن خلال وجود أم العريس في البيت تلاحظ نظافة البيت، فمن نظافة البيت يحكم على نظافة أهله، خاصة أن أرضية البيوت في الماضي كانت مفروشة بالرمل، وكانت الفتيات في البيوت يعملن على تنظيف البيت (ويشخلن الرمل) أي ينقين الرمل من الحصى والشوائب ليبدو نظيفا براقا. وتراقب وتدقق أسلوب تعاملها و(سنع البنت) أي أدبها وطريقة استقبالها للضيوف كما تُراقب مشيتها وطولها وعرضها،(ضعيفة، متينة) أي نحيفة، سمينة، أقدامها حلوة، فيها (براطم) وإلا مافيها،أي شفايفها غليظة؟ (ضروسها طالعه خاري) أي أسنانها مصفوفة أم خارجة من فمها. كذلك يبحث عن الفتاة البيضاء ذات الشعر الطويل، متوسطة الطول، فالطويلة جدا غير مرغوب فيها والقصيرة جدا أيضا غير مرغوب فيها (لا طويلة وايد ولا قصيرة وايد) ومن المواصفات لتي تحرص الأمهات أن تتصف بها الفتاة التي ستزوجها ابنها كما ذكرت إحدى الراويات: أن تكون (أعدنة) والعدنة تقصد بها الفتاة الممتلئة ذات القوام المتكامل، مرددة الأبيات التالية:

لا في القصيرة هاية ولا في الطويلة فن

عليك بالمدماية إلي في الحضن تنلم7

وذكرت إحدى الاخباريات أن البعض كان يختبر الفتاة باعطائها المكسرات (الجوز) لتكسرها، كذلك قد تختبر شراهتها للطعام بإعطائها كيسا به مكسرات أو أي طعام وتراقب تصرفها فان أخذته منها ووضعته جانبا فهذا يدل على عدم شراهتها للطعام وإن فتحته وأكلت منه مباشرة فتحكم عليها بأنها(هلعة) أي شرهة وتحب الأكل. وذكرت الإخبارية أن الأمهات في الماضي كن ينبهن بناتهن لمثل تلك المواقف شارحات لهن أصول التعامل مع الضيوف. كذلك قد تتحين أم الفتى فرصة جلوس فتيات البيت الذي رُشح لها لتخطب منه في فناء المنزل من خلال حائط البيت المصنوع من سعف النخيل فتستطيع من خلاله رؤية الفتيات دون أن يرينها. ثم تبدأ الخطوة الثانية للخطبة فبعد أن تخرج أم الفتى من بيت أهل الفتاة التي وقع الاختيارعليها، تخبر زوجها بأنها قد زارت بيت فلان ورأت الفتاة، وتشرح له مارأت من الفتاة، فإن رأت اموراً إيجابية من نظافة وحسن استقبال، أخبرت الفتى ووصفت له الفتاة ، فيوافق عليها، فتبدأ الأم بالاستعداد، لزيارة بيت أهل الفتاة بشكل رسمي مصطحبة إحدى صديقاتها أو جاراتها المقربات، وتذكر أيضا أن الأم عندما تزورها النساء لأول مرة أو يكن جئن من (فريج غير فريجهم)أي ليس من حيهم، أو نساء (غُرب) أي أغراب كما ذكرت، تشعر أن الأمر غريب وأنهن جئن للخطبة فتأمر بناتها بالبقاء في الغرفة وعدم الخروج، وتأمرهن بإعداد (لفالة أو أفوالة)8 أي الضيافة دون الخروج للضيوف، وتباشر هي بنفسها استقبالهن وضيافتهن بالطعام والبخور والعطور (فمن عادات أهل الإمارات أن يُستقبل الضيف بالطعام وقبل الخروج يقدم له العطر والبخور). ثم يبدأن بالكلام في موضوع الخطبة حيث تبدأ المرأة المصاحبة لأم الفتى بالحديث، وعادة ماتكون هذه المرأة معروفة لدى الطرفين حيث تقول لها أن هذه المرأة فلانة بنت فلان زوجة فلان بن فلان جاءت لتخطب ابنتكم فلانة، ماذا تقولين؟ فترد الأم: حياكم الله لكن أنا (مالي شور، الشور شور أبوها) تقصد أن الأمر والمشورة بيد أبيها وإخوتها، فترد المرأة حسنا أنت أخبريهم، ونحن سنرسل لهم من يحدثهم في الأمر. وتذكر الإخبارية أن المرأة التي تكون مع أم الفتى تصر على معرفة رأي الأم في نسب العائلة المتقدمة للخطبة، قبل أن يبدأن في الأكل من الطعام المقدم لهن من قبل الأم، فتثني الأم على العائلة واعدة إياهم بأخبار الأب. وبعد أن ترجع أم العريس إلى البيت تخبر الأب بماحدث، وينتظرون رد أهل الفتاة. وفي بعض الأحيان لا تذهب الأم للخطبة بصحبة الوسيط، فبعد أن ترى أم الفتى الفتاة وتعجبها تخبر زوجها عن الفتاة وأهلها، فيرسل الأب رجلاً ذا مواصفات حميدة له كلمة بين الناس ومشهود له بالحكمة والرأي السديد، إلى والد الفتاة يخبره برغبة العائلة الفلانية في خطبة ابنته، ويأخذ منه الرد بالموافقة أو الرفض. فإذا وافق الأب، يقول لهم (حياكم الله تفضلوا ) ليلة الجمعة مثلا، أو أي يوم آخر، لكن أغلب الأيام أن يكون ليلة الجمعة أو ليلة الأثنين كما أكد جميع الإخباريين، فيأتي أبو الفتى ومعه مجموعة من الرجال من أهله وأقاربه للاتفاق على المهر ومتعلقات الزواج. وكان والد الفتاة عندما تُخطب ابنته يأخذ مشورة ورأي والديه وأعمام وأخوال الفتاة فإذا وافق الجميع أرسل للعائلة بالموافقة. أما إذا تم رفض المتقدم يرسل (للوسيط) من يخبره أن البنت لا تزال صغيرة، أو أنها (محيرة حق ولد عمها) أو يقال (ماشي نصيب).

اذا نجد أن الخطبة في الماضي تمر بمراحل أساسية وهي: زيارة بيت العروس، السؤال عن المعرس، الموافقة، ثم (القصص) أي الاتفاق بين العائلتين. ويقال: (قصوا المال) وتُسمي فترة الخطوبة فترة القصص أو الخطبة. ويُطلق على الفتاة في تلك الفترة اسم مخطوبة، أو محجوزة. وكانت فترة الخطوبة لا تطول أكثر من شهر، حسب ظروف العريس، إن كان المتقدم العريس جاهزا قد يتجاوز عن الخطوبة بعقد القران خاصة إذا كان بين العائلتين قرابة. ولم تكن هناك حفل خطوبة بل مجرد وليمة عشاء يقيمها أهل العروس للرجال الذين يأتون بصحبة أهل العريس للاتفاق على المهر ولوازم الزواج وتبعاته. بعد الاتفاق تُطلق أعيرة نارية في الهواء كدليل لإعلان الخطبة. والبعض يوزع (الحلوى) على الجيران إشهارا للخطبة. ويتم اشهار الخطبة خوفا من وجود الرضاع بين الخطيبين.

ورغم أن عينة الدراسة أكد أغلبها أن الخطبة لم يكن لها أيام معينة يستبشر بها الناس ويحرصون على إقامتها فيها فإن البعض ذكر أن هناك من يستبشر ببعض الأيام. رغم تأكيدهم أن الخطبة كل الأيام فيها مناسبة ولكن يفضل نهاية الأسبوع يوم الخميس ليلة الجمعة أو يوم الأثنين ليلة الثلاثاء. أو ليلة الأثنين وحول الجهة التي تتحمل تكاليف الاحتفال بالخطبة أكدت جميع عينة الدراسة أن أهل العروس هم الذين يتحملون تكاليف الخطبة. وبعد الخطبة لا يُسمح للعريس برؤية عروسه إلا ليلة الزفاف. ولا يُسمح له بالتردد على بيت خطيبته، إلا نادرا وتكون الزيارة للرجال من العائلة ويجلس في المجلس الخاص بالرجال ولا يرى خطيبته ابدأ. أما الفتاة فلا يُسمح لها أبدا بزيارة بيت خطيبها بل يُعتبر ذلك من المعيب في المجتمع حتى إن كانت من الأقارب. بل إن العروس تختفي عن الانظار بمجرد أن تُخطب، وتلبس البرقع ولا تخرج إلا للضرورة وبصحبة أمها. ولم تكن هناك هدايا متبادلة بين العائلتين إلا في المناسبات وحسب مقدرة الخاطب بأن يرسل لأهل خطيبته في العيد أو شهر رمضان هدية رمزية مثل: التمر أو السمك، أما الجيران فقد أكد أغلب الإخباريين من عينة الدراسة لم يكونوا يقدمون هدايا للعروسين أو أهلهما في الخطوبة. أما عن فسخ الخطوبة في الماضي، فيتم إرسال (وسيط) شخص (رجل أو إمرأة) لأهل المعرس يقول له ما (شي نصيب ) أي لا يوجد نصيب لكم عند هذه العائلة. أو يكون الأمر باتفاق الطرفين، أما إذا حصل خلاف بين العائلتين فإن والد البنت يذهب (للمطراش) أي الوسيط ويخبره ويرجع المهر. (طارش ) أوالوسيط يقول:(ماشي نصيب) أي لا يوجد نصيب بين الطرفين وبهذه العبارة يتم فسخ الخطوبة. كما نلاحظ أن في الماضي كان هناك خطوبة بين الأطفال وحول أهم الطرق في الكيفية التي كانت تتم الخطبة فيها بين الأطفال، كأن تكون بين الأقارب والجيران فإذا كانوا جيرانا أو أبناء عم، أو عندما يولد طفلان في الأسرة أو في (الفريج) في الحي لجيران العلاقة بينهم حميمية، تقول الأم هذي البنت لولدي، وعادة تسمى التحيير أو الحجز خاصة لابن العم أو الجار. و يقوم بالخطوبة بدلا من الفتاة والفتى الصغيرين: الكبار - الوالدان – الأمهات – الجدان – بين الصديقات. ويُطلق على هذه العادة مسميات مختلفة مثل: (التحيير) في البيئة الساحلية والبدوية، و(التنحيل) في البيئة الجبلية. وهناك إجراءات يقوم بها أهل العريس، وأخرى يقوم بها أهل العروس بعد الخطبة حيث تبدأ أم العريس بشراء جهاز العروس وتجهيزه، ثم يُرسل (الحاضر) الجهاز لأم العروس في موكب من النساء، وُيرسل مع جهاز العروس ذهب ومهر وملابس ومستلزمات العروس، كما يبدأ أهل العريس بتجهيز الاحتياجات الخاصة بطعام يوم العرس ( الذبائح، أدوات الطبخ مكان الطبخ الاتفاق مع الطابخين والقصابين والفرق الشعبية) بعد تحديد يوم العرس. أما أم العروس فبعد أن يُرسل لها جهاز ابنتها من قبل أهل العريس تتبع النواقص منه لتقوم بإكماله، وذلك بالذهاب مع إحدى الصديقات المقربات لأماكن بيع الأقمشة وشراء الحاجيات الناقصة. ثم ترسل إلى جاراتها ليأتين لمساعداتها في خياطة ملابس العروس، حيث تُنصب في البيت خيمة (شراع)9 لتجلس تحته الجارات حين خياطة الملابس. ويُنصب في ساحة المنزل، ويُستلف عادة هذا الشراع من أصحاب (الأبوام) أي السفن الشراعية، حيث يستخدم كسقف لتغطية فناء البيت وساحة البيت، فقد كانت البيوت العربية القديمة عبارة عن (ليوانات) وهي أروقة تتخللها الغرف التي تطل على ساحة المنزل والتي تكون في العادة واسعة. وبعد الانتهاء من خياطة جهاز العروس، يُصف في بقش أو صندوق خاص بالملابس (سحارة، صندوق بونيوم)10 بعد أن تبخر الملابس وتُعطر، حتى يحين يوم الزفاف، ويعرض على جارات وصديقات أم العروس من المدعوات يوم الاربعاء اليوم الذي يسبق يوم الزفاف.

ملاحظات وإستنتاجات

ان مصطلح (عرس) هو التعبير لمصطلح زواج في الماضي، فقد أكد جميع الإخباريين أن كلمة (عرس) أو (أرس) تعني الزواج، وتُعبر عن حدث الزواج. والكلمة تختلف في نطقها حسب البيئات والمناطق.

كما نلاحظ من المادة الاثنوجرافية على حرص الأسر في منتصف القرن الماضي على تزويج ابنائهم وهم صغار السن فالولد يتزوج بمجرد البلوغ ( 17-20 سنة) والفتاة يمكن أن تزوج قبل أن تصل إلى سن البلوغ (10-14 سنة). كما يتحكم الوضع الاقتصادي والطبقي في سن زواج الفتى لتوافر المقدرة المالية والمستوى الاجتماعي، فإذا كان الفتى من أسرة مقتدرة (مستدة) وتستطيع تزويج ابنها دون أن يتحمل هو أي نفقات أو مسؤوليات، زوجه أبوه بمجرد أن يطلب الزواج. ووضع الفتاة لا يختلف عن وضع الفتى إذ تحرص الأسر على زواج البنت مباشرة فور البلوغ وقبله في بعض الأحيان، فالسن المثلى لزواج البنت هي الثالثة عشرة بمجرد بلوغها وأحيانا قبل ذلك، وأرجع الإخباريون من عينة الدراسة ذلك إلى أن الزواج ستر للبنت وأن الفتاة ما لها إلا الزواج، وخاصة إذا تقدم لها رجل (ما ينعاب) أي ليس فيه عيوب ومقتدر وذو أصل وفصل، حتى إن لم تكن قد بلغت سن الزواج، فكثير من الأحيان كان الرجل يخطب الفتاة وينتظر عليها (لو يتزوج الريال بنية صغيرة يصبر عليها أو يتركها في بيت أبوها حتى تبلغ أو يتزوجها ويسافر يشتغل في الكويت أو الدمام ويتركها عند أهله أمه وأبوه تمر سنة أو سنتين تكون البنت كبرت وتعلمت على ايد أمه كأنها تربت في البيت، الريال العاقل يسوي جذه) وخاصة إذا كانت البنت متميزه بخصال حميدة، ويخاف أن يسبقه غيره في خطبتها. ويرجع سبب الزواج المبكر للفتاة في خمسينات القرن الماضي إلى غياب القوانين والتشريعات في تلك الفترة التي تُحدد سنا قانونيا للزواج يتم الالتزام به من قبل الأهالي، وبغياب هذا القانون أصبح زواج الفتيات في هذا السن عادة اجتماعية في المجتمع. وهناك مبررات أخرى للزواج المبكر مثل: الحفاظ على البنت وصيانة شرفها وذلك بالتبكير بزواجها ومحاولة مساعدتها ماليا اذا كان زوجها غير ميسور الحال حفاظا على استمرار حياتها الزوجية.

تخفيف العبء على الأسرة وخاصة في الأسر كثيرة العدد قليلة الدخل ولذلك تزوج تلك الأسر بناتها في سن مبكر وخاصة إذا كان الزوج من ذوي الحال الميسور فان أغلب مصاريف الأسرة يتحملها بنفسه إكراما للزوجة. كما يقول المثل: (كون نسيب ولا تكون بن عم).

الاستفادة المادية الضرورية للأسرة من خلال مايسوقه الخاطب من مؤن وذهب ومال(الأرز، والذباح) وخاصة في المستويات الطبقية المتوسطة.

تتزوج البنت مبكرا لتستفيد بشبابها، إذ تدعو العادات والتقاليد لزواج البنت في مرحلة النضارة والحيوية لتعين زوجها على الحياة وتنجب له الذرية.

قد يكون الزواج المبكر أمراً مفضلاً بل لازماً يملأ فراغ وقت البنت فهي تعمل فقط أعمال البيت وهي قليلة في الماضي ولديها وقت طويل لا تشتغل فيه فلماذا تبقى على هذا الحال بدون زواج؟.

تدريب البنت على الاعتماد على الذات ومواجهة مشكلات الواقع وهنا يؤدي الزواج المبكر للبنت في بعض الحالات الى تغير في طريقة حياتها وسلوكها، حتى تعتمد على نفسها وتتكيف مع حياتها الجديدة وتستقل عن اسرتها الأصلية.

أما زواج الشباب في سن مبكرة فيرجع لمبررات مختلفة مثل:

الإنجاب المبكر في حياة الأب بحيث يرى أحفاده كما ينجب الإبن المتزوج أولاده في شبابه فيستطيع تربيتهم والاهتمام بهم. كذلك تحرص التقاليد على زواج الإبن مبكرا حتى يكبر حجم الأسرة وتزداد قوة وعزوة ويعمر المكان. فإذا تزوج الأولاد والبنات وأنجبوا يزيد حجم الأسرة وتقوى.

الزواج المبكر للولد سترة له ووقاية له من الانحراف، وحفاظا على سمعة الأسرة. ويفرض النشاط الاقتصادي السائد زواج الولد مبكراً.

يُعتبر الزواج المبكر صلاحا للولد حيث تحثه زوجته الصالحة على فعل الخير والسعي على الرزق.

يكسب الولد من الزواج المبكر الإحساس بالمسئولية حينما ينجب وتكبر أسرته، فيتولى تدبير أمره بنفسه دونما الاعتماد على أمه وأبيه11.

ونلاحظ الاتفاق بين ماذكره المستشرقون الأجانب والمبشرون الأجانب وذكرته أغلب عينة الدراسة من الإخباريين عندما سئلوا عن سن الزواج في الماضي فذكروا أن أقل سن كان تسع سنوات وأكبر سن لزواج الفتاة أربع عشرة سنة، ولو تاخرت الفتاة عن هذا السن تُعتبر متاخرة في الزواج وهذا ما أكدته الطبيبة ماري برونز عندما قالت: «دعتنا أم عبدالله إلى زواج ابنتها التي كانت تبلغ تقريبا عشرين عاما، وتضيف لقد انتظرت منيرة لوقت طويل لأنه لم يوجد القريب المناسب»12. ورغم حرص الأسر في المجتمع التقليدي على زواج أبنائهم في سن مبكرة، فإن هناك حالات كانت تضطر إلى التاخر في الزواج أو عدم الزواج سواء الفتيات أو الشباب، فمن الإسباب التي ذكرها الإخباريون والتي تجعل الفتاة تتاخر في الزواج أو لا تتزوج : - أن تكون الفتاة مريضة مرضا مزمنا أو بها عيب خلقي، أو (محيرة) لابن عمها فتضطر لانتظاره أو لا تريده وهو لا يريد التنازل عنها فيتقدم بها السن دون زواج. ثم أرجع الجميع تأخر الفتاة في الزواج إلى النصيب والرضاء بمشيئته فالرضاء بالمقسوم عبادة. أما تأخر الفتى في الزواج فيرجع إلى عدم مقدرته المادية وتحمله تكاليف واعباء الزواج، وليس لديه من يعينه، أو يكون مريضا، لهذا ذكر الرواة أن الفتى يتأخر في الزواج في تلك الأيام إلى سن (30-35) لأنه يضطر إلى أن (يكد ويمع بيزات) ويقصد أن يعمل ويجمع الأموال، من أجل توفير المهر كما ذكرت إحدى الإخباريات إن زوجها أكمل مهرها بدفعات وهو يعمل في الكويت وكان يرسل لهم في كل مرة جزءا من المهر حتى اكتمل المهر.

تاتي القرابة في المقدمة عند الاختيار لزواج الفتاة أو الفتى. والقرابة تضم درجات وفئات من الأاقارب رتبها الإخباريون من خلال اجاباتهم كالتالي: إبن العم، إبن الخالة، وإبن الخال، أبن العمة. ونلاحظ أن الزواج من أبناء العمومة يأتي في المرتبة الأولى وهو أكثر انتشاراً في الماضي، حيث أكد الاخباريون أن ابن العم لا بد أن يتزوج ابنة عمه وأن تقدم لها شخص آخر لا بد أن يؤخذ رأيه في المتقدم فإن أبدى رغبته في الزواج من أبنة عمه يُرفض المتقدم ويتزوجها هو. بل أن البعض أكد أن إرضاء وتطيب خاطر أبن العم يقع على مسؤولية المتقدم وذلك بتقديم (رضوة) أي هدية لأبن العم تطيبا لخاطره. ثم يأتي أبن الخالة في المرتبة الثانية، ثم أبن الخال في المرتبة الثالثة في الزواج القرابي، ثم أبناء وبنات العمة. وهنا يظهر دور الأم التي ترغب في تزويج بناتها وأبنائها من أولاد أخيها وأولاد أخواتها، ثم يأتي أبن العمة في المرتبة الرابعة ثم تأتي القرابة الأبعد. ثم يظهر الزواج الاغترابي وذلك بالزواج من خارج الأسرة، بالزواج من أبناء الجيران أو بناتهم ويرجع ذلك لمعرفة الأسرة لطباع البنت أو الولد بحكم الجيرة ومعرفة طباع الأسرة. ويتفق ماذكرته عينة الدراسة من الإخباريين وما ذكره المؤرخون والمستشرقون الأجانب عندما ذكروا أن الأولوية في اختيار العريس تكون للأقارب وخاصة أبن العم، كما ذكرت فراوكة هيرد، المؤرخة الألمانية «تتزوج الفتيات من أفراد العائلة نفسها وكلما كانت صلة القرابة وثيقة كان ذلك أفضل بدءا من أولاد العم مباشرة وأبناء الخال المباشرين»13. واتفقت معها، الطبيبة ماري عندما قالت: «أن ابن العم له أحقية في ابنة عمه وأن الأسر في الشرق الأوسط لا تخرج في الزواج عن نطاق العائلة وأن زواج الأقارب هو الأنسب وهو حماية للزوجة والأبناء حيث يسعى طرفا العائلة إلى استقراره وهو أيضا يضع ثروة العائلة الممتدة المالية تحت سيطرة العائلة»14.

نلاحظ أن الفتى إذا رغب في الزواج يفاتح أمه فتنقل هذه الرغبة إلى أبيه، أو يفاتح أباه مباشرة. فإذا كانت له ابنة عم يقصد الأب أخاه في المجلس أو البيت ليفاتحه في الأمر، فأحيانا يوافق مباشرة ويخبر الأم لتجهز ابنتها، وتذهب أم الفتى لأم الفتاة لتخبرها بالامر. ونلاحظ أن هناك قدراً ضئيلاً من الاختيار للفتى يتمثل بمبادرته بمفاتحة أمه برغبته في الزواج فتفاتح أباه، أو يشير إلى فتاة معينة يكون قد رأها في (سكة) فاعجبته فيطلب من أمه أن تسأل عنها وتخطبها له. أما الفتاة فلم تكن العادات والتقاليد في الماضي تسمح لها بحق الاختيار على الإطلاق (البنت مالها شور) أي لم يكن يؤخذ رأيها في الزواج من فلان دون فلان، بل تقبل بما اختاره أهلها دون اعتراض. فالفتاة كانت مجبرة على قبول الشخص الذي يختاره ولي الأمر مهما كانت صفاته فهي لا ترفض فتى تقدم لخطبتها لأن ذلك يمثل لها قمة العار ويكسر مقام ذويها أمام أفراد المجتمع المحلي. اذا رغم تعدد أساليب الاختيار الزواجي، فإن الإطار العام لهذا الاختيار يحكمه عامل أساسي عبر السياقات المجتمعية المختلفة، هو: أسلوب الاختيار، ومن الطبيعي أن تختلف متضمنات هذا العامل من نمط ثقافي إلى آخر، فقد لا يسمح إطار نمط ثقافي معين إلا بمجال ضيق جدا للاختيار، بينما يتسع هذا المجال في إطار نمط ثقافي آخر، وقد تسمح بعض المجتمعات بأساليب متعددة في الاختيار الزواجي بما في ذلك تدخل الوالدين والأقارب، بينما تقيد مجتمعات أخرى هذه الأساليب15.

كما نلاحظ أن الزواج هو اختيار الأبوين وترتيب من الأبوين بل في كثير من الأحيان يتم الاتفاق عليه منذ الطفولة المبكرة لأبنائهما وهو يظهر في عادة (التحيير) أو (التنحيل) وهي أن يزوج الأبوان أبناءهما مستقبلا سواء من داخل الأسرة القرابية بالتحيير بين أبناء العمومة أو خارج الجماعة القرابية بالتحير بين أبناء الجيران أو الأصدقاء. وليس هناك فكاك من هذا(التحيير) إلا برضاء وبترخيص من الفتى الذي حُيرت له الفتاة، وخاصة ابن العم . وهو كالعقد المُسجل حيث لا يسهل الفكاك منه إلا إذا وافق الشخص على فك الفتاة عن طيب خاطر أي بالتراضي.

وهناك فرق بين (التحير) وبين (التسمية) فالتحير قاصر فقط على بنات العم ويستحيل فكه إلا بالتراضي والواسطات والترجي. أما التسمية فتكون بين الأقارب (بنت الخال والخالة مثلا) أو بين غير الأقارب (المعارف والجيران والأصدقاء) وفي التسمية قدر من الحرية لفكها بناءً على رغبة أحد الطرفين دونما وسطاء ولا تراض ولا عواقب وخيمة. وكل من (التحير) و(التسمية) خطبة طويلة لكن (التسمية) خطبة مقدمة و(التحير) خطبة سارية متعارف عليها عند الجميع. وتختلف (التسمية) عن (التحير) أن حرية فكها مكفولة للطرفين إذا رغب أحدهما عن الآخر أو سادت خلافات بين الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء أُلغي الارتباط تلقائيا دون تمسك أحدهما بالاخر16.

الهوامش

1 - ديوررانت (ويل) ، قصة الحضارة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2001، ص: 49-56

2 - الكتاني، (محمد)، العادات والتقاليد والهوية الوطنية، العادات والتقاليد في المجتمع المغربي، ندوة لجنة القيم الروحية والفكرية، مراكش، 26 شوال 1428/ 7نوفمبر 2007ص 31

3 - ابن خلدون،( عبد الرحمن ) مقدمة أبن خلدون، ج 1، الجزء الأول، دار نهضة مصر للطباعة والتوزيع، القاهرة، 2006م ص: 329

4 - الزط : هم النور. ويسمون الغجر.

* العيمي: يقصد بها غير العربي، والعجم هم الذين هاجروا من إيران واستقروا في البلاد من فترات طويلة وهذه الطبقة الاجتماعية المهاجرة للمنطقة تداخلت مع أبناء المجتمع في علاقات اجتماعية واقتصادية، حيث أن غالبيتهم من التجار، ولهذه الطبقة تقاليد وعادات تختلف عن عادات وتقاليد مجتمع الإمارات، والزواج في هذه الطبقة يتم من داخلها، ولايمكن لابن هذه الطبقة الزواج من بنات المجتمع، إلا أن هناك بعضا من أبناء المجتمع التقليدي تزوجوا من هذه الطبقة، وهم معدودون. ذلك في الماضي أما في الوقت الحالي فقط اصبحت تلك الطبقة من نسيج المجتمع وتلاحمت وتزاوجت مع الكثير من الأسر واصبحوا كيان واحد.ولم يعد هنالك فرق بينهم.

* البلوشي: من القبائل البلوشية، الذين يسمون (البلوش) نسبة إلى بلدهم إقليم بلوشستان أو بلوخستان وهو إقليم تقاسمه إيران وأفغانستان منذ عشرات السنين هاجر بعض أهله إلى الخليج واستقروا في الكثير من بلدانه.

*العبد: ويقصد به العبد الأسود وهم من العبيد الزنوج جلبهم تجار الخليج من سواحل أفريقيا كايدي عاملة واستقرا في المنطقة.

*الحداد : نسبة إلى الحدادة، وهذه المهنة يمارسها الرجال، وهي عبارة عن صنع السيوف والسكاكين والفؤوس والأقفال والمفاتيح والشبابيك.

*الخباز: هو الشخص الذي يعمل في الفرن التقليدي الذي كان يوجد في الأسواق ويقوم بخبز الخبز للناس.

*الخراز: هو الشخص الذي يمارس حرفة صناعة الأحذية التقليدية للرجال والنساء.

*الصفار: هو مبيض النحاس كما يسمى في مصر وبلاد الشام، وهو القزادري كما يسمى في الجزائر وتونس. والصفار يقوم بمعالجة القدور وأواني النحاس بإزالة ماعلق بها من آثار الاستعمال أو الإهمال وذلك بتبييضها.

5 - انتهت العبودية في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، بموجب المعاهدات التي فرضتها بريطانيا على حكام منطقة الخليج العربي 1847م. انظر: مجموعة المعاهدات والتعهدات والسندات ذات العلاقة بالهند (البريطانية) والخليج والجزيرة العربية، جمع وتصنيف:سي يواتجيسون بي سي اس .ص:401-42.

6 - فعل التحميد يطلق على إنشاد قصيدة التحّميد، أثناء الدوارة، وهي دوران دارسين القران في الحي احتفاءً بزميلهم الذي ختم القران الكريم حفظا،والتحميد، قصيدة وعظية يتلوها احد الطلبة أو الطالبات أثناء عملية الدوارة، وتتضمن التذكير بالموت والحساب والجنة والنار.

7 - الراوية : مريم بنت محمد حميدان، تمت المقابلة في ابريل 2011م

8 - فوالة (لفالة) : مشتقة من الفأل الذي عادة ما يستبشر به الإنسان في أول وقته ولا يكون إلا حسنا، والفوالة لفظ شعبي يطلق على الطعام الذي يقدم للزائر المعتاد. رجلا كان أو إمراة . من الجيران أو الأقارب فلابد أن يستقبل من قبل أهل البيت بهذا المظهر كقيمة من قيم الكرم والضيافة.

9 - عبارة عن قطعة كبيرة من القماش الغليظ الذي يستخدم عادة في صناعة أشرعة السفن، والاسم مشتق من شراع السفينة، يتم استلافه عادة من أصحاب السفن يغطى به فناء بيت العروس لتجلس تحته النساء أثناء خياطة ملابس العروس.

10 - السحارة: هي صندوق صنع من المعدن، يشبه شنطة الملابس في الوقت الحالي.

* الصندوق بونيوم: أي أبو النجوم وهو صندوق مصنوع من الخشب مزخرف بأشكال على شكل نجوم يجلب عادة من الهند. انظر ملحق الصور.

11 - آل ثاني، (نورة ناصر) مرجع سابق ، ص: ص: 66- 69

12 - أليسون (ماري برونز). مرجع سابق. ص 122

13 - هير (فراوكة) – باي،frauk Heard مرجع سابق،ص: 140

14 - أليسون (ماري برونز). مرجع سابق: ص 200

15 - Bergmar, Marcie & Bergmark, R. Edward. (2005), Mate Selection Across Cultures. Journal Of Compaeative Family Studies, Vol 36 (4), PP. 667- 668.

16 - آل ثاني، (نورة ناصر) مرجع سابق ، ص: 19

الصور

1 - https://cache.albayan.ae/polopoly_fs/1.1477532.1476104718!/image/image.png

2 - https://cache.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.894809.1462856037!/image/image.jpg

3 - http://www.alkhaleej.ae/file/GetImageCustom/e5a3ab3e-3ee5-4833-86c8-7d7be2dba07d/460/355

4 - http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2014/02/22/320x240/90a-na-83611.jpg

أعداد المجلة