صورة الغلاف الخلفي (الحي عايش)
العدد 21 - لوحة الغلاف
هي الآهة الحرى تنبعثُ من الجسد المنهكِ الواهنِ مختزلاً وجع السنين الطوال،
هي الآهة التي تتكئ على تعب وشحوب الوجه المسحوق المغضن الممتلئ بالأخاديد والانكسار،
هي الآهة التي تمتزج بمعاني الفطرة والبساطة والطيبة التي عُرف بها الإنسان البحريني،
هي الآهة التي تبحر بعيداً في السماء، مثل الدخان السام الذي ينفث من سيجارته التي تحرق جسده وأيامه،
حين تواجهه بسؤالٍ عن أحواله يرد عليكَ بنبرةٍ هي بعضٌ من الاستسلام واللامبالاة والرضوخ للحال، دون شكوى ولا تذمر:
(الحي عايش(
وهو ردٌ لا معنى له، وفي الوقت ذاته يحمل كل المعاني، فهو لا يجيبُ على سؤالك، ولكنه يختصر الزمان كله، فهو لم يمت بعد، وهو قادرٌ على أن يتنفس، ويستمر في العيش مع البشر، حتى يختاره الموت،
)الحي عايش)
هو جواب الفقراء أمثاله الذين علمهم الزمان الصعب أن يتفننوا في خلق معجزات البقاء، متأرجحين بكل صبرٍ في دوامة الحياة الهوجاء.