رياضة الصيد بالصقور عند العرب الصقارة تراث عربي أصيل
العدد 17 - عادات وتقاليد
ورد في كتاب (( المصايد والمطارد)) لمؤلفه((كشاجم)) أن الشاهين والزرق واليؤيؤ والباشق كلها صقور، وهذا يدل على أن العرب كانوا يسمون كل طائر جارح صقراً .
والصقر إسم شائع لأحد أنواع الطيور الجارحة من عائلة (الصقريات) إلاّ أن المراجع العملية اختلفت في عدد أنواعه..ففي حين ذكر (كتاب الطيور) من مطبوعات"لايف" أن عدد عائلة الصقريات هي خمس وعدد أنواعها/274/نوعاً نجد أن ( دائرة المعارف العالمية) تقول بأن عددها ستون فقط .
أمّا العرب فقد اختلف علماء الصيد لديهم في عدد الجوارح وأسمائها، فقد عمد (كشاجم) في كتابه (المصايد والمطارد) إلى تقسيمها إلى فصائل لكل منها أنواعها.. وأجملها جميعاً في ثلاثة عشر جارحاً .
وقد خالف (القلقشندي) تقسيم (كشاجم) فأوصل عددها إلى خمسة عشر جارحاً .. وحذا حذوه (رفيق النتشة) في كتابه (الصيد والطرد عند العرب) لكنه أوصل عددها إلى نيف وعشرين..
فيزيولوجيا الصقور:
الصقور طيور قوية ذات عضلات متينة مدمجة ذات أجنحة طويلة نسبياً، وهي طيور قنص نهارية، وتوجد ضمن جنس واحد هو (palco) وتتراوح أحجامها مابين /100/غرام لدى أصغر العواسق وصولاً إلى كيلوغرامين لدى أكبر الصقور القطبية، ومن مميزات الصقور امتلاكها منقارا قصيرا وضخما نسبة إلى الرأس، وهذه المناقير قوية وتستخدمها للأكل ولتمزيق الفريسة بعد قتلها.
ويشير علماء الفزيولوجيا إلى أن هناك تركيبة فريدة تمتلكها الصقور وهي على الحافة القاطعة للمنقار العلوي تُعرف باسم-السن البارز- ويطابق هذا التركيب مكان وجود ثلم – شق- على الحافة القاطعة للمنقار السفلية، وحسب اعتقاد بعض علماء الطيور يساعد هذا السن على كسر العمود الفقري العنقي للفريسة لدى الإمساك بها . وللصقور أجنحة طويلة مدببة إلى حد ما ذات ريشات طيران ملتوية معتدلة أو قاسية، ولكل جناح /10/ ريشات طيران أولية، والصقور صيادة ماهرة تحسن انتهاز الفرص، وهي تصطاد عبر طريقتين، الأول الانقضاض السريع وتوجيه ضربة خاطفة، والثانية المطاردة في الجو والإمساك بالفريسة. وتطير الصقور بسرعة كبيرة ، فالشاهين الجوال يطير بسرعة تصل إلى /100/ كيلومتر في الساعة، وسرعته بالانقضاض تصل إلى أكثر بكثير من /320/ كيلومتراً في الساعة وهو شيء لا يصدق.
تقسيم كشاجم للجوارح:
وضع ( كشاجم ) في أربعة أنواع هي: البزاة ، والشواهين، الصقور، العقاب .
1 - البزاة : وهي خمسة أصناف: الباز، القيمي، الزرَّق، الباشق، البيدق.
2 - الشواهين وهي ثلاثة: الشاهين ، الأنيقي ، القطامي.
3 - الصقور ثلاثة هي: الصقر، الكونج ، اليؤيؤ.
4 - العقاب : صنف واحد .
ثم أضاف إلى هذه الأنواع الأربعة (الزَّمج) فصارت جملة الجوارح عنده ثلاثة عشر جارحا .
صفات الصقر الجيد:
يقول ( كشاجم ) إن المختار من الصقور هو ما كان أحمر اللون، عظيم الهامة ، دامع العين ، تام المنسر، طوريل العنق، رحب الصدر، ممتلىء الزور، عريض الوسط، جليل الفخذين، قصير الساقين، وسط الكف، قريب العقدة من الفقار، طويل الجناحين، قصير الذنب، غليظ الأصابع، أسود اللسان .
أسماء الصقر وكناه:
يقال للصقر: الحر، الأجدل ، الأكدر، الهيم، المضرجي، القطامي ، الأسفع ، الزهدم . وقد سمي بالجدل لشدته .. وبالمضرجي لطول جناحيه وكرمه.. والقطامي لقطمه اللحم بمنسره .
وكنية الصقر: أبوشجاع، أبو الأصبع، أبو الحمراء، أبوعمران، أبوعوان.
ألـوان الصقر:
يوجد الصقر على عدة أنواع منها :
- الأشهب : الكثير البياض، وهو الحصاوي.. وموطنه الجبال والبراري
- الأحمر : ومأواه الأرياف والسهول.
- الأسود البحري : وهو الذي يقضي فصل الشتاء في الجزائر على شواطىء البحر المتوسط .
- الأصفر والأخضر: وهو قليل ونادر.
من غرائب الصقور: (( طقوس الزفاف ))
تتصف الصقور بالعاطفة المتقدة ، والسعادة الغامرة، والتفاخر بالقوة، ومن غرائب الصقور، مظاهر الزفاف التي تتخذ طابعاً طقسياً، حيث يبدأ الذكر بالطيران والصياح بصوته المميز، باستدعاء الأنثى من فوق الصخور أو بين الأشجار.. ثم يقدمان معاً نوعاً من ( الرقص لطائر) البالغ التعبير والجمال.. هناك يطير الرجل هابطاً وقد تدلت قدماه (كما يتم عندما تستعد الطائرة للهبوط بإنزال العجلات) وبينما هو هابط تسبقه قدماه.. تقابله الأنثى طائرة إلى أعلى تتقدمها قدماها وكأنهما يتصافحان ولكن بالأقدام..ويظلان هكذا، ثم يهبطان ويهبطان .. ومع هبوطهما يتقربان أكثر فأكثر.. حتى تتشابك مخالبهما تماماً .. إنه مشهد على غاية السحر والجمال.. والصقور من الطيور التي لا تميل إلى تعدد الزوجات ، لكن الأصناف المهاجرة منها تتزاوج كرة في موسم هجرة .
صقور الوطن العربي:
من أهم أنواع الصقور في الجزيرة العربية وبلاد الشام والخليج العربي وباقي الوطن العربي:
الصقر الجوال (الشاهين)
لون ريش الرأس والعنق أسود مع وجود مقطع كثيف على وجنتيه يشبه الشارب يمتد نزولاً من
العين ومناطق الخدود، والأعضاء الداخلية ذات لون أبيض وبرتقالي فاتح وذات خطوط ضيقة على الصدر ومقلمة عند البطن، وتكون الجوانب بين البني الداكن والأسود والأجزاء العلوية من الظهر والجناحين تكون رمادية مائلة للأزرق مع البني الداكن، أما ريشات الطيران فتميل إلى اللون البني الغامق مقلم بالرمادي، والذيل مديب باللونين الأبيض والبيج.
والشاهين صقر ممتلىء ذو عضلات كثيفة متناسقة وقاسية من حافة المنقار وحتى نهاية الذيل، ويتميز بالسرعة والقوة وروعة المناورات الجوية .
الصقور الحرة:
تتباين أحجام هذا الصقر، ولكن متوسط طول الذكر يصل إلى /5 و38/سم ، ويصل امتداد جناحيه إلى /91/سم ، ويزن مابين /700-999/غراماً، ويصل متوسط امتداد جناحيه إلى /108/سم.
ويوجد تنوع في تكوين الريش فالمناطق الداخلية صفراء برتقالية وتكون مقلمة أو مبقعه أو منقطة بدرجات داكنة أكثر من البني وتشابه العلامات على ريش الصدر والجوانب ما يظهر على الشاهين غير البالغ. ويكون الـــرأس أصفر برتقاليا ممزوجا بالبني، ولكن العلامات المميزة تختلف، فالعلامات الخفيفة تعطي مظهراً أشقر لتاج الرأس خلف العنق، في حين تكون العلامات القوية مشابهة لما هو لدى الشاهين غير البالغ .
وتتميز صقور الحر بقلة الهجرة مقارنة بالشواهين وبعشقها للصحراء ويؤثرها الصقَّار على ما سواها من الصقور الأخرى .
ومن أنواع الصقور الأخرى: الصقر وكري شاهين، وصقر الجير، والعوسق، والشويهين، وصقر الغزال، والصقر الأدهم السناجي، والصقر أحمر القدم الغربي.
تدريب الصقور:
حينما يوقع الصيادون بأحد الصقور الضخمة الثمينة ، فإنه لا تتوافر لديهم سوى مهلة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لتدريبه قبل موسم هجرة الحبارى وبداية وصولها. وتتم تغطية عينّي الصقر بتمرير شعره من ذيل حصان عبر الجفن الأسفل وجذبهما معاً وربطهما في عقدة في أعلى الرأس، ويتم إغلاق عيني الصقر مؤقتاً وتظلان هكذا لعدة أيام يلازم خلالها الصياد صقره على مدار الساعة، ويحمله معه ويناديه باسمه الذي اختاره له ، والغرض من ذلك هو تهدئة الطائر المتوحش وتدريبه على الجلوس فوق قفاز الصياد الذي يطلق عليه إسم المنقلة وتعوده على معرفة وتمييز صوت مدربه، وتتم إزالة الشعرة بعد حوالي ثلاثة أيام، فيكون أول شيء يراه الصقر هو الرجل الذي كان يسمع صوته وبدأ يثق فيه خلال فترة العمى المؤقت، ويقوم الصياد بإطعام الصقر بيده ، وهكذا تتوطد الثقة بينهما .
وبعد فترة وجيزة يُطلق الطائر من المنقلة ليحلق لعدة أمتار لالتقاط طعام يُقدم له وهو لا يزال مربوطاً بخيط إلى قفاز مدربه ، ثم تزداد مسافة الطيران تدريجياً حتى يجيء الوقت الذي يُترك فيه الصقر للطيران بحرية ، ثم يبدأ المدرب في تقديم الإغراءات للصقر وهي مصنوعة من جناحي طائر الحبارى احتفظ بهما الصياد من العام الماضي وذلك لتعويده على الفريسة التي يرغب الصياد في اصطيادها.
طرق صيد الصقور:
تقوم مهنة وهواية الصقارة على تفاعل ساحر بين الصقر ومدربه في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، فخلال فصل الخريف تهاجر طيور الحبارى إلى الوطن العربي قادمة من نصف الكرة الشمالي.
وهناك العديد من الوسائل والطرق المعتمدة في صيد الصقور وهي تعتمد على مدى توفر المواد .
وكان أبسطها هو أكثرها براعة ، فإذا وجد بدوي صقراً يربض على تل رملي عند بزوغ الفجر ، فإنه سيعود إلى الموقع نفسه في صباح اليوم التالي مع صديقه ممتطياً جمله ، وحالما يعثران على الطائر مجدداً فإنهما يقفان في اتجاه مهب الريح حتى لا يشم الصقر رائحتهما ثم ينزلان بحيث يكون الجمل فاصلاً بينهما وبين الطائر ويقوم أحدهما بدفن الآخر في الرمل باستثناء رأسه وأحد ذراعيه ثم يغطيه بعد ذلك ببعض الأعشاب البرية ، ثم يركب البدوي الجمل ويغادر الموقع مسرعاً بينما يطلق الرجل المدفون حمامة مربوطة بخيط من ساقيها. ومن الواضح أن الصقر لم يلاحظ أن رجلاً واحداً قد امتطى الجمل وغادر المكان ، ويبدو الأمر وكأن الحمامة المسكينة قد أزعجها مرور الجمل بقربها ، وحيث أن الصقر يعتبر الحمامة فريسة مفضلة ويمكنه من خلال حدة بصره وقوة إدراك حقيقة عجز الحمامة لدى ابتعاد الجمل وراكبه ، فإنه سرعان ما ينقض على الحمامة ويقتلها ، وبما أنها مربوطة بخيط إلى الرجل المدفون ، فإنه لن يتمكن من حملها والطيران بها وسيضطر لأكلها في موقعها ، وحيث أن الصقور يزعجها تحريك الرياح ريشها من الخلف ، فإن الصقر خلال التهامه للحمامة يتجه نحو الريح مديراً ظهره للرجل المدفون الذي يأخذ تدريجياً وببطء في جذب الخيط أي الحمامة ومن فوقها الصقر نحو ذراعه الممتدة المخفية تحت الرمل، إلاَّ أن الصقر ينخدع ويعتقد أن الحمامة لا تزال على قيد الحياة فيبدأ في مهاجمتها مجدداً وبشراسة بينما يواصل الرجل المدفون سحبها نحوه حتى يمسك بساقيه ثم يغطيه برداء .
وهناك طريقة أخرى استخدمها البدو لاصطياد الصقور وهي تتسم بالبساطة وتعتمد أساساً على حقيقة فهم وإدراك الصياد لسلوك فريسته ، فهو يدرك أن الصقر انتهازي وينجذب بشدة للفريسة الضعيفة التي تكون عرضة للخطر ، ولذا فقد اصطاد في الصيف الماضي واحتفظ بأحد صقور العوسق، وهي فصيلة من الصقور صغير الحجم تتناسل في الجزيرة العربية وتعتبر من أضعف أنواع الصقور، ومع بداية وصول صقور الباز والصقور الضخمة الأخرى للمنطقة في فصل الخريف، ينتظر الصياد في أحد المخابىء بينما يكون صقر العوسق مربوطاً بإحدى الكتل، وعلى قدميه رزمة من الريش مليئة بالشراك والفخاخ الصغيرة، ومن خلال قوة بصره التي تتفوق على البشر بعدة مرات، يُلاحظ العوسق تقدم صقر ضخم نحوه ، وما أن يلاحظ الصياد اضطراب العوسق حتى يقوم بإطلاقه حيث يبدأ في الطيران والرزمة مربوطة بقدميه، وعندما ينخدع الصقر الضخم ويبتلع الطعم ويعتقد أن الرزمة فريسة اصطادها العوسق فينقض عليها بمخالبه ويحاول سرقتها ، فإذا به يقع في الفخ ويسقط الصقران على الأرض ويسرع الصياد في تغطيتهما معاً بقطعة قماش .
وهناك طرق أخرى استنبطها الإنسان البدوى لصيد الصقور لا يسع المجال هنا لذكرها جميعها.
الصيد بواسطة الصقور:
الهدف من الصيد ، هو اصطياد الطرائد والإمساك بها ، ويحصل الصقر على مكافأة عندما تنجح وذلك بالتهام جزء من الطريدة .
ومن أهم الطرائد التي يصطادها الصقر: طائر الحبارى، والكرون الصحراوي، والغزلان الصغيرة، والأرانب، والحمام المطوق، والقمري، والحمام الأزرق، والفر – السمان-، والحجل الرملي، والدراج – أبوضبعة- والقطا الرمادي، والمجل ذو الرأٍس الرمادي .... إلى آخره .
وسنتناول فيما يلي بعض طرائد الصقور .....
صيد الحباري:
مع بداية موسم هجرة الحبارى للمنطقة العربية يكون تدريب الصقر قد اكتمل وبلغ أوجه ، وهكذا فإن البدوي يظل يصطاد الحبارى بواسطة صقره طيلة أشهر الشتاء وتبدأ عملية صيد الحبارى بالصقر عندما يبدأ البدوي في تقصي آثار الحبارى على الرمال، وهو يدرك سلفاً أن هذا الطائر النشط ليلاً يقضي نهاره مرتاحاً تحت الأعشاب ، وعند العثور على واحدة من طيور الحبارى يتم إطلاق الصقر عليها على أمل الانقضاض عليها وقتلها . وبعد جولة قنص ناجحة يطعم الصياد صقره من رأس وعنق الفريسة ويحتفظ بالجزء المتبقي له ولأسرته .
صيد الغزلان الصغيرة:
في بعض المناطق الصحراوية يستخدم البدوي الصقر لصيد الغزلان الصغيرة بمساعدة الكلاب السلوقية ، وتبدأ عملية الصيد عندما ينقض على رأس الغزال الشارد ، الأمر الذي يتيح للكلاب السلوقية الفرصة للإمساك بالغزال حتى يتمكن البدوي من ذبحه .
ويتم تدريب الصقور في هذا النوع من الصيد على التعامل مع غزلان أليفة يتم ربط لحم حمام على قرونها .
صيد الأرانـب:
يمكن صيد الأرنب البري بواسطة الصقر، ولكن تكسير ريش الصقر في معركته مع الأرانب على الأرض يحول دون إحراز نتائج صيد كبيرة في هذا المجال .
كيفية المحافظة على الصقور من الحوادث والأمراض:
تتعرض الصقور كمختلف أنواع الطيور والحيوانات الأخرى إلى حوادث كثيرة مؤسفة تؤدي إلى نفوقها وتدمير أعشاشها وبيئتها الطبيعية .
ومن هذه الأخطار والحوادث المؤسفة تلف ريش الأجنحة والذيل بسبب الصراع مع الطرائد الكبيرة .
كما تصاب الصقور بمئات الأمراض ، منها الإصابة بالديدان وبالأخص الديدان الشريطية التي تؤدي إلى نقصان وزن الصقر ، والأمراض الطفيلية التي تصيب الجهاز الهضمي العلوي، ومرض الجدري، ومرض القدم المتعثرة، والتهاب العين.
وقد صدرت تشريعات عديدة في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي لمنع الصيد الجائر بغية المحافظة على التنوع الحيوي البيئي وتأسست المشافي والعيادات ومراكز الأبحاث العلمية الخاصة بالصقور.
المصادر والمراجع
1: موسوعة الصقور ، عادل محمد علي الحجاج ، دار جهينة ، عمان ، الأردن 2006م
2: المصايد والمطارد ، محمد بن محمد ( كشجم ) تحقيق: محمد طلس ، بغداد 1954م .
3: الصيد والطرد ، رفيق شاكر النتشة ، دار تثقيف للنشر ، المملكة العربية السعودية 1993م .
4: الصقارة وتدريب الصقور، محمد أحمد المنوفي ، مكتبة ابن سينا ، القاهرة 1997م .
5: الصقور عند العرب ، د . فارس التميمي ، الدوحة ، قطر 1993م
6: الصقر والصقار ، فلاح المنصور ، الرياض 1993م .
7: الطبيعة في الإمارات ، تأليف : بيترفاين وإبراهيم العابد ، شركة ترايدنت ، لندن 1996م.
8: صحيفة ( الجزيرة ) السعودية ، العددان 8576 ، 11126 .