فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
16

الثقافة الشعبية المغربية هوية التعدد

العدد 16 - أصداء
الثقافة الشعبية المغربية هوية التعدد
رئيس فرع المغرب - للمنظمة الدولية للفن الشعبي

شهدت قاعة المؤتمرات بفندق زينيت بالدارالبيضاء أشغال المؤتمر الأول لفرع المنظمة الدولية للفن الشعبي بالمغرب بحضور عدد من المفكرين والباحثين المغاربة في مجال الثقافة الشعبية. وبشراكة مع كلية الآداب بنمسيك.

وقد ارتأت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن تجعل عنوان هذا المؤتمر الذي انعقد في ظرفية خاصة يعرفها العالم العربي أن تجعل بؤرة اشتغالها في عنوان مركزي حول :

 

«الثقافة الشعبية المغربية هوية التعدد»

حيث تتسم الجغرافية الثقافية الشعبية المغربية بتعدد مشاربها ومنابعها الثقافية الضاربة في القدم، وهي هوية انصهرت عبر الزمن لبناء هوية موحدة في التعدد.

وشملت محاور المؤتمر، الذي استقطب اهتمام الإعلام بشكل كبير وحضي بتغطيات صحفية مسموعة ومكتوبة ومرئية، كلمة افتتاحية لرئيس المؤتمر وممثل المنظمة بالمغرب الدكتور محمد جودات، ذكر فيه بالبعد الثقافي والأنثربولوجي للثقافة الشعبية وأهميتها في حماية الهوية الثقافية المحلية وتدعيم التوابث القيمية التي تسعى الذاكرة الجماعية إلى إنتاجها في تصالح مع هويتها، ثم تقدم المدير الإداري للمؤتمر الأستاذ محمد عدنان بكلمة شكر وترحيب بالحاضرين مبرزا أن نجاح انعقاد المؤتمر نتيجة سارة تبشر بنجاحات قادمة، بعد ذلك قُدم عرض لشريط تلفزي حول الفن الشعبي للباحث وصاحب البرامج التلفزية النادرة في التراث الشعبي المغربي الدكتور عمر أمرير. تلته مناقشات مستفيضة من الحاضرين من الإعلاميين والباحثين. وبعد ذلك أقيم حفل عشاء على شرف الحاضرين.

وبعد نهاية الحفل عقد اجتماع الأعضاء الإقليميين للمنظمة لمناقشة سير الفروع، والعراقيل التي قد تحول دون سير عاد لها وأهمها عدم توفر المنظمة على دعم مادي من أي جهة حكومية أو غيرها، مما يجعل التطوع والاهتمام والغيرة على الثقافة الشعبية المغربية هو سر نجاح هذه الفروع.

وبعد ذلك شكلت لجنة للسهر على صياغة مسودة التوصيات دامت أشغالها حتى الساعة الثالثة صباحا، وذلك حرصا من هذه اللجنة ألا يكون عملها مُقصيا لأي مكون ثقافي في المنظومة التي تشكل بنية المغاربة.

وفي اليوم الثاني قسمت الجلسات إلى مائدتين مستديرتين برئاسة الكاتب الكبير والعضو النشيط في اتحاد المغرب الدكتور أنوار المرتجي، وتركز محورالجلسة الأولى حول:

 - الثقافة الشعبية المغربية: هوية التعدد

- وتمحورت الجلسة الثانية حول: الثقافة الشعبية رأسمال رمزي.

وعرفت الجلستان تدخل عدد من الباحثين وعمداء الكليات ورؤساء وحدات البحث في الدكتوراه في الثقافة الشعبية وأعضاء المنظمة وبعض الصحافيين يذكر منهم كل من أ.د. عبد الغني أبو العزم، وأ.د عبد القادر كونكاي، وأ.د منير بنيوسف، وأ.د علال ركوك، أ.د عبد المجيد القدوري، أ.د أحمد صابر، أ.د رشيدة بنمسعود، أ.د عبد الرحيم الشافعي، وأ.د أحمد سعود، وأ.د أحمد زيادي، وأ.د محمد أديوان، أ.د محمد البكري، وأ.د محمد الباتولي، أ.د لطيفة الأزرق، وأ.د محمد لحلو، أ.د محمد جودات.

 وتناولت الجلسة الختامية مناقشة التوصيات وتلاوة النص النهائي لبيان الدارالبيضاء مع التوقيع عليه.

بيان مؤتمر الدار البيضاء :19-20 أبريل 2011

تمثل الثقافة الشعبية مجال المتعدد والمختلف في شخصيتنا الوطنية، حيث يتميز المغرب بانفتاحه على الثقافات التي احتك بها تاريخيا في علاقة حوارية تقوم على الانفتاح والاستيعاب داخل بوتقة تنصهر فيها كل المكونات العربية والأندلسية والأمازيغية واليهودية المغربية والمكونات الإفريقية الصحراوية والمتوسطية.

إن التعاطي مع الثقافة الشعبية، كهوية دينامية متفاعلة مع التاريخ والواقع المعيش لسكان المغرب، وليس كهوية منغلقة على ذاتها. وعلى هذا الأساس، لا يمكن النظر إلى أحد هذه المكونات وكأنها وقف على عنصر إثني في استقلال عن باقي المكونات: إنها التعدد الذي يشكل شخصية الإنسان المغربي ويمثل الوجه الحضاري للمغرب في غنى تنوعه: انطلاقا من العمران وطرائق العيش اليومي حتى أنماط التعبير المختلفة؛ وهو التعدد المجسد لذاكرته التي تضرب في التاريخ منذ ما قبل العصر الإسلامي حتى الزمن الحاضر الذي يتوجه فيه  إلى الإنتاج الحضاري المنسجم و المنفتح في علاقة ندية وتكاف مع الآخر.

إن المجتمعين  في المؤتمر الأول:"الثقافة الشعبية المغربية: هوية التعدد"، الذي نظمته بالدارالبيضاء يومي 19-20  أبريل 2011 تمثيلية المملكة المغربية، التابعة للمنظمة الدولية للفن الشعبي – المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – بشراكة مع كلية الآداب و العلوم الإنسانية بن امسيك، قد كونوا لجنة عملت على  صياغة  التوصيات التالية:

- ضرورة العمل على حماية التراث الشعبي –المادي وغير المادي- وصيانته وتوثيقه ورعايته والمحافظة عليه وترميم ما يمكن ترميمه؛ وتفعيل المواثيق الدولية والقوانين الوطنية بخصوصه.

- تأسيس هيئة وطنية عليا لحماية الثقافات والفنون الشعبية.

- احترام التراث الشعبي المادي وغير المادي في مختلف أشكاله التعبيرية العربية والأمازيغية والصحراوية والأندلسية واليهودية المغربية والإفريقية.

- إدراج الثقافة الشعبية - في إطار مشاريع إصلاح التعليم- بهدف تنشئة اجتماعية تخدم الهوية المغربية في تعددها الوحدوي، مع إنشاء كرسي في الجامعات المغربية للبحث في الثقافة الشعبية.

- الاهتمام، في إطارمشروع الجهوية الموسعة، بحماية الموروث الثقافي الشعبي وصيانته والتعريف به و جعله من ضمن الأولويات التنموية الاجتماعية منها  والاقتصادية.

- دعم التكوينات الأكاديمية والعلمية على مستوى الجامعات ومراكز البحث العلمي  لكي تكون أداة في خدمة التنمية الجهوية.

- التنسيق وتبادل التجارب والخبرات مع المنظمات والجمعيات الفاعلة وطنيا ودوليا ذات الاهتمام المشترك.

- تنظيم ودعم المنتديات والمهرجانات المُعرفة بالثقافة الشعبية المغربية والعمل على نشر إشعاعها وطنيا ودوليا.

- العمل على توظيف الثقافة الشعبية في خدمة الدبلوماسية والسياحة الثقافيتين.

- استغلال الشبكة الإعلامية، خصوصا المصورة منها-الانترنيت، لتيسير استفادة المهتمين بالموروث الثقافي.

- السهر على صياغة ميثاق وطني بين الجمعيات الوطنية والمحلية العاملة في إطار حماية وتطوير الثقافة والفنون الشعبية، بعيدا عن كل تعصب وانفصال.

- العمل على تأسيس مجلة علمية محكمة، تسهر عليها نخبة من الباحثين في مجال الفنون والثقافات الشعبية؛ تتركز وظيفتها في نشر الأعمال العلمية الرصينة.

- إنشاء متحف وطني و أخرى جهوية، عامة و متخصصة  للثقافة والفنون الشعبية.

- إحداث "المحتوى المغربي" الرقمي للثقافة والفنون الشعبية، بهدف جرده ورقمنته  في المخطوطات والربائد والأفلام والتسجيلات المتنوعة، ووضع الأطاليس والموسوعات اللازم.

- إنقاذ وترميم البرامج الإذاعية والتلفزية المتعلقة بالثقافة الشعبية: برنامج كنوز، وإطلالة على التراث إلى آخر....

- إيلاء الاهتمام الإعلامي اللازم للثقافات الشعبية.

- تبني آليات وأدوات لتتبع و مراقبة منجزات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية المهتمة بهذا الشأن.

 لجنة الموقعين على التوصيات المنبثقة عن مداولات المؤتمر:

- د.محمد جودات                            - د. عبد الغني أبو العزم

- د.محمد بلاجي                             - د. عمر أمرير

- د.محمد البكري                            - د. عبد المجيد قدوري

- د.أنور مرتجي                             - د. رشيدة بنمسعود

- د.أحمد سعود                               - د. علال ركوك

- د.محمد أديوان                             - د.عبدالرحيم الشافعي

- د.عبدالقادر كونكاي                       - د. محمد الباتولي

- د.لطيفة الأزرق

أعداد المجلة