(المصلية) تراث إنساني: فلسفة السجود لله فوق سطح نسجي
العدد 50 - عادات وتقاليد
من صحراء الجزيرة العربية بدأت فكرة مصلية المسلمين، التي ارتبطت بخامات عديدة بدأت بسعف النخيل، وتطورت حتى الحرير الطبيعي الفاخر.
والمصلية رفيق المسلم سواء في بيته أو في المسجد حيث تتعدد صلوات المسلمين طوال اليوم. فكل بيت من بيوت المسلمين يحتاج لمصلية واحدة على الأقل.
والمصلية بسط يصنع من الصوف أو الحريرأو الحصير أو الجلود أو غيرها، يؤدي وظيفة تعتمد على تغطية السطح الذي يسجد عليه المصلي، بحيث يركن عليها جبهته وكفيه وركبتيه وقدميه، وهو ما يعني أهمية نظافتها وطهارتها، ويقوم المصلي المسلم بفردها على الأرض للصلاة عليها وقت صلاته.
أشهر أنواع تلك المصليات المصنوعة من الحصير بطريقة نسيج سادة (1/1)، والزربيات المسطحة بطريقة نسج القباطي (النسيج المرسم- نسيج سادة 1/1)، والسجاد بطريقة العقدة التركي، أو العقدة الإيراني، والمعروف بإرتفاع وبره عن السطح، وأشهر طرز سجاجيد الصلاة: السجادة العجمي (الإيراني)، والسجادة التركي والسجادة المصري، بينما الأكثر انتشاراً بفضل رخص ثمنه سجادة الصلاة الصيني المصنوع من الألياف الصناعية.
مصلية أم سجادة صلاة؟
جاء إسم سجادة من السجود، ومع انتشار مفروشات الأرضيات التي تصنع بتقنية السجاد (العقدة)، أصبحت سجادة الصلاة نمطا من أنماط السجاد اليدوي أو السجاد الآلي.
بينما المصلية هي منتج وظيفي ارتبط بأداء الصلاة عليها، أي كانت خامتها أو طرزها أو نوعها، فهي أشمل في المعنى الدال عليها وعلى وظيفتها.
والمصلية من فعل الصلاة ذاته، ونلاحظ انتشار الإسمين (مصلية)، و(سجادة صلاة) بالتوازي في العالم الإسلامي، وفي دولة السودان يطلقون عليها( صلاية)، وفي المغرب العربي يطلقون عليها (زربية صلاة) وتكون مسطحة (نسيج مرسم).
ومع العولمة والميديا وإنتشار نماذج تسويق المنتجات، كان إسم سجادة الصلاة هو المستخدم في الميديا لتسويق هذا المنتج المرتبط بصلاة المسلمين.
السجود في شعائر بعض المعتقدات المرتبطة بالتاريخ الإنساني
السجود حركة جسدية تعني الخضوع، عرفته البشرية منذ القدم وسجلته الرسوم والتماثيل في العديد من الحضارات، وكان السجود يتم للآلهة أو الملوك أوغيرهم من أُولي الأمر كتعبير عن فكرة الاستسلام وطاعة الإله.
وكان السجود يقترن بتقديم الهدايا والقرابين لاسترضاء المسجود له، وإظهار الضعف والاستسلام أمامه.
وقد عرفت القبائل القديمة طقوس جمعية وفردية لهذا السجود، فغالباً ما يتقدم ممثل عن تلك الجماعة ليصطفوا ساجدين خلفه.
أما السجود في الأديان السماوية والتي ظهرت في أرض المشرق العربي، وانتقلت بعد ذلك للعالم كله فهي تختلف بحسب الديانة، ففي الدين اليهودي لا يوجد سجود بالشكل المعروف عند المسلمين، باستثناء طائفة يجلس حاخاماتها فقط أثناء أداء الصلاة.
وفي الدين المسيحي: يقف رجال الدين والقديسين على سجادة صلاة صغيرة كالتي يصلي عليها المسلمون أثناء خلوتهم للصلاة بمفردهم، وتظهر في رسومهم التعبيرية تلك السجاجيد .
أما السجود في الدين الإسلامي: فهو مقترن بجزء واضح من صلاة المسلمين اليومية، وهو ما استلزم تجهيز الأرض لهذا السجود، سواء بمساواة سطحها أوتنظيمه، أو بوضع مفروش يحمي الجسد الساجد عليها.
وعن السجود في المذهب الجعفري (الشيعي): فهو يشترط لصحة الصلاة وضع المساجد السبعة على الأرض، والمواضع السبعة هِيَ : الْجَبْهَةُ، وَ الْكَفَّانِ، وَالرُّكْبَتَانِ، وَإبهامي القدمين، ويجب على وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه، وهو الأرض أو النبات عدا المأكول1.
السجود في صلاة بعض الأديان
الوضعية القديمة
تجتمع كافة الأديان الوضعية والسماوية على مبدأ الصلاة واتخاذها وسيلة للتقرب من المعبود2.
ولم تكن الصلاة حكراً على دين دون غيره، بل إن كل الأديان تفرض الصلاة بهدف التواصل مع الله، فهي ركن رئيسي لإعتناق الديانة، يهدف لحماية العبد ولتقديم الطاعة للمعبود بشكل مستمر .
وهنا نتابع الصلاة تاريخيا في بعض الديانات القديمة التي اندثرت أو مازالت مستمرة، أوالديانات الحديثة نسبياً والتي ظهرت بعد ميلاد السيد المسيح والتي يعتنقها الملايين، وأغلب تلك الديانات السجود فيها أساسي، ما يعني الحاجة إلى مصلية، ومن خلال المشاهد التي سجلت للممارسات الشعائرية لتلك الصلوات والتي مازالت تمارس حتى اليوم، في العديد من المناطق الثقافية في العالم، فأغلب سكان العالم يدينون بتلك الديانات، ونعرض ذلك فيما يلي:
1) في العراق القديم (بلاد ما بين النهرين):
منذ عصور ما قبل التاريخ، كان أهل تلك المناطق واعين بالقوى الروحية، وأهميتها وكانت الشرائع مكتوبة وملزمة للجميع، وكانت ترسم علاقة العبد بالرب.
الصلاة في عقيدة أهل سومر:
كان يتم توجيه صلواتهم إلى إله بعينه، يتلون التراتيل التي تمجده، وتنتهي (بتسبيحة) نمطية للشكر، هي المزامير السومرية، والآكادية. وكانت المسئولية الفردية ضرورة في الدين العراقي القديم، فيقال في تلك الصلوات:
«أعبد إلهك كل يوم، وقدم له القرابين والصلوات، التي تتم على أكمل وجه مع تقديم البخور، قدم قربانك طائعاً لإلهك، لأن ذلك يتناسب مع الآلهة، قدم له الصلاة والضراعة والسجود كل يوم، وسوف تثاب على ما تفعل. عندئذ سيكون بينك وبين الله اتصال كامل، إن التبجيل يولد الحظوة، والقربان يطيل العمر، والصلاة تكفر عن الذنب. نصائح الحكمة» .(135/ 145 مزامير سومر)3.
2) في مصر القديمة ( وادي النيل):
كان قدماء المصريين يدينون بالديانة الإدريسية، والتي ظهرت قبل الميلاد بخمسة عشر ألف عام، وهي نسبة لإدريس عليه السلام، أول نبي بعد آدم وهو نفسه (أخنوخ بالعبرية)، وحورس بالهيروغليفية، وهيرماكيس في اليونانية4.
وترى أغلب المراجع العلمية إن سيدنا إدريس هو الملك (أوزوريس) نفسه الذي قدسه المصريون وكانوا يحجون إليه في أبيدوس(سوهاج في صعيد مصر)، ويراه البعض إبنه حورس(ومقر عبادته مدينة إدفو بصعيد مصر)، بينما يرى القليل من العلماء أن إخناتون- الفرعون الموحد (ومقر عبادته إخيتاتون- تونا الجبل بصعيد مصر) هو صاحب ديانة التوحيد لدى المصريين.
وترى الكاتبة أن «أُوزوريس وأسطورته القديمة هي التي بنت علاقة المصريين بالنيل، وعلمتهم الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، هي ديانة إدريس نبي المصريين الموحد. وقد بنيت الديانة الإدريسية على خمس أركان أساسها التوحيد، والصلاة، والصوم، والحج»5.
الصلاة عند قدماء المصريين:
صلاة الديانة الإدريسية تشبه صلاة المسلمين في الوقوف ووضع الكف، والركوع والسجود، وكان تطهير الجبهة شرط من شروط الوضوء لإعدادها لعملية السجود6.
وتذكر دائرة المعارف الإسلامية أن تحديد مواعيد الصلاة عند قدماء المصريين، عرفوه طبقاً لتقسيمهم للزمن، وكان إدريس أول من نظر في علم النجوم وحساب السنين والأيام7.
وصلاة المصريين ثلاث في اليوم، وهي: الفجر والظهر والعشاء، وتقام جماعية في كل المعابد في نفس التوقيت.
3) في الهند :
تعددت الديانات في الهند لتصل الأديان الرسمية للدولة الهندية إلي (24) ديانة، منها الديانات التي إشتركت مع ثقافات أخرى كالصين وإيران والعالم الإسلامي، ونذكر منها التالي:
1. الديانة الهندوسية
اشتُقّت كلمة هندوسيّة من الاسم (هِندُو)، وهو إسم فارسيّ لوصف القبائل التي تعيش خلف نهر السند، يُقدّرُ عدد أتباع الهندوسية بأكثر من مليار شخص. وقد تأثرت بالعديد من العقائد الدينيّة عقب وصول جيوش الإسكندر إلى الهند، كالعقائد الفارسيّة والكلدانيّة والآراميّة والمصريّة واليونانيّة،كما تأثّرت الهندوسية بالإسلام9.
كانت بداية تاريخ الهندوسيّة مُعتمدة على عبادة الهندوس للآلهة التي تُمثل الطبيعة المُحيطة بهم كالشمس والمطر، وبناءً على المعتقدات الهندوسيّة تُعدّ معظم الحيوانات مُقدّسة، مثل الأفاعي والقرود والبقر10.
الصلاة في الهندوسية: تقام على فترتين خلال اليوم، فيصلي الهندوس من الفجر إلى شروق الشمس، ومن حلول الليل إلى طلوع النجوم في السماء، ويصلّي كلّ شخصٍ بشكلٍ فرديّ، وتختلف الصلاة التي يؤديها الرجل عن الصلاة التي تؤديها المرأة، وتُطبّق الصلاة في البيوت والمعابد11.
2. ديانة السيخ في الهند:
تربط ديانة السيخ بين الديانة الهندوسية والإسلام، ظهرت في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد دعوا الهنود إلى دين جديد فيه شيء من الإسلام والهندوسية رافعين شعار (لا هندوس ولا مسلمون) وذلك بغية الحصول على وطن مستقل، لهم كتاب يسمى نصوص المعلم.
الصلاة عند السيخ: صلاة السيخ تتشابه مع صلوات المسلمين، وهم يسجدون فور دخولهم أماكن العبادة حيث يلمسون بجبهتهم الأرض ثم يقدمون القربان، ويبدأون في صلواتهم، ومن معتقداتهم: تقديس العدد خمسة الذي له لديهم معنى صوفي، أصول الدين لديهم خمسة، وهذه الأصول هي:
1. ترك الشعر مرسلاً بدون قص من المهد إلى اللحد.
2. لبس الرجل سواراً حديدياً في معصمه بقصد التذلل والاقتداء بالدراويش.
3. لبس الرجل منهم سروال قصير تحت سرواله رمزا للعفة.
4. وضع الرجل مشطاً صغيراً في شعر رأسه وذلك لتمشيطه وتهذيبه.
5. أن يتمنطق بحربة صغيرة أو خنجر12.
4) في إيران:
ظهرت الديانة الزرداشتية بإيران في القرن السادس ق.م، وهو لأسم بطل قومي في إيران.
الصلاة في الزرداشتية: الصلوات لديهم خمس، وهي فرض يؤدى كل يوم كالتالي:
- صلاة الصبح (كاه هاون)
- صلاة الظهر(كاه رقون)
- صلاة العصر(كاه إزيرن)
- صلاة الليل(كاه عيوه سرتيرد)
- صلاة الفجر(كاه إشهن)
- وكانت هناك صلوات خاصة أخرى13.
5) في اليابان:
ديانة (الإله شنتو) ويدين بها أغلب اليابانيين .
صلاة ديانة شنتو: تقام أمام هيكل منزلي (كامي دانا) (وتعني الإله على الرف)، حيث تقدم له القرابين كل صباح ومساء لألواح الهيكل وألواح الأسلاف في آن معاً.ولابد للمتعبد الورع أن ينحني بعد مراسم الوضوء أمام الهيكل ويصفق بيديه مرتين، ثم ينحني مرة أخرى في صمت لمدة دقيقة14.
6) في الصين:
البوذية ديانة الصين التي يعتنقها أغلب سكانها، وهي ديانة مشتركة بين سكان الشرق الأقصى ويتعدى معتنقوها خمس سكان العالم، وقد ظهرت في الهند في القرن الخامس قبل الميلاد . وقد أسسها (سدهارتا حو تاما) الملقب (ببوذا)، وكلمة بوذا تعني (العالم) ويطلق عليه أيضا لقب (سكاموني) ومعناه (المعتكف)، وقد تشكلت عبر امتداد كثير من القرون، من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى الآن.
الصلاة في البوذية : البوذيون يصلون في المعابد جلوسا، وهي صلاة جماعية، ويكون للجلوس والسجود فيها مساحة من الوقت للعبادة.
الصلاة في الأديان السماوية
الأديان السماوية هي أديان سيدنا إبراهيم عليه السلام وذريته، وهي الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام، والتي خرجت جذورها من الجزيرة العربية وأرض الكنعانيين، ويطلق عليها أيضاً الأديان السامية، نسبة لسام إبن نوح عليه السلام. انتشرت الأديان السماوية في العالم كله. وسنتناول في إختصار ملمح لشكل الصلاة في الديانات الثلاث لنعرف مساحة السجود فيها.
1) الصلاة في اليهودية:
لليهود ثلاث صلوات في اليوم: صلاة الصبح والعصر والمساء، وعلى رجل الدين اليهودي (الحاخام) أن يصف قدميه ولا يفرقهما. ومِن أدب الصلاة أن يخفض المصلي طرفه إلى الأرض. وبعض اليهود يغطون رؤوسهم أثناء الصلاة من باب التقليد والعادة وليس من باب الواجب الديني، وفي بعض الحالات، كانت الصلاة لا تصح بدون غسل، وبعض اليهود يسجدون بعد الصلاة بالكامل وبخاصة يهود التلمود، وهناك فرش نسجي للكنس اليهودي.
2) الصلاة في الدين المسيحي:
يقيم المسيحي صلاته بشكل فردي أو جماعي، وتكون الصلاة الفردية في بيت المصلي أو سيارته، أو عمله أو في أي مكان آخر، يردد المصلي نفس الكلمات كلّ مرة. ويمكن لكل كنيسة أن تحدِّد موعداً أو وقتاً معيناً يلتقي فيه المؤمنون للصلاة في الكنيسة، كما يمكن لأي مؤمن أو مجموعة مؤمنين أن يصلّوا في أي وقت يحددونه15.
هنا نجد أن السجود لا يوجد له مساحة ضمن الصلاة المسيحية، وهو ما يعني عدم وجود ضرورة وظيفية لسجادة يقتنيها المسيحي بإستثناء بعض رجال الدين،والقديسين وليس كل الطوائف أيضاً.
3) الصلاة في الدين الإسلامي:
تفرض العقيدة الدينية الإسلامية صلوات عديدة، والتي تلزم المسلم بخمس صلوات يومياً، بالإضافة إلى صلوات عديدة. والصلاة في اللغة أصلها الدعاء، والصلاة في الشريعة الإسلامية هي الأفعال المعلومة الواجبة في الكتاب والسنة والإجماع، وهي بحسب المؤدي لها أقسام وردت جميعها بالقرآن الكريم، وتتعدد صلاة المسلمين فهي:
صلاة الجمعة، صلاة العيدين، صلاة الكسوف، صلاة الإستسقاء، صلاة الجنازة، صلاة النوافل، صلاة التهجد، صلاة الوتر، صلاة الحاجة، صلاة الاستخارة، صلاة التسابيح، صلاة التوبة، صلاة الشكر، صلاة التراويح، صلاة الضحى، بالإضافة للخمس صلوات الأساسية، وهي صلاة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)16.
أشهر مصليات التاريخ القديم:
1.حصيرة صلاة النبي إدريس:
وهي من الآثار التي اكتشفت في مدينة إدفو بصعيد مصر، حيث تم الكشف عن فراش النبي إدريس (حورس بن أوزوريس) الذي كان يصلي عليه، وكان مصنوعاً من الحصير، ومكتوباً عليه: (السعيد من نظر في مرآة صلاته وعبادته)17.
2. خُمْرَةِ سيدنا محمد ﷺ:
الْخُمْرَةِ : منتج من السعف بحجم الرأس، يعتمد المصلي على وضع وجهه عليه وقت السجود، وقد كانت خُمْرَةِ سيدنا محمد أشهر مصلية ذكرتها الأحاديث النبوية الشريفة ومنها الأحاديث التالية:
عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ.(الحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود) (1 هجرية)18.
في تحريم الصلاة على سجادة الصلاة عند بعض علماء المسلمين:
الصلاة على السجادة جائز من حيث الأصل . لكن روى البخاري ومسلم، أن منعاً جاء من الصلاة على سجادة للحالات التالية:
- إن كان ملوناً وذا رسوم ونقوش.
- وضع سجادة دون الناس وهو يدل على كبر أو وسوسة.
- المنع من تخصيص الصلاة على السجاد دون غيرها من الأشياء.
- من البساط - الصلاة على الأرض للمبالغة في التواضع وكراهة الصلاة على غيرها.
- وللمصلي أن يصلي على ما شاء من الفرش أو الأرض إذا كان طاهرا مباحا.
أهم الكتب العربية في فن سجاجيد الصلاة:
أولاً: كتاب المتحف الإسلامي بالقاهرة (1953):
وهو لسجاجيد عثمانية وإيرانية ومصرية مقتناة بمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق.
ثانياً: كتاب مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول بالتعاون مع مركز الكويت للفنون الإسلامية ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت (2014):
وهو بعنوان (سجادة الصلاة- رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ)، حيث استعرض منتجات المصلية اليدوية في أغلب الدول الإسلامية من آسيا الصغرى حتى المغرب العربي، وتعرض للطرز والمبدعين الأشهر في إنتاج هذا المنتج المرتبط بالشعائر الإسلامية.
إنتــاج المصلية:
1) تأثير البيئة على تصنيع المصلية وخامتها:
تتأثر المصلية بالبيئة المصنوعة فيها، ففي الأماكن التي يتزايد فيها الأتربة والطمية كالمناطق الزراعية يفضل المصلية النباتية، بينما في المنازل الحديثة انتشرت المصلية الصناعية، وهي تقليد الصوف والحرير، وقد ارتبط المجتمع الخليجي الثري بالمصليات الحريرية الفخمة، بينما تنتشر المصلية الصوف في دول شمال إفريقيا. ويعتمد مسلمو المهجر على المنتج التركي لتميزه وإنتشاره، ويليه المنتج الباكستاني ثم الصيني.
2) خامات المصلية:
تتركز خامات المصلية أو سجادة الصلاة في المنسوجات التي لا تسبب أى إحتكاك يؤذي الجبهة وجسد المصلي الذي يعتمد عليها في سجوده، لذا كانت المصلية لفترة كبيرة من الحصير (سيقان الغاب، سعف النخيل)، وما لبثت أن تطورت لتستقر على نسيج القباطي المصري(المسطح)،سواء من الكتان أو الصوف، ثم ظهر السجاد القوقازي القادم من آسيا الصغرى، فالسجاد المصنوع من الحرير الهندي أو الصيني، كما تميز المصنوع من الصوف التركي أو العجمي الإيراني، وبعدها دخلت في مراحل فاخرة تأثرت بطبقة مستخدميها، لتنتهي لسجادة العوام الأكثر انتشاراً (سجاد الصلاة الصناعية).
خامات المصلية طبيعية:
تعتمد المصلية على الخامات التالية:
- المصلية النباتية: وهي من سيقان النباتات (بوص، سعف النخيل، وغيرها)، حيث تجفف وتنسج بنسيج سادة (1/1)، وترسم بها تشكيلات عديدة وأشهرها حصيرة إدريس، خُمْرَةِ سيدنا محمد، مصلية الخليفة المهدي بقصره في الخرطوم.
- المصلية الصوف: وهي من صوف الغنم وتنتشر في العالم الإسلامي لتوفر الصوف وحرفييه، وأشهرها مصليات الزربيات (النسيج المرسم) في مصر والمغرب العربي، وسجاجيد الصلاة في مصر وتركيا وآسيا الصغرى وإيران.
- المصلية الحرير: وهى مصلية الأثرياء والتي انتشرت بعد دخول الإسلام للصين، عرفتها القصور الملكية، وتنفذ بالعقدة(السجاد) ،ويوجد منها العديد في المتاحف العربية والإسلامية، وأشهرها الموجود في القاهرة بالمتحف الإسلامي بباب الخلق، والمتحف الإسلامي بإسطنبول.
- المصلية الجلد: وهى موجودة في بعض المتاحف، ولكنها قليلة الآن، شاهدتها الكاتبة في السودان من جلد الجاموس البري، وتعتمد على جلود الإبل والحيوانات ولم تنتشر لغلو ثمنها، ولكنها ارتبطت بظروف البدو الرحل الذين يتحركون للترحال من بادية لأخرى وتتسم بخفة الوزن والتحمل .
خامات صناعية:
لقد كان للصناعة دور كبير في انتشار أشكال وطرز المصلية التقليدية، وتنوع الرسوم والمقاسات الخاص بها، وهو ما أتى على حساب الخامة، فالصوف الصناعي هو الخامة التي باتت في كل بيت من رخص ثمنها وسهولة تداولها، وهو ما جعل التفوق الآلي يزيح التقليدي في تجهيز المصلية لتحل المصلية المرتبطة ببواقي الأصواف الصناعية محل المصلية المنتجة من الخامات الطبيعية.
ومن هنا ترى الكاتبة أن الخامات تطورت كالتالي في تجهيز مصلية الصلاة عند المسلمين:
- مصلية الخُمرة(من السعف): حصير صغير بحجم سجدة الوجه ينسج من سَعَفِ النـخـل.
- مصلية الحصيرة(من السعف): بحجم سجدة جسم المصلي سميت حصيرة سواء اتخذت من السعف أو أي نبات آخر.
- مصلية الزربية (النسيج المرسم-الجوبلان) : وهي المصرية، والمنفذة بطريقة القباطي، أو المغاربية وتنتشر في شمال إفريقيا، وهي من خامة الصوف، والتي ارتبطت تاريخياً بمعرفة المسلمين بمصر ونسيجها .
- سجادة الصلاة (الحريرأو الصوف) : وهى التي عرفت في آسيا الصغرى، وإرتبطت بالعقدة النسجية، وإشتهرت بها إيران، والقوقاز، وتركيا، ومصر.
3) تقنية السجاد:
السجاد نسيج يعتمد على العقدة في تنفيذه، وهو مرتفع وليس سطحي، وقد إعتمد في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا والقوقاز وشمال افريقيا على نوعين من العقد هما:
- «العقدة الفارسية»- Senneh السنه (يلف خيط النير لفة كاملة على أحد خيوط السداة ويمرر بلا عقد تحت خيط السداة التالية)
- «العقدة التركية» -الغورديز Ghiordes. (يلف خيط الزنير لفتين كاملتين تحت خيطي السداة المتجاورين)20.
التحليل التشكيلي للمصلية :
1) عناصر سجادة الصلاة التشكيلية:
تميزت المعالجة النسجية للمصلية بتخطيط عدة أوضاع لمحيط المساحة المستطيلة، وهي غالباً معالجة هندسية، أو نباتية، وتتداخل الألوان لكن الأرضية غالباً للون واحد تسيطر على أرضية المصلية.
تتميز المصلية بالتجريد الذي يعتمد على القطاع الذهبي، وهي في داخلها مساحة، هي فعلياً مركز للعمل النسجي يتركز فيه بطل العمل التشكيلي وغالباً حاول المصمم وضع تركيز المصلي في بؤرة بطلها من الرمز الإسلامية للأشكال التالية: المحراب، المشكاة، المئذنة، القبة، أو بوابة معمارية وغيرها.
2) السمات التشكيلية للعنصر في الفن الإسلامي :
استفاد الفن الإسلامي من العلاقات الجمالية المحيطة به ووضع قوانين تواصل معها تجدها في :
1. التـجـريـد: اعتـمـد علـى التجـريـد الهنـدسـي، وتناول الفنان المسلم للصياغات الموجودة خلف الأشكال.
2. التحوير والابتكار: حيث فضل الخيال البعيد عن المحاكاة، وهو ما أعطى هذا الفن ثراء وتنوعا أثرى المنتجات العملية في كافة الفنون.
3. البساطة والتراكيب والليونة: حيث ابتعد عن التجسيم ليبحث في العمق الوجداني المجرد.
4. التماثل والتكرار: حيث اعتمدت الصياغات التصميمية في الفن الإسلامي على التماثل والتناظر والتبادل والتكرار والتنوع23 .
3) أسس تصميم المصلية24:
يعتمد تصميم المصلية على المستطيل، وهي تحتوي على تصميم بنائه من التكرار حيث يكون التكرار عادي أو عكسي أو متبادل أو متساقط أوعلى هيئة متوالية. ويكون التصميم أفقيا أو رأسيا أو دائريا أو منحنيا أو مائلا أو منثورا (حول مركز أو منثور عشوائي) . وعندما يعتمد التشكيل في الكليم على الشكل الهندسي فإنه يعتمد على العد الفردي أو على المتوالية العددية مثال :
العدد الفردي 1، 3، 5، 7، 9 .
المتوالية العددية 2، 4، 16، 32، 64 وهكذا ..
وهو ما يجعل فن النسيج واحدا من أعقد الحرف اليدوية، إذ يستلزم حرفيا ماهرا ذي عقلية رياضية تستطيع إيجاد حلول في حال طلب مساحة بعينها على تصميم بعينه . وأحد الأساليب التي تتفهم فيها أي نوع من الفن هو عن طريق تدريب ذكائنا. عن هذا التمهيد الذهني نرى الأشكال والفراغات والخطوط وغيرها، وكأنها تتصل اتصالاً حسياً بعضها ببعض، وناحية الإدراك هي استجابة أخرى ولو أن تحويلها إلى لغة الحياة اليومية ليس أمراً سهلاً، فهي مع ذلك أمر طبيعي، ففي الوقت الذي نستطيع فيه تحليل بعض الأشياء في حدود علاقات هندسية قائمة بين أجزائها، فإنه يجب أساساً إدراك الأجزاء الأخرى عن طريق الفطرة. أي استيعاب عناصر تصميماتها لا شعورياً، ولهذا ننفعل اتجاه عمل فني، قد تكون تأثريا مستمتعين به25.
أُسس تشكيل المصلية:
يعتمد التشكيل على الخامة وعلى إمكانياتها، فالشكل هو علاقة بين الكتلة والفراغ المحيط بها، وهذه الكتلة لها ملامح يدركها البصر ويدرك أبعادها، ويكتشف جمالياتها، كما تحسها الأيدي التي تقوم بالتشكيل في خامة لها ملامس، فالشكل يحمل ملامس، لتصبح ملامحه وسماته الخاصة مرآة له. والذي يفرض الشكل هو معطياته سواء من خلال إمكانيات الخامة ومستوى معالجتها، أو وظيفة الشكل التي صنع من أجلها .
على هذا فأسس التشكيل في هذا المنتج اليدوي تتحدد في26 :
1. التوازن .
2. الإيقاع .
3. الاختلاف .
4. التنوع.
5. الفراغ وعلاقته بالكتلة .
6. الشكل والأرضية والخلفية .
كل تلك الأسس تشارك في تشكيل مساحة المصلية المستطيلة، والتي تعتمد على التوازن في خطوطها، في إيقاع وإختلاف، وتنوع، داخلها كتلة يتخللها فراغ من خلال الرموز التي يتم توظيفها في تصميم المصلية، ليؤكد على الشكل بأرضية تمنح التصميم خصوصيته.
خامساً: مراكز إنتاج المصلية
«المصنوعة بالعقدة: السجاد»
تتركز مناطق إنتاج المصلية(المصنوعة بالعقدة: السجاد) في قارة آسيا سواء في الهند أو الصين، أو تركيا أو إيران، وفي إفريقيا في مصر والمغرب، وتونس، والجزائر، وهو ما سنوضح بعضه في ترتيب يرجع لأهمية كل مركز، وسواء كان المنتج نسيج مرسم، أو سجادة منفذة بالعقدة فهي منتجة بهدف الصلاة، وتلك المناطق هي:
1) سجادة الصلاة الإيراني «السجادة العجمي»:
السجاد العجمي هو الأعلى سعرا على الإطلاق في العالم، وذلك لعدد عقده المرتفعة في المساحة التي تقاس بالقدم المربع، ويطلق عليها الحرفيون تكعيب للمساحة وسعر السجادة بعدد العقد في كل 7 سنتمترات، وتملأ طرزه متاحف العالم، وهو من الحرير أو الصوف، حسب القيمة والنوع والثمن، ومن أشهر مناطق صنع السجاد بإيران مدن تبريز وكاشان وأصفهان27.
لكن تظل تبريز هي الأشهر على الإطلاق، ومن الرسوم والزخارف يتم تحديد المنطقة المصنوع منها السجادة الإيرانية، ويتميز سجاد صلاة (تبريز) باحتوائه على آيات قرآنيه مكتوبه بخط النسخ والخط الكوفى والتعليق فى أرضية السجاد وفى المناطق التى تحيط بها.
وتحتوى سجاجيد الصلاة على خيوط معدنية منسوجة بطريقه الديباج ويلاحظ أن الزخارف النباتيه في ساحة السجاده موضوعة بشكل معين على هيئة محراب.
وتعتبر معرفة اسم او مركز انتاج السجاد الايرانى من أعقد الامور وأصعبها، وذلك لكثره وتعدد مراكز الانتاج وتشعبها، ومن ثم فقد اختلف علماء الآثار في تصنيفه حسب مراكز انتاجه ومنهم من اتخذ الزخارف أساسا للتصنيف28.
سجاجيد الصلاة بالعقدة الإيرانية في العصر المملوكي بالقاهرة:
أشار المقريزي (766-845هـ/ 1365-1441م) في «الخطط» خلال سرده محتويات خزنة الخليفة الفاطمي المستنصر إلى الكثير من الأكسية والسجاد والانخاخ والبسط، منوهاً بالخصوص بالإنتاج الايراني الذي يصفه بـ «الخسروانيات». ويجوز الاستنتاج هنا انه على الرغم من وجود صناعة منسوجات وبسط وحرير محلية ناشطة في مصر، فإن السجاد الفاخر كان يأتي من ايران جنباً الى جنب مع ذلك المستورد من تركيا. ومع اعتبار أنه لم يكن في مصر الفاطمية في تلك الحقبة صناعة سجاد موازية لمستوى السجاد الايراني يجوز الاستنتاج أيضاً أن التأثر بالسجاد الايراني كان وراء استخدام العقدة الفارسية في سجاد القاهرة المملوكي لاحقاً. والحقيقة أن صناعة السجاد في ايران بالذات انتعشت وبلغت الأوج في العهد الصفوي.
2) سجادة الصلاة التركية:
أشهرها ما صنع فى العصر العثماني فيمكن لنا تقسيم الأبسطة لمجموعتين إحداهما مجموعة صنعت في المصانع المخصصة لاحتياجات العصر، والثانية من عمل أهل الريف الذين لم يعتمد إنتاجهم على الأساليب الصناعية الدقيقة، وقد استمر الأسلوب السلجوقي بتأثيره المعروف بأشكاله الهندسية، مختلطاً مع أسلوب آسيا الصغرى في نسيج الأبسطة اليدوية ذات الرسوم الحيوانية من القرنين الرابع عشر، والخامس عشر، ويظهر هذا النمط في الأبسطة التي صنعها أهل الريف الأتراك منذ القرن السادس عشر حتى التاسع عشر29.
وسجاجيد الجورديز من أهم أنواع السجاجيد التي حفلت بها متاحف العالم. وقد استُمد اسم العقدة التركية المعروفة بعقدة جورديز من مدينة «جورديز» التركية. وتتميز هذه العقدة بمتانتها، فيُقال إنها كانت وليدة الأسطورة التي تحكي أن أحد كهنة الإغريق قد بشر بأن ملكًا سيأتيهم في عربة وأنه سوف ينشر السلام في بلادهم وظهر الفلاح «جورديوس» في هذا الوقت فنودي به ملكًا عليهم، ثم انتشرت نبوءة أخرى تروي أن من ينجح في فك العقدة التي تربط العربة بعريشها سيصبح حاكمًا على آسيا كلها، وكان الحظ من نصيب «الإسكندر الأكبر» الذي قطع العقدة بضربة من سيفه30 .
3) سجادة الصلاة الهندية:
يذكر د. أحمد الصاوي أن متحف( المهراجا ساواي- مان سينغ الثاني) في منطقة جانبور من أهم المتاحف التي تقتني سجاجيد تعكس الطابع الفني لعهد جهانكير، حيث توجد سجاجيد من إنتاج لاهور وقد صنعت خصيصاً في مناسج ميرزا راجا جاي سينغ . وسجاجيد الصلاة الهندية ذات محاريب، ولكن تعتمد على الزخارف النباتية، وتكتسب السجاجيد المصنوعة في كشمير بشمال شبه القارة الهندية سمعة فنية رفيعة بفضل استخدامها لصوف الباشمينه، وهي التسمية التي تطلق على أصواف الماعز الجبلي في مناطق جبال الهيملايا، فضلاً عن أنواع أخرى مخملية تصنع من الحرير ومن القطن 31.
4) سجادة الصلاة المصرية:
هي الأشهر والأقدم، وهي التي إرتبطت بدخول العرب للقارة الإفريقية، وتتميز بأن منها الراقي الغالي الثمن، والرخيص المنتشر بين العوام، والصحراوي الجاف المنتج من سعف النخيل، والريفي الخشن من الصوف، وقد اقترن بالقاهرة ونبلاء وتجار الأقاليم.
سجادة الحصير المصرية أغلى من سجادة الحرير الرومية:
أورد ابن خلدون والمسعودي وياقوت الحموي والجاحظ وغيرهم معلومات قيمة عن هذه الصناعة وأماكن ازدهارها. ومما ذكره ياقوت الحموي (1178 - 1229م/574 - 626 هـ) في «معجم البلدان»، مثلاً، كتب ناصر خسرو في كتابه «سفرنامه» - بين 437 هـ/1045 م و444 هـ 1052.
عندما زار الحرم الابراهيمي في مدينة الجليل بفلسطين عن ان «ارض هذا المشهد وجدرانه مزينة بالسجاجيد القيمة والحصر المغربية التي تفوق الديباج حسناً، وقد رايت هناك حصيرة صلاة، قيل أرسلها أمير الجيوش وهو تابع لسلطان مصر. وقد اشتريت من مصر بثلاثين ديناراً من الذهب المغربي، ولو كانت من الديباج الرومي لما بلغت هذا الثمن. ولم أر مثلها في مكان قط34.
معارض للمصلية المصرية:
لم يقم سوى معرض واحد للمصلية وكان في القاهرة عام (2010)، أقامته كاتبة السطور عقب مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بالكليم الأسيوطي، حيث عرضت للنماذج اليدوية المندثرة للمصلية البلدي المنتجة من النسيج المرسم المنفذ بطريقة القباطي في صعيد مصر.
وللمصلية المصرية ملامح تاريخية أثرت في تاريخ النسيج الإسلامي كله، وهي حتى الآن تمتلك المختلف من هذا الإنتاج المتميز، فماذا عن هذه المصلية ؟؟
تسويق المصلية:
العوامل المؤثرة على إنتاج مصلية الصلاة
إن الوظيفية النفعية أو الجمالية أو الإثنين معاً هي هدف المنتج التشكيلي،
تأثر إنتاج المصلية بمدى توفر الخامات البيئية التي تصنع منها، مدى تناسب سعرها مع سعر الخامة وأجر الحرفي، كما تأثر تسويقها بالعوامل الإقتصادية والسياسية دور نتيجة ظروف العولمة والاتفاقات التجارية بين الدول.
المواسم الرئيسية في تسويق المصلية:
تعتمد مصلية الصلاة على المواسم التالية في تسويقها :
1) موسم الحج:
ويكون في شهر ذي الحجة، وهو يقترن بزيارة مليون مسلم ويزيد لمدينة مكة والمدينة، وهو ما يعني حاجة الحجاج لإقتناء المصلية أثناء أداء الفريضة، وعودتهم لذويهم بهدايا تذكارية من تلك الأماكن المقدسة، أهمها المصلية.
2) موسم العمرة وزيارة مكة والمدينة المنورة:
وهي متاحة طوال العام يجلب الزوار فيها الهدايا الرمزية على رأسها سجادة الصلاة.
3)شهر رمضان :
حيث ارتبط بالعبادة وصلاة التراويح، وهو ما جعل للمصلية وظيفة رئيسية فيه، كما أن هناك حديث عن الرسولﷺ يعتبر عمرة رمضان مساوية للحج، مما جعل زوار الحرم تفوق أعدادهم الحجاج في العشر الأواخر منه.
أسواق المصلية
تختلف الأسواق الخاصة بالمصلية حسب الظروف السياسية والإقتصادية، فحين كان العراق مصدر الأموال كان الذوق والمنتج يتجه إليه، وحين كانت القاهرة مركز الشرق العربي، كان السوق يعتمد عليه سواء كمنتج أو كمستهلك، وحين اتجهت الأموال للخليج العربي ودوله وظهر مجتمع النفط، التفت الأسواق لتناسب المستهلك الخليجي والعمالة التي تعمل به، لكن تظل مصلية الصلاة الخاصة بالمسلمين سواء المنتجة من الخامات الطبيعي أو الصناعية تعتمد على طرز سجادة الصلاة التركي، أوالمصري، أوالإيراني.
فلكل منهم مميزاته، فقد كانت السجادة المصرية أرقهم، تتبعها التركي بألوانها الرائعة، فالإيراني التي تفوق الكل في الفخامة، ودقة الصنعة.
ويشهد تاريخ السجادة في المتحف الإسلامي على هذا، وفيما يلي ملامح السوق التي تتعامل مع المصلية أو سجادة الصلاة في العالم الإسلامي.
- أسواق الخليج العربي: وهو مستهلك لا ينتج (وتعتمد على منتج مصدره جنوب شرق آسيا أوتركيا)
- السوق التركي: وهو ينتج المصلية، ولا يستورد سوى المصلية الصيني.
- السوق المصري: وهو ينتج المصلية ويستوردها من الصين، جنوب شرق آسيا.
- أسواق المغرب العربي: وهو ينتج المصلية ويستوردها من الصين، جنوب شرق آسيا.
- أسواق دول جنوب شرق آسيا: وهي دول أندونسيا وباكستان وماليزيا، وتعتمد على إنتاجها المحلي.
- السوق الأفريقي: وتعتمد على المنتج المستورد من الهند ودول جنوب شرق آسيا، وأهمالدول الإسلامية في القارة: نيجيريا والسنغال وغيرها.
- أوروبا ودول المهجر: تعتمد على المصلية التركي والهندي والصيني.
- السوق العراقي: بعد ظروف الحرب تحكم سوق المصلية التركي في المنتجات التي توردها للعراق.
- السوق السوري: كانت سوريا من المناطق التي تنتج سجاجيد الصلاة، لكن انتهى كل ذلك بظروف الحرب، ولم يبق من إنتاجها سوى الموجود في متاحف العالم.
توصية
ترى الكاتبة أهمية في عقد ملتقى لمنتجي ومصممي المنسوجات في المنطقة العربية، والتي تنتج المصلية كمنتج تطبيقي، والعمل على ترويج المصلية العربية في وطنها العربي المستهلك الرئيسي لها، بهدف تنميتها وسد الاحتياج المحلي منها، وللاستفادة من الإرث الكبير الذي يملأ المتاحف من الموروث التقليدي للمرسمات الشرقية، وفنون السجاد الإسلامي.
ومن الهام تسويق المصلية في إطار حماية حقوق الملكية الفكرية، والتي لو طبقت على كل السجاجيد الواردة من الصين، لظهرت ملكية تركيا وإيران ومصر والهند لأغلب التصميمات الإبداعية التي ملأت بيوت المسلمين خاصة والنحل والأديان الأخرى عامة، والتي تستعين في إنتاجها بالتصميمات النسجية التقليدية التي تملأ المتاحف.
الخلاصة
إن (المصلية) تراث إنساني، حيث يرتبط السجود بالصلاة في العديد من الأديان، لنجد توحيد فلسفة السجود لله فوق سطح نسجي مع الطبيعة البشرية، والفطرة المستسلمة للغيب والكون وجلاله العظيم، وإنه من الأهمية رؤية المنتج النسجي (المصلية) من منظر كوني متكامل بين الثقافات الإنسانية المختلفة.
الهوامش
1. الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب طبعة دار الكتب الإسلامية، إيران.
2. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية اليهودية_ المسيحية_الإسلام، دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، 2006.
3. جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1993، ص29.
4. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص25 عن: محمد فؤاد الهاشمي، الأديان في الميزان، دار الكتاب العربي، القاهرة، بدون تاريخ.
5. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص18
6. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص 27، ص28عن:
- THE Egyption Book of the dead, Introduction ,W.Budge,p.885.
7. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص29، عن: دائرة المعارف الإسلامية1/ 543
8. ياروسلاف تشرني، الديانة المصرية القديمة، ترجمة : أحمد قدري، دار الشروق للنشر، 1996.
9. تميم القاضي، الأصولية الهندوسية، ص9
10. www.arab-ency.com ، عائشة خير الله، (الهندوسية).
11. articles.islamweb.net أديان الهند الكبرى (الهندوسي ).
12. http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.
13. جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، مرجع سبق ذكره، ص122، 125
14. جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، مرجع سبق ذكره، ص 344 .
15. http://maarifa.org
16. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص 30
17. هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية، مرجع سبق ذكره من ص 26 عن: محمد فؤاد الهاشمي، الأديان في الميزان، دار الكتاب العربي، القاهرة، بدون تاريخ.
18. https://islamqa.info
19. منظمة التعاون الإسلامي، (رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ)، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (الأرسيكا) بالتعاون مع وزارة الأوقاف بدولة الكويت، إسطنبول، 2014 .
20. إياد أبو شقرا، حنان أبو شقرا، فنون السجاد الشرقي: دراسة تاريخية وفنية وعلمية، دار الساقي، بيروت، 2009 .
21. William T Ziembo، Abdukadir Akatay And Sandra l Schwartz – Turkish Flat Weaves – Scorpion Publications ltd-1979-England.
22. William T Ziembo، Abdukadir Akatay And Sandra l Schwartz – Turkish Flat Weaves – Scorpion Publications ltd-1979-England.
23. أمجد عبد السلام، فلسفة الصياغات التصميمية الشعبية للعنصر في مختارات من الفن المعاصر كمدخل لتدريس التصميم، رسالة دكتوراه، كلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، 2006،ص 67 :69.
24. إيمان مهران،«تحليل الجانب الجمالى لفن الكليم في بعض قرى محافظة أسيوط» مع دراسة ميدانية لتحديد أساليب التنمية والحفظ، المعهد العالى للفنون الشعبية، أكاديمية الفنون، القاهرة،2009.
25. برنارد مايرز، مرجع سبق ذكره ،1969م، ص227.
26. إيمان مهران،"تحليل الجانب الجمالى لفن الكليم في بعض قرى محافظة أسيوط، مرجع سبق ذكره.
27. http://almustaqbal.com
28. https://civilizationlovers.wordpress.com
29. عز الدين نجيب، مرجع ذكره، 2005، ص 102: 103
30. كوثر أبو الفتوح. دراسات لسجاجيد الجورديز. الطبعة الأولى. القاهرة: مطابع المجلس الأعلى للآثار، 2003.
31. http://www.alittihad.ae/details.php
32. منظمة التعاون الإسلامي، (رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ)، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (الأرسيكا) بالتعاون مع وزارة الأوقاف بدولة الكويت، إسطنبول، 2014.
33. منظمة التعاون الإسلامي، (رحلة مع سجادة الصلاة عبر التاريخ)، مرجع سبق ذكر
34. إياد أبو شقرا، حنان أبو شقرا، فنون السجاد الشرقي: مرجع سبق كره .
المراجع:
- أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، طبعة دار الكتب الإسلامية، 1365 هجرية، إيران.
- أمجد عبد السلام، فلسفة الصياغات التصميمية الشعبية للعنصر في مختارات من الفن المعاصر كمدخل لتدريس التصميم، رسالة دكتوراه، كلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، 2006.
- إياد أبو شقرا، حنان أبو شقرا، فنون السجاد الشرقي: دراسة تاريخية وفنية وعلمية، دار الساقي، بيروت، 2009 .
- إيمان مهران، تحليل الجانب الجمالى لفن الكليم في بعض قرى محافظة أسيوط_ مع دراسة ميدانية لتحديد أساليب التنمية والحفظ، المعهد العالى للفنون الشعبية، أكاديمية الفنون، القاهرة،2009.
- برنارد مايرز، الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها، ترجمة سعد المنصوري، مجموعة الكتب الدراسية والمراجع الأمريكية المترجمة، طباعة الألوان المتحدة – القاهرة، 1969م.
- جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1993.
- الحليم نور الدين، الديانة المصرية القديمة، ج1، مكتبة الأنجلو المصرية، 2005.
- عز الدين نجيب، موسوعة الحرف التقليدية، الجزء الثاني ، القاهرة، جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة بالتعاون مع أغاخان للخدمات الثقافية،، 2005 .
- كوثر أبو الفتوح. دراسات لسجاجيد الجورديز. الطبعة الأولى. القاهرة: مطابع المجلس الأعلى للآثار، 2003.
- محمد مصطفى. سجاجيد الصلاة التركية. القاهرة: مطبعة وزارة المعارف العمومية، 1953.
- هدى درويش، الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية اليهودية_ المسيحية_الإسلام، دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، 2006.
- ياروسلاف تشرني، الديانة المصرية القديمة، ترجمة : أحمد قدري، دار الشروق للنشر، 1996.
- William T Ziembo، Abdukadir Akatay And Sandra l Schwartz – Turkish Flat Weaves – Scorpion Publications ltd-1979-England.
المواقع الإلكترونية:
- .http://almustaqbal.com
- http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.
- http://maarifa.org/index.php?option=com
- http://www.mawhopon.net
- https://arabic.sputniknews.com
- https://civilizationlovers.wordpress.com
- https://islamqa.info
- www.alweeam.com.
الصور
- من الكاتبة.