النباتات السامة في الطب الشعبي
العدد 48 - عادات وتقاليد
عندما تناول سقراط نبات الشوكران المائي (Water hemoloc) كان يعرف وهو الطبيب المعروف حقيقة أن هذا النبات يبقيه في وعيه حتى لحظة وفاته1 . ومن هذا النبات السام تحققت المعرفة عند أرسطو عن ماهية هذا الشىء الغامض الذي تشكله لحظة الموت. واتهمت أكرابينا (Agrippina) بقتل أخيها كاليجولا (Caligula) وفيما بعد زوجها كلايدوس (Claudius )بالمشروم السام2.
وفي روايتها «شرف 2» للكاتبة التركية اليف شافاك، تذكر بأن أعشاب الشوكران السامة، نبتة قديمة وطبية وأعداد كبيرة من الناس تظنها نبتة الشمرة، فتفيض أرواحهم دون ان يدروكوا سميتها لعدم ترك أي أثر حتى لحظة وفاتهم . وكان القرويون يسمونها «نفس الشيطان»3.
ولكن أغرب حكاية حول النباتات السامة كما يرويها المؤرخون من العصر الروماني هي ظاهرة الإبتسامة السردونية . فما هي هذه الابتسامة؟ في كتب التراث والمجلات المعنية بالنباتات تسرد بأن في المجتمع الروماني ليس هناك فائدة من كبار السن، ويصبحون عالة على المجتمع. فتقوم السلطات المحلية بإعطائهم نبات يطلق عليه oenanthe (زهرة العنب) ويعمل هذا النبات على تشنج عضلات الوجه وتبدو الملامح بإبتسامة متشنجة. ثم تقوم السلطات بضربهم حتى الموت أو إلقائهم من فوق صخرة ونتيجة لتأثير النبات فلاتبدو عليهم ملامح الألم وإنما تلك الإبتسامة المتشنجة. وهذه صفة يطلق عليها في الأدب القديم Risus sardonicus.
كما لاحظ المستوطنون في الحدود الغربية الأمريكية في العام 1800 بأن جيادهم، وأبقارهم وغيرها من المواشي تترنح وتنزلق بسرعة وتنظر بغرابة. وتتدرج غرابة المنظر إلى انها تهوى وتموت ويطلق على هذه الحالة بمتلازمة جنون الماشية (locoism ) والتي مازالت غريبة إلى يومنا هذا5. وتعزى هذه الحالة إلى أنواع من الأعشاب التي تنمو في ولايات أمريكية حيث تتغذى عليها الماشية مثل : astragalus and oxytropis والمركب الكيميائي المعني بهذه الظاهرة هو القلويد swainsonine.
استخدمت قبائل الزولو نبات (يام Yam) في صيد القرود وكذلك استخدم الصيادون في ماليزيا هذا النبات لتسميم الحيوانات البرية مثل النمور. وفي اندونيسيا ومناطق اخرى استخدم نبات «اليام» في صناعة الرماح السامة6. ولعبت الرماح السامة المصنوعة من أغصان النباتات دوراً كبيراً في صيد الحيوانات أو في الدفاع عن النفس او في المعارك والحروب.
ومن النباتات التي أثارت جدلاً في العالم هو نبات الأفسنتين7. في عام 1905م قتل «جان لانفاري» زوجته وابنتيه بعد يوم من إفراطه في الشراب. وبعد مرتين من شرب الأفسنتين، دخل في خلاف مع زوجته انتهى بقتله لزوجته وابنتيه. وقد تشكّلت موجة مضادة للمشروب ومن هنا بدأت المطالبة بحظر المشروب في سويسرا حيث وقعت الجريمة، وحصلت عريضة الحظر على 82 ألف توقيع. عندما أقدم لانفاري على الانتحار شنقًا في السجن بعد مرور ثلاثة أيام على الحبس، أطلقت الصحافة على الجريمة جرائم قتل الأفسنتين. وتم الربط بين الأفسنتين وبين تسببه بالجنون والفساد الأخلاقي. ويتكون هذا المشروب اساسا من مركب ثوجون السام.
ويتواجد الثوجون السام بنسبة عالية في نبات الدمسيسة أو الأفسنيتين، وهو نبات ينمو على جوانب الطرقات وفي البراري. والدمسيسة نبات له ساق خضراء وأزهار مركبة ذات لون أصفر وله رائحة عطرية. ويعرف علميًا باسم Artemisia absinthium. وهو كغيره من النباتات العطرية يحتوي على زيت طيار تصل نسبته إلى حوالي 0.3 ٪ وزيت ثابت أهم مكوناته مادة الثوجون التي لها تأثير قوي في علاج حالات المغص الكلوي وتسهيل خروج الحصوات وإدرار البول. لكن استخدامه يؤدي إلى حالات من التلف الدماغية. لذلك أغلب النباتات هي سلاح ذو حدين ممكن استخدامها في العلاج الطبي وممكن استخدامها مادة سامة اذا استخدمت منها جرعات كبيرة. وهناك عدد من النباتات التي تم استخدامها في الماضي على انها منشطات او منبهات ولكن اثبتت الدراسات بان لها تأثيرات جانبية ولذلك تم منع تداولها او بيعها، ومن أمثلتها ثمرة القورو
وهي الثمرة الأفريقية التي تعتبر من المنشطات والتي تمنح متعاطيها ذات النشوة التي يمنحها القات. وهذه الثمرة موروث غذائي توارثته الأجيال كبديل للغذاء عند حدوث مجاعات ونفاذ الغذاء. إلا انه منع استخدامه في الآونة الأخيرة لما سببه من أعراض قاتلة وتوقف استخدامها كطعام منشط للخيول8.
وتشكل النباتات التي تثير جدلاً عند استخداماتها كعلاج طبي مع معرفة الآثار السمية التي تحتويها نسبة كبيرة في المجلات العلمية المعنية بالأبحاث الغذائية والكيميائية. وعلى سبيل المثال لا الحصر المعركة الدائرة بين سمية أوراق النباتات الثلاثية: اللبلاب، والبلوط، والسماك9. الذي يسبب حساسية شديدة عبارة عن بقع حمراء على سطح الجلد وبالاخص الشباب عند ملامستهم أو تعرض ملابسهم لهذه الأوراق النباتية.
رغم تناول كتب التاريخ وقصص التراث حول استخدام النباتات في القتل والانتقام، فلن نستثني العصر الحديث من إستمرار هذه الظاهرة، أي استخدام النباتات السامة في التخلص او إيذاء أية ضحية. وعلى المستوي الرسمي نذكر ما نشرته الصحف في 17/4/2013 م عن الرسالة المشبوهة التي وجهت إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي تضم مادة الريسين السامة10. وكذلك ما تناقلته وكالات الانباء عن مقتل الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري قتل في شهر فبراير 2017 بواسطة aripiprazole, antipsychotic.
هذه أمثلة قليلة من أمثلة كثيرة لا يسمح المجال هنا لذكرها بالتفصيل، الأمر الذي يدل على أن النباتات هو أحد المصادر الهامة لصناعة السم ولاستخدامه في التخلص من الضحايا. والمشكلة الأساسية في سياق هذه الأمثلة أن الناس لا يعرفون سمية هذه النباتات وليس لديهم المعرفة التي تجعلهم قادرين على التعرف على سمية النباتات من شكلها أو لونها أو رائحتها. ولذلك قد يقعون ضحية لعدم معرفتهم لمثل هذه النباتات. وفضلاً عن ذلك بعض هذه النباتات السامة يشيع استخدامه كدواء لمعالجة بعض الأمراض وهنا تقع مشكلة ازدواجية فاعلية النبات بين السمية والعلاجية، مسألة لا تخلو من مخاطر.
والسؤال الذي نطرحه في هذا السياق هو كيف يمكن تجنب هذه المشكلة من خلال قوانين الفارمكولوجية ومن خلال الدراسات المكرسة لهذه النباتات ومن خلال تسويق نتائج الدراسات داخل المجتمع المحلي والعالمي. ولذلك أجد من الضروري في سياق تنمية الوعي بالظاهرة التي بينتها هو أن نتعرف على كيفية الاستدلال على سمية النباتات.
كيف يستدل على سمية النبات؟
المقصود بالنبات السام هو النبات الذي يحتوي على مركب كيميائي أو عدة مركبات تؤثر على الوظيفة الفسيولوجية لجسم الإنسان. وتعتبر النباتات سامة سواء من خلال أجزائها مجتمعة أو من خلال بعض أجزائها (مثل البذور أو الأوراق أو الجذور..الخ) إذا أخلت بالوظيفة الفسيولوجية لأحد الأعضاء أو كل الجسم عند الإنسان أو الحيوان. والإخلال بالوظيفة الفسيولوجية يعني أن تؤدي السمية إلى نزيف داخلي أو جرح ظاهر مثل البثور أو الأورام أوممكن يؤدي إلى إجهاض الأجنة او الشلل المؤقت أو الدائم أو الاخلال العصبي والهيستيريا أو الهلوسة والتشنج وفي النهاية الموت الحتمي. وتحتوي كثير من النباتات على سمية معينة لبعض من أجزائها، مثل البذور فقط أو الأورق أو الجذور، بينما باقي النبات آمنًا ولا يحتوي على أي مكونات كيميائية ذات سمية عالية. حيث يعتبر النبات آمنًا لمن يجهل هذه المكونات . على سبيل المثال بذرة التفاح تحتوي على نسبة معينة من مركب إمجادلين الذي يحتوي على نسبة من السمية . وهناك بعض النباتات او الثمار تعتبر سامة قبل النضج أو سامة في مرحلة من مراحل النمو.
تكون النباتات أو أجزاؤها سامة إذا احتوت على مكونات كيميائية معروفة بسميتها أو تتحلل وتطلق مواد سامة من جراء هذا التحلل أو عند الهضم تدخل التفاعلات الكيميائية مع بعضها وتنتج مكونات سامة. وكثير من هذه المواد السامة هي سلاح ذو حدين حيث تنطلق هذه المواد السامة من أجل حماية النبات عندما تتعرض النباتات إلى عدوان خارجي لتدميرها.. وهذه الحماية البيئية هي التي تحمي النبات من التدهور والاندثار.
ولا نقصد من النباتات السامة تلك التي تتعرض للعفن أو تأثير الرطوبة أو الحرارة عليها - أي المؤثرات الخارجية - نتيجة الاهمال أو التخزين السيئ، ولكن نقصد النباتات التي يحتوي جزءً من مكوناتها على مركبات سامة تؤدي إلى الإخلال الوظيفي كما أشرت سابقًا.
ولقد حبانا الله برعايته أن تكون تلك الأجزاء السامة من النباتات الموجودة في الثمار او الخضروات على وجه الخصوص غير قابلة للأكل بينما باقي النبات يؤكل سليما أو تكون سليمة بعد الطهي أو عندما تخلط مع نباتات اخرى أو تغمر في الماء إلى آخره:. وعلى سبيل المثال ما يلي:
بذور وأوراق بعض النباتات مثل المشمش، البرقوق، الخوخ، الكرز، وبذور اللوز المر وكل هذه العائلة، تحتوي على نسبة من المواد السامة التي يطلق عليها جلوكيسيدات سياينية (cyanogenic glycosides) المعروفة بسميتها وتطلق حمض السيانيد في عملية الأيض. ولذلك لا تؤكل تلك البذور رغم إحتوائها على النواة. ويمكن معرفة وجود السيانيد من التحاليل الكيميائية، حيث يتفاعل ساينيد الصوديوم والبوتاسيم مع كل من الحديد والنحاس والكادميوم والخارصين والكروم والكوبلت والنيكل وغيرها وينتج مركبات ذات ألوان مختلفة من السهل الاستدلال عليها11.
النباتات تكون سامة قبل الطبخ وآمنة بعد طبخها مثل أنواع مختلفة من الفاصوليا وعلى سبيل المثال: الفاصوليا الحمراء وبعض أنواع الفاصوليا الأخرى التي تحتوي على مركب سام يعرف ب ليستين (lectin)، ولهذا المركب تأثير في عملية انقسام الخلية غير المباشر وبالتالي يؤثر على الغشاء الخلوي في عملية نقل البروتين أثناء عملية الأيض. وتؤدي هذه الحالة الفسيولوجية إلى التقيؤ والاسهال وذلك خلال ساعات قليلة من اكل الفاصوليا الحمراء غير مطبوخة. ولكن ممكن غلي الفاصوليا إلى درجة حرارة فوق C°100 ولمدة عشر دقائق فيمكن التخلص من هذه المادة السامة ويصبح الفاصوليا آمنا للأكل. وهذا ما اوصت به هيئة التغذية الأمريكية (FDA). وكذلك البطاطا النيئة التي تحتوي على مادة السولانين السامة قبل الطبخ وتتحلل بعد الطبخ. والسولانين له تأثير ضار على الجهاز العصبي فيؤدي إلى صداع وإسهال وإضطراب في عمليةالهضم.
الكمية المستخدمة للنبات تلعب دورا في سميتها، مثال على ذلك جوزة الطيب لإضفاء نكهة خاصة في الطبخ. تحتوي جوزة الطيب على مركب يطلق عليه مايرستسين، ومركب المايرستسين (Myristicin ) بجرعات عالية جداً يؤثر على الأعصاب مما يؤدي إلى حالة من الهلوسة أو إضطراب في الرؤية وأحيانًا يؤدي إلى الغثيان.
أوراق النباتات التي تستخدم في الشايات أو في بعض أنواع المأكولات، ليست كل الأوراق قابلة للأكل أو الطبخ، فهناك بعض النباتات تستخدم أوراقها في عمل الشاي مثل النعناع والريحان وغيرها وهناك بعض الأوراق تستخدم في الطبخ مثل ورق العنب. ولكن بعض النباتات تحتوي أوراقها على مركبات سامة لا تتحلل أو تذوب أثناء الطبخ ولذلك فهي ضارة في إستخدامها في شرب الشاي كعلاج دوائي. من أمثلة هذه الأوراق، أوراق الطماطم التي تحتوي على مركب أتروبين (atropin) وهو قلويد سام يؤدي إلى إختلال عصبي كذلك تحتوي الأوراق على نسبة بسيطة من مركب توماتين (tomatine) السام الذي يتحلل عند النضج في الطماطم الحمراء.
استخدام النباتات السامة في التراث ؟
ذكرنا سابقًا كيف استخدمت النباتات السامة في زهق روح الضحية. وإستخدمت النباتات السامة في التراث وذلك إما من اجل القضاء على الضحية أو من أجل إسقاط الجنين أو الايذاء الجسدي والنفسي مثل الأعراض التي تسبب الهلوسة والتشنج والهذيان والشلل المؤقت والدائم وغيرها. وعملية كشف الضحية المسمومة دائما في دائرة الشك، حيث من الصعب أحيانا تقصي أثر الفاعل وربما حتى أثر السم المستخدم من النبات. وبشكل عام ممكن تقسيم استخدام النباتات السامة الى نوعين:
- نباتات معروف مركباتها بسميتها وتستخدم للإضرار بالضحية.
- نباتات مجهولة المركبات وتستخدم إما للطب الشعبي أو تستخدم بشكل عشوائي.
في الأزمنة القديمة سعى العطارون إلى جمع الأعشاب وتجفيفها ومن ثم طحنها من أجل الاستخدامات المنزلية.. سواء في الطبخ أو التنظيف أو في عمليات التجميل والزينة... الخ. لم تكن المرأة تعرف ماهية المكونات الكيميائية أو البيولوجية لهذه النباتات وإنما وجدت أمهاتهن أو جداتهن يتعاملن مع هذه النباتات أو بالتجربة على الاستخدامات. كثير من هذه النباتات تحتوي على مواد سامة ولذلك أصبح لدى النساء أو العطارين خبرة في ما هية هذه المكونات وما تحتويه من سُميّة.
لم يكن الكشف عن وصفات استخدام النباتات السامة في البحرين سهلا. أولا ربما لأن الحالات – إن وجدت - قليلة وثانيا لأن المجتمع المحافظ كثيرا ما يلجأ إلى التعتيم والتستر. ولم يتم توثيق الحالات التي أًدخلت إلى المستشفى من تأثير النباتات السامة لعدة أسباب. ولكن كما ذُكر لي من أحدى الاختصاصيات12 في النباتات الطبية بأن حالات قليلة تمت إحالتها الى القسم المعني مثل حالة تناول بعض الأعشاب أو كبسولات مصنوعة من الأعشاب التي سببت الاجهاض، وحالة أحد المرضى الذي يعاني من مشاكل في الكلى سبب له تناول عشبة معينة من احد محلات العطارة سببت له مشاكل صحية أدت إلى سفره الى خارج البلاد للعلاج. بعض من الحالات التي تؤدي إلى حدوث بعض المشاكل مثل أحد المرضى تعالج بمرهم مصنوع من الأعشاب واتضح لاحقا بأن نسبة الكورتيزون في المرهم عالية جدا مما أدى الى حدوث مشاكل صحية أخرى. أما ما يسرده العطارون أو ما تسرده بعض النسوة من حوادث وصلت لسمعهم فقط فهي كثيرة وغير موثقة في أي من الدراسات.
تقول إحدى النساء العاملات في الطب الشعبي، أو العلاج التقليدي مثل الحجامة، أو عمل السحر وغيره. بإن بعض النساء يطلب منها نبتة لإسقاط الجنين لضرتها (زوجة زوجها) عندما يصل لسمعها بأنها حامل. أو تطلب منها بعض النسوة إن كان هناك نبات يساعد على العقم. من هذه النباتات ما يباع في محلات العطارة لفوائدها الطبية .
يحكي أحد البحارة الذين أعرفهم (وهو من عائلتي) بأنه قديمًا كانوا يستخدمون طريقة في صيد الأسماك عن طريق استخدام مادة نباتية مخلوطة تشبه بعر الأغنام في حجمها وتطحن مع بعض أطعمة الأسماك كمخلوطات القواقع وسراطين البحر ثم تنثر حين يصل المد إلى الشاطئ فتأكله الأسماك التي تبحث عن الطعام. وبعد نصف ساعة أو يزيد قليلا ينزل الناس لالتقاط الأسماك الميتة من أثر هذا السم.
استخدمت هذه الطريقة – طريقة سم السمك عبر النباتات – في كثير من المناطق في آسيا وأمريكا الللاتينية.
أما العطارون الذين أجريت معهم اللقاء وهم ثلاثة من المنامة والمحرق وإحدى القرى، يتفقون على عدم علمهم بأي نبات سام يستخدم في محلات العطارة لديهم، أو عدم الطلب من الزبائن لأي نوع من النباتات السامة.
عينات من النباتات السامة :
تتوفر بعض من النباتات السامة في البحرين او الخليج، وهي إما برية أو أعشاب تجلب من الخارج لأغراض علاجية ولذلك يجب التنويه بمدى سمية هذه النباتات إما بنشرات أو بعدم تعرضها للناس وخاصة الأطفال. من هذه النباتات نستثني النباتات الزراعية التي تجلب لغرض الزينة أو الزراعة في الشوارع. وبعض النباتات هي :
الداتورا: نبات يستخدم لدوار البحر وهو من الفصيلة الجزرية
Datoura: scopolamine poisounes plant but it is used in sea sickness
قلوانيات الدتورة تؤثر في الجهاز العصبي المركزي ويقلل الافرازات العرقية واللعاب وغيرها.
فوكس جلوف Foxglove: يحتوي على دايووجكسين الذي يعمل على زيادة ضربات القلب وبجرعات اكبر يؤدي إلى أعراض مرضية او الوفاة.
الفُوّة rubia tinctorium L: نبات عشبي متسلق له أوراق قصيرة الأعناق. والجزء المستخدم هو الجذور وتوجد في السوق على شكل قطع اسطوانية (البتانوني 216). يستخدمه العطارون أو تحاميله لاجهاض الجنين.
حب الملوك croton tiglium L: هي البذور لشجيرة تنمو وتزرع في الهند وسريلانكا والبذور معروفة لدى العلماء المسلمين بالاسم الفارسي باسم ماهودانة والبذور والزيت المستخرج منها مسهلان شديدان ويعتبر أقسى وأشد المسهلات وقد كانت تستعمل أزهار النبات وأوراقه في تسميم الأسماك في الهند . (البتانوني 264).
الحرمل peganum harmala L: نبات عشبي معمر وله ثمار بيضية بها بذور سوداء . يحتوي الحرمل على قلوانيات وهي شديدة السمية.
الحنظل citrullus colocynthis L: نبات ينمو زاحفا على الارض وله ثمرة مستديرة شديدة المرارة . الحنظل مسهل قوي وله تأثير شديد على الأمعاء وهي تسهل وتقيئ لحد الموت.
الششم او عين الديك او البندق المر abrus precatorius L: نبات الششم شجيرة متسلقة، وتستخدم البذور الجاقة . تحتوي البذور على مادة بروتينية سامة هي الأبرين. يضيفها العطارون الى مكونات البخور ويجب الحذر من سميتها.
طعم سمك أو سم السمك anamirta cocculus wight & Arentt: نبات خشبي متسلق مستديم الخضرة
عنب الذئب solanum nigrum L: نبات عشبي حولي للثمار أثار منومة ومهدئة ويحتوي على قلويدات.
الخاتمة:
إذن لعبت النباتات السامة دوراً كبيرا في التراث وفي ثقافات الشعوب. وأهم استخدامات هذه النباتات السامة هي من أجل الاغتيالات السياسية أو إزهاق الأرواح أو التسبب بتشنجات أو عاهات أو الإضرار بالكائن الحي. فمنذ قتل كاليجولا وحتى محاولة الرسالة المشبوهة الى الرئيس السابق أوباما، تعددت الوسائل والأهداف والضحايا لكن بقيت النباتات السامة هي الوسيلة الآمنة لزرع السم دون الوصول إلى معرفة الجاني. أو وربما استخدمها العامة بدون وعي كعلاجات في الطب الشعبي.
ولا شك أن معرفة المكونات السامة لهذه النباتات سيساهم في تعميق الوعي للكشف عن المزيد من هذه السموم وبسرعة قياسية قبل أن تصل الى جوف المجني عليه. ننتهي من خلال ما عرضنا له إلى ضرورة ما يلي:
- حصر جميع النباتات السامة وتوثيقها علميًا وفايتوكيميائيًا.
- زيادة الوعي الثقافي الشعبي بأن النباتات قد تنطوي على مضار تؤدي الى خلل في الوظائف الفسيولوجية للكائن الحي.
- إصدار قانون النباتات والأعشاب الطبية وتأثيراتها الجانبية من أجل معرفة النباتات السامة
- الإشراف على متاجر العطارين ووعيهم ومعرفتهم بالنباتات السامة المعروضة.
الهوامش
1. American Chemical Society Webinar: toxic plants
2. national geography: issue 99
3. اليف شافاك، شرف: الجزء الثاني، ص 44
4. C & EN August 31, 2009 p 40 Amrican chemical society
5. site of American chemical society:
- www.acs.org
6. عشبة الأفسنتين أو الأفسنتين المر من الأعشاب الطبية بنكهة اليانسون، ويُشار إليها في الأدب التاريخي (الجنية الخضراء). النبتة معروفة في المغرب بالشيبة وهي تحل محل النعناع في في فصل الخريف والشتاء لتنكيه الشاي.
7. www. FAO. Org : Documents Titles: roots, tubers, plantains , and banana in human nutrition
8. خديجة حبيب، جريدة الشرق الأوسط ، العدد 11870، 29 مايو 2011.
9. في 17/4/2013 م هذا اليوم اعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ان الرسالة المشبوهة التي وجهت إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما تضم مادة الريسين السامة، مؤكدا في الوقت نفسه ان لا علاقة بين هذه الرسالة واعتداءات بوسطن وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في بيان ان التحاليل الاولية التي اجريت صباح الاربعاء على رسالة وصلت إلى مركز فرز رسائل البيت الأبيض خارج المجمع الرئاسي اكدت «وجود مادة الريسين» في الرسالة واضاف البيان «لا توجد اشارة إلى اي رابط مع اعتداءات بوسطن» موضحا ان التحقيقات متواصلة وتجري تحاليل اضافية لتأكيد وجود هذه المادة السامة. وكان الجهاز السري الذي يعتبر الشرطة المكلفة حماية الرئيس الاميركي اعلن في وقت سابق ان «مركز البريد في البيت الأبيض تلقى رسالة موجهة إلى الرئيس في السادس عشر من نيسان/ابريل تحتوي على مادة مشبوهة واضاف المتحدث باسم الجهاز ادوين دونافان ان هذا الجهاز «يرصد عادة الرسائل او الطرود التي تستلزم فحصا اضافيا او تحاليل قبل ان يسلمها» إلى البيت الأبيض وكشفت السلطات الثلاثاء ان رسالة تحتوي على سم ارسلت في واشنطن إلى سناتور ميسيسيبي الجمهوري (جنوب) رودجر ويكر ويكبيديا ٩/٣/٢٠١٧
10. ACS News Service Weekly PressPac: September 26, 2012 - 8. Taking the battle against the toxic trio beyond Leaves of three
11. J of Chemical Education , V 93, no 5, May 2016, p 891
12. مكالمة بالتلفون مع عفيفة بدر مسؤولة قسم الطب الشعبي سابقا في الصحة العامة بتاريخ 16/11/2016.
الصور
- الصور من الكاتبة