الهوسة الشعبية في العراق دراسة ونصوص
العدد 48 - أدب شعبي
تعدُّ الهوسة، أو الردسة كما تسمى أيضا، أحد أنواع الشعر الشعبي العراقي التي تنظم عادة بأربعة أشطر. تكون الثلاثة أشطر الأولى بمثابة التهيئة للربّاط (القفل) الذي يعدُّ روح الهوسة، بل هو (الهوسة) في حقيقة الأمر.
ومن الملاحظ أنّ الأشطر الثلاثة الأولى لا تتقيد بوزن معين فربّما تنظم بوزن الدارمي، أو الموشح، أو التجليبة، أو غير ذلك.أما الربّاط فله وزن خاص به يأتي في الأعم الأغلب على بحر المتدارك.
ولد هذا النوع من القول في أحضان القبيلة العربية في منطقة الفرات الأوسط لتلبية حاجة أفرادها،ولاسيما في أيام الحروب والصراعات والمشاجرات التي كانت تنشب بين القبائل لأسباب وذرائع مختلفة.
ولاشك أن هذا النوع من الشعر يُذكرنا بأحد بحور الشعر العربي الذي شاع لدى القبائل العربية قديما، والذي يُعرف بالرجز 2، والذي يكاد يلتقي معه قي نفس الغرض والهدف، فكلاهما ينشدان في الحروب لبث الحماس، وإثارة الهمم لدى المقاتلين، فضلا عن سمة الارتجال التي يتصف بها كل من الراجز والمهوال3.
والحق إنّ فن الهوسة العراقي مازال يشوب تاريخه الغموض فلا نعرف على وجه التحديد، والدقة السنة التي ظهر فيها، كما لا نعرف من هي أول قبيلة استعملته في حروبها وغزواتها، ولا من هو أول شاعر قال أو أنشد فيه.ولهذه الأسباب كثرت الاجتهادات والافتراضات حول تاريخه، وجذور نشأته الأولى.وكلما حاولت الكتابة عنه أصطدم بقلة المصادر الموثقة التي تناولته، دراسة وبحثا.
وعلى الرغم من كل ما ذكرت، حاولت - جاهدا- أن أبحث وأتقصى عنه فيما توفر لدي من معلومات وجدتها مبثوثة في هذا المرجع أو ذاك.ولكي أضع النقاط على الحروف بشكل علمي، شرعت بوضع خطة عمل بنيتها على مجموعة من الافتراضات التي حاولت الإجابة عنها في ثنايا هذا البحث، منها : ما الهوسة، ومن أين جاءت تسميتها ؟ ماذا قال عنها الباحثون؟ متى وأين ظهرت ؟ ما الفرق بينها وبين الأهزوجة؟ هل تنسحب على الأغنية أم على الشعر الشعبي؟ ما أغراضها وأنواعها وأوزانها ؟ من هم روادها ؟، ثم ختمت ذلك بالنتائج التي توصلت إليها.
وعلى كل حال فلا يسعني إلا القول إنّ هذا البحث ما هو إلا مساهمة جادة في إماطة اللثام عن هذا الفن. وحسبي أنّي سعيت، ولا أدعي الكمال، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
نبذة تعريفية بالهوسة:
الهوسة : إنشاد شعبي ظهر في أرياف منطقة الفرات الأوسط، ولاسيما الديوانية، والسماوة، تصاحبه حركة دائرية معروفة تتخللها أبيات شعرية حماسية يقوم بارتجالها وإلقائها أحد أبناء القرية الموهوبين في تجمعات شعبية كبيرة بهدف إثارة الهمم والتفاخر وبعث القوة والعزيمة، لدى المجتمعين ويبدأها بـ( ها أخوتي ها ) وتُردد بعد ذلك الهوسة «الربّاط» عدّة مرّات، ثم يبدأ المهوسجي بهوسة أخرى، وهكذا، وقد يصاحب هذا الطقس العشائري «العراضة»4.
وقد استخدمت الهوسة قديماً، كسلاح فعّال في أغلب النزاعات والحروب القبلية التي كانت كثيرا ما تنشب بين أفراد العشائر المختلفة، وقد كان يصحب الهوسة آنذاك إطلاق العيارات النارية، وأحياناً هلاهل النسوة، ولم يقتصر نظمها على الرجال، وإنما كان للنسوة حظ في ذلك، ولاسيما في ثورة العشرين، إذ أشار السيد علي الخاقاني إلى بعضهن كـ(عفته بنت أصويلح الأزيرجاوية، وأفطيمة آل علي الظالمية، وانجيدة)5.
أما اليوم فقد تغيرت معالم الهوسة واقتصرت على المناسبات الاجتماعية والوطنية، ولم يعدْ للمرأة دور يذكر فيها، كما لم يعد يصاحبها إطلاق العيارات النارية إلاّ في حالات قليلة ونادرة.
ما قاله الباحثون عنها
ضرب من الشعر العامي تنظم من شطر أو بيت ذي شطرين يغلب فيها التدوير وليس لها وزن معين وإن شاع نظمهم لها على وزن يقرب من بحر (المحدث)6.
أبيات من الشعر الشعبي الحماسي المحرض لاقتحام الأهوال»7، أو « هي صرخة احتجاج وتحدٍ 8.
نمط شعري ترنمي تطريبي منغم تنغيما مستذوقا من قبل المتلقي بتلقائية لا تكلف فيها، وأجمله وأقواه ذلك الذي يصدر عن العامة محدودي الثقافة 9.
إنّها أكثر أنواع الشعر الشعبي شيوعاً بين القبائل العراقية التي ألفت الغزو، وشن الغارات منذ أحقاب عديدة10.
إنّ الهوسة تفجير عاطفي يثير الهمم الرواقد،ويعلن الحرب،ويقدّس الأمجاد المتوارثة، ويسب العدوان» 11.
«أنها ضرب من الفن التهكمي»12.
لون غنائي فولكلوري عراقي يرافقه رقص جماعي يستخدم لإثارة الهمم والتحفيز على القتال، ويتميّز هذا اللون بالإيجاز والسهولة والسرعة13.
الهوسة من الشعر الشعبي الحماسي على بحر الخبب، وهي من هاس يهوس الشيء، أي دقه وكسره، ويقال حمل على العسكر فداسهم وهاسهم،أي كسرهم والهواس،والهواسة،الأسد الطواف بالليل مع جرأة في طلب، وتعني أيضا الشجاع المجرّب 14.
متى وأين ظهرت ؟
لا نعرف على وجه الدقة متى ظهر فن الهوسة في العراق، ولا تتوفر لدينا نصوص قديمة نستدل من خلالها على تحديد تاريخ نشأته الحقيقي، إلاّ أن المُسلم به أنّ الشعر الشعبي العراقي بمفاهيمه وتراكيبه المعروفة في الوقت الحاضر لا يتجاوز عمره المائتي عام، وعلى وفق ذلك يمكن تفنيد مزاعم من يدعي أنّ الهوسة « ظهرت إلى حيز الوجود في أوائل الاحتلال التركي للعراق عام 1514م»15.
أما أقدم نص هوسة عثرنا عليه فهو ما نسبه الأب انتساس ماري الكرملي16 لعشائر الهندية الذي قال :إنها قالته وهي تحارب والي بغداد مدحت باشا17 بقيادة شيخها وادي18، مخاطبة إياه : «قم وادي وبغداد ارتجت»19.
فإذا صح ما قاله الكرملي، فإن ذلك يدعونا إلى معرفة تاريخ حملة مدحت باشا التي قادها على بغداد، والتي تشير المصادر إلى أنها قد حدثت بعد أربعة أشهر على ولايته للعراق نتيجة دعوته للتجنيد الإجباري، أي أن ذلك حصل في عام 1869م.ولكن ما يثير الاستغراب أننا لم نعثر على أي نص مدوّن آخر طيلة سنوات الاحتلال العثماني،إذ ربّما ضاعت أو فقدت تلك النصوص التي قيلت في تلك المرحلة.
ويظهر أنّ الهوسة قد عُرفت في حياة الحاج زاير الدويج المولود في عام (1277ه / 1860م)،إذ يشير السيد عبد الرزاق الحسني20، والشيخ علي الخاقاني21 إلى نص منها ينسبانه إليه،كما أن هذا النص مثبت في ديوانه الذي جمعه الحاج محمد باقر الإيرواني، يقول النص22:
ظفر بيّه ابمسايسته ويـدّه
أوعليه طالت أنفاسه ويدّه
جلب هوّه وأبوه مثله ويــدّه
من سـابع جد ينبح بيها
وهذا البيت هو عبارة عن مجاراة لبيت من الفصيح، قاله أحد الشعراء :
هو الكلبُ وابن الكلبِ والكلبُ جدّه
توارثَ هذا الكلبُ من ذلكَ الكلبِ
ويبدو أنّ الحاج زاير كان مقلا في نظم الهوسة؛ ولهذا لم نجد في ديوانه سوى هذا البيت الذي أشرنا إليه، إذ ربّما لم يكن هو بحاجة لمثل هذا النظم، فقد كانت تستهويه فنون شعرية أخرى، برع وأجاد في نظمها كالزهيري، والأبوذية، والجملة ونص وغيرها.
وعلى كل حال فالذي يمكن قوله بلا تردد هو إنّ فن الهوسة لم يكن شائعا ومعروفا إلاّ في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي واستمر نظمه فيما بعد،ولاسيما في الخصومات والمشاجرات التي كانت تحدث بين القبائل الفراتية، فضلا عن مقارعة الاحتلال العثماني في أواخر عهده، إلا أن الذي يؤسف له أن جل النصوص التي نظمت في تلك المرحلة لم تصل إلينا،ولهذا نرجح ضياعها. أما في مرحلة الاحتلال البريطاني للعراق وما أعقبها من ثورات وانتفاضات شعبية، فقد حظيت الهوسة بفرصة التدوين لتوثق تلك المعارك التي سطرها أبناء الرافدين، وهم يقارعون سلطة الاحتلال البغيضة، ولاسيما في ثورة العشرين التي قيل فيها الكثير من الهوسات الحماسية، منها: ( يلترعد بالجو هز غيري / خلوني ابحلكه وكلت آنه / الطوب أحسن لو مكواري/ بس لا يتعلك بامريكه/ هز لندن ضاري وبجاها/ ودوه يبلعنه وغص بينه)، وغيرها.
نموذجان مجنسان مما قالته العشائر في خصوماتها:
قلنا في فقرة سابقة إنّ هذا النوع من الشعر التحريضي، القبلي النشأة، ولد في أحضان قبائل الفرات الأوسط، ويبدو أنه قد انتقل منها إلى مناطق قبلية أخرى في جنوبي العراق كالناصرية، والكوت، والبصرة، وقد كان يستعمله أبناؤها في حروبهم وصراعاتهم التي تحدث بسبب الأعراف والتقاليد القبلية السائدة وقتذاك كأخذ الثأر والمشاجرات، فضلا عن نزاعات ملكية الأرض، وغيرها. ومن أمثلة هذا النوع، هذه الهوسة التي قالها عجمي باشا السعدون بعد انتصار سعدون باشا السعدون على ابن أخته الشيخ عبد الله الفالح في الشجار الذي حدث بينهما، إذ قال23:
غداي الماطلي24 لو ثـار طـرّيت
ثمل لو دخّـن البارود طرّيت
آنه سن البحر للميل طرّيت
خلّي الطـك للصد يلبيضه25
ومن الأمثلة الأخرى ما قاله الزعيم القبلي الراحل مبدر الفرعون أحد زعماء آل فتلة في الفرات الأوسط26:
مـا تنداس ثايتنه وحـدنه
مبارد مـا تحـت بينه وحدنه
نشك اشكوك ونخيّط وحدنه
شك ما يتخيـّط شكينه
سبب تسمية الهوسة
يعتقد بعض دارسي الأدب الشعبي العراقي، أنّ (الهوسة) هي «ضرب من الجنون»،ينتاب قائلها (الهوس)27، ويبدو لي أن هذا الرأي غير صائب لأسباب وجيهة منها :
1. إنّ شخصية (المهوسجي)أو( المهوال)28 شخصية اجتماعية قوية ومتزنة .
2. يتسم بالفطنة والجرأة والنباهة.
3. ذو موهبة، وقدرة فائقة في القول الارتجالي، وحسب ما يتطلبه الموقف أو المناسبة.
4. كان بعض قائليها - في السابق - من شيوخ العشائر والوجهاء والرموز القبلية والوطنية.
5. لم يظهر على قائل من قائليها - في يوم من الأيام - تصرف يشي بالجنون أو البلاهة أو التهور.
من هنا لا أرى أي رابط يربط بين تسمية هذا الفن، والجنون.فالمتعارف عليه أنّ المجنون لا يتصرف بعقل، أو حكمة، أو انتظام، في حين نجد أنّ المهوال هو من يمتلك ناصية الموقف في إدارة دفة منبر المناسبة التي يُدعى إليها.
أما تسمية الهوسة بهذا الاسم، فالمرجح لدي أنّ مرد ذلك يعود للخصيصة المتفردة التي يتميز به هذا النوع من الإنشاد، والتي تكمن في ترديده بصوت عالٍ في المحافل، والأماكن الجماهيرية العامة والخاصة. وقد لاحظت أن كلمة (هوسة) قد وردت في اللغة العامية المتوارثة لدى المصريين،والتي مازالت مستخدمة لحد الآن.وقد أُشير إليها بالرمز: «هوس29 (يغنى) (hs)»، وقد اختلفت الآراء حول أصل هذه الكلمة فمنهم من قال: إنها قبطية30، وردها آخرون إلى الهيروغليفية31، وعدّها غيرهم من الكلمات الفرعونية32. وبرغم هذا الاختلاف إلا أنهم يتفقون جميعا على أنها تعني (صوت الغناء العالي).
وبما أن أداء الهوسة العراقية يتجسد بصوتٍ إنشادٍ عال - هو الآخر - فعليه يمكن القول إن كلمة الهوسة (المصرية والعراقية) تصب في ذات المعنى، إذ أن كليهما يعني صوت الغناء العالي.
كيف بدأ نظمها:
لم يشر أي من المراجع التي بين أيدينا إلى كيفية بدىء النظم في هذا اللون الشعبي في مراحله الأولى، ولكننا استطعنا أن نضع يدنا على نماذج متعددة منه لم يتجاوز نظمها الشطر الواحد .وهذا الشطر، هو من كان يطلق عليه (هوسة) في السابق، أي قبل مرحلة التحوّل إلى النظم الرباعي الشائع في الوقت الحاضر. فقد كانت الهوسة في بداية ظهورها وانتشارها عبارة عن شطر واحد يقال عند الحاجة، ويفي بالغرض المراد منه،.ويؤكد ما ذهبنا السيد عبد الرزاق الحسني بالقول : «وقد كان قديما (يقصد فن الهوسة) يتقوّم من بيت أو شطر واحد، كقولهم: متعجب خالقله أبعيره»33، 34، وقد جمع الشيخ علي الخاقاني من أمثلة هذا النظم عددا لا يستهان به عند حديثه عن الهوسة في ثورة العشرين، منها: (مشكوله الذمه أعله الفاله/ رد فالتنه احتاجينهه / العوجه اتعدل كل عوجه/ يوحيد لمريكه أنحوده / يا موت أطحن وآنه ألهيلك / بس لا تتعذر موش آنه / حل فرض الخامس كوموله / عربيد اسم أمك يلهيبه)35.
ويبدو أن متطلبات المواقف والحوادث التي كانت تعترض حياة المهوال، فرضت عليه أن ينحى منحا آخر في النظم فراح يقلد ما وجده في بيئته الشعبية، ولاسيما النظم الرباعي كالأبوذية36، وأبو نخيلة37 والهات38، وأبو معنّى39، وغيرها، وهكذا بدأ يمهد لنظم بيت الهوسة بأربعة أشطر. ثلاثة منها بقافية واحدة على روي واحد، أو بجناس لفظي تام، ثم يأتي الربّاط (الهوسة). وقد سبق أن أشار الحسني إلى هذا التحوّل من دون أن يعطي مسوغا مقبولا له، فقال: «ثم رأى الشعراء منهم أن يقدموا ثلاثة أشطر من الشعر بقافية واحدة، ثم يختموها بشطر رابع هو الهوسة»40. أما الخاقاني فقد علل هذا التحوّل تعليلا ظريفا فقال: «وقد تنوّع الشعراء الذين ينظمون الهوسة بأن صاروا يقدمون ثلاثة أشطر قبل (الربّاط) المسمى بـ(الهوسة)، والسبب يعود إلى الذين يقومون بتلاوتها عن طريق (الدبكة) والضغط على الحنجرة بإعلاء الصوت ومضاعفة الصدى. فالمهوّس حرصا على استمرارهم يعطيهم الاستراحة عن هذا الطريق، وهو تلاوة ثلاثة أشطر وإعادتها لينشط الجمع المهوّس»41.
وما دمنا هنا نتحدث عن عملية تحوّل نظم الهوسة من الشطر الواحد إلى النظم الرباعي، فلابد لنا أن نتوقف عند رأي المحامي حسين الحاج حسن42 الذي يحدد عمر هذا التحوّل بعشرين عاما، إذ يقول: «والحق إنّ الفراتيين، وهم مبتدعو هذا الفن الشعري والمجودون فيه دون سواهم ممن نظموا على منوالهم – على كثرتهم- لم يهتدوا إلى نظم الهوسة على شكل نتف43 إلا في عهد متأخر لا يتجاوز العشرين عاما المنصرمة،وكبدعة ابتدعها البعض من الشعراء تحولهم صوب تطوير هذا اللون من الشعر فكان من نظمها في نتف بأربعة أشطر يلتزم في الثلاثة الأولى منها وزنا ورويا معينا وينشئون الشطر الأخير من وزن آخر»44.
ومن اليسر تفنيد رأي المحامي، إذ ما علمنا أنّ هذا التحوّل كان قد حدث في حياة الحاج زاير الدويج المتوفى عام 1911م، وكنا قد أشرنا إلى نموذج مما نظمه في هذا اللون.فمن أين وكيف استدل على تحديد هذا التحوّل بعشرين عاما؟.
والواقع، لقد صدمتُ كثيرا،وأنا أقرأ بعض ما أورده الباحث المذكور في المقالة الموسومة (الهوسة عنوان الفراتيين وديوان أحداثهم)45، إذ تبين لي أنّه لا يميز بين المطلع (المستهل)، والربّاط،إذ يقول: «والرباط في شعر المربعات هو أول ما ينشئه الشاعر،ويسعى في أن يأتي به مستملحا مبتكرا حتى إذا وفق لصوغه والاهتداء إليه بنى عليه القصيدة كلّها،فهو ما يجب أن يسبق إليه خاطر الشاعر، وهو الذي يحدد القصيدة من جهة الوزن والموضوع، وليس هذا بالأمر البدع لدى الشاعر العامي المغني، بل هو ما استقر ولوحظ منذ عهد ولع الناس بالأزجال في القرن الخامس الهجري حتى اليوم»46.
ولكي لا تشغلنا هكذا مغالطات في الابتعاد عن صلب موضوعنا، فإننا سنترك أمر التعليق على ذلك للقارئ الكريم.
وهكذا شاع النظم الرباعي في الهوسة بين القافية والجناس. فمن أمثلة ما نظم بالجناس اللفظي التام قول الشيخ عبد الواحد آل سكر47، 48، 49:
جمـيع الناس منّي وآنــه بـيهه
ومـواجب سرت كثره وآنه بيهه
طيور أم العله تـرف وآنـه بيهه
تندار الـدنيـه وذاك آنــه
أما ما نظم بالقافية على روي واحد، فمنه قول الشيخ شعلان أبو الجون50، 51:
بـي خـيــر ويجثر عسكر وريلات52
سـواريه53 وبياده54 وفوك طيّارات
بـعـزم الله وعـزم حيـدر أبـو الحـملات
يـتـوزّع وأطـروح55 أنشـيلـه
ولا ريبَ أنّ هذا النظم الجديد قد وجد فيه بعض المولعين ضالتهم فانتشر واتسعت قاعدته كثيرا،ولكن هل توقف الأمر عند هذا الحد من النظم (أقصد النظم الرباعي)؟
من المؤكد أن يكون جوابنا بـ(لا). ودليلنا على ذلك ما نجده من النظم المتنوع في هذا الفن كالنظم الخماسي وغيره. فمن أمثلة الخماسي قول أحدهم56:
تحدينه المنايه وما عرفنه الخوف
ولجل عزة وطنه صرنه كلنه أسيوف
أهل نخوه وشهامه ونعرف المعروف
مشينه أويه المعالي أصفوف تتله أصفوف
الهمه العدنه أتخبرك أحنه أرجال الكلفه أبزود
وهناك أنواع أخرى من النظم منها ما ينظم على شكل قصيدة، أو مقاطع من قصيدة تنتهي بالربّاط (الهوسة)، وهذا يعتمد بطبيعة الحال على مهارة، ومقدرة الشاعر.
وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية تكمن فيما يُحسب من نصوص رديئة على هذا الفن الجميل، ولاسيما ما ينظمه المعاصرون من المهاويل الذين مازالت تنقصهم الخبرة الفنية في النظم، والذين يحفل نتاجهم بـ«الاختلالات الوزنية» الكثيرة.
أنـواعـها
يقسّم الباحث الراحل عبد الأمير جعفر، الهوسة على نوعين هما: (المطلقة)، و(المقيدة)57. وينفرد بهذا الرأي عن غيره من الباحثين،إذ يرى أنّ الهوسة المطلقة،هي تلك التي تنظم بشطر واحد، أي من دون أن تسبقها ثلاثة أشطر بقافية أو جناس. أما الهوسة المقيدة فهي تلك الهوسة التي تنظم بثلاثة أشطر بقافية أو جناس، ثم يليها الربّاط أو القفل.
ولا بأس أن نُذكّر أنّ هاتين التسميتين (المطلقة)، و(المقيدة) هما من التسميات الشائعة في نظم الأبوذية العراقية.فالمطلقة يقصد بها ما ينظمه الشاعر على سجيته من دون اقتباس أي معنى من بيت شعري فصيح. أمّا المقيدة (المولدة)، فهي ما ينظم فكرة أو مضمونا من معان سبق أن أوردها شاعر ما في بيت شعري فصيح.
وربّما توارد إلى ذهن الباحث - ما نحن نتحدث عنه- فاختار عند حديث عن الهوسة هذا التقسيم.وأرى أنه غير مجاف للصواب فيما ذهب إليه. فالمقيدة ليست بيسيرة النظم على المهوال، إذ إنها تحتاج لمعرفة دقيقة بالأوزان الشعبية، وبحرف الروي الذي تبنى عليه قافية الهوسة، فضلا عن التبحر في معرفة الجناس، وأنواعه، وكيفية استخدامه،ناهيك عن الدربة والممارسة الطويلة لمن ينظم هذا اللون بالطريقة الارتجالية، إذ أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر.
من كل ما تقدّم يمكن تحديد بعض المميزات التي تميزت بها الهوسة المطلقة عن سواها بالآتي:
1. إنّ الهوسة المنظومة بشطر واحد لا تتقيد بمقدمة لتهيئة المحتشدين.
2. تكون أولج في الأذن، وأعلق في فم المتلقي.
3. تكون سريعة ومباغتة وفاعلة.
4. لا تحتاج جهدا كبيرا من ناظمها.
5. بإمكان المهوال المجيد أن يرتجل قولها بيسر في أي محفل أو مناسبة.
وعلى كل حال فالأنواع الشائعة للهوسة في العراق تتمثّل بنوعين شهيرين هما : «العكيلية» و«الحجيمية»:
1) الهوسة العيكلية :
قيل إنّ سبب تسميتها يرجع لعشيرة عكيل (العقيل) التي اشتهرت بنظمها، ومن سمات هذا النوع (قصر الربّاط)، ومن أمثلتها قول الشيخ مشير المزهر الفرعون58، 59، 60:
انهضـوا إوياي يا شبّان انهضوا إوياي
اتركوا النوم أكطعوا الزاد، اكطعوا الماي
علي جــودت61 وزير اعراكنه وي واي
اسنـط بالله أشهل عيلـه
وقد لفت انتباهي أنّ جل الهوسات التي نظمت في العقد الثالث من القرن العشرين، وما سبقه هي من هذا النوع، بحيث لم أجد من غير هذا النوع فيما نشره السيد الحسني في كتابه (الأغاني الشعبية المطبوع في عام 1929م). أما ما نشره الخاقاني في موسوعته (فنون الأدب الشعبي) فهو الآخر يشير إلى قلة نظم الهوسة الحجمية قياسا إلى الهوسة العكيلية التي كانت لها الغلبة في النظم، وهذا ما يعزز القول أن الهوسة الحجيمة لم تكن شائعة، إلا في خمسينات، وستينات القرن المنصرم. وهذا ما يفند رأي السيد عبد الأمير جعفر62 الذي يعتقد أن ما ينظم في المنطقة الغربية، والجزيرة، وبلاد الشام يسمى عكيلية.أما ما ينظم في الجنوب فيطلق على بعض أنواعها احجيمية63.
2) الهوسة الحجيمية:
ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم لعشيرة «بني حجيم» التي يقطن أغلب أفرادها في محافظة السماوة، ومن مميزات هذا النوع «طول الربّاط»، ومن أمثلته قول الشاعر عبد السادة الكصاد64، 65:
تلعب دومله66 وكاغد67 حكومه أشلون مرتاحه
من ملهى لعد ملهى ومن ساحه لعد ساحه
ما تدري الشعب مالوم ساعه أوكَبّر صياحه
كل يوم أوصاوغ نوري68 أبهاي الناس أدخيلك يالله أدخيلك
وزنـهـا العروضي:
تنتمي الهوسة عروضيا إلى بحر المتدارك أو الخبب، وهذا البحر يتألف من أربع تفعيلات هي :
فعلن / فعلن / فعلن / فعلن
- ويمكن أن تنظم بـ( مفعولاتن / مفعولاتن / مفعولاتن)، وكمثال على ذلك قول القائل69:
بالك تهوه وتوكع بيه أحنه البير أحنه
- كذلك يمكن نظمها بـ(مفعولاتن / مفعولاتن / مفعولات)، ومن أمثلة ذلك قول الشاعر70:
نار اعكيّب تلهب فكَره التوهك بيه
- طـــــريقة نظمها (بناؤها الفنّي العام):
لا يختلف البناء الفني للهوسة المجنسة عن البناء الفني للأبوذية التي تنظم عادة من ثلاثة أشطر بجناس لفظي تام، ثم يليها الربّاط أو القفل،إلا أن ما يفرق بين النظمين هو أن ربّاط الأبوذية - دائما ما - يختم بكلمة تنتهي بـ(يه).أما الهوسة فإن شطرها الرابع (الربّاط) غير محدد بقافية معينة .وينطبق هذا القول أيضا على ما ينظم منها بالقافية، إذ يتألف هذا النوع من أربعة أشطر. يكون للثلاثة أشطر الأولى قافية موحدة على روي واحد .أما الشطر الرابع فينتهي بالربّاط الذي يجسد معنى ومفهوم الهوسة المعروف.
- طرق أخرى في نظمها:
لم يكتفِ المهوال بالطريقتين اللتين أشرت إليهما في النظم،بل راح يبحث عن طرق جديدة أخرى كالنظم بوزن الموشح، أو الدارمي، أو التجليبة، أو الهزج، وغيرها.وسنشير إلى هذه الأنواع تباعا:
1) النظم بوزن الموشح: ومن أمثلة ذلك قول المهوال مكطوف الظالمي71:
أحنه أهل شط الفرات من أختـلك
وأحـنه أهـل اعراكها كبل الخلك
السفينه بغـير راعيها اتـغرك
أحنه أول بيضه وكل غش ما بينه
2) النظم بوزن الدار مي: ومن أمثلته قول الشاعر الدكتور إبراهيم البصري72:
حمود الشهم للغير ناذر وجوده
أفضاله مثل السيل بكرمه وجوده
للظامي باسط دوم جفه وجـــوده
فاتح بابه وكل الديره اتفاخر بيه
3) النظم بوزن التجليبة: قالها أحد الثوار من أهل الرميثة73:
يكوكس74 وين وجهك جوك75 أهل لملوم76
تطلبك بـالشعيبه واعرضيت اليوم
لابـد ما نسوي أعلـه الســماوه يـوم
تستانس بـي حتـه أمـريكـه
4) النظم بوزن مجزوء الهزج (الطويل الشعبي): ومن أمثلة هذا النظم قول الشاعر عبد السادة الكصاد77:
ذبحنه أجنود الاستعمار بالثورات وأهل الفيس78
وشعب أعراكنه أمدرّس على الثورات أهو تدريس
وأحــنـه الكل فرد منّه أهو هدهد عـرش بلقيس
كل واحد يعصي أنفوت العـرشـه أنـهدّم بيه
5) الهوسة ذات الرباطين:
يعدّ هذا النوع من النظم من الأنواع القليلة والنادرة، فقد عثرت على نموذج واحد منه كان قد نظم في إبّان الحرب العراقية الإيرانية،سأكتفي بالإشارة إلى رباطه، إذ يقول قائله :
جندينه يعادل دبابه والموت أعله الحق ميهابه79
ومن أمثلة هذا النوع، هذه الهوسة الوطني80:
العراق بزود أهله ما يطخ الراس
وعيون الفرات ودجله إله حراس
يظل شامخ وطنه وللمجد نبراس
مهيبوبه أحدوده ومامونه بزود أرجاله تظل مصيونه
6) الهوسة ذات الحواشي أو (الساري) نسبة إلى عشيرة السواري81:
يتألف هذا النوع من أربعة أشطر بقافية ذات روي واحد،ثم تأتي مقاصير (اثنان أو أكثر) تنتهي بقافية موحدة تختلف عن قافية الأشطر الثلاثة التي أشرنا إليها،ثم يلي ذلك الربّاط، ومن أمثلة هذا النوع هذه الهوسة التي قيلت في وفاة أحد الأعزاء82:
دشن83 لا تلطمن بعد يبنيات
المدامع لا تسجبنها على الوجنات
الشهم عريس جذاب اليكلجن مات
أعليه الموت..
أمنين أيفوت..
وحتى الـكـاع أتخـاف عليـه
قصائد نظمت بطريقة الهوسة:
لم يقف الشعراء عند حدود ما متعارف عليه في نظم الهوسة، بل راح بعضهم ينظمها على شكل قصيدة متعددة المقاطع،ومن هؤلاء الحاج زاير الدويج الذي نظم إحدى قصائده على وزن الهوسة، أو كما يسمونها (هوسة عكيلية). وقد تألفت قصيدته هذه من مطلع عبارة عن شطر واحد وعدة مقاطع،وكل مقطع يتكوّن من أربعة أشطر. ثلاثة منها بقافية موحدة على روي واحد. أما الرابع فهو الربّاط أو (القفل)، فيكون له قافية مغايرة. نقتطف من هذه القصيدة مطلعا ومقطعين84:
صـنجغ85 دين انجــر هيـبه إلنــه
***
لعلوم الدين اشتدينه أوعفنه الدور لكل أو جينه
وين ايروح اللّي امعادينه أحنه الموت الما بي ظنه
***
للموت أنود امشهايه أومتعنين أعليه أعنايـه
غم خزعل86 كل عكله ورايه يمثل بالبصره اويتهنه
وقد اتبع الحاج زاير شعراء آخرون في هذا النظم، منهم الشاعر جعفر الأديب الذي نظم إحدى قصائده على شكل مقاطع.يتكون بعضها من أربعة أشطر تكون ثلاثة منها بقافية موحدة على روي واحد. أما الشطر الرابع فينتهي بقافية تتلاءم مع قافية الهوسة التي تكون بمثابة لازمة ثابتة مع جميع المقاطع .ويتألف بعضها الآخر من ستة أشطر. تكون خمسة منها بقافية موحدة على روي واحد .أما الشطر السادس فينتهي بقافية تتلاءم مع قافية الهوسة، وهكذا دواليك. نقتطف من هذه القصيدة هذين المقطعين87:
لو هب عج الشرجي وكبّر وسفانـج يمهـيله أتحيّر
أنخه الضاك المر وتمرمر للدفه بشوك أيعانكها
يردس حيل الموضايكها
***
مـلاّح اللي فج أبحرها لو مر أبخـوره أيـدبـرهـا
لو شلهت بمتونه ايجرها اومن جزره الجزره ايعبـرها
مو مثل اللي مو خابرها يركض عالصاري اوغركها
يردس حيل الموضايكها
الطقس التقليدي الذي تؤدى فيه الهوسة
للهوسة طقس عشائري تقليدي يصاحبه رفع البيرق الخاص بالعشيرة، أو رفع بيارق مجموعة العشائر المجتمعة، وهذا الطقس معروف لدى سكان القرى والأرياف والمدن العراقية، حيث تتم مراسيمه بـ«قيام مجموعة من الرجال في ترديد عبارات شعرية يصحبها إيقاع منتظم تحدثه ضربات الأرجل عند اصطدام أسفل القدم بسطح الأرض، مع إنفراد رجل من هذه المجموعة بإلقاء الأبيات الشعرية التي يرتجلها في المناسبة التي أقيمت من أجلها الهوسة، وإرجاع للشطر الرابع (القفل) من قبل المجموعة عدّة مرّات مع دوران متتابع حول المكان نفسه، ويعرف الشخص الذي يلقي شعر (الهوسة)،بـالمهوسجي»88.
وقد ينفرد رجل واحد (المهوسجي) –وهذا هو الشائع– في القيام بمهمة تحريك الرجال وإثارة عزائمها برقصة حماسية «حيث يقف الشاعر وسط حشد من الناس الذين تحلقوا حوله ليلقي شعراً تعقبه هوسة يصاحبها تحرك على شكل دائري من قبل الجميع، ولم تكن هناك موسيقى مصاحبة لهذه الرقصة عدا أصوات الكرات الحديدية المعلقة في حامل البيرغ»89، 90.
تقسيمها تبعا للطبيعة الجغرافية
يمكن تقسيم الهوسة تبعاً لطبيعة المنطقة الجغرافية العراقية على الوجه الآتي:
1. الهوسة الجنوبية: وتشمل محافظات ذي قار، والعمارة و،البصرة، والكوت.
2. الهوسة الفراتية : وتشمل محافظات النجف، وكربلاء، وبابل، والديوانية، والسماوة.
3. هوسة المنطقة الغربية : وتشمل محافظة الأنبار وما يجاورها من مدن كمدينة (أبو غريب) التي تقع ضمن حدود محافظة بغداد.
أغراضها
لم يعد يقتصر نظم الهوسة على الغرض العشائري التقليدي، بل راح يسهم ناظمها في مجمل شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والوطنية والدينية ؛ولهذا تعددت الأغراض وكثرت المهام.
1) ما قيل منها في السياسة ونقد الحكومة91:
أنلاصت92 يبن عـارف93 وبعـد أشد تنلاص
وأخـرك بالخـزينـه أصبحت ثـلث احـصاص
ثلث لبن الوليد94 وثلث لبن العـاص95
وثلث الثالث طاهر يحيى96 أيمصص بيه
2) ما قيل منها في الوطنية 97:
كلنه انموت دون الــــوطن ودنه
أو لو جدم علينه الحتم ودنه
كلمن وصل حدنه وكرب ودنه
للمظلم خل يودونه
ثالثا: ما قيل منها في الفخر98:
دله أحنه ومضيف يفوح طيبه وهيل
نجر يدوي ويجيب التايهين أبليل
عراقيين أسمنه بعلو نجم أسهيل
لـو صار الطك نلعب جوله99
4) ما قيل منها في الحب والغرام100:
عَسه عمري كضيت أوياك وليت
أو عكب وصلك عليّ أجفاك وليت
دريت أبـيوم مـد الظعن وليت
الموت أو لا صَدّك سـاعــه
5) ما قيل منها في الرثاء101:
اليوم أصبح يتيم ومحزن المشخـاب102
أعله مفتاح السياسه اليرهم الكل باب
بيك أيطيح هـذا ما حسبنه أحساب
غيرك ميّت يو حي محد يعلم بيه
6) ما قيل منها في الهزل103:
إحنه أربات عمشه بالحرب الوّه
وتشهد لعد صولتنه السعلوّه
أبونه آدم وأمـنه صدك حوه
ياما فركعنه104 وصبينه105
المراسـلات فيها
اخترنا من المراسلات هذه المراسلة التي حصلت بين الشيخ عجة الدلي106، زعيم البو جياش، والشيخ عزارة المعجون107، زعيم بني حجيم آنذاك.
قال الشيخ عجة مخاطبا الشيخ عزارة108:
هذا العلم هذا عالحرب منشور
ودمنه أعله الملاكه أبكل مسيّه أيفور
دوك أسرع يطارش كل109 لبن مذكور110
يتلكه الصوجـر وأحنه إوياه111
فأجابه الشيخ اعزارة قائلاً 112:
عد وجهك (يعجه) العلم خـلّـه أيرف
وعلى روس النشامه بهالوطن يشرف
(عزاره) أيكول حاضر والصبح يكشف
الخوش أزلام تبيـن بـيـه
المساجلات أو المطارحات فيها:
اعتاد الشعراء العراقيون على المطارحات فيما بينهم في الفنون الشعرية كافة، وقد اخترنا هذه المطارحة التي حصلت بين الشاعر عبد السادة الكصاد، والمهوال الفراتي مكطوف الظالمي، إذ قال الفراتي منتقدا سياسة الحكم الملكي العراقي وقتذاك113:
يمنادي الشعب لبّاك114 من ناديت
ذبحت أهل الفرات أعليك ما بكيت115
سوّيتك حـكومه وسلميتك بيـت
أشلون أتسلم البيت المطره أو مطره اتصاوغ بيه
فرد عليه الشيخ عبد السادة الكصاد مطارحا له116:
مطره البيت وأهل البيت حكهه من تصاوغ بيه
اشجم مرّه تجي للبيت مطره أو خالي أهو تلجيه
من عشرين لثلاثين للخمسين مطره اتبوك وتضم بيه
الرايد يحفظ هذا البيت يطلج117 مطره أو ذاك الحايف118 ما يدناه
من أشهر روادها في العراق :
لفن الهوسة رواد كُثر منهم : الشيخ عجمي آل باشا السعدون، والشيخ شعلان أبو الجون، والشيخ عبد الواحد آل سكر، والشيخ مرزوك العواد، والشيخ عجة الدلي، والشيخ عزارة المعجون، والحاج سعدون الرسن، والمهوال عبد السادة الكصّاد، والمهوال مكطوف آل جياد الظالمي، والمهوال محمّد صيته الحساني،والمهوال حدّاوي أبو عبد،وعباس كبس الفتلاوي، وغيرهم.
ما الفرق بين الأهزوجة والهوسة:
يمكن تعريف الأهزوجة على إنها الأقرب إلى الأغنية أو الأنشودة، ولا أستبعد أن يكون اسمها قد اشتق من معنى كلمة الهزج التي تعني الغناء، أو الإنشاد عند العرب، وهذا مصداق قول الشاعر العربي: (هزجنا في أغانيكم - وشاقتنا مغانيكم).
ولا ريب أنّ الأهزوجة تختلف اختلافا جذريا عن الهوسة في تركيبها وطريقة نظمها وأدائها، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض المشتركات التي تجمع بينهما، ولاسيما في الحركات والرقص.
وقد لاحظت من خلال مجريات هذا البحث، أنّ أغلب الباحثين في ميدان الشعر الشعبي والغناء، لم يفرّقوا بين الأهزوجة والهوسة،إذ يقول أحدهم: «وعندما تقال الأهزوجة تقال بصوت غنائي يرافقها رقص إيقاعي على شكل دائرة، وبصورة متواصلة ويلوّح الراقصون بأسلحتهم أثناء ترديد الهوسة والرقص»119، ثم يكمل في مكان آخر قائلا: «لقد كانت الهوسات،والأهازيج120 علماً رائعاً يتقدّم المعركة، ويسجل انتصاراتها ويبث بين رجالها روح الثورة، والتضحية، والإخلاص» 121، ويعتقد بعضهم أنّ الأهزوجة أقدم من الهوسة، إذ يقول: «ثم انحدرت الأهزوجة التي أخذت تسميتها بـ(الهوسة)»122.
وبين هذا الرأي وذاك، نجد من الدارسين من يزعم أن الأهازيج لا علاقة لها بأغاني الحرب والحماس فيقول: «وتطلق كلمة – أهازيج - اليوم خطأ على أغاني الحرب والحماس، فهي بعيدة عنها كل البعد، ولكن أعتاد الناس الخلط في المصطلحات، ولعل السبب كان في كثرة الأعاجم أيام الحضارة العربية القديمة بعد الإسلام فلحنوا باللغة، وخلطوا المصلحات فضاع الأصل ونسي المعنى الحقيقي وتسربت الفوضى»123.
ومهما يكن من أمر فإنّ «الهوسة» تبقى باعتقادنا، فناً شعبيا عراقيا أصيلا لا يربط بينها وبين الأهزوجة سوى التشابه في بعض الحركات العامة.أما الأهزوجة فتبقى برأينا فناً قائماً بذاته له ما يميّزه عن الهوسة، إذ كثيرا ما يستخدم في المسيرات، والتظاهرات الوطنية والشعبية،حيث يُحمل الشاعر، أو الناظم على الأكتاف، وهو ينشد قصيدة أو عدّة أبيات من قصيدة، سواء كانت شعراً فصيحا، أم شعراً شعبياً، ثم ترددها بعده الحشود المتظاهرة، لعدّة مرّات. وهنا أود أن أشير إلى أننا يمكن عد أناشيد تدريب الجيش، ولاسيما المغاوير والقوات الخاصة، فن أهزوجة، وكذلك ما ينشد من أغان وطنية،وتعبوية في المعارك، والتي تبث عادة عن طريق الإذاعات الميدانية، والمحلية، فضلاً عن أغاني وأناشيد الثورة الفلسطينية، ومنها هذه الأهزوجة التي تقول كلماتها124:
طـالعـك يـعـدوي طـالــع
من كـل بيت وحاره وشارع
حربنا حـرب الشوارع
طـالعك - هَي - طـالعك
أو الأهزوجة العراقية التي يقول مطلعها:
لـو هلهلتـي يا حبّابـه
واحـدنه يـعادل دبـــابه
***
لــو هلهلتي يـم تــرجيه
واحدنه يـعادل ستميه
أو هذه المقطوعة الشعرية125:
الما يردس حيل أعله المزلك
هــا يزلك، ها يركس حيله
المــــــا يكــدر شــيل الـباروده
لا يكـرب للهــيب الجـيله
المو خيّال أصلن خل يبعد
لا يـتجـدّم صوب أكحــيله
أو المقطوعة الأخرى التي يقول شاعرها 126:
أصـهــلْ يكحيل الحوم أشكر
ما يعثـر خيّـال البيك
أصهلْ لو بيـه أتعـليـتك
بيـرغ للدوم أمعليك
أصهل ودّي آنه ولو موتـي
موش أعله وساده أمتانيك
أغنية الهوسة127
اعتدنا على سماع الهوسة بالطريقة التقليدية التي أشرنا إليها فيما مضى، إلاّ أن بعض المنشدين العراقيين، ولاسيما الشباب، راحوا يخرجونها من لباسها الإنشادي المتعارف عليه إلى لباس غنائي تصاحبه الموسيقى- وهذا ما حصل بعد عام 2015م على وجه التحديد- حيث أصبحت الهوسة تؤدى كأغنية تعبوية من قبل بعض المطربين والمنشدين،ثم تتبعه في ترديد بعض أشطرها مجاميع من المنشدين في تجمعات وطنية وعشائرية،حيث تصوّر كأغنية، ثم تبث على بعض شاشات القنوات لفضائيات العراقية للإشادة بالدور الوطني لبعض العشائر العراقية وتلاحم أبنائها في مواجهة داعش.. ومن أمثلة هذه الأغاني: «أحنه أهل الغيره الأصلية»، و«تندك بينه» للمطرب جلال الزين، و«سيد يلعراق» للمطرب عماد الريحاني، وغيرها.
الـخـلاصة
في ختام هذه الدراسة، يمكن تلخيص ما توصلنا إليه من النتائج بالآتي:
1. أثبتت الدراسة أنّ فن الهوسة،فن قبلي نشأ في أحضان الريف الفراتي أولا،ولاسيما في مدينتي الديوانية، والسماوة وتوابعهما، ثم انتقل فيما بعد إلى بعض مدن جنوبي العراق، كالناصرية والعمارة والبصرة والكوت .
2. بينت الدراسة أنّ الهوسة من مبتكرات منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
3. أكدت الدراسة على أن هذا الفن بدأ نظمه بشطر واحد، وهذا الشطر هو (الهوسة)، ثم تحوّل نظمه فيما بعد إلى ما يشابه نظم الأبوذية، أي رباعي الأشطر. ثلاثة تكون بقافية موحدة على روي واحد أو بجناس لفظي تام،متحد اللفظ مختلف المعنى. أما الشطر الرابع فيختم بالهوسة، وقد ينظم بأكثر من أربعة أشطر.
4. أثبتت الدراسة عدم وجود أية علاقة بين الأهزوجة، وفن الهوسة، فهما نمطان مختلفان لكل منهما طريقته في النظم والأداء.
5. أوضحت الدراسة أن تسمية (المهوسجي) التي كانت شائعة في العهود السابقة، قد استبدلت بتسمية (المهوال)، ونرى أنّ هذه التسمية، هي أكثر مقبولية من سابقتها لدى ناظمي هذا الفن الشعبي.
6. أثبتت الدراسة أن تسمية الهوسة لا علاقة لها بالهوس (الجنون)، وقد وردت هذه التسمية في اللغة العامية المصرية القديمة بمعنى صوت الغناء العالي، وهذا ما ينطبق تماما على طبيعة إنشاد الهوسة العراقية، إذ إنّها تنشد بصوتٍ عالٍ، وحماسٍ منقطعِ النظير.
7. أكدت الدراسة على قلة نظم هذا النوع من الشعر الشعبي في المناطق الغربية، ومناطق شمال العراق، ولاسيما مدينة الموصل وتوابعها.
8. أوضحت الدراسة أن الطقس القبلي الذي كان يمارس به رقص وأداء الهوسة، قد فقد بعض طوابعه الشعبية،ولاسيما اختفاء مظاهر (العراضة) التي كانت تصاحبها الإطلاقات النارية ونشر البيارق.
9. بينـت الـدراسـة أن بعـض المطـربـين والمنشـديـن العـراقيـين، ولاســيما الشـــباب، راحــوا يـخـرجــون الـهــوســة مـن لـبـاســها الإنشادي المتعارف عليه إلى لـبـاس غـنـائي تـصـاحـبـه المـوســيـقى، وذلـك بـعـد عام 2015م، فـي أغــنيــات وطــنيــة وعــشــائــريــة.
الهوامش
1. هناك نوع آخر من الهوسة عُرف لدى القبائل البدوية،ولاسيما عند عرب البادية في نجد، وقد أشار إليه الأب انستاس ماري الكرملي بالقول: «الهوسة غناء يغنيه رجل واحد،فيعيد مستهله جميع السامعين، ويكون هذا الغناء خفيف الوزن، سريعه، وينشدونه لحمل الناس على الهوس والتحمس لأمر فيه فائدة ويسمّيها النجديون (الفزعة)، وإذا بقوا في مواطنهم، ولم يسيروا متنقلين من موطن إلى موطن سمّوها (الحَنْدة) بحاء مهملة مفتوحة فنون ساكنة، يليها دال مهملة، فهاء(...)، وتعرف هذه الأناشيد عند عرب البادية لعهدنا باسم(الهوسة) .يدعونها بهذا الاسم لأنهم يتهوسون به لأمر خطير،ولكل عشيرة منهم هوسة خاصة بهم. فهوسة عِنزة {القلايع يا سبقة .خيال العشوة مطرفي}، وهوسة شمّر {صبيان زويغ يا هلي}».مجموعة في الأغاني العامية العراقية،حققه وشرحه وضبط ألفاظه :عامر رشيد السامرائي،دار الشؤون الثقافية العامة،ط1،ج2،(بغداد،1999م)،ص152.
2. الرجز: بحر من بحور الشعر العربي ينتمي لدائرة المجتلب، يأتي تاما ومجزوءً ومنهوكا ومشطورا. وهو ثلاثي التفاعيل: (مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن X 2 ).يكثر فيه الارتجال،وأغلب نظمه على شكل أبيات يقولها الراجز عند الحاجة، ولاسيما في المعارك والحروب التي كانت تنشب بين القبائل العربية، أو بين المسلمين والمشركين قبل الفتح الإسلامي. ومازال ينظمه بعض الشعراء في ظروف الحرب في وقتنا الحاضر.
3. المهوال: لا تختلف هذه تسمية عن التسمية القديمة (المهوسجي)،فكلاهما يعبران عن معنى واحد،ونعتقد أن تسمية المهوال قد اشتقت من التهويل والمبالغة، وهذه الصفة مازالت لصيقة بشخصية ممارسي هذا النوع من الشعر الشعبي.
4. العراضة: هي المكان الذي تستعرض فيه عشيرة أو مجموعة عشائر مفاخرها،وأمجادها في المناسبات المختلفة، ويصحب ذلك ترديد الهوسات،فضلا عن حمل البيارق التي يرمز كل بيرق منها لقبيلة أو عشيرة معينة،وقد تستمر العراضة لساعات، أو أيام تبعاً لنوع المناسبة، وأحياناً يرافقها إطلاق العيارات النارية.
5. فنون الأدب الشعبي، مطبعة الضياء، (بغداد، 1967م)، ح12، ص10 و13 و14.
6. الباحث حسين علي الحاج حسن، مجلة التراث الشعبي، العدد الرابع،السنة الخامسة والثلاثون-2004م، ص76.
7. الأهازيج الشعبية، شركة عشتار للطباعة والنشر والتوزيع المحدودة، ط1،(بغداد،1987م)،ص8.
8. المصدر نفسه،ص9.
9. المحامي حسين العقابي، من مقدمته لكتاب كبرياء الفرات - أهازيج شاعر - المهوال مكطوف الظالمي،لمؤلفه جاسم محمد علي العزّام، منشورات جمعية شعراء الشعب وكتّاب الأغنية في العراق، (بغداد،2002م)،ص8.
10. الحسني،عبد الرزاق، الأغاني الشعبية، مطبعة النجاح، (بغداد،1929)، ص33.
11. العلوجي، عبد الحميد، من تراثنا الشعبي، وزارة الثقافة والإرشاد، مديرية الفنون الشعبية، (السلسلة الثقافية /13)، (بغداد،1966م)، ص 13.
12. المستشرق الفرنسي ماسينيون، المصدر السابق، ص13.
13. جعفر،عبد الأمير، الأغنية الفولكلورية في العراق، (دراسة ونصوص)، مطبعة العبايجي، (بغداد، 1975م)، هامش، ص 115.
14. كاظم سعد الدين، مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني، السنة الثامنة والعشرون، 1997م، ص28.
15. فاضل الغزي، مقال عن الهوسة، منشور في جريدة الزمن العراقية، العدد 138،ص18.
16. الأب انستاس ماري الكرملي : هو بطرس جبرائيل يوسف عواد. عالم وباحث عراقي عُرف باهتماماته في اللغة العربية والتراث.أصدر مجلة لغة العرب.له عدّة مؤلفات مازالت مخطوطة. من مؤلفاته المطبوعة : مجموعة في الأغاني العامية العراقية بجزأين. توفي عام 1947م.
17. مدحت باشا: أحد الولاة العثمانيين الذين حكموا العراق. تميز عهده بالإصلاح وكثرة الانجازات في مختلف شؤون الحياة العراقية.
18. لا نعرف عنه شيئا.ربّما يكون أحد شيوخ مدينة الهندية البارزين وقتذاك.
19. الكرملي،الأب انستاس ماري،مجموعة في الأغاني العامية العراقية،ج2،ص152.
20. المؤرخ العراقي الشهير السيد عبد الرزاق الحسني،من مؤلفاته: تاريخ الوزارات العراقية (12 جزء)، والثورة العراقية الكبرى وغيرها، توفي في عام 1997م.
21. هو الباحث الشيخ علي الخاقاني صاحب مكتبة البيان سابقا . له مؤلفات كثيرة منها: شعراء الحلة (البابليات) وشعراء الغري وموسوعة فنون الأدب الشعبي، وغيرها، توفي في عام 1980م.
22. الأغاني الشعبية،ص113، كما ينظر: فنون الأدب الشعبي،ح2،ص44، وديوان الحاج زاير،من تنظيم : محمد باقر الإيرواني، مطبعة الغري الحديثة، ط4، (النجف،1972م)،ص 136.
23. الحسني، الأغاني الشعبية، ص114، الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح2، ص40.
24. الماطلي : نوع من أنواع البنادق القديمة التي كان يستعملها العراقيون.
25. (25) البيضة: السيوف إذ إن فعلها لا يقارن بفعل البنادق.
26. الحسني،الأغاني الشعبية، ص117، كما ينظر: الخاقاني فنون الأدب الشعبي،ح2وص42.
27. فاضل الغزي،جريدة الزمن،العراق،العدد 138،ص18.
28. في ثمانييات وتسعينيات القرن المنصرم لاحظت أنّ أغلب جمعيات الشعر الشعبي في العراق،لا تحبذ انتماء المهاويل إليها،كما إنها لا تعدهم من الشعراء،لأسباب ربّما تكون باعتقادي هي ابتعاد هذا الفن عن القصيدة الشعبية وأنماطها السائدة، أو ربمّا يرى الشعراء الشعبيون أنّ المهوال أقل منزلة أو مرتبة من الشاعر.
29. نور الدين، د. عبد الحليم،اللغة المصرية القديمة(العصر الوسيط)،ط 9، مزيدة ومنقحة، 2011م، ص343.
30. مقال للإعلامية سامية علاّم، بعنوان (آلاف الكلمات القبطية في أحاديث المصريين اليومية.. تعرفوا إلى بعضها).منشور على الانترنيت (موقع رصيف 22 ) بتاريخ 15/ 2 / 2017.
31. مقال بعنوان (20 كلمة هيروغليفية مازالت تستخدم في العامية المصرية) منشور على الانترنيت – موقع الأقباط اليوم، بتاريخ 14 - أكتوبر 2015.
32. مقال للسيد محمود عامر الجندي بعنوان (كلمات فرعونية يستخدمها المصريون حتى الآن)منشور على الانترنيت- مانيتون السمنودي (الصفحة الأولى) للخدمات العلمية بتاريخ 26 - أكتوبر 2015.
33. (33)الحسني،الأغاني الشعبية،ص33.
34. يورد هذه الهوسة السيد علي تايه كاملة في كتابه (الأهازيج الشعبية )، هامش ص 13، بالشكل الآتي:
- حرب عمّار والمقداد ما هو أبنار
بسيوف ونبل وأرماح ثم أحجار
- ما طيّـر الخالق بالسمه طيّار
«متعجب خالقه أبعره»
- وتعليقا على ذلك نقول: لقد قارن قائل هذه الهوسة، مقارنة باطلة تدل على سذاجته وجهالته وضلالته، إذ نظر لما صنع الإنسان (وهو أحد مخلوقات الله ) من طائرات في العصر الحديث، وبين ما خلق الله من الحيوانات العجيبة والمدهشة كالجمال التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الغاشية/ الآية 17،إذ قال تعالى :( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)
35. فنون الأدب الشعبي، ح2،ص46، و ح12، ص10 و11 و12.
36. الأبوذيّة: نوع من أنواع الشعر الشعبي العراقي، ينظم عادة من أربعة أشطر. ثلاثة منها بجناس لفظي تام، متشابهة اللفظ مختلفة المعنى .أما الشطر الرابع فيختم بكلمة تنتهي بـ(يه)؛ولهذا سمي بـ(أبوذيّه)،أي الذي ينتهي بـ(اليه).وقد أشكل هذا النوع من النظم على الباحث العراقي الراحل عبد الكريم العلاّف عند حديثه عن الهوسة، فعدّها أحد أنواعها، إذ قال : «ولها(يقصد الأبوذيّة) نوع آخر يقال له (الهوسة)،وهو يستعمل في الغزوات، وقاعدته كقاعدة الأبوذية غير أن الشطر الأخير منه تختلف عن قافية الأبوذية المعلومة» ثم استشهد بمثال من نظمه،قال فيه:
- حلمنه كص سواعدنه وغرنه
ومر الصبر جرّعنه وغرنه
- حنّه لـو تخاصمنه وغــرنه
((اشحال اليتخاصم ويانه)
- ينظر: الطرب عند العرب، مطبعة أسعد، ط2، (بغداد، 1963م)، ص20 - 21.
37. أبو نخيلة: نوع من أنواع الميمر .كان ينظم قديما في منطقة الفرات الأوسط، ولاسيما مدينة الديوانية وتوابعها. ينظم بأربعة أشطر.ثلاثة منها بجناس لفظي تام.متشابهة اللفظ، مختلفة المعنى.أما الشطر الرابع فينتهي بكلمة تختم بحرف الراء، ومن أمثلة هذا النوع قول أحد هم:
- يا أبو نخيله أعله المتن ديـــرانه
أوظلّت عــبرتي للصبح ديرانه
- دمعي عله سوك أو عله ديرانه
أو خرّب ابلاد الما بعد تتعمّـر
38. الهات: نوع من أنواع الشعر الفراتي القديم، عرفته مدينة الديوانية . يعد أحد أنواع الموشح الشعبي.عُرف بنظمه الشاعر الفارس أبو الغمسي الخزاعلي. ينظم عادة بأربعة أشطر. ثلاثة منها بجناس لفظي تام متشابهة اللفظ مختلفة المعنى. أما الشطر الرابع فينتهي بكلمة تختم بحرف (التاء).ومن أمثلة هذا النظم قول أبي الغمسي الخزاعي:
- يا خليلي بـدار جارك غيده لك
اولا تبالي البيك يا خي غيده لك
- ابعيد ذاهت عن ودادك غيده لك
الحازت ابكل الحسن باشة بنات
39. أبو معنّى: أحد أنواع الشعر الشعبي الفراتي القديم، شاع نظمه في مدينة الديوانية وتوابعها. ينظم على شكل قصيدة تتألف من مطلع ذي شطرين، ومجموعة من المقاطع. يتكون كل مقطع من أربعة أشطر. تكون ثلاثة منها بجناس لفظي تام،متشابهة اللفظ، مختلفة المعنى أما الشطر الرابع فينتهي بحرفي النون والهاء. وقد سبق للفنّان العراقي الراحل ناظم الغزالي أن غنى إحدى أغانية (أم العيون السود) من هذا اللون. ومن أمثلة هذا النظم قول أبي الغمسي الخزاعي:
سـودنتني من جعلها امسودنه
يبو معنّه أو عين مـا يـوزش منه
يبو معنّه أو عين مدكوك الفكر
أو من تطب للبيت زاحت كل فكر
بيهن اتعاون رجلها أعله الفكر
أو بيهن اتجيـب الفكر وتعاونه
40. الأغاني الشعبية،ص33.
41. فنون الأدب الشعبي، ح2، ص39.
42. المحامي حسين الحاج حسن. باحث عراقي معروف. ولد في مدينة الديوانية. رَأَسَ تحرير مجلة التراث الشعبي لعدة سنوات وهو أحد كتابها البارزين. من مؤلفاته المطبوعة جمهرة الأمثال الفراتية،فضلا عن عدد كبير من المقالات والبحوث المنشورة. توفي عام 2005م.
43. نتف: يقصد بها الأشطر.
44. مجلة التراث الشعبي،العدد الرابع، السنة الخامسة والثلاثون - 2004م، ص78.
45. سبق أن نشر الباحث هذا المقال في سبعينيات القرن العشرين في أحد أعداد مجلة القبس التي كانت تصدر في مدينة الديوانية وقتذاك، وقد أشار إلى ذلك الباحث ثامر الحاج أمين في مقال له نُشر على (موقع النور) بتاريخ 31 / 8 / 2011م.
46. مجلة التراث الشعبي، العدد الرابع، 2004م، ص78 - 79.
47. هو الزعيم القبلي الشيخ عبد الواحد الحاج سِكر أل فرعون من زعماء الفرات الأوسط.أسهم وعشيرته في الثورة العراقية الكبرى(ثورة العشرين). توفي عام 1956م.
48. الحسني،الأغاني الشعبية، ص13، كما ينظر: الخاقاني،فنون الأدب الشعبي،ح2،ص41.
49. ينسب أحد الباحثين هذه الهوسة للمهوال مكطوف الظالمي. ينظر: العزّام، كبرياء الفرات، ص62.
50. هو الشيخ شعلان بن عناد أبو الجون.أحد رجال ثورة العشرين وقادتها.أسهم وعشيرته الظوالم في معركة السوير (الزريجية سابقا) التابعة لمحافظة المثنى حاليا . توفي عام 1930م.
51. الخاقاني،فنون الأدب الشعبي، ح12، ص10، كما ينظر: علي تايه، الأهازيج الشعبية، ص33.
52. الريلات: مفردها ريل، أي القطار.
53. سواريه: خيالة العسكر..الجنود الذين يقاتلون على ظهور الخيل.
54. بياده: وحدات الجيش الراجلة (المشاة).
55. الطرح: حصة الفرد فيما يتقاسم به الفلاحون في العمل الزراعي.
56. من نظم الباحث.
57. جعفر، عبد الأمير،الأغنية الفولكلورية في العراق، هامش ص115.
58. من شخصيات أسرة آل فرعون الفتلاوية التي تقطن مدينة المشخاب.
59. الشمّري، ربيع، العروض في الشعر الشعبي العراقي، دار الحرية للطباعة،ط1، (بغداد،1987م)،ص180.
60. نسب السيد جاسم العزّام هذه الهوسة للمهوال مكطوف الظالمي. ينظر: كبرياء الفرات، ص81.وقد جاءت بالشكل الآتي:
- يا شبّان انهضوا وياي، كومو وـياي اكطعوا الزاد، حرموا النوم، اتركوا الماي
- (علي جودت) وزير اعراكـنه وي واي «أدخيلك ياالله، أشهل عيله، ادخيلك يا الله دخيلك».
61. هو علي جودت الأيوبي،سياسي عراقي، شغل منصب رئيس وزراء العراق في العهد الملكي لثلاث مرّات،(1934-1935)،ومن (1949-1950) و1957.
62. هو السيد عبد الأمير جعفر المرعبي،كاتب وباحث عراقي.ولد في قرية السادة التابعة لمحافظة بابل.من إصداراته المطبوعة : الأغنية الفولكلورية في العراق،والغناء في الخليج العربي والأغنية الشعبية. توفي في عام1996م.
63. الأغنية الفولكلورية في العراق،هامش ص115.
64. هو الشيخ الشاعر والمهوال العراقي الشهير عبد السادة الكصاد الإبراهيمي . يعد أحد شعراء ثورة العشرين البارزين .كتب القصيدة والهوسة. توفي عام 1986م.
65. الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح12، ص13. وقد نسبها السيد جاسم العزام للمهوال مكطوف الظالمي. ينظر: كبرياء الفرات، ص38.
66. الدوملة: (الدومنة)، لعبة شهيرة، تعد إحدى أنواع القمار.
67. الكاغد أو (الورق): نوع من أنواع القمار المعروفة.
68. الباشا نوري السعيد: سياسي عراقي محنك..شغل منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي لأربعة عشرة مرّة. قتل عام 1958م، بعد أن أطاحت حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم بالحكم الملكي في العراق.
69. الشمّري، العروض في الشعر الشعبي العراقي، ص176.
70. المصدر نفسه، ص176.
71. العزّام، كبرياء الفرات، ص63.
72. الشمّري، العروض في الشعر الشعبي العراقي، ص180 - 181.
73. الخاقاني،فنون الأدب الشعبي، ح12، ص9.
74. كوكس: هو بيرسي كوكس، سياسي بريطاني مخادع، عمل في العراق والخليج العربي. توفي عام 1937م.
75. أجوك: قدموا إليك.
76. أهل لملوم: أهل الرميثة .مدينة تابعة لمحافظة المثنى.
77. الخاقاني،فنون الأدب الشعبي، ح4، ص23.
78. أهل الفيس: يقصد بهم الثوار الذين كانوا يحملون الفؤوس كسلاح ويقاتلون به ضد الاحتلال. ويبدو أنّ ضرورات القافية قد اضطرت المهوال لأستبدال الفؤوس بالفيس.
79. علي تايه، الأهازيج الشعبية، ص89.
80. من نظم الباحث.
81. الساري، ناصر محسن، الشعر الدارمي، مطبعة الحوادث، (بغداد، 1989م)، ص61.
82. دشّن: أدخلن للبيوت.
83. المصدر السابق، ص61.
84. ديوان الحاج زاير،ص50 - 51.
85. الصنجغ: أصلها السنجق.والسنجق العلم أو الراية.
86. خزعل: يقصد به الشيخ خزعل بن جابر الكعبي أمير المحمرة.وقد كان هذا الأمير طموحا في اعتلاء عرش العراق قبل تنصيب الملك فيصل الأول، إلاّ أن البريطانيين لم يكن لهم هوى فيه، ولهذا لم يمكنوه من تحقيق ذلك. توفي عام 1936م، وقيل عام 1937.
87. الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح4، ص26.
88. عبد علي سلمان عبد الله. المجتمع الريفي في العراق، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، سلسلة دراسات (229)، 1980م .ص74 وما بعدها.
89. الكعبي،كريم علكم، التراث الشعبي في ميسان، منشورات آمال الزهاوي، ط1، (بغداد، 1987م)، ص 55.
90. حامل البيرغ (البيرق): السارية (عمود من الخشب يعلق فيه القماش الموسوم للعشيرة أو القبيلة).
91. قالها المهوال السيد جاسم من سكنة ناحية العباسية في قضاء الكوفة.(من أرشيف الباحث). وما يلاحظ على هذه الهوسة أن شطرها الأول لم يستقم لوجود زيادة تتمثّل بـ(حرف الواو). ولا استبعد أن يكون هذا الشطر قد تعرض للتغيير من قبل الرواة. فالأصل ربّما كانت موجهة للزعيم عبد السلام عارف،بهذه الطريقة : (أنلاصت تراهه وبعد أشد تنلاص)،لكن أحد الرواة تصرف في كلمات هذا الشطر فأدخل بينها (يبن عارف )،ولهذا اختل الوزن. إذ من غير المعقول أن ينظم قائلها بقية الأشطر بوزن سليم ويخطأ في الشطر الأول.
92. أنلاصت: أي اشتبكت الأمور، واختلط الحابل بالنابل.
93. يقصد الزعيم العراقي الراحل عبد السلام محمد عارف.
94. ابن الوليد: المقصود القائد العربي خالد بن الوليد المخزومي.
95. ابن العاص: عمرو بن العاص، وهو أحد دهاة العرب.
96. طاهر يحيى: هو طاهر يحيى محمد الدهامشي، كان أحد الضباط الأحرار. شغل منصب رئاسة وزراء العراق في عهد الرئيسين الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن محمد عارف. توفي في عام 1986م.
97. لشاعر مجهول. ينظر: الخاقاني،فنون الأدب الشعبي،ح2،ص43. وينسبها العزّام للمهوال مكطوف الظالمي، كبرياء الفرات،ص62.
98. الهوسة للشاعر سهيل الدليمي، أحد شعراء محافظة الأنبار.(من أرشيف الباحث).
99. جوله: من جال يجول جولانا. وجالوا: بمعنى تطاردوا وتصاولوا .. من ذلك قول الشاعر: إنْ يجل مهري فيكم جولةً – فعليه الكرُ فيكم والغوارُ
100. لشاعر مجهول.ينظر: الحسني، الأغاني الشعبية، ص 114، كذلك الخاقاني،فنون الأدب الشعبي، ح2، ص40.
101. للمهوال مكطوف الظالمي، كبرياء الفرات، ص74.
102. المشخاب: ناحية ريفية تشتهر بزراعة الرز العنبر، تابعة إداريا لمحافظة النجف.
103. القسّام، الشاعر حسين، ديوان قيطان الكلام، مطبغة الغري الحديثة، ج2، (النجف، 1963م)، ص157.
104. الفركعة: وضع الزيت المغلي فوق الرز (التمن) بعد نضجه في الطبخ.
105. صبينه: أخرجنا الطعام من قدور طبخه، ووضعناه في الصحون الخاصة بتقديم الطعام.
106. الشيخ عجة دلي عاجل الجياشي : شيخ عشيرة آل جياش التي كانت تقطن المنطقة الممتدة بين الناصرية والسماوة. مثّل مدينة الديوانية كنائب عن أهلها لسبع دورات متتالية منذ 1933م وحتى سقوط المملكة العراقية عام 1958م.كانت له مواقف مشهودة في ثورة العشرين. توفي في عام 1969م.
107. الشيخ عزارة المعجون الحمادي: رئيس فرقة آل غانم الصفران من عشائر بني حجيم. تولى المشيخة بعد أبيه الشيخ معجون الحمادي.اشترك في الثورة العراقية سنة 1920، وكان في مطلع شبابه وانتخب نائبا عن الديوانية سنة 1930 - 1932.وجدد انتخابه في كانون الأول 1937وحزيزان 1939وآذار 1947 وحزيزان 1954 وأيار 1958. توفي في السماوة عام 1958م. بصري، مير، أعلام الوطنية والقومية العربية، الناشر: دار الحكمة- لندن، ط1، 1999م، ص330.
108. الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح12، ص10.
109. كل : قل (من القول).
110. ابن مذكور: هو الشيخ عزارة نفسه.
111. وردت هذه الهوسة بالصيغة التالية : (نتلاكه أحنه أوياه الصوجر). ينظر: الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح12، ص 10، والصواب برأينا ما أثبته السيد علي تايه في الأهازيج الشعبية،ص46.
112. الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح12، ص10.
113. لم يشر الخاقاني إلى كون هذه الهوسة للمهوال مكطوف الظالمي، وإنما نشرها من دون اسم، ينظر: فنون الأدب الشعبي،ح12،ص13. وقد وجدتها منسوبة للظالمي في كتاب كبرياء الفرات، ص79، ولهذا دونتها باسمه.
114. (لبيك)، هكذا وردت في كبرياء الفرات، ص79.
115. (خليت)،هكذا وردت في كبرياء الفرات، ص79.
116. الخاقاني، فنون الأدب الشعبي، ح12 وص13.
117. يطلج: يطلّق، من الطلاق (تسريح المرأة من بيت الزوجية)
118. الحايف: السارق(الحرامي).
119. الجليلي، حسين، مجلة التراث الشعبي، العدد السابع، السنة السادسة، 1975م. ص 5 .
120. لاحظ أنّ السيد الجليلي بدأ يفرّق بين الهوسة والأهزوجة باستعماله حرف العطف (الواو)، والمعروف عن هذا الحرف أنّه يدل على مطلق الجمع والاشتراك.
121. المصدر السابق،،ص5.
122. فاضل الغزّي، جريدة الزمن، العدد 138، ص18.
123. حمام، د.عبد الحميد، مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الثالث، 1988م.ص36.
124. من الأهازيج الحماسية المعروفة في العراق.
125. مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الثالث، 1989م، ص 133.
126. المصدر نفسه،ص136.
127. سبق أنْ قُدمت الأبوذيّة والعتابة كأغانٍ ملحنة من قبل بعض المطربين العراقيين،ولا تختلف الهوسة عن ذلك، إذ يمكن تقديمها كأغنية تتكون من عدّة أبيات،كل بيت يتكون من أربعة أشطر،ثلاثة منها بقافية موحدة على روي واحد، أو أن تكون مجنسة بجناس لفظي تام.أما الشطر الرابع فينتهي بالربّاط المتعارف عليه في نظم هذا النوع من الشعر الشعبي العراقي.
مراجع الكتب
- عبد علي سلمان عبد الله، المجتمع الريفي في العراق، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، سلسلة دراسات (229)، 1980م .
- بصري، مير، أعلام الوطنية والقومية العربية، الناشر: دار الحكمة، لندن، ط1، 1999م.
- نور الدين،د. عبد الحليم،اللغة المصرية القديمة (العصر الوسيط)،ط9،(منقحة ومزيدة)،2011م.
- الحسني، عبد الرزاق، الأغاني الشعبية، مطبعة النجاح، 1929.
- علي تايه. الأهازيج الشعبية، شركة عشتار للطباعة والنشر والتوزيع المحدودة، ط1/ 1987م.
- العلوجي،عبد الحميد، من تراثنا الشعبي، وزارة الثقافة والإرشاد ( مديرية الفنون الشعبية)، بغداد، السلسلة الثقافية (13)، 1966م.
- جعفر، عبد الأمير، الأغنية الفولكلورية في العراق، (دراسة ونصوص)، مطبعة العبايجي، (بغداد، 1975م).
- الكعبي، كريم علكم، التراث الشعبي في ميسان، منشورات آمال الزهاوي، ط1، (بغداد 1987م)
- الكرملي، انستاس ماري،مجموعة في الأغاني العامية العراقية، حققه وشرحه وضبط ألفاظه: عامر رشيد السامرائي، دار الشؤون الثقافية العامة، ج2، (بغداد 1999م).
- العلاّف،عبد الكريم، الطرب عند العرب، مطبعة أسعد، ط2، (بغداد، 1963م).
- الخاقاني،علي،فنون الأدب الشعبي.الإعداد: 2و4 و12.
- الشمّري، ربيع، العروض في الشعر الشعبي العراقي، دار الحرية للطباعة، ط1، (بغداد، 1987م).
- العزّام، جاسم محمد علي، كبرياء الفرات- أهازيج شاعر- (المهوال مكطوف الظالمي)،من إصدارات جمعية شعراء الشعب وكتّاب الأغنية في العراق،(بغداد،2002م)
- ديوان الحاج زاير، من تنظيم: محمد باقر الإيرواني، مطبعة النجف الحديثة، ط4، (النجف، 1972م).
- القسّام، الشاعر حسين، ديوان قيطان الكلام، مطبعة الغري الحديثة، (النجف، 1963م).
- (16) الساري، ناصر محسن، الشعر الدارمي، مطبعة الحوادث، (بغداد، 1989م).
المجلات والصحف:
- مجلة التراث الشعبي، العدد السابع، السنة السادسة، 1975م .
- مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الثالث، 1988م.
- مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الثالث، 1989م.
- مجلة التراث الشعبي، السنة الثاني – السنة الثامنة والعشرون، 1997م.
- مجلة التراث الشعبي،العدد الرابع،السنة الخامسة والثلاثون- 2004م.
- جريدة الزمن، العراق، العدد 138 .
الأرشيف
- من أرشيف الباحث.
الأنترنيت
- موقع رصيف 22
- موقع الأقباط اليوم
- مانيتون السمنودي (الصفحة الأولى) للخدمات العلمية.
الصور
1. https://i.alarab.co.uk/styles/article_image_800x450_scale/s3/empictures/slide/_104536_o3.jpg?itok=l8W2cKXf
2. https://i.ytimg.com/vi/OQCJaZNlNZM/maxresdefault.jpg
3. https://alarab.co.uk/sites/default/files/empictures/inpics/_148977007112.jpg
4. https://i.ytimg.com/vi/dmPHU-INoEk/hqdefault.jpg