«ألوان من تراثنا الشعبي»
العدد 44 - جديد النشر
صدر حديثاً عن هيئة البحرين للثقافة والآثار، وضمن سلسلة كتاب البحرين الثقافية، الطبعة الثانية من كتاب «ألوان من تراثنا الشعبي» للباحث البحريني المتخصص في التراث الشعبي والتاريخ «عبدالرحمن سعود مسامح». يقع الكتاب في 345 صفحة من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه مقدمة وثمانية فصول. يذكر أن الطبعة الأولى من الكتاب صدرت في العام 2001م. هذا، وقد سرد المؤلف في مقدمة الطبعة الأولى (لم تنشر في الطبعة الثانية)، سيرته والمناصب التي تبوأها وجعلته مهتما بالبحث في التراث الشعبي، موضحاً أن هذا الكتاب جاء نتاجاً لتجارب ومحاولات وقراءات استمرت سنيناً لتأخذ هذا الشكل على الورق (مقدمة الطبعة الأولى ص 11 - 12).
أما في مقدمة الطبعة الثانية فقد اكتفى المؤلف بذكر مدى أهمية الكتاب عندما صدر في طبعته الأولى في العام 2001م، والصدى الكبير الذي أحدثه، في حينها، حيث فاز بالجائزة الأولى كأفضل كتاب في مجال الدراسات الإنسانية بمملكة البحرين وذلك في العام 2002م، كما أوضح المؤلف في هذه المقدمة مصدر الصور القديمة التي بالكتاب وهو أرشيف متحف البحرين الوطني (مقدمة الكتاب ص 7).
فصول ومواضيع الكتاب
أما الثمانية فصول التي تضمنها الكتاب، والتي جاءت مطابقة لما هي عليه في الطبعة الأولى، فقد تناول فيها المؤلف واحدا وأربعين موضوعاً تتعلق غالبيتها بالتراث الشعبي، غير أن هذه المواضيع لم تصنف في الفصول بحسب أقسام أو مجالات التراث الشعبي لتعكس تلك «الألوان» المختلفة لمجالات التراث الشعبي. ففصول هذا الكتاب، في الغالب، لا تعتبر فواصل ينتقل من خلالها المؤلف من مجال في التراث الشعبي إلى آخر، فمواضيع الكتاب متباينة، وأخرى متكاملة ومنها ما هو متداخل، فهي، في الغالب، لم ترتب في الفصول بحسب وحدة الموضوع او بحسب مجال التراث الشعبي التي تنتمي له. وعليه سوف نستعرض تلك المواضيع، ليس بحسب الفصول، وإنما بحسب تقسيم مجالات التراث الشعبي، وفي أخرى سوف نراعي وحدة الموضوع، كما هو الحال في المواضيع التي تكون مجتمعة الثقافة الشعبية المرتبطة بالبحر.
فهذه المواضيع الواحد والأربعين منها ثلاثة وثلاثين موضوعاً شاملة لكل مجالات التراث الشعبي الخمسة، وهي: العادات والتقاليد الشعبية، والمعتقدات والمعارف الشعبية، والأدب الشعبي، والفنون الشعبية، والثقافة المادية (للمزيد حول طرق تقسيم مجالات التراث الشعبي ينظر: البكر 2009، ص 127 – 128). ومن هذه الثلاثة والثلاثين موضوعاً، يوجد منها عشرة مواضيع تتعلق بالبحر وتكون في مجموعها «الثقافة الشعبية المرتبطة بالبحر».
أما المواضيع الثمانية المتبقية فمنها ثلاثة مواضيع تعتبر مقدمة حول التراث الشعبي وواقعه في مملكة البحرين، ومنها خمسة مواضيع تخص تاريخ أماكن ومباني محددة في مملكة البحرين، وفيما يلي عرض مختصر لهذه المواضيع بحسب مجالاتها المختلفة:
1 – واقع التراث الشعبي:
تناول المؤلف ثلاثة مواضيع تعتبر كمدخل للتراث الشعبي وواقعه في مملكة البحرين، وهي: «التراث الشعبي: قول وفعل» (ص 24 – 29)، و«ألوان من تراثنا الشعبي (ص 304 – 308)، و«واقع التراث الشعبي» (ص 11 – 23). وقد ناقش المؤلف في الموضوع الأول تعريف التراث الشعبي وتقسيمه إلى مادي وغير مادي، كما تطرق في الموضوع الثاني للمجالات الأخرى المختلفة من التراث الشعبي معطياً مثالاً واحداً، من التراث الشعبي في مملكة البحرين، لكل مجالٍٍ أو عنصرا يذكره من مجالات وعناصر التراث الشعبي.
أما الموضوع الثالث فقد تناول فيه المؤلف البدايات الأولى للاهتمام بالتراث الشعبي في مملكة البحرين، بدءاً بتأسيس جمعية الآثار والتاريخ في العام 1953م، والذي كان التراث الشعبي أحد الإهتمامات الرئيسية لها، وحتى تأسيس مركز التراث الشعبي في ديسمبر من العام 1984م. هذا، وقد ناقش المؤلف أهم المشاكل التي تواجه الدارسين للتراث الشعبي والتي تشمل: مسألة تحديد مواضيع التراث الشعبي، وتحديد مصادره، وطرق جمعه، ودور المؤسسات والوزارات الحكومية في الاهتمام وحفظ التراث الشعبي. كما تطرق فيه المؤلف لعددٍ من مجالات التراث الشعبي.
2 – الثقافة الشعبية المرتبطة بالبحر:
خصص المؤلف عشرة مواضيع مفصلة ترتبط بالبحر، والتي تكون في مجموعها الثقافة الشعبية المرتبطة بالبحر، كالغوص وحرفة القلافة وغيرها، ويمكن تبويب تلك المواضيع كالتالي:
أ – الغوص واللؤلؤ:
عرض المؤلف حرفة الغوص في أكثر من فصل، ففي الفصل الثاني من الكتاب (ص 59 – 77)، ناقش المؤلف تاريخ حرفة الغوص في البحرين منذ حقبة دلمون؛ حيث تطرق لأسطورة البطل السومري الأسطوري جلجامش الذي مارس الغوص في مياه دلمون ليفوز بزهرة الخلود. وتابع المؤلف سرد الروايات التاريخية حول الغوص واللؤلؤ في البحرين منذ الحقب القديمة مروراً بفترة تايلوس والفترة الإسلامية المتوسطة وإنتهاء بتاريخ الغوص واللؤلؤ في بداية القرن العشرين.
وفي الفصل الأول من الكتاب (ص 50 – 55) تناول المؤلف «حياة الغوص»، فوصف الحياة فوق ظهر سفينة الغوص، كما تناول الأمثال الشعبية التي ارتبطت بالغوص.
ب – القلافة، حرفة صناعة السفن:
الموضوع الثاني الذي تناوله المؤلف والذي يرتبط بالبحر هو حرفة القلافة، أي صناعة السفن، وقد أسهب المؤلف في وصف هذه الحرفة، فتناول وصفها بصورة مفصلة وذلك في الفصل الثاني (ص 78 – 88)؛ حيث ذكر العديد من أدوات هذه الحرفة ومسميات أجزاء السفينة، كما تناول خطوات صناعة السفينة الجديدة، أي الوشار، والتي تبدأ بالإتفاق مع القلاف، وبعد ذلك تبدأ عملية بناء السفينة من بناء جسد السفينة وحتى دهانها بالصل، وانتهاء بعملية إنزالها في البحر، وهي عملية لا تمر دون طقوس معينة.
وفي الفصل الرابع من الكتاب (ص 147 – 151) عاد المؤلف ليناقش العادات والتقاليد الشعبية المتصلة بحرفة القلافة، مكررا بعض ما ذكره في الفصل السابق ومركزاً على العادات التي ترافق خطوات بناء السفينة وإنتهاء بوصف حفل إنزال السفينة في البحر وما يرافق ذلك من وليمة وفنون بحرية.
أما في الفصل السابع من الكتاب (ص 271 – 278) فقد تناول المؤلف أنواع «السفن التقليدية في البحرين» ومسمياتها ووصفها.
ج – من البحر
خصص المؤلف الفصل السابع من الكتاب ليتناول فيه مزيداً من المواضيع التي تتعلق بالبحر فعنونه باسم «من البحر»، وقد تطرق فيه المؤلف لأهمية البحر كمصدر للدواء والغذاء، كما تطرق فيه للطيور البحرية ومسمياتها المحلية. وختم المؤلف هذا الفصل بالحديث عن الروبيان (الأربيان) وعشق أهل البحرين له.
3 – العادات والتقاليد الشعبية
يضم الكتاب عشرة مواضيع تصنف ضمن مجال «العادات والتقاليد الشعبية». هذا وقد أفرد المؤلف فصلاً خاصاً للعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية (الفصل الرابع)، غير أن «العادات والتقاليد الشعبية» تعتبر مجالاً منفرداً في التراث الشعبي، وهناك مجال آخر يعنى بالمعتقدات والمعارف الشعبية (البكر 2009 ص 127 – 128). ففي الفصل الرابع طرح المؤلف خمسة مواضيع، أربعة منها مرتبط بالعادات والتقاليد الشعبية، من تلك المواضيع «عادات وتقاليد ارتبطت بحرفة القلافة»، وقد سبق أن تناولناه سابقاً، وموضوع «تبادل التحية»، وقد وصف فيه المؤلف الطرق المختلفة لإلقاء التحية في البحرين، كما تناول أنواع التحية في المناسبات الخاصة، كمناسبة العزاء (الخلف)، وفي حالة الزواج وعند الرجوع من الحج. ومن المواضيع التي تناولها في هذا الفصل أيضا، الكشتة، وهي النزهة أو الرحلة القصيرة، والتي عادة ما تكون للمزارع والعيون الطبيعية التي كانت تشتهر بها البحرين قديماً كعين عذاري وعين قصاري. وختم الفصل بموضوع «القايلة والقيلولة» متناولاً فيه مزايا نوم القيلولة والعادات المرتبطة بها.
وفي الفصل الخامس، المعنون «عساكم من عواده»، تناول المؤلف خمسة مواضيع جميعها ترتبط بالعادات والتقاليد الشعبية التي ترتبط بمناسبات دينية، وهي الحج وشهر رمضان. ومن ضمن التقاليد المعروفة في مملكة البحرين ومناطق أخرى في الخليج العربي والتي تناولها المؤلف في هذا الفصل، تقليد «الحية بية» الذي يمارس في عيد الأضحى، وكذلك، احتفال «القرقاعون» في ليلة النصف من شهر رمضان.
كما يضاف لتلك المواضيع موضوع «حكاية الآباء مع الأسماء» الذي تناوله المؤلف في الفصل الأول (ص 42 – 49)، والذي تطرق فيه لأسماء الناس في البحرين، ذكورا وإناثا، معدداً أشهر الأسماء والظواهر التي ترتبط بها كالتصغير والتدليل في الأسماء.
4 - المعتقدات والمعارف الشعبية:
لم يخصص المؤلف فصلاً خاصاً بمجال «المعتقدات والمعارف الشعبية»، على الرغم أنه تناول ثمانية مواضيع تصنف ضمن هذا المجال، غير تلك المواضيع التي تصنف ضمن هذا المجال وترتبط بالبحر والتي سبق عرضها. هذا وقد تناول المؤلف في الفصل الخامس، المعنون «مواضيع من التراث» خمسة مواضيع، جميعها تصنف من ضمن مجال «المعتقدات والمعارف الشعبية»، وهذه المواضيع هي: «العطاس» والعادات المرتبطة به، وموضوع «الرؤى والأحلام»، و«قصة أيام الأسبوع» و«شجرة السدرة» و«الحمار في التراث والتاريخ».
ويضاف لما سبق، ثلاثة مواضيع أخرى تصنف ضمن مجال «المعتقدات والمعارف الشعبية» تناولها المؤلف في فصول أخرى؛ ففي الفصل الرابع تناول موضوع «حبة الخال في المعتقدات الشعبية»، وفي الفصل الثامن تناول موضوعين هما، «الفقع: غذاء ودواء»، و«المرايا: مناظر في تراثنا الشعبي».
5 – الأدب الشعبي:
تناول الباحث في الفصل الأول من الكتاب موضوعين تصنف ضمن مجال «الأدب الشعبي»، الأول «بلاغة الأدب الشعبي»، والذي تناول فيه باختصار تنوع اللهجات العامية في البحرين، وبعض أشكال الأدب الشعبي بصورة مختصرة. أما الموضوع الثاني فهو «الموال»، وهو أحد أنواع الشعر الشعبي، وقد أسهب المؤلف في الشرح حول الموال مستعرضاً تاريخه وأوزانه وأشكاله، كالرباعي والخماسي والسداسي والسباعي، معطياً أمثلة توضح ذلك. كما تناول المؤلف بعض صور أو أغراض الموال كالنقائض والدرسعيات معطياً أمثلة عليها.
6 - الفنون الشعبية
في الفصل الثامن من الكتاب، أفرد المؤلف موضوعين تصنف ضمن مجال «الفنون الشعبية» وهي، الألعاب الشعبية، والفنون الشعبية الموسيقية. هذا وقد صنف المؤلف من ضمن الفنون الشعبية عناصر أخرى تصنف، في الغالب، ضمن الثقافة المادية، وهي «الحرف والمهن الشعبية» والبناء أو العمارة الشعبية، يذكر أن هناك تداخلا بين هذه العناصر والفنون الشعبية (للمزيد من النقاش حول تصنيف عناصر الفنون الشعبية وعناصر الثقافة المادية ينظر: البكر 2009، ص 153 – 162). والغريب أن الباحث نفسه، وضمن موضوع واقع التراث الشعبي، صنف الثقافة المادية كمجال مستقل وضمنه الحرف والمهن الشعبية (ص 18 – 19)، غير أنه عاد لينوه لوجود التداخل بين الحرف الشعبية والفنون الشعبية وذلك عندما صنف الحرف ضمن موضوع الفنون الشعبية (ص 331). وسوف نعرض هنا الألعاب الشعبية والفنون الشعبية الموسيقية، أما البقية فسنتعرض لذكرها في الثقافة المادية.
أ – الألعاب الشعبية:
تناول المؤلف بعضا من الألعاب الشعبية وذلك ضمن موضوع «ألعابنا الشعبية وما فيها من تربية وتعليم» (ص 321 – 330)، وقد تطرق فيه المؤلف لبعض الألعاب الشعبية وأهميتها للإنسان في مراحل حياته المختلفة، ومقتصراً الموضوع على توضيح الجوانب التعليمية والتربوية للألعاب الشعبية وذلك من خلال عرض أربع ألعاب شعبية. أولى تلك الألعاب هي «المِدُود» وهي لعبة محاكاة بناء البيوت الصغيرة وذلك عن طريق مد أو بسط أشياء بسيطة على مساحة من الأرض وتقسيمها بصورة معينة لتحاكي أقسام البيت، وربما يعمل فيها أثاث وتمثيل شخوص معينة.
أما اللعبة الثانية فهي «الخشيشة» (أي الإختباء)، وهي تعتمد على أختيار شخص ما بالقرعة ليبحث عن بقية أفراد المجموعة التي تقوم بالاختباء. وأما اللعبة الثالثة فهي «الصعگير» وهي شبيهة باللعبة السابقة من حيث مبدإ الاختباء، غير أن في هذه اللعبة يتم تقسيم المجموعة إلى فريقين، يقوم الفريق الأول بالاختباء والفريق الآخر يبحث عنهم.
أما اللعبة الأخيرة التي اختارها المؤلف فهي لعبة «حمامة نودي نودي»، وفي واقع الأمر فإن هذه اللعبة مجرد أهزوجة كغيرها من الأهازيج التي تمارس أثناء عملية التأرجح على «الأرجوحة» أو «الدورفة». كما يمكن أن تغنى هذه الأهزوجة بصورة مفردة كنوع من الألعاب الغنائية. هذا وقد أوضح المؤلف أهمية هذه الألعاب في اكتساب مهارات وقيم معينة.
ب – الفنون الشعبية الموسيقية
تطرق المؤلف لبعض أنواع الفنون الشعبية الموسيقية بصورة مختصرة وذلك في موضوع «الفنون الشعبية ودورها في السياحة الثقافية» (ص 331 – 342)، والذي ضمنه المؤلف عناصر تصنف ضمن مجالات أخرى. ومن الفنون الشعبية الموسيقية التي تطرق لها، فن الفجري الذي يمارس في البنادر، كما تطرق للفنون البحرية التي تصاحب العمل على ظهر السفينة كالخطفة والدواري والهولو واليامال.
ومن الفنون الموسيقية الأخرى التي تناولها فنون الريف والبادية والحضر، كأغاني المناسبات كالأعراس ودق الحب في المناحيز وغيرها. كما تطرق لبعض الفنون التي تحضرت كالعرضة والسامري واللعبوني. هذا، وقد خص المؤلف مجموعة من الفنون باسم «الفنون التي تبحرنت» وهي تلك الفنون التي تأقلمت وأصبحت جزءاً من تراث البحرين الموسيقي.
هذا، وقد قدم المؤلف في نهاية الموضوع مقترحات لكيفية الاستفادة من هذه الفنون الشعبية الموسيقية في السياحة، وتبدأ تلك المقترحات بحصر الفرق أو الدور التي تمارس تلك الفنون، وإقامة حفلات موسمية، وتخصيص ساحات خاصة في الحدائق العامة تمارس فيها هذه الفنون، أو إقامة مسارح متخصصة لها، وبالتزامن، يتم الإعلان عن هذه الحفلات في النشرات السياحية.
7 – الثقافة المادية:
من المواضيع التي تندرج ضمن «الثقافة المادية» والتي تناولها المؤلف هي «الحرف والمهن الشعبية» و«العمارة الشعبية». وعلى الرغم أن المؤلف أفرد فصلاً مستقلاً للحرف والمهن الشعبية (الفصل الثاني)، إلا أنه عاد ليذكر عدداً آخر من الحرف والمهن وكذلك العمارة الشعبية ضمن موضوع «الفنون الشعبية» وقد سبق أن اشرنا لذلك سابقاً.
أ - الحرف والمهن القديمة
حمل الفصل الثاني من الكتاب عنوان «حرف سادت ثم بادت»، وقد عرض فيه المؤلف عدداً من الحرف والمهن القديمة التي كانت تمارس في البحرين قديماً، كالغوص والقلافة التي سبق الحديث عنهما، بالإضافة لعدد آخر من الحرف والمهن وهي: المحسن (الحلاق)، ومهنة السقاية وهي مهنة بيع المياه العذبة، ومهنة العبارة وهي مهنة نقل الناس بالقوارب قبل بناء الجسور، وخصوصاً ما بين المنامة والمحرق.
كما تناول المؤلف عدداً آخر من الحرف القديمة، والتي لازالت تمارس على نطاق ضيق، وذلك في الفصل الثامن من الكتاب وضمن موضوع «الفنون الشعبية ودورها في السياحة الثقافية» (ص 332 – 334)، وهذه الحرف هي: صناعة الفخار، وصناعة النسيج، وصناعة السلال، وصناعة المديد، وصناعة الدلال، وصناعة الحلي. وقد اكتفى المؤلف بإعطاء نبذة مختصرة عن كل حرفة.
ب – العمارة الشعبية
تطرق المؤلف للعمارة الشعبية في البحرين وذلك ضمن موضوع الفنون الشعبية سالفة الذكر (ص 334 – 337). يذكر، أن عنصر العمارة الشعبية تأرجح تصنيفه بين مجالي «الفنون الشعبية» و«الثقافة المادية» (البكر 2009، ص 155). هذا، وقد تطرق المؤلف في هذا الموضوع لمواد البناء القديمة كأنواع الحصى والأخشاب والطين التي كانت تستخدم في البناء، كما تطرق المؤلف للتكوين العام للبيوت القديمة مع إعطاء لمحة حول تقسيمها.
8 - مبان لها تاريخ:
خصص المؤلف الفصل الثالث ليسرد فيه تاريخ بعض الأماكن والمباني المهمة في مملكة البحرين؛ حيث عرض المؤلف في هذا الفصل خمسة مواضيع تاريخية، أربعة منها تخص المحرق، الموضوع الأول «المحرق في التاريخ» وقد سرد فيه المؤلف تاريخا مختصرا للمحرق بدءاً من حقبة دلمون ومروراً بحقبة ما قبل الإسلام والفترة الإسلامية المتأخرة ووصولاً للقرن العشرين. وقد استعرض المؤلف أسماء المحرق القديمة وبعض المعالم الأثرية والتاريخية. أما في الموضوع الثاني «المحرق في عيون الآخرين» فقد استعرض المؤلف فيه ما كتبه أربعة كتاب حول المحرق، وهم: جي. جاي لوريمر (1905م)، والشيخ محمد بن خليفة النبهاني (1914م)، وأمين الريحاني (1922م)، وجيمس بلكريف (1955م).
أما في الموضوع الثالث «معالم المحرق التاريخية» فقد استعرض فيه المؤلف عدداً من معالم المحرق التاريخية كقلعة عراد، و«برج بو ماهر»، وبيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ومدرسة الهداية الخليفية، وسوق القيصرية. أما الموضوع الرابع فقد خصصه المؤلف «لجسر الشيخ حمد» الذي يربط ما بين المنامة والمحرق، وقد استعرض فيه المؤلف تاريخ بناء الجسر ومراحل تطوره.
أما الموضوع الخامس المعنون «في البحرين مبان لها تاريخ» فقد تناول فيه المؤلف تاريخ لعدد من المباني المهمة في مملكة البحرين كمبنى محاكم البحرين، ومستشفى الحكومة في النعيم، وباب البحرين.
المراجع
1 - البكر، محمود مفلح. مدخل البحث الميداني في التراث الشعبي : عرض، مصطلحات، توثيق، مقترحات، آفاق. منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق 2009.
2 - مسامح، عبدالرحمن سعود. ألوان من تراثنا الشعبي. الطبعة الأولى، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2001.
الصور
1 - صورة الكاتب.
2 - صورة بطاقة بريدية من أرشيف الثقافة الشعبية.