فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

فنون غنائية وافدة الجوبي العراقي أنموذجا

العدد 44 - موسيقى وأداء حركي
فنون غنائية وافدة  الجوبي العراقي أنموذجا
كاتب من العراق

يعدُّ الرقص أحد الطقوس الدينية والأسطورية والسحرية القديمة التي مارسها الإنسان منذ أقدم العصور.وقد ارتبط الرقص مع الغناء بوشيجة قوية، إذ أنّ بعضهما يكمل بعضا. ولا تقل أهمية الرقص عن أهمية الغناء، إذ أن الغناء مازال يشغل حيزا كبيرا في تراث الأمم والشعوب.

وقد تنوع الرقص تبعا لثقافة الإنسان وطقوسه التي كان يمارسها في حياته اليومية. من هنا يمكن تقسيم الرقص على أربعة طقوس مهمة تتمثّل بـ:

الرقص في الطقس الجنائزي.

الرقص في الطقس الديني (الوثني).

الرقص في الطقس الأسطوري والسحري.

الرقص في الطقس الجنسي.

كما يمكن تقسيم الرقص تبعا لعدد الراقصين:

الرقص الانفرادي أو فردي .

الرقص الزوجي .

الرقص الجماعي .

ويمكن أن نضيف تقسيماً آخر تبعا لجنس الراقصين:

الرقص الخاص بالرجال.

الرقص الخاص بالنساء.

الرقص المختلط أو المشترك بين الرجال والنساء.

ويحتل الرقص مكانة مرموقة في الأساطير الشعبية لدى كثير من الشعوب والأقوام، وتعده بعضها كممارسة دينية، وسنضرب مثالين يتعلقان باعتقادات الحرب.

المثال الأول:

عند هنود ثومبسون في كولومبيا البريطانية، وبينما يذهب الرجال في طريقهم إلى الحرب كانت النسوة يؤدين رقصات على فترات متكررة. إذ يعتقدن أن هذه الرقصات تضمن النجاح في مهمتهم، لهذا يلوّحن بسكاكينهن ويرمين بالعصي المدببة الرأس، ويدفعن بعصي معقوفة الرأس إلى الإمام، ثم إلى الخلف مرارا وتكرار. كما كانت النساء تلون وجوههن باللون الأحمر وتغنين وترقصن وتصلن للسلاح كي يحمي أزواجهن ويساعدهن على قتل الأعداء وبعضهن يثبتن نسرا على رأس عصا وعندما تنتهي الرقصة تُخبأ هذه الأسلحة1.

المثال الثاني:

في أثناء غياب الرجال في الحرب وحتى عودتهم لا تكف النساء عن الرقص ليلا نهارا ولا يستلقين في بيوتهن أو يدخلن الطعام إليه. ورغم رغبتهن الجنسية لا يمكن على الإطلاق – مهما بلغت المغريات - أن يمارسن الجنس مع شخص آخر في أثناء وجود أزواجهن في الحرب. تفعل النسوة ذلك بناءً على إيمانهن الراسخ بأنه لو فعلنها لوقع أزواجهن قتلى أو جرحى.كما يعتقدن أن الرقص يمنح أزواجهن القوة والشجاعة والحظ الجيد، ولا يمنحن أنفسهن أي قسط من الراحة، كما يعدّنّ هذه العادة ممارسة دينية2.

تأثير الغناء الأفريقي على الغناء العربي

إنّ عملية التأثير والتأثر قائمة في كل عصر ومكان، ولم تقتصر على زمان أو مكان محدد. وطالما أن أفريقيا غنية بطقوس فن الموسيقى ومتميزة في إيقاعات طبولها ذات النكهة الخاصة، لذا فلا غرابة أن تفد بعض هذه الفنون إلى العراق وأقطار الخليج العربي، ولاسيما بعد أن عبرت المحيطات والبحار لتصل إلى أمريكا وبلدان أوربية أخرى. إذ ليس من المعقول أن تصل لتلك البلدان البعيدة، ولا تصل إلى البلدان العربية التي أشرنا إليها.

ومن المؤكد أنّ الموسيقى الأفريقية الوافدة لتلك البلدان قد«فرّعت أغان شعبية، ورقصا شعبيا يدور مع التعبير الموسيقي ضمن المقاييس والشروط التي سمحت»3.

من هنا فلا عجب أن نرى تأثير تلك الموسيقى واضحا وجليا في بعض الإيقاعات العراقية، ولاسيما في إيقاع الخشابة البصرية، التي يرى بعض الدارسين أنّ تاريخ ظهورها مقترن بحركة الزنج التي ظهرت في نهاية الدولة العباسية، فبرزت هذه الإيقاعات وطغت في تلك الفترة بحكم تعلق الزنج بها ومهارتهم بالضرب عليها4 ويعدُّ إيقاع الهيوة5 من الإيقاعات المتميزة في غناء أهل البصرة.

كما يمكن ملاحظة التأثير الأفريقي والهندي في بعض أنواع الغناء الخليجي، ولاسيما في الكويت والبحرين وغيرهما. ففي الكويت - مثلا - نجد «استخدام السلالم والإيقاعات والمقامات العربية بالإضافة إلى وجود بعض الإيقاعات الأفريقية والهندية»6. وكذلك في البحرين، إذ وفدت إليها بعض الفنون الغنائية ذات الجذور غير العربية كفنّي «الطنبورة7، والليوة8 » ففي الأولى نلمح الجذور الصوفية والوثنية الأفريقية، وفي الثانية نجد آثار فن الزنوج منذ العصر العباسي، وهاتان الرقصتان ذابتا في مأثورات الخليج رغم أنهما تعتمدان على إيقاعات ذات تأثيرية أفريقية9، وهناك فنون أخرى وفدت للبحرين كفن الجربة10 ذي الجذور الفارسية11.

ويرى بعض الدارسين أنّ فنون (الليوة – السوما12 – الكتميري13) وفدت من عُمان إلى البحرين « وربّما إلى الدول المجاورة لها عن طريق العُمانيين الذين قدموا إليها لكسب العيش، فقد كانت البحرين منذ وقت ليس ببعيد تضم عددا كبيرا من الأيدي العاملة العُمانية الذين أصبحت رقصات الليوه- السوما- الكتميري من وسائل الترفيه المحببة لهم»14، ثم يستشهد بدليل على صحة ذلك بقوله : «ومما يؤكد ذلك أن أحسن عازفي الصرناي15 في البحرين عُمانيون ونذكر منهم على سبيل المثال شخصا يدعى (دارتشي) وآخر يدعى (شامبي) ويقال أن الأخير لا يزال على قيد الحياة في عُمان ويزاول العزف على الصرناي»16.

ولاشك أنّ أغلب الدبكات العربية، قد استوحيت مضامينها وحركاتها بتأثر من التراث الوثني الأفريقي، فضلا عن التراث الفارسي. وهذان التراثان ما زالا يزخران بمثل هذه الرقصات المميزة التي تعد جزءا حيويا من ثقافتهما الدينية والقبلية. ثم طوّرت هذه الدبكات في البلدان العربية التي وفدت إليها، إذ أضفى عليها كل بلد عربي سمة من سماته الثقافية والتراثية بحيث غدت وكأنها من صميم وروح فولكلوره وثقافته الخاصة.

تأثير الفولكلور الفارسي على بعض الدول العربية

ترتبط بلاد فارس مع بعض الدول العربية بحدود طويلة، ولاسيما العراق وبعض دول الخليج العربي. وبحكم هذا الجوار، فضلا عن وجود بعض القبائل ذات الأصول العربية في إيران، ونتيجة لهجرة هؤلاء العرب من وإلى إيران وفدت معهم فنون غنائية ذات طقوس فارسية وجد فيها العرب طوابع شعبية قريبة من بيئاتهم الاجتماعية، ولهذا احتضنوها وأذابوها في روح تراثهم بحيث غدت وكأنها جزء لا يتجزأ منه. وتتمثّل هذه الفنون الوافدة في بعض الرقصات والأغاني التي تؤدى في العراق وبعض دول الخليج العربي، كالجوبي، وفن الجربة، ورقصة العصي «دار بازي»، ورقصة المناديل أو الشال، ورقصة كاسر وغيرها .

وسنأخذ مثالا واحدا من تلك الفنون الوافدة إلى مملكة البحرين والمسمى بفن (كاسر)، وسنسلط الضوء على نوع واحد منه، المعروف بـ(كاسر الجفتي).

تبدأ طريقة أدائه بحلقة واسعة يكونها الراقصون، إذ يتحركون فيها بطريقة الدوران يصاحبها هز الأكتاف والتصفيق والغناء، ويمكن استعراض تفاصيل هذه الرقصة من خلال ما وصفت به، إذ قيل عنها: إنها «من الرقصات المحتشمة التي انتقلت من بندر عباس والمناطق المجاورة وتتكوّن آلاتها الموسيقية من الزمارة التي تعني (المترادف)، وهما قصبتان يثقب كل منها بستة ثقوب وكلتاهما مربوطتان ببعض ولا يعملان إلا بوجود قصبتين صغيرتين كل قصبة منها مجهزة بلسين تزمير، وتولج القصبتان الصغيرتان في مأسوتي القصبتين الكبيرتين الملتصقتين، وبالنفخ يعزف العازف الذي يسمى بالفارسية (قلمي) بالإضافة إلى الطبول مع فارق أنّ الطبل الكبير ينقر بالعصاة من الجهة اليمنى بينما ينقر بأصابع أو كف اليد اليسرى من الجهة الأخرى»17.

يبدو أنّ آلة النفخ المستخدمة مع هذا النوع من الغناء والرقص تتشابه إلى حد كبير مع المطبك المستخدم في غناء ورقص الجوبي العراقي.

غناء ورقص الجوبي العراقي

يعدُّ الجوبي أحد أنواع غناء الفولكلور العراقي الذي تصحبه رقصة خاصة تميزه عن غيره من فنون الغناء الشعبي، فضلا عن كونه أحد أنواع الرقص الجماعي. ينتشر هذا اللون الغنائي في بغداد، وبعض المدن والقرى العراقية، ولاسيما في المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق، وكان يؤدى في اليوم الثاني من أيام عيد الفطر والأضحى.

ويعد السيد عبد الجبّار فارس أول كاتب عراقي يشير إلى هذا الغناء، فقد وصفه بالقول: «وفريق من المشاة يجتمعون ويشكلون حلقة ويكونون لعبة خاصة، وهي نوع من الرقص بأنغام خاصة يسمّونها (الجوبي) ويقف في وسط الحلقة مزمّر وبيده (المطبك) يزمّر به وقد يرأس حلقة الجوبي غلام جميل طويل الشعر وعلى رأسه قلنسوة ملونة18 ويكون رئيسا للعبة»19. ويكمل قائلا: «ولعبة الجوبي، لعبة خاصة، فيميل كل راقص إلى الذي بجانبه أثناء القفز طوراً لليمين وآخر لليسار وإيعاز الحركة يكون بيد رئيس الحلقة، وهذه اللعبة منتشرة في الفرات كثيرا ولا تخلو من بهجة ومسرة»20.

والواقع أننا لا نعرف معنى كلمة (الجوبي) على وجه الدقة، ولم نجد من الباحثين العراقيين من توصل إلى معرفة سبب تسميتها الحقيقي. أما ما قيل ويقال عن سبب تسميتها فهو مجرد اجتهادات شخصية يتبناها بعضهم، لا نكاد نجد فيها ما يمكن الوثوق والأخذ به.

وعلى كل حال فإنّ الذي متأكدون منه هو أنّ الجوبي أحد الفنون الغنائية الوافدة من بلاد فارس إلى العراق، وذلك في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، وكان للقبائل العربية الجنوبية الدور الكبير في انتشاره في بعض المدن العراقية، ولاسيما الوسطى والجنوبية.أما طريقة غنائه فإنه يؤدى بشكل جماعي من قبل مجموعة من الراقصين في مناسبة الأعياد. وهؤلاء الراقصون قد يقل أو يزداد عددهم.

أما بالنسبة لتعريفه، فهناك مَنْ يعرفه بأنه: «الرقصة الإعرابية التي يصاحبها غناء خاص تشيع في ثناياه معاني الحب ولوعة المحبين، فضلا عن معاني يقصد منه النكتة والتهكم لإثارة الضحك»21. ويعرفه آخر بأنه «رقصة من الرقصات الشعبية العربية(الدبكة)»22.

ويعرفه ثالث بأنه: «غناء يشبه البستة23 من قريب أو بعيد، ولكنه له شعره الخاص وبحره السريع مع اختلاف بطريقة نظمه وقافيته ويُلقى منغوما مع خفة الوزن»24.

ويعرفه رابع بالقول: «هو ضرب الأرض بالقدم اليمنى أولا، ثم القفز إلى الأعلى و ضرب الأرض بالقدم اليسرى، ثم القفز إلى الأعلى ومسك منديل بإحدى اليدين أو خيزرانة25، ويتميز بمرافقة المطبج معه»26.

وقد اختلف المهتمون بالموسيقى والتراث في أصل نشأته فنسبه بعضهم للفولكلور الكردي، ونسبه آخرون للفولكلور الفارسي ويمكن تلخيص ما قيل عنه بالآتي:

إنّ كلمة الجوبي بالجيم الفارسية تنسب إلى عشيرة جوبي أو شوبي الكردية، ومنها أخذ هذا الاسم27.

الجوبي رقصة كردية وأصل اللفظ من (الجوب) أي الخشب، ولعلّه يتبين لدارسي هذه اللعبة أنها كانت تلعب بالعصي..ولفظة الجوب فارسية28.

رقصة إعرابية ويقال لها جوبية يرقصها جماعة على هيئة حلقة مستديرة .. ومن ألفاظ الأطفال وأهازيجهم:

جوبي جوبي ملاّحي وكل الذهب بسلاحي29

الجوبي، هو الجوبة، فجوة أو خلوة بين البيوت.سميت كذلك لانجياب الشجر عنها30.

لفظة الجوبي اشتقت من لفظة (جش) - الجيم الفارسية- وهي كلمة تنطلق تلقائيا من أفواه الراقصين عندما يقفزون لتنظيم الإيقاع31.

وبعد أنّ استعرضنا هذه الآراء لابد من القول أن ما يمكن الإقرار به - وهذا ما يتطابق مع الواقع - هو أن الجوبي رقص أو لعب يصاحبه نوع من الغناء الشعبي الخاص، وهو من الفنون الوافدة إلينا من بلاد فارس، وإن الذي يؤكد ذلك أننا نجد جذور كلمة (الجوبي) جذورا فارسية؛ كونها تكتب بثلاث نقاط من تحت، وهذا شائع في الكلمات العامية العراقية ذات الأصل الفارسي.

الباحثون العراقيون وغناء الجوبي

من الغريب أنّ هذا النوع من الغناء لم يرد أي ذكر له في كتب تناولت الأدب الشعبي والغناء العراقي ككتاب الأغاني الشعبية للمؤرخ الراحل عبد الرزاق الحسني، وكتاب (الطرب عند العرب) للكاتب والشاعر الراحل عبد الكريم العلاّف، وموسوعة (فنون الأدب الشعبي) للشيخ الراحل علي الخاقاني، وكتاب الأغنية الفولكلورية للأستاذ الراحل عبد الأمير جعفر، وكتاب (الشعر الشعبي والغناء في العراق والجزيرة العربية ) للدكتور محمد عبد الرضا الذهبي وكتاب (غناء ريف العراق) للأستاذ ثامر العامري، غيرهم .أما من ذكره من الباحثين العراقيين فإنّ دراستهم كانت فقيرة وغير ناضجة، كما أن بعضهم لا يفرق بين غناء ورقص الدبكات وبين غناء ورقص الجوبي الذي يتسم بطابعه الريفي الخالص.

1 - طريقة أدائه وغنائه:

يؤدى هذا النوع من الغناء من قبل مجموعة من الراقصين بمصاحبة عازف المزمار (المطبك)32، ويصف بعضهم طريقة غنائه، بالقول: «وتؤدى الرقصة بعد اصطفاف الراقصين جنبا إلى جنب متماسكي الأيدي. أما تحركهم فيكون عادة حسب نغمات الماصول33، ويتم برفع الأرجل إلى الأمام وإرجاعها إلى الخلف مع هز للوسط، ويكون المطرب في هذه الأثناء يُسمع الآخرين أغانيه التي وضعت لهذه الرقصة»34.

ويصف آخر هذه الرقصة، قائلا: «يشكّل الراقصون حلقة مفتوحة من الشباب يسمى (حزام الجوبي) وتنعقد الحلقة هذه بتشابك الذراعين.أما طرفا الدائرة فتسمى (الرأس) وفي رأس الدائرة شخصان آخران، هما: (الرادود) أي منشد الأغاني، و(الداكوك) - وهو العازف على الآلة الموسيقية التي غالبا ما تكون (المطبك)، ويشترط أن يكون الراقص مجيدا للإشتراك بالجوبي»35.

ويعبّر عنه آخر بالقول: «أما الجوبية فيشترك فيها أكثر من اثنين، وقد يصلون إلى عشرين أو أكثر، وتكون على شكل دائري دون التقاء المحيط، وعلى طرف الدائرة يرقص رئيس اللعبة وبيده منديل ويغني النوع المناسب للرقصة وعلى صوته أو نغم المزمار36 أو الصرناجة والطبل تتم الرقصة.وهي على أشكال منها الدبكة العربية والكردية وهما شائعتان في بغداد»37.

ويصف هذا الرقص غيره، قائلا: «وأعضاء هذا الرقص يشكلون تشكيلات نصف دائرية، وفي مركز الدائرة يقف ضارب على الطبل وعازف في المزمار أو المطبج، وحالما يبدأ العزف بآلة المزمار مع الإيقاع ينطلق أعضاء الرقص برقصة الجوبي على إيقاع الطبل38 ونغمات المزمار ويرافقهم في ذلك الرقص مطرب لينشد الأغاني الشعبية الخاصة بهذا اللون من الرقص العربي، ويقف هذا المغنّي في أول الراقصين وبيده منديله الذي يحركه إلى الأعلى والأسفل مع حركات العزف والغناء»39.

إنّ هذين الوصفين الأخيرين لا ينطبقان إلاّ على رقص وغناء مدينة بغداد وضواحيها، إذ أن مدن وقرى المناطق الوسطى والجنوبية لا يصاحب هذا النوع من الغناء فيها الطبل، وإنما يكتفي الراقصون بعازف (المطبك).

2 - المراحل التي يمر بها غناؤه:

يذهب بعض الباحثين العراقيين إلى تقسم هذا النوع من الغناء الشعبي على ثلاثة مراحل:

المرحلة الأولى:

تبدأ هذه المرحلة بوقفة الراقصين «وعند الحركة يدقون الأرض بأرجلهم اليسرى، يرفعونها بحدود نصف قدم ويضعونها اعتمادا على عزف الآلة الموسيقية المصاحبة للرقصة»40.

المرحلة الثانية:

وتوصف بالأعنف حيث «تتم برفع الرجل اليمنى حوالي نصف قدم، فيما ترفع اليسرى بمستوى ركبة الرجل اليمنى ثم يدكون الأرض معا»41.

المرحلة الثالثة:

«وتسمى (التثليثية)، وذلك بقفز اللاعبين بحيث تكون أرجلهم بنفس المستوى لثلاث مرّات بسرعة، وهم ينظمون الإيقاع»42.

والحق إنّ غناء ورقص الجوبي قد بدأ بالانحسار، ولاسيما في مدن الفرات الأوسط ومنها النجف الأشرف وتوابعها، ولم يعد هناك من يمارسها إلا القلة القليلة، وربما في أماكن محدودة.وبوصفي أحد أبناء هذه المدينة فإنني لم أشهد تجمعا مورس فيه هذا النوع من الغناء منذ مطلع ثمانينيات القرن المنصرم، وإلى هذا اليوم.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن غناء الجوبي في مدننا لم يؤدَ إلا من قبل الرجال، ومع هذا لا نستبعد أن تمارسه النساء في مدن أخرى، وفي ظروف وأماكن خاصة.

نموذج من الدبكات العربية

الدبكة الفلسطينية

يزخر الفولكلور الفلسطيني كبقية بلدان بلاد الشام بكثير من الفنون الغنائية التي يصاحبها الرقص، ومنها الدبكة الشعبية المعروفة التي يؤديها الرجال والتي تعد الأكثر شيوعا في أغلب مدن وقرى فلسطين. أما كيفية أداء هذه الدبكة من قبل الشبان الفلسطينيين فتصفها لنا يسرى جوهرية غريطة بالقول: «يرقص الشبان في حلقة مفتوحة على أنغام المجوز أو الشبانة وباشتراك المغني أو (القويل). ثم تبدأ بسرد تفاصيل هذه الدبكة قائلة : «يمسك من يحتل طرف الحلقة محرمة (أي منديلا) معقودة الأطراف ويلوّح بها أثناء الدبكة، لذا يعرف باللوّيح، وتسمح التقاليد للوّيح أن ينفصل عن الحلقة وأن يقوم بدبك منفرد يظهر فيه مهارته وتفننه، ومثله في ذلك مثل المغني الذي يشذ عن اللحن ويرتجل لحنا قريبا منه ولكنه أكثر زخرفة وأعقد تحاليا. وأما الشخص الذي يتخذ الطرف الآخر من الحلقة فيقال له :(على الجحشة)»43.

وهنا لابد من القول أن هذا اللون من الدبكات قد ينفرد به الرجال دون النساء «ما عدا في بعض قرى الشمال حيث يسمح للمرأة بالاشتراك بالدبك جنبا إلى جنب الرجل»44.

ويشير السيد حسن الباش إلى أنواع هذه الدبكة قائلا: «ومن هذه الدبكات: الشعراوية – الشمالية- الكرادية – البداوية. وتختلف الأغنيات التي تغنى أثناء كل دبكة.وقد يفضل كل شخص لونا على لون رغم تفوق دبكة الشعراوية على غيرها»45. ثم يعلق على سبب ذلك بالقول: «ويكمن سبب ذلك في تنوع حركاتها واشتراك الأيدي فيها، فتلعب الأرجل وتصفق الأيدي أو تمتد على طولها لتوضع على الأكتاف، فتكبر الحلقة وتخلق جمالا فنيا رائعا. وأسهل هذه الدبكات تلك التي تسمى بداوية فليس فيها من التعقيد شيء وتغنى أثناءها أغنيات خفيفة تناسب حركة الدبكة وشكلها»46.

مقارنة بين الجوبي والدبكة

لا يفرق بعض دارسي الفولكلور العراقي بين غناء الجوبي، وغناء الدبكات العربية الذي يعدّ أحد أنواع الفولكلور الغنائي في بلاد الشام، إذ ينتشر في سوريا ولبنان وفلسطين، وكذلك ينتشر في الأردن، فضلا عن بعض المحافظات العراقية، ولاسيما في المنطقة الغربية وبعض ضواحي بغداد، وديالى ومناطق متعددة في محافظة نينوى.

نعم، قد تتشابه بعض الدبكات الشعبية مع رقص الجوبي العراقي، كما هو الحال في بعض الدبكات الشعبية التي تؤدى في القطر الأردني، وهذا ما يؤكده أحد الباحثين الأردنيين، بالقول: «تعرف في الأردن ألوان أخرى من الرقص مثل (الدبكة الرمثاوية، والمعانية، والدرزية)، وهي على نظير دبكة الجوبي في القطر العراقي»47.

إنّ هذا التشابه الذي تحدثنا عنه يكاد يكون قليلا بالقياس إلى الاختلاف الجوهري الحاصل بين الدبكة بشكلها المتعارف عليه مع طبيعة رقص الجوبي العراقي. وسوف نجري مقارنة بسيطة بين الاثنين لتبيان هذا الاختلاف، الذي يمكن تلخيصه بالنقاط الآتية:

1 - الأزياء الشعبية:

الأزياء الشعبية التي يرتديها المشاركون في غناء ورقص الجوبي في المناطق الوسطى والجنوبي من العراق تتمثّل بارتداء الراقصين(الدشاديش)، واعتمار اليسشماع (الكوفية)، والعقال، وربما يكون بعضهم مكشوف الرأس، ويتميز قائد المجموعة (الرويسي) باعتمار القلسنوة الملونة.

ومثل هذا الزي يرتديه الراقصون للدبكات الشعبية التي تمارس في محافظات عراقية كالأنبار وديالى وبعض ضواحي الموصل وبغداد، بإستثناء القلسنوة.

أما في بلاد الشام فالأمر مختلف تماما عما ذكرنا، إذ يرتدي الراقصون هناك السراويل والقمصان أو البنطال والقميص، وقد يعتمر بعضهم الطاقية على رأسه، أو يضع اليشماغ على أحد كتفيه أو حوله رقبته.

2 - الآلات الموسيقية المستعملة:

في مدن الفرات الأوسط وجنوبي العراق يكتفي الراقص بآلة المطبك، بينما في الدبكات الشعبية يستخدم المزمار(الزرنة) والطبل الكبير، وقد يستخدم أكثر من طبل واحد في الدبكة الواحدة، وأحيانا يستعاض عن المزمار بآلة البيانو. وفي بعض الأحيان تكون الموسيقى والمطرب خارج المسرح الذي يؤدي عليه الراقصون رقصتهم وهذا النوع هو الشائع بكثرة في رقص الفرق الشعبية على المسارح.

3 - حركة الرقص:

يتميّز رقص الجوبي بحركات منتظمة يؤديها الراقصون، تتخللها بعض القفزات بين الحين والآخر.ودائما ما تكون أيدي الراقصين متشابكة.أما رقص الدبكة فبعض أنواعه، ولاسيما رقص الفرق الشعبية فإنه يبدأ بشبك أيادي الراقصين، وفي أثناء الدوران بالرقص يرفع الراقص يده اليمنى إلى الأعلى، ويضع يده اليسرى على خصره لبعض الوقت، ثم يعاد تشابك الأيدي من جديد وهكذا.

4 - المناسبة التي يمارس بها الرقص:

تنحصر ممارسة رقصة الجوبي في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق في مناسبة عيد الفطر والأضحى، إذ يؤدى هذا اللون من الرقص والغناء في صباح اليوم الثاني من كل عيد. أما الدبكة فتمارس في مناسبات عديدة كالأفراح والأعراس والأعياد وغيرها.

5 - الراقصون:

في لعبة الجوبي الريفي يقتصر الرقص على الرجال فقط. أما رقص الدبكة فيمكن أن تمارس على ثلاثة وجوه:

رقص خاص بالرجال.

رقص خاص بالنساء.

رقص مشترك بين الرجال والنساء.

6 - عدد الراقصين:

تضم حلقة الجوبي عشرة راقصين، وربما يزيد العدد قليلا، بينما يتشكل رقص الدبكة من عدد قد يزيد أو ينقص من الرجال أو النساء أو الرجال والنساء معا.

7 - مكان الرقص:

تؤدى رقصة الجوبي في الساحة القريبة من المكان والمخصصة للاحتفال بالعيد ويحضرها جمهور كبير من الناس بوصفها ممارسة شعبية عفوية.أما مكان الدبكة فيختلف عن ذلك فقد تكون على مسرح قاعة كبيرة أو في باحة دار واسعة أو في ساحة قريبة من موقع المناسبة، ويكون الحضور خاصا ومنتخبا.

8 - قائد الحلقة (الرويسي):

في رقص الجوبي الريفي تكتفي الحلقة بقائد واحد - ضمن تشيكل الحلقة - تكون مهمته توجيه الراقصين وقيادتهم . وقد تتشابه بعض الدبكات مع ما ذكرنا، وقد لاحظنا في بعض الدبكات أن حلقة الرقص توجه من قبل راقص واحد يكون موقعه في وسط الحلقة، لا كما هو متعارف عليه، وفي بعض الأحيان توجه الحلقة من قبل راقصين اثنين.

9 - المادة المستخدمة بيد رئيس الحلقة:

في رقص الجوبي يمسك رئيس الحلقة قطعة قماش (المنديل) بيده، ويقوم بتحريكها أثناء الرقص والقفز، وتتشابه بعض الدبكات في هذه الممارسة، وقد يستعاض عن قطعة القماش بالمسبحة.

وهنا لابد من القول أن هناك نوعا من الدبكات الشعبية في فولكلور كرد العراق وغيرهم يتشابه في بعض تفاصيله مع الدبكات العربية التي أشرنا إليها.

10 - الانتماءات الاجتماعية للراقصين:

ينتمي راقصو الجوبي في المدن الوسطى والجنوبية من العراق إلى ثلاثة جذور:

الجذور الريفية : القرى والأرياف.

الجذور البدوية: يشترك معهم بعض البدو القاطنين على مقربة من المناطق الريفية.

الجذور الحضرية: يشترك في هذا الرقص بعض الأفراد من سكنة المدن.

أما في الفرق الشعبية في بغداد وغيرها، فتكون الجذور الاجتماعية للراقصين من المدن. بقي أن نقول أنّ راقصي الدبكات الشعبية في مدينة بغداد وديالى والأنبار هم في الأغلب الأعم من أبناء المدن وقد يشترك معهم بعض الأفراد من أبناء القرى والأرياف.

الفنون والسمات الإنسانية

-التشابه والتطابق-

الفنون الغنائية كغيرها من الفنون الأخرى تتسم بطوابعها الإنسانية، والتي لا تقف أمامها الحدود الجغرافية والطبيعية، وإنما تنتقل من مكان إلى آخر نتيجة الهجرة والتجارة والسياحة.

وقد يشترك أكثر من بلد عربي بنوع أو أكثر من الأغاني أو الرقصات، وذلك ناتج عن تشابه البيئات الاجتماعية والظروف الحياتية والمسوغات العاطفية فـ«لا عجب أن نرى أغنية شعبية نشأت في العراق وانتشرت في أقطار الخليج العربي أو شمال أفريقيا وبالعكس»48، إذ أن المشهور والمتعارف عليه أن بعض ملامح الفن الغنائي والموسيقي العربي قد انتقلت من بلاد الأندلس إلى أوربا فأثرت هناك، وهذا ما يؤكده سيمون جارجي، بقوله: «إنّ التأثير العربي في أوربا العصر الوسيط كان أكثر عمقا وأهمية مما يمكن أن يعتقده أي إنسان:إنّ أمثولة وفن النظريين والموسيقيين العرب في أسبانيا المسلمة، يتجدد بداية ميلاد الموسيقى الأوربية البدائية، وهذا ما يبدو لنا واضحا في الأغاني اللاتينية القديمة في أسبانيا، وجنوب فرنسا، فضلا عن التأثير العربي في الأغاني الدينية والتراتيل الكنسية»49.ومما لاشك فيه أن هذا التأثير مازال قائما إلى الآن في بعض فنون الغناء والموسيقى الأوربية.

والفنون الشعبية العالمية تتشابه في سماتها وعناصرها الإنسانية لدى أغلب الشعوب والأمم، فقد نجد فنّا غنائيا أو نمطا شعريا يتشابه إلى حد ما مع فن أو نمط في بلد آخر، وقد تتداخل بعض الأنماط والفنون الغنائية والشعرية بين البلدان العربية نفسها، فنرى في العراق – مثلا - فنا أو أكثر يتشابه مع فنون في بلد عربي آخر50، وربما يشترك معه بنفس الطوابع والصفات والتراكيب.

وينطبق ذات الشيء على فنون عالمية، ولنأخذ مثالا على ذلك فن الرقص الشائع في أسبانيا والمسمى (فلامنكو). فهذا الرقص الشعبي يتشابه في بعض حركاته مع الجوبي العراقي، وهذا ما يؤكده بعض الدارسين للحضارات الأوربية عند ذكرهم لهذا النوع من الرقص، إذ يقول أحدهم : «والرقصة التي يرقصها كل أفراد الشعب الأسباني هي الفلامنكو51التي تستعمل الصاجات الخشبية، وتعتمد الرقصة على عضلات الساقين والحركات التعبيرية ويتعلمها الأطفال من الآباء والأمهات وتشبه رقصة(الجوبي) في الريف العراقي»52. ثم يسترسل حديثه لبيان تفاصيل ذلك الفن، قائلا: «ورقص الفلامنكو بالنسبة للأسبان أمر حيوي يؤدى في كل مكان، وقد ترقص راقصة وحدها أو يقوم بالرقص راقص أو راقصة أو راقصتان معا.كل واحدة في ثوب مختلف اللون وقد صففت شعرها بطريقة مختلفة عن غيرها فقد ترشق واحدة الوردة الحمراء التقليدية في خصلات شعرها، وتلف وتنثني وتعتدل وتضرب الأرض بحذائها بينما ترشق زميلتها في شعرها مشطا أبيض اللون وتزين أذنيها بقرط من طراز المشط عينه ومن لونه ثم تشرع الفتاتان بالغناء وهو عبارة عن أنشودة تعبر عن حبّ كل منهما لبلدتها، مسقط رأسها وتصف فيها سهولها وأغوارها وتتغزل في شجاعة رجالها كل ذلك وهي ترقص على أطراف قدميها وتهتز اهتزازا شديدا»53.

ومن خلال متابعتي لبعض أنماط الفولكلور العالمي وجدت أن هناك نوعا من الرقص والغناء في أمريكا يتشابه في بعض سماته مع غناء ورقصة الجوبي المعروفة لدينا في العراق. وسوف أسلط الضوء على هذا الفن، ومن ثم أجري مقارنة بينه وبين غناء الجوبي العراقي.

غناء ورقص الجوبا

تعدّ رقصة الجوبا (Juba) الأمريكية مثالا حيّا على التعبير الوثني، وقد أشير إلى هذا النوع من الرقص «بأنه نوع من الرقص يشارك فيه عدد من الراقصين، لكن لا يظهر في وسط الحلقة إلا راقص أو اثنان في وقت واحد.ويتداول الراقصون تواثبهم في داخل حلقة كبيرة. ولا يثبّتون الإيقاع بخطوات موحدة فقط، بل يمارسون رقصا لطيفا بشكل منسق يخبطون فيه بأرجلهم على التتابع فوق الأرض فيستجيب الخبط لكل كلمة ولكل مقطع أحيانا من الأغنية التي يرددها الموجودون في مركز الدائرة، والأغنية التي تصاحب الرقصة الشعبية الجوبا (Juba) هي – بدون شك- ذات إيقاع مقفى بصورة مدهشة . ولا ينقطع المجتمعون عن الصفق بأيديهم خلال ذلك، أو الخبط بأرجلهم مع الغناء وقد يرقصون فرادى أو أزواجا»54.

أما النماذج الشعرية التي تغنى مع هذا النوع من الرقص فسنستشهد بنصوص مترجمة إلى اللغة العربية بهدف التوضيح.

1 - النموذج الأصلي بلغة الزنوج55:

Juba dis، an juba dat،

Juba skin dat yalle cat، Juba ! Juba!

Juba jump an Juba sing

ـJuba cut dat pigean s wing- Juba! Juba!

- (النموذج المترجم)

جوبا هنا ..جوبا هناك

جوبا أسلخ لي جلد القطة

جوبا، جوبا

جوبا أقفز ..جوبا غنْ

جوبا قصّ جناح الطير

جوبا، جوبا

2 - النموذج الأصلي بلغة الزنوج56:

Git fus upot yo heel

An den upon yo toes ;

An ebry time you tu n round،

You Jump gim crow .

Now fall upon yo knees

Jump up an bow low ;

An ebry time you tun round

You Jump Jim Crow

Put yo hans upon yo hips،

Bow low to yo beau ;

An ebry time vou tu n roud

You jump Jim Crow .

- (النموذج المترجم)

أقفز على كعبيك

أقفز على أصابع رجليك

وكلما درت دورة

أقفز يا جيم وصرّخ

والآن أركع على ركبتيك

أقفز عاليا ثم انحنِ

وكلما درت دورة

أقفز يا جيم وصرّخ

ضع يديك على خصريك

ثم انحنِ أمام الخيبة

وكلما درت دورة

أقفز يا جيم وصرّخ

المقارنة بين الجوبي والجوبا

1 - غناء الجوبا الأمريكي:

يمكن توصيف أهم مميزاته بالآتي:

هذا النوع من الرقص والغناء مستوحى من التعبير الوثني.

يظهر في وسط حلقة غناء الجوبا، راقص أو راقصان في وقت واحد.

يتداول الراقصون تواثبهم في داخل حلقة الغناء التي تكون في العادة كبيرة.

يثبت الراقصون الإيقاع بخطوات موحدة ويمارسون رقصا لطيفا بشكل منسق.

يخبط الراقصون الأرض بأرجلهم على تتابع مع الكلام المنشد والمقاطع الغنائية التي يرددونها في داخل حلقة الغناء.

تختلف طريقة نظم الشعر السائدة لديهم في غناء الجوبا، عما هو شائع ومعروف في فولكلورنا العراقي.

2 - غناء الجوبي العراقي:

ويمكن توصيف أهم مميزاته بالآتي:

هذا النوع من الرقص والغناء مستوحى من طبيعة البيئة الريفية العراقية، ويسمى في بعض المناطق بـ(لعبة الجوبي).

يكون عازف المطبك خارج تشكيلة الراقصين، ويكون موقعه بالقرب من قائد الحلقة وفي بعض الأحيان يتوسط حلقة الغناء.

توضع يدا كل راقص من الراقصين على كتفي الراقص المجاور له، وقد تستبدل هذه الطريقة بمسك أو شبك زند كل راقص مع زند الراقص القريب منه.

تتواصل ضربات أرجل الراقصين بشكل منتظم على الأرض مع عزف المطبك وغناء قائد الجوقة أو الحلقة.

تتخلل غناء الجوبي ثلاث قفزات سريعة إلى الأعلى، وتكون منتظمة مع صوت قائد الجوقة.

ينشد مع غناء الجوبي شعر خاص يكون - في أغلب الأحيان- شعرا غزليا ينضح عذوبة ورقة وعاطفة.

نماذج من نصوص الجوبي:

1 - نص من التراث الميساني57

شفته ايجـــول بالتمن

سوده أعله أمتونه ألتمن

هي عونه الحضنهن وآمن

إبهيمه ودرب خلواتي

***

كاعد لك عالماي أكعود

يا سمر يا بو اعيون السود

كون العشك بالفرهود

جــافــرهدت عـانـيه

***

شفته ايـعبي بالتبنه وزوج التراجـي بأذنه

لطفر وصير أبحضنه وأنعـل أبــو الينهاني

***

شفته يمشي بالنصه عـنكود كليبي كصّه

حول وخذلك مصه من هالخـد الرماني

***

شفته يمشي بذاك الصوب

طابك زخمه فوك الثوب

أركض وراه أشجندوب

تكطع عـصب رجليه

2 - نص من تراث محافظة صلاح الدين وضواحيها58:

كل الهلا بحبيبي الجان أزعيلان

طابج ورده وخزامه وبالوسط أعران

***

كل الهلا بحبيبي يا حبيبي

يا بو حجي اليشبه كرط الزبيبي

تمنيتك يلغالي أنته طبيبي

تجلبني أعلى أطرافي تكلي تلفان

***

كل الهلا بحبيبي النــاثر زلـفو

يشبه عنز الجزيره أمضيع ولفو

والله لنطيك أوصافه انجان اتعرفو

أبو أعيون الوسيعه وخـد الريان

***

كل الهلا بالحدث59 لوجن كلهن

ريحة مسج واخضيره ابفي أكذلهن

ما كلتلج يا يمه أخذيلي منهن

بلجي ربج يغفرلج صومة رمضان

3 - نص مختلط بين تراث بغداد وصلاح الدين60:

يايمه أنطيني الدربيل لنظر حبي وأشوفو

لابس عباه شغل الدير تبرج ما بين أجتوفو

***

هب الهوى يا طيبو من بيت أهله لحبيبو

بشرع المحبه كالو كلمن ياخذ نصيبو

***

داير طرز عالموده وفوك الكذله ايطرزنه

والعين عين الغـزلان والطــول ناكه جنه

***

على اليمه وعلى اليم على الرحه عونيني

مدري الرحه ثجيله مدري العشك عاميني

***

والله لعلّي كصري وفوك الكصر طياره

بلوه ابتلينه بحضري وأحنه عرب سياره

رابعا: نص من تراث الفرات الأوسط61:

عالجوبي الجوبي الجوبي

معذبني بركصه الجوبي

لأسهر وأنطر محبوبـي

وعيني أرسمها أعله أهلاله

***

يوليفي الروح تريدك وماخذها ورايــح بيدك

يمته ايهل عيدي وعيدك ويتغير حبنه وحاله

***

أتمنه اتشوفك عيني وتكرب يمي تحاجيني

أفديلك كل اسنيني يا بو أعيون الجتاله

***

يا بـ المـنديل الأحمر نظرات اعيون تسحر

جموب أصبر وأتحسر من تمـر بي الخـــياله

الخلاصة

في نهاية هذا البحث يمكن تلخيص ما توصلت إليه بالنقاط الآتية:

أثبتت الدراسة أنّ رقص وغناء الجوبي من الفنون الفارسية الوافدة إلى العراق انتقلت عن طريق المدن الجنوبية، ولاسيما مدينتي البصرة والعمارة، ثم اكتسب طابعه الريفي الجنوبي بمرور الوقت، بحيث صار جزءا حيويا من الفولكلور الشعبي العراقي.

أكدت الدراسة على أنّ هذا اللون من الغناء والرقص كان يؤدى في صباح اليوم الثاني من عيد الفطر أو الأضحى، أي أنه فن مقتصر على هذه المناسبة.

توصلت الدراسة إلى أن طقوس الجوبي تختلف عن الطقوس التي تؤدى في الدبكة الشعبية.

أثبتت الدراسة أن فن الجوبي قد وفد إلى العراق في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. أما عن انتشاره فالمرجح أنه انتشر في بداية ذات القرن.

أكدت الدراسة على أن السيد عبد الجبار فارس يعد أول من كتب عن هذا الفن في العراق.

أثبتت الدراسة أن هناك رقصات شعبية في مدن عراقية كثيرة تمارس تحت مسمى (الجوبي)، وهي لاعلاقة لها بهذا الفن الشعبي الريفي.

أثبتت الدراسة أنحسار رقص وغناء الجوبي في مدن العراق (الوسطى والجنوبي) منذ بداية ثمانينات القرن المنصرم بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية،

فضلا عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على حياة الإنسان العراقي في تلك المناطق التي أشرنا إليها.

أكدت الدراسة أن مناطق العراق الوسطى والجنوبية تعد منطلقا رئيسا لهذا الفن، فضلا عن كونها حاضنته وبيئته الأولى.

الهوامش

1 - فرايز،جيمس جورج،الغصن الذهبي- دراسة في السحر والدين- ترجمة: نايف الخوص،دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع ،ط1،(دمشق،2014م)،ص48.

2 - المصدر نفسه،ص47.

3 - بُوتشر، ما رغريت جُوست، السود في أمريكا، تعريب: د. ممدوح حقي،نشر دار الكتاب-الدار البيضاء،ط1،(بيروت،1964م)، ص148.

4 - ثامر العامري، (مقالة بعنوان : البصرة ومجالس الطرب) ،مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الثالث- صيف 1989م،ص155.

5 - الهيوة : نوع من الموسيقى الوافدة ذات إيقاع متميز عُرفت بها بعض الأغاني العراقية الشعبية.

6 - جعفر، عبد الأمير، الفن الغنائي في الخليج العربي، ص55.

7 - يعرفها الدكتور صبحي أنور رشيد بأنها «الآلة الوترية الوحيد التي يعزف عليها خلال القيام بأداء طقوس وشعائر النوبان المقدسة التي تجري في(المكائد) التي هي أشبه ما تكون بما يعرف بالتكايا» .أما عن تاريخ هذه الآلة فيقول: «يجمع علماء الآلات الموسيقية على أنذ الطنبورة المستعملة في الوقت الحاضر في دول الخليج العربي وشبه جزيرة العرب وبعض الأقطار الأفريقية ترجع من حيث التصنيف العلمي للآلات الحديثة باسم ليرا، ليرا، لا ير .إن التسمية العربية كنارة ترجع في أصلها اللغوي إلى الاسم البابلي (كناروم) التي تعرف في اللغات الأوربية (بكسر الكاف وتشديد النون)،حيث ورد هذا الاسم في الكتابات المسمارية من العصر البابلي القديم (1950-1530ق.م) وانتقلت هذه الكلمة البابلية القديمة فيما بعد إلى اللغات الأخرى حيث اقتبستها اللغة المصرية القديمة بصيغة (كنر) واللغة العبرية بصيغة (كنو)، واللغة الآرامية بصيغة (كنورا) واللغة الفينيقية بصيغة (كنيرا) ».مجلة التراث الشعبي،العدد الفصلي الثالث- صيف 1989م،ص61وص63.

8 - الليوة: يقال أنها سواحلية ممباسية. تعدُّ إحدى أنواع رقصات الأعراس التي تنتشر في بعض دول الخليج العربي، ولاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة. ويصفها بعضهم بأنها: (( رقصة جماعية يصاحبها آلات إيقاعية وآلة نفخ رئيسة يطلق عليها في البحرين اسم (الصرناي).والليوة من الفنون الوافدة إلى البحرين بجانب فن الجربة وفن الطنبورة)). وحيد أحمد الخان،المأثورات الشعبية، العددالسابع ،السنة الثانية،يوليو1987م،ص54.

9 - جعفر،عبد الأمير،الفن الغنائي في الخليج العربي،ص59.

10 - الجربة: إحدى الفنون الوافدة إلى منطقة الخليج العربي ولها عدّة مسميات. ففي البحرين تسمى(الجربة) وفي الإمارات العربية المتحدة والكويت تسمى (الهبان)،وهو فن من الفنون الوافدة أتت مع هجرة القبائل العربية التي كانت تقطن الساحل الشرقي للخليج العربي،ويطلق على هذا الموقع عند العامة (بر فارس). الثقافة الشعبية –العدد 15 ، خريف 2011 ، ص133

11 - على الرغم من وضوح فارسية هذا الفن، إلا أننا نجد من يفند فارسيته، ولاسيما السيد عبد الله بخش الذي يقول : (( إنّ آلة القربة هي آلة عربية عرفها العرب في الصحراء حين كانوا يسلخون جلد الماعز ويجعلونها إناء يحمل اللبن أو الحليب أو الماء،وبذلك يؤكد الراوي أن أصل هذه الآلة عربي جاء مع القبائل العربية التي نزحت من شبه الجزيرة العربية واستوطنت الساحل الإيراني،ثم عادت ويطلق على هذه القبائل ( العرب الحولة أو الهولة) )) المصدر نفسه،ص134

12 - السوما: يعد هذا الفن أحد فنون الرقص النسائية في أفريقيا،وعند انتقاله لسلطنة عُمان صار يؤدى من قبل الرجال، ولاسيما في مدينة الباطنة، إذ يزاول بسرية وبشكل مستتر، ومع تقادم الزمان قل مؤدوه وربّما ينقرض في المستقبل.

13 - الكتميري: فن راقص ذو حركات متميزة يتشكّل فيه صف الراقصين على شكل دائرة ،حيث تبدأ الرقصة بخطوات قصيرة إلى الأمام مع تمايل جسم الراقص بحركة مطلقة حرة وقد يدور اللاعب حول نفسه في دورة رشيقة ثم يعود بعدها إلى وضعه الطبيعي. (بتصرف) . من مقال منشور بعنوان : (الفنون العُمانية التقليدية المغناة ) للسيد سالم الظفري- صحيفة الحدث العُمانية الالكترونية المستقلة في يوم 14 يناير 2015م.

)المأثورات الشعبية،العدد السابع،السنة الثانية،يوليو 1987م،ص55 ،(بحث بعنوان : فن الليوة في البحرين –دراسة تحليلية لنماذج من أغاني رقصة الليوة) للسيد وحيد أحمد الخان ).

14 - الصرناي:آلة نفخ ذات ريشة مزدوجة يستخدم في رقص وغناء فن الليوة في البحرين وغيرها.

15 - المصدر نفسه،ص55.

16 - الثقافة الشعبية، العدد 15،خريف 2011، ص139( مقالة للسيد خالد عبد الله خليفة بعنوان (فن الجربة ).

17 - القلنسوة:لباس مستدير مقور بشكل نصف كرة ومبطن في الغالب من الداخل يوضع على الرأس ويصنع على الغالب من القماش .وتختلف القلانس باشكالها؛ لذلك قيل في بعض انواعها بأنها قلنسوة طاقية (والتي نسميها عندنا اليوم بالعركجين)، وجمعها طواقي وتعرف بلهجة الموصل باسم طاكية، وقلنسوة ورقية.وجاء اسمها قديما باسم قلنسوة دنية أيضا إلى تشبيهها بالدن. الجادر،د.وليد محمود، الأزياء الشعبية في العراق، دار الحرية للطباعة والنشر، (بغداد، 1979م)، ص93.

18 - عامان في الفرات الأوسط، مطبعة الراعي، ط1، (النجف، 1353هـ )، ص127

19 - المصدر نفسه،ص127

20 - الكعبي، كريم علكم، التراث الشعبي في ميسان، مطبعة عشتار، ط1، (بغداد، 1987م)، ص56.

21 - الوردي، حمودي، الغناء العراقي، مطبعة أسعد، ط1، (بغداد، 1964م)، هامش ص114.

22 - البستة: كلمة فارسية معناها (رابط). ومصطلح عليها في الموسيقى التركية بمعنى (الموشح).العلاّف، عبد الكريم، الطرب عند العرب، مطبعة أسعد، ط2، (بغداد،1963م)، ص 169. أما الحاج هاشم محمد الرجب فيعرفها بأنها: «وهي من الأغاني الخفيفة المرحلة وتعتبر ملحقة بالمقام العراقي؛لأنها تخرج من نفس أنغامه». المقام العراقي،مطبعة الإرشاد، ط2، (بغداد، 1983م)، ص205.

23 - د. عبد العظيم عباس الجوذري ، وشاكر هادي غضب، التأريخ الاجتماعي في الفرات الأوسط (دراسة انثروبولوجية)، دار الفرات للثقافة والإعلام،ج2، (حلة ،2015م)، ص577.

24 - ربّما تستخدم الخيزرانة في رقص الجوبي في مدينة العمارة أو المدن المجاورة لها.أما في مدن الفرات الأوسط، فلم نر استخداما لها.

25 - مجلة التراث الشعبي،العدد الثاني عشر/ السنة العاشرة1979م،ص120، (والقول للسيد جبار عبد الله الجويبراوي).

26 - المصدر نفسه، ص99، (والقول للدكتور مصطفى جواد).

27 - مجلة التراث الشعبي،العدد الثاني عشر/ السنة العاشرة،ص 99،(والقول للشيخ جلال الحنفي).

28 - الشيخ جلال الحنفي، معجم اللغة العامية البغدادية، دار الحرية للطباعة، ج2، (بغداد، 1982م)، ص310.

29 - مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني عشر، السنة العاشرة، ص99، (القول للأستاذ عبد المجيد الشاوي).

30 - المصدر نفسه، ص99، (القول للأستاذ عبد الجبار محمود السامرائي).

31 - المطبك (المطبج): هو الآلة النفخية الأكثر شيوعا وما هو إلا مزمار مثنى غير أن فتحته مستديرة وليست مخروطية كالمزمار. ويصنع من القصب حيث يؤخذ قضيبان اسطوانيان من نبات القصب خاليا من العقد بطول واحد ويثقبان بستة ثقوب لكل قصبة،على أن تكون الثقوب متقابلة في كل منهما وبعد ذلك يلصقان الواحدة بالأخرى بواسطة القير من طرفيهما. ويجب أن توضع في فتحتيهما زمارتان) صغيرتان من القصب الرفيع، ولهاتين الزمارتين الفضل في الصفير المزدوج.أما توزيع الألحان فيتم عبر تحريك الأصابع الستة من كل يد ثلاثة، السبابة والوسطى والبنصر، التي توضع على الثقوب عند بداية العزف. د.عبد العظيم عباس الجوذري وشاكر هادي غضب،التأريخ الاجتماعي في الفرات الأوسط، ج2، ص613.

* تعليق: لاحظت بعض أنواع (المطبك) تنتهي بزمارة واحدة بدلا من الزمارتين ويسمى هذا النوع بالمفرد أي ذو القصبة الواحدة.

32 - الماصول: هو آلة الناي ولا أظنه يستخدم مع غناء ورقص الجوبي.

33 - الكعبي،التراث الشعبي في ميسان،ص 56.

34 - مجلة التراث الشعبي العدد الثاني عشر/السنة العاشرة 1979م، ص99. (مقال للسيد عبد الجبار محمود السامرائي بعنوان: رقصة الجوبي في العراق).

35 - المزمار: هو شكل القصبة منحوت الجانبين من الخشب أجوف من غير تدوير لأجل ائتلافه من قطعتين بأبخاش أي ثقوب معدودة ينفخ فيه بقصبة صغيرة توصل به فينفذ النفخ بواسطتها إليه ويصوت بنغمة حادة تجري فيه تقاطيع الأصوات من تلك الثقوب بالأصابع مثلما يجري بالناي والشبانة. العلاف، عبد الكريم، الطرب عند العرب، ص126.

36 - المحامي،محمود العبطة،الفولكلور في بغداد،مطبعة الأسواق التجارية،(بغداد،1963م)،ص111.

37 - الطبل: يعدّ الطبل إحدى الآلات الإيقاعية المعروفة. يكون شكله العام على هيأة أسطوانة خشبية تصنع من الخشب المحلي أو من الخشب المستور من أفريقيا أو الهند، ولاسيما خشب أشجار السدر أو الجوز. أما الجلود المستخدمة في صناعته فهي جلود البقر أو الإبل أو الأغنام. وتتمثل عملية صناعته بتثبيت الجلد على فوهتي الأسطوانة، ثم يثبت هذا الجلد بجبال أو خيوط مصنوعة من شعر الحيوانات. وقد يصنع الطبل من إطار خشبي بدلا من الأسطوانة. ويكون لكل طبل حلقات تعلق بسيور من الجلد لحملها على الكتف أو يعلق على الرقبة. وتختلف الطبول بأحجامها وأنواعها. ويسمى الطبل بـ(الدمام) لدى العامة في بعض البلدان العربية كالعراق.

38 - الوردي،حمودي،الغناء العراقي،ص114.

39 - مجلة التراث الشعبي،العدد الثاني عشر/السنة العاشرة،ص100 – السامرائي.

40 - المصدر نفسه، ص100.

41 - المصدر نفسه، ص100

42 - الفنون الشعبية في فلسطين، من منشورات مركز الأبحاث لمنظمة التحرير الفلسطنية لعام 1968م، ص65.

43 - المصدر نفسه،ص65.

44 - الأغنية الشعبية الفلسطينية (تراث وتاريخ وفن) ط1، دمشق، 1979م، ص73.

45 - المصدر نفسه،ص73.

46 - مجلة التراث الشعبي،العدد الثاني عشر/ السنة العاشرة، (من مقال للسيد نايف النوايسة بعنوان: رقصات شعبية من منطقة الكرك في الأردن)،ص118.

47 - جعفر، عبد الأمير، الفن الغنائي في الخليج العربي، منشورات مجلة الفنون(2)، (بغداد، 1980م)، ص22.

48 - مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الرابع، خريف 1986، ص134 - (مقالة بعنوان : الموسيقى العربية والموسيقى الغربية، ترجمها عن الفرنسية: جمال الخياط).

49 - من أمثلة ذلك نظم الزهيري الذي يتشابه في نظمه العراقي مع النظم الخليجي، فضلا عن سوريا ولبنان وفلسطين.وكذلك نظم الأبوذية الذي يشتهر العراقيون بنظمه حيث نجده ينظم في بعض مناطق المملكة العربية السعودية وكذلك في الأحواز العربية في إيران.

50 - رقص وغناء أسباني يصاحبه عزف على الجيتار، فضلا عن التصفيق الجماعي أو الفردي. يرجع بعض الباحثين أصوله إلى بلاد الأندلس، ويعدونه من الفنون العربية التي تأثر بها الشعب الأسباني، وهناك من يرد أصوله إلى الغجر الذين جاؤوا واستوطنوا أسبانيا بعد خروج العرب من بلاد الأندلس.

51 - العامري، د.محمد بشير،دراسات حضارية في التاريخ الأندلسي. دار غيداء للنشر والتوزيع، ط1، 2012م، ص61.

52 - المصدر نفسه، ص61

53 - بُوتشر،مارغريت جُوست، السود في أمريكا، ص76و78

54 - بُوتشر، السود في أمريكا، هامش ص76.

55 - المصدر نفسه،مش ص77.

56 - التراث الشعبي في ميسان،ص56-57-58

57 - هذا النص مُغنى بصوت المطرب العراقي سعدون جابر.

58 - الحدث أو الحديثات: الفتيات (الشابات)اللواتي بلغنّ سن الزواج.

59 - هذا النص مُغنى بصوت المطربة العراقية الراحلة لميعة توفيق.

60 - من نظم الباحث.

مراجع الكتب:

* فرايز، جيمس جورج

- الغصن الذهبي- دراسة في السحر والدين- ترجمة: نايف الخوص، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، (دمشق، 2014م).

* بُوتشر، ما رغريت جُوست

-السود في أمريكا، تعريب: د. ممدوح حقي، نشر دار الكتاب-الدار البيضاء، ط1، (بيروت، 1964م).

*الفارس، عبد الجبّار.

-عامان في الفرات الأوسط، مطبعة الراعي، ط1، (النجف، 1353هـ ).

* الكعبي، كريم علكم.

-التراث الشعبي في ميسان، مطبعة عشتار، ط1، (بغداد، 1987م).

* الوردي، حمودي.

- الغناء العراقي، مطبعة أسعد، ط1، (بغداد، 1964م).

* العلاّف، عبد الكريم.

-الطرب عند العرب، مطبعة أسعد، ط2، ( بغداد، 1963م).

* الرجب، الحاج هاشم محمد .

-المقام العراقي، مطبعة الإرشاد، ط2، (بغداد، 1983م).

* د. عبد العظيم عباس الجوذري وشاكر هادي غضب.

- التأريخ الاجتماعي في الفرات الأوسط (دراسة انثروبولوجية)، دار الفرات للثقافة والإعلام، ج2، (حلة، 2015م).

* الحنفي، الشيخ جلال.

-معجم اللغة العامية البغدادية، دار الحرية للطباعة، ج2، (بغداد، 1982م).

* المحامي، محمود العبطة.

-الفولكلور في بغداد، مطبعة الأسواق التجارية، (بغداد، 1963م).

* غريطة، يسرى جوهرية.

- الفنون الشعبية في فلسطين، من منشورات مركز الأبحاث لمنظمة التحرير الفلسطينية لعام 1968م.

* الباش، حسن .

- الأغنية الشعبية الفلسطينية (تراث وتاريخ وفن) ط1، دمشق، 1979م.

* جعفر، عبد الأمير.

- الفن الغنائي في الخليج العربي، منشورات مجلة الفنون(2)، (بغداد، 1980م).

* العامري، د.محمد بشير.

- دراسات حضارية في التاريخ الأندلسي، دار غيداء للنشر والتوزيع، ط1، 2012م.

- الجادر، د.وليد محمود، الأزياء الشعبية في العراق، دار الحرية للطباعة والنشر، (بغداد، 1979م)

الصحف والمجلات:

* الثقافة الشعبية –العدد 15، خريف 2011م.

* المأثورات الشعبية، العدد السابع، السنة الثانية، يوليو 1987م.

* مجلة التراث الشعبي، العدد الفصلي الرابع، خريف 1986م.

* مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني عشر/ السنة العاشرة 1979م.

* مجلة التراث الشعبي.العدد الفصلي الثالث –صيف 1989م.

* صحيفة الحدث العُمانية الالكترونية المستقلة الصادرة في يوم 14يناير 2015م.

الصور

1 - https://www.alarabiya.net/ar/culture-and-art/ 2013/10/23/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8% A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1% D8%A7%D9%82%D 9%8A-%D8%AA %D8%B9%D8%AF%D8%AF%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8 %B1%D9%82%D8%B5-%D9%88%D8 %A7%D8%AD%D8%AF.html

2 - https://stepcdn.com/assets/201 7-03/03/12/teifa/image_12420-700x.jpg

3 - https://static01.nyt.com/images /2012/12/11/arts/sub2juba1/sub2juba1-superJumbo.jpg

أعداد المجلة