عشر سنوات وثلاثمائة دراسة

هذا العدد تتم فيه مجلتنا «الثقافة الشعبية» عامها العاشر وعددها الأربعين..عمر مديد للقائمين عليها، وتحية حب وإعزاز لكل القراء في كل مكان، ويحسب لمجلتنا خلال هذه الفترة انتظامها الدقيق في الإصدار بصورة علمية وتقنية راقية، وقد تكون الدورية العربية الوحيدة التي حافظت على انتظام إصدارها بهذا المستوى الرفيع الذي نفخر به، وذلك منذ صدور عددها الأول في يناير 2008.

وقد ساير باب جديد النشر حركة المجلة منذ عددها الأول حتى الآن، حيث حاولنا قدر المستطاع أن نُطلع الباحث والقارئ العربي على أحدث وأهم الإصدارات التي نُشرت في كل بلد عربي حسب ما توفر لدينا من إصدارات تلقيناها عبر البريد، أو حصلنا عليها ضمن مشاركتنا في الملتقيات العربية، أو بجهودنا في البحث عن الجديد بمعارض الكتب الدولية، فضلاً عن الإهداءات الشخصية التي قُدمت لنا من حين لآخر محتفية بصدور مولود جديد في مجال الثقافة الشعبية العربية. 

وقد دعونا من خلال هذا المنبر مرات عديدة إلى النهوض بعمل بوابة ألكترونية لعرض جديد النشر في الوطن العربي من كتب وأبحاث دوريات ومؤتمرات وأطروحات جامعية، ولم يتحقق هذا الحلم حتى الآن، غير أننا لا نستطيع أن نتوقف عن الدعوة لهذا العمل الببليوجرافي العربي الكبير الذي سيخرج الإنتاج الفكري العربي للثقافة الشعبية إلى حيز أوسع من الإتاحة، ويصبح الاطلاع على هذا الإنتاج خاضعًا لمنهجية وتقنية علمية.

وقد سعينا خلال السنوات العشر الفائتة إلى تغطية معظم مجالات الثقافة الشعبية العربية في معظم أرجاء الوطن العربي، غير أن هناك بعض الدول التي لم نستطع حتى الآن الحصول على دراسات شعبية بها، أو التعرف على جديد النشر بها، كالصومال وجزر القمر وجيبوتي.. ورغم تتبعنا للملتقيات الأفريقية في أكثر من مجال، فإننا لا زلنا نجهل الوضع الراهن لحركة البحث الفولكلوري في الدول العربية الثلاث. 

كما سعينا لتتبع حركة الملتقيات والمؤتمرات العربية التي أقيمت خلال هذه الفترة، لنعرض أحدث الأبحاث للخبراء العرب في عشرات المجالات.. وقد شرعنا في عرض بعضها قبل طباعتها، ثم صدرت طباعتها بعد النشر. وخلال عشر سنوات ظهرت في المنطقة العربية عدة دوريات في مجال الثقافة الشعبية، حرصنا على التعريف بها ضمن باب جديد النشر إيمانًا منا بأهمية التواصل العلمي في مجال نشر الثقافة الشعبية العربية.

وفي إطار المنهج نفسه الذي عرضنا من خلاله مسيرة باب جديد النشر بالعدد 20 ضمن احتفال المجلة بمرور خمس سنوات، سنقدم هنا توثيقًا ببليومتريًا لما تم من جهد خلال عشر سنوات:

التنوع الموضوعي لجديد النشر

بلغ عدد الدراسات التي قمنا بعرضها خلال هذه الفترة حوالي ثلاثمائة دراسة شملت جميع موضوعات الثقافة الشعبية، على النحو التالي:دراسات عامة حول الثقافة الشعبية: الدراسات والمناهج 58دراسة)- مؤتمرات علمية (12دراسة)- دوريات علمية (30 دراسة)- موسوعات- أدلة- ببليوجرافيات(35 دراسة)- المعتقدات والمعارف الشعبية (15 دراسة)- العادات والتقاليد الشعبية(14 دراسة)- الأدب الشعبي (100 دراسة)- فنون الأداء الشعبي(21 دراسة)- فنون التشكيل والثقافة المادية (11 دراسة). وقد حرصنا على اتباع المنهج العلمي الذي وضعناه منذ بداية باب جديد النشر وهو الاهتمام بعرض الدراسات التي تناولت موضوعات الثقافة الشعبية العربية عامة ومن بينها كتب المداخل، والكتب المجمعة حيث اهتم الباب برصد الدراسات التي اتجه أصحابها اتجاهاً توثيقيًا في المعالجة العلمية، كما عرضنا للكتب المجمعة لأبحاث بعض المؤتمرات، والببليوجرافيات، والأطالس وأدلة العمل الميداني والموسوعات..إلخ. كما اهتممنا ضمن هذا القطاع بعرض بعض الدراسات حول بعض أعلام الفولكلور الذين رحلوا عن عالمنا فأعددنا لهم بعض الملفات، حيث تفيد هذه النوعية من الدراسات أكبر قطاع من المهتمين بالبحث في الثقافة الشعبية. وقد بلغت نسبة هذا القطاع من الدراسات ما يقرب من 45% من مجمل جديد النشر.

يعقب ذلك الدراسات المرتبطة بموضوعات الثقافة الشعبية المتخصصة في موضوع بعينه، وكالعادة تتصدر موضوعات الأدب الشعبي العربي قائمة إصدارات النشر، ليثبت هذا التخصص أنه بالفعل الدعامة الأولى لعلم الفولكلور، والذي اتخذ مكانة مميزة في الجمع والبحث والتحليل، رغم قلة عدد المتخصصين في هذا المجال على المستوى العربي في المرحلة الراهنة. وقد كانت لموضوعات السير الشعبية والحكايات والشعر الشعبي والأمثال النصيب الأكبر في مجال الأدب الشعبي، وقد عرضنا لعشرات الدراسات التي يمكن أن تؤسس لمنهج عربي مقارن. ومن ثم فقد مثل هذا القسم ما يقرب من 35 % من مجمل جديد النشر.

أما قسم فنون الأداء الشعبي والذي تبلغ دراساته حوالي 7 % من مجمل جديد النشر فلا يزال يحتاج لتكاتف المتخصصين للكتابة والبحث وإعداد الملتقيات المتخصصة ودعوة الخبراء. فلا يزال تخصصات الموسيقى الشعبية وفنون التعبير الحركي والمسرح الشعبي خاضعة للعروض الجماهيرية التي تقوم على الاستلهام من السياق الشعبي الذي لم يجد بدوره من يهتم به بالقدر الكافي.

كما نجد تراجعًا أيضًا في أبحاث ودراسات العادات والمعتقدات الشعبية العربية، والتي كانت تتصدر فيما قبل قائمة الإصدارات في الثقافة الشعبية العربية، إلى جانب مجال فنون التشكيل الشعبي والحرف إذ يمثل ثلاثتهم 13 % من مجمل جديد نشر وهي نسبة ضعيفة جدًا لا نعتقد أن اختياراتنا وراء تراجعها.

التنوع الجغرافي لجديد النشر

نقصد بمصطلح «جغرافي» هنا المنطقة الثقافية التي يدور حولها مضمون الكتاب أو البحث، ولا نعني بالجغرافي «مكان النشر أو جنسية الباحث» رغم أن معظم الدراسات يتطابق فيها الموضوع مع مكان النشر وجنسية الناشر.. غير أننا قد نجد دراسة منشورة بالإمارات أو مصر وتتناول موضوعًا في بلد عربي آخر أو موضوعًا عربيًا عامًا. وفي إطار التنوع الجغرافي لدراسات جديد النشر لا زلنا نواجه مشكلة انتظام استقبالنا للدراسات العربية من مؤسسات رسمية- أو غير رسمية- بشكل متوازن. فقد نتلقى دراسات متعددة من حين لآخر من دولة بعينها، على حين نجد صعوبة بالغة في التواصل مع شقيقة عربية أخرى، ومن ثم قد ينعكس ذلك على التوزيع الجغرافي الذي حاولنا قدر المستطاع تجنب أي خلل يشوبه. وقد حرصنا في إطار التنوع الجغرافي أن نعد ملفات لدراسات دولة بعينها على نحو ما أعددناه بكل من: الإمارات والكويت والجزائر والبحرين وفلسطين ومصر وسوريا والسودان وتونس..إلخ. أما الدراسات الأوروبية والأمريكية فقد اجتهدنا قدر الإمكان في تقديم نماذج منها بجديد النشر، وخاصة الدراسات المترجمة إلى العربية. إذ تطالعنا بعض الدراسات في مناطق قد تختلف كلية عن ثقافتنا، غير أنها تحوى العديد من الممارسات الشعبية التى تدخل في إطار الدراسات المقارنة للثقافة الشعبية، وقد جاء التنوع الجغرافي للدراسات المنشورة على النحو التالي:الدراسات العربية العامة 44 دراسة- منطقة الخليج 65 دراسة (الإمارات: 22 دراسة- الكويت 4 دراسات- قطر 5 دراسات- العراق 6 دراسات- السعودية 4 دراسات-  سلطنة عمان 15 دراسة- البحرين6 دراسات)- منطقة الشام 28 دراسة (سوريا 13 دراسة- لبنان دراسة واحدة- الأردن 12 دراسة- فلسطين 9 دراسات)- منطقة وادي النيل 107 دراسة (مصر 88 دراسة- السودان 17 دراسات)- منطقة المغرب العربي 36 دراسة (ليبيا 7 دراسات- تونس 5 دراسات - الجزائر 17 دراسة- المغرب 6 دراسات - موريتانيا دراسة واحدة)- أوروبا وأمريكا 8 دراسات (أمريكا 3 دراسات- إنجلترا، وفرنسا، والدنمارك، وروسيا، وهولندا لكل منها دراسة واحدة)

وتشير هذه الأرقام لتطور نسبي في المعالجة الجغرافية لجديد النشر حيث استطعنا التواصل مع باحثين جدد بالشام والمغرب العربي، كما تنوعت دراسات منطقة الخليج كميًا وموضوعيًا.. غير أن موريتانيا لا زالت على رأس الدول التي لم تصلنا منها دراسات في الثقافة الشعبية، وفشلت جهودنا الشخصية في الحصول على الدراسات المنشورة، كما لم يتح لنا حضور أية مشاركة علمية.. وسنسعى في الفترة المقبلة للبحث عن إنتاج فكري جديد بموريتانيا. أما ثلاثي شرق افريقيا: جزر القمر- الصومال- جيبوتي، فلا زلنا في حيرة من الوصول للإنتاج الفكري بها كما أشرنا منذ قليل.

الإطار الزمني لجديد النشر

يستوعب الإطار الزمني للدراسات التي قمنا بعرضها كل جديد نُشر في المجال، وقد كانت النقطة الصفرية لأقدم دراسة عرضنا لها هي عام 2003. ومن ثم نستطيع القول أن باب جديد النشر قد غطى الإنتاج الفكري الذي تم اختياره خلال خمسة عشر عامًا تقريبًا.. وهناك دراسات ربما تكون قد نشرت في تاريخ سابق وأعيد نشرها بعد 2003، حرصنا على عرضها بباب جديد النشر نظرًا لأهميتها للباحثين والمهتمين بالمجال، إذ أن الطبعات القديمة لهذه الدراسات غير متاحة تقريبًا. واشتمل الإطار الزمني خلال هذه الفترة دوريات حديثة وملتقيات علمية عرضنا لها فور انتهائها مباشرة فضلاً عن العديد من الكتب القيمة في هذا المجال أو ذاك من ثقافتنا الشعبية.

الإطار النوعي لجديد النشر

تنوعت الدراسات المعروضة بباب جديد النشر لتشمل: الكتب المنشورة (المؤلفة والمترجمة) - مقالات الدوريات - أعمال المؤتمرات. وقد حرصنا دومًا على عرض الدراسات التي يمكن أن يعثر عليها القارئ بعد تقديم كافة المعلومات الببليوجرافية عن كل دراسة، حتى إذا استشعر القارئ أهمية لهذه الدراسة أو تلك في مجاله يستطيع التواصل بمكان النشر والعثور عليها. كما حرصنا في كل عدد أن نقدم صورة ضوئية لغلاف الدراسة التي عرضنا لها، ومن ثم فإن المعلومة الببليوجرافية متوفرة دوماً بكافة عناصرها. وفي الإطار النوعي أيضًا استطعنا التعريف بمعظم الدوريات النظيرة في مجال الثقافة الشعبية العربية، ومنها دوريات كانت قد توقفت ثم عادت للحياة من جديد كمجلة فنون شعبية الأردنية، والمأثورات الشعبية القطرية، ومنها ما كتبت له شهادة ميلاد جديدة كمجلة «الموروث» الإماراتية، ومنها ما توقف تمامُا..إلخ. ومن ثم عرض باب جديد النشر لجميع هذه الدوريات وهي: مجلة الفنون الشعبية المصرية(مصر)- مجلة التراث الشعبى (العراق)- مجلة الموروث الألكترونية (العراق)- مجلة المأثورات الشعبية (قطر)- مجلة تراث الشعب (ليبيا)- مجلة التراث المعنوي الألكترونية (الإمارات)- مجلة تراثنا (الإمارات)- مجلة الراوي (الإمارات)- مجلة الخطاب الثقافى (السعودية)- مجلة الحداثة (لبنان)- مجلة النجع الثقافية (تونس) مجلة الثقافة السودانية (السودان) - مجلة وازا (السودان). كما حرصنا على تتبع بعض ملفات الثقافة الشعبية في بعض الدوريات غير المتخصصة، على نحو ما عرضنا لمجلة «مَجرَّة» الكويتية التي نشرت عدداً حول الثقافة الشعبية عام 2006، وعرضنا له بالعدد السادس من جديد النشر.والحق فإن الهدف من عرض بعض هذه الأعداد كان للتذكير دوماً بأن هناك دورية عربية مهتمة بالثقافة الشعبية في هذا القطر أو ذاك، إذ أننا لاحظنا قلة المعلومات في الوسط الثقافي في هذه النقطة، حيث أن حركة الدوريات العربية في مجال الثقافة الشعبية لم يتعرف عليها الكثير من المتخصصين في المجال ولا نقول غير المتخصصين. باستثناء بعض الدوريات التي لها قدرة على الوصول للدول الشقيقة.

رؤية مستقبلية لباب جديد النشر

كنا قد أشرنا ضمن رؤيتنا المستقبلية لهذا الباب منذ خمس سنوات بقولنا:

«سنسعى في الأعداد القادمة لتوسيع الرؤية لباب جديد النشر، وذلك بإضافة جانب للتعريف بالجديد من الفعاليات في مجال الثقافة الشعبية العربية كالمؤتمرات والملتقيات والاحتفاليات الثقافية والأحداث التي تهم القارئ العربي في المجال، بهدف اطلاع القارئ أولاً بأول علي مايحدث في الساحة العربية. كما سنسعى للتعريف بالجديد في مجال الثقافة الشعبية بمواقع الإنترنت الدولية والعربية، وهو جانب سنحاول- قدر الإمكان- عرضه بشكل علمي انتقائي للوقوف على المواقع التي تفيد القارئ بشكل عام لعرض أهم الأخبار بالمجال» وأتصور أننا نجحنا نسبيًا في تعريف القارئ ببعض الفعاليات المرتبطة بالثقافة الشعبية، غير أننا لم نتمكن حتى الآن من التعريف بمواقع الثقافة الشعبية على الإنترنت.. نظرًا لكثافة الإنتاج المطبوع في السنوات الفائتة. كما سنسعى في الأعداد القادمة- كما أشرنا من قبل- أن نعرف بمؤسسات الثقافة الشعبية في الوطن العربي، تمهيدًا للتواصل العلمي بين العاملين بالمجال. 

ونعرض في الجزء التالي لثبت ببليوجرافي لما تم عرضه بباب جديد النشر خلال عشر سنوات من خلال تصنيف موضوعي للدراسات تبدأ بعنوان المقال ثم المؤلف ثم بيانات النشر، ثم الإطار الجغرافي الذي يبدأ بالدراسات التي تتناول المنطقة العربية (عام) ثم الدراسات الخاصة بكل دولة على حده في ترتيب هجائي. ثم يتبع ذلك عنوان المقال الذي ورد به عرض الكتاب، وأخيرًا رقم العدد الذي تم النشر به، وسنكتفى في هذا البحث باستعراض الدراسات والمناهج والمؤتمرات العلمية:

1- الدراسات والمناهج:

2- مؤتمرات علمية: