فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
66

شجرةٌ حيةٌ ومثمرة

العدد 39 - المفتتح
شجرةٌ حيةٌ ومثمرة
رئيس التحرير

ايها الأبناء والأصدقاء الأعزاء ،

أحييكم ، مرحبا بكم في هذا اللقاء العالمي لشباب المنظمة الدولية للفن الشعبي ،في مدينة كراكوف ، المدينة الجميلة التي لي فيها أجمل ذكريات الصداقة والمحبة . إنكم في بلد يعد من أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي عراقة وحضارة وإسهاما في التراث الإنساني ، وبين شعب من أكثر الشعوب المحبة للتآخي بين البشر .. الداعية  إلى السلم والأمن العالمي.

يطيب لي أن أنقل إليكم جميعا تحية اعتزاز أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة لنجاحكم في تنظيم هذا التجمع الذي نعقد عليه آمالا عديدة ، أهمها الأمل في طاقات الشباب للعمل من أجل التغيير ، وهو الشعار الذي أطلق في الجمعية العمومية للمنظمة ونجح في كسب التأييد المطلق لتطبيقه ، وجعل الأعوام الأربعة هي مرحلة التغيير الشامل لتجديد الرؤية في السعي لتحقيق الأهداف ، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم من حولنا .

لا أشك في أن أحدا منكم لا يدرك حجم التحديات التي تواجه الثقافة الإنسانية ، وهي مجمل ثقافات البشر من أي دين أو جنس أو لغة مهما تنوعت ، وذلك نتيجة تناحر المذاهب والأعراق وصراع سياسات التهجير والهيمنة والاستحواذ ، مما يجعل من التراث الذي هو من أهم مكونات الأساس في الثقافة الإنسانية عرضة للانقسام والتبدد والتفسخ والضياع.

من هنا يأتي الأمل المعقود على شباب المنظمة الذي تمثلونه في مشاركة شباب العالم لأداء دور حيوي مؤثر في مسار الأحداث . إن كل خلية مهما صغرت ، وكل فرع من فروع المنظمة كبيرا كان أم صغيرا ، في أي مكان من العالم ، مدعو اليوم إلى عمل جماعي حـقـيـقي ، بعيدا عن الصراعات الفردية ، من أجل صون التراث الثقافي ، ونعني هنا : التراث  الثقافي بشقيه المادي وغير المادي ، إذ لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر في عملية الصون والمحافظة ، فالتراث كل لا يتجزأ.

ولا يمكننا تأدية هذا الدور المنشود إلا من خلال عمل منظم وممنهج يؤسَّس على حسن الإدارة لإعادة بناء البيت من الداخل ، وهو ما تسعى قيادة المنظمة إلى الإسراع في تحقيقه ، من خلال إعادة تنظيم فروع المنظمة بكل إقليم عبر قارات العالم ، وتعزيز أنشطة المنظمة على الساحة الدولية لتكون أكثر حيوية تحت مظلة اليونسكو وبالتعاون مع المنظمات الشريكة والصديقة وحكومات الدول الراعية .

إن تنظيم هذا المؤتمر هو بكل تأكيد خطوة نأمل أن تحقق أهدافها على الطريق الطويل ، وإني لأشكر المنظمين والمتعاونين وأحيي بكل اعتزاز رئيس وأعضاء فرع المنظمة ببولندا وما قدمه على مدى السنوات من أعمال.

في الختام ، إن ما أود قوله اليوم إليكم هو أن الوقت قد بدأ منذ شهور من أجل التغيير لاستعادة الدور الريادي لهذه المنظمة ، ودعوتي إليكم هنا هي التضامن الشبابي مع خطواتنا للتغيير ، وذلك عن طريق دعم فروع المنظمة الموجودة ببلدكم ، وتعزيز دور فرق الفنون الشعبية ، وتقوية برامجها ، وتقديم ما لديكم من ملاحظات أو مقترحات على سير عملية التغيير ، فنحن بحاجة إلى روحكم الشبابية لتسري في عروق هذه الشجرة حتى تجعل منها شجرة حية ومثمرة . أشكركم وأتمنى لمؤتمركم كل نجاح وتوفيق .

أعداد المجلة