ذات المشمر

الصبية الوادعة على غلافنا الأول في وقفتها الواثقة وهي تتطلع إلى المستقبل بنظرة منكسرة لكنها حانية تتدفق براءة وأملا وهي ترتدي مشمرا بحرينيا أصيلا يعرب عن عمق انتمائها.

والمشمر قطعة كبيرة من قماش قطني خفيف تغلب عليه الألوان الزاهية المحلاة بالرسوم والتشكيلات النباتية الجميلة، ويكفي للف الجسم بأكمله من أعلى الرأس حتى القدمين، وهوغطاء للرأس والجسد في الوقت ذاته، حيث يلف حول الرأس والعنق ويغطي باقي الجسم. وهذه القطعة من الملابس الشعبية النسائية التي كانت إحدى نتاج حرفة النسيج المنتشرة في قرى البحرين المختلفة قديما تعد الآن من بين الملابس العملية السهلة الاستخدام في مجتمعات الخليج العربي المحافظة المستخدمة في تغطية الرأس وستر الجسد، حيث تتعدد وتختلف أغطية الرأس وستر الجسد في المناطق الريفية.

وتلبس الصبية في الصورة (ملفعا) أو حجابا أسود ومن فوقه المشمر الذي يلبس داخل المنزل وخارجه في محيط القرية أو الحي إلا أن استخدامه في الوقت الحاضر اقتصر عند الأغلبية داخل المنزل فقط ، إذ حلت محله العباءة لتكون ستر الجسد خارج المنزل. وتعارف أهل القرى على أن يستخدم المشمر الشفاف المطرز بالقصب (الزري) في ليلة الحناء التي تقام للعروس.

تجلب خامة المشامر في الوقت الراهن من الهند والصين وتايلند وماتزال المرأة البحرينية مسيطرة على سوق خياطة المشامر إذ يفضلونها على الخياطين الرجال في الأسواق ، حيث تتوارث النساء هذه المهنة عن طريق العائلة.