المأثورات الشعبية والتنوع الثقافي
العدد 29 - أصداء
احتضن المجلس الأعلى للثقافة بمصر ندوة دولية تخليدا لذكرى فقيد التراث والمأثورات والثقافة الشعبية عموما المرحوم أسعد نديم وذلك خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2014.
تم الافتتاح ب"المسرح الصغير" "دار الأوبرا"صباح يوم الإثنين 15 ديسمبرحيث ألقيت كلمات مقرر الملتقى الدكتور أحمد مرسي تلتها كلمة المشاركين في الملتقى ثم كلمة أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وختمتها كلمة وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور.
وجاءت الكلمات جميعا مشيدة بالدور البارز الذي اضطلع به فقيد الساحة الثقافية أسعد نديم في إحياء جانب مهم من المأثورات الشعبية ورعاية تنميتها وجعلها نشاطا حرفيا لدى أجيال من الشباب المصري.ثم قدم فيلم توثيقي لأسعد نديم عن النوبة وعرض فني لفرقة توشكي للفنون التلقائية لقي إعجاب الحاضرين.وانطلقت الجلسة الأولى للملتقى بالمسرح الصغير دار الأوبرا المصرية بمحور عنوانه :"الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة"،استهلها نجل الفقيد أدهم نديم بمحاضرة عنوانها:"التراث الثقافي المادي وتنمية الصناعات التراثية"ودارت بقية المحاضرات على نفس الموضوع حيث كانت الحرف التقليدية وصناعتها وتنميتها هي شاغل الورقات التي قدمها المحاضرون.وبعد ذلك استؤنفت فعاليات الملتقى بمقر المجلس الأعلى للثقافة ساحة دار الأوبرا حيث عرفت قاعة المؤتمرات الجلسة الثانية وقد تعلقت ب"صون العمارة التقليدية وتعزيز تنوعها الثقافي"ودارت الأوراق كلها تقريبا على منهج وطرق ترميم مناطق تاريخية وأثرية في مناطق مختلفة من البلاد العربية كمنطقة بيت السحيمي في مصر ومدينة الكاف بتونس حيث كان الموضوع استلهام موتيفات العمارة التقليدية في البنايات الحديثة .أما الجلسة الثالثة لليوم الأول فقط نحت منحى غير مادي إذ تناولت موضوع التوثيق والصون والتنمية وتناولت مواضيع اهتمت بالحفاظ على المأثور الشعبي وتوثيق الموسيقى الشعبية المصرية وإن كان موضوع نوال المسيري "الصناعات الثقافية التراثية المصرية،صونها وتنميتها "قد عاد بالحديث إلى موضوع الندوة.
وفي اليوم الثاني تناولت الجلسة الأولى موضوع "المأثورات الشعبية وجهود التنظير والتنمية"حيث اهتمت بمسألة المعارف والمهارات والصناعات التقليدية إدارة وصونا في ضوء الاتفاقيات والتنظيمات المحلية والدولية.أما الجلسة الثانية فقد تركزت على دور الصناعات الثقافية في صون وتنمية المأثورات الشعبية والمحور كما نلاحظ يندرج في صميم المشغل الأساس للندوة واهتمت الجلسة الثالثة بتجارب في التوثيق والتنمية والمسألة كما نلاحظ تتعلق بنماذج معينة من مباشرة مسائل بعينها في الثقافة الشعبية وأنحاء التعامل معها وفق تجربة محددة.أما الجلسة الرابعة لليوم الثاني فقد اهتمت بتجارب في التوثيق والتنمية ولم تكن بعيدة عن محور الجلسة التي سبقتها فقد تناولت موضوعات تبرز تجارب بعينها في مباشرة الثقافة الشعبية توثيقا ومحورا في التنمية.وكانت الجلسة الخامسة التي ضمتها قاعة المؤتمرات متعلقة هي الأخرى بتجارب في التوثيق والتنمية مما يبرز العناية القصوى التي أولتها هذه الندوة لمسائل الحفظ والتوثيق وتنمية الصناعات الثقافية وحماية تنوع سماتها.
أما اليوم الثالث والأخير من هذه الندوة المهمة فقط عرف جلسة أولى اهتمت بطرائق أرشفة عناصر المأثورات الشعبية وتوثيقها والحرف التقليدية وأدوارها التنموية وتنوع أنماط توثيق المأثورات الشعبية وتطورها وتنوع المأثورات الشعبية وصون الهوية وكان صون المأثورات وجعلها رافدا للتنمية من أبرز الاهتمامات التي وسمت مختلف الدراسات وأكسبت هذه الندوة روحها وخصوصيتها ،وليس غريبا والحال ما ذكرنا أن تكون هذه المسائل محور المائدة المستديرة التي عرفها اليوم الثاني من الندوة والتي كانت تحت عنوان المأثورات الشعبية وتنمية المعرفة الإنسانية.
مساهمة الثقافة الشعبية من البحرين:
كانت مجلة الثقافة الشعبية ممثلة في هذا الملتقى بالأستاذة سميرة الشنو والأستاذ عبد القادر عقيل والأستاذ علي عبد الله خليفة والأستاذ الدكتور محمد النويري وكانت المشاركة البحرينية في الجلسة الثانية من اليوم الثاني التي عرفت في بدايتها تكريما خاصا من المشاركين في الملتقى للأستاذ علي عبد الله خليفة حيث ألقى مقرر الندوة الدكتورأحمد مرسي كلمة عدد فيها أفضال المكرم وأياديه البيضاء على الثقافة الشعبية ثم ألقى الأستاذ عبد القادر عقيل ورقة بعنوان "دوريات الثقافة الشعبية وصلتها بالمنظمة الدولية للفن الشعبي"نيابة عن الأستاذ علي عبد الله خليفة وتناولت ورقة الدكتور محمد النويري موضوع"الثقافة الشعبية سبع سنوات المنجز والمأمول"أما سميرة الشنو فقد تناولت ورقتها موضوع "الوحدات الزخرفية في الفن الشعبي البحريني كمصدر لتنوع الإنتاج الفني".ولقيت الورقات اهتماماواسعا من المشاركين وأثارت حوارامهما.وكانت مناسبة لتثمين الدور الثقافي المتميز الذي تضطلع به مجلة الثقافة الشعبية البحرينية على الساحتين العربية والعالمية.