مفهوم الأدوار اليمانية في الغناء البحريني القديم
العدد 29 - موسيقى وأداء حركي
تفاخر كل الشعوب العريقة دائماً بإرثها الحضاري والثقافي والاجتماعي وتصونه وتحافظ عليه من الاندثار وتسعى لتجسيد شخصيته المتميزة عن سواها بمقومات خاصة تجعله ينفرد بخصائص وعناصر تشهد له ولا تشير إلا إليه دون غيره من المتشابهات أو المتقاربات.
وشعب البحرين الذي تمتد عراقته في عمق جذور التاريخ، له العديد من الخصوصيات والتفردات التي تميّزه عن إخوانه في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وإن كان لحمة لا تنفصل من تلك المجتمعات العربية التي تربطها به وشائج قوية وعديدة وأواصر لا ترثّ ولا تتقادم بمرور الزمن، بل يكسبها الوقت متانة وتزيدها الحوادث والتطورات تقارباً ومحبة.
والمجتمع البحريني بكافة شرائحه وأطيافه يحس ويفاخر بانتمائه العربي في هذه الأرض ويحافظ عليه، ويدرك أن هذا الانتماء مصدر قوته وتلاحمه، وأنه لا مناص له من المحافظة على إرثه القومي والاجتماعي لكي يكون مترابطاً ومتماسكاً في وجه التقلبات والتغيرات الوافدة من الخارج.
وحتى يتمتع كل مجتمع بهذه الخاصية المهمة، عليه أن يفهم بوعي وادراك قاعدته التي يرتكز عليها، وصلابة أرضه التي يقف فوقها، ليزداد ثقة وإيمانا، وترسخ مبادئه ومفاهيمه، لكي يستطيع أن يبرهن على حجته، ويتحدى كل ما يعتقد أنه يهدم أو يهاجم إرثه أو معتقداته التي يعتنقها أو يسفّه مفاهيمه التي يؤمن بها.
ومن البديهي أن يتفاعل كل مواطن مع مجتمعه وتراثه، ولكن من الضروري أن يدرك كل فرد أن تفاعله وانفعاله يقوم على أسس قويمة وفهم ناضج لكل حيثية من حيثيات كيانه الاجتماعي لكي يستطيع أن يعبر عنه بكل ثقة وادراك.
وتراثنا الفني والغنائي في البحرين متجسد ومفهوم للكثيرين، وأهمهم الاختصاصيون في مجالاتهم المختلفة أو المتنوعة، ولكن تظل، في كل مجال، أسئلة حائرة تدور في الأذهان وتحتاج إلى إجابات واضحة وشافية لكي تتجسد الصورة جلية أمام كل مهتم.
ولا يقتصر الوضوح على كل ما هو متداول حالياً في المجتمع، بل يجب أن يندرج على القديم الذي يعتبر الأساس أو المرتكز لكل ما هو حديث.
ولن يصل السائل إلى الاجابات الشافية إلا حينما يتوجه باستفساراته وأسئلته إلى من يعتقد برسوخ قدمه في علمه، وأنه أقدر من غيره على الإجابة على كل ما يدور في خلده.
يذكر لنا الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة(1) نقلا عن والده الشيخ محمد بن خليفة بن حمد آل خليفة(2) الذي كان، ووالده قبله، قريبين جداً من الفنان المبدع محمد بن فارس(3) قرب نسب وقرب صحبة، أنه لما سئل عن فن الغناء في البحرين وماهيته، قال:
« إن غناء أهل البحرين هو الأصوات البحرينية، والبستات العراقية، والأدوار اليمانية»(4).
ومحمد بن فارس، عشق الفن منذ نعومة أظفاره، وامتاز بذاكرة واعية وفهم عميق لكل ما يدور حوله في الساحة الفنية، كما أنه أدرك العقد الأول من القرن العشرين الذي كانت تسود في ساحته الغنائية موروثات القرن التاسع عشر في شتى مجالات التراث، واستمرت تلك السيادة إلى العقد الثالث الذي وصلت فيه إلى المنطقة أجهزة التسجيل والأسطوانات الحجرية المسجلة لفناني الدول العربية الأخرى، تلا ذلك ظهور الإذاعات واستعملت الراديوهات، مما تمخض عنه دخول أنواع وأصناف جديدة من الغناء لم تكن معروفة في مجتمع البحرين قبل هذه الفترة الحضارية التوعوية.
كما أن محمد بن فارس نشأ في بيئة اجتماعية تهتم بالفن وتمارسه، فخاله هو الفنان الكبير صقر بن علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة(5)، أشهر مطرب وملحن في البحرين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر(6)، الذي كان محمد طفلاً حين وفاته ولم ينقل عنه مباشرة، بيد أن أخاه الأكبر عبداللطيف بن فارس(7) تتلمذ على يد خاله ونقل عنه، وكذلك تتلمذ محمد بن فارس في مستهل حياته الفنية على يد أخيه عبد اللطيف الذي كان فناناً كبيراً في تلك الفترة(8). كما أن أسرته الصغيرة بدءاً من أبيه وإخوانه وأخواته، كلهم يهتمون بالموروث الغنائي ويستمعون إليه ويطربون لكل جميل منه(9).
لذلك كانت حافظة محمد بن فارس التراثية ثرية ومتشبعة بالموروث الفني ومليئة بشتى الصور الفنية، وإحساسه الفني يتسم بالإدراك والوعي العميق لكل ما دار ويدور حوله في الساحة الفنية.
إن هذا الفنان لم يتسنم قمة هرم الغناء في البحرين إلا عن اقتدار وتميّز قدّمه على أقرانه ومنافسيه، مما حدا بالسائل الذي يدور السؤال الآنف في خلده أن يتوجه إليه دون سواه لأنه يدرك أن محمد بن فارس وحده هو الذي لديه الإجابة الشافية، ولأن قوله الفصل في هذا المجال.
لذلك فإن علينا أن نفهم أولاً ما يعنيه محمد بن فارس في مقولته تلك حتى نصل إلى عمق كلّ مفردة منها، وتتضح لنا صورة الفن الغنائي في البحرين في عصره والعصر الذي سبقه من خلال التحليل الواقعي والمنطقي لتلك المقولة المهمة وليس من خلال المعنى الظاهري.
تحدث فناننا الكبير عن ثلاثة أنواع من الغناء كانت سائدة في عصره، ومؤكد أنه قصد الغناء الذي يعزف على العود، إذ أن الفنون الغنائية الشعبية في البحرين عديدة ومعروفة، ولكنه تحدث عن الفنون القريبة إليه ويزاولها باستمرار، فالأصوات البحرينية هي قالبه الغنائي المفضل والذي أفنى عمره في مزاولته وتطويره وحمايته من كل دخيل عليه، وقدم فيه عصارة فكره وفنه، فخلّده وخلد به أمام الأجيال التي عاصرته وسمعت تسجيلاته وحضرت جلساته الفنية، وأمام الأجيال التي أتت بعده واتخذته نبراساً وقدوة وحذوة تحذو مثله في مزاولة هذا الفن العريق.
أما البستات العراقية، فمعروف أن «البسـتة» كلمة ليست بالعربية، ويقال أنها فارسية دخلت في الموروث الفني العراقي، وشكلت فناً معروفاً في الساحة الفنية العراقية من خلال فن المقامات، وبرع في هذا الفن كثير من المطربين والمطربات العراقيات.
وقد وصلت هذه التسمية إلى البحرين نظراً لوشائج القربى والصلات الاجتماعية والتاريخية والجغرافية بين العراق والبحرين والتي تعود إلى آلاف السنين، بل تمتد إلى تاريخ العصور السحيقة والموغلة في القدم.
وفي البحرين أخذت «البستة» في التأقلم المحلي وامتزجت بالذوق الشعبي في هذا البلد حتى أصبحت لها سـمات ومميزات محلية معينة، وتجسدت لهذا الفن شخصية بحرينية خالصة أصبحت معروفة في دول الخليج بمسمى«البستة البحرينية»، وقد انتعش هذا الفن في الأجيال الغنائية وخصوصاً في الأربعينيات من القرن العشرين.
أما مسمى « الأدوار اليمانية» التي ذكرها محمد بن فارس، فهو مصطلح غريب على الأ فهام الحالية بعض الشيء، فالمعروف أن غناء اليمن ليس فيه ما يسمى « الأدوار»، وإنما توجد فقرات في الموشحات اليمنية الشعرية تسمى «دور» أسوة بالتقفيل واللازمة التي تشكل أقسام الموشحة أو التوشيح كما تسمى أيضا،والمشهورة في التراث الموسيقي العربي هي « الأدوار المصرية» القديمة.
إن التأثير اليمني الغنائي المباشر لم يتجل واضحاً في الساحة الخليجية إلا بعد ظهور تسجيلات مطربي اليمن ابتداء من عام 1938م(10)، وكان حضور الأغنية اليمنية ملاحظاً بدءاً من العقد الخامس من القرن العشرين الميلادي، أي في نفس الأعوام التي توفي فيها محمد بن فارس وقبله الفنان الكبير ضاحي بن وليد(11) اللذين لم يظهر في اسطواناتهما أي تأثيرموسيقي يمني.
وبعد وصول آلات التسجيل إلى البحرين عام 1948م، بدأ ظهور تأثير الغناء اليمني من خلال الأسطوانات التي سجلها مطربو البحرين ابتداء اً من ذلك العام والأعوام التالية ورددوا فيها بعض الألحان والكلمات التي حفظوها من الأسطوانات اليمنية.
إن الموروث الفني البحريني ليس فيه ما يسمى بالأدوار أسوة بالبستة، التي باتت معروفة وأصبحت جزءاً من التراث الموسيقي المحلي، بل وانتشرت في بعض الأقطار الخليجية.
كذلك فإن محمد بن فارس يعرف الأدوار المصرية ويؤديها في جلسات سمره، ويؤثر عنه غناؤه العديد من الأدوار المصرية التي وصلت إلى البحرين من خلال الأسطوانات وخصوصاً في فترة العشرينيات من ذلك القرن.
إذاً، فهو يعي ما يقول ويدرك ما يرمي إليه من هذه التسمية، وعلينا أن نجتهد للوصول إلى مغزاه من هذاالمصطلح.
وكدليل على إدراك محمد بن فارس لعمق وأبعاد المصطلحات والتسميات الفنية التي يطلقها ويصنف بها أنماط الغناء في البحرين، نذكّر بتسمياته للألحان التي غنّى بها بعض « أصواته»، ودوّن تلك التسميات فوق ملصقات الأسطوانات وفي كاتلوجات شركات التسجيل، ومن تلك التسميات:
1 - ( يمـاني )، أطلقها على اسطوانتين هما:
- قريب الفرج يا دافع الهم والعسر
- ما لغصن الذهب مولى البنان المخضب
2 - ( صوت عربي يماني )، أطلقها على:
- لان الحصا والذي أهواه ما لانا
3 - ( يماني شرقين)، أطلقها على:
- الله يا رباه أنا سالك بألم نشرح وتب.
الجدير بالتنويه أنني حينما استقيت المعلومة عن ماهية غناء أهل البحرين حسب رأي الفنان محمد بن فارس من الراوي الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ذكر (الأدوار اليمانية) ولكني في تلك الفترة، حينما كنت أعمل في جمع مادة كتابي (محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج) خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، لم أكن أدرك أبعاد تلك الجملة، ودوّنتها في الكتاب (الأدوار اليمنية) اعتقاداً مني بصلتها المباشرة باليمن وحسب ظاهر اللفظ، ولكن بعد مرور هذه السنين، تأكدت المعلومة عندي عن الفرق بين ( اليماني واليمني ) وخاصة بعدما ذكرها الراوي نفسه بصيغة ( اليمانية) في محاضرة فنية له استضافه فيها الملتقى الثقافي الأهلي بالنادي الأهلي في مساء 13 مارس 2000م(12).
اليمني واليماني:
الجدير بالذكر أن السابقين من فناني الخليج يسلكون نفس النهج القديم الذي سار عليه من سبقوهم في الخليج والجزيرة العربية في تصنيف الأغنية حسب الأماكن التي لها علاقة باللحن أو الكلمات، فما ينسب إلى (اليمن) يسمى (يمني)، أما (اليماني) فمعناه أن اللحن أو الكلمات مستقاة من جهة الحجــــاز (مكـة المكرمة وجدّة والمدينة المـنورة وما جاورهما)، وهذا المصطلح هو ما نهجه أبو الفرج الأصفهاني(13) في كتابه الموســوعي ( الأغـــاني) وسار فيه على منهج اسحاق الموصلي(14) في تصنيف الألحان والإيقاعات(15)، وفي شأن هذا التصنيف شرح يطول ليس هذا مجاله الآن، ولكن نكتفي بنماذج لها نظائر عديدة في كتاب الإصفهاني المذكور، بعضها يشير إلى الغناء اليمني والأخرى تشير إلى الغناء الحجازي.
يقول الإصفهاني في معرض الحديث عن إحدى قصائد الشاعر (وضاح اليمن)(16):
1 - «الغناء لإبن سريج، وله في هذا الشعر لحنان: ثقيل أول بالبنصر عن عمرو، ورمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق . وأول الرمل قوله:
ألا يا لقومي أطلقوا غلًّ مرتهن
وأول الثقيل الأول : ( تذكر سلمى ) . وفي الأبيات هزج يمني بالبنصر»(17).
وبرغم أن المغني مكي وهو ابن سريج، بيد أن الشاعر يمني وكذلك أحد اللحنين أيضاُ كما هو واضح من العبارة الأخيرة.
2 - وفي مثال آخر يذكر الأصفهاني الأبيات التالية:
ألا طرد الهوى عني رقادي
فحسبي ما لقيت من السهاد
لعبـــدة إن عبـــدة تيّمتني
وحلّت من فؤادى في السواد
الشعر لبشار، والغناء المختار في هذين البيتين هزج خفيف بالبنصر، ذكر يحيى بن علي أنه يمنيّ، وذكر الهشاميّ أنه لسليم (18).
تلك كانت نماذج تشير إلى ألحان يمنية من الهزج، أما عندما يتحدث عن ألحان حجازية فانه يصفها باليمانية، مثال ذلك قوله عند الحديث عن الشاعر أبو دهبل:
« قال أنشدني أبو دهبل:
صوت
ألا علق القلب المتيّم كلثما
خرجت بها من بطن مكة بعدما
فما نام من راعٍ ولا ارتدّ سامرٌ
ومرت ببطن الليث تهوي كأنما
لجاجاً ولم يلزم من الحب ملزما
أصات المنادي بالصلاة فأعتما
من الحي حتى جاوزت بي يلملما
تبــــــادر بالإدلاج نهبـــاً مقسّما
غنى في هذه الأبيات ابن سريج خفيف رمل بالبنصر عن الهشاميّ. قال: وفيه هزج يمانٍ بالوسطى، وذكر عمرو بن بانة أن خفيف الثقيل هو اليماني.(19).
في هذا الإنموذج نجد القصيدة تتحدث عن مواضع في مكة وما حولها مثل يلملم والليث، والمغني مكي، وكذلك الألحان التي نعتها باليمانية.
إن استخدام الإصفهاني مصطلحين مختلفين معناه أن كل مصطلح يشير إلى موضع بعينه، وإلا لاكتفى بمصطلح واحد يشير به إلى الغناء اليمني.
وهناك العديد من الإستشهادات في هذا الكتاب تؤيد هذه النظرية التي لم يسبق أن أشار إليها أحد ممن تناولوا هذا السفر المهم من تراثنا العربي.
ولعل البعض يستغرب من هذا الدور للحجاز في تراثنا العربي الفني والغنائي، وهو دور عظيم، ومنه انطلقت الفنون الغنائية إلى سائر الأقطار العربية الأخرى في القرن الهجري الأول. ذكر الإصفهاني نقلا عن اسحاق الموصلي قوله:
« أصـل الغناء أربعة نفر، مكيّان ومدنيّان؛ فالمكيّان: ابن سريج وابن محرز، والمدنيان: معبد ومالك(20).
وعند حديث الإصفهاني عن لحن لإبن محـرز قال:
« أن الرشيد أمر المغنين أن يختاروا له أحسن صوت غني فيه، فأختاروا له لحن ابن محرز في شعر نصيب:
أهاج هواك المنزل المتقادم
قال: وفيه دور كثير، أي صنعة كثيرة»(21).
ولعل هذه أقدم إشارة مكتوبة عن مفهوم «الدور» في التراث الموسيقي العربي.
الأدوار:
الحقيقة أن عبارة ( الأدوار) أعمق اصطلاحاً وتاريخاً من مظهرها الخارجي الذي يوحي بالتذبذب بين الغناء المصري واليمني، إذ أن (الدور) في تعريفه الموسيقي هو: (صنعة مقــــام أو صنعة بردة، أو صنعة شـــد). كمـــا أن (الدور) نوع من الزجل في مصر، وهي كالموشحة من حيث الوزن الشعري، إلا أنه تغلب فيه لغة العوام، ويغنى على طريقة الهنك.
كما أن (الدور) يعني: مرة ثانيـة. والدور النغمي يعني تأليف لحني مشتمل على بعد ذي الكـل(22).
إذاً « الدور» له مفهوم شعري يظهر في الصياغة الشعرية للموشحات، ومفهوم آخر موسيقي وغنائي يطلق على طريقة أدائية بعينها. وكلاهمـا يكمّل الآخر.
وفي كتابه (سـفينة الملك ونفيسة الفلك) للموسيقي الفنان (محمد بن اسماعيل بن عمر شهاب الدين) يورد عشرات الموشحات والأدوار التي كانت تؤدى في عصره خلال القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي، إذ أنه يذكر إعراضه عن الأدوار المجهولة المهجورة(23) ويدوّن الموشحات المغناة في مصر والحجاز وبعض من مثيلاتها في اليمن والشام.
ويلاحظ من النماذج الكثيرة في هذا الكتاب أن الموشح ينقسم إلى عدة أقسام منها : الدور – الخانة – السلسلة – القفلة. وليس بالضرورة أن ترد جميعها في الموشح، بل يكتفى بأحدها أو بعضها لتكتمل عناصر الموشح حسب الأداء واللحن المركبة عليه الكلمات.
والمؤلف المذكور حجازي المولد والنزعة، وعاش في مصر، وكانت له حظوة لدى الخديوي عباس الأول، فهو من كبار الموسيقيين في عصره، وكتابه يعدّ مرجعاً هاماً وخصوصاً عن الغناء المصري في تلك الآونة.
ولد محمد بن اسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري، المعروف بشهاب الدين، في مكة المكرمة عام 1210هـ 1795م، أديب، من الكتّاب، له شعر، انتقل إلى مصر فنشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، وأولع بالأغاني وألحانها، ساعد في تحرير جريدة « الوقائع المصرية»، وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. اتصل بعباس الأول ( الخديوي)(24) فلازمه في إقامته وسفره، ثم انقطع للدرس والتأليف، فصنف « سفينة الملك ونفيسة الفلك « في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في « التوحيد» وجمع « ديوان شعره» وتوفي بالقاهرة عام 1274هـ 1857م(25).
وقد عاش شهاب الدين في مصر ولكنه ظل يتردد على مكة المكرمة التي نيطت فيها تمائمه وتعلق بها قلبه، وعرف فنونها وأنوا ع الغناء فيها، بل له المدائح الشعرية في حكامها ومسئوليها أمثال الشريف محمد بن عون(26) وشـريف مكة عبد المطلب بن غالب (27).
يقول في نزوعه إلى تلك النواحي:
غنـــنـــي يا أخـــا الندامــــى ورنّــــم
وأذكرن لي العقيق تسكبه عينـي
وأسع مسعى الصفا بكأسي وزمزم
أنا مـــــا لـــــي عــن الغنـاء غنـــاء
عبـــــــــرات كــــأنــهـــــــا الـــدأمــــاء
حـيث راق الصفــا ورقّ الهـواء(28)
وكتابه (سـفينة الملك ونفيسة الفلك) يعدّ من أحسن وأنفع الكتب الموسيقية في العصر الحاضر، ومن المصادر المهمة لهذا الفن، وهو أول كتاب ذكر السلم الموسيقي العربي ذو الـ 24 ربعاً والمعمول به حالياً، كما أنه أول كتاب ذكر أسماء الـ 24 ربعاً(29).
هذا وقد أثبت ما يزيد على 240 موشحاً في الكتاب مع ذكر نغم ودرجة استقرار وإيقاع كل موشح منهما. وقد ذكر ما يزيد على الثلاثين مقاماً. أما الأوزان الموسيقية فقد ذكر 17 ميزاناً منها سبعة أوزان نادرة وجديدة هي:
1 - الشنبر 2 - المربع
3 - الرهج 4 - المدور
5 - الزرافات 6 - الأوفر
7 - الوحدة(30).
ومن مصنفه المشار إليه، نختار بعض الموشحات والأدوار التي كانت معروفة في البحرين ويتغنى بها محمد بن فارس ووصلتنا عن طريق بعض تلامذته، ونذكر توصيفاتهاالغنائية واللحنية كما وردت في الكتاب ومنها:
1 - أهوى الغزال الربربي باهي الجمــال.
وهو موشح حجازي ضربه دارج(31) وفي مصدر آخر، موشح حجاز دوكه ضربه سماعي دارج( 32).
2 - إن تهتكنا عليكم لا نلام .
وهو موشح حجازي ضربه سربند(33)، وفي مصدر آخر: توشيح حجازي دوكه ضربه سماعي سربند(34).
3 - يا حمام ما لك طول الليل لا ترقد ولا ترقـّد
وهو موشح حجازي ضربه مصمودي(35)، ويؤدى كثيراً في توشيحات الأصوات الخليجية.
4 - قدك المياس يا بدري.
وهو موشح حجازي ضربه سماعي ثقيل(36).
و(حجاز) كمصطلح موسيقي هو اسم اصطلاحي لبردة من الطبقة الوسطى وهي تارة تكون لرفع موقع الجهاركاه وتعادل دو دييز وسط أو تكون لخفض موقع بردة النوا، وتسمى صبا أو عزال، وتعادل ري بمول وسط، وقد تكون كلمة حجاز المذكورة اسماً لطريقة مقام وكلمة صبا كذلك(37).
والحجازي: العربة الرابعة، وهي الواقعة بين الجهاركاه والنوى(38).
وكما أشرنا مسبقاً فإن مصطلح الغناء ( اليماني) يعني غناء أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة حسب ما سار عليه أبو الفرج الأصفهاني في تصنيفه لنصوص الأصوات المعروفة في عصره، وهذا المصطلح كان متداولا ً في الدولة العباسية الأولى في العراق منذ القرن الهجري الثاني على أقل تقدير.
والمؤكد كذلك أن مصطلح ( الأدوار) معروف في الحجاز، ومكة بالذات، وتعتبر من الغناء القديم الذي يكاد يندثر الآن، وأصبح المشتغلون به الآن يعدّون على أصابع اليد الواحدة.
ويذكر الأستاذ محمد عبده غانم أنه في إحدى المخطوطات اليمنية يتحدث الكاتب عن الموشح الأندلسي بأنه شعر مدوّر على طريقة أهل مكة، وفي كلمـــــة “ مدوّر” اشارة واضحة إلى “ الدور” في الموشح الأندلسي(39).
ومن أشهر من عرف بتأديته الأدوار القديمة في الحجاز الفنــان الراحـــــل (محمد علي سندي)(40) الذي نجد في بعض ما غناه روابط موسيقية بين الحجاز والخليج العربي.
ويبين رحمه الله في مقابلة صحفية أجريت له ونشــرت في مجلــــــــــــة “اليمامة” السعودية، أنه مستاء مما آل إليه وضع الغناء القديم، وخصوصاً الأدوار، في الحجاز، يقول:
“المطلوب هو التركيز بشكل أكبر على الأدوار القديمة وحفظ هذا التراث القديم الذي بدأ يختفي بشكل مزعج ويدعو للقلق”(41).
وعندما سئل عن سبب توقفه عن تقديم الأدوار القديمة قال إن المرض هو الذي عرقل مشواره في تأدية هذه الأدوار(42).
ويتحدث عن مساعيه وبعض عشاق التراث الغنائي للمحافظة على الغناء القديم فيقول:
“وقد كنا في مكة نعقد اجتماعات أسبوعية ولا زلنا على شكل جلسات فنية كل ليلة أثنين نتدارس فيها بعض الجوانب الفنية كاكتشاف الأصوات الجديدة الجميلة التي يمكن أن تؤدي هذه ( الأدوار) بشكل افضل”(43).
وذكر بعض الفنانين المعروفين المجيدين في أداء الأدوار، مثل عبد الله محمد(44) الذ قال أن صوته يتناسب مع الأدوار القديمة.
أما يحيى لبّـان(45) فذكر أنه يتوقع له مستقبلاً كبيراً لو استمر في أداء الأدوار القديمة(46).
ومصطلح (الأدوار) قديم في ساحة الغناء العربية وتعود جذوره إلى قرون منصرمة، إذ أن المطرب الموسيقي العراقي الكبير صفيّ الدين الأرموي(47) الذي عاش في القرن السابع الهجري، صنف كتاباً شهيراً عن الغناء في تلك الحقبة أسماه ( الأدوار )، ويستشهد فيه بنماذج شعرية غنائية يطلق عليها مسمى “صوت” وهي في تحليل بعض الموسيقيين المعاصرين تطابق ما يغنى في غناء الصوت الخليجي، ولعلّ مصطلح “الدور” قد حلّ تدريجياً محل كلمة “صوت” المتداولة قبل عصره وكانت تشير في معناها إلى “ أغنية” أو “لحن” عند أبو الفرج الأصفهاني.
ويعدّ الأرموي أول من ذكر أسماء للأدوار والأوازات، وكانت تسمى قبله بأسماء الأصابع والدساتين والتجانيس، وهو كذلك أول من صوّر الأدوار على عدد نغمات السلم الموسيقي إذ صوّر كل دور على سبع عشرة درجة، أي على عدد نغمات سلمه الموسيقي، والتصوير هو استخراج الأنغام من غير مواضعها وطبقاتها(48).
وهذا الكتاب فرغ الأرموي من تأليفه عام 633هـ 1235م بأمر من الخليفة المستنصر بالله العباسي المتوفى عام 640هـ 1242م، ويقول في مستهله:
“أما بعد، فقد أمرني من يجب عليّ امتثال أوامره والتيمن بالسعي في مسالك مرامي خواطره، أن أصنع له مختصراً في معرفة النغم ونسب ابعاده، وأدواره وأدوار الإيقاع وأنواعه(49). و هذا يعني أن الأدوار مراحل أو درجات في الأنغام والمقامات وأزمنة في الإيقاعات.
ثم يقول:
“أهل هذه الصناعة يسمون الأدوار “شدوداً”، ولكل دور أصل يبنى عليه، والأدوار اثنا عشر: عشاق، نوى، بوسليك، راست، عراق، اصفهان، زيرافكند، بزرك، زنكوله راهوي، حسيني، حجـازي(50).
ويقول شارح ومحقق كتاب “الأدوار”أن الدور اصطلاحاً هو: جمع نغمات يشتمل عليها ذي الكل ويقال له دائرة. ويقول أن الشدود جمع شد، وهو اصطلاحاً مرادف للدور، والشد اسم محدث اشتقه الفرس وكان يسميها القدماء الأصابع(51).
ويقول أيضاً عن قطب الدين الشيرازي المتوفى عام 710هـ (52) والمعاصر للأرموي أنه هو أول من استعمل كلمة (مقام) وكان قبله يسمى دور أو شد(53).
خلاصـــة:
إن العديــد من الباحـثين الموســيقيين المتأخرين ربطوا بين غنــــــــــــاء « الصوت الخليجي» الحالي و«الصوت» القديم من خلال النماذج والتدوينات الموسيقية المذكورة في كتاب « الأدوار»، ومن هؤلاء الموسيقيين الأستاذ أحمد علي (54) ود. يوسف دوخي (55) و د. حمد الهباد (56) وغيرهم.
إذاً مصطلح « دور» يعني فيما يعني مصطلح « صوت» حسبما استنتجه الأساتذة المذكورون وسواهم، وهو ما يتطابق مع مقولة الأستاذ الفنان محمد بن فارس الذي نعتقد أنه كان يقصد أن الأدوار الحجازية القديمة هي مصدر من المصادر الأساسية للأصوات الخليجية .
وإذا ما عرفنا أن البستة والصوت معروفان كفنون متداولة في ساحة الغناء البحرينية، فإن مصطلح الدور ليس متداولا كفن محلي، والأرجح أنه يقصد بها «الأدوار الحجازية « التي استقاها من الفنان الحجازي عبدالرحيم صالح عسيري(57) الذي أقام في البحرين لعدة شهور من عام 1913م، وتعتبر امتدادا للأدوار الحجازية القديمة التي كان لها دور مؤثر في غناء «الأصوات « القديمة في القرون السابقة.
وإذا ما بحثنا في تراثنا الغنائي والموسيقي الخليجي، وخصوصاً غناء «الصوت»، ومدى علاقته وتأثره بالحجاز، نلاحظ أن التأثير اليماني المكي موجود في الغناء الكويتي القديم ولا يزال يحمل بعض تلك الملامح، أما في الغناء البحريني فقد اختفت الألحان القديمة وبقيت بعض الملامح في الأنغام وبعض الجمل اللحنية والكلمات الغنائية.
المراجع :
1 - أحمد بن محمد بن خليفة بن حمد بن محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة: شاعر نظم الفصيح والنبطي، كما أنه فنان يمارس العزف على العود والغناء. ولد في قرية الجسرة بالبحرين عام 1929م، صدرت له مجموعة من الدواوين الشعرية منها: من أغاني البحرين، هجير و سراب، بقايا الغدران، القمر والنخيل، غيوم في الصيف، عبير الوادي، أنفاس الرياحين، المجموعة الكاملة. توفي في 29 مارس 2004م ودفن بمقبرة الجسرة.
2 - محمد بن خليفة بن حمد بن محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة: مطرب له إلمام بالعود والغناء، قويّ الذاكرة، جيد الغناء ولكنه لم يسجل أو يغن في الاذاعة، من أصدقاء وجلساء الفنان محمد بن فارس، ولد بالمحرق عام 1903م وتوفي يوم الجمعة 25 شعبان 1391هـ 15 اكتوبر 1971م.
3 - محمد بن فارس بن محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة: الفنان المبدع الذي يعتبر مدرسة غناء الأصوات في الخليج خلال القرن العشرين. ولد في مدينة المحرق عام 1895م. ركن أساسي من أركان الغناء في البحرين ولمدرسته الغنائية أتباع وتلامذة على مستوى بلدان الخليج. صدر عنه كتاب ( محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج ) لمبارك عمرو العماري. كما ورد ذكره في العديد من المؤلفات التى تناولت الغناء في البحرين أو الخليج. لا يذكر غناء الأصوات إلا وذكر محمد بن فارس كأحد أهم مبدعيه. سجل العديد من الأسطوانات خلال فترة الثلاثينيات من القرن الميلادي المنصرم. انتقل إلى رحمة الله مساء الأحد 10 محرم 1367هـ الموافق 23 نوفمبر 1947م.
4 - العماري، مبارك عمرو: محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج: صفحة 269 0
5 - صقر بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة: أخ غير شقيق لحاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي، أكبر مطرب وملحن في البحرين خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أبعده أخاه عن البحرين لبعض التصرفات التي بدرت منه فذهب إلى الكويت وبقي فيها لفترة ثم توجد إلى لنجة، وقد أحدث وجوده في الكويت ولنجة ضجة فنية لتأثيره في الجو الفني هناك. أعاده أخاه إلى البحرين بتوسط أبناء الحاكم، توفي في بداية القرن العشرين. له أسلوب خاص في التلحين والغناء.
6 - العماري: المصدر السابق، صفحة 58 .
7 - عبد اللطيف بن فارس بن محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة: ولد في مدينة المحرق عام 1887م، نشأ في كنف والديه وتعلم القراءة والكتابة على يد مدرسين خاصين، واجتهد بعد ذلك في تثقيف نفسه. شاعر نظم بالفصيح والنبطي. في مقتبل عمره تعلم العزف والغناء على يد خاله الشيخ صقر بن علي آل خليفة وأصبح من أبرع عازفي العود في وقته في البحرين، وأضاف إلى عوده وتراً آخر يعزف عليه بكل تمكن واقتدار، تعلم مبادئ النوتة الموسيقية على يد أحد الأساتذة الشاميين في مدرسة الهداية الخليفية ولعله زكريا البيات، ثم ذهب إلى بغداد لتعلم النوتة، وقد وجدت بين أوراقه كتابات للنوتة بخط يده. اعتزل الغناء مبكراً وامتنع عن حضور جلسات الطرب، وتقلب في عدة أعمال وظيفية ثم أصبح إماماً ومحدثاً في أحد المساجد. أصدر مبارك عمرو العماري (ديوان عبداللطيف بن فارس) عام 1994 ضم فيه بعض أشعاره. توفي يوم الأثنين 22 جمادى الآخرة 1382هـ 19 نوفمبر 1961م.
8 - العماري، المصدر السابق، صفحة 61.
9 - المصدر نفسه، صفحة 58 و60 .
10 -غانم، نزار محمد عبده : أصالة الأغنية العربية بين اليمن والخليج (تأليف مشترك) صفحة 151.
11 - ضاحي بن وليد: المطرب الشعبي الكبير والمنافس الأول لأستاذه الشيخ محمد بن فارس، والركن الثاني في غناء الأصوات البحرينية. ولد عام 1898م بمدينة المحرق، سجل عدداً من الأسطوانات في فترة الثلاثينيات. كان جميل الصوت، قويّ الحنجرة، متوقد الذاكرة. له شعبية كبيرة بين محبي الأصوات. توفي عام 1941م.
12 - عن شريط فيديو مسجل للمحاضرة.
13 - أبو الفرج الإصفهاني: علي بن الحسين بن محمد المرواني الأموي القرشي، ولد بأصفهان عام 284هـ 897 م وتوفي ببغداد 356هـ 967م.
14 - إسحاق الموصلي: إسحاق بن إبراهيم بن ميمون الموصلي، ويلقب أبو محمد ابن النديم، من أشهر ندماء الخلفاء، تفرد بصناعة الغناء، وكان عالماً باللغة والموسيقى والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام. راوياً للشعر وحافظاً للأخبار، شاعراً، ولد في بغداد 155 هـ 772م وتوفي بها عام 235 هـ 850هـ. وعمي قبل موته بسنتين. له التصانيف الكثيرة.
15 - الأغاني: الجزء الأول، صفحة 5 .
16 - وضاح اليمن: عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال، من آل خولان، من حمير، شاعر، رقيق الغزل، عجيب النسيب. كان جميل الطلعة يتقنع في المواسم. له أخبار مع عشيقة له اسمها “روضة” من أهل اليمن. قدم مكة حاجاً في خلافة الوليد بن عبد الملك، فرأى “ أم البنين” بنت عبد العزيز بن مروان، زوجة الوليد، فتغزل بها، فقتله الوليد سنة 90 هـ 708م. وفي المؤرخين من يسميه عبد الله بن إسماعيل.
17 - الأغاني: الجزء السادس، صفحة 239.
18 - نفس المصدر، صفحة 241 .
19 - الأغاني: الجزء السابع، صفحة 140 .
20 - الأغاني: الجزء الأول، 259 .
21 - نفس المصدر، صفحة 9 .
22 - محفوظ، حسين علي: قاموس الموسيقى العربية، صفحة 176.
23 - شهاب الدين، اسماعيل محمد عمر: سفينة الملك ونفيسة الفلك، صفحة 20.
24 - عباس باشا الأول بن طوسون بن محمد علي باشا الكبير، خديوي مصر، ثالث الولاة من أسرة محمد علي باشا، ولد بمصر سنة 1228هـ 1813م وقتل في قصره سنة 1270هـ 1854م بأمر من عمته (نازلي) بنت محمد علي باشا لخلاف بينها وبينه على ميراث.
25 - الزركلي، خير الدين: الأعلام، المجلد السادس، صفحة 38.
26 - محمد بن عون: محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن، شريف حسني، من أمراء مكة، ولد عام 1204هـ 1790م ونشأ فيها. سكن مصر مدة، فسعى له واليها “ محمد علي “ لدى الحكومة العثمانية فعين لإمارة مكة سنة 1243هـ وعاد إليها فاستمر إلى سنة 1267 هـ وعزل، فتوجه إلى الآستانة فأقام إلى سنة 1272هـ وصدر مرسوم سلطاني بإعادته إلى الإمارة، فانتقل إليها، واستمر إلى أن توفي فيها عام 1274هـ 1858م وهو جد ذوي عون الأشراف.
27 - عبد المطلب بن غالب: عبد المطلب بن غالب بن مساعد الحسني، من أمراء مكة، ولد فيها عام 1209هـ 1794م، ولي إمارتها سنة 1243هـ، وعزل عنها بعد خمسة أشهر، فتوجه إلى الشرق ثم إلى الآستانة، فأقام إلى سنة 1267 هـ، فأعيد إلى إمارة مكة، فاستمر بها إلى سنة 1272هـ فوقعت فتنة بمكة كان سببها منع بيع الرقيق، فعزلته حكومة الترك، فقصد الآستانة ومكث إلى سنة 1297هـ فأعادته حكومتها إلى الإمارة فاستمر إلى سنة 1299هـ وفصل عنها بعد أن وليها ثلاث مرات مجموع مدتها ثماني سنين. توفي فيها عام 1303هـ 1885م.
28 - ديوان شهاب الدين: صفحة 5.
29 - الرجب، هاشم محمد: الموسيقيون والمغنون خلال الفترة المظلمة: صفحة 163.
30 - نفس المصدر: صفحة 164.
31 - سفينة الملك ونفيسة الفلك: صفحة 231.
32 - زيدان، حبيب: مجموعة الأغاني الشرقية القديمة والحديثة: صفحة 42 .
33 - سفينة الملك ونفيسة الفلك: صفحة 243 .
34 - زيدان، حبيب: المصدر السابق، صفحة 26 .
35 - سفينة الملك، صفحة 234 .
36 - سفينة الملك، صفحة 240 .
37 - زيدان، حبيب: المصدر السابق، صفحة 499 .
38 - محفوظ، حسين علي: قاموس الموسيقى العربية، صفحة 169.
39 - غانم، محمد عبده: شعر الغناء الصنعاني، صفحة 128.
40 - محمد علي سندي: فنان حجازي من الرعيل المخضرم، له أسلوب مستقل بذاته ومميز، له الكثير من الأغنيات المشابهة للغناء الخليجي. ولد في السنوات الأولى من القرن العشرين، توفي في بداية الثمانينيات.
41 - مجلة “ اليمامة “ السعودية: العدد ؟ صفحة 73 .
42 - نفس المصدر.
43 - نفس المصدر .
44 - عبد الله محمد: فنان سعودي اشتهر في فترة الستينيات الميلادية من القرن العشرين، سجل العديد من الأسطوانات، اعتراه المرض في أخريات عمره حتى وفاته.
45 - يحيـى لبان: فنان حجازي.
46 - المصدر السابق: صفحة 73 .
47 - صفيّ الدين الأرموي: صفي الدين عبد المؤمن بن يوسف بن فاخر الأرموي، ولد في بغداد عام 613هـ 1216م، كان عارفاً بالعربية ونظم الشعر وعلم الإنشاء وعلم التاريخ وعلم الخلاف وعلم الموسيقى، ولم يكن في زمانه من يكتب المنسوب مثله وفاق فيه الأوائل والأواخر، وكان من أحسن العلماء في الموسيقى ومن أشهر وأمهر العازفين على العود. وهو أهم من كتب في علم الموسيقى منذ عصر ابن سينا وابن زيلة، وهو مبتكر المدرسة المنهجية في علم الموسيقى العربية. وهو الذي علم ياقوت المستعصمي الخط. وبالإضافة إلى كتابه (الأدوار ) ألف ( الرسالة الشرفية)، كما أن له مؤلفات أخرى مفقودة. وقد اخترع آلتين موسيقيتين هما ( النزهة) وهي من عائلة القانون، و(المغني) وهي شبيهة بالقانون من ناحية وتصور كالعود من ناحية أخرى. وله الكثير من التجديدات التي أضافها إلى الموسيقية العربية. عاصر أواخر خلفاء الدولة العباسية، وبعد سقوط بغداد على يد هولاكو سنة 656هـ 1258م غنى بحضرته فأعجبه غناءه وكذلك عزفه على العود كثيراً فضاعف له المرتب. اتصل بخدمة علاء الدين عطاء ملك الجويني واخيه شمس الدين وولي في أيامهما كتابة الإنشاء ببغداد وصار نديماً لهما. ولما مات الأول وقتل الثاني زالت سعادته وساءت حالته في رزقه وعمره ومعيشته و غلبت عليه الديون ثم سجن وتوفي في السجن في 18 صفر 693هـ 1294م .
48 - الرجب، هاشم محمد: الأدوار لصفي الدين الأرموي، صفحة 15 و 16.
49 - المصدر نفسه، صفحة 39 .
50 - المصدر نفسه، صفحة 95 .
51 - قطب الدين الشيرازي: قطب الدين أبو الثناء محمود بن مسعود بن مصلح الشيرازي الشافعي، العلامة الحكيم المهندس، كازروني الأصل، ولد بشيراز سنة 634هـ 1236م. كان مقرباً عند السلاطين والوزراء. كان يتزيا بلباس الصوفية، يجيد الشطرنج والضرب على الرباب. كان ذا مروءة وأخلاق حسان ومحاسن، له الكثير من المؤلفات في شتى العلوم. هو أول من استعمل المصطلحات التالية: مقام، تحرير، بيات، كاه، برده، دوكاه، سيكاه، جهاركاه، بنجكاه. توفي سنة 710هـ 1310م بتبريز.
52 - الرجب، هاشم محمد: الموسيقيون والمغنون خلال الفترة المظلمة، صفحة 27 .
53 - نفس المصدر .
54 - أحمد علي: الأستاذ أحمد محمد علي ابراهيم، من مواليد الأسكندرية 1915م، كانت دراسته المبكرة دينية، أتم دراسته الابتدائية عام 1928م وحالت ظروفه دون استمرارها في المدارس فلجأ إلى التعليم الخارجي والذاتي. درس الموسيقا على يد أساتذة مصريين وأجانب، حصل على شهادة أو إجازة المعلمين في الموسيقا من وزارة المعارف في مصر عام 1938م. عمل عازفاً بالفرق المصرية والأجنبية وأصبح ملحناً وقائداً لفرق موسيقية، أسس نقابة الموسيقيين المحترفين بالاسكندرية. عام 1959م جاء إلى الكويت وأصبح أحد أعضاء أول فرقة للإذاعة الكويتية. عضو الجمعية الموسيقية العالمية بسويسرا. عضو جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقا في باريس وفي القاهرة وفي عدد من الهيئات العالمية. أسس أول معهد للدراسات الموسيقيةالحرة بالإذاعة الكويتية كما أسس فيها مكتبة التراث الشعبي. رئيس قسم الدراسات الموسيقية بالمكتبة المركزية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت. ألف كتاب ( الموسيقا والغناء في الكويت) وله العديد من البحوث الموسيقية. توفي بالكويت عام 2004م.
55 - يوسف دوخي: يوسف فرحان دوخي، فنان موسيقي وأكاديمي، ولد في الكويت 1934م ونشأ في أسرة تحب الفن وتتعاطاه، أدرك مرحلة الغوص وركب بحاراً في السفن الشراعية التجارية، كان عصامياً عمل على تثقيف نفسه فحصل على شهادة الماجستير وكانت رسالته عنوانها ( الأغاني الكويتية) وقد طبعت. وحصل على الدكتوراه عام 1981 كما حصل على الأستاذية عام 1989م. شغل منصب عميد المعهد العالي للدراسات الموسيقية بدولة الكويت. كان ملحناً و شاعراً نظم الشعر الشعبي والأغنية والموال وقد لحن للعديد من المطربين، كما غنى بعضها بنفسه. مات بسرطان الرئة في 16 سبتمبر 1990م .
56 - حمد عبدالله الهباد: فنان وموسيقي أكاديمي كويتي، حاصل على شهادة الدكتوراه في الموسيقى، عميد سابق للمعهد العالي للدراسات الموسيقية، له العديد من الأبحاث والدراسات والكتب.
57 - عبدالرحيم صالح عسيري: فنان حجازي، ولد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وعاش في نواحي مكة المكرمة ثم رحل منها فزار البحرين عام 1913م والتقى بفنانيها واستفاد منه محمد بن فارس ثم توجه إلى الهند وأقام فيها حتى وفاته حوالي عام 1940م تقريباً. ليست له أية تسجيلات.