رقصة « الركادة» بالشــــرق المــغــربـــي

تتميز فنون الرقص الشعبي بالمملكة المغربية بثراء وتنوع لا حد له، نابع من تعلق الإنسان المغربي بالموروث الشعبي واحتفائه بكافة مظاهر الحياة الشعبية وما أفرزته من ثقافة، رغم ارتباطه بالحياة العصرية ومسايرته لمعطيات الزمن من جيل إلى جيل. ويشكل مهرجان المغرب الوطني للفنون الشعبية الذي ينظم بنجاح صيف كل عام منذ ما يقرب من نصف قرن ظاهرة حضارية في إعادة الاعتبار للثقافة الشعبية ورفدها بعناية ووعي في حياتنا المعاصرة. شارك في الدورة السابعة والأربعين من هذا المهرجان الذي يقام بقصر البديع بالمدينة الحمراء مراكش ما يقرب من خمسمائة فنان بين عازف وراقص ومغن ومؤد لمختلف فنون الأداء الحركي، وخلال هذه الدورة تم تكريم الفنان الشعبي المغربي الشهير الأستاذ حميد الزهير الذي جاء شامخا إلى منصة التكريم على كرسي متحرك.

وتشارك في تنظيم هذا المهرجان السنوي الهام عدة جهات رسمية وشعبية تمثل مختلف المدن والجهات بشرق المغرب لتعطي دلالة حقيقية على الاهتمام الأهلي والرسمي المتكاتف الموجه إلى العناية بالفنون الشعبية والاهتمام بحملة هذه الفنون ومؤديها. وليس بغريب أن يشارك في هذا المهرجان فنانون من مختلف الفئات العمرية بمن فيهم مؤدوا الفنون العصرية التابعون للفرق الشبابية التي استلهمت عناصر ومعطيات الفنون الشعبية في أعمال جديدة ومبتكرة تنم عن الروح الأصيلة المبدعة للشعب المغربي.

وعلى غلافنا الأول لهذا العدد لقطة لعرض فني لفرقة الآفاق للفنون الشعبية التي تأسست بإقليم تاوريرت عام 2000 لتمارس أنشطتها في عدة مجالات فنية منها “الرقص”، “الغناء “الزجل” ، “أحدوس” ، ولعزف أنواع رقص كـ  “الركادة”،“انهاري”، “ ولعلاوي”، “المثلث” و“احدوس”. ولكل نوع من الرقصات زيها ولونها الخاص ، فهناك الزي الأصفروالأخضر والأزرق  والأبيض. فالنهاري  يعزف بالناي والدفوف وله ميزة خاصة محببة لدى الجمهور، أما الزي الأصفر فهو لفن الركادة التي كان اسمها قبل سنوات “لبارْدية” والتي تعزف بالليرة ودفين مع حمل البنادق والزي الأبيض لفن لعلاوي ويؤدى بالليرتين رفق دفين.

وقد شاركت فرقة الآفاق للفنون الشعبية في عدة مهرجانات وطنية ونالت العديد من شهادات التقدير لمشاركاتها الناجحة في المملكة المغربية وأسبانيا، وهي عضو ناشط بالمنظمة الدولية للفن الشعبي وعلى صلة وثقى بالمكتب الإقليمي للمنظمة بمملكة البحرين.

واللافت أن وزارة الثقافة المغربية ترعى باهتمام فرق الفنون الشعبية المغربية وتحرص على مستويات أدائها لهذه الفنون التراثية وتجيز عملها عن طريق الاعتراف بها كفرقة شعبية أهلية.
تحية لمنظمي هذه المهرجانات بالمملكة المغربية على هذا الاهتمام الممنهج بالفنون الشعبية، وتحية لمهرجان مراكش للفنون الشعبية . مع الشكر والتقدير لفرقة الآفاق المغربية ولرئيسها الأستاذ أحمد السامحي على إهداء (الثقافة الشعبية) صورة غلافها الأول.