فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

دراسة مقارنة في الأدب الشَّعبي العربي «الشِّعر النَّبَطي وشعر العتابا نموذجا»

العدد 12 - أدب شعبي
دراسة مقارنة  في الأدب الشَّعبي العربي «الشِّعر النَّبَطي وشعر العتابا نموذجا»
كاتب من سوريا

تكتسب الدِّراسات المقارنة أهميتها الفائقة من تسليطها الضوء على جوانب كثيرة في الآداب الإنسانية اقتراباً وافتراقاً. ولقد رأيت إزاء تنوع الأدب الشَّعبي العربي وغناه وتنوّع لهجاته المحلية ضمن اللغة العربية الواحدة أن أتناول أشهر نماذجه بالبحث المُقارن.

وقد تناولتُ في هذا البحث المقارنة بين الشِّعر النبطي وشعر العَتَابا من جوانب عدة، وتُعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في الدراسات الأدبية الشَّعبية العربية، إذ تتخطى وبجرأة الحاجز الكلاسيكي المتعارف عليه عند النقاد لمفهوم الأدب المقارن، وهو أنَّ الأدب المقارن يتجه لدراسة آداب اللغات المتباينة فحسب.

أولاً- لغة وتدوين وإملاء الشِّعر

 النَّبطي وشعر العتابا:

إنَّ التقارب والتشابه بين لهجتي الشِّعر النَّبطي وشعر العتابا لا يمنعنا من تقصي المزيد من عوامل التشابه والاختلاف.

يقول الباحث الدكتور غسان الحسن معرِّفاً لغة هذا الشِّعــر: «لغة الشِّعر النَّبطي هي اللهجة البدوية عامة والنجدية خاصة، هذه اللهجة التي لم تبتعد عن أصلها الفصيح بمقدار ابتعاد اللهجات الأخرى الحضرية، رغم أنها مثلها، تحللت من قواعد الإعراب وحركاته، وطرق التصريف والاشتقاق وقوالبها، ومعروف أن اللهجة البدوية في جميع أقطار العروبة تقترب بعضها من بعض إلى درجة تكاد تجعلها لهجة واحدة، كما أن اللهجة البدوية أقرب اللهجات العربية إلى الفصحى الأم؛ لأسباب كثيرة أهمها: انعزال البوادي العربية التي تعيش فيها هذه اللهجات، وبعدها النسبي عن الاختلاط بغير العرب من الأمم، وتمتاز اللهجة البدوية عن غيرها بإيقاعها الذي يقترب من الإيقاع الفصيح، وفي غالب الأحيان لا تحتاج الكلمة لكي تعود إلى إيقاعها السليم سوى تحريك ساكن طارئ على أحد حروفها، مما جعل الشعر النبطي المكتوب بها شديد قرب الإيقاع من الشعر الفصيح، وجعله سهل التقطيع والوزن بميزان الشعر التقليدي وتفاعيله الخليلية»(1).

أما شعر العتابا؛ فهو ينظم باللهجة الفراتية الجزيرية المنتشرة في الجزيرة الفراتية الواقعة ضمن أراضي العراق وسورية؛ وهي كاللهجة البدوية من أقرب اللهجات العربية إلى اللغة الفصحى.

إنَّ لغة شعر العتابا جزلة، فخمة، شديدة الدلالة والإيحاء، تعبِّر عن معانٍ عديدة بألفاظ قليلة وجمل مموسقة، إلاَّ أنه تعترضنا مشكلة غرابة بعض الألفاظ التي لم نعثر عليها في الموسوعات اللغوية، لكن هذا لا ينفي عروبة هذه المفردات التي نعتقد أنها من القليل الباقي من لغة حِـمّْيَر القديمة.

وفيما يلي إيضاحات لبعض الحروف وحركاتها الصوتية الواجب مراعاة لفظها في شعر العتابا، الذي سندوِّنه بحروف تحافظ ما أمكن على خصائص اللهجة الفراتية، دون أن نبتعد كثيراً عن رسم حروف اللغة الفصحى، ثم سنقارنها مع الحالات اللفظية البارزة في الشِّعر النبطي:

1- يلفظ حرف الكاف في حالاتٍ عديدة بـﭽـأﭼـأةٍ مدغوماً بين حرفي الشين والجيم، ولفظه قريب من اللفظ الإنكليزي (ch)، مثال: كان: ﭼـان.

2- يلفظ حرف القاف كحرف الجيم المصري، مثال: قلب: لب.

3- يحل حرف الظاء في محل حرف الضاد، ولا يستخدم حرف الضاد لفظياً وإن كان يكتب أحياناً.

4- تلفظ الهاء واواً مرققة في أواخر الكلمات وتدوَّن هاءً متروكة، وتوضع إشارة الضمة على الحرف الذي يسبقها، مثال: قلبُه، تلفظ: قلبو، وتكتب: قلبُه.

5- حرف الألف الذي لا همزة عليه في أوائل الكلمات لا يلفظ، مثال: احباب، تلفظ: حباب.

6- يلفظ حرف الغين قافاً في بعض الكلمات، مثال: غيوم، تلفظ: قيوم.

7- يلفظ حرف القاف غيناً في بعض الكلمات، مثال: قبيلة، تلفظ: غبيلة.

8- يقلب حرف السين ويلفظ صاداً في بعض الكلمات، مثال: السخاء، يلفظ: الصَّخاء.

9- تُلفـظ واو الجماعة في أواخر بعض الكلمات ميماً، مثال: لبسوا، تلفظ: لبسم.

01- تبدَّل الهمزة بحرف الياء في بعض الحالات، مثال: ذئب، تلفظ: ذيب.

11- يتم حشد أكثر من كلمتين في كلمة واحدة، مثال: من أين لك، تصبح: منيلَّك.

21- تحذف الهمزة من أواخر بعض الكلمات، مثال: السَّماء: السَّما.

31- تحذف الأسماء الموصولة أحياناً وتنوب عنها اللام المضعَّفة، مثال: الذي أُحبُّه، تصبح: الَّأَحبُّه.

41- تحذف أسماء الإشارة أحياناً وتنوب عنها هاء التنبيه، مثال: هذا الحلو، تصبح: هالحلو.

51- يكتب حرف الشين (ش) للاستفهام، مثال: ش تريد.

61- يحذف حرف النون من أواسط بعض الكلمات عند اللفظ، مثال: عندكم، تلفظ: عدكم.

ويتطابق شاعرالقصيدة النبطية في لفظ بعض الحروف مع شاعر العتابا، لا سيما في الحالات الأولى والثانية «حيث يبقى حرف القاف برسمه المعتاد، لكنه يلفظ كمثيلـه في شعر العتابا جيماً مصريــة»، والثالثة، والرابعـة، والخامسة، والثامنة، والعاشرة، والحادية عشرة، والثانية عشرة، والثالثة عشرة، والرابعة عشرة، والخامسة عشرة.. ويفترقُ عن شاعر العتابا في الحالات السادسة والسابعة والتاسعة والسادسة عشرة.

ويفترق شاعر القصيدة النبطية عن شاعر العتابا بقلب حرف الجيم ياء، مثل: رجَّال، تكتب وتلفظ: ريَّال. قال الشَّاعر الراحل سالم بن علي العويس:

الأوَّل هــــــويــت وييتـــــــك

من خاطرٍ ولـهـان

واليوم أنا خليِّتك

من خلاَّك الزمـــــــان(2)

فكلمة «ييتك» العاميَّة محرَّفة عن كلمة «جئتك» الفصيحة، حيث قَلَبَ الشَّاعر الجيم إلى ياء والهمزة إلى ياء، وفيما يلي شواهد على بعض النماذج المقارنة من الشِّعر النبطي وشعر العتابا تتضمن بعض الحالات اللفظية السابقة.. قال الشَّاعر الراحل أحمد بن حميد في وصف الهجن:

كم اقطعن دوٍّ مهاضيب

جفر أو فيه الذيب حيران

ابـﭽـي ابدمع يريه امديب

على اويني ما زال هتان(3)

ونلاحظ في البيت الأول أن الشَّاعر قد قلب الهمزة في كلمة «الذئب» فكتبها ولفظها ياء «الذيب»، وفي البيت الثاني بدَّل الشاعر حرف «الكاف» بحرف «ﭽ» وكتبه ولفظه بـﭽـأﭼـأةٍ مدغوماً بين حرفي الشين والجيم، إذ حوَّل «بكي» إلى: «ابـﭽـي»، وفي حين استخدم قدامى شعراء القصيدة النبطية هذا الحرف العامي في أشعارهم، فإن الشُّعراء المعاصرين أخذوا يكتبون حرف الكاف كما هو، ولكنهم واظبوا على لفظه بـﭽـأﭼـأةٍ لا تخفى، وفي البيت الثاني أيضاً نجد أن الشاعر قد كتب كلمة «بدمع» مسبوقة بحر الألف الذي لا همزة عليه «ابدمع» دون أن يلفظه.

وجميع الحالات اللفظية الثلاثة السَّابقة تكثر في شعر العتابا، قال أحد شعرائها المجاهيل:

أريد أبــﭽـي على روحي وناحاي

الدنيا ظاكَت بعيني وناحاي

أخويا الما نفعني بيومٍ وناحاي

ماريدوا يوم ردَّات التراب (4)

  معاني الألفاظ والتركيب:

وناحاي: وأنوح.

وناحاي: وأنا حيّ.

وناحاي: يريد الشاعر أن يقول: والتفتَ ناحيتي.

وفي هذا البيت استخدم الشَّاعر كلمة «أبـﭽــي»، حيث لفظ وكتب الكاف بـﭽـأ ﭼـأةٍ، ولفظ الضاد ظاءً وقلب القاف جيماً مصرية في كلمة «ظاكَت» التي هي في الأصل «ضاقت»، بينما يكتب شعراء القصيدة النبطية هذه الكلمة ومثيلاتها كما هي، ولكنهم يلفظونها على نحو ما يلفظها شعراء العتابا؛ فهم يفترقون في طريقة التدوين ووضع الحركات اللفظية، ويتفقون في طريقة لفظ مثل هذه الحروف وحركاتها اللفظية.

ثانياً - في النشأة وسبب التسمية والتعريف:

أ- الشِّعر النبطي:

يُعدُّ الشِّعر النبطي والمسمَّى أيضاً «الشِّعر البدوي» من أعرق أنواع الشِّعر الشَّعبي العربي، وأكثرها انتشاراً على ألسنة الناس.

ومن أهم أوزانه: المزدوج، والهجيني، والمربع، والهلالي، والسَّامري، والونَّة، والصخري، والردح، والمفرد، والتغرود، والرديوي، والحداء. وكأي فنّ إنساني فقد كانت لنشأته ظروف خاصة، يقول الباحث الدكتور غسان الحسن: «...أما مكان نشوء الشِّعر البدوي فهو البادية العربية، أما زمان نشأته فهو متأخر عن زمن نشأة الشِّعر العامي في الحواضر؛ نظراً لانعزال البوادي العربية وبُعدها عن التأثر بالأعاجم، من حيث المكان ومن حيث طبيعة البدو الذين يميلون إلى المحافظة على القديم، وينفرون من التجديد والبدع، ومع مرور الزمن يبدأ اللحن يتطرق إلى ألسنة البدو، فبدأت تظهر ركاكة في لغة شعرهم، وبدأت تتبلور شيئاً فشيئاً خصائص شعرهم العامي البدوي، إن تاريخ نشأة الشِّعر البدوي يكون هو بالضبط تاريخ انتشار العامية على ألسنة البدو في قلب الجزيرة العربية، وكان تبلوره واستواؤه في نهاية القرن الرابع الهجري وبداية القرن الخامس، أما سبب الربط بين قضية انتشار العامية بين البدو وقضية نشأة الشعر البدوي هذا الربط الوثيق، فراجعٌ إلى كون الشِّعر النبطي البدوي في صورته الحالية شعراً عامياً قبل كل شيء»(5).

والدّكتور غسان الحسن يستند في تأريخه لنشأة الشِّعر النبطي إلى تواريخ ابن خلدون، الذي يشير إلى أن أقدم نصوص هذا الشِّعر إنما تعود إلى ما بين سنتي 448هـ و450هـ.

أما بالنسبة إلى إشكالية تسمية الشِّعر النبطي بهذا الاسم، فإنَّ هذه التسمية ما زالت مثار خلاف بين الباحثين. يقول الدكتور عبدالله العثيمين: «يختلف الكتَّاب في تسمية هذا اللون من الشِّعر متأثرين، فيما يبدو، بظروفهم القطرية الاجتماعية؛ فهناك من سمَّاه بالشعر البدوي، وبخاصة في العراق، وهناك من سمَّى الشِّعر المتحدَّث عنه بالشِّعر العامي، وهذه التسمية أقرب  من سابقتها إلى حقيقته، إذا أُخذ ذلك على أنه لم يتقيد بقواعد اللغة الفصحى في مختلف الأقطار العربية، لكن من الكُتَّاب من يقول إنَّ الشِّعر الشَّعبي هو الشِّعر الذي يردده أفراد الشَّعب بدون معرفة قائليه. والذي يتراءى لي أن سبب تسمية ذلك الشِّعر بالشِّعر النبطي؛ هو أن قائله لم يتقيَّد بقواعد اللغة العربية؛ فأصبح مثله مثل رجل الأنباط الذي لم يكن يجيدها؛ ولهذا فهو شعر عربي محلي، لم يفد إلى وسط جزيرة العرب من خارجها؛ ولأنه شعر عربي فإن تسميته بالنبطي هنا تسمية اصطلاحية فقط»(6).

ونظراً لأنَّ تسمية هذا الشِّعر بالشِّعر النبطي هي الأكثر شيوعاً ورواجاً على أفواه الشُّعراء والباحثين، فإننا قد تبنَّينا هذه التسمية، دون أن يقلل ذلك من أهمية بقية مسمياته الأخرى.

وأما تعريف الشِّعر النبطي، فإننا نتبنَّى تعريف الدكتور غسان الحسن الذي يعرفه بأنه: «شعر تقليدي مقول باللهجة العامية الدارجة، وهو من حيث أُسسه الفنية شديد الشبه بالشِّعر العربي الفصيح»(7).

ب- شعر العتابا

تُعدُّ منطقة الجزيرة الفراتية المحاطة بنهري دجلة والفرات متحفاً طبيعياً كبيراً للآداب والفنون الشَّعبية المختلفة، وهي واحدة من أغنى مناطق العالم بالشِّعر الشَّعبي الشَّفوي؛ الشِّعر الأكثر التصاقاً بحياة الناس وتجاربهم وأحوالهم؛ نظمه في القرون الماضية ارتجالاً شعراء مجاهيل في غالبيتهم العظمى؛ كانوا ينشدونه وهم يعملون في الحصاد، أو في البذار، أو وهم يرافقون مواشيهم إلى الحقول والمراعي، أو وهم يسمرون في أماسيهم، أو وهم يرتحلون من مكان إلى آخر في المناطق شبه الصحراوية في الجزيرة الفراتية.

لقد اعتمد شعر العتابا ومثله سائر أنواع الشِّعر الشَّعبي الفراتي؛ كالنايل والسويحلي والموليِّه واليايوم في انطلاقته وتكوينه وديمومته على الجماعة، وظلَّ متداولاً على ألسنة الناس وفي قلوبهم عبر القرون الماضية إلى أن وصل إلينا، وهو جزء مهم من التراث الأدبي الشَّعبي العربي؛ لما ينطوي عليه من إبداعٍ فني متميز، وشفافيةٍ روحية، وعمقٍ فكري، ورقيٍّ حضاري وإنساني.

ويُعدُّ شعر العتابا من أعرق وأقدم وأهم أنواع الشِّعر الشَّعبي الفُراتي قاطبة، وأكثرها جزالة في المبنى والمعنى، ومما يؤسف له ضياع الكثير من هذا الإبداع الشَّعبي العربي الإنساني في القرون الماضية بسبب غياب التدوين.

ولم يذكر ابن منظور في موسوعته اللغوية «لسان العرب» شيئاً عن شعر العتابا، وإن كنا نفهم من شروحه لـ «عَتَبْ»، «الإعتَاب»، «الاسْتِعْتَاب»، «العِتْبُ» أن شعر العتابا أخذ تسميته من معنى «العِتاب».

ويرى الباحث محمد الحومد أن أغلب مواضيع شعر العتابا «عتابٌ للقدر والناس والحبيب»(8).

ويذهب بعض المعمِّرين إلى أن شعر العتابا أخذ تسميته من امرأة كان اسمها «عتابا»، حيث قيل فيها أول بيت عتابا.. وهذا البيت هو:

عتابا بين لحظي وبين لفتي

 عتابا ليش ولغير ولفتي

آني ما اروح للــاظي ولا افتي

عتابا بالثلاثة مطلكــا(9).

 معاني الألفاظ والتراكيب:

بين لحظي وبين لفتي: بين عيوني وبين أحضاني.

وتبعاً لهذا الرأي يرى هؤلاء المعمِّرون أن شعر العتابا قد نشأ في منطقة الرَّقة إحدى مدن الجزيرة الفراتية على الفرات الأوسط  في الجمهورية العربية السورية، ويورد الفيروزآبادي في «القاموس المحيط» معلومات هامة عن عازف ومغنِّي الربابة ممدود بن عبدالله الربابي الواسطي، الذي عاش في الجزيرة الفراتية في القرن الرابع الهجري. ونظراً إلى أن العزف على الربابة في الجزيرة الفراتية قد اقترن بغناء وإنشاد العتابا، فإنه يمكننا أن نستنتج أن شعر العتابا قد قيل منذ أكثر من ألف عام.

ويتبنى الباحث أحمد شوحان رأياً مشابهاً عبَّر عنه في مقدمة كتابه «ديوان العتابا»(10).

وتُعدُّ عتابات الشَّاعر الكبير عبدالله الفاضل العنزي، وعتابات مجايله الشَّاعر الكبير واوي الخابوري الجبوري هي من أقدم ما وصلنا من أشعار العتابا، إذ تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي.

وقد اشتهر الشاعر عبدالله الفاضل بعتاباته المبدوءة بكلمة «هلي»، ومنها قوله:

هلي عزَّ النزيل وعزَّ من زال

ودوم لهم على الدربين منزال

 عشوب الناس تنبت وهلي عشـب من زل

أخظر ما يبّسُه البارح هوا(11).

 معاني الألفاظ والتراكيب:

من زال: الميت: من زال من على وجه البسيطة.

منزال: منازل.

زل: نبات ساقه طويلة وقصبية ينمو على ضفاف أنهار الجزيرة كالخابور.

ولولا مأساة الشاعر عبدالله الفاضل لما عرفنا بعتاباته أصلاً، ولولا حكاية واوي الجبوري لما عرفنا بعتاباته أيضاً، وإن كانت أقل من عتابات الفاضل.

لقد نظَّم شعرَ العتابا - الذي نرجح على وجه الاحتمال بداية إبداعاته الأولى إلى القرن الرابع عشر الهجري - المئاتُ من الشعراء المجاهيل، وما نعرفه من أسماء بعضهم لا يزيد في أفضل الأحوال عن خمسة في المئة من مجموع عددهم الافتراضي، وشعر العتابا كشقيقه الشعر النبطي كثير الوشائج مع الشِّعر العربي التقليدي؛ إذْ يرد بيته على بحر الوافر وتفعيلاته هي:

مفاعَلَتَنْ مَفَاعَلَتَنْ فعولُنْ

مفاعَلَتَنْ مفاعَلَتن فعولُنْ

ويكون بناء بيت العتابا على ثلاثة أشطر، الكلمة الأخيرة من كل شطر متطابقة مع آخر كلمة من الشطرين الآخرين، مختلفة المعنى بآنٍ معاً؛ أي يتحقق في بيت العتابا الجناس البديعي التام: ثلاث كلمات لها نفس البناء الحرفي مع اختلاف معانيها، ويبقى الشطر الرابع والأخير حراً، ويسمَّى البيت بقافية شطره الرابع والأخير التي تأتي أصولاً وتحديداً ألفا وباء كما في آخر كلمة «عتاب» وعلى نمطها.

وهذا أنموذج عن شكل العتابا الأساسي:

نغط طيرَ الحمام وكَلتْ بْلْيَانْ

شوارب سود جوَّا اللَّحد بِلْيانْ

يحفَّار اللحد ويديك بِلْيَانْ

يا زي تهيل عالغالي ترابْ (12)

وفي هذا البيت كما في سائر أبيات العتابا يتحقق الجناس البديعي التام، وهو متحقق في هذا البيت على النحو التالي:

بَلْيَان: مبتلي.

بِلْيان: اهترأن.

بِليَان: أصابهن البلاء.

وينتشر هذا الشكل الرئيس من شعر العتابا في أنحاء الجزيرة الفراتية كافة، ويتفرع عن هذا الشكل الرئيس عدة نماذج أخرى، منها ما ينتهي شطره الرابع والأخير بألف ممدودة  أو مقصورة.

ثالثاً- سِمَات وخَصائص الشِّعر النبطي وشعر العتابا:

يختص الشِّعر النبطي وشعر العتابا بعددٍ من السِّمات والخصائص المشتركة التي تقربهما من بعض، وتميزهما عن سائر الأشعار الشَّعبية الأخرى في الوطن العربي، ومن هذه السِّمات والخصائص المشتركة:

أ- العراقة والأصالة:

نلحظ بوضوح أثر القرآن الكريم والشِّعر الجاهلي على هذين الشِّعرين، ويبدو هذا الأثر واضحاً أحيـاناً، كما يبدو موجوداً بشكل غير مباشر كمنظومة أسلوبية ومعرفية في أحيانٍ أخرى، وتتوزع عناصر هذا الأثر في أشكالهما الفنية وفي أساليبهما، وفي مضامينهما، وفي مفرداتهما، وفي حساسيتهما، وفي رؤاهما.

وقد تأثر الشُّعراء ببلاغة القرآن الكريم، مثلما تأثروا أيضاً بتعاليمه ومفاهيمه وأفكاره، وتمثلوها في أشعارهم، قال الشَّاعر راشد الخضر متمثلاً فضائل سورة الفاتحة:

محـروز بالسبــع المثانــي

عن كل عذروب وتقصير(13).

ويتمثل الشيخ الشَّاعر حسين الرمضان سورة الفاتحة في رؤية مقاربة ومشابهة يقول:

تهيمّني المثالث والمثاني

على المبعوث بالسبع المثاني

محمد واحد الدنيا وثاني

اثنين كرام ملكَاهم  سـوا(13).

 معاني الألفاظ والتراكيب:

تهيمّني: تزيدني شوقاً.

المثالث والمثاني: سور القرآن الكريم.

السبع المثاني: سورة الفاتحة.

محمَّد: النَّبي محمَّد (صلَّى الله عليه وسلَّم).

ثاني اثنين :الخليفة الراشد الأول أبوبكر الصديق «رضي الله عنه» الذي كان مع الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) في غار حراء.

وفي كثير من قصائد الشِّعر النبطي مقاربات ومشابهات كثيرة مع الشِّعر الفصيح، ومن ذلك قول الشَّاعر النجدي راشد الخلاوي المتوفى في أواخر القرن الحادي عشر الهجري:

فلا بالتمني تبلغ النفس حظها

ولا بالتأني فاز بالصيد طالبه(14)

وفي نظرة مقارنة إلى شعر العتابا، نلحظ بوضوح حضور المفردات الفصيحة، ومضامين الشِّعر الفصيح جنباً إلى جنب مع المفردات العاميّة:

سعيد الحافظ القرآن والدِّين

وسـالـم مـن حـو الرب والدَّين

بالله يا جْمَال الحج ودِّين

سلامي للرسول والصحاب(15)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

الدِّين: تعاليم وشرائع الإسلام الحنيف.

الدَّين: ديون الناس.

ودِّين: خُذْن.

وتكون العتابا الدِّينية لصيقة بالمفردات الفصيحة؛ لتأثرها المباشر بالقرآن الكريم، فضلاً من أن ناظميها هم في غالب الأحيان من رجال الدين؛ ففي بيت العتابا السابق لم نلحظ إلا كلمتين فيهما لحنٌ وهما «حـكوك» وأصلها «حقوق»، وكلمة «ودِّين» والمراد بها كما ذكرنا أعلاه «خُذني».

ب- التكثيف:

هو حالة فنية متقدمة إبداعياً ومعرفياً تسجل للشعر، فـ «كلما ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا»(16) كما يقول النِّفّري.

إنَّ التكثيف يمنح الشعر آفاقاً واسعة، وحضـوراً طاغياً لخلاصات التجربة الشِّعرية والإنسانية، ويشكل التكثيف أحد أهم خصائص الشِّعر النبطي وشعر العتابا. إنَّ شاعر العتابا يلخص لنا قصة طويلة في بيت عتابا واحد مكون من أربعة أشطر، ولنأخذ مثلاً مأساة الشَّاعر الراحل عبدالله الفاضل عندما مرض بالجدري، فتركه أهله في الصحراء وحيداً ومريضاً يواجه الوحوش والمرض والوحشة، إنَّ هذا الشَّاعر الذي فجَّرتْ المأساة عبقريته الشِّعرية يلخص لنا مأساته في تكثيف مدهش في بيت عتابا واحد:

هَلك شالوا علامك حُول يا شيرْ

وخلوا لك عظام الحيل يا شيرْ

يلو تبـﭽـي بكل الدَّمِع ياشيرْ

هَلك شالوا على حُمص وحما(17)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

عَلامَك حُول: مالكَ تلتفت حواليك؟.

يا شير: يا: أداة نداء. شير: اسم الكلب.

يا شير: إشارة.

ياشير: يسيل.

وكذلك في الشِّعر النبطي؛ فالتكثيف من سماته الرئيسية، ولنقرأ ما قاله الشَّاعر الراحل نمر بن عدوان في وصف محاسن زوجته  «وضحة» في تكثيف بديع :

الورد والمسك والريحان والآسْ

الحلُّ والياقوت والدُّر  والماسْ

أهدي لشوقي مُزعَفِ الطول نعّاسْ

اللي بخده نبتة الورد تنغزّ (18)

 إنَّ الأفق الرؤيوي لشعر العتابا والشِّعر النبطي لا متناهٍ وعميق، وعلى درجة عالية من القدرة على الإحاطة والتكثيف والإيجاز؛ حيث تمتلك أشعارهما مرونة فنية عالية، وبراعة أسلوبية، مكنتهما من أن يحققا معادلاً موضوعيـاً صعـباً: منتهى التكثيف وبمنتهى البراعة والدلالة والإحاطة والعمق.

ت- الجهل بالمؤلف والجماعية:

لقد نظم شعر العتابا المئات من الشُّعراء المجهولين في القرون الماضية، ولم يصلنا إلا أقل القليل من أسمائهم الذي يقلُّ عن أصابع اليدين.

ولذلك يُعدُّ شعر العتابا من أكثر الأشعار الشَّعبية العربية جهلاً بأسماء ناظميه، ويعلل الدكتور عبدالحميد يونس ظاهرة الجهل بالمؤلف بقوله: «السبب في إيثار القول على القائل عند الشعب؛ هو غلبة الوجدان الجمعي على الوجدان الفردي، ومن هنا لم تعن الجماعات أو الشعوب بأسماء المؤلفين بقدر ما عنت بالأدب نفسه»(19).

ويتخذ الدكتور غسان الحسن موقفاً مشابهاً؛ إذ يقول: «إن جزءاً من أوزان الشِّعر النبطي وقوافيه، وهي التي تغاير من نواحٍ مختلفة الأوزان والقوافي المعروفة في الشِّعر العربي التقليدي، هي ابتكارات وإبداعات لا يُعرف صاحبها، وتنتمي إلى العقل الجمعي، رغم أنها قد تكون ابتكارات فردية في الأصل، ثم لاقت قبولاً شعبياً؛ لموافقتها حاجات الشَّعب فتبنَّاها وأصبحت جزءاً من تراثه وملكاً جماعياً له»(20).

وما يصدقُ على شعر العتابا يصدق على الشِّعر النبطي، ولا سيما قديمه الذي ينتمي إلى ما قبل القرن العشرين الماضي.. أما الشِّعر النبطي المعاصر فهو في عمومه لشعراء معروفين ذوي دواوين شعرية، أو قصائد منشورة في المجلات والصحف؛ ولذلك سيكثر ذكرنا لأسماء شعراء القصيدة النبطية، وسيقل ذكرنا لأسماء شعراء العتابا الذين هم في غالبيتهم من المجاهيل.

ث- الشَّعبية والمشافهة:

لم يقتصر شعراء القصيدة النبطية والعتابا على فئة اجتماعية واحدة، بل كانوا ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة تمثل الجماعة السكانية، فقد كان منهم: شيوخ القبائل، والأمراء، والقضاة، والرعاة، والفرسان، والعوام.

كما لم يكن هؤلاء الشُّعراء على درجة ثقافية واحدة؛ فلقد كان منهم حفظة القرآن الكريم، وحفظة الشعر العربي الفصيح، وحفظة السِّيَر الشَّعبية، الذين كانوا يُلِمُّون بمعارف متنوعة، كما كان بين هؤلاء الشُّعراء بعض الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.

لقد نظم الشِّعرالنبطي وشعر العتابا بشكل ارتجالي، عفوي، تلقائي، مرتبط بموقف أو حادثة معينة، أو دفقة شعور، أو تكدُّر خاطر؛ ثم أُنشد وحُفظ، حيث تناقله الناس شفاهة فيما بينهم، ولم يدوَّن كما ذكرنا آنفاً إلا في القرن العشرين الماضي، في بداياته بالنسبة للشعر النبطي، وفي أواسطه وأخرياته بالنسبة لشعر العتابا.

ج- الحزن:

يسيطر الحزن على أغلب إبداعات شعر العتابا وبعض إبداعات الشِّعر النبطي، وتعود ظاهرة الحزن إلى أسباب كثيرة مختلفة، يعود بعضها إلى طبيعة حياة أبناء الجزيرة العربية وأبناء الجزيرة الفراتية التي كانت تقوم على الحَلِّ والترحال، الأمر الذي يخلق في نفوسهم لوعات الفراق والهجر والنّوى.

كما تعود أسباب أخرى إلى الظروف الاقتصادية، وصعوبة التكيف مع البيئة الصحراوية الصعبة، فضلاً عن انعكاس الظروف السياسية المتقلبة وانعدام الأمن في القرون الماضية.

ولننظر إلى الشَّاعر الراحل مبارك بن حمد العقيلي (ت عام 1374هـ) كيف يتفطر قلبه من العذاب، ويبكي أطلال دار حبيبته الخالية، تلك الحبيبة التي فجعه رحيلها والتي لن ينساها أبداً، ومما قاله:

على الدار يا عِذَّال لي مدمعٍ سالِ

وارى القلب عن حَلِّها ليس بالسالي

فجيع وليع له مطيعٍ وسامع

 خليع رماه الدهر في تالي التالي (21)

ويطغى الحزن على شعر العتابا حتى ليُعد من أهم خصائصه الكبرى، وحتى في أبيات الحبّ ثمة حزن وأسى،  ومن ذلك قول الشَّاعر الرَّاحل الملاَّ أحمد، وهو من شعراء العتابا في القرن التاسع عشر الميلادي، الذي خاطب نفسه في معرض رثاء ابنه الشاب، فقال:

يمُلَّا أحمد فراكَـ الولف ما هَال

وحدا غيري ترابَ اللَّحد ما هال

آني لحزن عليهم كل ما هَلَّ

الهلال ونسَّمَ الغربي هوا(22)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

ما هَال: ما أشد هوله: ما أصعبه.

ما هَال: ما وارى الجثة بالتراب.

هلَّ: بزغ.

الغربي: نسيم عليل يهبُّ من نواحي الغرب.

ح- القدرة الفائقة على التعبير:

يمتلك الشِّعر النبطي وشقيقه شعر العتابا قدرات فنية مميزة تمكنهما من التعبير بجزالة وانسيابية عن أغراضهما وأفكارهما وموضوعاتهما.

خ- الثقافية والحيوية والمرونة:

إنَّ الشِّعر النبطي وشعر العتابا هو حاصل إبداع العبقرية الشَّعبية العربية التي استمدت معارفها وخبراتها من المحيط الاجتماعي، كما استمدت الكثير من هذه المعارف من القرآن الكريم والتراث الأدبي الفصيح، والموروث الثقافي الشَّعبي، وهو شعر يحفل بخبرات الإنسانية المتراكمة، ويتميز بالمرونة التي أكسبته ديناميكيات مستمرة للتطور والانتقال عبر القرون.

د- الواقعية والصِّدق:

ارتبط الشِّعر النبطي وشعر العتابا ارتباطاً وثيقاً بواقعه؛ فعبَّر عنه أصدق تعبير، كما كان هذا الشِّعر نتاج مواقف وانفعالات، وحادثات واقعية صادقة عايشها الشُّعراء أو لامسوها في محيطهم الاجتماعي.

رابعاً- البلاغة والمحسِّنات البديعية  في الشِّعر النبطي وشعر العتابا:

ينطوي الشِّعر النبطي وشعر العتابا على مجموعة كبيرة من فنون البلاغة الموجودة في الشِّعر الفصيح، ومن هذه الفنون البلاغية التي يشتركان بها على سبيل المثال لا الحصر:

أ- الطِّباق:

وهو فنٌّ بديعي يقوم على وجود كلمتين متضادتين في البيت الشِّعري الواحد، قال سمو الشيخ الشَّاعر محمد بن راشد آل مكتوم: 

ردِّي ظلام الليل عن صبح وجهك

أنا ترى طيفك حرمني منامي

لولا بأني خايفٍ سيف لحظك

ان كان  ما جردت   لاجلـك   حسامي (23)

إنَّ فنَّ الطباق متحقق في الشطر الأول من البيت الأول؛ فكلمتَي «ظلام الليل» مضادتين لكلمتَي «صبح وجهك».

ويكثر توظيف فنِّ الطباق في شعر العتابا أيضاً. قال أحد الشُّعراء المجاهيل:

آني عليل وعلتي من الجدَم اللهَامْ

وربي خالجني مخصوص للهَامْ

آني لسَّحَـن الذرنــوح والهمْ

كل ما عنَّن عليَّ شوفاتَ الحباب (24)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

الجدم: القدم.

للهَامْ: لأعلى الرأس.

للهَامْ: للهم، للألم.

الذرنوح: نبات شديد المرارة. ويقال: دود.

الهم: ألتهمُ.

إنَّ فنّ الطباق يظهر في هذا البيت في شطره الأول في كلمتي: الجِدم «القدم»، والهام «أعلى الرأس» المتضادتين.

ب- التشخيص:

وهو أنسنة الجمادات، ويزخر به الشِّعر النبطي وشعر العتابا، وهذا هو الشَّاعر يعقوب الشامسي يؤنسنُ الليل مضفياً عليه حاستي البصر والسمع؛ وذلك لكي يتمكن الليل كأي إنسان صديق من رؤيته وسماع شكواه؛ فيقول:

ليلي إذا ما أظلم اللِّيل ذكرى

واللِّيل له عندي عيون وآذان(25)

وهذا أحد  شعراء العتابا المجاهيل يؤنسنُ «الـمِيلِ» عــود الكحل فيمنحه الحياة، ويشبهـه بزائر يحسده الشَّاعر؛ لأنه يزور عيون حبيبته؛ فيقول:

خطم ريمَ الحماده وزار عينُه

حسدتَ الميل زار عينُه

يذكرون الـكـرنفل زار عينُه

حدر فـيَّ التراﭼـي واللباب(26)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

خطم: مرَّ.

زارعينه: حدج عينه بنظرة ذات معنى.

الكَرنفل: القرنفل.

فـيَّ: فيئ، ظل.

التراﭼـي: الأقراط.

اللباب: مفردة لبَّة؛ وهي قلادة تتدلَّى من العنق على الصدر.

ت- المناجاة:

وهي مـحاورة ومناجـاة الجمـادات بعد أنسنتها، قال الأمير الشَّاعر عبدالعزيز بن سعود آل سعود مناجياً الشَّمس والقمر:

يا شمس صبح الحب يا نور دنياي

في ليل عمري يا قمر شع مسراك

يا فرحة ايامي ويا عيدها الجاي 

قبل أعرفك كنت أتخيل حلاياك(27)

ويناجي أحد شعراء العتابا المجاهيل الذئب، ويسأله عن حبيبته التي تشبه رئام الغزلان:

أمس ما وِردَن عليك ريام يَذياب

ريام وكَاصدات الوف يذياب

سهيتْ وصابْ دلاَّلي ذُوبداب

وما حسَّيت ألاَّ الشمس تضرب ضحى(28)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

وِردن: وردن الماء.

ريام: مفردها ريم، والرئم: خشف الغزال.

يذياب: يا ذئب.

دلاَّلي: قلبي.

ذُبذاب: نعاس، إغفاءة.

حسيت: استيقظت.

تضرب ضحى: تصبح ضحى.

ث- التشبيه:

يقوم فنّ التشبيه على المقارنة، وتكثر التشابيه في الشِّعر النبطي وشعر العتابا.. قال الشَّاعر الراحل نمر بن عدوان مشبهاً «ثنايا» أسنان ضواحك زوجته «وضحه» بـ «حبِّ الجرناس» حبِّ اللؤلؤ:

وابوثنايا تعِدهنّ حبّ جرناس

يا ريقها يبري عليك مجنّز(29)

وقال أحد شعراء العتابا مشبِّهاً خدود حبيبته بورد «سعنا» البري:

يحجنَّا بفيَّ الغَرب سعنا

لبوخديدٍ يشابه ورد سعنا

أمانة يناهي ان ﭼـان هودجكم ما يســـعـنا

ش علينا ضاكَت فجوج الخلا(30)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

يحجنَّا: يحقُّ لنا.

بفيَّ الغَرب: في ظلِّ أشجار الغَرب.

سعنا: همنا على وجوهنا.

سعنا: زهرة بريَّة.

يناهي: أصلها: يا ناهي: يا حلو.

فجوج الخلا: مناحي الخلاء.

ومن فنون وعلوم البلاغة التي يوظفها الشِّعر النبطي وشعر العتابا: الاستعارة، والمغالاة، والمجاز المرسل، والإيماء، وسواها.

ومثلما يشتركان في كثير من هذه العلوم والفنون، فإنهما يفترقان في فنِّ الجناس، الذي يبدو مقتصراً على شعر العتابا دوناً عن شقيقه الشِّعر النبطي.. وقد أوضحنا هيئة الجناس لدى تعريفنا بشعر العتابا.

أما السَّجع؛ وهو تتابع كلمات أو أشباه جمل لها روي واحد، فيندر توظيفه في شعر العتابا، ويقلُّ في الشِّعر النبطي المعاصر، ولكنه موجود في بعض قصائد الشعر النبطي القديم، قال الشَّاعر الراحل مبارك بن حمد العقيلي:

فجيعٍ وليعٍ لـه مطيعٍ وسامع

خليعٍ رماه الدهر في تالي التالي

فريغٍ لديغٍ ما بْلَغْ بعض مقصده

طريحٍ جريح الروح منزاح الآمالي(31)

خامساً- وظائف الشِّعر النبطي وشعر العتابا:

مثلما للشِّعر الفصيح الكلاسيكي وظائفه؛ فإن للشِّعر الشَّعبي وظائفه، وهي وظائف متعددة ومهمة، وسنجمل الوظائف المشتركة الأكثر أهمية في الشِّعر النبطي وفي شعر العتابا فيما يلي:

أ- الوظيفة الأخلاقية:

حضَّ الشعر النبطي وشعر العتابا على مكارم الأخلاق الفاضلة في الصدق، والوفاء، والشجاعة، وإسداء النصح، والكرم، والحبِّ، والنجدة، والإيثار، والمروءة... إلخ، وعبر تمثله لكل هذه القيم والسجايا الحميدة؛ ساهم في أداء وظيفة أخلاقية رسَّخت العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين الناس.

لقد انتصر الشُّعراء للخير والأخلاق الفاضلة، عندما حذروا من غوايات الشيطان الرجيم، التي تملأ صدر الإنسان بالوساوس والحقد والشَّر، وفي ذلك يقول الشَّاعر مرشد البذال:

لا تخلِّي الشيطان دايم يقودك

ان طعت راي ابليس للشين وداك(32)

وقال أحد شعراء العتابا المجاهيل محذِّراً من غوايات الشيطان الرجيم:

غواك إبليس هالدجال دلاَّك

بحبل غرور يا مسكين دلاَّك

ولو تتبع امام الرُّسل دلاَّك

على الزينات وافعال التُّـكـا(33)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

دلاَّك: دلَّك على المعصية.

دلاَّك: أسقطك في بئر المعصية.

دلاَّك: أرشدك.

ب- الوظيفة العاطفية والروحية:

الشِّعر النبطي وشعر العتابا يغـذيان الروح، ويسموان بالوجدان، ويهذبان السلوك، ويُحلِّقان بالمشاعر والعواطف في أجواء تطفح بالشفافية والنقاء، وهما في كل ذلك يلبيان مطالب روحية وعاطفية واجتماعية وإنسانية معاً، ويحققان وظيفة روحية كبرى من خلال تمثلهما للمشاعر الإنسانية، وتعبيرهما عن أدق خلجات هذه المشاعر.

لقد كان الشِّعر النبطي وشعر العتابا يُلهبان الوجدان؛ فيملآنه بأجمل المشاعر وأنبلها وأصدقها في سعيٍ متواصل لبناء القيم الروحية للإنسان، ومن هذا الفهم العميق للقيم العاطفية والروحية يقول الشيخ الشَّاعر صقر ابن خالد القاسمي:

ظريف عفيف مستحيل من الخنا

لبيب نجيب ماضيات ضرايبه

حليم فهيم مستقيم على الصفا

حليف الوفا وان شاف لؤم يجانبه(34)

إنَّ مكارم الأخلاق هي غذاء الروح ونبض العاطفة. قال أحد شعراء العتابا المجاهيل مبيِّناً تساميه الروحي والوجداني:

آني ما اخون بالصاحب وغُربيه

 ولا احط بشمايلهم وغُر بيه

آني مثل الرجـب سابج وغربّيه

دوّر عالوليف وما لِكَا(35)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

وغُربيه: وأُغرر به.

وغُربيه: وأطعن به.

سابـج: مركوب من فرس أو ناقة ونحوهما.

غربّيه: اتجه نحو جهة الغرب.

ت- الوظيفة القبلية أو الجماعية:

تتحدَّد أبعاد هذه الوظيفة انطلاقاً من وجدان قبلي جمعي، وتبدو العاطفة القبلية أحياناً ممتزجة بفكرة الديار والوطن.

إنَّ الشِّعر النبطي القديم وشعر العتابا يحافظان على تراث الجماعة وأمجادها ومفاخرها بالمفهوم القبلي حيناً، وبالمفهوم الوطني أو القومي على نحو أقل وضوحاً؛ وأحياناً يمتزج هذان المفهومان، بينما تحضر النزعة الوطنية والقومية والإسلامية في القصيدة النبطية المعاصرة  وشعر العتابا على حدٍّ سواء.

إنَّ الحنين إلى حياة البداوة يحمل في طياته عاطفة قبلية إلى الأهل والديار، وهي صورة للعاطفة الوطنية في الشِّعر النبطي القديم، ومن ذلك قول إحدى فتيات البادية في الزمن القديم:

واشيب عيني من قعودي بقريه

ومن بيقرانٍ ربطها في حلوقها

هنّي بنات البدو يرعن بقفره

ريح الخزامى والنفل في غبوقها(36)

وتظهر في بعض أشعار العتابا عاطفة قبلية كمثيلتها في الشِّعر النبطي، تصل  أحياناً إلى عصبية قبلية لا تخفى، كما في قول الشَّاعر الرَّاحل عبد الله الفاضل العنزي:

عليج الراي من فاضل يديره

وخشم الظرد بالمرهف نديره

غرم ترعى البويظه بكل ديره

غصبٍ عن الشوارب واللحى(37)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

خشم الظد: أنف العدو.

بالمرهف نديره: نقوِّمه بالسيف.

البويظه: اسم ناقة.

سادساً- تشابه واختلاف المفردات الشَّعبية والفصيحة في الشـِّعر النـَّبطي وشـعر العتـابا:

يتشابه قاموس الشِّعر النبطي وقاموس شعر العتابا في عدد كبير من المفردات الشَّعبية والفصيحة، كما أن لكل منهما مفرداته الخاصة التي تميزه عن مفردات الآخر سواء كان منها مفردات شعبية أو فصيحة، ولكن أوجه التشابه في هذه المفردات هو الأكثر شيوعاً.. قال الشَّاعر سالم الجمري:

لعى الجمري على فرقا ضنينه

كما تلعى زليخة عَ الغلام

ثلاث سنين ما وقَّف ونينه

ولا زاد البكا غير الهيام

حبيب الروح يا خِلاَّن وينه

سقاه البين كاسات الحِمـام(38)

من الناحية اللفظية والصوتية يظهر تشابه كبير من نطق الشِّعر النبطي وشعر العتابا، فأبناء الجزيرة الفراتية يقرؤون الشِّعر النبطي بوضوح ويفهمون معانيه، ويمكننا أن نشير في الأبيات السابقة إلى المفردات التي تتداول كثيراً في شعر العتابا، ومن هذه المفردات: لعى، فرقا، ضنينه، ونينه، خلاَّن، وينه، سقاه، البين، الحمام... إلخ.

بيد أنه ثمة فروقات طفيفة في لفظ بعض تلك المفردات، فكلمة «ونينه» وتعني «أنينه» تأخذ في شعر العتابا عدة صياغات لفظية، فتارة تأتي «ونينه» وتارة تأتي «عنينه» وفي كلا المفردتين تحل الواو والعين محل همزة القطع «أ»، قال أحد شعراء العتابا:

كبودي من سُرب البِيض ماعنْ

وروَّن من جليب صليب ماعنْ

آني لا عن عالخُلاَّن ماعن

الهلالي وانحرم نوم الدجى(39)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

البِيض: البيض: النساء الحِسان البيضاوات.

ماعن: ذابن.

روَّن: ملأنَّ.

جليب: قليب، بئر.

صليب: اسم قبيلة قديمة.

ماعن: آنية تُملأُ بالماء.

طاعن: كأنين.

الهلالـي: أبوزيد الهلالي.

ونلاحظ في البيت السابق وجود بعض المفردات التي وردت في أبيات القصيدة النبطية السابقة ومنها «الخُلاَّن» وتلفظ في شعر العتابا بضم الخاء بينما تُلفظ في الشِّعر النبطي بكسر الخاء، وكلمة «ماعن» كأنين وهي المرادفة الفراتية لـ «ونين»، أنين النبطية.

ومثلما تتشابه المفردات، فإنها تتباين أحياناً كما في قول الشَّاعر عبدالله بن سبيل:

الله من عينٍ تهله عباري

تشبه هماليل السحاب اندفاقه(40)

إنَّ مفردات «عباري» و «هماليل» لا وجود لهما في شعر العتابا؛ فكلمة «هماليل» التي تأتي هنا بمعنى «دفق» تتخذ في شعر العتابا عدة مسميات كـ «دفـك» وهي اللفظة الفراتية لكلمة «دفق» الفصيحة و«رشـك» و«ذالوف». قال أحد شعراء العتابا المجاهيل:

غدوا عني ليوث الحرب والشِّيب

 وسطى بي كُبر العمر والشِّيب

عليهم يا دموع العين والشِّيب

يهلَّن مثل ذالوف السَّحاب(41)

 

 معاني الألفاظ والتراكيب:

غدوا: ابتعدوا.

الشِّيب: الشبان.

سطى بي: داهمني.

الشِّيب: بياض الشعر.

الشِّيب: جعلت على هذا الشكل لضرورة اكتمال الجناس التام وأَصلها: واتشب: وتهمل.

ذالوف: دفق.

وتكثر في شعر العتابا وفي الشعر النبطي مشابهات كثيرة في المفردات؛ فكلمة «الضفائر» لها في هذين الشعرين مرادفات كثيرة مثل: «الجعود»، «الذوائب»، «الجدايل». وكلمة «الأكتاف» لها مرادفات عدة منها «المتون».

قال الشاعر الراحل الماجدي بن ظاهر:

تسبى العقول بعودها وجعودها

على المتون سباسب متعثكل(42)

فالجعود «الضفائر» في صورة الشاعر مركونة على المتون «الأكتاف».

وفي البيت التالي من شعر العتابا نجد مثل تلك المفردات ومثل تلك الصورة السابقة:

نِسف جِعدُه على المتنين واسداه

 منظَّم من خيوط الذهب واسداه

أمانه إن مات حلو الطول واسداه

وياي بلحد تانندم سوا (43)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

جِعده: ضفيرته والمراد: ضفيرتها.

المتنين: الكتفين.

واسداه: ونضّده.

واسداه: ومنسوج.

واسداه: وسدوه، سجَّوه.

إن بعضاً من المفردات السابقة تتماثل تماماً كـ «جِعده» و «المتنين» وسواهمـا. ونلحظ في قول الشاعر ذياب بن غانم المزروعي بعضاً من هذه المفردات المتماثلة:

منزلك ما بين روحي والوريد

ومرتعك ما بين عيني والهداب(44)

فالشَّاعر يجعل مرتع حبيبته بين عينه وأهدابها، ومثل هذه الصورة ومفرداتها تتكرر في شعر العتابا أيضاً، قال أحد شعراء العتابا المجاهيل:

حلالي مبسمك والحنچ والعين

يبو طولٍٍ مخزَّي الشيطان والعِيـن

 يناهي انتَ الريم وآني العين

تِرد ما بين جفني والهداب(45)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

العين: العين.

العِين: حواري العِين.

العين: نبع العين.

تِرد: تشرب.

ولعل من أهم السِّمات الأسلوبية المميزة لهذه الأشعار أنها تبدأُ في كثير من الأحيان بذكر عبارات التحية والسلام، ومن ذلك قول الشاعر هادي ابن مسعود في ردِّه على قصيدة الشاعر سعيد بن مصلح الأحبابي:

يا مرحبا يللي بالامثال مفنود

أمثال حكمه والمبادي رشيده

أرسلت لي من صفوة الفكر منشود 

واحييت في نجواك روحٍ شهيده(46)

وكذلك في شعر العتابا، فقد بدأ بعض الشُّعراء عتاباتهم بالتحية والسلام التي أزجوها إلى محاوريهم أو أهلهم أو أحبابهم. قال الشاعر نوري ناصيف:

سلام أرسل لخُلاَّني مع الشُّوح

ولا ينفع مناداتي مع الشُّوح

يا خُلِّي لا تلوموني معي شح

النظر من يوم فاركَـنا الحباب(47)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

مع الشُّوح: مع طائر الباشق.

مع الشُّوح: مع التلويح.

ومن المشابهات الأسلوبية الأخرى هو بدء شعراء القصيدة النبطية وشعراء العتابا أبياتهم بعبارات الترحيب كـ «هلا». قال الشَّاعر الراحل الأمير عبدالله الفيصل:

هلا باللي لـه الخافق يهلِّي

من الفرحه وروحي به تهلِّي

إلى شفته ولو بالنفس ضِيقه

تفرَّج كل همي واضمحلِّي(48) 

وقال شاعر العتابا الرَّاحل الـمُلاَّ ضيف الجبوري:

هلا يمن نباكم طيِّبنَّا

لئن معانيكم لجرحي طيَّبنَّا

مودتكم غميجه وطيَّ بنَّا

بكَـلبي وﭼـلَّسوها من حصى(49)

 معاني الألفاظ والتراكيب:

نباكم: خبركم.

طيِّبنَّا: يطيب لنا.

طيَّبنَّا: جعله يشفى.

غميجه: عميقة.

وطيَّ بنَّا: وكبناء البنَّاء.

ﭼـلَّسوها: أسسوا أساسها. 

ونلاحظ أنَّ شعراء العتابا يؤثرون استخدام مرادفات كـ «دلاَّلي» و«دليلي».

في إشارتهم إلى القلب كما في أول كلمة من الشطر الرابع من بيت العتابا السابق، ويغلب على شعراء القصيـدة النبطية استخدامهـم لـ «الخافق» و«الخفوق» في إشارتهم إلى القلب، كقول الشيخ الشَّاعر محمد بن إبراهيم البراهيم:

من عرفتك بالغلا وانتي هي انتي

بالمشاعر طول عمري لين أموت

ما نسيتك صنت حبَّك يوم صنتي

صدقيني في خفوقي ما يموت(50)

فالمُشَابهات المُجمَّعة بين الشِّعر النَّبطي وشعر العتابا هي أكثر بكثير من التباينات المفرِّقة، ولا سيما في المفردات والأساليب واللغة والسِّمات والمحسِّنات البلاغية والوظائف والتعريف، ومرجعيتهما الفولكلورية الواحدة إلى الأدب الشعبي.

 

الهوامش

مراجع والمصادر

(1) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م.

(2) العويس، سالم بن علي: قصيدة «عذر ولسان»، مجلة الصدى، جواهر، العدد 99، الأحد 18 فبراير / شباط 2001م.

(3) ابن مسعود، محمد: صدى الماضي، مجلة الصدى، جواهــر، العدد 105، الأحد 11 أبريل / نيسان 2001م.

(4)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي.، دار اليازجي، دمشق 2002.

 (5) د. العثيمين: الشعر النبطي مصدر لتاريخ نجد، مجلة الحرس الوطني، السعودية، سبتمبر 2000م.

 (6) الحومد، محمد: قبسات من الشعر الشعبي الفراتي، دار الصفدي، دمشق 1995م.. 

 (7) شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م.

(8) أبوشهاب، حمد خليفة: مجلة الصدى، جــواهـر، الإمـارات، الأحـد 22 أبريل 2001.

( 9) النِّفري: مواقف، دار منارات، عمان، الأردن، بلا تاريخ.  

 ( 10)  د. يونس، عبدالحميد: دفاع عن الفولكلور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1973.

(11) المكتوم، محمد بن راشد: من الفارس الملثَّم إلى شيما، صحيفة البيان الإماراتية، من الشعر الشعبي، 22 فبراير 1997م.  

 (12) الشامسي، يعقوب: قصة وعنوان، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي 18أبريل 1998م.

 (13) آل سعود، عبدالعزيز بن سعود: عطشان في حبك، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي، 18 أبريل 1998م. 

(14) ا لبذال، مرشد: مجلة الحرس الوطني، العدد 201، مارس 1999م. 

(15) د. الصويان، سعد بن عبدالله: صحيفة الجزيرة السعودية، مدارات شعبية، العدد 10228، 29 سبتمبر 2000م. 

 (16) الجمري، سالم: مجلة الصدى، جواهر، العدد 107، الأحد 15 أبريل ،فبراير 2003.

(17)  ابن سبيل، عبدالله: مجلة الصدى، جواهر، الأحد 19 نوفمبر 2000م.

(18)  ابن ظاهر، الماجدي: مجلة الصدى، جواهر، 11 مارس 2001.

 (19)  المزروعي، ذياب بن غانم: مجلة الصدى، جواهر، الأحد 29 يوليو 2001م.

 (20) ابن مسعود، هادي، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي، السبت 8 يونيو 1996م.

(21)  الفيصل، عبدالله: قصائد حب، إعداد عبدالله بن حمير القحطاني الشركة المتحدة للطباعة، الرياض1982.

(1) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص6 .

(2) العويس، سالم بن علي: قصيدة «عذر ولسان»، مجلة الصدى، جواهر، العدد 99، الأحد 18 فبراير / شباط 2001م، ص109.

(3) ابن مسعود، محمد: صدى الماضي، مجلة الصدى، جواهــر، العدد 105، الأحد 11 أبريل / نيسان 2001م، ص127

(4)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص 15..

(5) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص20.

(6) د. العثيمين: الشعر النبطي مصدر لتاريخ نجد، مجلة الحرس الوطني، السعودية، سبتمبر 2000م، ص13. 

(7) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص6.

(8) الحومد، محمد: قبسات من الشعر الشعبي الفراتي، دار الصفدي، دمشق 1995م، ص40. 

(9)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص 45.

(10) شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص10.

(11) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص69.

(12)  نفسه، ص98.

(13) أبوشهاب، حمد خليفة: مجلة الصدى، جــواهـر، الإمـارات، الأحـد 22 أبريل 2001 ص109.

(14)  شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص136.

(15)  د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص8.

(16) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص123.

(17) النِّفري: مواقف، دار منارات، عمان، الأردن، بلا تاريخ ،ص76.  

(18)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص187.

(19) فاضل، إبراهيم: في الأغنية الشعبية، وزارة الثقافة، دمشق 1980م ص56.

(20)  د. يونس، عبدالحميد: دفاع عن الفولكلور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1973م، ص108. 

(21) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص12. 

(22) أبو شهاب، حمد خليفة: مجلة الصدى، جواهر، الإمارات، الأحد 22 أبريل 2001 ص109. 

(23)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي ،ص 245.

(24) المكتوم، محمد بن راشد: من الفارس الملثَّم إلى شيما، صحيفة البيان الإماراتية، من الشعر الشعبي، 22 فبراير 1997م.  

(25)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص255.

(26) الشامسي، يعقوب: قصة وعنوان، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي 18أبريل 1998م.

(27) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص258.

(28) آل سعود، عبدالعزيز بن سعود: عطشان في حبك، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي، 18 أبريل 1998م. 

(29) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي ،ص 233.

(30)  فاضل، إبراهيم: في الأغنية الشعبية، وزارة الثقافة، دمشق 1980م ص14.

(31)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص 212.

(32) أبوشهاب، حمد خليفة: مجلة الصدى، جواهر، الإمارات، الأحد 22 أبريل 2001 ص109.  

(33) البذال، مرشد: مجلة الحرس الوطني، العدد 201، مارس 1999م، ص98.

(34) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص237. 

(35) د. الحسن، غسان: من الشعر الشعبي الإماراتي، تقديم علي أبوالريش، كتاب الزهرة 6، الإمارات العربية المتحدة، نوفمبر 1999م، ص12.  

(36) بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص 244.

(37) د. الصويان، سعد بن عبدالله: صحيفة الجزيرة السعودية، مدارات شعبية، العدد 10228، 29 سبتمبر 2000م. 

(38)  شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص279.

(39) الجمري، سالم: مجلة الصدى، جواهر، العدد 107، الأحد 15 أبريل 2001م، ص109.

(40)  شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص297.

(41)  ابن سبيل، عبدالله: مجلة الصدى، جواهر، الأحد 19 نوفمبر 2000م.

(42)  شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص283.

(43)  ابن ظاهر، الماجدي: مجلة الصدى، جواهر، 11 مارس 2001، ص119.

(44)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي.

(45)  المزروعي، ذياب بن غانم: مجلة الصدى، جواهر، الأحد 29 يوليو 2001م.

(46)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص136.

(47) ابن مسعود، هادي، صحيفة البيان، من الشعر الشعبي، السبت 8 يونيو 1996م، ص11.

(48)  شوحان، أحمد: ديوان العتابا، مطبعة النهار، حلب 1986م، ص222.

(49)  الفيصل، عبدالله: قصائد حب، إعداد عبدالله بن حمير القحطاني، ص153.

(50)  بركو، عبد محمد: أشعار وأغاني العتابا والنايل والسويحلي، ص178.

أعداد المجلة