قبول الآخر.. والتسامح معه
العدد 12 - التصدير
إنه لمن دواعي سروري أن أكتب تصدير العدد الثاني عشر للعام الرابع من مجلة (الثقافة الشعبية) الفصلية المتخصصة في الفولكلور العربي والثقافة العربية، والتي استطاعت أن تصل إلى كثير من القراء على امتداد العالم.
هذه المجلة التي تؤكد على الرؤية الثاقبة لصديقي رئيس التحرير علي عبدالله خليفة والعاملين معه، فله الفضل في ارتقاء المجلة إلى مستويات مرموقة بين مثيلاتها من المجلات العلمية الرصينة في عالمنا اليوم، ويمكن تلمس ذلك من خلال الأعداد التي صدرت حتى الآن.
ان المنظمة الدولية للفن الشعبي تقديراً وعرفاناً منها لهذا الجهد الكبير، آزرت بشكل غير محدود المجلة ورئيس تحريرها، ففي كل عدد تبادر المجلة بوضع شعار وعنوان المنظمة الدولية على صدر صفحاتها، مما كان مبعثاً لامتنان العديد من الأفراد والمؤسسات الأعضاء في المنظمة.
مما لا شك فيه أن مجلة (الثقافة الشعبية) ما كان لها أن تحقق كل هذا النجاح دون الرعاية السامية التي حظيت بها من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، الذي أكد جلالته عبر هذا الدعم الذي لم ينقطع عن التزامه بالحفاظ وحماية التراث الشعبي لوطنه وشعبه. إن مثل هذا الدعم الكبير قلّ نظيره في العالم، وهو بالتأكيد موضع تقدير أعضاء المنظمة الدولية للفن الشعبي بل وقراء المجلة على حد سواء.
في هذا العام ستحتفي المنظمة الدولية للفن الشعبي بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسها، فقبل ثلاثين عاماً قام أربعة رجال بوضع حجر الأساس لما صار اليوم أكبر المنظمات غير الحكومية، من أجل الارتقاء بالفنون والثقافة الشعبية. إن عائلة المنظمة تتكون من أكثر من أربعة آلاف ومائتي عضو ومؤسسة ينتمون لمائة وستين بلداً. وهؤلاء هم الراقصون والموسيقيون والنحاتون والأكاديميون ورواة الحكايات والممارسون للطب الشعبي ومنظمو الاحتفالات، والفولكلوريون المحترفون والهواة، وهم يمثلون أرفع المستويات الحكومية والفردية.
قبل عشرين عاماً وطدت المنظمة الدولية للفن الشعبي علاقتها المثمرة مع منظمة اليونسكو التي اعتمدتها في أكتوبر عام 2009 لتقديم خدمات استشارية للجنة البيئية غير الحكومية والمناط بها تنفيذ معاهدة 2009 لحماية التراث الثقافي غير المادي. ليس هذا فحسب، بل أضافت اليونسكو أربعين من العلماء والأكاديميين وأعضاء الهيئة العلمية لمجلة الثقافة الشعبية، أي أكثر من أي عدد تم اختياره من منظمة واحدة، إلى قوائم خبراء التراث الثقافي غير المادي في المنظمة. والكثير من هؤلاء الخبراء هم مساهمون وقراء وأعضاء في هيئة تحرير مجلة (الثقافة الشعبية)، وهذا نموذج آخر للتعاون الخلاق بين هذه المطبوعة والمنظمة الدولية للفن الشعبي.
لقد اجتمع أعضاء المنظمة في أكتوبر من هذا العام في مدينة (نانجين) بالصين تزامناً مع احتفالية شباب المنظمة، ولاشك أن هذا المهرجان كان فرصة مؤاتية للشباب ولنا للاحتفال بالعيد الثلاثين للمنظمة، وكان من بين المشاركين في هذه الاحتفالات قراء المجلة الكثر إلى جانب أعضاء هيئة التحرير.
إن التعاون الماثل بين المنظمة والمجلة يقدم نموذجاً يحتذى به للآخرين في تعامل مؤسستين بأهداف مختلفة لتحقيق الطموحات العظيمة.
إننا كشركاء - المنظمة والمجلة – سنواصل تقديم قبول الآخر، بل والتسامح معه.
مرحباً بكم في مجلة (الثقافة الشعبية).