فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

ظاهرة الحسد

العدد 26 - عادات وتقاليد
ظاهرة الحسد
كاتب من سوريا

الحسد والغبط
الحسد: هو أن يرى الرجل الحاسد لآخر نعمة فيتمنّى أن تزول عنه، وتكون له دونه، أمّا الغبط فهو أن يتمنّى أن يكون له مثلها، ولا يتمنّى زوالها عنه، وقال الزهريّ: الغبط ضرب من الحسد، وهو أخفّ منه، ألا ترى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا سُئل: هل يضرّ الغبط؟ يقول: «نعم كما يضرّ الخبطُ»، والخبطُ ضرب ورق الشجر حتّى يتحاتّ عنه، ثمّ يُستخلف من غير أن يضرّ ذلك بأصل الشجرة وأغصانها.

وقيل: الحسد تمنّي زوال نعمة من مستحقّ لها، وربّما كان ذلك مع السعي في إزالتها، ولا يمكن لنا أن ننكر الحسد، فقد ذكره الله تبارك وتعالى في مواضع من القرآن الكريم فقال:
((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير))(البقرة: 109)
وقال تعالى:((أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله))  (النساء:54)
وقال تعالى:((سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا))(الفتح:15)
وقال تعالى:((ومن شر حاسد إذا حسد))   (الفلق:5).
كما صحّت الأحاديث فيه عن الرسول صلى الله علية وسلم، قال: «العين حقّ ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استُغسلتم فاغتسلوا»(مسلم: 5702)، وقد يُحسد المال أو الجاه أو الصحّة أو المنصب أو الجمال، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم، ولا جِلْدُ مُخبّأة! فما أن لبط به، فأُتي به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً! قال: «من تتّهمون به؟» قالوا: عامر بن ربيعة، قال: «علام يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة» ثم دعا بماء، فأمر عامراً أن يتوضّأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصبّ عليه،  قال سفيان، قال معمّر عن الزهري: وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه (ابن ماجه: 3509).
وروى البزار عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «أكثر من يموت من أمّتي بعد كتابه وقضائه وقدره بالأنفس»، قال البزار يعني بالعين، وقالت أسماء بنت عميس للنبي صلي الله عليه وسلم: يا رسول الله إنّ بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم؟ قال: «نعم فلو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين».
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: «العين حقّ ويحضرها الشيطان وحسد ابن ادم»، وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمن يغبط والمنافق يحسد»، وروي: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أُوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحقّ، فقال رجل: ليتني أُوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل» (البخاري:5026).
وروى سالم عن أبيه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل أتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» (البخاري: 7529)، وسئل أحمد بن يحيى عن معنى هذا الحديث فقال: معناه لا حسد لا يضرّ إلاّ في اثنتين، وهو أن يتمنّى الرجل أن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه أناء الليل وأطراف النهار، أو يتمنّى أن يرزقه الله مالاً ينفق منه في سبيل الخير، ولا يتمنّى أن يُرزأ تالي القرآن في حفظه، أو صاحب المال في ماله.
وكان عمر بن الخطاب يقول: نعوذ بالله من كلِّ قدرٍ وافقَ إرادةَ حاسدٍ.
وقيل لأرسطاطاليس: ما بال الحسود أشدُّ غمّاً؟ قال: لأنّه أخذ بنصيبه من عموم الدنيا، ويضافُ إلى ذلك غمّه لسرور الناس.
والحسد صفة ذميمة متمكّنة في كثير من النفوس، وعلى الإنسان الصالح أن لا ينظر إلى الناس ومقتنياتهم نظرة حسد.

الحسد في اللغة:
في شرح الشفاء للشهاب: أقبح الحسد تمنّي زوال نعمة لغيره لا تحصل له، وفي أساس البلاغة: حسده على النعمة، وحسده نعمة الله، وكلّ ذي نعمة محسودها، وإنّ الحسد يأكل الجسد، والمحسدة مفسدة، وقوم حَسَدَة وحُسّاد وحُسُد، وهما يتحاسدان، وصَحِبتُه فأحسدتُه، أي وجدته حاسداً، والأكابر محسودون، ويقال للمفرد حاسد وحسود، وللأنثى حاسد وحسود بغير هاء.
ويقال: إنّ فلاناً لَعَيونٌ إذا كان يتشوّف الناس ليصيبهم بعين، ويقال: عِنتُ فلاناً أعينه عيناً إذا أصبته بعين، ورجل معين ومعيون إذا أُصيب بالعين، وأصابت فلاناً عينٌ إذا نظر إليه حسود فأثّرت فيه فمرض بسببها، وتعيّن الإبل واعتانها: استشرفها ليعينها، ورجل عيون إذا كان نجيء العين، ويقال للعيون إنّه لنفوس، وما أنفسه أي ما أشدّ عينه، وقد أصابته نفس أو عين، وتقول العامّة عن الحسد: نفس، عين، نظرة، عَرْضة، وقد يحسد الرجل والمرأة والكبير والصغير، وتشترك مع العين والنفس الحواس الأخرى من لمس وشمّ وذوق وسمع، ومن كلامهم: ما خلا جسد عن حسد.

الإنس والجنّ تحسد:
ليس الحسد مقصوراً على الإنس فقط بل يشترك فيه الجنّ أيضاً، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلي الله علية وسلم يتعوّذ من أعين الجن وأعين الإنس، ولولا أنّ الجنّ تصيب الإنسان بالعين لما تعوّذ النبي صلي الله عليه وسلم منها، وقال ابن القيم: العين عينان: عين إنسية وعين جنية, قال شمر بن الحارث الضبيّ:
أتوا ناري فقلتُ منون أنتم
           فقالوا الجنّ قلتُ عموا ظلاما
 فقلت إلى الطعامِ فقال منهم
        زعيم: نحسدُ الإنسَ الطــعامـــا

أقوال وأشعار في الحسد:
قال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف الثقفي: إنّه ليس من أحدٍ إلاّ وهو يعرف عيبَ نفسهِ، فعب نفسك. قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتفعلنّ. قال: أنا لجوج حقود حسود. قال عبد الملك: ما في الشيطان شرٌّ ممّا ذكرت.
قال الشاعر:
أبَتِ الرَّوادِفُ وَالثُّـدِيُّ لِقُمْصِها
         مَسَّ البُطونِ وأنْ تَمَــسَّ ظُهـورا
 وَإذا الرِّياحُ مَعَ العَشِيِّ تَناوَحَتْ
          نَبَّهْنَ حَاسِـدَةً وَهِجْـــنَ غَيُــــورا
رغم أنّ لبيد العامري يقول:
وفي الْحُدُوجِ عَرُوبٌ غيرُ فاحِشَةٍ
      رَيَّا الرَّوَادِفِ يَعْشَى دوَنها البَصَرُ
فجمال هذه الحسناء يصدّ نظر الحاسد، فتسلم من شرّه!
وهذا شاعر شعبيّ لا يحسد إلاّ زوج امرأة بضّة جميلة، ولا يحسد ذا مال فيقول:
أنا ما أحسد الخيّر على كثر ماله
         لو أنّه بحر والبـطّ فيــه يعــوم
لي مال في حمص ولي مال في حلب
         ولي مال قـاطــع ديرة الفيّـــوم
أنا ما أحسد غير راعي بيضا غريرة
         لو أنّه مجرّد ما عليــه هـــــدوم
ع اليوم لو أن راعي المليحة يبيعها
      لأظـــــلّ ليلـــي والنهـــــــار أســــوم
وهذا شاعر شعبي من مرسى مطروح يوصي صاحب فرس أن يخفيها عن الحسود الذي لم يعتد رؤية الخير العميم فيقول:
واريـــــــهـــا عـــــن اللـــــــــي معــــيان
       اللي مــــا عمـــره راعـــى الخيـــر
 قال خفاف بن ندبة في من تعلّق في رقبته التمائم والرّقى خشية العين:
يعقد في الجيد عليه الرُّقى
          من خيفـــةِ الأنفـسِ والـحاسدِ
قال الشاعر:
يا طالب العيش في أمنٍ وفي دعةٍ
         رغداً بلا قتـــرٍ، صفـواً بلا رنقِ
خلّص فؤادك من غلٍّ ومن حسدٍ
               فالغلُّ في القلبِ مثلُ الغُلِّ في العنقِ
قال ابن المعتزّ:
اصبرْ على حسدِ الحسود
            فــــإنّ صبـــــــرَكَ قـــــاتــــلُـــــهْ
كـــــالــــنــارِ تــــأكــــلُ بعضَهـــا
            إنْ لـــــم تجـــدْ مـــا تــــأكـــلُـــهْ
وقال الشاعر:
إن تحسدوني فإنّي غيرُ لائمكم
     قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا
فدام لي ولكم ما بي وما بكم
                 ومـــات أكثــرنا غيـظـــاً بمـا يـجـدُ
أنا الذي تجدوني في حلوقكم
       لا أرتقـــي صعـــداً فيهـــا ولا أردُّ
 وقال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه   
        فالكـــــل أعــــداء لــه وخصـــوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
         حسـداً وبغيـاً إنّـــــــه لـدمــــيــم
وفي نوابغ الحكم: الحسدُ حسكٌ مَنْ تعلّقَ به هلك، ومن دواعي الحسد التكبّر.
وقال ابن حمام:
تمنّى لي الموتَ المعجّلَ خالدٌ
               ولا خير فيمن ليس يعرف حاسده
وقال أبو تمّام الطائي:
وإذا أراد اللـــــــــه نشــــــــر فضيــلةٍ
                 طُـــويَـتْ أتـاح لــــهــا لسان حسودِ
لولا اشتعال النار فيما جاورت
                 ما كان يُعرفُ طيـبُ عُرفِ العـودِ
لولا التخوّفُ للعواقبِ لم تزل
    للحــــاســد النعمى على المحسـودِ
  لبعض الحكماء في الحسد قال بعض الحكماء: الحسد من تعادي الطبائع واختلاف التركيب وفساد مزاج البنية وضعف عقد العقل والحاسد طويل الحسرات.
وقال ابن المقفع: أقل ما لتارك الحسد في تركه أن يصرف عن نفسه عذاباً ليس بمدركٍ به حظًا ولا غائظ به عدوًا، فإنا لم نر ظالماً أشبه بظلومٍ من الحاسد، طول أسفٍ ومحالفة كآبةٍ وشدة تحرقٍ، ولا يبرح زارياً على نعمة الله، ولا يجد لها مزالاً، ويكدّر على نفسه ما به من النعمة، فلا يجد لها طعماً، ولا يزال ساخطاً على من لا يترضّاه، ومتسخّطاً لما لن ينال فوقه، فهو منغّص المعيشة دائمُ السخطة محروم الطلبة، لا بما قسم له يقنع، ولا على ما لم يقسم له يغلب، والمحسود يتقلّب في فضل الله مباشراً للسرور، منتفعاً به ممهلاً فيه إلى مدة ولا يقدر الناس لها على قطعٍ وانتقاصٍ، وقيل للحسن البصري: أيحسد المؤمن أخاه؟ قال: لا أبا لك، أنسيت إخوة يوسف؟ وكان يقال: إذا أردت أن تسلم من الحاسد فعمِّ عليه أمورك.
ويقال: إذا أراد الله أن يسلّط على عبده عدوّاً لا يرحمه سلّط عليه حاسداً.
وقال العتبي يرثي أولاده:
وحـتـى بكـى لـي حـــسـادهـــــم
         وقد أقـرحوا بالـدموع العيـونا
وحسبك من حاد ثٍ بامــــــرئٍ
           يـرى حـاسديـه له راحمـيــنـا
قيل لسفيان بن معاوية: ما أسرع حسد الناس إلى قومك؛ فقال:
إن العـرانين تلـقــــــاهـــا محســــــــدةً
          ولا ترى للئـام النـــاس حُسادا
وقال آخر:
وترى اللبيب محسّــــــداً لـــــم يجترم
         شتــم الرجال وعرضه مشتـوم
حسدوا الفتى إذ لم ينــالـــوا سعيــــــــه
         فالقـــوم أعــــــداءٌ لـه وخصـوم
كضرائــر الحسنـــاء قلــن لــــوجـــهــهـــا
         حسداً وظلـــماً إنـــــــه لـذمــيــم
وقال يحيى بن خالد: الحاسد عدو مهينٌ لا يدرك وتره إلا بالتمني.
وقيل لبعضهم: أيّ الأعداءِ لا تحبُّ أن يعود لك صديقاً؟ قال: من سبب عداوته النعمة.
وقال الأحنف: لا صديق لملولٍ ولا وفاء لكذوبٍ ولا راحة لحسودٍ ولا مروءة لبخيلٍ ولا سؤدد لسيّئ الخلق.
وقال معاوية في استحالة إرضاء الحاسد: كلّ الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمةٍ، فإنّه لا يرضيه إلا زوالها.
وقال الشاعر:
كـل العداوة قد ترجى إماتتهـا
         إلا عداوة من عاداك من حسدِ
وفي بعض الكتب يقول الله: الحاسد عدوٌ لنعمتي متسخّط لقضائي غير راضٍ بين عبادي.
وكان يقال: قد طلبك من لا يقصر دون الظفر، وحسدك من لا ينام دون الشفاء.
وخطب الحجاج يوماً متمثّلاً بقول سويد بن أبي كاهل:
كيف يرجون سقاطي بعدمـا
             جلــــّل الرأس بيــاضٌ وصلـعْ
رب من أنضجتُ غيظاً صدره
              قد تمنّى لـي موتــاً لم يُطـعْ
ويراني كالشجا فـي حلــقـه
                عسراً مخـــرجـه ما يـنتـزع
مزبـــداً يخطـر ما لم يرنـي
                فإذا أسمعته صوتـي انـقمع
لم يضرني غير أن يحسدني
            فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع
ويــحــــيّـيني إذا لاقـــيــــتــــه
           وإذا يخـلــــو لـــه لحــمـي رتــع
قد كفاني اللهُ ما فـي نفســه
                      وإذا ما تكلّف شيئـاً لا يضـع(1)
  وقال بعضهم: الحسد أول ذنبٍ عُصي اللّه به في السماء، يعني حسد إبليس آدم، وأول ذنب عُصي اللّه به في الأرض، يعني حسد ابن آدم أخاه حتى قتله.
وأنشد أبو زيد الأعرابي:
لا تقبل الرشد ولا تــرعــــوي
          ثــانـــــــــي رأس كــــابـــن عــواء
حسدتني حين أفـدت الغنــــى
         مــــا كنـــــــــت إلا كابن حــــــواء
وأنت تقلينـي ولا ذنــــــــب لــــي
         لكنّنــــــي حــــمّــــــــــال أعـبــــاء
من يأخذ النــــــار بأطـــرافـــــه
         ينضـــح علـــــى النــار من الـماء
مرّ قيس بن زهير والربيع بين زياد في بلاد غطفان، فرأى ثروةً وجماعاتٍ وعدداً فكره ذلك، فقال له الربيع بن زياد: إنه يسوءك ما يسرّ الناس؟! فقال له: يا أخي إنّك لا تدري، إنّ مع الثروة والنعمة التحاسد والتخاذل، وإن مع القّلة التحاشد والتناصر.
قال الأصمعي: رأيت أعرابياً قد أتت له مائةٌ وعشرون سنةً، فقلت له: ما أطول الله عمرك! فقال: تركت الحسد فبقيت.
وقال عمر بن أبي ربيعة:
زعموهــا سألــــت جاراتها
              وتعـــرّت يـــوم حــرٍّ تــبـــترد
أكما ينعتنــــي تبصرننـــي
              عمركــن الله أم لا يقتـصـد!
فتضاحكن وقد قلــــن لــها
             حسنٌ فـي كلِّ عيـنٍ مـن تـــود
حسدٌ حملنه من حسنهـــا
            وقديماً كان في الناس الحسدْ
عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: حسد الصديق من سقم المودة(2).

نماذج من الحسد:
   قال الأصمعي: كان عندنا رجلان يعينان الناس، فمرّ أحدهما بحوض من حجارة، فقال: ما رأيت كاليوم قطّ! فتطاير الحوض فقلتين، فأخذه أهله فضبّبوه بالحديد، فمرّ عليه ثانية فقال: وأبيك لقلّما أضررتُ أهلك فيك! فتطاير أربع فلقات، قال وأمّا الآخر فإنّه سمع صوتَ بولٍ من وراء حائط، فقال: إنّك لشرُّ الشخب! فقالوا له: إنّه فلان ابنك. قال: وانقطاع ظهراه! قالوا: إنّه لا بأس عليه. قال: لا يبول والله بعدها أبداً! قال: فما بال حتّى مات.
وقالوا: سمع رجلٌ بقرة تُحلب، فأعجبه صوت شخبها، فقال: أيّتهنّ هذه؟ فخافوا عينه، فقالوا: الفلانيّة  - لأخرى ورّوا بها عنها – فهلكتا جميعاً المورّى بها والمورّى عنها.
وقال الأصمعي: رأيت رجلاً عيوناً، فدُعي عليه فَعُوِرَ، قال: إذا رأيت الشيء يعجبني وجدتُ حرارة تخرج من عيني(3) (4).
وقد فقد خطيب مفوّه صوته عندما استمع إليه حسود، وقال أيوب السجستاني: إني لأترك لبس الثوب الجديد خشية أن يحدث في جيراني حسد، أخرج ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أفضل الناس فقال: «التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد».
وعن عبد الله بن بُسر مرفوعاً: «ليس مني ذو حسدٍ ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا مِنه».
للنبي صلى الله عليه وسلم قال: حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا يسلم منهن أحدٌ الطيرة والظن والحسد» قيل: فما المخرج منهن يا رسول اللّه؟ قال: «إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ».
وقال بكر بن عبد الله: حصّتك من الباغي حسن المكاشرة، وذنبك إلى الحاسد دوام النعم من اللّه عليك.
وقال روح بن زنباعٍ الجذامي: كنت أرى قوماً دوني في المنزلة عند السلطان يدخلون مداخل لا أدخلها فلما أذهبت عنّي الحسد دخلت حيث دخلوا(5).
والعلم ما زال حائراً في تعليل ظاهرة الحسد، وتكلّم العلماء في عصرنا عن أشعة غير مرئية تخرج من عين الحاسد، فتصيب من يحسده، وآخر ما تمكّن العلم أن يصل إليه في هذا الشأن ما أعلنته الجامعات ومعاهد العلم من أنّ العين تخرج منها أشعة تستطيع التأثير عن بعد في الماديّات، وقد تثني النظرة المركّزة قضيب الحديد، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره، فقالت طائفة إنّ العائن إذا تكيّفت نفسه بالكيفيّة الرديئة انبعثت من عينه قوّة سمّيّة تتصل بالمعين(المحسود) فيتضرر.

مرويّات شعبيّة عن الحسد:
  شاهدت امرأة بدويّة نفساء إبل قبيلة عنزة حين مرّت أمامها في طريقها إلى مراتع الجولان، فنظرت إلى الإبل بتلهّف وهي مشتهية لحم جزور، فبركت إحدى النياق، وأخذت تفحص الأرض بأرجلها كالملدوغة، فما كان من أحد الرعاة ذكّاها وتركها، فأخذ الناس يقتطعون من لحمها، وقامت النفساء فأحضرت لها حقّة منها.
   روي أنّ رجلاً أعمى سمع وصف سنام ناقة من إبل قبيلة عقيل بأنّه يشبه الكثيب، فقال للذي وصف سنام الناقة: كوّم لي كوم رمل بحجم سنام الناقة ففعل، أخذ الأعمى يتحسّس كوم الرمل بإشفاق، ثمّ قال للرجل: اذهب واحضر لنا من لحمها، فذهب إلى مرتع الإبل فوجد الرعاة يسلخون الناقة عينها بعد أن سقطت في طور وكسرت، وأحضر من لحمها.
  ولدت امرأة طفلاً، وكانت مجاورة لامرأة عاقر حسود، فأخفت الطفل بعيداً، حين علمت أنّ جارتها ستزورها، ولفّت صخرة صوّان بحجم الطفل، وغطّتها ووضعتها على مرأى من الزائرة المباركة المهنّئة، كشفت عن الصخرة بعد خروجها فوجدتها قد تفتّتت إرباً صغيرة كالرماد.
 خطب أحدهم فتاة، فأخذ يتردّد على أهلها، وأحضّر المهر والملابس والحليّ، وعندما قدمت الجاهة لزفّها رفضت، وأعادوا للخاطب المهر الذي دفعه على أقساط، وكانت هذه الفتاة قد علقت رجلاً آخر فتزوّجته، فكانت كلّما حملت بطفل تسقطه أو يموت بعد ولايته، فقيل لها أنت معيونة، فذهبت إلى خطيبها الأوّل بهديّة، وكان قد تزوّج امرأة أخرى وأنجب أطفالاً، ومكثت في ضيافته ليلة، وطلبت منه المسامحة والدعاء لها بالبركة، فسامحها ثمّ أنجبت أربعة أطفال.
  نظر عيون إلى حصان كان يعدو متقدّماً في مضمار سباق، فعثر الحصان وسقط الفارس، وذهبت المرويّات الشعبيّة إلى أبعد من ذلك، إذ قيل إنّ حسوداً نظر إلى قطار يمرّ لأوّل مرّة على سكّة قطار، فتنهّد الحسود عند مروره فخرج القطار عن سكّته.
  كان رجل يرتقي نخلة ليجني بلحاً في واحة جغبوب، فمرّ به غلام، وسأله أن يرمي له ببلح، قائلاً: “يا عمّ ارمِ لي بلح” فلم يعره انتباهاً، وظلّ الطفل ينادي أسفل النخلة، فتحرّك الرجل ليغيّر مكانه ويقترب من قنو بلح ليقصّه فسقط الرجل مع ما جناه، والطفل لا زال يسأل فقال الرجل: جاك عمّك والبلح.
  شاهد أحدهم زرعاً قد ارتفع ليبلغ حزام الرجل، وقد بدأ الحليب في السنابل وهي تموج مصفرّة كالذهب، وأتى صاحب الزرع إليه في الصباح، وإذ بالسنابل قد يبست وهي فارغة، وشاهد آخر قطيعاً من الأغنام يتبعها كبش ضخم، وإذ بالكبش يسقط على الأرض وكأنّه أصيب بسهمٍ في مقتل.
  كان في قرية حسود قد اشتهر صيته، فشكا إليه صاحب طيور دجاج كان يعيش من تربيتها ترعى في فضاء مفتوح، تهاجمها حدأة بشكل يوميّ، توشك على القضاء عليها، فقال الحسود لصاحب الدجاج، متى تأتي الحدأة؟ قال: مع العصر، قال: جهّز لي غداء مكوّناً من ديكين وأنا أخلّصك من الحدأة، وعندما انتهى الحسود من غدائه، وحامت الحدأة فوق المكان، قال لصاحب البيت نادِ لي أحد أولادك – وكان قد طلب من أبنائه الاختباء وعدم الظهور في حضور الحسود خوفاً من الإصابة بالعين – قال: ماذا تريد منه؟ قال: كي يحضر لك الحدأة عندما تسقط، وإذ به يأتي بالحدأة  وهي لا زالت ساخنة.
  كان أحد المدرّسين يقود سيّارته على أرض مستوية، فمرّ برجل حسود يقف على قارعة الطريق يريد الركوب، فحمله معه إلى المكان الذي يريده على طريقه، كي يتّقي عينه، وما أن نزل الحسود، وانطلقت السيارة تكمل مشوارها، والحسود يتابع انطلاقها، وإذ بها تنقلب عدّة مرّات، فتجمّع حولها السائقون ليجدوا السيارة قد تحطّمت وبها صاحبها وقد فارق الحياة.    

رقى الحسد:
روي أنّه كان إذا اشتكى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتاه جبريل عليه السلام فقال: بسم الله أرقيك، من كلّ داءٍ يشفيك، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد، ومن شرّ كلّ ذي عين.
كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسترقي من العين.
عن سعيد بن حكيم قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه قال: «اللهم بارك فيه ولا تضرّه»  
وعن جابر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس: « ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟ - أي نحيفة - تصيبهم الحاجة؟! قالت: لا ولكن العين تسرع إليهم. قال: «ارقيهم».
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا اشتكى إنسان مسحه بيمينه ثمّ قال: « اذهب الباس ربّ الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلاّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً»
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذات(6).
وعن أمّ سلمة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  لجارية في بيتها رأى في وجهها سعفة بها «استرقوا بها نظرة فاسترقوا لها» (السعفة: سواد في الخدّ، نظرة: إصابة بالعين)(6).
  وكان يأمر العائن فيتوضّأ ثمّ يغتسل منه المعين”
وفي حديث العين: «العين حقّ، فإذا استغسلتم فأغسلوا»(8) . أي إذا طلب من أصابته العين من أحد جاء إلى العائن بقدح فيه ماء، فيدخل كفّه فيه فيتمضمض، ثمّ يمجّه في القدح، ثمّ يغسل وجهه فيه، ثمّ يدخل يده اليسرى فيصبّ على يده اليمنى، ثمّ يدخل يده اليمنى فيصبّ على يده اليسرى، ثمّ يدخل اليسرى على مرفقه الأيمن، ثمّ يدخل يده اليمنى فيصبّ على مرفقه الأيسر، ثمّ يدخل يده اليسرى فيصبّ على قدمه اليمنى، ثمّ يدخل يده اليمنى فيصبّ على قدمه اليسرى، ثمّ يدخل يده اليسرى فيصبّ على ركبته اليمنى، ثمّ يدخل يده اليمنى فيصبّ على ركبته اليسرى، ثمّ يغسل داخلة الإزار، ولا يوضع القدح على الأرض، ثمّ يصبّ ذلك الماء المستعمل على رأس المصاب بالعين من خلفه صبّةً واحدة فيبرأ بإذن الله.
قالت امرأة من بني عامر في رقية لها: أرقيك بالله من نفسٍ حرّى وعين شرّى(9).
قال العتبيّ: سمعت أعرابيّة بالحجاز فصيحة ترقي من العين فتقول: أعيذك بكلمة الله التامّة التي لا يجوز عليها هامّة، من شرّ الجنّ والإنس عامّة، وشرّ النظرة اللامّة، أعيذك بمطلع الشمس، من كل ذي مشي همس، وشر كلّ ذي نظر خلس، وشرّ كلّ ذي قول دسّ، ومن شرّ الحاسدين والحاسدات، والنافسين والنافسات، والكائدين والكائدات، نشرت عليك بنشرة نشار، عن رأسك ذي الأشعار، وعن عينيك ذواتي الأشفار، وعن فيك ذي المحار، وظهرك ذي الفقار، وبطنك ذي الأسرار، وفرجك ذي الأستار، ويديك ذواتي الأظفار، ورجليك ذواتي الآثار، وذيلك ذي الغبار، وعنقك فضلاً وذا إزار، وعن بيتك فرجاً وذا أستار، رششت بماء بارد ناراً، وكان الله لك جاراً(10).
ويعمد الكثيرون إلى التحصن والتعوذ بالتحصينات والأدعية القرآنية والنبوية، والدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه.
يرقي المحسود نفسه صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أيام بالتعويذات القرآنية التالية:
الفاتحة- أية الكرسي- آخر سورة البقرة- الإخلاص- المعوذتين بالإضافة إلى التحصينات النبوية المذكورة اغتسال المحسود بماء غسل الحاسد، وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد على وجه التعيين.
ومن الرقي التي ترد العين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي وكان مجاب الدعوة وله آيات وكرامات بينما كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارهة،  وكان في الرفقة رجل عائن، فما نظر إلى شيء إلاّ أتلفه وأسقطه! فقيل لأبي عبد الله: احفظ ناقتك من العائن، فقال: ليس له إلى ناقتي سبيل، فأُخبر العائن بقوله، فتحيّن غيبة أبي عبد الله فجاء إلى رحله فنظر إلى الناقة فاضطربت وسقطت، فقيل لأبي عبد الله: إنّ هذا العائن قد عان ناقتك، وهي كما تراها تضطرب فقال: دلّوني عليه فدُلّ عليه، فوقف عليه وقال: بسم الله حبس حابس وحجر يابس وشهاب قابس، رُدّت عين العائن عليه، وعلى أحبّ الناس إليه في كلوتيه رشيق وفي ماله بليق ((فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير))فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها.
قال أبو ذؤيب الهذلي:
وإذا الـمنــيّــــــــةُ أنشبـــــــت أظـــفـــــارهـــا
ألفيـــــــــــتَ كـــلّ تميــمــــةٍ لا تـــنــــــــفـــــــع
وللوقاية من حسد الجن حدّث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا: بسم الله».

من الرقى الشعبيّة:
  اعتاد الكثيرون تعليق خرزة زرقاء أو حذوة حصان أو فردة حذاء أو أجراس أو قرون وعظام الحيوانات …. إلخ، ويتم تعليق هذه الأشياء على الآدميين أو المنازل أو السيارات والممتلكات للوقاية من الحسد (العين)، وهذه من التمائم المنهي عنها ففي الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان رسول الله في بعض أسفاره فأرسل لرسوله أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت، فقد كان أهل الجاهلية يعلقون أوتاراً على الدواب اعتقادا منهم أنها تدفع العين عن الدابّة،
ومنهم من يعمد إلى التبّخر بالشبة والأعشاب والأوراق للوقاية أو العلاج من الحسد.
ومن عادات بعض الناس أن يحضروا شيئاً من أشياء العائن، كقطعة قماش من ملابسه، أو خصلة شعر، فتحرق ليشمّ المصاب قتارها، فتساعد على شفائه في اعتقادهم، وإذا تعذّر الحصول على شيء من العائن يأخذون من أثره أي الرمال التي وطئها، ويضعونها في إناء ويصبّون عليها الماء، ويسقون المصاب منه.
تقول راقية شعبيّة: “حوّطتك بالله من مارقات الطريق، ومن قاطعات الفريق، ومن اللي عينها برقا وسنها فرقا” إذ يسود اعتقاد أنّ من كان بين أسنانه الأماميّة فلج، أو كان في عينيه سواد قادح وبياض واضح فإنّه حسود، أو من كان مقطّع العوارض (السوالف) ليس في عارضيه شعر فإنّه يحسد كذلك، ومن رجع للرضاعة بعد أن فطم فإنّه يحسد إذا كبر.
ومن الرّقى الشعبيّة أن يذاب رصاص ويوضع على رأس المصاب بالعين وعاء فيه ماء، ثمّ يصبّ (يطشّ) الرصاص المذاب في الماء، فيتجمّد الرصاص ويتشكّل على هيئة وجه أو جسد الحاسد، ثمّ يلقى الماء والرصاص على مفترق طرق كي يذهب تتناقله الأقدام فيتفرّق خطره على الكثيرين ليتخلّص منه المصاب بالعين.

أمثال شعبيّة في الحسد:
فلسطين: بعرة وعود في عين الحسود.
اليمن، الشام: عين الحسود تبلى بالعمى.
لبنان: معاونة ما بتعينونا، وبالعين تصيبونا.
اليمن: العين قتّالة.
فلسطين: العين تاخذ حقّها حتّى من الحجر.
فلسطين: عينه ترمي الطير الطاير.
الشام: يحسدوا النور على فيّ الحجر.
فلسطين: يحسدوا القرد على حَمَار الطـ... .
الشام: حسد إمّا ضيقة عين؟ قال: من الجهتين.
فلسطين: مثل حاسد وارثه.
لبنان: الحسد بيقطع جسر البيت.  
الخليج، فلسطين: يحسدون الفقير على موتة الجمعة.
فلسطين: الحسود لا يسود، ولا يموت إلاّ مكيود (منكود).
فلسطين: لا تحسد من قال: ربّي عطاني.
فلسطين: اخرج الحسد من قلبك تحلّ القيد من رجلك.
فلسطين: ما يحسد المال إلاّ أصحابه.
كافّة: الحسود لا يسود.
فلسطين: عين الحسود مقلوعة بعود، وعين الجار مقلوعة بنار.
البحرين، الإمارات: من طالع غيره قلّ خيره.
الخليج: الرازق في السما، والحاسد بالأرض.
المغرب: الرازق في السما والمطّاس في الرحبة.
فلسطين: أيش يعمل الحاسد مع الرازق.
الكويت: عين الشاب داب.
مصر، فلسطين: عينه تفلق الحجر (الصخر).
اليمن: العين توصّل الدفن.
الخليج: لولا الحسد ما مات أحد.
العراق: أكثر أهل القبور من العين.
الخليج: أبو عين فارغة.
اليمن: حاسد على باب الجنّة.
فلسطين: حلّ في البلاد الفسد، ولا تحلّ في البلاد الحسد.
فلسطين: عيش بعيش، والحسد ليش.
ليبيا: حاسدين الأعمى على طول عكازه.
الجزيرة، فلسطين: يحسدون الأعمى على كبر عيونه.
فلسطين: ما حسدناهم على أكل الشوي والرقاق يحسدونا على نوم الزقاق.
فلسطين: حسدوا الفقيرة على الحصيرة.
الشام: يحسدوا النور على فيّ الشجر.
فلسطين: اللقمة المنظورة توقف في الزور.
فلسطين: يحسدوا العريان على قلّة شراية الصابون.
فلسطين: غِير من جارك ولا تحسده.
فلسطين: حسدتني جارتي على طول رجليّه.
فلسطين: الحسد عند الجيران، والبغض عند القرايب.
فلسطين، المغرب: عاند ولا تحسد.
سوريّا: الحسد بالأهل والغيرة بالجيران.
الشام: البغض بالأهل والحسد بالجيران.
مصر: الكره من الأهل، والحسد من الجيران.
مصر: يتباهوا بحالهم ويحسدوا جارهم.
سوريا: أنا ما أحسد الغنيّة على مالها، أحسد اللي قضت عمرها مع رجّالها.
فلسطين: أبو ميّة يحسد أبو ثنيّة(عنز أو نعجة).  
قال عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: العداوة في الأهل، والحسد في الجيران، والمودّة في الأخوال.
فلسطين: عينه ما تطيح البلاد (الأرض): في وصف الحسود.
فلسطين: أيش يعمل الحسود في المرزوق.
فلسطين: حسدني البين على كبر شواربي.
فلسطين: الحسود تعبان.  
المغرب: المحساد ما يربح.
تونس: علاش ياخذوك بالعين يا معوج الساقين.
تونس: عين الشيخ جات في الشحمة.
تونس: رزق الحاسد عند المحسود.
تونس: لا حاسد برازق, ولا مبغض بخير.
موريتانيا: جغم الحاسد من القرطوع (الرشفة التي تمنع الشرب).
موريتانيا: الراس إلى عاد عينين  (حسود) يخلع (يزعج).
موريتانيا: اللي ما عور راسه (عينه) تعميه الناس.
ليبيا: العين حقّ ومحمّد حقّ: كما أنّ محمدّاً رسول الله حقّ، كذلك العين.
ليبيا: العينة (الحسد) تقتل الأسد.  
ليبيا: العين ما تغيث حبيب.
ليبيا: ما حسدناهمش في المال، حسدونا في وسعة البال.
ليبيا: ماري ولا تكون حسود: (ماري: اغبط، قلّد).
ليبيا: يحسدوك في دم وجهك.
اليمن: لفّ درّك ولو قلّ، وطفلك ولو ذلّ: اخفِ لبنك، ولو كان قليلاً، وطفلك ولو كان نحيفاً، خوفاً من الحسد.

الهوامش

1 - عيون الأخبار لابن قتيبة: جـ 1 ص 148
2 - ربيع الأبرار للزمخشري جــ1 ص 70
3 - ربيع الأبرار للزمخشري جـ 4 ص 349
4 - الحيوان للجاحظ جـ 2 ص 141، 142
5 - عيون الأخبار لابن قتيبة جـ 1ص 145
6 - ربيع الأبرار للزمخشري  جـ4 ص 355
7 - ربيع الأبرار للزمخشري  جـ4 ص 356
8 - ربيع الأبرار للزمخشري  جـ4 ص 357
9 - ربيع الأبرار للزمخشري  جـ4 ص 358
10 - ربيع الأبرار للزمخشري  جـ4 ص 363


المصادر والمراجع
*القرآن الكريم
*الأحاديث الشريفة
*عيون الأخبار  لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري / دار الكتاب العربي / نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية 1925
*ربيع الأبرار ونصوص الأخبار تصنيف محمود بن عمر الزمخشري/ الطبعة الأولى / دار الذخائر بغداد
*الحيوان لأبي عثمان عمرو بن بحر االجاحظ  دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة 1969

أعداد المجلة