فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

عمارة البيت الشعبي العراقي البيت البغدادي والموصلي أنموذجا

العدد 25 - ثقافة مادية
عمارة البيت الشعبي العراقي  البيت البغدادي والموصلي أنموذجا
كاتب من العراق

 ينظر إلى الثقافة الشعبية على أنها خلاصة الفكر الشعبي للجماعات التي تعيش في مكان ما وينتج عن احتكاكها مع بعضها لون من الإبداع المتعدد في مجالاته والأنواع الدالة عليه.وبذلك تؤسس للثقافة الشعبية مجموعة من الخصائص و الصفات التي تحدد للإنسان نوعا متميزا من السلوك،يقوم على مجموعة من القيم والمثل والمقومات، يرثها ويتمسك بها ويحرص عليها،ويجعل منها هوية له، يعبر من خلالها عن صلته بالمكان وما يستمده منه من خبرات وقيم وسلوك.

وتعد الثقافة المادية جزءا من الثقافة العامة إذ هي صدى لمهارات ووصفات انتقلت عبر الأجيال وخضعت لقوى التقاليد المحافظة منها. كما تعرف الثقافة المادية بأنها (الشيء الملموس والمحسوس بوجه عام أو بمعنى آخر هو تحويل المادة الخام إلى شكل محدد يخدم غرضا لدى الإنسان)، ويتضح لنا من خلال هذا التعريف أن محور الثقافة المادية يعد محوراً أساسياً في الفلكلور وذلك لأنه يشكل جانب الإبداع في هذه الثقافة الشعبية، فهو يغطي جميع إبداعات الفنون التشكيلية والتطبيقية التي منها على سبيل المثال العمارة الشعبية للبيت البغدادي التي أسست على مواصفات خاصة متعلقة بطبيعة المكان وظروفه المادية والبيئة.
من الثابت تاريخيا أن فن العمارة نشأ في العراق منذ أقدم العصور، وقد شهد العالم قبل آلاف السنين نشاط الفرد العراقي في هذا المضمار وكان إبداعه في البناء والإنشاء، رغم قلة مالديه من المواد الأولية، مايبهر الناظر ويستحق كل إعجاب وتقدير، لقد كانت المعتقدات الدينية عند الشعوب التي سكنت بين الرافدين هي العامل المحفز لهذا النشاط والإبداع، فقد كان من واجب كل فرد أن يقوم بخدمة الآلهة التي كان يعبدها ويبني لها المعابد الضخمة ويقدم لها القرابين، وهكذا نرى فن العمارة في العراق أخذ ينمو ويزدهر في المعابد وتتكون شخصيته المميزة له عن غيره من الفنون المعمارية القديمة(1)لفتح حضارة وادي الرافدين، وهي مهد أقدم الحضارات الإنسانية، نافذة على العالم القديم يطل منها المرء على مسيرة التطور الحضاري الذي حققته البشرية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية، ومن تلك الإنجازات الحضارية المهمة بيت السكن والعمران الحضري الذي بدأ في سومر وبابل وما زالت آثاره واضحة في البيت البغدادي العريق، الذي يعكس نموذجا يعود تاريخه الى آلاف السنين.
وتمتد أصول البيت البغدادي إلى البيت السومري الذي هو نتاج حضارة وادي الرافدين التي كونت نموذجا متقدما انسجم بشكل كبير مع البيئة والمحيط وتقنيات البناء وتطور عبر آلاف السنين حتى وصل عبر البصرة والكوفة إلى الشكل الذي يتميز به البيت البغدادي اليوم الذي يظهر بانغلاقه من الداخل وانفتاحه الى السماء عبر الفناء الداخلي.
إن مناخ العراق يتسم بتطرفه عامةً ولاسيما المنطقة الجنوبية منه التي يتميز مناخها بتطرفه الشديد بين فصلي الصيف والشتاء اذ ترتفع درجات الحرارة خلال الصيف الحار إلى ما يقرب من 50%م أو أكثر من ذلك بينما تنخفض في الشتاء إلى الصفر المئوي أو دون ذلك أحيانا، ويتعدى التباين إضافة إلى ذلك إلى اليوم الواحد إذ تتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار، كما أن المنطقة تتعرض إلى رياح حارة محملة بالأتربة ( الغبار) في أغلب أيام الصيف تقريبا(2)، ولكي يتمكن الإنسان من التكيف مع مثل هذه الظروف البيئية المتطرفة لابد له من ابتكار الوسائل والأساليب للحد من تلك المؤثرات وخلق بيئة أخرى مختلفة تناسبه داخل مسكنه لاعلاقة لها بمحيطه العام، وقد استند في تحقيق ذلك على ركائز أساسية منها ما يتعلق بالتصميم( التخطيط ) ومنها باستخدام عناصر عمارية تعالج تطرف تلك العوامل المناخية وتكيّفها لما يناسب رغباته، إضافة إلى معالجات أخرى تتعلق باختيار نوع المواد الأولية التي تناسب البيئة التي يعيش فيها، إلا أن ما يهم موضوعنا هنا هو التصميم والعناصر العمارية لوجود ترابط وظيفي مباشر بينهما في معالجة الظروف المناخية.
لقد حاول البناؤن جعل بناء البيت ملائما لعوامل كثيرة تحدد تخطيطه وشكله،منها المناخ وطرز الحياة الاجتماعية والعائلية والمواد المتوفرة للبناء،فكانت هذه البيوت على أنواع مختلفة،تتغير وتتبدل باختلاف المناطق التي يبنى فيها البيت فالبيت العراقي في الشمال (المنطقة الجبلية )والبيت الموصلي يختلفان عن البيت البغدادي الذي يبنى في المناطق الوسطى ذات الجو الصحراوي(3) .

البيت البغدادي القديم
إن بناء البيوت البغدادية القديمة التي أنشئت في العصر العثماني، تلك البيوت التي لازال بعضها قائما في الأزقة والطرقات الضيقة من بغداد القديمة، حيث تطل الأزقة على التي تطل عليها هذه الدور فضلا عن تعرجاتها الكثيرة وعدم تقيدها باستقامة معينة فهي ضيقة لايتجاوز عرضها مترين، وقد كان هذا الضيق متعمدا وذلك لتقليل تسلط أشعة الشمس المحرقة على المارين في موسم صيف العراق الطويل فصار المارة فيها يشعرون بالراحة عندما يسير في ظل البيوت القائمة على جانبي هذه الطرق الضيقة كما أن الآهلين لم يجدوا حاجة لتوسيع هذه الأزقة طالما هي محددة لمرور المشاة ولا تمر بها العجلات الكبيرة. من الملاحظ أنه بمرور الزمن حافظت المدن والأحياء وبيوت السكن على تنظيماتها العضوية وترابطها الحيوي وارتباطها بتقاليد وطقوس دينية انعكست بشكل متميز بالأزقة الضيقة المتشابكة وتشكيلات أشبه بخلايا النحل التي تكون بمجموعها وحدات سكنية متجاورة ومتداخلة عضويا مع بعضها، كما هي اليوم في بعض أحياء بغداد القديمة(4).

مفردات البيت البغدادي
جاء البيت البغدادي، استجابة لمقتضيات مناخ بغداد، فهو بمثابة خزان ترطيب وتدفئة في الوقت نفسه، لأنه يحتفظ بحرارة هوائه من دون أن يتأثر بالهواء الخارجي، وبهيكله العمراني التقليدي الذي يبنى بالطابوق والجصّ، تدخله من خلال:
1 - باب خارجي كبير مصنوع من الخشب المصقول، تزينه زخارف طولا وعرضا، وفي الأعلى مطرقة معدنية، وتعد الأبواب من ضروريات المسكن لأنها تحفظ حرمته وتمنح سكانه نوعاً من الاستقرار(5)، وقد كانت كثرة الأبواب تدل على سعة المسكن(6)،وتتكون الأبواب من قطعة واحدة فهي فردة وإن كان زوجاً ففيهما مصراعان(7) وتتحرك هذه بواسطة صنارة إما من الحجر وبعضها صخرية، ولعل السبب في تلف الأبواب الخشبية هو ضعفها وعدم مقاومتها للظروف الجوية، وتوجد أمام الأبواب مصطبة (الدجة: )أو ما تسمى بالعتبة وهي تبنى أمام كل باب دار وتكون عادة أعلى من مستوى الشارع. وملاصقة للباب وذلك للجلوس عليها(8) ولمنع دخول الأمطار إلى داخل المسكن(9).تميزت الدور البغدادية بشكل خاص والعراقية بشكل عام بمميزات عديدة، فللدور أبواب خشبية متينة يغلق عليها من الخارج بصفائح البرونز الأصفر(10).
2 - المجاز: وهو ممر ضيق يبلغ طوله عدة أمتار، يؤدي إلى الباحة المكشوفة (الحوش) التي تتوسط الدار، وقد اعتادت العوائل البغدادية أن تصنع ستارا من القماش (بردة) في بداية المجاز لغرض الستر من عين الغريب. وفي منتصف المجاز وعلى اليمين تكون باب غرفة الضيوف وتسمى (ديوه خانة)(11). إن المجاز لا يؤدي إلى الفناء أو الحوش مباشرة بل يوصل إلى رحبة مربعة والرحبة إلى ردهة وتلك تؤدي إلى فناء ذلك حتى لا يتمكن أي عابر خارجي أن يرى داخل البيت(12). إن ازورار المداخل له ما يبرره حيث يمنع بواسطته تعرض فناء الدار من ضوضاء الزقاق(13) ويكون سقفه من الخشب المركوم والمزين بزخارف ونقوش جميلة.
3 - فناء البيت ( الحوش) وهي الباحة المكشوفة أو الفناء الذي يتوسط الدار، وتكون مساحته مفتوحة على كل الغرف المحيطة به. لأنه مصدر النور والهواء، ويعد (الحوش) من أهم مفردات البيت البغدادي القديم.ذكرت المصادر التراثية المعمارية أهمية الفناء أو الحوش في تخطيط البيت باعتباره من أهم المصادر المعمارية المتميزة حيث كان الفناء معروفاً منذ عصور قديمة(14) من الناحية التخطيطية اتبع المعمار ومنذ أقدم العصور نظاما خاصا حاول من خلاله معالجة الظروف المناخية المحيطة به والتي يعد أكثرها تأثيرا فيه هي درجات الحرارة وخصوصا خلال فصل الصيف الحار وكذلك أشعة الشمس المحرقة، فعالج ذلك عن طريق عزل داخل البيت عن المحيط الخارجي وخلق بيئة خاصة به لاعلاقة مباشرة بينها وبين المناخ في الخارج وذلك باستخدام نظام الفناء الداخلي أو ما يعرف بصحن الدار ومحليا في البيوت التراثية ( الحوش )(15).
فالمعمار حاول من خلال الحوش أن يخلق بيئة مناخية داخل منزله مغايرة للمناخ العام في الخارج وذلك بتكوين بيئة مفتوحة داخل البناء تسمح بحرية حركة التيارات الهوائية واستمرار دينامكيتها الحركية في حالة سكون الهواء في المحيط العام بالطريقة المعروفة بالتصعيد أو الحمل(16)، ومفادها خلق تفاوت بين درجة حرارة الطبقات الهوائية مما يؤدي الى اختلاف أوزانها فالهواء البارد الثقيل يحاول أن يهاجم الأماكن الواطئة في حين أن الهواء الحار الخفيف يصعد إلى الطبقات العليا ليخرج من خلال الفتحات الموجودة في أعلى الجدران المحيطة بالفناء(17)ونجمل ما يحققه الحوش في البيت البغدادي بما يلي:
- توزيع الحركة لمرافق البيت وإيصال الهواء والضوء إلى داخله فصحن الدار هو مصدر الهواء والنور لمرافق الدار وغرفه(18).
- أن استعمال الفناء قد ثبت بخاصة كحل مناخي لمعالجة الظروف البيئية الحارة(19) فهو يساعد على خفض الحرارة بسبب الظلال الناتجة عن تقابل أضلاعه وأن تلطيف الجو والتهوية تكون دون تلوث(20).
- وقد استخدم الفناء أو الحوش في فتح النوافذ والمطلات للأجنحة لصعوبة فتحها على الشوارع الخارجية بدرجة كافية للتهوية والإضاءة والإطلال(21).
- الجانب الاجتماعي الذي يحققه الحوش لأنه يعد المكان المفضل الذي تجتمع فيه العائلة وكان هناك ميل لتوسيع ساحة الدار وربما تكون فيه حديقة تروح عن سكانه(22).
- يساعد الفناء أو الحوش على تخفيف الضوضاء من الناحية البيئية وتلطيف جو المسكن بواسطة نافورة توضع في وسطه(23). وإذا كان الحوش واسعا يترك قسم منه بدون تبليط ويرتب فيه حديقة (بقجة)صغيرة تزرع بالأشجار كالرمان والليمون والسدر( النبكة )والورد الجوري والنخيل.
4 - غرف النوم: يكون عددها حسب مساحة البيت، وعدد العوائل التي تسكن هذا البيت، حيث ينام فيها أفراد العائلة وذووهم في فصل الشتاء البارد، أما في الصيف فإنهم ينامون على سطح الدار.
5 -  المطبخ: يقع عادة على يمين الفناء ويتسع لمساحة متوسطة، وقد يكون مفتوحا على يسار الفناء (الإيوان)، وهو مكان جلوس العائلة أو الضيوف المقربين ويكون بناء الإيوان قائما على ثلاثة أعمدة من الخشب، والعمود يسمى (الدنكة). أن البيت الذي لا يحتوي على إيوان لا يعد دارا للسكن ولا تدل هيئته على مكانة ساكنيه المالية(24).
6 - السرداب(25):كان لأكثر البيوت البغدادية سراديب مع اختلاف في السعة والعمق.والسرداب يكون تحت الطابق الأرضي، وينزل إليه عن طريق ست أو سبع درجات(26)،يأوي إليه أفراد العائلة في فصل الصيف بعد الغذاء للقيلولة، أما سقف السرداب فكانت على شكل أقبية وعقادات(27) وللسرداب نوافذ تطل على صحن الدار لغرض التهوية والنور(28).
 وفي السرداب ما يسمى (البادكير)(29)، وهي كلمة فارسية، (الباد) تعني الهواء. والبادكير ممر هوائي تابع للسرداب يعمل على تبريد السرداب عن طريق جلب الهواء من السطح العالي من خلال فتحات خاصة ترتفع عن مستوى السطح وتنتهي بمنافذ عند السرداب.
7 - الكفشكان: هي عبارة عن غرفة صغيرة تقع في الطابق العلوي ارتفاع سقفها لا يسمح بوقوف شخص معتدل، وتستخدم هذه الغرفة لحفظ الأفرشة الزائدة وحاجات البيت التي تستخدم فقط في المناسبات(30).
8 - الأرسي: وهي غرفة كبيرة في الطابق الثاني من البيت تتكون من ثلاثة جدران، أما الرابع فهو عبارة عن واجهة من الشبابيك تطل على فناء الدار وتكون مزينة بزجاج ملون وبأخشاب منقوشة بنقشات عربية جميلة(31).
9 - الشناشيل: وهو المكان الذي يطلّ على الطريق ويكون بمثابة امتداد إضافي لمساحة الدار، وتعقد فيه مجالس أهل البيت، حيث يتحلقون حول السماور وصينية الستكانات لشرب الشاي بعد الغذاء.
من حيث التكوينات للشناشيل فهي غرفة تطل على الأزقة الضيقة بواسطة شبابيك خشبية بارزة كعنصر معماري مهم(32)وإن تشابهت بعض الشيء مع المشربية في بعض الأقطار الأخرى(33). وتبرز أهمية الشناشيل إضافة إلى الجانب المناخي لغرض تخفيف حدة الضوء وإدخال النسيم وتمكين النساء من رؤية الخارج دون أن يكون العكس(34).
وقد تزود هذه الستائر الخشبية بحنيات خارجية توضع فيها قلل الماء لتبريدها كما أن بعض هذه التخريمات تملأ بقطع خشبية لتكون من هذا التخريم زخرفة تدل على ذوق ودراية فنية رائعة(35).ويرجع تسنن الشناشيل إلى سبب وظيفي بحت على عكس ما يعتقده الكثير وليس جمالياً وهو الحاجة إلى تعديل شكل الغرف العلوية وجعلها هندسية منتظمة(36).ولغرض المحافظة على الخصوصية فقد برزت الحاجة لفتح النوافذ على الطرق وبالتالي يتحتم حمايتها بالمشربيات (الشناشيل) فتقي من خلفها عيون الآخرين فيتحقق منع ضرر الكشف(37)من الدور المتقابلة. وكذلك استخدام المدخل المنكسر كعنصر تخطيطي يحقق غرض الوقاية من الكشف(38).
10 - بيت الفراش: غرفة صغيرة في السطح غالبا ما تكون مجاورة للبيتونة تجمع فيها الأفرشة صباحا لحفظها من أشعة الشمس والغبار ويعاد فرشها مساء، وهنا أشير إلى أن هذه الغرفة تستخدم صيفا.
11 - الحمام: ويتألف من غرفتين إحداهما خارجية تسمى المنزع والثانية هي الحمام وتكون أرضية الحمام مغطاة أما بالمرمر أو بالقير بحيث لا يمكن لشخص أن يدخلها وهو حافي القدمين.

البيت الموصلي(39).
 ككل مدن العراق التراثية العريقة فإن الموصل، تشتهر بالأزقة الضيقة والمتعرجة التي تعلوها العديد من القناطر المنفتحة داخل البيوت العتيقة التراثية.
إن أهم ما تمتاز به هذه البيوت هو استخدامها للمواد الأولية المحلية كالحلان والمرمر مداخل الأبواب، وأقواس الأروقة والاواوين(40)، وفتحات الشبابيك وعلى الرغم من بساطة المواد المستعملة في بنائها، فإنها كاملة البناء وذات نسق جميل لا سيما إذا كانت تضم في تصميمها عناصر جمالية مثل النقوش الجدارية المنجزة على المرمر وقد تصاحبها أيضاً بعض الزخارف النباتية والهندسية المتنوعة.. إضافة إلى المنحوتات الحيوانية والبشرية أحياناً، أما من ناحية التخطيط الأرضي لهذه البيوت التراثية فغالباً ما تكون قريبة من تخطيط البيت والقصر والمعبد في مباني العراق القديم، حيث تشكل ساحة البيت وحدة مهمة تطل عليها غرف الفناء الوسطي لتضمن تهوية وإضاءة جيدتين، وإلى جانب هذه المزايا العامة للبيوت التراثية الموصلية فهناك مزايا خاصة في بعض الأزقة وتتمثل في ربط بعض البيوت المتقاربة بقناطر آجرية أو خشبية تصل بينها توطيداً لوشائج التعاون العائلي، كما تتخذ البيوت التراثية من سراديبها مخزناً للأطعمة ومكاناً للراحة والنوم في الصيف والشتاء لميزاتها الخاصة، وغالباً ما تطلى الجدران والأرضية بطبقة سميكة من الجص أو المرمر لتأمين أفضل عزل حراري، وفي السرداب التراثي كثيراً ما نرى مجاري هوائية عمودية تمتد لأعلى السطح تضمن تهوية جيدة ما دام تيار الهواء الساخن يرتفع إلى الأعلى، ونرى أيضا في سقف السرداب عناصر فنية وأساليب معمارية تقليدية مستوحاة من العمارة العراقية القديمة كاستخدام القباب والأقبية والأقواس، ولكن بإضافة عناصر جديدة كالدلايات المتمثلة في إبراز صفوف البناء تدريجياً وفق نسق هندسي جميل لأغراض معمارية استطاع المعمار الموصلي في حينها من الناحية التخطيطية في إنشاء هذه الأزقة والبيوت وتم توظيفها مناخياً وجمالياً على أحسن وجه.
لكل هذا تعدّ البيوت التراثية الموصلية القديمة، نسيج وحدها وممتلكة لسمات خاصة تمنحها قيما جمالية وأخرى عملية الأمر الذي يفضي إلى حقيقة مفادها أن المدن الحية الثرية تمتلك غنى الشخصية وخصوبتها، وتلك هي آية البيت الموصلي التراثي القديم.

تخطيط البيت الموصلي(41)
لا يختلف تخطيط البيت الموصلي عن تخطيط البيوت الأخرى في المدن الإسلامية القديمة، ولكنه يتميز من ناحية مواد البناء ووجود السراديب ذات الاستخدامات المختلفة، فضلاً عن الفن التجميلي الذي يتمثل في استعمال الزخارف المختلفة وقطع الرخام الأزرق الذي تمتاز به مدينة الموصل.
 ولعل البيت الموصلي أقرب إلى التحصين من غيره؛ فجدرانه سميكة وعالية ولا توجد فيها نوافذ تطل على الخارج، وحجراته واسعة ومقببة لأغراض مناخية وإنشائية؛ فهي تحد من الحرارة داخل البيت بسبب الفراغات الداخلية الكبيرة التي تسمح للهواء بالحركة، كذلك تخفف الضغط والثقل على الحيطان الجانبية. وتوجد في البيت الموصل تكوينات لها استخدامات مختلفة تأخذ بالاعتبار تبدل الفصول، وأيضاً حفظ الحبوب والطعام في أماكن خاصة تبنى لهذا الغرض.
تختلف بيوت الموصل حسب حالة أصحابها ولكنها متقاربة من ناحية مواد البناء المستخدمة، فهي تتكون من مادة حجر الصوان والجص ويتم تغليفها من الداخل والخارج بقطع الرخام الأزرق الذي يسهل فيه النحت ويعطي جمالية مميزة.
وعن أقسام البيت الموصلي يشير المهندس عصام الله بقوله:
أن جمالية البيت تبرز في مهارة البناء ولأن مادة البناء هي الحجر فإن ذلك يحتاج إلى جهد كبير يتمثل في جعل قطع الأحجار منتظمة ومنسقة. ويمكن إجمال أقسام البيت الموصلي بالتالي إلى:
1.    السقوف المقببة: السقوف المقببة (العقدة) من أهم مظاهر البناء ويتم تنفيذها بالبناء فوق الجدران الأربعة وإمالة ذلك البناء إلى الداخل والأعلى ثم على شكل حلقات متتالية تنتهي في مركز الحجرة ويعتبر البيت شبه كامل بعد شد العقدة.
2.    الحوش: هو فناء البيت ويكون غير مسقف، وقد تخصص مساحة في وسطه لحديقة صغيرة أو نافورة تسمى (بقجة).
3.    الإيوان: هو فراغ كبير بين غرفتين ويكون مفتوحاً على الحوش وعلى شكل تجويف، ويكون ارتفاع سقفه أكثر من ستة أمتار ويستخدم للجلوس فيه صيفاً ويستقبل فيه الضيوف.ويتناولون طعامهم، وتقام فيه حفلات الزواج والختان، وتتلى فيه كذلك المنقبة النبوية في المناسبات، وتكون فيه الأعمال التي تحتاج إلى جمع من الناس، يعينون أهل الدار مثل: جرش البرغل وندف القطن الذي يحشى في المنامات فالإيوان من لوازم الدار في الموصل، فإذا عزم أحدهم على بناء الدار، فأول ما يخطط فيه الإيوان بأودتين
كبر مساحة الدار: ساحة الدار ينشرح لها الصدر، وتتسع الرؤيا، وفي الصيف يبيتون ليلا في فناء الدار إذا لم يكن سطح دارهم محصنا – والمرأة محجبة قلما كانت تخرج من دارها، فكانوا يوسعون ساحة الدار،وربما اتخذوا فيه حديقة تروح عن سكانها.
وبما أن وسائل التدفئة والتبريد لم تكن معلومة كما هي اليوم فكانوا يبنون سقوف الغرفة مرتفعة وشبابيكها محدودة غير واسعة، مما يجعل الغرفة باردة في الصيف دافئة في الشتاء.
4.    غرفة الجلوس: وتسمى باللهجة الموصلية (اودة القعدي) وهي غرفة واسعة تطل على الحوش بشبابيك عالية وواسعة، وتكون مغلقة من الداخل بالرخام الموصلي الأزرق كما أن فيها تجاويف توضع فيها مقتنيات الأسرة من الزجاجيات أو مقتنيات فنية أخرى. وتستخدم هذه الغرفة في الجلوس شتاءً واستقبال الضيوف. ويكون بابها من الخشب السميك.
5.    غرفة المؤنة: وهي غرفة صغيرة تبنى بجوار المطبخ عندما يكون البيت صغيراً ولا يتوفر فيه السرداب.
6.    الاخشيم: هناك عدة أنواع من الاخشيم في البيت الموصلي وهو عبارة عن فراغ يترك بين الغرف ويكون ضيقاً ومغلقاً وله فتحتان؛ الأولى في السطح والثانية في الحوش ويستخدم لحفظ مواد مختلفة مثل الحنطة أو وقود التنور(42).
7.    الرهرة: وهو بناء تحت الغرف بعمق قليل ينزل إليه بعدة درجات ويبطن من الداخل بالرخام الموصلي وله شبابيك دائرية تطل على الحوش، ويستخدم صيفاً كمكان للجلوس أو النوم لبرودته.
8.    السرداب: وهو مشابه للرهرة ولكنه أعمق منها وأكثر برودة، ويتم بناؤه تحت الغرف أيضاً باستخدام الرخام وفيه أعمدة لإسناد السقف ويعمل له فتحات تطل على الحوش تسمى (زنبوغ) ويستخدم السرداب للمونة والحاجات البيتية الأخرى.
9.    السرداب المعتم: وهو أعمق من السرداب ويقع في نهايته ويكون رطباً وبارداً جداً في الصيف، ولهذا لا ينام فيه أهل البيت حتى في الصيف لبرودته وتحفظ فيه المواد الغذائية أو شعلة التنور.والذي ساعد على اتخاذ السراديب في الموصل هو طبيعة الأرض في البلد، فالأرض صلبة، بعيدة عن مستوى ماء دجلة، لاتسرب إليها المياه والرطوبة مهما عمق السرداب، حتى أن بعضها كانت تتخذ تحت فناء الدار، وهذا ما كان في الموصل القديمة
10 - الاعتناء بتبليط السطح، ويحفونه بجدار عالية يسمونه ستارات (جمع ستارة ) يبيتون فوقه في ليالي الصيف.

 يتم تقسيم البيت الموصلي حسب الوضع الاقتصادي لصاحب الدار وكما يلي:

أولا:بيوت أصحاب الدخل المحدود:
 وهي دور صغيرة، مساحتها دون المائة متر مربع،وأكثر ما يشتمل عليه الدار إيوان بأودتين وإذا كانت الدار لشخص واحد،فيبنون غرفة أخرى متصلة بإحدى الغرفتين يسمونها (خزانه)يودعون بها المؤونة، وتكون بلا شبابيك ويكون في مثل هذه الدار بيت التنور وهي غرفة صغيرة تتسع لتنور لخبز في البيت وفي الدار بئر واحدة يسقى منها ما يحتاجونهم الماء وبجانب البئر الاجانه التي يغسلون بها الثياب وساحة مثل هذه الدار لاتبلط بحجر الحلان لأن حالة أهلها المالية لاتساعدهم على هذا ومدخل مثل هذه الدار قد يكون بلا مجاز ويكون بابه من الخشب وفيه مطرقة (دقاقه )تكون من الحديد أو البرونز على شكل حلقة مثبته فوق قرص مقعر من الحديد، يكون في أعلى الباب.

ثانيا: بيوت أصحاب الحرف
أما بيوت أصحاب الأعمال كالحاكة والجماسة وأصحاب البقر والسقاء وأصحاب النقل وغيرهم، فتكون ساحة البيت واسعة تسع ما عندهم من حيوانات وما يحتاجونه ويكون في البيت عدة غرف تتسع للحيوانات ولوازمها، أما دور الحاكة فتكثر فيها السراديب، ربما سردابان أو أكثر وفي كل سرداب جوم – أنوال في السراديب، إن المنسوجات وخاصة التي تنسج من غزل القطن تحتاج إلى جو بارد رطب، يكسب طاقة الغزل متانة،ولذلك اتخذوا الجوم في السراديب، وقد يكون في البيت غرفة للشغل، بعضها للغزل والبرم وغيرها من أعمال الحياكة.

ثالثاً:بيوت الأغنياء والمترفين
وتمتاز هذه البيوت بالآتي(43)
- يشمل هذا البيت على ساحتين: الحوش البرانى وهو الساحة الأولى التي يكون مدخل الدار منها واسعا.
- أما الفناء الداخلي: ويسمى حوش الحرم وقد يحذفون الحوش ويقولون الحرم ويتألف الباب من مصراعين يسمونها في الموصل باب أبو سفاقتين – صفاقتين – وقد يكون في الفناء سرداب.
- في الطابق الثاني يبنون إيوانا كبيرا قد تكون مساحته6x9 , وارتفاع سقفه 10م أو أكثر وعلى جانبيه غرفتان تكون إحداهما لمجلس صاحب الدار والثانية يجلس فيها أبناؤه وأقرباؤه الذين هم دونه في العمر وقد يكون فيه إيوان آخر مع غرفتين أو أكثر من إيوان لنزول الضيوف فيه.
- أما الفناء الداخلي فتكون مساحته أصغر من الفناء الخارجي،وقد يكون فيه أكثر من إيوان واحد وربما بنوا فيه عدة أروقة تحف بثلاث جوانب الدار أما الغرفة،فربما جعلوا فوقها أواوين وغرفا مساوية لمساحتها.
- يبلطون الفناء الداخلي بالحلان وفي وسطه حديقة، ربما اتخذوا فيها نافورة داخل حوض صغير – شاذروان.

من مميزات عمارة البيوت في الموصل(44)
1 - كثرة الأواوين والأروقة،وما فيها من أقواس مزخرفة وأساطين تستند عليها،وكان يقوم بهذا العمل بناء ماهر، ( يسمى مركب الفرش)،ويكون النقار قد هيأ القطع الرخامية ونقشها وزخرفتها كما تمتاز مداخل الدور والشبابيك بما يحف بها من رخام أزرق مزخرف.
2 - ارتفاع السقف: بحيث يكون سقف الإيوان والغرفتين المجاورتين له تزيد على 10 أمتار ويوم بناء السقف يسمى (يوم العقدة)وهو الأيام المشهودة في المحلة، بما يتردد فيها خلال العمل من أغان وزغاريد ومرح، ويختارون نوعا خاصا من الجص، سريع الجفاف قوي التماسك،وهو المتخذ من المرمر يسمون هذا الجص (جص شداد)أي أنه يكسب العقدة متانة،وسرعة عمل، ويخلطون معه البياض ليزيد في تماسكه
3 - تمتاز الغرف الموصلية بما فيها من زخارف في الرخام وفي الجص والمشكاوات الكثيرة التي تحف بجدرانها الداخلية، وبالقمريات التي تكون في قبة السقف، وتزين هذه القمريات التي تكون في قبة السقف، بقطع رخامية مخرمة، وفيها زجاج ملون، فتعكس ألوانا جميلة على الغرفة.
4 - وتكثر السراديب فيها،وخاصة في البيوت الكبيرة على درجات منها ما تكون تحت الفناء وربما كانت مساحة بعضها تزيد على مائتي متر مربع مقسمة إلى عدة أجنحة، وفيها بئر، وبعضهم يتخذ نافورة في وسط السرداب، يندفع منها الماء وقت القيلولة،وتكون جدران السرداب مكسوة بالمرمر الأزرق،وبعضها تكون قليلة الارتفاع فوقها غرف وأواين

الهوامش

1 - شريف يوسف، من تراثنا المعماري، البيت البغدادي القديم، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس، السنة السادسة، 1975، ص7
2 - الاعظمي، محمد طه، البيئة واثرها على العمارة العراقية القديمة ( المشاكل والحلول )، ندوة العمارة والبيئة ( دائرة التراث العربي والاسلامي، 1422هـ _ 2001م ) منشورات المجمع العلمي العراقي ( بغداد، 1423هـ _ 2003م )، ص 52.
3 - الشلش، علي، تحديد أشهر المناخ المريح وغير المريح في سبعة مدن عربية خليجية، مجلة كلية الآداب، 1986، ص155.
4 - علي الحيدري، البيت البغدادي، فرانكفورت، 2008، ص6.
5 - خليل حسن الزركاني، الأصالة المعمارية لتصميم المساكن في المدينة الإسلامية الندوة العالمية السابعة لتاريخ العلوم عند العرب نوفمبر مركز زايد للتراث،مدينة العين الأمارات العربية المتحدة، 2000، ص13
6 - الدينوري، عيون الأخبار، ج1، ص 312.
7 - الآلوسي، محمود شكري، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، مطبعة دار الكتب (مصر 1304هـ)، ج3، ص396.
8 - أبو الفرج الأصبهاني، علي بن الحسين، الأغاني، المؤسسة المصرية للتأليف، (القاهرة،بلا)، ج12، ص 322.
9 - المصدر نفسه، ج12، ص 322.
10 - حميد، عبد العزيز، دار السكن وأقسامها في العصر العباسي، من بحوث الندوة القطرية السابعة لتاريخ العلوم عند العرب، ج1، مركز إحياء التراث العلمي العربي 1991،ص13.
11 - الأصاري، مهدي حمودي، العمارة الشعبية في الكاظمية، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس ( عدد خاص )، ص 149.
12 - عبد الجواد، توفيق أحمد، تاريخ العمارة والفنون، المطبعة الفنية الحديثة، (مصر،1970)،ج3، ص190.
13 - عبد الرسول، سليمة، المبادئ التراثية في بغداد، المؤسسة العامة للآثار والتراث، (بغداد،1987) ص 25.
14 - مورتكات، انطوان، الفن في العراق القديم، ترجمة عيسى سليمان وسليم التكريتي، مطبعة الأديب البغدادية (يغداد 1975)، ص 200.
15 - يسمى الفناء الداخلي للبيت بـ(الحوش) محليا، يبلط بالطابوق المربع ويرصف بشكل فني أو هندسي، ومن نماذج التبليط ( الرصف ) ما يعرف بالشيطاني حيث يتم رصف الآجر بهيئة معينية.
    - عبد الرسول، سليمة، المباني التراثية في بغداد « دراسة ميدانية لجانب الكرخ «، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، دار الحرية للطباعة ( بغداد، 1987 )، ص24.
    - الأنصاري، مهدي حمودي، العمارة الشعبية في الكاظمية، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس ( عدد خاص )، ص 149.
16 - السلطاني، خالد، حديث في العمارة، سلسة كتاب الموسوعة الصغيرة، وزارة الثقافة والإعلام العراقية، دائرة الشؤون الثقافية والنشر، دار الحرية للطباعة ( بغداد، 1985م )، العدد 156، ص 89.
17 - السلطاني، حديث في العمارة، مصدر سابق، ص90.
18 - يوسف، شريف، البيت البغدادي القديم، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس 1975،ص10.
19 - بهنسي، عفيف، المدينة والعمارة عبر التاريخ، مجلة المدينة العربية، العدد 39 لسنة 1989، ص 84.
20 - عثمان، محمد، المدينة الاسلامية، سلسلة معالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون (الكويت 1988) ص34.
21 - المرجع نفسه، ص 34.
22 - الديوجي، سعيد، البيت الموصلي، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس 1975، ص25.
23 - حسن، زكي محمد، فنون الإسلام (القاهرة 1948)، ص30.
24 - جواد، مصطفي، الإيوان والكنيسة في العمارة الإسلامية، مجلة سومر، المجلد 25 لسنة 1969، ص172.
25 - اصطلاح فارس معرب مركب من (سرد) أي بارد ومن (أب) أي ماء، التونجي، محمد، المعجم الذهبي فارسي عربي، دار الملايين، (بيروت، 1968)، ص343.
26 - عبد الجواد، تاريخ العمارة، ج3، ص 192.
27 - مكية، الدور البغدادية، ص 229.
28 - شريف، البيت البغدادي القديم، ص11.
29 - خليل حسن الزركاني البادكبر أو الياذهنج في التراث العربي،مجلة تراث الإمارات العدد35 أكتوبر 2001 م، ص47
30 - الأنصاري،، العمارة الشعبية في الكاظمية،، ص 150.
31 - عزيز جاسم الحجية معالم بغدادية في البناء الحديث، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس ( عدد خاص )، ص124
32 - خليل حسن الزركاني، ندوة البيوت التراثية، ندوة مركز إحياء التراث 12/6/2012، ص78
33 -  John worren ffet, Ihsan Tradition houses in Baghdad coach publishing, House, Horsham, UK 1983
34 - رجب، غازي، الظروف البيئية على تصميم المباني عند العرب، مركز إحياء التراث العلمي العربي جامعة بغداد، ص7.
35 - رجب، غازي، البيوت القلاعية في اليمن، مجلة سومر، مجلد 37، 1981، ص 162.
36 -  Warren and fethi, op, cit, 2
37 - خليل حسن الزركاني، فقه العمارة الإسلامية، بغداد، 2010، ص66
38 - خليل حسن الزركاني، من التراث المعماري في المدينة الإسلامية، بغداد، 2001، ص45
39 - سعيد الديوجي، البيت الموصلي، مجلة التراث الشعبي، العدد السادس، السنة السادسة، 1975م، ص21
40 - الإيوان: رواق كبير يكوان واسعا وأكثر ما يكون على جانبيه غرفتان، أما الرواق وجمعه أروقة فهو أصغر من الإيوان
41 -  سعيد الديوجي، البيت الموصلي،ص24
42 - سعيد الديوجي، البيت الموصلي،ص25
43 - سعيد الديوجي، البيت الموصلي،ص31
44 - المرجع نفسه، ص40

أعداد المجلة