فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

صورة الغلاف الأمامي الصبي الجالس خلف الجرة

العدد 25 - لوحة الغلاف
صورة الغلاف الأمامي الصبي الجالس خلف الجرة
كاتب من البحرين

ضمن الجهود غير العادية التي أنجزها قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام بمملكة البحرين، وكان يرأسه ذلك الوقت الدكتور عبدالله عبد الرحمن يتيم في ظل سعادة الوزير الأستاذ محمد إبراهيم المطوع كان تنظيم وإقامة معرض البحرين دلمون بمعهد العالم العربي عام 1998 وكان معرضا لأندر الآثار البحرينية. وفي غمرة الاعداد للمعرض خطرت فكرة أن يرافق المعرض الآثاري معرضا للفنون التشكيلية البحرينية الحديثة وفرقة موسيقية لتأدية الأغاني البحرينية التراثية. وقتها كنت مديرا لإدارة الثقافة والفنون والمنسق العام لمعرض البحرين دلمون وكان الفنان أحمد الجميري رئيسا لقسم الموسيقى والأستاذ عبدالقادر عقيل رئيسا لقسم الشئون الثقافية.

كانت أمور المعرض الآثاري بإدارة الأستاذ خالد السندي تسير حثيثا وكذلك تجهيز المعروضات التشكيلية، وبقيت لدينا معضلة الفرقة الموسيقية حيث لم تكن في البحرين فرقة موسيقية حديثة تؤدي الفنون الغنائية التراثية وما كان بالإمكان اختيار فرقة شعبية محددة من بين العديد من فرق الدور الشعبية في ظل ما بينها من حساسيات، فأجمع الرأي على أن يتم اختيار أفضل المؤدين من كل فرقة من الفرق الموجودة فعلا على الساحة لتشكيل فرقة جديدة، وقد تم ذلك. وكان علينا أن نسمي هذه الفرقة الجديدة، فتم اختيار اسم (فرقة محمد بن فارس) تيمنا باسم الفنان البحريني الراحل محمد بن فارس وهي الفرقة التي أدت الفنون الغنائية التراثية المصاحبة لمعرض البحرين دلمون بباريس، وقد مرت هذه الفرقة بعد ذلك بعدة تقلبات ومراحل إلى أن استقر بها الحال تحت إدارة الفنان عارف بوجيري، وقد جددت وتم دعم عناصرها بمجموعة متميزة من المؤدين بينهم شباب في عمر الورد.

تداعى ما رويته فيما سبق وأنا أتأمل صورة الغلاف الأول لعددنا هذا وهي لطفل يجلس خلف الجرة يتدرب على العزف ضمن جوقة من المؤدين الكبار. والجرة تستخدم في البحرين وبعض بلدان الخليج كأداة إيقاع في أغاني البحر لما لصوتها من جرس إيقاعي متميز يجيد استظهاره المتمرسون في عزف آلات الإيقاع في أغاني الغوص، ولا أعرف ما الذي ساق هذا الصبي إلى أصعب آلات الإيقاع ليشارك بفرح في الأداء أو التدرب عليه، وهو بالتأكيد ما يفرح ويثلج الصدر أن تستهوي هذه الفنون بآلاتها التقليدية براعم الجيل البحريني الجديد فينخرط ضمن المؤدين بهذا الفرح الظاهر على وجه الصبي.

ترى كم عدد الصبية ممن هم في العمر ذاته أو حوله الذين قد تستهويهم هذه الفنون وتشدهم إلى التدرب على الأداء؟ فمثلما جاءت فرقة محمد بن فارس لفن الصوت التراثي العريق، وها هي تقدم حفلا منتظما كل أسبوع فمن الممكن أن تبزغ فرقة فنون شعبية شبابية لأداء الفنون البحرية، وهي فنون صعبة الأداء.. إلا أن البحرين ولود، وهذه الفنون تسكن ذاكرة ووجدان الشعب منذ الأزل ولا يمكن لها أن تخبو أو تموت رغم الإهمال وعدم الاكتراث.

أعداد المجلة