عبدالله بن خميس .. وداعا
العدد 14 - أصداء
غيب الموت يوم الأربعاء 18 مايو الماضي الأديب الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس العامري أحد أعلام الجزيرة العربية البارزين، وهو شاعر بالفصحى وبالعامية، من أهالي الدرعية بالرياض، ولد عام 1919. درس بن خميس في دار التوحيد بالطائف 1944 والتحق بعدها بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة 1949 وتتلمذ على أيادي نخبة من المشائخ ورجال العلم من أبرزهم الشيخ عبد الله الخليفي، الشيخ عبد الله المسعري، الشيخ مناع القطان، الشيخ محمد متولي الشعراوي وغيرهم من علماء الأزهر الذين قاموا بتدريسه في دار التوحيد وفي كليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة، وقد برز نشاطه الأدبي شعرا ونثرا على صفحات الصحف والمجلات ولمع اسمه كشاعر وكاتب ومعد ومقدم برنامج (من القائل) الذي اكتسب من خلاله شهرة واسعة بمنطقة الخليج والجزيرة العربية.
تقلد بن خميس العديد من المواقع القيادية في الإدارة وكان عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المجمع العلمي العراقي، مجلس الأعلام الأعلى، مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، مجلس إدارة المجلة العربية، مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، جمعية البر بالرياض وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض نائبا للأمير سلمان بن عبد العزيز في اللجنة الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين، وفي عام 1959م أصدر مجلة الجزيرة ويعتبر من مؤسسي الصحافة في المملكة العربية السعودية، وفي نجد على وجه الخصوص, وقد تحولت مجلة الجزيرة بعد ذلك إلى جريدة يومية مازالت تواصل الصدور، وقد مثل المملكة العربية السعودية في عدة مؤتمرات أدبية وعلمية.
أصدر ين خميس ما يقرب من خمسة وعشرين مؤلفا في مختلف الشؤون الأدبية والنقدية والتاريخية والرحلات وتعرفت عليه للمرة الأولى من خلال كتابه الشهير (الأدب الشعبي في جزيرة العرب) وهو الكتاب الذي قاد خطواتي الأولى في التعرف إلى الأدب الشعبي بهذه المنطقة الزاخرة بالنصوص الشعرية، ومن هذا الكتاب إلى مؤلفاته النادرة الأخرى: عن الشاعر الشعبي (راشد الخلاوي)،(أهازيج الحرب/ شعر العرضة) ومختاراته الشعرية القيمة (من القائل) إلى جـانب ( شاعرات من البادية) وغيرها من أمهات كتب التراث والتاريخ والأدب.
التقيت بن خميس في شهر نوفمبر بالرياض عام 1979 ضمن عملي الميداني الخاص بالبرنامج التلفزيوني ( خليج الأغاني) وكنت أحاوره لجمع معلومات حول شيلات رقصة العرضة النجدية وقد اعتذر وقتها عن التصوير لظرف شخصي خاص كان محل تقديري. كان الرجل ودودا وفي غاية التواضع. تحدث إلي بنبرة الخبير الواثق مما يقول ودلني على بعض المصادر وقدم لي نصائح ثمينة أعانتني في تقصي مادة البحث والتسجيل وبقيت في تواصل معه عبر مراسلات شخصية متقطعة.
كان بن خميس رائدا من رواد الثقافة في المملكة العربية السعودية وأحد ثقاة التراث الشعبي في الخليج والجزيرة العربية نال العديد من الجوائز التقديرية وشهادات التكريم العليا، وبرحيله فقدنا علما من أعلامنا. رحمه الله.