عادات وتقاليد ريفية معاصرة في الشرق الجزائري لها دلالة تاريخية ( دراسة مسحية وصفية)
العدد 23 - عادات وتقاليد
مها عيساوي
الجزائر
تعد منطقة الشرق الجزائري من أهم المناطق التاريخية والأثرية في الجزائر لما تحتوي عليه من تراث أثري مادي وغير مادي، هذا الأخير الذي يبرز في مظاهر اجتماعية عديدة في الأرياف الممتدة ضمن نطاق سلسلة جبلية واسعة من الأطلس التلي منها جبال النمامشة والأوراس وصولا بمرتفعات الإيدوغ، وبالتالي تعرض دراستنا ما شهدت الجزائر عبر تاريخها الطويل من عادات وتقاليد كثيرة، بعضها يعود في جذوره إلى آلاف السنين،
إذ ورغم الفترة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عن فترة ازدهار الحضارة النوميدية التي كانت منتشرة في كامل الشرق الجزائري – القرن الثاني ق.م- فإنه لا تزال العديد من الممارسات والأفكار والاعتقادات وبعض العادات السلوكية العتيقة جدا،ضاربة أطنابها في المجتمع الجزائري المعاصر.
ومن هنا حري بنا أن نطرح الإشكالية الآتية: ما هي الخلفية التاريخية للعديد من الممارسات والسلوكيات والأفكار والاعتقادات التي نجدها لحد الآن في المجتمعات المونوغرافية في الشرق الجزائري؟ ولماذا منها ما اندثر بعد الإسلام ومنها ما ظل متوارثا منذ عهد المملكة النوميدية ( ق.2ق.م) وعهد نوميديا السرتية خلال الاحتلال الروماني في القرن الرابع للميلاد إلى غاية الآن؟
وستعرض هذه الدراسة إلى: لمحة موجزة عن تاريخ سكان منطقة الشرق الجزائري النوميدي ووضعية سكان الأرياف، ثم تعطي صورة دقيقة ناتجة هي خلاصة لدراسة إحصائية تحليلية مسحية تتعرض لعادات وتقاليد ريفية معاصرة تعود جذورها إلى مرحلة الحضارة النوميدية وكذا لفترة الاحتلال الروماني الذي استمر في الجزائر زهاء ستة قرون (ق.1ق.م –ق.5م)، مع تقديم التفسيرات التاريخية حولها.
أولا: لمحة تاريخية عن أصل السكان في الجزائر القديمة
1 - أصل السكان وأصل التسمية
عنيت المصادر الكتابية المتخصصة بتاريخ شمال أفريقيا القديم - وفي مقدمتها مؤلَّف المؤرخ اليوناني الأكثر قدما هيرودوتس - (1) بالمجتمع اللوبي(2) أولئك السكان الذين قطنوا المنطقة المحصورة بين غرب النيل إلى سواحل المحيط الأطلسي، وتعد أول تسمية لسكان منطقة المغرب القديم.
وتشمل تلك التسمية جميع التجمعات البشرية في شمال أفريقيا. وقد دون على هذه الصورة في المصادر المادية والكتابية القديمة، فنقول: اللوبيون ونعني بهم جميع سكان الجزائر وتونس وليبيا والمغرب الأقصى القدماء.
واشتق اسم اللوبيين من كلمة (لوبه) وهوالاسم العتيق الذي كان يطلق على شمال أفريقيا، أما أصلها فقد استمد من النصوص الهيروغليفية(3) المدونة على اللوحات الحجرية(4) وجدران معابد أسر الدولتين الوسطى والحديثة بمصر القديمة(5).
2 -التطور التاريخي لتسمية سكان الجزائر القديمة
إن سكان شمال أفريقيا القديم هم الذين أطلق عليهم القدماء اللوبيين ( ق 5 ق.م)، ثم النوميديين ( ق.2ق.م) فالموريين (ق1ق.م) ثم الأفريقيين ( ق. 1ق.م) ثم البربر (ق.7م) والأمازيغ ( حاليا)، ولم يكن الجزائريون القدامى سوى جزءا من تلك المنظومة الاجتماعية وعرفوا بالنوميديين، أما في الغرب الجزائري فكانوا يعرفون بالموريين أيضا.
أ - النوميديون والموريون
وهي التسمية الغالبة على القبائل التي هي قبائل الماصيل والماصيصيل(6).
أما خلال مرحلة الاحتلال الروماني والبيزنطي فقد شاعـت كـلمة (مـور)، وقد أطـلق مصطلح ( المور – Maure ) ذي الجذور الفينيقية، والذي يعني الغرب على جزء كبير من سكان المغرب القديم، ثم عمم فيم بعد على كامل السكان، حتى أن سكان الأوراس كانوا (موريين) في نظر الرومان على الرغم من أنهم نوميديون تاريخيا وإداريا(7).
ب - الأفريقيون
نسبة إلى أفريقيا، والأرجح أن اسم أفريقيه يعود إلى مادة لوبية هي: يفر مضاف إليها اللاَّحق اللاتيني(US)، وبالتالي فهي كلمة مركبة من عنصرين لوبي ولاتيني، وليست مشتقة من مادة (فرق) في اللغـة العربية وإنمـا من كلمة (إفري)، وإنما هي كلمة ذات أصل لغوي محلي، وتعني سكان المغارات.
وأفريقيه هي عَلَم جغرافي يطلق عامة على شمال قارة أفريقيا، واستعمال هذه الصيغة يقف عند العصور القديمة بعد أن شاع استخدامه في المرحلتين الرومانية والبيزنطية(8)، إذ تغير المعنى عند مرحلة الفتح الإسلامي، ليعرف سكان المغرب القديم بالبربر(9).
ج - البربر والأمازيغ
شاعت التسمية في بداية مرحلة الفتح الإسلامي، إذ كان المسلمون ينظرون إلى بلاد المغرب القديم نظرة اعتراف بكونها وحدة عرقية حضارية، ويدركون ما يوحد بين قبائلها وما ينفرهم، وبناءً عليه أطلقوا على جموعهم تسمية واحدة.
كانت هناك فرضيات عديدة حول أصل الكلمة، من أشهرها ما أورده العلاَّمة عبد الرحمن بن خلدون، الذي ذكر حول البربر ما يلي:
« البربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة»(10)، ويعني ذلك صعوبة فهم اللهجات التي يتكلمون بها، ولعل هذا التفسير هوالأقرب للصواب. ومنذ القرن السابع للميلاد شاعت تسمية البربر، إلا أن التسمية التي كانت في عموم معناها تفيد تسمية اللوبيين هي: الأفريقيين(11).
أما تسمية « الأمازيغ « فقد كانت موجودة أيضاً نسبةً لاسم الجد المشترك
مازيغ(12)، وقد استمرت إلى وقتنا الحاضر.
ثانياً – لمحة عن المجتمع النوميدي في الجزائر القديمة ومدى تلمس تواصل العادات والتقاليد والممارسات منه
إذا لم يكن من اليسير رسم صورة عن الحياة السياسية التي عرفها النوميديون، ودوَّنها المؤرخون القدامى في استطرادات نصوصهم الرئيسية، فإنه من الصعب رصد مظاهر الحياة اليومية والتركيبة الاجتماعية لشعب، لم نعثر له من وثائق كتابية سوى نقوش حجرية إهدائية وجنائزية ثم عملات، حيث أن المصادر اليونانية والرومانية ركزت على ذكر القبائل المنتشرة في بلاد المغرب القديم، وعلى إسباغ تسميات عليها ذات صيغة يونانية أولاتينية وتتبع مسارها التاريخي.
تُسْتَشَفُّ بعض ملامح المجتمع النوميدي من ثنايا كتابات بعض المؤرخين الرومان أمثال آميانوس مركلينيوس وبلينوس القديم ثم سالوستيوس واسترابون(13).
بالإضافة إلى ما خلَّفته النقوش البونية والنوميدية والتي تعد المصادر الوحيدة التي تفيد إلى حد ما في تقصي أحوال النوميديين.
1 - التعريف التاريخي بالأسرة النوميدية
تعد عائلة مسنسن الكبرى التي تبدأ من الجد الأكبر « زلالسن » عائلة العاهل النوميدي أبوية النسب، حتى أن اسم والدته لم يرد في المصادر الكتابية رغم أنها ذكرت أن مسنسن كان يسترشد بآراء والدته التي تتقن العرافة(14).
من ذلك يبدوأن الأسرة كان أفرادها كثيري العدد، بحيث كان للعاهل مسنسن أربعة وأربعون ولدا.(15) ولا يعقل أن يكون هؤلاء الأبناء من أم واحدة، مما يجعلنا نستنتج أن الأسرة الملكية الحاكمة كان عدد الزوجات فيها كثيرا(16).
وعلى غرار بقية المجتمعات القديمة، تشكِّل الأسرة الوحدة الأولى في مؤسسة التنشئة الاجتماعية النوميدية، ولها نوعان:
- الأسرة النووية
نشأت من رابطة الزواج الأحادي، وكانت تتكون من الأب وامرأة واحدة،فعادة يكتفي الرجل بامرأة تكون زوجته الأولى الشرعية وأما لأبنائه، وشاع هذا النوع من الأسر في الطبقة الدنيا.
- الأسرة المختلطة
نشأت من الزواج المختلط، تعددت فيها الزوجات، وكانت تتكون من زوجة رئيسية أوعدة زوجات رئيسيات وعدد كبير من الإماء، وشاع هذا النوع من الأسر في الطبقة الثرية والحاكمة، إذ يذكر االلاتيني سالوستيوس أن تعدد الزوجات عادة لدى النوميديين، وكان الملك يوغرطة خير مثال على ذلك في ( الفقرة 80 ) من كتابه حرب يوغرطة، ما يلي:
« تزوَّج يوغرطة من إحدى بنات بوخوس، لكن في الواقع هذه الرابطة لا تعني شيئاً عند النوميديين والموريتانيين على السواء، فكل واحد يتزوج عددا من النساء، البعض عشرة، والبعض الآخر أكثر من ذلك، أما الملوك فأكثر من ذلك بكثير، وفي مثل هذه التعددية تضيع المودة بحيث لا ترقى أي منهن إلى مقام الشريكة الحقيقية فكلهن لا يوحين بغير الاحتقار»(17).
لقد كان الملوك النوميد والمور يتزوجون بكثرة بغية الإنجاب، ذلك أن كثرة الأولاد كانت عاملاً في زيادة الثروة من خلال خدمة الأبناء في ممتلكات الوالد.
2 – المرأة النوميدية
كانت المرأة النوميدية ذات ملامح جميلة، وكانت تتزوج في سنٍّ مبكرة، والبكارة شرط أساسي عند الفتاة والحفاظ عليها أمر واجب إذ تشترط العفَّة قبل الزواج(18).
لقد قامت المرأة النوميدية بدور فعال في بناء الأسرة وتربية الأطفال، ويحدث أن تهرم المرأة سريعا قبل الرجل بسبب المهام المنوطة بها، فإلى جانب الحمل والولادة المتكررة فإنها تعمل في الزراعة أوفي المهن اليدوية المضنية، مما يجعلها تبدوغالبا أكبر من سنها، وهذا ما يجعل الرجل يلتفت إلى نساء أكثر شبابا ونضارة، وكانت مكانة المرأة وحظوتها عند زوجها بقدر ما لها من أبناء.
لقد اتسعت ظاهرة الزواج المختلط بالأباعد فكان يؤتى بالفتيات من قبائل أخرى، فعزَّزت المصاهرة من أواصر القرابة بين القبائل، كما كانت سبباً في فض النزاعات وإحلال السلم(19). كما كان للزوج حق معاقبة الزوجة إذا ثبتت إدانتها(20).
على العموم كان للمرأة دور بارز في الجانب الديني حيث وصلت إلى مرتبة « كبيرة الكاهنات» التي تساوي مرتبة « كبير الكهنة»(21). وكانت أشهر النساء النوميديات والدة مسنسن.
أما في العهد الروماني ففي مادور كانت نسبة الزواج مرتفعة حيث تم إحصاء 113 حالة لفتاة من أصل 149 فتاة كانت في سن الزواج(22).
وتعتبر المرأة مورثة العادات والسلوكيات للأجيال.
3 - نشاطات مهنية ( صناعة الفخار)
كانت المرأة تقوم بأعمال شاقة جدا، ولأنه لم تترك المصادر المادية لنا صورا أوتماثيل عن المرأة النوميدية، فإن الباحث التاريخي قد يلجأ إلى المقاربة الأنثروبولوجية في هذا المجال، وفي هذا الصدد لاحظتُ أن السواد الأعظم من نساء الأرياف لا يزلن يمارسن نشاطات مضنية في الحقول والجبال خاصة في منطقة النمامشة والأوراس. شغل مجتمع القرى والمدن الصغيرة النوميدية مهنة الفلاحة والرعي وصناعة الفخار التي شاعت في أسواق نوميديا، حيث عرف الفخار المحلي في المصادر التاريخية بالفخار النوميدي، وتعد صناعة الفخار أصيلة في الجزائر القديمة، وصنع باستعمال الدولاب والشي في التنور، وكان متميزا من حيث الطلاء والتلوين،ولم يرسم الخزاف النوميدي صورا على آنيته بنوعيها الإهدائي والجنائزي وإنما اكتفى بالتزيين الهندسي(23)، ولا يزال هذا جليا في الفخار المعاصر وخاصة في منطقة بلاد القبائل.
4 – الملابس والحلي والأدوات
لبس النوميديون الملابس الجلدية أسوة بأسلافهم الذين ذكرهم المؤرخ هيرودوتس، كما ارتدوا الملابس المنسوجة التي عرفوها بفعل احتكاكهم بالعالم الفينيقي الذي برع في فن الحياكة والأصباغ، وكانوا يلبسون فوق الجلباب المنسوج المعطف الصوفي أوالبرنس الذي يعد اللباس الأصيل الذي يتميز به الرجل ويعبر عن ثرائه ومكانته بين أفراد عائلته(24). وكانت الحلي المتداولة هي القلائد والأساور، ومن وسائل الزينة الوشم(25).
ثالثا: رصد لبعض العادات والتقاليد الريفية المعاصرة ذات دلالة تاريخية
1 - الوشم
يعد الوشم ظاهرة اجتماعية تدخل ضمن آداب السلوك الاجتماعي،حيث أنه يرتبط بالجسد الموشوم يحيا بحياته ويموت بموته، كما يشكِّل جسرا للربط بين ماهوروحي ومادي في الجسد ذاته، واشتهرت به المرأة النوميدية.
كذلك للوشم رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهويشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية المشتركة والتي ساهمت في ضمان حد كبير من التناغم بين كافة أطراف القبيلة.
كما أن الوشم يحيل على هوية واضعه وانتمائه القبلي، شأنه في ذلك شأن الزخارف النسيجية المبثوثة بشكل خاص في الزرابي والألبسة الصوفية، وهوعبارة عن مجموعة من العلامات ورموز هندسية تبشر بالنضج الجسمي للمرأة، ولم يكن الوشم مجرَّد متعة وزينة، بل إنَّه كان مرتبطًا ارتباطًا عميقًا بما هومن صميم الهوية المحلية والمكانة الاجتماعية.
أما في المغرب القديم كانت تمارسه الكاهنات، وينجز في أجواء طقوسية مفعمة بالدلالات الروحية، ويقصد به استجلاب نِعَم الآلهة تانيت ورضاها واتقاء نقمتها وغضبها.
لقد اهتم بعض المؤرخين كثيرا بظاهرة الوشم عند المرأة محاولين تتبع أصوله في العصور القديمة بدءاً من لونه ووصولا بقيمته، فوجدوا أن قبائل التحنوكانت تمارسه. وكانت المرأة تعتبره ذي شأن في حياتها، وقد ارتبطت أشكاله بشكل الآلهة ومدلولاتها(26).
على كل، يعد الوشم ( التكاز بالأمازيغية المعاصرة) مظهرا تاريخيا حيا بين أبناء المجتمع الريفي المغاربي لأيامنا هذه، واستمراريته دليل على ممارسته منذ أقدم العصور(27).
2 - عادات الدفن
تجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من القيم والتقاليد الريفية المعاصرة المتعلقة بالدفن والتي لا تزال متداولة لحد الآن ولها جذورها المغرقة في القدم، وقد حاول بعض المؤرخين من المدرسة الاستعمارية ومنهم ستيفان جزال (St. Gsell) وغـابريـال كـامـبس (G.Camps) وموريس ريغاس (M.Reygasse) وريموند فوفري ((28) Vaufrey R) انتهاج أسلوب المقارنات والمقاربات السوسيوتاريخية في رصد تلك العادات لكن انحصر ذلك في مجالات محددة.
رغم ما تنطوي عليه تلك المقاربات مـن مـخاطر تستدعي توخي الحيطة والحذر، فإن الأنثروبولوجيا لا تزال تقدم شروحات لفهم بعض ما خفي من حيـاة الـمجتمعات الهامشية في المصادر التاريخية، وخاصة بالنسبة للمجتمعات الريفية في الأراضي النوميدية.
هذا وتعتبر عملية رصد العادات الدينية أصعب في الدراسة من العادات المرصودة في طقوس الأحوال الشخـصية، والتي من اليسير تتبع الكثير من مظاهرها في المجتمعات الريفية المعاصرة بسبب قوة المعتقد.
لكن بقاء هذه العادات إلى يومنا هـذا لا يعكس قوة الشعائر القديمة، وكذا استفحالها بين أبناء المجتمع بدعوى الجهل، بقدر ما يعكس سماحـة مبادئ الدين الإسلامي وتلطفه بالشعوب التي اعتنقته في السماح لمن غلب عليهم الإيمان بالعـرف بمـواصلـة استخدامهم لمثل هذه العادات.
إن هناك ثلاث حالات في الصورة الدينية للعادات الجنائزية المعاصرة هي:
- الأولى: تتعلق بعبادات وممارسات دينية مندثرة.
- الثانية: تتعلق ببدع المآتم.
- الثالثة: تتعلق ببعض العادات والتقاليد التي لم ينافها الإسلام.
إن روح الإسلام لم تجمد العادات الموروثة فقد انتقل الكثير منها عبر الزمن، مما أمكننا أن نلاحظه بسهولة تامة، وهوجوهر المقاربة التاريخية الأنثروبولوجية.
وقد قمنا من خلال عينة دراسية برصد عشرين مأتم تفصيلي في قبائل مخـتلفة من منـطقة تبسة ( إيكاتومبيلوس النوميدية ) وضواحيها فيما بين سنة 2004 و2008، والنتائج كانت نسبية في المجتمع الريفي الانقسامي الذي يمثل بدوره عدة مجتمعات مونوغرافية متشابهة إلى حد كبير في عاداتها وتقاليدها المعاصرة.
إن الملاحظة الأساسية التي سجلناها في مجال المعتقد الديني هي ظاهرة التبرك بالأجداد التي لا تزال قائمة لحد الآن.
أما في مجال عادات الدفن فقد ظلت بعض العادات قائمة مثل وضع السكين على جسد المتوفي، وكسائه برداء أحمر، والطواف بالجثة قبل إخراجها من البيت، وكذا الدفن في المقابر العائلية، ثم تزويد القبر بحفرة للسوائل، وهي كلها ممارسات ثبت القيام بها الأضرحة الجنائزية ببلاد المغرب القديم من خلال الأثاث الجنائزي الذي عثر عليه في تلك الأضرحة(29).
أما الأدوات المنزلية المستخدمة في الحياة اليومية فكان جلها مصنوعة من الفخار وبعضها مصنوع من الأخشاب(30). كما صنعت أيضا من الحلفاء ولأنها مادة قابلة للفناء السريع فلم يبق لنا من آثارها المادية شيء يذكر(31).
كانت أواني الطعام أربعة أصناف هي: أواني الطهي والشرب ثم الأكل والتخزين، وكانت بعض تلك الأواني يصنعنها النسوة، أما العائلية فقد كانت كبيرة وبسيطة، فهناك الصحون والقِِصاع ثم الأقداح والجرار والخوابي المتعددة الأشكال والأحجام(32).
نستنتج مما سبق، أن الحياة الاجتماعية للفرد النوميدي كانت حياة نشطة ولها خصائصها المميزة.
3 - ممارسات وسلوكات اجتماعية معاصرة لها مدلولات تاريخية
أ- حلية الخلالة تبرز مكانة المعبودة تانيت عند المرأة النوميدية
كثيرا ما تتحلى المرأة في الشرق الجزائري بما تعرف بالإبزيم أوالخلالة أوالخامسة، وما هي في حقيقتها التاريخية سوى رمز لإلهة تانيت.
لقد كانت « تانيت» ترمز للخصوبة والإنتاج، وتكتب بالبونية « تنت» وتعرف أيضا باسم «تانيت بني بعل ». إن ابتداع المخيال النوميدي لها في صورة آلهة محلية ليس من قبيل المصادفة، وإنما يرجع إلى أن المجتمعات القبلية كانت تعطي الأولوية للمرأة التي ترى فيها رمزا للقوى الكامنة في ظاهرة الإخصاب، بحيث صوَّرتها التماثيل في هيئة امرأة بوضعية الإرضاع.
هذا وقد توافق انتشار عبادة تانيت بالموازاة مع عبادة بعل حمون منذ القرن الخامس ق.م، فاعتبرت الإلهة الأنثى الرسمية في شرق الجزائر القديمة.
ب- الكبش الأقرن ذي الهالة حارس البيت الريفي
غالبا ما يتم تعليق قرني الكبش عند مدخل البيت، فما هي دلالته التاريخية؟
لقد عبد سكان الجزائر القديمة عددا محدودا جدا من الآلهة، وجسدوا القوة الإلهية لبعل حمون بالكبش الأقرن ذي الهالة، والذي عثر على رسوماته منقوشة منذ مرحلة الرسوم الصخرية العائدة إلى مرحلة النيوليتي، مما يؤكد بأن عبادته قديمة جدا.
وقد حافظ الكبش الأقرن على صورته البدائية دون تغيير في المغرب القديم إلى أن أقرض قرونه لاحقا إلى الإله «بعل حمون»، مما يوحي بأن عبادته في الصحراء كانت أقدم بكثير من عبادة الإله آمون في واحة سيوة، ويمكن القول أن « الكبش ذا الهالة» أقدم بكثير من الإله المصري آمون(33).
فالكبش الأقرن كان مقدسا خاصة إذا علا رأسه قرص الشمس، إذ يعد شكل القرص من الرموز المقدَّسة التي لها علاقة وطيدة بالقوة والتكاثر والخصوبة هذا من جهة.
من جهة أخرى فالكبش هوالحيوان الرئيسي الذي يقود القطيع أثناء الرعي، وتلك القطعان كان يعتمد عليها في معيشة السكان الأساسية منذ آلاف السنين، ولذلك تحتل رموز الكبش الصدارة في النصب والنقوش والرسوم(34).
ج - الابتهاج بالعذرية
كان النوميديون قوما محافظين على عذرية الفتاة، بحيث اعتبروا البكارة شرطا أساسيا عند الزواج، ولذا كان لزاما على المرأة أن تلتزم بالأخلاق الحميدة التي تبعدها وتميزها عن أخلاق الرجال،.
لقد أشاد أبوليوس المادوري بهذه الفضيلة لدى المرأة في الفقرة الآتية موحيا بما تنطوي عليه عاداته وأعرافه النوميدية التي نشأ في كنفها، كما أشار إلى السعادة التي تمنحها لأهلها:
« العذراء الحسناء حتى لوكانت في منتهى الفقر تحتاج إلى مهر وافر، وتحمل لا محالة إلى زوجها براءة سجيتها وزهرة شبابها، والبكارة ميزةٌ قيِّمةٌ يثمِّنها كل الأزواج، كما هومشروع وموافق للعرف فما تتلق من شيء مهرا تستطيع متى شئتَ وكيلا تظل مرتهنا أن ترده كاملا مثلما استلمته: تسدد المال وترجع العبيد وتخلي البيت وتنسحب من العقار، البكارة وحدها يتعذر إعادتها إذا تسلَّمتها من بين كل مقومات المهر تبقى عند الزوج إلى الأبد»(35).
د – صورة الشبح الرهباني مستمدة من نتائج الثورة الاجتماعية الريفية(36)
هي ثورة ذات طابع اجتماعي محض، فهي كما يشير إليها المؤرخون الدينيون ثورة الريفيين الذين رفضوا المزيد من الخضوع، وقد انتفضوا على الوضع القائم في منتصف القرن الرابع للميلاد، فناصروا الدوناتيين، وعرفوا في المصادر الرومانية بالدّوارين ومعنى التسمية الرجال الذين يدورون حول مخازن الحبوب فينهبونها.
وكان نشاط هذه الثورة منطلقاً من الأرياف مستهدفاً تهديم مصالح المجتمع الأرستقراطي المدني الذي كان يرى فيه الريفيون سبب شقائهم وبؤسهم، وكان الثوار يجمعهم التجانس الاجتماعي الطبقي والتقارب في الأوضاع الاقتصادية، وقد كانت ثورة على الطبقية(37).
لقد كانت ثورة عبرت عن رفض الشريحة الاجتماعية الفقيرة للسلطة الرومانية المتعسفة والمتزلفين من الطبقة الأرستقراطية المالكة.
واستطاعت الثورة ضرب المؤسسات الإنتاجية الرومانية، فأصبح جباة الضرائب يخشون الاقتراب من الأرياف لجمع الضرائب، وانضموا إلى الدوناتيين فكانوا بمثابة الجناح العسكري للحركة، وقد ساندهم القساوسة الدوانتيون وأعانوهم كثيرا.
وفي هذا الصدد لا يزال لحد الآن في الموروث الشعبي في منطقة تبسة وضواحيها الريفية اعتقاد راسخ بأن فقراء المداشر والجياع يساندهم ( الرهباني ) وهوفي المخيال الشعبي رجل أبيض البشرة يرتدي اللباس الصوفي الأبيض وعيناه زرقاوان وفلج الأسنان ويكثر تواجده في الأسواق الشعبية ثم لا يلبث أن يختفي بعد أن يقدم المساعدة من حبوب ومال للفقراء، فما هي الخلفية التاريخة له؟
إن المتمعن في تاريخ المنطقة يرى أن ليس هذا المخلوق الأقرب إلى الجان منه إلى الإنسان سوى ذلك القس الدوناتي الذي كان يجمع الدواري عنده الحبوب فيحملها في جنح الظلام إلى بيوت الفقراء ثم يختفي، فكان الدوناتي يطبق مبادئ المسيحية كما نادى السيد المسيح.
خاتمة
إن الدارس للتاريخ الاجتماعي عليه أن يتوخى العلميّة عند الدراسات السوسيوتاريخية للتفريق بين ما هوسوسيولوجي وما هوتاريخي، وأن ليس كل ما هوفي العرف المعاصر ذا أصول عتيقة في الجزائر القديمة، وليست بعض الظواهر المعاصرة نوميدية المنشأ والهوية.
وبانتشار الإسلام بدأت صفحة جديدة من تاريخ الجزائر، حيث ترك السكان الوثنية إلى المسيحية طواعية ثم اعتنقوا الدين الإسلامي الحنيف، ورغم ذلك بقي الكثير من الإرث النوميدي في العادات والتقاليد للبربر البتر والبربر البرانس شاهدة على قوة وأصالة الثقافة النوميدية ورسوخها عبر التاريخ، ذلك أن الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء بلسان عربي لم يمنع البربر من ممارسة بعض عاداتهم وتقاليدهم التي رأى أنها لا تتنافى مع مبدأ التوحيد.
وبناء عليه تواصلت مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد التي يمكن تلمسها في حياتنا الاجتماعية، ولكن من الضروري للباحثين في مجال الربط بين التاريخ والأنثروبولوجيا ألا يتفاعلوا مع أية ظاهرة معاصرة وألا يطلقوا أحكاما قبل تتبع الظاهرة المدروسة في حقب التاريخ من المصادر المادية والكتابية.
المراجع
1 - هيرودوتس: أشهر مؤرخي الإغريق، ولد بهاليكارناس حوالي 484 ق.م، طاف العالم القديم لمدة سبعة عشر عاما، ثم استقر بأثينا، حيث وضع مؤلفاته هناك، مات حوالي 424 ق.م. عن: علي فهمي اخشيم، نصوص ليبية، ط.2، دار مكتبة الفكر، طرابلس، 1975، ص. 6.
2 - المجتمع اللوبي: تجدر الإشارة أننا نقصد هنا أصل التسمية من منظور تاريخي، ولا نقصد فيها أصل الكلمة في التعريف اللغوي، لأن أصل الكلمة كان قد ورد بصيغ عديدة فصلت فيها دراسات تاريخية كثيرة، فمثلاً نجدها على النحو الآتي في كل من المصادر المصرية وسفر التكوين « لبو و ليباهيم « أما في المعاجم العربية فقد اشتقت من « لوب» أي أرض الجفاف، وبذلك فالتعريف اللغوي للمجتمع اللوبي القديم مناف تماما لواقعه أو قد يصدق على جزء دون آخر، كأن نقول « مجتمع بلاد الجفاف «، وهذا غير منطقي من الناحية التاريخية.
3 - النصوص الهيروغليفية: هي نصوص مكتوبة بالخط المصري الأول، و تعني كلمة « هيروغليفي « الكتابة المقدسة، حيث كان المصريون يعتقدون ان الإله تحوت الذي صوروه بشكل طائر ابي منجل هو الذي اخترعها، وهي كتابة تصويرية، تقرأ من جميع الاتجاهات، وتدون على الجدران في العمارة المصرية القديمة. لمزيد من المعلومات انظر: أنطوان زكري، اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية أصولها وقواعدها )، د. ط.، دار الوثائق المصرية، القاهرة، د. ت.، ص.2. و: محمد حماد، تعلم الهيروغليفية ( لغة مصر القديمة وأصل الخطوط العالمية )، ط. 2، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1991، ص. 12.
4 - اللوحات الحجرية: و تعرف أيضا بالصلاًّيات، وهي جمع مفردها صلاًّية و هي قطعة من حجارة الديوريت الأسود كمثرية الشكل، تسمى صلاية لأنها ذات طابع ديني.
5 - Guy Rachet, Dictionnaire de la civilisation égyptienne, éd. Larousse, Paris, 2001, P. 149.
6 - قبائل الماصيل والماصيصيل: اتحادات قبلية نوميدية، ظهرت التسمية منذ القرن الرابع قبل الميلاد. عن:
- Stéphane Gsell, Histoire Ancienne de l’Afrique du Nord, T: V, Librairie Hachette, Paris, 1927, P.P. ( 95 – 96).D>Après: www.algérie-ancienne.com, Le: 15/07/2007.
7 - محمد البشير شنيتي، الجزائر في ظل الاحتلال الروماني، ج. 1، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1999، ص. ص. ( 14 – 15 ).
8 - محمد حسين فنطر، « اللوبيون وحدة ام شتات قبائل «، مجلة ريبال، ع:12، 2002، تونس، ص. 44.
– Stéphane Gsell, H. A.A.N., Tome: I, Librairie Hachette, Paris, 1913, P. 336.;
9 - البربر: ج. مفرده: بربري، مشتقة من مادة ( بربر ) في اللغة العربية، و تعني: أكثر الكلام جلَبَةً وصياحاً، شاعت في المصادر العربية الإسلامية للدلالة على غرابة لكنة القوم، ولحد الان لا يزال جميع سكان شمال افريقيا يعرفون بها. للمزيد من المعلومات انظر: مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ط. 4، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2004، ص. 46.
10 - عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مج.6، تح: سهيل زكار وآخرون، دار الفكر، بيروت، 2000، ص. 117.
11 - الأفريقيون: ج. مفرده أفريقي، وله جمع تكسير آخر على وزن أفاعلة، و تعني من ينتسبون جغرافيا إلى « أفريقيا «. للمزيد من المعلومات انظر: كولين ماكيفيدي، أطلس التاريخ الأفريقي، تر: مختار السويفي، ط. 1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987، ص. 13.
12 - مازيغ: ورد أقدم ذكر لكلمة مازيغ في مصدر عربي في كتاب « التيجان في ملوك حمير «، فهو من الأسماء العربية. عن: عثمان سعدي، معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية ( البربرية )، ط. 1، منشورات مجمع اللغة العربية، طرابلس، 2007، ص. 3.، وقد ذكر ذلك ابن عذارى المراكشي في كتابه البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ج. 1، بيروت، 1950، ص. 343، أما الرواية فقد وردت ناقصة عند ابن الأثير، للمزيد من المعلومات أنظر: عز الدين بن الأثير، الكامل في التاريخ، ج. 7، ط. 3، دار الكتاب العربي، بيروت،، 1980، ص. 122.
13 - Ammien Marcelin, Histoires, T: IV, Par. 39 ; Pline l’Ancien, Histoire Naturelle, T: V, P. P. ( 52 -54) ; Salluste, Op. – Cit., P. 80 ; Strabon, Op. – Cit., T.: XVII, P. 1.
14 - J. Mazard,c.n.n.m, P. 28.
15 - S. Gsell,.HA.A.N.,T. V, P.46.
16 - تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخ ستيفان جزال كان قد تناول الروابط الاسرية المغاربية القديمة تناولا جيدا لكنه اعتمد أكثر على الأنثروبولوجيا وذلك بدمج الدراسات المعاصرة لزمانه حول البربر في منطقة القبائل الكبرى والريف المغربي وخاصة ما قام به المهتمون بعلم الاجتماع من أمثال بيرك وباسي ولوترنو وديماس مع ما ذكر في المصادر القديمة، فكان يسد الفجوات التاريخية بالأنثروبولوجيا، ورغم محاولاته لم يكن ليفهم جميع عادات المجتمع المغاربي فيفسر – على غرار أسلافه هيرودوتس وبلينوس - تفسيرات غير منطقية مثلا: ظاهرة البغاء المقدس في أولاد نايل كانت أمرا عاديا.(للمزيد من المعلومات انظر: St.Gsell, H.A.A.N.,T: I, P.43, Marge Num.: 2)، ولذلك حرصنا على استقاء المعلومة التاريخية مما كتبه عن المصادر الكتابية والمادية، اما استقراء الأنثروبولوجيا فله مواضعه ولا تتعد غالبا الدراسات المونوغرافية لظواهر محددة جدا يمكن تتبعها في الوقت الحاضر ولا نجدها مذكورة في المصادر القديمة كالوشم.
17 - سالوستيوس، حرب يوغرطة، تر: محمد الهادي حارش، ط. 1، منشورات دحلب، الجزائر، 1991.ص. 143.
18 - Ibid, P.43.
19 - S. Gsell, H. A.A.N.,T. V, P. 46.
20 - Ibid, P. 56.
21 - محمد الصغير غانم، سيرتا...، ص. 230.
22 - محمد البشير شنيتي، التغيرات...، ص. 206.
23 - محمد حسين فنطر، « صناعة الطين المفخور في قرطاج «، مجلة أدوماتو، ع: 1، الرياض، 2000، ص. 60.
24 - S. Gsell , H. A.A.N. ,T. VI , P.28
25 - Ibid , P. 12.
26 - J. Herbert , « Les Tatouages Nord Africains « , R.Af. ,V: 72 , 1931, P. P. ( 66 – 77 ).
27 - اهتم المؤرخ محمد حسين فنطر برصد ظاهرة الوشم داعيا الباحثين إلى إجراء دراسات نظامية يكون قوامها رصد الظاهرة على صعيد مغاربي واستقراء ما قد تطرحه من قضايا مادية ودلالية معنوية مهمة في التاريخ الاجتماعي. أنظر: محمد حسين فنطر، اللوبيون...، ص. 55. وانظر الدراسات الآتية: فاطمة الزهراء الزعيم، الوشم ( تميز هوياتي و نضج جنسي )، مجلة هسبريس، الرباط، جوان 2008، متاح على الرابط:www.hespress.com، تاريخ الزيارة: 12/10/2008، و: محمد المختار العرباوي، « في مواجهة النزعة البربرية وأخطارها الانقسامية «، منشورات اتحاد الكتاب العرب، ع: 398، دمشق، 2005، ص.6. متاح على الرابط: www.awu-dam.com، تاريخ الرفع: 23/02/2007. و: de la région de Gafsa « , Rev.Tun. , 1911 , P. P. ( 32 – 39 ) - E. Gobert , « Note sur les Tatouages Indigènes، و: -Herber , « Le Tatouage du dos de Maroc « , R. Afr. , 1947 , P. 118. و تجدر الإشارة هنا إلى أن دراسة المؤرخ عليها ألا تتجاوز البحث في تواصل ظاهرة الوشم عبر العصور لا البحث في مدلولاتها ورموزها الحالية، لأن الإسلام هذب البربر وأزال هذه العادة، ولكن استمراريتها من باب العرف وليس الدين.
28 - للمزيد من المعلومات انظر:
St.Gsell , H.A.A.N., T: I , 243;G.Camps , Données nouvelles sur les tombeaux du Djebel Mistiri , Libyca , T: VI , 1958-1959, P.P. ( 229-242) , M.Reygasse , Monuments funéraires préhislamiques de l’Afrique du Nord , Arts et Métiers Graphiques , Paris , 1950 , R.Vaufrey , « Le Capsiens des environs de Tebessa « , T: I , Rec. de Cne. , 1936, P.150.
29 - رابح لحسن، أضرحة الملوك النوميد والمور، ط. 1، دار هومة، 2004، ص. ص. ( 213، 229، 257، 271 – 277 ).
30 - سالوستيوس، حرب يوغرطة، تر: العربي عقون، منشورات دار الهدى، الجزائر، 2006، ص. 90.
31 - محمد حسين فنطر، اللوبيون...، ص. 55.
32 - محمد الهادي حارش، التطور...، ص. 132، تزخر المتاحف في الشرق الجزائري بنماذج كثيرة من أدوات الحياة اليومية التي تعكس نمط الحياة الاجتماعية خلال الفترة المدروسة.
33 - G. Camps , « Le bélier à Sphéroide « , Encyclopédie Berbère , T: IX , éd. Edisud , Paris , 1991 , P. 1419. P.
34 - عفراء محمد الخطيب، « علاقات شمال أفريقيا بالصحراء الكبرى ( الحيوانات المتوجة نموذجاً ) «، أدوماتو،ع « 7، الرياض، جانفي 2003، ص. ص. ( 35 – 37 ).
35 - لوكيوس أبوليوس، المرافعة، منشورات تامغنست، 2001، ص. 109.
36 - تعرف في المصادر بثورة الدوارين( Circum Cellas )، أي الذين يدورون حول أهراء ومطامير الحبوب، ولها تسمية أخرى هي ثورة الريفيين، لكن التعريف اللغوي لردة الفعل العسكرية المحلية التي تؤدي لتغييرات سياسية واجتماعية يعرف بالثورة، ومن هنا اعتمدت المصطلح. راجع ( مادة ثار) في: مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، ط. 4، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2004، ص. 102.
37 - كلود لوبولي، كفاح أوغسطين للفقراء، أعمال ملتقى أغسطين،2001، ص. 297.
بيبليوغرافيا ( أهم المصادر والمراجع المعتمدة)
- رابح لحسن، أضرحة الملوك النوميد والمور، ط. 1، دار هومة، الجزائر،2004.
- عفراء محمد الخطيب، « علاقات شمال أفريقيا بالصحراء الكبرى ( الحيوانات المتوجة نموذجاً ) «، أدوماتو،ع « 7، الرياض، 2003.
- سالوستيوس، حرب يوغرطة، تر: العربي عقون، منشورات دار الهدى، الجزائر، 2006، ص. 90.
- محمد حسين فنطر، “ صناعة الطين المفخور في قرطاج “، مجلة أدوماتو، ع: 1، الرياض، 2000.
- كولين ماكيفيدي، أطلس التاريخ الأفريقي، تر: مختار السويفي، ط. 1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987.
- عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مج.6، تح: سهيل زكار وآخرون، دار الفكر، بيروت، 2000.
- محمد حسين فنطر، “ اللوبيون وحدة ام شتات قبائل “، مجلة ريبال، ع:12، 2002، تونس.
- محمد البشير شنيتي، الجزائر في ظل الاحتلال الروماني، ج. 1، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1999.
– Stéphane Gsell , H. A.A.N. , Tome: I , Librairie Hachette , Paris , 1913
- G. Camps , “ Le bélier à Sphéroide “ , Encyclopédie Berbère , T: IX , éd. Edisud , Paris , 1991
- علي فهمي اخشيم، نصوص ليبية، ط.2، دار مكتبة الفكر، طرابلس، 1975.
* تم الاعتماد على مصادر ومراجع متنوعة، ونظرا لكثرتها اكتفيت بسرد أهمها، والبقية مثيتة بدقة في هوامش الدراسة ووفقا لمنهج التهميش المعتمد في مختلف المجلات الوطنية والدولية المحكمة.