هل من مجيب .. ؟

تنشط على الساحة العالمية منظمتان كبريان في مجال الفنون الشعبية تعملان تحت مظلة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يـونـيـسـكو) كمنظمتين غـيـر حكومـيـتـيـن (NGO ) تجاوز عمرهما أكثر من ثلاثين عاما وفي عضويتهما أفراد وفرق فنون شعبية ومؤسسات فنية وهما منظمتا سيوف والمنظمة الدولية للفن الشعبي، وعلى ما في هاتين المنظمتين من تكتلات ومجموعات تمثل تيارات ومدارس فنية وعلميةوقارات وأقاليم وأعراق فإن المجموعة العربية في كلتا المنظمتين ضعيفة مبعثرة غير منتظمة التواجدوبلا هوية وبلا امتيازات قيادية مما يفوت على كل البلاد العربية مكاسب فنية ومعنوية لها قيمة واعتبار في مجالات الاختصاص.
وكان لـ (الثقافة الشعبية) على مدى السنوات الست من عمرها فرصة التعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي تعاونا لوجستيا أتاح لنا التواصل مع كل فروع المنظمة الموزعة على خارطة العالم في أكثر من 161 بلدا إضافة إلى أعضاء المنظمة الذين يعدون في كل أرجاء العالم بالآلاف، وهو امتياز نعتد به وتعاون نسعى إلى تطويره لإيصال رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم.
وكلما طرحت في اجتماعات مجلس إدارة الثقافة الشعبية نتائج نجاحات التعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي في كسب مواقع وصول إلى نقاط أبعد على خارطة العالم وتحقيق تواصل مع علماء واختصاصيين برز أمامنا القصور والتعثر في الوصول بصورة صحيحة ومنتظمة إلى بعض النقاط المتباعدة على خارطة الوطن العربي رغم الجهود التي تبذلها إدارة التوزيع إلى جانب دعم المتطوعين والأنصار ممن يرون في (الثقافة الشعبية) رسالة واجبة الوصول إلى كل مهتم من العرب.
وكم تساءلنا لماذا لا تجتمع إرادة المعنيين بالثقافة الشعبية على تأسيس منظمة أو هيئة عربية كبرى تضم كل الجمعيات والأندية والمؤسسات العربية والأفراد العاملين في المجال لتوحيد الجهود وتكوين تكتل عربي بصوت قوي مسموع يكون له اعتبار ومكانة ذات قيمة في محافل الثقافة الشعبية العالمية ؟
هذا التساؤل كان مشروع دعوة أطلقناها لتوحيد الجهود العربية في مجال العمل لخدمة الثقافة الشعبية العربية بالاتفاق مع الأستاذ الدكتور أحمد علي مرسي رئيس الجمعية المصرية للفنون الشعبية في كلمة افتتاح الملتقى القومي الرابع للمأثورات الشعبية الذي نظمته لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر العربية عام 2009،والتي تشرفت شخصيا بإلقائها صبيحة الأربعاء 28 أكتوبر من ذلك العام،وقد تواصل الحوار بين المعنيين حول تلك الدعوة إلى أن تمخضت الندوة العالمية التي نظمتها (الثقافة الشعبية) في البحرين العام الماضي عن تأسيس المرصد العربي للثقافة الشعبية وهو طموح عربي يقع على المسار ذاته، فإذا كانت ظروف الوطن العربي حينها لم تخدم الاستجابة لتلك الدعوة فقد تبدو ظروفنا العربية الراهنة أقل استجابة نتيجة لما يعصف بالوطن العربي من أحداث وانقسامات، إلا أن حاجتنا الآن لما يوحد ويجمع أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وما علينا سوى الإمساك بطرف الخيط والبدء بالتنادي لأداء هذا الواجب بأناة وموضوعية .. فهل من مجيب ؟