صورة الغلاف الأمامي الرجولة اليافعة
العدد 22 - لوحة الغلاف
جاء في الأثر أن المدن «تتفاضل بالأسواق وكثرة الأرزاق» لذلك اهتم ولاة الأمور بالأسواق وأولوها كامل عنايتهم وجعلوها من المدينة في القلب، قريبة من العامة والخاصة حتى لا يجد المرء صعوبة في قضاء شؤونه.
كذلك اهتم التجار بمسألة البيع والشراء بإعتبارها من الأنشطة الأساسية لإستقامة الحياة.والتجارة، من هذه الناحية تعتبر فنا يحرص الكبير على أن يلقنه الصغار من أبنائه حتى يتابعوا النشاط وتستمر الحياة ولا تنقطع صلة الأجيال اللاحقة بالأجيال السابقة في تدبرهم لأمور حياتهم، وفي هذا السياق تندرج صورة الغلاف.
طفل يمني جالس القرفصاء بلباسه اليمني التقليدي وعمامته على رأسه والخنجر في الوسط من حزامه، أمامه بضاعته تملأ مكاييل مختلفة، وينتظر في نخوة واعتزاز قدوم المشترين ويبدو من خلال نظرته الحادة التي تعكس ثقة في النفس لا حد لها أنه صاحب البضاعة وليس مجرد صبي من الصبيان، إذ يحرص الآباء على أن يعودوا أبناءهم على ذلك حتى يخلفوهم ليس فقط في نشاطهم وفي المعرفة بفنون البيع والشراء وإنما أيضاً في خصالهم وأخلاقهم واعتزازهم بتجارتهم وإحساسهم العميق بالوظيفة التي ينهضون بها داخل مجتمعهم.
إن هذا الطفل لا يمكن أن ندرجه أبداً فيما يسمى باستغلال الطفولة وإنما هو يندرج فيما يتصوره المجتمع لطبيعة استمرار الحياة وتحول النشاط من الكبير إلى الصغير حتى إذا أحوجته الحياة إلى التفرغ لتجارته ألفى نفسه رجلاً. وكم إضطرت الحياة الأطفال إلى أن يكونوا رجالاً منذ نعومة أظافرهم.