فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

فنون الفرق النسائية الشعبية في البحرين

العدد 21 - موسيقى وأداء حركي
فنون الفرق النسائية  الشعبية في البحرين
كاتب من البحرين

استهلال : 

مع مرور الزمن على المجتمع تتكون له تقاليد خاصة وتنمو عند أفراده عواطف تلتف حول هذا المجتمع، ونحن لو رجعنا إلى بداية تاريخ الأغنية في الخليج العربي لوجدنا أن هناك كثيراً من القبائل كانت تؤم هذه المنطقة، وبالأحرى أن هذه القبائل كانت لها بعض الفنون، وقد تبلورت هذه الفنون بشكل أوضح عندما استقر بها الأمر، إلا أنها لم تكن وصلت إلى المرحلة الفنية المتكاملة، فالدفوف والطبول كانت معروفة عند كثير من هذه القبائل، ومعرفتهم لها كانت نتيجة لتنقلهم بين الأماكن القريبة والبعيدة، كما أن انتقالهم لهذه المنطقة كان يشوبه القلق وعدم الاستقرار من ناحية وتعدد اللهجات والعادات في بداية تواجدهم من ناحية أخرى(1).

مقدمة :

البحرين أرخبيل من الجزر في موقع متميز من الخليج العربي يضم (36) جزيرة تقع بين الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية والساحل الغربي لشبه جزيرة قطر، تبلغ المساحة الإجمالية لأراضيه حوالي (706,55) كيلو متراً مربعاً حيث تمثل جزيرة البحرين (%85) من مساحتها وتضم المنامة العاصمة الحالية للمملكة التي تطورت تطوراً كبيرا من قرية بحرية صغيرة إلى عاصمة مهمة محلياً وخليجياً وعالمياً، وعن تسميتها المنامة يقال بأنها كانت موضع نوم اختاره أحد الولاة ليخلد للراحة والسكينة، وقول آخر هو كونها مركزاً بحرياً مهماً يؤمه القادمون والمسافرون عن طريق البحر فكانوا ينامون في المنطقة قبل رحيلهم إلى مناطقهم لذا سميت المنامة بهذا الإسم كونها ميناء هاما لعبور المسافرين(2).

 

 اتسمت الفنون الشعبية في البحرين بطابع التنوع والاختلاف والتجديد ضمن منظومة واحدة من الأداء والإبداع الإنساني، ولن نبحر كثيرا في هذا البحث في موضوع تاريخ البحرين أو جغرافيتها فقد تم تناولها من خلال العديد من المصادر، وقد كانت البحرين عبر التاريخ محط أنظار القوى الاستعمارية القديمة والحديثة التي توالت على حكم البحرين منذ فجر التاريخ. وإن موقع جزر البحرين قد أعطاها أهمية خاصة في كل عصور التاريخ، فهي تمثل أكبر مجموعة من الجزر الآهلة بالسكان في الخليج العربي، وقد كانت محطة للتجارة والعبور لنقل أنواع البضائع من نحاس وخشب فيما بين الخليج والشرق الأقصى، بالإضافة إلى شهرتها بزراعة التمور وأنواع أخرى من الفواكه والخضروات، أما في العصور الحديثة فقد شكلت موقعا هاما في طرق مواصلات الشرق الأقصى بالإضافة إلى كون البحرين أرضا خصبة شكلت واحة كبيرة تختلف عن البيئة المجاورة وتمتاز بكونها مركزاً لصناعة اللؤلؤ، ولذلك فإنها أصبحت أكثر انفتاحاً من جاراتها، كما أن هذه الصناعة ساعدت على كثرة اتصال أهالي البحرين بالعالم الخارجي حيث كانوا يبيعون منتجاتهم من اللؤلؤ، وبمرور الزمن أصبحت للبحرين أهمية لموقعها الإستراتيجي مثل أهميتها كطريق للمواصلات بين أوروبا والهند فترة الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية (3)

 

هجرة القبائل العربية:                                        

إن انتشار الفنون الشعبية في منطقة الخليج العربي يرتبط ارتباطا وثيقا بهجرة القبائل العربية حيث، يرجع بعض المؤرخين نشأة الكويت مثلاً إلى ثلاثمائة عام على أكثر تقدير، حين نزحت إليها جماعة تسمى الـ(عتوب) من قبيلة (عنزة) المعروفة ببسط نفوذها على الأفلاج في نجد منذ القرن العاشر الهجري وعلى أثر معارك ضارية بين القبائل العربية، نزح الكثير من هذه القبائل ومنهم قبيلة العتوب من موضع يقال له (الهدار) في مقاطعة الأفلاج متجهين نحو الساحل، فكانت وجهتهم (قطر) على الساحل الشرقي من جزيرة العرب . وكانت قطر آنذاك تحت سيادة آل مسلم منذ أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ومكث العتوب فيها ردحاً من الزمن إلا أن الظروف جعلتهم يتجهون شمالاً إلى ما يسمى (كوت) بني خالد وكان يضم لفيفاً من عشائر البدو التابعة وبعضاً من صيادي الأسماك، وما أن استقر بهم الأمر حتى تغلبوا على بني خالد بزعامة جدهم الأكبر (صباح بن جابر) مؤسس الكويت وجد الأسرة الحاكمة وخرجت جماعة منهم (آل خليفة) باتجاه الجنوب لتفتح جزر البحرين الحالية، وهكذا أخذت المنطقة بالاستقرار الدائم والتحول المستمر لتصل إلى مكانتها الدولية(4).

 

ينقسم بنو (عنزة) وهي من القبائل العربية المعروفة إلى أفخاذ كثيرة أكبرها جُميلة بالضم، وتنقسم بنو جميلة إلى فصائل أشهرها بنو عتبة وتنقسم أيضاً بنو عتبة إلى عشائر أكبرها آل خليفة، وقد عظمت هذه العشيرة حتى ساوت الفخيذة، فنسب الشيخ خليفة الذي اشتهرت به هذه الفخيذة من عتبة، كان الشيخ خليفة هو وقومه بأرض (الهدار) من بلدان (الأفلاج) من نجد كما ذكرت سابقاً. وكان هو صاحب الرأي فيهم فاستحسن مبارحة نجد فظعن منه مع قومه ونزل بهم (الكويت) في القرن(12) الهجري لأسباب مجهولة ربما كان القصد منها حب الاستقلال والسعي وراء مملكة يكون هو ملكها، وأقام بالكويت إلى أن توفي مأسوفاً عليه من أتباعه ،فتقلد الأمر من بعده ابنه الشيخ محمد بن خليفة، فحصل له من جور وتعديات أمراء بني كعب الذين كان لهم نفوذ ومطامع في تلك الجهات ما زهده في سكنى الكويت وحبب إليه الرحيل فظعن بقومه ونزل بهم في الزبارة من بر قطر. والزبارة اسم موضع على الساحل تجاه جزيرة البحرين من جهة الجنوب، أتتها العرب من كل فج يتجرون في اللؤلؤ، فأتاها الشيخ محمد بن خليفة زائراً ولشراء اللؤلؤ منها  فطابت له الإقامة ورحب به من ساكنيها فظعن من الكويت بمن يلوذ به واستوطن الزبارة، حتى آل الأمر لسكان الزبارة وهم يومئذ آل ابن علي والجلاهمة والمعاودة وغيرهم من عشائر العرب المقيمين هناك بأن كلفوه تقاليد الحكم على بلدهم، وبذلك تم له الأمر والحكم، وتحصن في الزبارة ببناء قلعة عظيمة تسمى اليوم (قلعة مِرير) كان قد بناها في الطرف الشمالي من بر قطر وقد أرخوا بناءها بقولهم (تمت بعزٍ وعون الله حاميها) وذلك سنة (1182) هجري الموافق (1768) ميلادي، وقد تمكن الشيخ محمد بن خليفة من حفظ حكمه على تلك الأراضي وصد المهاجمين، وبقي حاكماً في الزبارة إلى أن توفي بها، فقام بالأمر من بعده أكبر أبنائه الشيخ خليفة بن محمد الذي توفى بمكة المشرفة  سنة (1197) هجري وكان قد أقام أخاه الشيخ أحمد بن محمد على الحكم من بعده وهو الملقب بأحمد الفاتح، وقبل ذلك شرع عدد من العشيرة والأتباع بالاشتغال في التجارة فكانوا يأتون جزيرة البحرين ويشترون منها اللؤلؤ ويسافرون به إلى الهند فيبيعونه ويرجعون إلى بلادهم، وعلى إثر خلاف بين آل خليفة وحاكم البحرين المعين من قبل إيران في ذلك الوقت (الشيخ نصر آل مذكور) نشبت معركة بين الطرفين (ودار بينهم الضرب والطعان وتطايرت الرؤوس عن الأبدان، وصاحت الأبطال على بعضها بأصوات يذوب منها قلب الجبان) ولما تبين فرار آل مذكور هارباٍ إلى (أبي شهر) بإيران، عبر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة إلى البحرين بقومه واحتلها.وذلك في جمادى الثانية عام (1197) هجري الموافق (1782) ميلادي(5).

 

عناصر المجتمع البحريني :

وهكذا نجد مما تقدم ذكره حول هجرة القبائل العربية من نجد إلى الكويت ثم إلى منطقة الزبارة ثم فتح البحرين، فإن هذه الهجرة قد ساهمت في انتقال وهجرة العادات والتقاليد والفنون العربية من شبه الجزيرة العربية إلى مناطق بالخليج العربي.  

وعند دخول آل خليفة البحرين كان يسكنها عدد من صيادي الأسماك ممن يمارسون مهنة الغوص وصيد اللؤلؤ ونفر أخر يشتغل بالزراعة وهم يشكلون في أغلبهم عرب البحرين الذين يتبعون المذهبين السني والشيعي، كما أنه قد عرف عن البحرين كثرة الأجناس والأعراق المختلفة التي تسكن جزرها حيث تشكل البحرين ميناء للعبور والتجارة والانتقال والسفر وطلب الرزق بالإضافة إلى وجود أسواق بيع وشراء الرقيق، كما أن انتقال وهجرة القبائل العربية ساهم في انتقال أجناس جديدة إلى جزيرة البحرين منهم العرب ومنهم العبيد من الرقيق الأفارقة الذين يعملون لدى القبائل العربية ومن طبقة الـ (فداوية) أي المقاتلين في جيوش القبائل العربية ومن طبقة (المواليد) وهم أبناء الخدم والعاملين لدى القبائل العربية ممن عاشوا وتربوا في كنف تلك القبائل وأصبحوا مرافقين لعلية القوم من الأمراء والنبلاء يقومون على خدمتهم وحراستهم والدفاع عنهم.

 

ارتبطت البحرين بسبب موقعها بعلاقات تجارية على مر السنين بالهند، لذلك فإن عدداً من التجار الهنود كانوا يعيشون في البحرين، بالإضافة إلى جاليات إيرانية وهندية وباكستانية وبلوشية، وعدد من النازحين من الدول الأوروبية غير أن المجتمع البحريني قد حافظ على طابعه العربي، ويمكن تصنيف المجتمع البحريني على النحو التالي:

أولاً: السلالات العربية:  

1: العرب البحرينيون وهم يشكلون ثلاثة أرباع السكان موزعين بين طائفتي السنة والشيعة ويتمثلون في الآتي :

عرب أصليون كانوا يسكنون البلاد منذ قرون بعيدة.

عرب نازحون هاجروا إلى البحرين من الإحساء ونجد وقطر بغرض صيد اللؤلؤ والتجارة إبان الفتح الخليفي للبلاد.

2: عرب الهولة: هم إحدى السلالات العربية الأصل التي عاشت في الجزيرة العربية ثم نزحوا (تحولوا) إلى الساحل الفارسي منذ عدة أجيال واستقروا هناك مدة طويلة، إلا أنهم لم يتشيعوا، حيث حافظوا على مذهبهم السني وعلى عاداتهم العربية الأصيلة التي لم يتخلوا عنها، ثم رجعوا مرة أخرى خلال القرن السابع عشر الميلادي إلى الشاطئ الغربي للخليج العربي.  

3: بني خضير:

هم السلالات التي لا تنتمي إلى قبيلة محددة ولا ينتمون إلى الهولة ويسمون بني خضير. وعليه ربما كانوا من بقايا الرقيق الذين ازدهرت تجارتهم في القرن الثامن عشر في منطقة الخليج العربي

4: العناصر العربية غير البحرينية: هناك بعض العناصر العربية غير البحرينية التي جاءت إلى البلاد طلباً للرزق مثل العمانيين واليمنيين والشاميين والمصريين.

ثانياً : السلالات غير العربية.

وتمثل ربع سكان البحرين ويمكن تقسيمها كالتالي :

العناصر الشرقية: وهي العناصر الوافدة من إيران وباكستان والهند وبنجلادش وبلوشستان.

العناصر الغربية: هم الأوربيون والأمريكيون الذين بقوا في البلاد بعد فترة الاستقلال (6).

  

الفنون القبلية في المجتمع البحريني :

 1 - (فن العرضة):

لقد ارتبطت القبائل العربية بعاداتها وتقاليدها الأصيلة دون التنازل عن أي من مقوماتها أو موروثاتها الثقافية، وإذا كان ركوب الخيل ونظم الشعر وفنون القتال والمبارزة هو من العادات المتأصلة في الثقافة القبلية فإننا نجد على المستوى الفني أن فن الـ (عرضة) هو الفن الموسيقي الإيقاعي الغنائي الذي تتفاخر من خلاله كل قبيلة بالتغني بأمجادها وبطولات ساداتها وهي في الأساس رقصة حربية يدعى لها عند الاستعداد لشن الحروب والغزوات في أيام الحرب وهي الفن المسموح به لدى زعماء القبيلة أيضا للتعبير به عن الفرح ونشوة الانتصار لذلك فقد أصبح هناك توظيف محدد لهذا الفن المسموح بممارسته في أيام السلم  أو الحرب وهو ما تعتبره كل قبيلة مفخرة لها عندما ينزل إلى ميدان هذا الفن فرسان القبيلة وقد لبسوا لباسهم العربي الأصيل وقد أشهروا سيوفهم لأداء رقصة رجولية تعتمد على التمايل والانتشاء طرباً  مع صوت الطار والطبل والطوس (وهي أداة معدنية مستديرة الشكل تصدر أصوات الجرس المعدني عند ضربها مع بعضها البعض) في توقيع إيقاعي شجي يمتزج مع صوت رافع الـ (شيلة) بالأبيات الشعرية وهو المغني المفرد والأساسي الذي يقوم بتأدية اللحن الأساسي مبتدئاً من مطلع القصيدة حتى نهايتها ويقوم بتحفيز الصفوف المتقابلة من المؤدين على ترديد تلك المقاطع بالترتيب المتبع في هذا الفن ويسمى الـ (الشيال) وهو صاحب صوت قوي جهوري جميل يتميز بالطبقة العالية من أداء النغمات، تسمى طبقة الـ (تينور) لدى الرجال (tenor) حيث يستطيع توصيل صوته للجموع في الميدان على الرغم من الصوت المرتفع من الآلات الإيقاعية.

الأداء الإيقاعي يعتمد على عدد من الطيران ومفردها (طار) أو (طارة) وأثنين من الطبول الأول يسمى الـ (مخمر) وهو يؤدي الإيقاع الأساسي على الوحدة الأساسية للزمن الموسيقي والثاني يسمى الـ (لاعوب) وهو يؤدي الزخارف الإيقاعية على ضغوط الوحدة الإيقاعية الأساسية أو يقلبها أي الضرب على عكس ضغوط الوحدة الإيقاعية الأساسية مما يضيف تلويناً وزخارف إيقاعية على المسار اللحني، وينفرد هنا أحد المؤدين المتميزين على الطار بأداء زخارف إيقاعية تسمى الـ (صكال) ويسمى المؤدي الـ (صاكول) على إحدى الطيران، وفنياً هو يقوم بإصدار جواب صوت التك الإيقاعي، حيث من المعروف أن بناء الإيقاع يقوم على تواتر الـ (الدم والتك) من الآلة الإيقاعية، يقابله المؤدي على الطبل اللاعوب حيث يقومان بتأدية الزخارف الإيقاعية على تفريعات الضغوط في الميزان الموسيقى مما يضفي طابعاً جميلاً ومبهرا على الأداء العام للمسار اللحني والإيقاعي.

يتقابل صفان من المؤدين مرددين الوزن الإيقاعي واللحني المصاحب لنص القصيدة. وكلمة عرضة تعني إظهار أو إثبات والمقصود إظهار القوة والثبات، وجاءت العرضة إلى البحرين من شبه الجزيرة العربية، وكانت قد نشأت بين البدو، ولا تزال تعتبر أحد أهم ملامح سمات التعبير الأصيل عن عالم البداوة، أما الرقصات فيطلق عليها مصطلح الـ (رزفة) وجمعها (رزيف)، والعرضة كان لها حضور قوي وعلى مدى قرونٍ طوال في مناسبات أخرى، وقد تعمق هذا الحضور خلال القرن العشرين من خلال وظيفتها الرئيسية وقت السلم في الاحتفالات البهيجة بالأعياد والمناسبات الرسمية مثل عيد الفطر والعيد الوطني المجيد، كما تقدم فرق العرضة عروضها أيضا أثناء احتفالات الأعراس الخاصة بأفراد العائلة الحاكمة (7).

 

2 -(فن المراداة) :

يقابل هذا الفن الرجولي فن نسائي يسمى الـ (مراداة) (almurada) تسمح به القبيلة وتعتبره جزءا من موروثاتها الثقافية وتؤديه مجموعة من الفتيات أو النسوة في مناسبات اجتماعية محددة تعبيرا عن الفرح وهي رقصة احتفالية مثلها مثل رقصة العرضة وتعتمد رقصة المراداة أيضاً على نصوص شعرية تتغنى بأمجاد وانتصارات أبطال القبيلة وجمال ورفعة بنات القبيلة، يؤدى من خلال تقابل صفين من المؤديات اللواتي يقمن بترديد غناء النص الشعري في قالب الأهزوجة مع تحرك الصف الأول لملاقاة الصف الثاني في سير منتظم والرجوع إلى الخلف ثم يقوم الصف الثاني بنفس العملية مع توقيع التصفيق باليدين.

 

(المراداة) أغاني ورقصة شعبية جماعية للفتيات فقط، وقد تعني كلمة المراداة الذهاب والعودة أو المراوحة في اللغة الدارجة لأهل البحرين، وقد لا نجد لهذه الكلمة أصلا في اللغة كما لم نجد من يدرك أصلها أو نشأتها، أننا لا نستطيع تحديد أصل أو نشأة هذه الأغاني ولكننا نستطيع القول وبالرجوع إلى الأحداث السياسية والاجتماعية بأن المراداة نشأت من جذور المجتمع البحريني ذاته. فالأحداث والصراعات تركت أثرها ليس في أغاني المراداة فقط بل شملت كل الإبداعات الشعرية على صعيد الأفراح والغوص وأغاني الطفولة وبكل ما يختص بها من احتفالات، لقد استطاعت هذه الأبيات أن تسجل عن طريق الأغنية الكثير من العادات والتقاليد والأعراف والقيم كما حفظت لنا الكثير من الأزياء والحلي، فقد سجلت تلك الأغنيات أحداث ووقائع العصر القديم للبحرين المليء بالصراعات والاضطرابات، ولو قدر لهذا التراث أن يكتب أو يجمع في الربع الأول من القرن الفائت (القرن العشرين) لتفاجأنا بهذا الإبداع الذي تناول كل جوانب الحياة بأحزانها وأفراحها وأحلامها، لقد كان هناك رؤية لكل مشهد من مشاهد الحياة اليومية، كل تلك المشاعر جسدوها في تلك الأغنيات التي استطاعت تغطية كافة الجوانب الحياتية على اختلاف مستوياتها (8).

 

عوامل ظهور الفرق النسائية الشعبية:

هكذا نجد أن القبيلة قد حددت الإطار العام المسموح به لأبنائها التحرك من خلاله للتعبير عن الفرح والأجواء الاحتفالية، وفي حين أنها فنون متقيدة بنمط صارم من الأداء في قوالب نمطية، لذا فإنها لاتعبر عن الطقس الاحتفالي لدى جميع فئات المجتمع من جانب، وهي غير قادرة على التكيف والتبسط لتلبية حاجات الإنسان الفطرية للتعبير عن الفرح والانغماس في الأجواء الاحتفالية الطربية التي تساعده على الانطلاق والانعتاق من صيرورة الحياة اليومية، بالإضافة إلى الرغبة في الغناء والرقص وإشباع الملكات الفنية والغريزية من خلال نصوص تتغنى بالجمال والطبيعة وتعبر عن العواطف الجياشة ولواعج الحب والغرام في مجتمع يفرض عادات وتقاليد صارمة تحول بين لقاء المحبوب بحبيبته وتضع الحواجز بين الرجل والمرأة. هذا إلى جانب أن المجتمع أصبح لديه العديد من الممارسات الاجتماعية التي تحتاج إلى أجواء الفرح والاحتفال والإشهار، ومثال ذلك مناسبات الزواج والأعياد والختان والنذور وغيرها، لذلك برزت الحاجة إلى مجموعة من المؤدين للفنون الغنائية ذات الصفة الشعبية التي تتغنى بنصوص شعرية عامية تعبر عن مناسبات الفرح ويمكن توظيفها في مناسبة مثل مناسبة الزواج، واقتصرت هذه المهمة على عدد من المغنيات والمؤديات من النساء وذلك بسبب الحاجة إلى فنون احتفالية راقصة بعيدة عن أجواء رقصة العرضة المقتصرة على الرجال فقط في أجواء حماسية، وعن فن المراداة الذي يعتبر فناً ينتمي إلى تراث القبيلة ويبرز البراءة الطفولية والعفوية في الأداء مع البساطة في القالب الموسيقي والمسار اللحني، وهكذا فإنه ومع اقتصار الأداء في فني العرضة والمرادة على فتيان وفتيات (رجال ونساء) أبناء القبيلة حيث إن هذه الفنون تمثل إرث الأجيال فقد أصبحت الحاجة ملحة لتأخذ المرأة المولدة التي هي جزء من التركيبة السكانية في مجتمع القبيلة هذا الدور للأسباب التالية:

لعدم وجود عادات وتقاليد قبلية تمنع المرأة المولدة من ممارسة الفنون والغناء والرقص.

قدرة المرأة المولدة على الأداء الإيقاعي والصوتي لما للأجناس من الأصول الأفريقية من قدرات إيقاعية وغنائية بالفطرة.

كون طقوس الزواج مرتبطة بالمرأة وعملية تجهيزها فإن وجود العنصر النسائي الداعم لهذه العملية يعتبر أمرا طبيعياً.

وهكذا برزت إلى المجتمع فرق الفنون الشعبية النسائية في البحرين والخليج العربي.

مناطق التمركز الجغرافي لفرق الفنون الشعبية النسائية :

إن المتتبع لمناطق انتشار فرق الفنون الشعبية النسائية يجدها منتشرة في المدن وفي القرى السنية بسبب ارتباط المؤديات في تلك الفرق بالتركيبة السكانية القبلية من جهة وبالمناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية السنية وهي الفئة الطائفية التي تتقبل الجانب الاحتفالي في طقوس الزواج، ومع مرور الوقت وتطور الحياة الاجتماعية وتحلل الطبقات الاجتماعية التي يمثلها الفداوية أو المولدات مفردها (فداوي) و(مولدة) وهن العاملات في بيوت أبناء القبيلة، (تم توقيع معاهدة منع الرقيق في البحرين عام 1847 من قبل الشيخ محمد بن خليفة الحاكم الرابع للبحرين حكم من عام 1842م وحتى 1869م)(9) وهنا بدأت تظهر إلى السطح تلك الكيانات المنفصلة والمستقلة لفرق الفنون الشعبية النسائية والتي يطلق عليها أسم الـ (عديد) ومفردها (عدة). لذلك نجد أن فرق الفنون الشعبية النسائية متمركزة في مناطق مثل (الحد – قلالي – المحرق – الرفاع  الشرقي – البديع – الزلاق) وهي كلها مناطق تمركز الكثافة السكانية السنية. 

 

عادات وتقاليد الزواج في المجتمع البحريني :

تختلف عادات وتقاليد الزواج في المجتمع البحريني بين المدينة والقرية ففي حين أن عادات الزواج في المدن البحرينية تتميز بالأجواء الاحتفالية والضرب على الطار والطبل وغناء نماذج من القوالب الموسيقية الراقصة، كونها فرصة للتخفف من أعباء التشدد والتزمت التي تفرضه التقاليد، فإن الاحتفال بالزواج في القرية يكون خالياً من أي مظهر من مظاهر الرقص أو الغناء أو الضرب على الآلات الإيقاعية بل يقتصر على أداء بعض القوالب الإنشادية الدينية.

       

تبدأ مراسم الزواج في المناطق الحضرية السنية من لحظة قرار العائلة التي لديها أحد الأبناء المقبلين على الزواج وذلك من خلال تكليف الـ (خاطبة) بمهمة البحث والتنقيب عن الفتاة المناسبة لمستوى العائلة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والحسب والنسب والتقاليد والأعراف السائدة، والخاطبة تتواجد كسيدة معروفة بالخلق والاستقامة وتحافظ على علاقات اجتماعية وطيدة وكبيرة داخل المجتمع ومع عدد كبير من العائلات من مختلف المستويات الاجتماعية،  وهي على علم ودراية بالوسط وبالمستوى الاجتماعي للمنطقة الجغرافية التي تتحرك من خلالها، فيكون الطلب هو التقريب بين العائلات من خلال الزواج والمصاهرة وتلبية رغبة بيت الـ (معرس) أي العريس في التعرف على العائلة المناسبة اجتماعيا مع توافر الأصل الطيب والجمال في الـ (عروس).  وعند حصول الخاطبة على الفتاة وبكل المواصفات المطلوبة تعلم بيت المعرس ليذهبوا للسؤال عن أهل العروس ثم يتوجهون إلى بيت العائلة ليتعرفوا عليهم عن قرب ثم يقومون بزيارة أخرى لطلب يد العروس من أهلها رسمياً وعند الاتفاق يحدد يوم ال (ملجة) (10) أي كتابة عقد الزواج لدى المأذون الشرعي ويطلق علية بلغة الشرع في العرف الإسلامي (عقد النكاح) ثم يقدم الـ (المهر) وهو المبلغ من المال الذي أوصي به في الشرع الإسلامي يدفع للعروس والـ (دزة) هو المصطلح المتعارف عليه اجتماعياً ويعني مجموعة الهدايا للعروس مقدمة من المعرس وتتضمن مجموعة من الملابس والإكسسوارات الخاصة والعطور، وتحدد ليلة الـ (دخلة) أي ليلة الزواج، بعدها تجلب الفرق الشعبية مدة سبعة أيام بلياليها للأسر المقتدرة وثلاث ليالٍ للأسر التوسطة الحال، بحيث تكون الليلة الأولى قبل ليلة الدخلة وتخصص لطقس عمل الـ (حناء) وهو نقش مادة الحناء وهي تصبغ يد العروس بلون أحمر قاني، ثم ليلة الـ (دخلة) أي دخول المعرس على العروس في الـ (فرشة) وهي الحجرة المخصصة للعرس في بيت العروس، ثم يلي ذلك خمس ليالٍ تتواصل فيها الأفراح والليالي الملاح ويتم خلالها توزيع الـ (أجرة) أي الأكلات الشعبية المعدة من (الرز واللحم)على أهل الـ (فريج) أي الحي، يتخلل ذلك زيارات الأهل والجيران لتقديم التهاني والتبريكات وبعد انتهاء فترة الاحتفالات تزف العروس مرة أخرى مصحوبة بالفرقة الشعبية والـ (زغاريد) جمع (زغرودة) وهي الأصوات العالية التي تصدرها النساء بطريقة خاصة تعبيراً عن الفرح والابتهاج(11). ولحظة وصول العروس عتبة باب بيت الزوج يطلب منها الدخول من خلال مشيها على أغصان المشموم الأخضر اللون (الريحان المطيب) أو أغصان البرسيم الأخضر أيضاً(11).  وهو معتقد شعبي يرمز إلى الرغبة في استمرارية هذا الزواج المبارك واللون الأخضر يرمز إلى الزرع والخصوبة والعطاء من الذرية الصالحة مستقبلاً وتيمناً بطالع السعد يطلب من المرأة الدخول برجلها اليمنى تباركاً بهذه اللحظة السعيدة.  

 

إن موضوع الزواج في البحرين قديماً كان يعتمد بالدرجة الأولى على رأي العائلة فلم يكن للفتاة حق في بناء رأي مستقل بها، إذ أن الأهل هم أصحاب القرار وفي بعض العائلات لا تحاط الفتاة علماً حتى بليلة زفافها إلا في حينه.

 

ليلة العرس في المناطق الحضرية تتميز بطقس احتفالي من الدرجة الأولى تعم فيه الفرحة والسرور وذلك بالرجوع إلى النصوص الغنائية التي تبرز ذلك، أما نفس الليلة في القرى والمناطق الريفية فأنها تتميز بطقس احتفالي ديني بالمقام الأول وذلك أيضاً ما تبرزه النصوص الغنائية ذات الطابع الديني في تلك المناسبة، من هنا يبرز تحفظ رجال الدين في القرى على عدم تجاوز الأعراف والتقاليد المتبعة.

 

في ليلة الزفاف في المناطق الحضرية أو المدن تجري الدعوة عن طريق نشر الخبر بين البيوت شفاهة، ثم يجتمع المدعوون من الرجال في بيت المعرس بعد صلاة العشاء مباشرة لتناول الشاي والقهوة، بعدها يتطيبون بماء الورد ودخون العود، ثم تطلق النساء الـ (يباب) أي الزغاريد تعبيرا عن الفرح والسرور داخل بيت المعرس، في حين تقوم الـ (عدة) أي فرقة الفنون الشعبية النسائية بتسخين آلات الطرب الـ (طيران) ومفردها (طارة) على سعف النخيل الجاف خارج البيت، ثم يبدأ المشهد أو اللوحة الاحتفالية الشعبية حيث يقف المعرس بكامل لباسه التقليدي (الثوب والغترة والعقال والبشت) بصحبة والده وإخوته وأعمامه وأخواله وأصدقائه ووالد العروس وأقربائها في صف واحد وتقف خلفهم نساء فرقة الفنون الشعبية للقيام بزفاف المعرس مشياً على الأقدام حتى الوصول إلى بيت الزوجة ،حيث تبدأ الفرقة في غناء أول قالبين من قوالب الغناء الشعبي إيذاناً بالبدء الفعلي لمراسم ليلة الزفاف من خلال أداء وغناء فن الـ (دزة) وفن الـ (العاشوري) وفي حالات كثيرة يتم البدء في فن العاشوري ضمن نطاق منطقة سكن المعرس ثم فن الدزة للإسراع بخطوات المشي وذلك للتباين الواضح في السرعات بين الفنين حيث أن إيقاع الدزة سريع أما إيقاع العاشوري فهو بطيء، وعند بلوغ نطاق منطقة سكن بيت العروس فتتم العودة إلى أداء فن العاشوري ثم عند دخول بيت العروس يتم عزف فن الدزة مرة أخرى، يدخل المعرس وأهله وأصدقائه إلى الفرشة حيث يقوم أهل الزوجة من الرجال بواجب الضيافة من خلال رش ماء الورد والطيب،وبعد تقديم التهاني والتبريكات للمعرس من قبل الحضور يغادرون الفرشة حيث يترك لبعض الوقت مع أهله، بعدها تزف العروس وهي جالسة في بساط تحمله من الأطراف بعض النسوة فيبادر أهل المعرس بالخروج من الفرشة تاركين المجال للنسوة اللاتي يحملن الزوجة للدخول، بعد ذلك يؤدي المعرس ركعتين لله تعالى عند ذيل ثوب العروس.

 

أما ليلة الزفاف في المناطق القروية الشيعية فيبدأ من  نشر الخبر شفاهة بين الناس في القرية ودعوتهم على (العين والعرس) ويعنى بهاتين الكلمتين الدعوة إلى حضور استحمام المعرس في إحدى (عيون الماء العذبة) كعين الدار أو عين أبو زيدان أو غيرها من العيون المنتشرة في البحرين قديماً، وقد يذهبون إليها مشياً على الأقدام إن كانت قريبة أو على الدواب في حال كونها بعيدة، وهناك يستحم المعرس مع عدد من الرجال هم أهله وأصدقائه، يتم ذلك في صباح يوم ليلة العرس وتكون الوجبة المقدمة لهم للغداء هي (الرز المحمر والسمك) وهي من الأطباق الشعبية البحرينية المشهورة، بعد صلاة العصر يزف المعرس طوافاٍ بالأزقة والبيوت في القرية حيث يشارك الشباب والرجال وأيضاً النسوة، فيغني الرجال بالـ (صلوات) وهي نماذج من الإنشاد الديني، وتغني النسوة خلف الرجال بأغانٍ خاصة بهن، يتخلل هذه الزفة مرور المعرس بأقرب مسجد ليصلي به ركعتين لله تعالى أو في بعض الأحيان يمر المعرس بأكثر من مسجد، بعد صلاة المغرب يشارك المعرس في تحضير وتقديم مأدبة العشاء وعادة ما تكون لحماً وأرزاً، بعد العشاء يلبس المعرس حلته ليقدم له الجميع التهاني والتبريكات ليزف مرة أخرى طوافاً بالبيوت لاكتمال المشاركة بالفرحة حتى يصل بيت عروسه ليدخل الحجرة المهيأة للعرس، أما العروس فأنها تزف قبل وصول المعرس لتدخل الحجرة المهيأة للعرس محمولة في سجادة أو حصير مصنوع من سعف النخيل تحملها بعض النسوة، ثم تبقى في الحجرة حتى وصول المعرس، وعادة ما تكون بصحبتها الـ (داية) وهي من النساء المتخصصات في طقوس الإعداد والتحضير لمراسم الزواج(12)

أما العرس في المدينة وبعد الانتهاء من عملية زفاف المعرس من خلال فني العاشوري والدزة تبدأ الفرقة الشعبية في أخذ مكانها المناسب داخل المنزل من خلال الجلوس في الفناء الداخلي ويسمى الـ (حوش)، لتبدأ في أداء نماذج من قوالب الفنون الغنائية الشعبية وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، علماً بأنه في مشهد الزفاف للوصول إلى بيت العروس نجد أن الفرقة تبدأ بفن الدزة وهو يتميز بالسرعة في الأداء، ويترتب عليه السرعة في المشي، وعندما يصل الموكب بالقرب من بيت العروس تبدأ الفرقة في أداء فن العاشوري وهو من الفنون التي تتميز بالسرعة البطيئة في الأداء وله توقيع موزون على الطار والطبل وزخارف إيقاعية ينفرد بها الـ (صاقول) على الطار وعازف الطبل على الطبل اللاعوب.  ويتميز بالطرب والشجن نصاً ولحناً، وفيما يلي سوف نتطرق إلى أنواع الفنون التي تؤديها فرق الفنون الشعبية.

 

(فنون الفرق النسائية الشعبية):

فن الدزة : من الفنون والقوالب الموسيقية السريعة يبدأ مع بداية مراسم الزفاف وينتهي بها، ووظيفته الفنية هي في عملية إشهار الزواج، وتوصيل المعرس أو العروس، وتنظيم جموع المشاركين في طقس الزواج، مع ضبط الخطوات لموكب العرس المتجه لبيت العروس، ويحتوي على زخارف إيقاعية ينفرد بها عازف الطار الـ (صاقول) وعادة ما يؤدى هذا الفن وقوفاً بمصاحبة عدد من الطارات وطبلين يضرب عليهما بالعصي أو بجريد النخيل.وهو إيقاع ثلاثي بسيط يكتب في ميزان (3/4).

نص من فن الدزة :

الله   مع   المعرس   الله   معاه

                     يا نيمتين الصبح سيري معاه 

سيري مع المعرس زين الشباب

                    يا سورة الرحمن سيري معاه(13)

فن العاشوري: من الفنون الإيقاعية الغنائية المشهورة وذو حظوة كبيرة ومكانة عالية بين الفنون الاحتفالية في البحرين والخليج العربي وهو من الإيقاعات المركبة ويدون في ميزان (6/8). 

 

نص من فن العاشوري :

ياليل   ياليل   ياليلاه   ياربي                                                     واويلاه

هب   الهوى  شمّر  الأردان                                               واويلاه

هب الغريبي رمى التفاح بوراقه                                       واويلاه

والعين تبجي على المحبوب وفراقه                           واويلاه

هب لغريبي رماني فوق دجتهم                                       واويلاه

ما دري من الله وإلا من بنيتهم                                        واويلاه(14)

فني الترشيدة والحفال : يتغنى بفن الترشيدة بعد أن تصل الزوجة إلى زوجها في الفرشة، أي الحجرة المهيأة للزفاف، وهذا الفن يؤدى لتهدئة الزوجة وبعث الطمأنينة في نفسها المضطربة.

  نص من فن الترشيدة والحفال :

هب    السعد   هبايب   الأرياحي                     باسايل    العباد    والصلاحي

يا   عروس   عرّست   بسعودها                     يا   عود لرويني    عودها

صبحوا نوره من المشخص شليل  

        ومن بنات الخير عشر مع عشر

جهاز  حصة  عشرة  آلاف تزيد

           ومن بقى  حصة على هذا القدم(15)

 

تتميز رقصة الترشيدة بالتمايل وقوفاً، أما رقصة الحفال فتجلس بعض الفتيات على ركبهن، وشعورهن مضفرة على شكل حبوش أو عجفات (أي الشعر المجعد)، وتضعن فيه المشموم، وتلبسن الحلي على الرأس والصدر واليدين، ثم يتمايلن على ضربات الإيقاع يميناً ثم أماماً ثم شمالاً، وهكذا حتى نهاية الغناء، علماً بأن غناء الترشيدة يؤدى وقوفاً عند باب الفرشة، وتؤدى رقصة الحفال للمقتدرين من الناس وتقام في اليوم الثاني من الزواج.  

 

فن الخماري: يروى أن كلمة خماري جاءت من الخمار الذي تستر به المرأة وجهها حين رقصها، ويلاحظ أن إيقاع هذا اللون من الفنون النسائية في البحرين بطيء السرعة وهو من الإيقاعات المركبة ويعتمد على الضرب باليد داخل الطار (دم) أكثر من أي فن آخر. 

 

تكاد تتشابه إلى حد كبير الرقصة  الفردية في هذا الفن مع باقي الفنون مثل فن النجدي واللعبوني والعربي مع بعض الاختلافات الطفيفة، ويمكننا إرجاع ذلك إلى أن تلك الفنون تنتمي إلى صيغة الإيقاعات المركبة، كما يتميز فن الخماري في ختامه بصيغة (الحداء) بموال تؤديه إحدى المغنيات المتخصصات في هذا اللون وترد عليها مجموعة الكورس بعبارة موزونة (هيا الله) وهي صيغة مطروقة في الغناء العربي منذ القدم، وهو عبارة عن غناء مرسل أو مرتجل حر لا يلتزم بتفعيلة إيقاعية محددة، ولكنه يؤدى على خلفية إيقاعية ثابتة، وقد عرف قديماً عند العرب الحداء في الصحراء لدى القوافل الرحل وذلك على وزن إيقاع مشى الركبان حيث يلتزمون بوتيرة التوقيع الإيقاعي لمشي الجمال. 

 

نص لموال الحداء في فن الخماري :

إن  طحت  ميهود  فلا  مرا  عليه  أحد

حتى الحسب والنسب والغير ظل وجحد

كريت  سورة  قريش  وقل  هو  الله أحد

إن قمت من  طيحتي لا عاد  عارف أحد

آيي   للناس    حية    وأنت    مقصودي

والنار في ضامري  كالضوه  في العودي

حياة   منشي   السحاب   ودارز  العودي

مخلوق  لو   ينبعد  جان   أنت   معبودي

 

نص من فن الخماري :

 

يا     شايلين      لفنوني     

        جسمي  نحل ما  تشوفوني

من  حب  ناس   جفوني     

        ومن حبهم صرت مجنوني

ساروا    ولا    ودعوني    

        وخلو   قليبي   على   هون

دمعي  جرى من عيوني     

           شروا     السحاب    يهلون

يا    سايقين    لضعوني     

        روفوا   بخلي   على  هون

فن النجدي :

        يقول الرواة إن هذا النوع من القصيد وصل إلى البحرين من نجد، حيث استطاع المبدعون في البحرين في وضع صيغ لحنية أبرزته بأسلوبه المتبع حالياً، فجاءت تسميته بفن النجدي، نسبة إلى منطقة نجد في المملكة العربية السعودية، ويصاحب غناء النجدي بنوع من أداء الحداء وفي نهاية الغناء تبدأ المجموعة بترديد لزمة متواصلة (أها) حتى نهاية الموال مع اتباع أسلوب الزخرفة الصوتية.

نص لموال الحداء في فن النجدي :

يا صاح  أحنا  اعتصمنا  بالإله  القوي

اللي على العرش  ما غيره شديد وقوي

قاموا  جنودي  وفتوا  كل  عسم  قوي

(قوموا يا جنودي وفتوا  كل عسم قوي)

وانا  أحمد  اللي  نصرنا  ما ثلمنا الياه

مجراهم سهيل  ومجرانا  النعش والياه

يا رب تنصر حمد  راعي الثنايا والياه

اللي  لطف  بالرعايا  ونال  حظ  قوي (16)

نلاحظ أن هذا الإيقاع يتميز بالبطء عندما يغنيه الرجال، ويأخذ طابع السرعة عندما تغنيه النساء، ويغنى هذا الفن جلوساً على الأرض. أما الرقصة المصاحبة فهي فردية حيث تقف الراقصة للتمايل يميناً وشمالاً، وعندما تسمع صوت الصاكول بالطار تقفز إلى الأعلى بكلتا رجليها، ثم تعاود الأداء الراقص حتى نهاية الأغنية.

 

نص من فن النجدي :

يا حمود ما شفت الخضر

        ما شفت سحاب الشليل

 ماشفت   من   جنه   قمر   

        ما  شفت  من زوله قمر

 ما لوم   من  تاب  وكسر

        ما  لوم  خل  في  خليل

هذا الهوى  يا  من حضر

          هذا الهوى  جذع النخيل

فن اللعبوني :

        ينسب هذا النوع من الغناء إلى الشاعر المبدع محمد بن لعبون، وهو الذي أسس مدرسة اللعبونيات في الجزيرة العربية، ولا ينحصر هذا النوع من الشعر في البحرين على فن اللعبونيات فقط، بل تغنى به أهل البحرين أنواعاً من الفنون المعروفة مثل : الخماري والسامري والعربي، وأيضاً هناك نصوص منه وجدت غير مرتبة في غناء السمر عند أهل البحر في غناء فنون (لفجري)، ولفن اللعبوني رقصة فردية تقوم بها إحدى الراقصات، فتبدأ بالارتخاء وهي واقفة تارةً، وتارةً أخرى بالشد والنط إلى أعلى رافعة كلتا رجليها بعد أداء حركة الانكسار الجسدي، وهي حركة فنية جسدية المقصود منها النزول وملامسة الأرض، فيما تلاحقها إحدى الضاربات على الطار الصاكول.

ويصحب غناء اللعبوني حداء حيث يحدو الحداء أو تحدو إحدى النساء بموال شعبي، وعند نهاية الغناء تقوم المجموعة بترديد لزمة متواصلة (هي يالله) حتى نهاية الموال، مع إيقاع الزخرفة الصوتية.

نص لموال الحداء في فن اللعبوني :

يا صاح زود العنا يرمي المرد بادراك

كم  واحد  طاع  نفسه  وذوبته  بادراك

من شال حمل  العنا  بالزود  زاده نقص

عيب على الحر يحكي في جواب النقص

إن  كنت  بالفقه تقرأ  لا  تجيب  النقص

كم  واحد   تاه  رايه   وانتشب  بدراك

 نص من فن اللعبوني :

  حمام       ياللي      على      نبنوب     

                 في  شيلة الفن  بطارة

بالله     عليك      انحر      الرعبوب       

                 واسجع بفن على دارة

 ون   قالوا   وش   لك   من  المطلوب                              قله  من الولف  زوارة

 الا       تبسم       حسين       الذوب

                حصن فلق عنه محارة

 خده     كما     بارق     من    صوب

                والا  كما فرع  جمارة

 والرف      ناب      يشيل       الثوب     

                ينسف كما شط خوارة

 

 

فن العربي :

ليس هناك فرق بين الخماري والعربي عدا تفعيلة الإيقاع فقط، فالتشابه يوجد حتى في تناول القصيد نفسه، والسرعة والبطء هما اللذان يتحكمان في غناء العربي والخماري.

 

الرقصة: وهو يكتب بألف ولام التعريف، ولكنه يلفظ (لعربي) مجرداً من الألف.

فردية تشبه إلى حد كبير رقصة النجدي واللعبوني، عدا السرعة في سحب الرجلين على الإيقاع، ويصاحب غناء فن العربي غناء فن الحداء، حيث تحدو إحدى النساء المتمكنات الموال مع إيقاع الزخرفة الصوتية.

 

نص موال الحداء في فن العربي :

يا   خلا    الجفا    هنتوا    تشيلوني

انتو   ودادي   بدع    النيل    شيلوني

ركن  الصفاري على ذا الحال  شيلوني

خفين  مسعودي وقلبي لغيركم  ما مال

بالضيج   انا   احمي   بالوغا  لي مال

حطيتكم   لي  لحاجات  الدهر  لي مال

ظنيت  الي  من  برك  حملي  تشيلوني

نص من فن العربي :

حصة  مساج   الخير    زينج        تهايه

ليمن ضحكتي حصة     مبسمج    قماش

ليمن  كشفتي  ساقج      يحيل      المنايا

ليمن  قبلتي   حصة      من الخنه عطايا

 

فن الجلوة :

تقوم بعض العائلات البحرينية بتخصيص يوم واحد من أسبوع الزواج لإقامة حفل الـ (جلوة) وتدعى لهذا اليوم بعض النسوة المتخصصات في أداء هذا الفن، ونص الجلوة يعتمد على القصائد ذات الطابع الديني وقصائد الذكر والمولد النبوي الشريف  قصائد المديح والثناء، وتسمى رئيسة المجموعة الـ (مطوعة) أي قارئة القرآن الكريم، وهي التي تنشد أبيات القصيدة.

 

في هذا الطقس الاحتفالي الذي يخلو من العزف على الآلات الإيقاعية تجلس العروس على كرسي أو مساند قطنية مرتفعة عن الأرض، واضعة كفيها على ركبتيها، وتقوم النسوة بتغطيتها برداء أخضر اللون، يمسك من الأطراف من قبل مجموعة من النساء وهن واقفات، ويقمن بتحريك الرداء من أعلى إلى أسفل فوق رأس العروس، يتخلل ذلك التحريك إنشاد القصيدة الدينية في قالب الأداء الإنشادي الحر والملتزم بإبراز النبر الإيقاعي للوزن الشعري للقصيدة، وتكون العروس في أبهى صورة تبرز جمالها وتألقها وعفتها، مرتدية الثياب الجميلة والحلي الذهبية الغالية الأثمان، ويقول الرواة إن (هدية الصباحية) التي يهديها المعرس لعروسه في صباح اليوم التالي من العرس، والمكونة عادةً من الذهب، تلبسها العروس عند إقامة طقوس فن الجلوة ،أما وقت إجراء هذا الطقس الاحتفالي فهو يكون دائماً في وقت العصر وينتهي قبل صلاة المغرب.

 

نص فن الجلوة :

 أمينة   في   أمانيها          

        مليحة   في   معانيها

  تجلت وانجلت  حقاً         

         سألت    الله    يهنيها

   تحلت بالحلل والتاج

         إليها  خاطري قد هاج

  فيا هاج أيها المحتاج        

        عسى   تنظر  معانيها

  جبين كالقمر ياضي 

        ونور  يشفي  امراضي

 لها رب السما قاضي                         فبالله   خاطري    فيها

  لها حاجب كالأقواس                         وتتمايل   كشبه  الياس

فما من مثلها في الناس

                أبو المختار حظى فيها

 

من أغاني الزواج فن (البسته) :

بعد مراسم زفاف المعرس أمام باب الفرشة، تبدأ الفرقة بغناء أنواع أخرى من الفنون الإيقاعية الغنائية مثل فن الـ (بسته) وهي من الأغاني ذات الإيقاعات البسيطة والألحان الخفيفة التي تبعث على الأنس والسرور، وذات طابع راقص.

  نص فن البسته :

بوراشد      يقول    يا ما    

                سقاني   كاس   الندامة

ضبي  من   الريم  وضاح   

           حالي عسل دوم ينضح

بوصيك   يا خوي لا تحب 

                   خذها   وصية  مجرب

الحب    قاتل     وفضاح                                      حالي عسل دوم ينضح

 

 فن الردحة :

        إن فن الـ (ردحة) هو نوع من الغناء في قالب الأهزوجة تؤديها النساء وهن واقفات يصفقن أثناء تأديتها ويضربن بأرجلهن في الأرض، ويؤدى هذا النوع من الغناء أثناء استراحة الفرقة الشعبية، وعادة ما تكون قبل بزوغ الفجر، كما يؤدى هذا الفن في القرى حيث إن أهلها لا يجلبون فرق الفنون النسائية الشعبية في أفراحهم، لذا فهم يكتفون بمنشدة تنشد، ويردد الحاضرون من النسوة بعدها، ويذكرنا هذا القالب من الغناء بفن المراداة مع الاختلاف في الوظيفة والنص والتشابه من حيث الشكل.

 

  نص فن الردحة.

يأم  الورد  يأم  الورد  عيني          حطي على القصه ورد يالله

جابو المختون من ضحى عيني               كله على شان أم الورد عيني

جابو الجواني من ضحى عيني                كله على شان أم الورد عيني

جابو النفانيف من ضحى عيني                كله على شان أم الورد عيني

جابو التراجي من ضحى عيني               كله على شان أم الورد عيني

نلاحظ أن هذا النص يصف مجموعة الهدايا التي قدمت من المعرس للعروس.

فن الصوت. 

من أداء فرق الفنون النسائية الشعبية

من المعروف أن فن الصوت من الفنون المقتصرة على الرجال في دور الطرب والسمر الشعبية في البحرين وهو الفن الذي برز وبرع فيه الفنان البحريني محمد بن فارس من خلال العزف على آلة العود بمصاحبة الآلات الإيقاعية مثل  المرواس، إلا أن الفرق النسائية قامت باقتباسه وكن يؤدينه بواسطة الطيران والطبول.

صوت يماني :

سلبت      ليلى     مني    العقلا    

          قلت يا ليلى  رحمي   القتلى                  

أيها   العاشق   إن   تكن  صادق                     للسوى  فارق  تغنم  الوصلا

طب كمن طاب في حمى الأحباب                     والزم الأعتاب لا تعب اصلا

والصلاة   دايم   تخشى  أبا القاسم            من  بني  هاشم  خاتم الرسلا

 

زفة العصر في القرية :

        يقوم الرجال ومن ورائهم النساء بزف العريس مشياً على الأقدام إلى عين العودة أو عين ريه أو عين نصر وهي من عيون الماء العذبة التي كانت منتشرة في العديد من قرى البحرين في الماضي، وهم يرددون بعض الأغاني والأهازيج الدينية في شكل موحد ومنظم.

 

من نصوص زفة العصر :

صلي  وسلم عليه               صلوات ربي عليه

محمد   وآل محمد           صلوات ربي عليه

يا جماله   يا كماله          صلوات ربي عليه

الخضر يا بو محمد          صلوات ربي عليه

أما النساء فيحملن معهن الصفائح المعدنية أو صواني الأكل  (للدف عليها) وهنّ يرددن الأغاني التي تنشد في هذه المناسبات ومنها :

 

على  عين  رية  نسيت  مسباحي             مثلك    للثريا    علي    وفاطمة

مريت على المسجد ثلاثة يصلون             واحد عديل الروح واثنين يسلون

 

عند وصول الزفة إلى العين، يستحم العريس وبعض الرجال الحاضرين للزفة، وبعد الانتهاء من الاستحمام يزف العريس إلى بيته، وعند وصول الموكب يقرأ المولد النبوي ويحلق شعر رأس العريس، وتحنى رجلاه ويداه بالحناء، وأثناء حلاقة شعر العريس تقوم النساء بترديد بعض الأغاني منها :

لا تجر الموس على راسه    

        علي بو الحسنين جلاسه

لين  يجي   أبيه  وجلاسه    

          تطلع  اميمته  من  بيته

وتنثر الصندل على راسه

 

زفة الليل في القرية :

        بعد الانتهاء من صلاة العشاء، يحضر جميع المدعوون إلى بيت العريس لتناول طعام العشاء، ثم يقرأ المولد النبوي، وبعد ذلك يزف العريس مرة أخرى إلى عين العودة أو عين ريه لأداء ركعتي الزواج، بعدها يواصل الموكب مسيره إلى بيت العروس، وفي هذه الزفة يحمل العريس، بيده سيفاً، وفي أثناء المسير يقوم أقارب العريس وأصدقاؤه برش ماء الورد على الموكب حتى وصولهم إلى بيت العروس، حيث تستقبلهم النساء بالزغاريد والتصفيق وترديد بعض الأغاني ومنها : (17)

 

أ . سند السيف برى عيني يا حسن              يحفظك الله عن سموم المداخل

 سند السيف داخل عيني يا حسن              يحفظك ربي عن سموم المداخل

 

ب . دوس يا معرس ماني دايس      ومعدلة    لك    على   الهاجس

ولبسوها    على    الهاجس

 دوس   يا معرس   ماني   دايس

طيبوها     على    الهاجس 

وعجفوها       على      الهاجس

 

أهزوجة فن المتورب :

وهو غناء من نوع الأهزوجة يرتبط بعادة من عادات طقوس الزواج في القرية ويتم ذلك بعد دخول المعرس إلى الفرشة حيث يجلس في وضع متقابل مع العروس،

والاثنان ممددان أرجلهما وجهاً لوجه لتقوم الــ(داية) وهي المختصة في طقوس ومراسم الزواج حيث تساند العروس على إتمام التجهيزات المطلوبة على أكمل وجه، حيث تقوم بإلصاق إبهام الرجل اليمنى للمعرس بإبهام الرجل اليمنى للعروس واضعة تحت الأرجل (صحناً) من الزجاج يسمى (ميمجة)، ثم تقوم بسكب ماء الورد الممزوج بنبتة الـ (الزعفران) على الإبهامين، وهنا تقوم النسوة بغناء أهزوجة الـ (متورب)، وذلك فرحة باكتمال مراسم العرس، ثم بعد ذلك تأخذ الداية ذلك الصحن الزجاجي بما فيه من الماء والزعفران لترشه ابتداء من باب البيت حتى باب الفرشة في خط مستقيم، وهذه العادة أو المعتقد يقابله في المناطق الحضرية ما ذكرناه سابقاً وهو دخول العروس بيت الزوجية من خلال مشيها على أغصان الريحان أو المشموم المعطر.

نص أهزوجة المتورب.

أول بدينا بالصلاة على محمد                                        ثانيها        أمير     المؤمنين  

ثالثها  الحسن  ويا   الحسين                                       رابعها      زين       العابدين

 خامسها  الخضر يا بو محمد                         تهنوا     يا    اثنين  العاشقين

على حوض النبي يغسل ثيابه                          على خوص  النخل  ينشر ثيابه

تهنى   الولد    بأول    شبابه                                جعل   البين  غافل ما درى به

 وراش مغضبه  مالش  احجيه                                   احجياتش   على   قلبي  حنينه

وراش  بعيد عن كتر الفراشي                               طول  الليل  أنا  أهمز  واراشي

طول الليل انا وياش في حجيه                              حجيات    الصبي    ويا    لبنيه 

 

تعتمد فرق الفنون النسائية الشعبية في أداء فنونها على الـ (طار) وجمعها (طيران) ويسمى أيضاً الدف الكبير، يتكون من إطار خشبي على شكل دائري يحضر من (زنجبار) تسمى تنزانيا حالياً ويحضر من الهند أيضاً، تغطى جهة واحدة منه فقط  بجلد الماعز، تثبت بداخل الطوق حلقات نحاسية تصدر رنيناً معدنياً، وتوضع إضافة خشبية صغيرة بحجم كف اليد داخل الطوق لكي يسهل الإمساك بها، وعند الاستخدام يتم تسخينها على نار توقد من سعف النخيل الجاف، ويصل عدد الطيران بالفرقة (12) طار يتم الضرب على عدد يتراوح من (8-6) وباقي العدد يكون بالقرب من النار للتسخين استعداداً لعملية التبديل بين فقرات الغناء.

كما تعتمد الفرقة الشعبية أيضاً على آلة الـ (طبل) وهو قالب من الخشب مجوف من الداخل يحضر أيضا من (زنجبار) أو الهند، ويشد عليه من الجهتين جلد البقر، ويوجد منهما نوعان يعملان بنفس الطريقة، أحدهما يسمى الـ (لاعوب) وهو الذي يقوم بعملية الزخرفة الإيقاعية والآخر يسمى الـ (مخمر) وهو يقوم بضبط الوحدة الإيقاعية الأساسية للإيقاع، والإيقاع يعتمد على حركتين أساسيتين يتم من خلال تواترهما تشكيل الطقم الإيقاعي أو النمط أو النسق الإيقاعي المتعارف عليه، وتسمى الحركتان الأولى (دم) والثانية (تك)، يعزف على الطبل إما باليد أو العصي من سعف النخيل.

ويمكن إضافة أنواع أخرى من المؤثرات الإيقاعية وهي التي يصدرها العنصر البشري من خلال التفاعل مع الأداء الموسيقي مثل الـ (التصفيق) ويتم بضرب الكفين مع بعضهما البعض لإصدار فرقعة صوتية ،والـ (ردح) تستعمل فيها الرجل أو (القدم) في بعض الفنون يضرب بها الأرض محدثة كتمة قوية جماعية في كثير من الأحيان تتماشى مع الإيقاع الحسي دون اللجوء إلى استخدام آلة من الآلات الإيقاعية كفن المراداة مثلا. ويندرج تحت هذه الأصوات الإيقاعية الثانوية التي يصدرها العنصر البشري ما يسمى بـ (طرقعة الأصابع) من خلال تشابك اليدين محدثةً صوتاً يتماشى والإيقاع الرئيسي ويستخدم هذا الأسلوب حين حدوث النشوة في الطرب (18).   

 

الرقصات.

 هي جماعية وفردية، في فن الدزة نجدها جماعية من خلال وقوف الفرقة أثناء الأداء مع التحرك والتمايل طرباً مع الإيقاع . أما في باقي الفنون فنجد أن الرقصة فردية في الغالب الأعم(17)، تكون بعض الرقصات الاحتفالية الأخرى مرتبطة ببعضها البعض، فتظهر نمطاً متشابهاً في الرقص، مبنيا على إيقاعات تنتمي للعائلة الإيقاعية نفسها، من ذلك رقصات فنون الخماري والعربي واللعبوني والسامري، وأهمها على الإطلاق فن الخماري، حيث يؤدى في كل المناسبات الاحتفالية وبالذات في اليوم الثاني من احتفالات الزواج التقليدية (19).

 

التنظيم الإداري.

        تتكون الفرقة النسائية من عضوات يصل عددهن في أغلب الأحيان إلى عشرين عضوة أو أكثر، تتفاوت أعمارهن مابين (30- 60) سنة، تتوزع المناصب بينهن حسب الخبرة والسن فكبيرتهن وهي ما تسمى بالـ (رئيسة) يجب أن تكون ذات اطلاع ووعي وخبرة فيما يخص الفرقة وعضواتها، ويصادف في بعض الأحيان أن تكون الرئيسة صغيرة السن، ولكن لديها من الإطلاع والخبرة ما يكفي لتزعم الفرقة، وبموافقة العضوات، ثم يقمن بترشيح من تنوب عن الرئيسة لتحل مكانها عند الغياب أو المرض، كذلك يتم تحديد بعض العضوات من ذوات الخبرة ليكن استشاريات للرئيسة ونائبتها وتسمى هؤلاء العضوات بمصطلح الـ (كراسي).

يطلق على كل عضوة إسم (جعيدة) أي الملتزمة بالفرقة، تتخذ الفرقة من بيت الرئيسة مقراً لها للتجمع، وما يترتب على ذلك من أمور الاستقبال والضيافة، لذلك يتم استقطاع مبلغاً رمزياً للرئيسة يسمى الـ (قلاطة) أي سهم من (المال) يخصم من إجمالي مبلغ التعاقد مع أهل المعرس، كذلك يفترض أن يغطي مبلغ القلاطة شراء وصيانة الأدوات الإيقاعية، وتقوم رئيسة العدة بعملية إبرام العقود الخاصة بإحياء حفلات الزواج شفوياً من خلال عملية تسمى (مقاطع) أي (تتقاطع) مع أصحاب الشأن أي تتفاوض معهم  للحصول على أفضل الأسعار المناسبة، ويتم توزيع المبلغ على أعضاء الفرقة كلٍ حسب أهميته ومرتبته في الفرقة.

هناك أيضاً طريقة أخرى يتم من خلالها اختيار الرئيسة وهو أسلوب (التعيين)، أي أن صاحبة الفرقة تعين خليفة لها، كابنتها أو إحدى قريباتها لتكون رئيسة، وهذا التوارث عادةً ما يكون في حالة واحدة فقط، وهي أن الرئيسة تكون مغنية ماهرة جداً وتورث ما تعلمته إلى إبنتها أو إحدى قريباتها جاعلة للفرقة مغنية ماهرة مثلها تستطيع أن تتبوأ عرش الغناء في الفرقة، وهذا الأسلوب متبع عند الفرق التي تكون عضواتها من عائلة واحدة وتتضمن بعض العناصر القريبة من العائلة نفسها، كأن تكون هذه العناصر من منطقة واحدة أو صديقات مقربات لهذه العائلة.

المناسبات :

        وتشارك فرق الفنون النسائية الشعبية في إحياء حفلات الزواج والأعياد والنذور والختان، ومساهمة الفرقة أو العدة كبيرة في مناسبة الزواج، حيث تشارك الفرقة في يوم الحنة وليلة الزفاف وصباح يوم العرس ويوم خروج العروس من بيت أهلها إلى بيت أهل زوجها حيث تطلق تسمية الـ (الهدية) على هذا الطقس من طقوس الزواج. 

 

أشهر الفنانات المبدعات في الفنون الشعبية :

اشتهر عدد من الفنانات المبدعات في فرق الفنون الشعبية البحرينية نظراً لما لهن من إبداعات وإسهامات فنية تمثلت في قدرتهن على كتابة وارتجال النصوص الشعرية مع الإجادة في الغناء الشعبي من أمثال كلٍ من :

سعيدة بنت ناصر.

بنات سلمان، هما موزان وسلامة الملقبتين ببنات أم سلمان.

 أشهر فرق الفنون النسائية الشعبية البحرينية.

مكية بنت زايد

فاطمة أم راشد

فرقة الفيروز

فاطمة الخضارية

عيدان السهالوة

سعيدة السهلاوي

فرقة العاصفة وغيرها الكثير من الفرق الأخرى.

تجدر الإشارة إلى وجود العنصر الرجالي في الفرق النسائية للقيام بأدوار محددة وهو عرف متبع منذ القدم، ومن أسباب ذلك :

قوة الرجل العضلية التي تمكنه من حمل الطبل ذي الوزن الثقيل لفترات طويلة خلال الحفل.

براعة الرجال في أداء فواصل الزخرفة الإيقاعية على المسار اللحني للغناء المعروف بالـ (صكال) ويسمى الرجل بالـ (صاكول) وهذه العملية تحتاج إلى أيادٍ قوية تتحمل الضرب على حواف الطار لإصدار ذلك الصوت العالي.

الحاجة إلى توظيف الرجل في عملية شد الطبول بسبب ارتخائها خاصة أيام الرطوبة الزائدة.

وجود رجال قد أحبوا الغناء النسائي وتغنوا به بإجادة.

ضرورة توصيل عضوات الفرقة إلى بيوتهن في أوقات متأخرة من الليل وحمايتهن من المضايقات، وعادة ما يكون الرجال في الفرقة من الأقرباء مثل الأخ أو إبن العم أو الزوج.

وفي مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت بعض الفرق النسائية التي يرأسها رجال ممن تمرسوا في الفنون الشعبية بشكل عام ولديهم قدرات قيادية مشهود لها مثل :

فرقة إبراهيم المسعد ومحمد سليمان.

فرقة عبد القادر راشد.

فرقة إبراهيم الشاعر.

فرقة أحمد الكريني. وغيرها الكثير من الفرق الأخرى.

 

يعتبر الفنان الشعبي سعيد بن سلطان الملقب بـ (سعيدان) من أشهر من تغنى بفنون النساء من الرجال وكان يعتبر من أمهر مؤدي الزخارف الإيقاعية على الطار، توفى عام 1973 عن عمر ناهز (80) عاماً تقريباً(20)

 

المتغيرات الاجتماعية في منتصف القرن العشرين.

استمرت فرق الفنون النسائية الشعبية متربعة على عرش الغناء الشعبي حتى الخمسينيات من القرن العشرين، حيث إن المجتمع البحريني استطاع أن يحافظ على عاداته وتقاليده القديمة والمتوارثة، جيلاً بعد جيل، قبل أن تدخل رياح التغيير على المجتمع التي بدأت إرهاصاتها منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي، أما مع دخول عقد السبعينيات فإن المجتمع قد أصبح مستعداً لاستقبال العديد من المؤثرات الخارجية التي كان لها دور كبير في تغيير أنماط السلوك والعادات والتفكير.

 

 وعلى الرغم من تمسك المجتمع البحريني بهويته وثقافته العربية وانتمائه الديني والمذهبي، إلا أن التغيير قد طال الجانب المادي من ثقافة المجتمع، رغبة في الأخذ بأسباب التمدن والإطلاع على الثقافات الأخرى، وكان المد حين ذاك للثقافة الغربية دون منازع، وشهدت فترة السبعينيات طفرة في تغير السلوكيات في المجتمع والتشبه بقشور الثقافة الغربية،   ولم يكبح جموح هذا المد سوى بداية صعود التيار الإسلامي المتشدد في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ذلك لم يمنع جموح المجتمع نحو الجديد من الاختراعات والمبتكرات التي أصبحت تغزو العالم وتغير مفاهيمه نحو مستقبل مفتوح على كل ما هو جديد.

وتزامن ذلك مع انطلاقة جديدة في العمران، وتحديث البنية التحتية للدولة، وارتفاع مستوى الدخل للفرد، وتنوع مصادر الدخل للمؤسسات الحكومية، وبدء عملية التنمية الشاملة للدولة الحديثة، وازدياد حركة السفر والسياحة، ودخول الشركات الاستثمارية العالمية ،وانتشار التعليم الجامعي، كل تلك العوامل مجتمعة ساعدت على عملية التحول في المجتمع البحريني.

 

العوامل المؤثرة في الثقافة المحلية.

تطور وغزو وسائل الإعلام المسموع والمرئي ذي المنطلقات الغربية.

انتشار دور السينما بالمدن في البحرين.

انتشار وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة.

التأثر بفنون الغناء والموسيقى العربية التي تبث من الإذاعات العربية والتلفزة.

البدء في إرسال أبناء البلد في بعثات دراسية للدول العربية والغربية.

انتشار مد الصراعات الفنية الجديدة لفرق الموسيقى الغربية وتأثيرها على الشباب العربي.

كل ذلك أدى إلى اختلاف النظرة لدى الجيل الجديد من الشباب للفنون الشعبية بشكل تدريجي، ولم يتم تدارك الأمر إلا مؤخراً من خلال الإطلاع على تجارب الدول المتقدمة في العناية ورفع شأن المأثورات الشعبية.  

بداية تغير النمط الاحتفالي في المجتمع البحريني.

في نهاية فترة الستينيات وبداية فترة السبعينيات من القرن الماضي بدأ الفن الموسيقي والغنائي في البحرين في الانفتاح على مصادر جديدة من الأداء الموسيقي المقنن من خلال البدء في تكوين الفرق الموسيقية مثل فرقة الأنوار وفرقة نجوم الخليج، واحتضان المؤسسات الأهلية للمواهب الجديدة الشابة مثل جمعية (أسرة هواة الفن) وبدء التحول إلى إحياء الأعراس في قاعات النوادي الرياضية، حيث دخلت آلات موسيقية جديدة مثل الكمان (الفيولينة) والأكورديون والأورج والناي والقانون، وبدء بروز فنانين شباب يغنون الأغاني الحديثة التي انتشرت ولاقت رواجاً في الوسط الفني، هذا بالإضافة إلى دخول الفرق الغنائية الإيرانية التي لاقت رواجاً في محيطها الفني والشعبي لدى الجالية الإيرانية.

مع نهاية فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي نلاحظ أنه يتم إحياء الأعراس من خلال فرقة موسيقية مكونة من المطرب الشعبي العازف على آلة العود الموسيقية بمصاحبة عازف آلة الأورج والآلات الإيقاعية مثل فرقة الفنان محمد البكري أو من خلال دعوة أحد المطربين العرب الشباب المشهورين، ولكن مع دخول الألفية الجديدة من القرن الحالي دخلت تقنية جديدة على حفلات الزواج من خلال أسلوب عرض وتشغيل الأغاني بتقنية الـ (DJ).

 

في تلك الفترة بدأ الاتجاه إلى إحياء الأعراس في قاعات الفنادق الكبرى، مع ما يرافق ذلك من مظاهر البذخ والتبذير التي بدأ المجتمع ينتهجها تلبية لحاجات الأفراد الملحة في إشباع الرغبات من خلال مجتمع استهلاكي يفاخر بالمظاهر المادية التي أصبحت هي المقياس للوجاهة وعلو الشأن. 

 

الفنون الشعبية البحرينية.

على الرغم من انحسار مد وسطوة فنون الفرق النسائية الشعبية في البحرين وتراجعها مع دخول القرن الواحد والعشرين، وتنازل المرأة البحرينية في البداية عن دورها القيادي للفرقة الشعبية، مفسحة المجال للرجل للقيام بهذا الدور منذ فترة الستينيات من القرن الماضي، وذلك بسبب متغيرات اجتماعية واقتصادية هامة، منها انحسار وتغير الأدوار التي كانت تقوم بها فئات معينة من المجتمع، وتغير الدور الذي تقوم به المرأة داخل الأسرة والمجتمع، إلا أن الفنون الموسيقية الشعبية باقية في جذور المجتمع البحريني ورغم التطور الحاصل في المجتمع، ولا يزال هناك من يمارس تلك الفنون بشكل فردي أو جماعي، ولا تزال هناك أسر بحرينية تتمسك بالتقاليد القديمة ولو في أضيق الحدود.

 

التوصيات.

لقد تم تهميش الفنون الشعبية البحرينية من خلال تجاهل الجهات الرسمية والأهلية لهذه الثقافة والموروث الشعبي الجميل، وأصبحت مظاهر الاهتمام تنحصر في الأمور الشكلية أو في المناسبات العامة التي يتم من خلالها عرض نماذج مبتورة من تلك الفنون، وبعد أن ضاع الكثير من هذه الثقافة، لولا تدارك الأمر من خلال عمليات التسجيل الصوتي والمرئي الذي حفظ لنا نماذج نادرة موجودة في أرشيف الإذاعة والتلفزيون، رغم ذلك فإن الأمل هو في أن تتبنى الدولة متمثلة في مؤسساتها المعنية (مشروع إحياء وتسجيل وتدوين وحفظ) هذا التراث للأجيال القادمة وذلك من خلال إنشاء فرقة فنون شعبية تقوم الدولة برعايتها وتوفير كل متطلباتها وهذا مطلب ملح نأمل أن يتم تحقيقه في المستقبل القريب.

المصادر

(1) الأغاني الكويتية يوسف دوخي (ص 17)

(2) الزواج جاسم الحربان (15)

(3) من كتاب أغاني الغوص في البحرين الكاتب وحيد الخان. (ص27- 28- 29)

(4) الأغاني الكويتية يوسف دوخي. (ص33)

(5) كتاب التحفة النبهانية (ص 81-87).

(6) من كتاب أغاني الغوص في البحرين الكاتب وحيد الخان. (ص93- 94- 95)

(7) (الموسيقى في البحرين بول اولسن) (111- 112- 113)

(8) كتاب المراداة الشيخة حنان حسن آل خليفة الوراقون. (ص 5- 7) 

(9) عبدالله بن أحمد محارب لم يهدأ الشيخة مي بنت محمد الخليفة (ص17)

(10) الزواج جاسم بن حربان (ص 45)

(11) المصدر السابق.

(12) المصدر السابق.

(13) من كتاب ذاكرة الأغنية البحرينية

(14) المصدر السابق.

(15) من كتاب ذاكرة الأغنية البحرينية

(16) المصدر (مواويل فرج بومتيوح جمع وإعداد مبارك عمر العماري)

(17) من كتاب ذاكرة الأغنية البحرينية

(18) الزواج جاسم بن حربان

(19)كتاب الموسيقى في البحرين بول اولسن. ص (129) 

(20)كتاب الزواج. ص (127)

مصادر الصور

صورة (1): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية - فيديو

نموذج (A): الموسيقى في البحرين ، بول روفسنج أولسن، الثقافة والتراث الوطني وزارة الإعلام، مملكة البحرين.

صورة (3): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

صورة (4): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

صورة (5): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

صورة (6): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

نموذج (B): الموسيقى في البحرين ، بول روفسنج أولسن، الثقافة والتراث الوطني وزارة الإعلام، مملكة البحرين.

نموذج (C): الموسيقى في البحرين ، بول روفسنج أولسن، الثقافة والتراث الوطني وزارة الإعلام، مملكة البحرين.

صورة  (7): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

صورة  (8): أرشيف مجلة الثقافة الشعبية

صورة (9): مجموعة الآلات الموسيقية ، منزل الفنان أحمد الفردان بقرية سار ، المحافظة الشمالية.

صورة (10): مجموعة الآلات الموسيقية، منزل الفنان الشعبي المرحوم عبدالله المير بمحافظة المحرق.

صورة (11): مجموعة الآلات الموسيقية، منزل الفنان الشعبي المرحوم عبدالله المير بمحافظة المحرق.

أعداد المجلة