الفلكي الشاعر حسين زايد
العدد 21 - أدب شعبي
في هذه السانحة نحاول أن نتعرف على شاعر لمع اسمه بين شعراء العامية من خلال قصائده التي تردد في غنائنا الشعبي وخصوصاً فن االصوتب وفن االختمب الذي تختم به سمرات الطرب والغناء.
الشاعر حسين زايد، اسم ثنائي لا نعرف عنه شيئاً، لا من بطون الكتب ولا من الروايات الشفاهية، لا نعرف اسمه الكامل ولا موطنه ولا عصره ولا سيرته.
سألنا عنه الباحثين في حضرموت فلم نظفر بأية معلومة عنه، وكذلك عمان، فعدنا إلى الاستنباط والاجتهاد والتحليل علنا نظفر بشيء مما يتراكم من معلومات وتحليلات، وأسعفنا التدقيق ببعض الرؤى منذ سنوات، وتحققت الآن مصداقية بعضها.
وفي إطار استفساري عن الشاعر حسين زايد، أخبرني الفنان البحريني إبراهيم حبيب (1)
أنه عثر في حي المنيل بالقاهرة في منزل قديم يبيع قاطنه الكتب القديمة، على نسختين من ديوان حسين زايد، وكان معه الفنان الكويتي يوسف دوخي (2)،
فاشترى كل منهما نسخة، وكان ذلك عام 1972م تقريباً، وقال أنه فقد هذا الديوان بين كتبه وأوراقه الكثيرة، ويتذكر أنه رأى في هذا الديوان العديد من القصائد المغناة في طرب الخليج الشعبي، خاصة بفن االصوتب، بيد أن الكثير من القصائد في هذا الديوان لم يسمع بها قبلاً.
وسألت المرحوم يوسف دوخي فأكد لي صدق تلك المعلومة، وقال أنه كان يملك هذا الديوان ولكنه لا يدري أين هو الآن.
ولم يغب الموضوع عن ذاكرتي واهتمامي، فبحثت كثيراً في المكتبات المتخصصة في بيع الكتب القديمة بالقاهرة وفي المكتبات الحكومية والخاصة المتاحة للإطلاع فلم أصل إلى نتيجة، كما بحثت في العديد من الفهارس التي رصدت الكتب المطبوعة قديماً منذ ظهور الطباعة العربية، فعدت خالي الوفاض.
ورغم تعاقب السنين منذ عقد الثمانينات وإلى الآن لم يجد إبراهيم حبيب هذا الديوان، أما يوسف دوخي فقد بيعت مكتبته بعد وفاته إلى جهة حكومية، ثم امتدت إليها بعض الأيادي فاختلست أثمن ما فيها، ولم يظهر ديوان حسين زايد إلى الآن.
وعدنا إلى المربع الأول لنستشف المعلومات من خلال قصائده الخمس المغناة في التراث الموسيقي البحريني من فن ا الصوتب، فوجدناه يستخدم في شعره كلمات غريبة توحي كأنها من الأسماء المستعملة في الطلاسم والسحر، وخصوصاً في قصيدة ايا من له في الكائنات سريرهب التي غناها المطرب الكبير محمد بن فارس الخليفة (3)
بلحن ا ختمب وسجلها عام 1935م لدى شركة (سودوا) في حلب بسوريا، إذ يقول في بعض أبياتها:
وبحق هطمولٍ شمولٍ شومخٍفي راسها مثل السنان مثيره
ميــمٍ وسلـّم ثم أربـــع صففتهاءٍ شـــــــقيقٍ ثم واو منيره
وبها ســـليمان اعتلى بمراتبٍما نال أحدْ ملكه وكان يديره
ويفهم من هذه الأبيات إشارته إلى ملك النبي سليمان بن داود الذي طلب من الله أن يعطيه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله ما طلب، وسخر له الجن والمردة فيما أعطاه من أمور عظيمة وكثيرة لم ولن يملكها أحد غيره، ونرى الشاعر يتكلم في الأبيات التالية عن (خاتم سليمان) الذي يستطيع من يحمله أن يصنع المعجزات حسب الأساطير الشعبية.
يقول حسين زايد:
لما رتب جا الصخر شلّ الخاتموأخذ به أيــــامٍ قليلـه حقيره
ألقاه وسط البحر والحوت ابتلعفقبضه صيــادٍ بقبضه مريره
فأراد ياكــل ســــمكةٍ فرأى بهاخاتم له من فوق تخت سريره
من برزخٍ واقف لـــــه متوقفخاتم له بين البروج شـــهيره
في سبك هذه القصيدة، تريبك الصياغة الشعرية الغريبة التي لم نعهدها في القصائد الغنائية المختلفة، وتجعلك تحس بشعور غريب مغاير لما تشعر به في تعاطيك مع القصائد الأخرى.
ثم تتأكد وجهة نظرنا حين نتمعن في بعض أبيات من قصيدته ا يا رب سهل لنا المطالبب، حينما نسمعه يقول:
حسين زايد نظـــر عجــايبشاف القمر حين بدا وغاب
يقرا الطلاسـم على الغياهبويضـرب الرمل في التراب
أيــــام يقــــرا لهــم رواتـبأيـــام قــد عــطـّف الكتـاب
ما بعد هذا التصريح من شك، فالطلاسم والرمل والرواتب والكتاب الذي أشار إليه، مفردات تؤكد أن هذا الشاعر ضليع في علم الرمل المرتبط بمراقبة النجوم، فهو بذلك يكون عالماً بالفلك.
وشاءت الصدف أن أطلع على كتاب في علم الفلك من مجموعة الأخ أنور الحريري(4)، وكم كانت فرحتي ودهشتي حينما قرأت اسم مؤلفه (العلامة الشيخ حسين زايد)، فتحققت بذلك أنه شاعرنا الذي نبحث عنه.
ومن خلال المعلومات المدونة في هذا الكتاب توصلنا إلى معرفة بعض الأمور عن الشاعر حسين زايد، فما دام أنه قد طبع كتابه في علم الفلك، فذلك يؤكد أنه على الأرجح طبع ديوانه حسبما بيّنه لنا الفنان إبراهيم حبيب والفنان يوسف دوخي.
أما كتاب العلامة الشيخ حسين زايد في علم الفلك فعنوانه (المطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد)، وقد طبع عام 1304هـ في المطبعة البارونية بمصر، وقد طبعه مؤلفه بنفسه في تلك السنة التي توافق عام 1887م، وهذا يؤكد أنه كان حياً في ذلك العام، وأنه عاش في القرن التاسع عشر الميلادي، ويثبت ذلك ختمه الشخصي الذي يضعه على كل نسخة من الكتاب وإلاّ يعدّ الكتاب مسروقاً، والنسخة التي طالعتها كانت مختومة مما يشير إلى أنه كان لا يزال على قيد الحياة، ليس في سنة الطبع فقط، بل ربما بعد ذلك عندما ختم الكتاب بختمه.
وفي كل المصادر المتاحة وجدنا اسمه (حسين زايد) فقط دون ذكر أي اسم لجده أو عشيرته، بيد أن الأستاذ عمر رضا كحالة انفرد بإضافة لقب (الأزهري) لاسمه، وذلك في الترجمة التي أوردها له في كتابه ( معجم المؤلفين) حيث قال:
ا حسين زايد ( كان حيا 1304هـ 1887م) حسين زايد الأزهري. فلكي. من مؤلفاته: المطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد. طبع بالقاهرة سنة 1304هـ في حياة المؤلف.
هذه المعلومات الموجزة، استخلصها المؤلف من عدة مصادر أشار إليها وهي:
فهرس المؤلفين بالظاهرية (مخطوط)
البغدادي: إيضاح المكنون، الجزء الثاني صفحة 500 (مطبوع)
فهرس الخديوية، الجزء الخامس، صفحة 317 (مطبوع)
- المكتبة البلدية: فهرست الرياضيات، صفحة 61 (مطبوع)
- (م) العزاوي: مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، الجزء 29 صفحة 559 (مطبوع) (5).
والملاحظ أن الأستاذ عمر رضا كحالة صنف حسين زايد على أنه فلكي فقط ولم يذكر أنه شاعر ولم يشر إلى ديوانه، وهذا معناه أن الديوان غير مذكور في الفهارس والمصادر التي إطلع عليها، وأن جميع المصادر المشار إليها صنفته بنفس التصنيف ولم تشر إلى كونه شاعر.
وقبل الخوض في الحديث عن كتاب (المطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد) نشير إلى أن هذا النوع من الحسابات الفلكية (الهيئة) تسمى الأزياج، ومفردها زيج، وهو فرع من فروع علم الهيئة (الفلك)،
يوصل إلى معرفة مواضع الكواكب في أفلاكها لأي وقت فُرض من قبل حسبان حركاتها على تلك القوانين المستخرجة من كتب الهيئة.
ولهذه الصناعة قوانين كالمقدمات والأصول لها في معرفة الشهور والأيام والتواريخ الماضية، وأصول متقررة من معرفة الأوج والحضيض والميول وأصناف الحركات واستخراج بعضها من بعض، يضعونها في جداول مرتبة تسهيلاً على المتعلمين، وتسمى الأزياج.
وقد ورث العرب هذا الفن من اليونان والسريان وترجموا ما وضع فيه من أزياج وقاموا باختباره عملياً وانتقدوه. وبدأ علماء الفلك المسلمون في عمل أزياج جديدة لمواقع النجوم وحركاتها، وساعدهم على القيام بهذه المهمة تشييد المراصد والقيام بأعمال الرصد للنجوم مستعينين بآلات الرصد الفلكية التي أعدها الأقدمون وبآلات جديدة اخترعها الفلكيون المسلمون.
نبذة عن الكتاب:
جاء في عنوان الكتاب ( هذا كتاب المطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد تأليف العالم العلامة الفاضل الفهامة وحيد دهره وفريد عصره من حف بعناية الملك الماجد الأستاذ الشيخ حسين زايد نفع الله به النفع العميم وأثابه بالفوز لديه بجنات النعيم).
وفي بداية هذا الزيج كتب مؤلفه مقدمة جاء فيها:
ا الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا، وجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا، وزين السماء بالكواكب وقدّرها منازل، وحير في الوقوف على حقائقها ألباب العقلاء الأفاضل، والصلاة والسلام على قطب فلك الجمال، عين الوجود ومركز مدار الجلال، سيدنا محمد الساري سره في ملكوت السموات والأرض، وعلى آله وأصحابه ما سارت السيارة في الطول والعرض.
أما بعد، فيقول أسير الشهوات، قليل الساعي كثير الهفوات، المرتجي عفو ذي الفضل المتزائد، الفقير إليه سبحانه وتعالى حسين زائد، إن أهم ما تتجه إليه الرغبات، ونبذل في اقتنائه نفائس الأوقات، علم الفلك الذي كادت تنطمس بيننا معالمه، وتندك في الديار الشرقية دعائمه، أوشك أن يحول نوره، وتأفل من سماء بلادنا بدوره، وقد مضى عليه حين من الزمان، كانت مطالعه آفاق هذه البلدان، فهو أحسن ما تتنافس فيه الطلاب، وتجد في تحصيله أولو الألباب، لأنه أساس تحرير الأوقات، ومناط تعيين أزمنة العبادات، وبه يمكن لأهل كل محلة، معرفة الجهات واستخراج سمت القبلة، وبه يهتدى في ظلمات البر والبحر، وبه يعرف ارتفاع كل عال واتساع كل نهر، وبه تعلم مواسم الأشياء، وتتبين للمتأمل حقائق الأنباء، فضلاً عن توسيعه للبصائر، وترييضه للخواطر، وإرشاده إلى عظيم صنع الباري، في مثل انتظام حركات الدراري، ومن ثم كان أشرف الرياضيات، وفي الدرجة التالية لدرجة الإلهيات، وقد وضع المتقدمون فيه كتباً عديدة، وألفوا فيه تصانيف مفيدة، ما بين مطوّل ومختصر، ومنقول ومبتكر، ولم يحذ المتأخرون في هذا الصنع حذوهم، ولا نحوا في هذا الشأن نحوهم، حتى تحولت المعارف الفلكية إلى البلاد الغربية، ولم يبق بالشرق إلا بقايا كتب بعد أمدها، وتقادم بكرور الدهور رصدها، فيدخل على الحاسب من جراء ذلك بعض فروق، لا يحسن التساهل فيها بعين المدقق ولا يروق،زيادة عما لحقها من التغيير والتبديل، بسبب تداول الأيادي عليها في هذا الزمن الطويل، فوجب على من يتوخى الوقوف على الحقيقة، نبذ هذه الأرصاد العتيقة، والاعتماد على ما تجدد في هذه الأعصار القريبة، وإن لم يخل مأخذه من الصعوبة. وطالما حدثتني نفسي بوضع كتاب على الأرصاد الجديدة يكون سهل العبارة، مشتملاً على حساب الكواكب السبع السيارة،غير أنه كان يمنعني من بلوغ تلك الأمنية، توقعي إقدام أحد على هذا العمل من عارفي اللغات الأجنبية، وحقارة نفسي في جنب رجال هذا الفن الأبطال،فضلاً إلى حاجتي إلى مترجم في كثير من الأحوال، ولم أزل في غياهب هذا التردد أنتظر من يقوم بهذا العبء، وأتوخى من يكون لي إذا قمت به أعظم درء، حتى يئست نفسي من الانتظار، واهتديت إلى من به الكفاية في ترجمة مثل هذه الأسفار، وهو النحرير الفائق، ناظر مدرسة النحاسين حضرة أحمد أفندي حاذق، وقبل الشروع في العمل استشرت من به في هذا المقام اعتزازي، شيخي العلامة الشيخ خليل العزازي، تغمده الله برضوانه وأسكنه فسيح جنانه،فحتم عليّ الشروع، وعيّن عليّ الدخول في الموضوع، فاستعنت الله في وضع هذا الكتاب، الكاشف عن معميات هذا الفن النقاب،وكان الاعتماد في أخذ غالب أصوله على زيج لالند الشهير، لما فيه من الدقة وزيادة التحرير،وأسست حسابه على خط نصف النهار المار بمصر القاهرة، واعتبرته مبدأ لجميع أطوال العامرة، وجعلته على التاريخ العربي تسهيلا للفائدة، واجتناباً للأعمال الزائدة. وقد بذلت غاية الجهد في تسهيله على الطالب، وتحريت تمام التدقيق في تحقيق المطالب، وسميته بالمطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد، ورتبته على مقدمة وتسعة أبواب وخاتمة، وأسأل الله أن يعم به النفع في البلاد الإسلامية، ويوفقنا إلى الأعمال المرضيةب(6).
أما الخاتمة، بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
ا الحمد لله الذي جعل سير الشمس والقمر بحسبان، وجعل تعاقب الليل والنهار أدلّ دليل على وحدانيته وأعظم برهان، والصلاة والسلام على قطب مدار العالم ومركزه، أفضل من رسمت أنواع الكمال في حيّزه، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار، ما توسط النيّران على دائرة نصف النهار.
أما بعد، فقد تم طبع الكتاب الذي يهزأ بقلائد النحور، ويخجل بحسنه الشمس والقمر ويعبث بألحاظ الحور، وتتألف نجوم المعارف من مطالع أفلاكه، وتتناثر درر اللطائف من قلائد أسلاكه، ورفع عن محيا علم الفلك اللثام، ووضع ثمراته على طرف الثمام، الجدير بأن يرقم على صفحات الخد، بصافي اللجين وإكسير العسجد، المسمّى بالمطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد، للعلامة النبيل الفهامة الجليل المشار إليه في مشكلات هذا الفن بالبنان، الراوي من زلال العذب كل ظمآن، من وصله الله بجميل الصلات والعوايد، حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ حسين زايد، وذلك على ذمة المؤلف المومى إليه، أحسن الله إلينا وإليه، بالمطبعة البارونية الأمينة، التي نقطة محيطها من مصر خط السيدة سكينة، ولاح بدر التمام، وفاح مسك الختام، في نصف شهر شعبان المعظم، من عام ألف وثلثمائة وأربعة من هجرة النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وكل ناسج على منواله.
ومذ تم طبعه، وحسن شكله ووضعه، أرخه العالم الفاضل واللبيب الكامل، المغترف من بحر الأدب الراوي، حضرة الشيخ إبراهيم راضي الشرقاوي، فقال:
هذا كتاب من حسين زائدٍ |
|
باهى الزمان به وراق الخاطر 82 651 571 198 4031 |
(تنبيه) إن وجدت نسخة ليس بها هذا الختم تجري عليه المحاكمة حسب الأصول.
نصوصه الشعرية الغنائية الحمينية:
إن سبب بروز اسمه وشهرته هو بسبب تثبيته اسمه في قصائده التي يرددها مطربو الخليج والجزيرة العربية، ولولا هذا التوثيق الذي انتهجه لضاعت قصائده في خضم عشرات القصائد المجهول قائليها في تراثنا الغنائي القديم.
وبين يدينا خمس قصائد له سنحاول من خلالها التقرب من شخصيته كشاعر وكعالم في الفلك:
يا من له في الكائنات سريره (8)
يا من له في الكائنات سريره |
|
الأمر والتدبير هو تدبيره |
تلك القصيدة سجلها على أسطوانة الفنان البحريني الكبير محمد بن فارس الخليفة عام1936م لدى شركة سودوا بحلب، بلحن (ختم).
يا رب سهّل لنا المطالب(9)
والقصيدة التالية فيها من الإشارات ما يؤكد أن الشاعر حسين زايد عارف بعلوم الفلك وضرب الرمل وأنه يمتلك من الفهم والقدرات أشياء أكثر من الشاعرية، وأول من سجل هذه القصيدة على أسطوانة هو الفنان الكويتي الكبير عبد اللطيف الكويتي (10) بمصاحبة عازف الكمان الشهير سامي الشوّا(11) وذلك عام 1929م لدى شركة بيضا فون ببغداد:
يا رب سهل لنا المطالب |
|
واجعل دعانا لك مجاب |
وقد اعتمدنا النص السابق من كتاب (محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج) وهو معتمد على ستة مخطوطات غنائية بحرينية أوردت النص كما يغنى في الخليج ولم نجد فيها أية فوارق في الألفاظ، بيد أن النص الذي غناه (أحمد الكاف) (18) فقد جاء مقصوراً على بضعة أبيات وفيها بعض الاختلافات التى أشرنا إليها .
مطلوب يا مطلوب(19)
أما قصيدة (الوصايا العشر) فقد غناها العديد من المطربين، وسجلها المطرب الشعبي البحريني المرحوم محمد زويّد(20) بفن (الختم) على أسطوانة لدى شركة (سهيل فون)(21) الموجودة بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية:
مطلوب يا مطلوب ارحم سايل |
|
عبدك مراقب أن تكون دليله ما يعتذر من حال ما تنوي له |
والثامنه الصدق كن له باذل |
|
حتى تنال العز والتبجيله |
القلب حـن(22)
ومن قصائده الشهيرة هذا الصوت البحريني السداسي الإيقاع، الذي سجله المطرب الكبير محمد زويد عام 1935م في مدينة بومباي بالهند على أسطوانة من إنتاج شركة أوديون:
حسين زايد يقول القلب حن |
|
مشتاق قلبي لغاية منيتي |
بالعشقه يهيم(23)
وآخر نصوصه المغناة في فنوننا الخليجية، هذا (الصوت السداسي الإيقاع) الذي غناه المرحوم محمد زويد:
حسين زايد بالعشقه يهيم |
|
عشق المتيم سلب عقلي كذاك |
هذه القصيدة حضرمية الألفاظ وتتغنى بتريم المدينة المشهورة في حضرموت، ولكن هناك ملاحظة جديرة بالطرح، وهي مدى صحة نسبة القصيدة لحسين زايد، فالشطر الأول من القصيدة يحمل اسمه، ولكن الوزن في هذا الشطر مختل، ولعل هذا ناتج عن خلل في الرواية، أو أن اسم حسين زايد حشر في القصيدة بدل اسم ناظمها الأصلي، فلو وضعنا اسم الشاعر يحيى عمر اليافعي بدلاً من اسم حسين زايد، وصغنا الشطر كالتالي: ( يحيى عمر قال بالعشقه يهيم) لاستقام الوزن تماماً. ولا بد من التنويه بأن مثل هذا الخلط حدث في قصائد عديدة لشعراء وثقوا قصائدهم باسمهم، ولكن جاء من يضع اسماً آخر بدل اسم قائل القصيدة، ولا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلا إذا وصلنا إلى ديوان الشاعر وتأكدنا من وجود القصيدة فيه، فبذلك يمكن القول ( قطعت جهيزة قول كل خطيب).
يا من أيادينا إليه مدايد (24)
وإضافة إلى القصائد الخمس السالفة المتداولة في الغناء الشعبي الخليجي، وجدنا قصيدة سادسة للشاعر حسين زايد(25) سجلها على أسطوانة لدى شركة طه فون بعدن، المطرب اليمني المعروف إبراهيم محمد الماس(26)، وهي تنضوي في تصنيفها في غرض التضرع إلى الله سبحانه وتعالي وتمجيده وتقديسه، جلت صفاته، وفي الأبيات الأخيرة منها يشكو حسين زايد من الغربة والابتعاد عن الأخلة والأهل، وهو ما يتفق مع المعلومات التي ذكرناها عنه من أنه كثير الترحال والاغتراب.
هذا النص نقلت كلماته من تسجيل الأسطوانة القديمة، وربما جاءت بعض الألفاظ مغايرة عن النص الشعري الأصلي ولكن هذا ما تسنى لنا بالاجتهاد سماعاً، كما أننا لا نجزم بأن هذا هو النص الكامل للقصيدة كما نظمها الشاعر، وهذا القول ينطبق على النصوص الخمسة السابقة التي نقلت في الأصل من أسطوانات.
يقول الشاعر حسين زايد في قصيدته:
يا من أيادينا إليه مدايد |
|
وله علينا بالجميل عوايد |
خلاصـــة:
قد يتساءل البعض حول هاتين الشخصيتين، الفلكي والشاعر، فربما يكونان شخصيتين مستقلتين، وهذا وارد بالطبع، بيد أن استنتاجنا من أنها شخصية واحدة يرتكز على أن حسين زايد الفلكي ثبتت شخصيته من خلال كتابه المذكور، وطباعة كتابه في القاهرة تنسجم مع طباعة ديوانه المفقود، الذي امتلكه كل من الفنان إبراهيم حبيب والفنان يوسف دوخي، طالما هو مقيم في القاهرة، وتوحد شخصية الفلكي والشاعر فيما بين أيدينا من قصائده، من قصائد هذا الشاعر عرفنا أنه فلكي، ولم نجد أي اسم مشابه له في المصادر المختلفة التي اجتهدنا في الوصول إليها.
وهناك العديد من الشعراء الحضارمة الذين استغلوا وجودهم في القاهرة فطبعوا دواوينهم فيها خلال القرن التاسع عشر الميلادي أمثال الشاعر عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس(27) الذي طبع ديوانين ( تنميق السفر و تنميق الأسفار) في نفس الوقت وذلك عام 1304هـ وهو نفس العام الذي طبع فيه حسين زايد كتابه عن الفلك، وسبق للعيدروس أن طبع ديوانه (ترويح البال وتهييج البلبال) في القاهرة عام 1283هـ، ويبدو أن حركة التواصل بين حضرموت ومصر نشطت أكثر من السابق بعد افتتاح قناة السويس التي ربطت بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط عام 1869م في عهد الخديوي إسماعيل(28)
فسهلت لأبناء اليمن خصوصاً من المدن الواقعة على البحر الأحمر وبحر العرب الوصول إلى مصر.
من المعلومات السابقة، نخلص إلى أن حسين زايد كان موجوداً في القاهرة تلك الفترة، في بدايات القرن الرابع عشر الهجري، وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وأنه درس في الأزهر الشريف، وأن أحد شيوخه هو العلامة الشيخ خليل العزازي (29)، وصديقه أحمد أفندي حاذق، ناظر مدرسة النحاسين (30)، كما أن له علاقة بالشاعر الشيخ إبراهيم راضي الشرقاوي(31) الذي قام بتأريخ صدور الكتاب. كما أن الذي قام بخط مادة الكتاب هو الأستاذ حسن العناني.
وفي كتاب (معجم المطبوعات) وفي (الموسوعة الشاملة) أن حسين زائد الأزهري كان موجوداً سنة 1312هـ.
هناك الكثير من المعلومات المفقودة عن شخصية حسين زايد، بدءاً من ميلاده وموضعها، انتهاءً بوفاته ومكانها، مروراً بتنقلاته التي اشتهر بها الحضارمة أكثر من غيرهم في جزيرة العرب، فمن شعره، يتبين لنا أنه عاش فترة في الهند، استمع إلى قوله:
والله لأغزي لكم ذا الليل دن
باشوف من ينفعك من سطوتي
وأدخل بك الهند ما بين البتن
ما بين بونه وحكم السورتي
ومن شعره أيضاً نرجح أنه من أهل حضرموت، وربما من مدينة (تريم)، نستدل على ذلك من قوله:
ســـلام يا ســـاكـن الغنــّا تريــميسعد صباحك بها ويسعد مسـاك
فمفرداته في قصائده تدل على أنه من تلك النواحي الواقعة في أقصى جنوب الجزيرة العربية.
من خلال قصائده المتاحة الآن من شعره، نلاحظ أن أغراضه الشعرية متنوعة ومتداخلة حسبما يتسق مع سياق القصيدة، فقد مزج علم الفلك مع موضوع ديني في قصيدة، ومع غرض عاطفي في أخرى. وقصيدة أفردها بتقديم النصائح والحكم والوصايا، فيما جاءت قصيدتان من مجمل الخمس غزليتين، بأسلوب مشابه لما ينظمه الشاعر يحيى عمر اليافعي وبعض الشعراء الذين أتوا من بعده واشتهروا برفد الأغنية في الجزيرة العربية بالشعر الحميني. أما قصيدته السادسة فهي دينية وفيها شكوى البعد والاغتراب.
وتتبادر إلى الذهن عدة استفسارات عنه، وعن شعره، فقصائده الآنفة كلها مميزة باسمه، فهل له قصائد غير مذكور فيها اسمه، أوأنها مشفوعة بلقب له، وكان ذلك من عادات شعراء الحميني أمثال يحيى عمر اليافعي يلقب نفسه (بو معجب)، و عبد الرحمن العيدروس ( الهاشمي) أو (ابن الأشراف)، والشاعر زين بن علوي الحداد يلقب نفسه (خو علوي) وكثير غيرهم، فهل لحسين زايد لقب خاص به ولم نعرفه؟.
ولكونه درس في الأزهر الشريف، هل كتب قصائد بالفصحى أم اقتصر على الشعر الحميني؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن الوصول إلى حلولها حالما تصل أيدينا إلى ديوانه المعدود الآن في النوادر.
المصادر والهوامش:
إبراهيم حبيب: إبراهيم محمد حبيب، فنان ومطرب وملحن وباحث، ولد في البحرين عام 1947م ، بدأ حياته الفنية عام 1965، يتميز بدفء الصوت والإحساس المتدفق. سجل الكثير من أغنياته في دول الخليج، ألف عدد من الكتب عن مطربي البحرين والخليج واليمن، اعتزل الغناء في السنوات الأخيرة ومارس الأعمال الحرة، ولكنه يقدم برنامج (طربيات) من إذاعة اصوت الخليجب القطرية.
يوسف دوخي: يوسف فرحان دوخي،ولد في الكويت عام 1934م ونشأ في أسرة تعشق الفن وتتعاطاه. أدرك مرحلة الغوص وركب بحاراً في السفن الشراعية التجارية. كان عصامياً عمل على تثقيف نفسه فحصل على شهادة الماجستير وكانت رسالته عنوانها (الأغاني الكويتية) وقد طبعت. حصل على الدكتوراه كما حصل على الأستاذية عام 1989م. شغل منصب عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية بدولة الكويت. كان ملحناً وشاعراً، وقد لحن للعديد من المطربين وقدم بعض ألحانه بنفسه. شغلته الدراسة عن التلحين والغناء. توفي خلال الشهر الأول من الغزو العراقي لدولة الكويت الذي بدأ في 2 أغسطس 1990م، مات بسرطان الرئة في خضم الأحداث. صدر عن شخصيته وفنه أكثر من كتاب.
محمد بن فارس الخليفة: ولد بمدينة المحرق بالبحرين عام 1312هـ 1895م. فنان كبير ومبدع له مدرسة خاصة في أداء الأصوات البحرينية. ينتمي إلى الأسرة الحاكمة بيد أنه عاش في عائلة تحب الغناء والطرب، وأخوته جميعهم مطربين وعازفي عود.
سجل ثلاث مجموعات من الأسطوانات المميزة، الأولى في بغداد 1932، والثانية في حلب 1935، والثالثة في بغداد 1938. قدم وصلات غنائية على الهواء مباشرة في إذاعة البحرين خلال سني الحرب العالمية الثانية. لازالت أغانيه وألحانه الكثيرة متداولة بين عشاق مدرسته الفنية وتلامذته. توفي ودفن بمقبرة المحرق في 23 نوفمبر 1947م. صدر عنه كتاب (محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج).
أنور الحريري: أنور منصور الحريري، من مواليد مدينة المحرق 1963م. باحث بحريني مهتم بجمع الكتب القديمة ويملك مكتبة تراثية ضخمة.
كحالة، عمر رضا: معجم المؤلفين ذ الجزء الأول ذ صفحة 610.
زايد، حسين: المطلع السعيد في حسابات الكواكب على الرصد الجديد- صفحة2.
المصدر نفسه: صفحة 91.
العماري، مبارك عمرو: محمد بن فارس أشهر من غنى الصوت في الخليج ذ ج2 القسم 2 ذ صفحة 70.
نفس المصدر: صفحة 69.
عبد اللطيف الكويتي: عبد اللطيف عبد الرحمن العبيد، مغن كويتي شهير، ولد بالكويت عام 1904م. أول مطرب خليجي يسجل أغانيه على أسطوانات وذلك عام 1927م لدى شركة بيضا فون ببغداد. سجل الكثير من الألوان الغنائية الخليجية في مئات الأسطوانات والتسجيلات ووسائل الإعلام المختلفة. زار الكثير من البلاد العربية والأجنبية وغنى في إذاعاتها. انتقل إلى رحمة الله في 12 فبراير 1975م.
سامي الشوا: سامي أنطون إلياس الشوّا، ولد في حلب عام 1887م، نشأ في عائلة تعشق الموسيقى. حاذق في عزف آلة الكمان. في عام 1903م هاجر إلى مصر فلاقى نجاحاً كبيراً وتشجيعاً حتى لقب بأمير الكمان. زار أشهر عواصم العالم وعزف بكمانه بحضرة كثير من الملوك والأمراء والرؤساء. كتبت عنه القصائد من كبار الشعراء أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران. توفي في ديسمبر 1965م.
يا رب عبدك إليك تاب: في أداء أحمد الكاف (الله يا منشي السحاب).
نظر: في أداء أحمد الكاف ( رأى).
بدا: في أداء أحمد الكاف ( أبدا).
البيت كما أداه أحمد الكاف:
لى كان يقرا لهم رواتباليوم قد طبّـــق الكتـــاب
هذا البيت انفرد به الكاف في أدائه.
أنت هايب: في أداء أحمد الكاف ( لا تعاتب) وهو الأصح.
هذا البيت والذي يليه انفرد بهما أحمد الكاف في أدائه.
أحمد الكاف: منشد حضرمي معاصر حسن الصوت.
محمد بن فارس: المصدر السابق ذ صفحة74.
محمد زويّد: ولد بمدينة المحرق عام 1900م. تتلمذ على يد أستاذه الفنان الكبير محمد بن فارس وحفظ منه أغلب أغانيه وألحانه وسجلها فيما بعد. هو مدرسة في غناء االصوتب. أول بحريني يقوم بتسجيل أغانيه على أسطوانة وذلك ببغداد 1929م. كثير الإنتاج وعاصر التطورات الإعلامية الكثيرة واستفاد منها. زار العديد من البلدان العربية وسجل فيه وأقام الحفلات الغنائية. محبوب جداً وله شعبية كبيرة وتلاميذ ينتهجون مدرسته الغنائية. توفي ودفن بمقبرة المحرق في 5 يونيه 1982م.
سهيل فون: شركة إنتاج للاسطوانات أقامها صاحبها محمد بن سهيل من قبيلة بني قتب، وهو إماراتي الجنسية، أقامها بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية. سجل للكثير من المطربين البحرينيين وغيرهم. ببعد عدة سنوات أقفل شركته وجاء إلى البحرين. عاد إلى بلاده وأفتتح مؤسسة مماثلة اسمها (صوت الخليج) ومكث هناك إلى أن وافته المنية هناك. مطرب وملحن ويكتب الكلمات الغنائية. سجل عدة أسطوانات لنفسه.
محمد بن فارس: المصدر السابق ذ صفحة 72.
نفس المصدر: صفحة 72.
نقلت كلمات هذه القصيدة من أسطوانة شركة طه فون للمطرب إبراهيم الماس..
كان للباحث الموسيقي الكويتي السيد أحمد الصالحي الفضل في وصولنا إلى هذه الأغنية الموجودة في موقعه الالكتروني (زرياب).
إبراهيم محمد الماس: فنان يمني من مواليد مدينة كريتر عام 1901م. نشأ بها وتلقى دراسته في مدارسها الرسمية ثم التحق بوظيفة حكومية. والده محمد الماس مطرب قديم وله أغان مسجلة على أسطوانات، لذلك نشأ إبراهيم في بيئة فنية أتاحت له فرصة تعلم العزف على العود والغناء. سجل أول مجموعة من أسطواناته لدى شركة (أوديون). كان خجولاً ميالاً للعزلة. توفي عام 1966م.
عبد الرحمن مصطفى العيدروس: شاعر يمني كتب الشعر الحكمي والحميني. صوفي النزعة. ولد 1136هـ 1724م في تريم بحضرموت، كثير الترحال، سافر إلى الهند والحجاز ومصر وفلسطين وسوريا وتركيا واليونان. استوطن القاهرة عام 1174هـ وغدى فيها أوحد وقته حالاً وقالاً كما يقول الجبرتي. وتوفي بالقاهرة عام 1192هـ 1778م. له من المؤلفات أكثر من خمسين.
(المصدر:الأعلام، لخير الدين الزركلي - المجلد الثالث- صفحة 338).
(تاريخ الشعراء الحضرميين، الجزء الثاني- صفحة 189).
الخديوي إسماعيل: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي الكبير، خديوي مصر. ولد في القاهرة 1245هـ 1830م وتعلم بها ثم في فرنسا. ولي مصر سنة 1279هـ كان مولعاً بالهندسة والرسم والتخطيط فأتجه إلى تنظيم المدن وإنشائها. في أيامه أدخل التلغراف والسكك الحديدية وبنيت الإسماعيلية وأنشئ المتحف المصري والمكتبة الخديوية وتألفت شركة المياه والغاز، وتم حفر قناة السويس. وأنشئت المحاكم المختلطة وأنشأ حكومة دستورية. عزل سنة 1296هـ 1879م . قضى بقية حياته في أوربا وتركيا إلى أن توفي بالأستانة 1312هـ 1895م.
( المصدر: الأعلام، لخير الدين الزركلي. المجلد الأول. صفحة 308)
خليل العزازي: خليل إبراهيم حسن العزازي، من علماء الأزهر البارزين. كان بارعاً في العلوم الشرعية وعلم الفلك. له مخطوطات في علم التوحيد والفقه والنجوم والجغرافيا. توفي 1303هـ.
ناظر مدرسة قليوب سابقاً.
43.إبراهيم راضي الشرقاوي: شاعر مصري كان حياً 1322هـ 1904م، ولد في محافظة الشرقية وتوفي بالقاهرة. حفظ القرآن صغيراً ثم التحق بالأزهر. عمل مدرساً بمدرسة راتب باشا بالقاهرة. له ديوان (السلسلة الذهبية في مدح الملوك والعترة الراتبية)
( المصدر: معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين).