الطنبورة
العدد 19 - موسيقى وأداء حركي
آلة الهارب الموسيقية المعروفة في الأوركسترا الحديث و هي آلة موسيقية تطورت عن آلة الصنج الوتري وهي آلة مصرية بحتة، عرفها قدماء المصريين منذ الأسر الفرعونية الأولى، وهي أقدم الآلات الوترية عندهم. بل كانت هي الآلة الوترية الوحيدة التي عرفتها الدولة القديمة واتخذتها أحد العناصر الثلاثة الأساسية التي تتألف منها الفرقة الموسيقية حينذاك،التي هي المغني والعازف بالصنج (الهارب) والزامر بالناي.
وآلة الصنج تتألف منذ بدايتها من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الصندوق المصوت والرقبة والأوتار. وتختلف عن سائر الآلات الوترية في أن أوتارها تنزل عمودية على صندوقها المصوت ، بينما تكون الأوتار في بقية الآلات الوترية الأخرى موازية للصندوق وتطورت هذه الآلة عند قدماء المصريين فكبر حجمها وزاد عدد أوتارها حتى تراوح بين التسعة والأربعة عشر وتراً1، في حين بلغ عدد الأوتار في آلة الهارب الحديثة ما يقارب خمسة وأربعين وتراً بعد أن تم تطويرها وإدخال الكثير من التعديلات عليها في الدول الأوروبية.
وتوجد نسخة قديمة من هذه الآلة منتشرة في دول الخليج العربي تسمى آلة الطنبورة، وهي من الفنون الشعبية البحرينية التي اختلف حولها الباحثون من حيث نشأتها وطريقة انتشارها، وهي نوع من الغناء والرقصات الموقعة على نغمات آلة الطنبورة وعدد من الآلات الإيقاعية حيث نجد فن الطنبورة وهو من فنون الزار وله طقوس خاصة تزاول في بيوت خاصة تسمى (المكيد) يديره رجل يسمى (راعي المكيد) ، وهذا النوع من الفنون يزاول في جميع بلدان الخليج، كما يزاول في النوبة في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، إلا أن طقوسه تختلف عن الطقوس المؤداة في الخليج العربي2. ترتكز نشاطات الفرقة على بيت المكيد أو (بيت العدة) وهو مكان يولى الجانب الكبير من الاحترام وتقام فيه استعراضات الطنبورة، ويحتوي البيت على الآلات الموسيقية بشكل دائم بالإضافة لعلاجات الأعشاب ومستلزمات الطقوس مثل ماء الورد ومداخن التبخير وأنواع مختلفة من البخور3.
وتصنف آلة الطنبورة على أنها من بين الآلات الوترية المعروفة (بالقيثارة) وتسمى محليا (الطنبورة) نسبة إلى إسم الفن نفسه، وكانت القيثارات منتشرة على نطاق واسع في العصور القديمة، فقد اتضح من خلال الموجودات الأثرية التي تم التنقيب عنها، مثل الدلائل التصويرية والوصاف الأثرية، أن القيثارات كانت موجودة في سومر ومصر واليونان وألمانيا وغيرها من الحضارات، أما في العصر الحديث فقد انحصر إنتاج القيثارات على حضارات إفريقيا الشرقية، وحتى الآلات التي وجدت في مناطق أخرى كالمملكة العربية السعودية أو جنوب العراق أو الخليج العربي وحتى على الساحل الفارسي والهند، فقد جلبت جميعها بواسطة قاطني شرق إفريقيا، حيث تعتبر الطنبورة قيثارة شائعة جداً في إفريقيا الشرقية وتسمى في تلك المناطق (التـنبور أو التـنبورة) ولكن يبدو أن موطنها الأصلي هو النوبة والسودان، وهكذا نجد أن عازفي الطنبورة في البحرين هم أولئك المنتمون لأصول إفريقية، ويمكن للطنبورة أن تعزف في مختلف المناسبات، ويمكن أن نذكرهنا بما أشارت إليه شهرزاد قاسم حسن (1975 ص 94) عن فرقة آلاتية وثيقة الصلة بطقوس النوبان، طقوس يمارسها السود في احتفالات عدة: لتهدئة الأرواح أو للتخلص من الأوبئة، وأثناء أيام الحداد أو إصدار الحكم، أو حين يقع خسوف أو كسوف أو غيره من المناسبات والاحتفالات، كما يمكن للفرد أن يقوم بعزف منفرد على الطنبورة لمرافقة الأغاني المتعلقة بالمناسبات المذكورة، فالطنبورة موسيقى حرة، لا تربطها التواريخ أو التقاويم، ولا تربط أيا من المناسبات التي تعزف فيها4.
ويأتي ذكرها في أحد المراجع على أنها (النوبان) أو الرقصة النوبية أو رقصة (الخيط والمنجور) وهذه التسمية تحدد المنبع الأصلي القديم لهذه الأنواع من الموسيقى والغناء والرقص والتي لها جماهيرها الخاصة في غالبية بلدان الخليج العربي، ومصدرها إفريقي وهي رقصة شعبية نوبية الأصل منذ القدم من أرض وادي النوبة بين مصر والسودان في منطقة يجتازها نهر النيل بشلالاته وجباله وغاباته، وبالتحديد منطقة كردفان وجبل السود في السودان، وقد انتقلت إلى بلدان الخليج العربي عبر السواحل الشرقية من إفريقيا (الصومال وزنجبار والحبشة والسودان ومصر) وقد يرجع سبب انتقال هذه الرقصة من وادي النوبة إلى تلك المناطق إلى عصر الفراعنة حيث كانت تلك المناطق جزءاً من مملكة الملكة (حتشبسوت) والتي كانت تنتقل إلى مناطق من الصومال وتقيم فيها الحفلات والولائم فأضحت هذه الرقصة من الرقصات المتأصلة في فنون هذه المناطق، وبسبب وجود وتنامي العلاقات التجارية وأسواق النخاسة بين بلدان الخليج العربي والصومال والزنجبار منذ مئات السنين، فقد انتقلت هذه الرقصة إلى الخليج مع العبيد، ومن جانب آخر نجد علاقة الصومال باليمن (وذلك بحكم التجاور الجغرافي) كذلك بين السودان ومصر مع الحجاز، كل ذلك ساهم في انتقال هذه الرقصة عبر الجزيرة العربية الى سواحل الخليج العربي، ونجد الأدلة على ذلك في بعض أغاني وألحان هذه الرقصة، مثل (بلدي بانوبة) و(عبدالخيرى سوى عزومة في جبل الطور) و(سلوم يالغالي ودوه يبيعونه) و(على الله يالعيدروس) و(منصور ولد اليماني) و(مدينة يا مدينة) و(صلوا على بوفاطمة) و(غربتي بالله ياسائل) و(سوى بي لونجا ياجميلة)5.
في حين يعتقد المؤرخون أن الطنبورة أو القيثارة أو الكنارة كان مصدرها الأول منطقة ما بين النهرين وأن الطنبورة بجزئها المصوت الذي اتخذ شكل الصندوق كانت قد ظهرت في سومر حوالي (ألفين وسبعمائة) سنة قبل الميلاد، وقد درس المؤرخون الانتشار الجغرافي لهذه الآلة وامتدادها نحو مصر القديمة واليونان وشرقي المتوسط، فالقيثارة التي ظهرت في مصر مع قدوم الهكسوس (1700- 1580 ق . م تقريبا) انتقلت في وقت لاحق إلى أوروبا، علماً أن الآلة كانت معروفة جيداً لدى العرب في القرون الوسطى، ففي القرن العاشر الميلادي أشار إليها (الفارابي) معلقاً على تداولها بين الناس في بغداد، وعبر التاريخ استخدمت الطنابير أو القيثارات في العديد من الأطر والمناسبات ففي إفريقيا مثلاً نجدها آلة بمفردها تصاحب الغناء وتتصل بمناسبات كثيرة منها المشاركة في الطقوس الدينية وطقوس تملك الأرواح، فهي تعتبر من الآلات التي تساعد على الشفاء، كما نجدها في مناطق أخرى من إفريقيا تخدم وظيفة مزدوجة لإحياء الاحتفالات الشعبية وللمشاركة في طقوس تملك الأرواح التي منها طقوس الزار مثلاً، وعلى سبيل المثال ففي غرب كينيا حيث تعتبر القيثارة من أدوات طقوس الشفاء نجدها تستخدم في الأعراس متممة بذلك لأغراضها الترفيهية والروحية على حدٍ سواء.
وفي المجتمع التقليدي السوداني قد تكون القيثارة من أكثر الآلات الوترية تداولاً وتستعملها جماعات شعبية وقبلية عديدة تطلق على الآلة أسماء متعددة منها إسم (الطنبورة) لدى النوبيين و (المحس) و (الشايقية) في الشمال و(البريمبيري) لدى النوبة في الغرب و(البنغيا) عند جماعة البيرتا إلى ما هنالك من مسميات أخرى متعددة، وهي تستعمل في طقوس الشفاء للأفراد الذين تتملكهم الأرواح الشريرة بجانب وظيفتها الترفيهية في الرقص والغناء، أما بالنسبة لمنطقة الخليج العربي في جنوب العراق وفي الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان فإن الطنبورة تعتبر فناً من فنونها الشعبية ويطلق إسم الآلة على الفن نفسه ويطلق عليه العديد من المسميات مثل (طنبورة، طمبورة، خيط، نوبان، طمبرة، طنبرة، مزيزة) وتستخدم أيضا في طقوس طرد الأرواح الشريرة المعروف محليا بإسم (الزار) إلى جانب استخدامها في الاحتفالات الشعبية مثل الأعراس والنذور والحفلات العامة6. كما تصور المنحوتات في منطقة سبأ باليمن المشاهد الموسيقية في يمن ما قبل الإسلام حيث نجد أن الكنارات وهي العائلة التي تنتمي إليها آلة السمسمية والطنبرة هي الأبرز بين الآلات الوترية التي صورت مناظرها في الأثار الباقية7. كما أن هذه الآلة تعرف بــ (السمسمية) في مصر ومدينة ينبع في شمال الحجاز بالمملكة العربية السعودية مع الاختلاف الجوهري في حجم الآلة ونوعية الأوتار المستخدمة والرنين الصوتي.
أما فيما يتعلق بالأختام الدلمونية فقد وجد أن الكنارة هي من أقدم الآلات الموسيقية وكان يعزف عليها بريشة من العاج أو الخشب المصقول أو بالأصابع، وكانت هذه الآلة مجوفة لتضخيم الصوت، وقد عثر على خمسة أشكال من الكنارة على النقوش التي شوهدت على الأختام الدلمونية، أربعة منها من أصل سومري - الرافدين، وترجع لنفس الفترة التي وجد فيها المزمار أي حوالي (2000) قبل الميلاد وهي الفترة القريبة تاريخيا من المزمار السومري بين (2500- 2350) قبل الميلاد، ويستدل الباحث على أن الشكل الثالث من الكنارات يشبه الآلة الموسيقية التي تستخدم بالمنطقة والمعروفة بـ (الطنبورة) التي هي عبارة عن طبلة صغيرة دائرية الشكل (الصندوق الصوتي) ولها عمودان على جنبيها وهي شبيهة بالقيثارة الرومانيةالقديمة8، كذلك هناك دراسات تاريخية أخرى قام بها مختصون بالآلات الموسيقية المتعلقة بحضارات الرافدين والتي أثبتت وجود آلة الكنارة حوالي (2500) قبل الميلاد9.
الآلات المستخدمة في هذا الفن هي آلة الطنبورة وتسمى أيضا (المزيرة) وهي آلة تحتوي على (صندوق مصوت) مصنوع من منكب(منجب) خشب لايتجاوز قطره (40 سم) ومغلف بجلد (البقر) وبه فتحة في وسطه ومخاط على المنكب بخيوط من الجلد وهناك عصاتان (الدكل) خارجتان من المنكب نفسه على شكل رقم سبعة وارتفاعهما لايتجاوز المتر الواحد وبها عصى عارضة (الفرمن) في الأعلى (مشكلة مثلث مقلوب)، مربوط بها خمسة أو ستة أوتار مصنوعة من أمعاء (مصارين) الأغنام ومشدودة في أسفل المنكب، تربط الأوتار في الفرمن بواسطة لفافات قطنية مصنوعة من الخيوط التي تعمل على شكل ظفائر وتسمى (الملازم) ثم تربط بها الأوتار ومهمتها ضبط الأوتار (الدوزان)، (عند الأداء يضرب العازف بيده اليمنى على الأوتار مجتمعة بينما تعمل أصابع يده اليسرى على تشكيل النغمات بواسطة كتم الأوتار غير المراد سماعها وإطلاق الأوتار المراد سماعها، وللآلة طبقة صوتية متميزة الانخفاض ونبرات إيقاعية الطابع، كما أن أوتارها تسوَى حسب سلم خماسي وبناء على مقياس النغم النسبي)10.
وللعزف على هذه الآلة يجلس العازف على الأرض ويضع الآلة في شكل قائم متخذة وضع (90) درجة، يضع أصابعه الخمسة على الأوتار كل إصبع على وتر ويضع في يده الأخرى (ظلف) من أرجل الماعز أو (القرن) وهو قرن ثور يقطع من بدايته (الجزء المسنن) وينظف من الشحم والمواد العالقة ويبرد ويملأ من داخله بمادة العنبر وبعض الأطياب الأخرى ويستخدم لضرب الأوتار كريشة للعزف يمرر على الأوتار من أسفل الآلة، ولإصدار الصوت المطلوب يقوم العازف برفع إصبعه عن الوتر المراد إصدار الصوت منه، ونظرا لوجود خمسة أوتار فقط في هذه الآلة فإن السلم المستخدم هو (السلم الخماسي) وهذا السلم يستخدم في إفريقيا والصين واليابان، ومن الأدوات الأخرى الهامة في هذه الآلة (الغزالة) تصنع من الخشب لرفع الأوتار عند القاعدة، و(الماسدة) أو الوسادة وهي تستخدم لإسناد يد العازف اليسرى عليها أثناء العزف ، أمــــــا الأوتــــــــار فتسمى (1. وتر الشرار 2. وتر مكلم 3. وتر ثاني الشرار 4. وتر مجاوب 5. وتر ثاني بومة 6. وتر بومة) وفي الوقت الحاضر قام بعض محبي التراث والمهتمين بجمع الآلات الشعبية والحفاظ عليها بوضع مفاتيح حديثة لتسهيل عملية الدوزان.
تتكون فرقة الطنبورة من الرئيس ويسمى (البابا) أو (الماما) إذا كانت سيدة ومن اختصاصه رعاية شئون الزار، ويطلق لفظ (السنجك) على عازف الطنبورة ومهمته الأساسية هي العزف والغناء ويسمى أيضا (راعي الخيط ) أو (راعي المزيرة) وهناك أداة تسمى (المنجور) عبارة عن مجموعة من أظلاف الماعز (حوافرها) والعازف يسمى صاحب المنجور أو راعي المنجور حيث يقوم العزف بربط هذه الأداة على خصره ليلازم السنجك في العزف بتحريك المنجور يمينا وشمالا معطيا تأثيرا إيقاعيا جميلا يثري الطابع الإيقاعي لهذا الفن من خلال أصوات (الخشخشة) التي تصدرها عند تحريكها، وتستخدم من ثلاثة إلى أربعة طبول بحجم واحد أي بقطر (40 سم) مغطاة بجلد الماعز وتستخدم عصاتين من أغصان النخيل.للطنبورة رقصة خاصة يقوم بها الرجال والنساء، وتؤدى بطريقة أن يقف الرجال متقابلين مع النساء، وكل رجل يمسك بيد الرجل الآخر كما تفعل النساء الشئ نفسه ويقومون برفع أرجلهم اليمنى مع أيديهم مع الإيقاع مرتين وفي المرة الثالثة يتقدمون بضع خطوات سريعة حتى يصل الرجال والنساء إلى أقرب مسافة لهم، ثم يرفعون أرجلهم مرتين مرة أخرى ويعودون إلى الخلف من حيث أتوا، وتكرر هذه الحركات حتى نهاية الأغنية11.
المنجور عبارة عن آلة موسيقية تتكون من حزام عريض من القماش معلق عليه عدد كبير من أظلاف الماعز المجوفة، وعندما يلف عازف المنجور الآلة حول وسطه ويحرك جسمه بشكل إيقاعي يتمكن من إحداث تركيبات إيقاعية من خلال صوت القرقعة المنبعث من الأظلاف، وفي بعض الأحيان يشترك أكثر من عازف منجور في آن واحد12.
الطبول وهي آلات أسطوانية الشكل ذات وجه جلدي واحد يقرع عليه بأنبـوب من المطاط أو عصا من سعف النخيل بالإضافة إلى ضربات خفيفة براحة اليد الأخرى، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، تدفن الطبول المفتوحة القعر بالرمل جزئياً عند الأداء.
الموسيقى والنصوص : إن موسيقى الطنبورة تكاد تكون بأكملها غنائية، كما أنها تتألف من وصلات تحتوي كل وصلة منها على سلسلة من الأغاني المختلفة، ويتخذ الغناء أسلوب التناوب بين ÇالسنجكÈ الذي يغني الأبيات أو الفقرات، وجوق الراقصين الذين ينشدون اللازمة، والتي تتكون عادة من المطلع أو البيت الإستهلالي للأغنية، وبصورة إجمالية فإن لكل أغنية لحنا مسبق التلحين كما أن الأغنية تنتهي بمقطع يسمى ÇالكسرةÈ تكرر فيه مقاطع أو أجزاء قصيرة من الكلام المغنى.
ألحان الطنبورة خماسية التركيب وتتضمن أبعاداً صوتية واسعة، وتتميز ألحان الأغاني بوجه عام بمساحات نغمية واسعة المدى، وبنبرة صوتية حادة، وطبقة نغمية مرتفعة نسبياً.
من الناحية الإيقاعية فإن موسيقى الطنبورة موزونة التركيب بوجه إجمالي كما أنها تبدي جانبا ًكبيراً من التعقيد الإيقاعي ومواضع النبرات، وبالإضافة إلى ذلك فإن أحد الطبول غالباً ما يلجأ إلى ابتكار تنويعات وزخارف صوتية مقابل أرضية إيقاعية أساسية للطبول الأخرى، كما أن عازف المنجور قد يقوم بإحداث تشكيلات إيقاعية مغايرة لتشكيلات تصدر في الوقت نفسه عن عازف منجور آخر، ومن ناحية أخرى فإن أواخر المقاطع الغنائية غالباً ما تتوج بتصفيق متعدد الإيقاع يقوم به الراقصون. وتلك ظاهرة مألوفة في موسيقى الخليج بوجه عام، وفي الوقت نفسه وبالرغم من أن سرعة الأداء تحتفظ بثبات نسبي فإن البناء الإيقاعي العام يخضع أحياناً لعملية تحول خفي وتدريجي في مجرى الأداء.
أما نصوص أغاني الطنبورة فقد تأثرت كثيراً باستيطانها في منطقة الخليج، ففي يومنا هذا تشكل اللغة العربية العنصر الأساس لهذه النصوص التي غالباً ما تعتريها أشكال لفظية وتعابير مستمدة من مصادر إفريقية بما في ذلك اللغة السواحلية.
يؤدى الرقص على المساحة الرملية في البهو الذي يتوسط بيت الطنبورة في تشكيلات حركية مميزة ومعممة لحد كبير، ففي القالب الأساس لرقص الطنبورة نجد أن الراقصين من رجال ونساء ينقسمون إلى صفين أو أكثر متقابلين ومتوازيين لصف الموسيقيين، وبالرغم من وجود بعض التنويع في تنفيذالحركات، فإن الفريقين يتناوبان في تقديم حركات الرقص الأساسية، وهكذا يشترك أعضاء كل من الصفين في أداء حركات متكررة وهم في أماكنهم، ومن ثم يتقدمون، وبتنسيق جماعي، إلى الأمام نحو أعضاء الصف المقابل وبالتالي يرجعون إلى مراكزهم الأساسية وهكذا دواليك، أما أقسام الرقص الأساسية فإنها تتوافق مع المقاطع الأساسية للغناء، كما أن الكسرة أو القسم النهائي لكل من الأغاني ترافق تشكيلات حركية ناشطة يشترك بها الصفان معاً وتشعر بالتالي بانتهاء دورة رقص كاملة13.
فنون الطنبورة: الخيالي والنوبان والقادري الذي يتميز بالنصوص الدينية وتدخل في فن الطمبورة بعض فنون المتاري وهي بعض الأغاني من فن الليوة.كما يوجد فن يسمى (الحبش) وهو من طقوس الزار في عمان.
الفنان الشعبي خليل أسماعيل صنقور من الفنانين الشعبيين القدماء عاصر العديد من الفرق الشعبية القديمة على سبيل المثال فرقة أم زايد وفرقة أم راشد وفرقة طيبة الفيروز وفرقة إبراهيم المسعد وفرقة جمعة سرور وهو فنان شعبي شامل حيث يعتبر من الفنانين الذين يؤدون دور الصاقول على الطار واللاعوب على الطبل في فرق الفنون الشعبية النسائية وهذا الدور يعتمد على إضافة الزخارف الإيقاعية ضمن المسار اللحني وهو دور يترك للمتميزين في الأداء الإيقاعي، جد الفنان خليل هو صنقور سعدان صاحب أقدم عدة للطنبورة في المنامة في منطقة العديد التي ازدهرت في منطقة (التيل) حتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين، وكانت والدته زينب ياسمين (أمية زار) أي ماما لفرق الطنبورة التي تعنى بتنظيم جلسات الزار وكانت تعرف بشخصيتها القوية والمسيطرة في هذا المجال.
من أشهر فرق الطنبورة في البحرين :
فرقة خميس بن صقر
فرقة كافور
فرقة سالم بوعياش
فرقة عيال جمشير
فرقة فؤاد محمد
فرقة حسن عباس وأخوه إبراهيم
نصوص من زار الطنبورة :
النص الأول:
هي يا الله يا الله هي الله
هي يا الله يا الله هي الله
هي يا الله يا الله
صلوا على النبي محمد
محمد نبينا يا الله هي يا الله
ساكن المدينة يا الله هي يا الله
هي يا الله يا الله
صلوا على النبي محمد14
النص الثاني:
(المنشد) (الكورال)
صلوا على النبي محمد
محمد نبينا محمد
ساكن المدينة محمد
النص الثالث: في موضوع التدين
لا إله إلا الله محمد رسول الله
طلبنا باب مولانا كريما ليس ينسانا
وصدقنا بما جانا الصادق رسول الله
النص الرابع: في موضوع التمرد
منصور ولد اليماني الله يرمي من رماني
يمه لا تبكين عليه والموت مكتوب عليه
أنا حسبي الله على من شراني
النص الرابع: في موضوع الغزل
جميلة في جبل لخضر
جميلة جميلة الغالية
جميلة عذبت روحي15
الهوامش والمراجع
1: علم الآلات الموسيقية - الدكتور محمود أحمد الحفني (1987) الهيئة المصرية العامة للكتاب. ص 41
2: اغاني البحرين الشعبية - عيسى جاسم - ص 210
3: موسيقى الطنبورة في الخليج. مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.الدوحة- قطر الإصدار الثاني. ص 4
4: الموسيقى في البحرين - بول أولسن ص 75 - 175
5: الموسيقى الشعبية في الخليج العربي - مجيد مرهون ص 11
6: الزار - جاسم محمد بن حربان ص 132
7: رقصات أفريقية الجذور في سواحل اليمن - نزار غانم - ورقة تقدم بها في يوم التراث - البحرين أبريل 2001.
8: التاريخ القديم للبحرين والخليج العربي - علي أكبر بوشهري ص 213
9: د.صبحي أنور رشيد - الموسيقى في العراق القديم ص 175
10: موسيقى الطنبورة في الخليج. مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.الدوحة- قطر الإصدار الثاني. ص 5
11: اغاني البحرين الشعبية - عيسى جاسم - ص 213
12: الزار - جاسم محمد بن حربان ص 155
13: موسيقى الطنبورة في الخليج. مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.الدوحة- قطر الإصدار الثاني. ص 5 - 14.
14: اغاني البحرين الشعبية - عيسى جاسم
15: الزار - جاسم محمد بن حربان