الموسيقى الأندلسية المغربية نموذج للتفاعل والامتزاج الحضاري
العدد 17 - موسيقى وأداء حركي
زرياب وأول مدرسة موسيقية بالأندلس:
بعد رحلة طويلة وشاقة يصل زرياب الأندلس قادما من عاصمة الخلافة العباسية مارا بالقيروان وسبتة ومنها إلى الجزيرة الخضراء فقرطبة التي احتضنته قصورها، فشذى وطرب وأطرب بين جدرانها وحدائقها الغناء، فحقق تحت سمائها مجدا وخلودا ما كان ليتحقق له في بغداد.
فقد استقبله الأمير عبد الرحمن بنفسه في قصره، وبادره قبل استقباله الرسمي بالعطاء الجزيل والجراية الكريمة والإقطاعات المغرية. وبعد ثلاثة أيام جالسه عبد الرحمن، واستمع إليه ينشده ألحانا شرقية أفاق معها حنينه وحبه إلى موطن أجداده (الشام) فقربه إليه، وزاد عنده محبة، وآثره على جميع المغنين، فعاش في كنفه معززا مكرما، وأصبح نجمه المفضل يواكله ويشاربه ويسامره وينادمه، كما كان يذاكره في أحوال الملوك وسير الخلفاء، ونوادر العلماء، فكان بحرا لا يدرك مداه، مما أعجب الخليفة فزاد في تكريمه، حتى فتح له بابا خاصا يستدعيه منه متى أراد.
وما أن استقر زرياب بقرطبة حتى شرع في إنجاز مشروعه الطموح والمتمثل في إحداث أول مدرسة موسيقية بها كان لها موقع ريادي ليس بسبب الثراء الممتد للفكر الموسيقي فحسب، بل لقوة تأثيرها الواسع على أجزاء كثيرة من أروبا وهو ما كان لها بصمة واضحة في معالم الحياة الاجتماعية هناك.
"وبهر أهل الأندلس ببراعته في الغناء والموسيقى، وطار صيته في كل مكان، فأضحى قطب الفن الذي لا يجارى، وأخذ عنه أهل الأندلس فنونه وإبداعه1".
فكان أول من تجرأ على تطوير الموسيقى العربية فاعتنى بجمع الآلات الموسيقية التي كانت معروفة ببلاد المشرق، ثم تفنن في ابتكار عدد من الآلات الأندلسية التي لم يسبق أن عرف بعضها من قبل أن تنتشر بكثافة في البلاد الأندلسية.
وعن هذه الآلات ذكر أبو الوليد الشقندي في رسالته عن "فضل الأندلس" أسماء الآلات التي اقتنتها إشبيلية وحدها، فقال: "وقد سمعت ما في هذا البلد من أصناف أدوات الطرب، كالخيال والكريح والعود والروطة والرباب والقانون والمؤنس والكثيرة والضنارة والزلامي والشقرة والنورة (وهما مزماران الواحد غليظ الصوت والآخر رقيقه)، والبوق، وإن كان جميع هذا موجودا في غيرها من بلاد الأندلس، فإنه فيها أكثر وأوجد2." فضلا عن هذه الآلات، عرفت الأندلس آلات أخرى مثل الطبلة والنقارة والطسوت التي تقرع بالقضبان. وأضاف ابن خدون في (مقدمة) بعض آلات الزمر مثل الشبابة، وهي قصبة جوفاء مزودة بفتحات معدودة في جوانبها، والوبوق النحاسي المجوف والبربط وهو على شكل من الكرة.
ولعل أهم اختراع اشتهر به زرياب في هذا المجال هو: "زيادة الوتر الخامس في العود، اختراعا منه... كذلك اخترع مضراب العود (الريشة) من قوادم النسر، وكانت لا تزال حتى وقته من الخشب، وهي فكرة بارعة من زرياب كان موفقا فيها إلى أبعد مدى، إذ تجمع إلى لطف خفتها على الأصابع طول سلامة الوتر بملازمة الضرب عليه... أما العبقرية الفذة التي جلت عنها موهبته فهي طريقته المبتكرة في تعليم الغناء، تلك الطريقة المستحدثة التي ظلت مثلا يحتذى في الشرق والغرب حتى العصور الحديثة3."
ويذهب المقري في كتابه (نفح الطيب) إلى القول بأنه هو الذي رتب إيقاعات النوبة، مــؤسسا بــذلك تـقليدا مــوسيقيا اتــبعه
الأندلسيون من بعده، واقتفوا أثره فيه. "واستمر بالأندلس أن كل من افتتح الغناء فيبدأ بالنشيد أول شدوة بأي نقر كان، ويأتي إثره بالبسيط ويختم بالمحركات والأهزاج تبعا لمراسم زرياب4"
أما في ميدان التأليف والتكوين الموسيقي فقد ترك زرياب للأندلس والغرب الإسلامي ميراثا فنيا عظيما تمثل في مؤلفاته ومدوناته الموسيقية التي بلغت عشرة آلاف لحن، وبذلك عد هذا العبقري بمثابة معجزة جسدت الأصالة الموسيقية الأندلسية. وقد صدرت في إسبانيا سنة 1987م رواية تحمل اسم (زرياب) باللغة الاسبانية للموسيقي (خيسوس كريوس) كتبت بأسلوب شاعري جميل، واشتملت على مجموعة هائلة من المعلومات الفنية والاجتماعية والتاريخية عن الأندلس. كما أورد الكاتب بالتفصيل الكثير من العادات والتقاليد المتعارف عليها آنذاك، مبررا في كل مرة دور زرياب ومحاولته في تغيير وتجديد الكثير مما اعتمد الناس عليه وإبداله بما هو أفضل. ويرى أن أسس الموسيقى العربية الأندلسية التي كانت تعرف (بالنوبة) وتسمى عند الإسبانيين (الروندو RONDO) ثم نقلها فيما بعد على يد الموريسكيين إلى شمال إفريقيا وخصوصا المغرب والتي تعرف اليوم باسم الموسيقى الأندلسية (تطوان- شفشاون- فاس- سلا- الرباط).
الموسيقى الأندلسية بالمغرب:
يعتبر ابن باجة الشخصية الفذة والعبقرية المتفتحة أول منظم للألحان المعتمدة بالأندلس والتي أدخلها إلى المغرب في القرن الخامس الهجري. ألف أكثر من عشرين كتابا تناول فيها مختلف معارف عصره من طب وفلسفة وعلوم طبيعية ورياضية، وواحد من الوشاحين المشهورين، جمع بين الموسيقى والغناء في موشحاته. وصفه ابن خلدون بأنه "صاحب التلاحين المعروفة5" وابن سعيد بأنه "فيلسوف المغرب وإمامها في الألحان6" ومن الحكايات المشهورة عنه أنه حضر يوما مجلس أمير سرقسطة أيام المرابطين، أبي بكر ابراهيم بن تيفلويت فأعطى مغنية كانت هناك موشحة من نظمه فغنتها وكان مطلعها:
جرر الذيل أيما جر
وصل الشكر منك بالشكر
فلما طرق سمع الأمير قول الشاعر:
عقد الله راية النصر
لأمير العلا أبي بكر
طرب وصاح: واطرباه، وشق ثيابه وقال ما أحسن ما بدأت وما ختمت. وحلف بإيمان مغلظة أن لا يمشي ابن باجة إلى داره إلا على الذهب7. فخاف الأمير سوء العاقبة فاحتال بأن جعل في نعله ذهبا ومشى عليه.
لقد كان ابن باجة بحق أول من أدخل التلاحين الأندلسية إلى المغرب، وقد مكنه طول استقراره به من نشرها وتعليمها في ظل الدولة الحاكمة ورؤسائها. ويرى الدكتور محمد بن شريفة: "أن أكبر اسم نجده في تاريخ الموسيقى الأندلسية المغربية بعد زرياب هو الفيلسوف ابن باجة8."
وإذا كان فن الموسيقى الأندلسية قد تعرض لشيء من المقاومة أيام الموحدين، تأثرا بما قامت عليه الدولة من التدين ومقاومة المنكر، فإنه لم يشهد رواجا للموسيقى على رأي الفيلسوف ابن طفيل الذي قال قولته الشهيرة: "لو نفق عليهم علم الموسيقى لأنفقته عليهم". إلا أنها قاومت وصمدت في وجه التيار المحافظ، لتفرض وجودها بعد ذلك أيام المرينيين الذي عرف ازدهارا عظيما للموسيقى في حواضر المغرب الشهيرة كفاس ومراكش وسلا والرباط وتطوان وشفشاون وغيرها. وخصوصا بعد الهجرة النهائية للأندلسيين سنة 1609م، حيث أصدر الملك الإسباني فيليبي الثالث قرارا بطردهم من إسبانيا، بعد أن يئست المحاولات المتعددة والمتعاقبة من تحويلهم عن دينهم، واعتناق المسيحية، ولكن دون جدوى، فاضطروا إلى مغادرة أراضيهم نحو شمال إفريقيا وغيرها. فاستقر هؤلاء في أنحاء مختلفة من البرتغال والمغرب وتونس والجزائر ومصر، بل وصل بعضهم إلى القارة الأمريكية، حاملين معهم عاداتهم وتقاليدهم، واستفاد الأهالي من خبرتهم ومهارتهم في سائر مرافق الحياة اليومية فهاجر الفن بأجمعه إلى المغرب،واشتغل الناس به اشتغالا كبيرا، فاحتضن التراث الموسيقي وصيانته والحفاظ على النوبة تأليفا وصناعة كما يقول الدكتور الباحث عباس الجراري.
" وكان من الطبيعي أن تتمغرب الموسيقى الأندلسية مع مرور الزمن بما أدخل عليها المغاربة بعد هذه المرحلة من تعديلات مختلفة في ألحانها وأشعارها وترتيبها. ويرى الباحث المغربي عبد العزيز بن عبد الجليل أن المغاربة شاركوا منذ البداية في تكوين هذا التراث، واستقلوا به بعد هجرة المسلمين من غرناطة. فازدهرت المدرسة التطوانية التي استقر بها العديد من الغرناطيين، بالإضافة إلى مدرسة فاس التي انتقلت إليها المدرسة الغرناطية والبلنسية القديمة وامتزج الكل ليفرز هذا التصور للوضع الجديد من خلال الصورة الجديدة للموسيقى الأندلسية التي نعرفها الآن9".
النوبات الأندلسية بالمغرب:
وكانت الموسيقى الأندلسية تعرف عند دخولها المغرب باسم (فن الآلة) تمييزا لها عن فني الملحون والسماع، إضافة إلى نوبات الموسيقى الأندلسية عندما وفدت إلى المغرب، كانت عبارة عن نوبات آلية، ولم تكن قد انتظمت بعد في منظوم الكلام سواء كان شعرا فصيحا أو مقطوعة زجلية أو موشحة10. والجدير بالذكر أن النوبة الأندلسية تمثل نظاما خاصا في تتابع المقطوعات الغنائية والموسيقية. وهي كذلك الوحدة الأساس التي تشكل منها المجموعة الكبرى، التي هي (الموسيقى الأندلسية). وكان أحمد التفاشي من القرن السابع الهجري قد قدم تعريفا جامعا لمصطلح النوبة في كتابه (فصل الخطاب من مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب) قائلا: "النوبة الكاملة للغناء بالمغرب تقوم على نشيد واستهلال، وعمل، ومجرى، وموشحة، وزجل وجميعها يتصرف في كل بحر من بحور (أي الأدوار) الأغاني العربية11." فالنوبة ثمرة حضارية عريقة، ووليدة مجتمع متمدن نشأت في رحابه ونمت وتطورت بخطى ثابتة ومتواصلة حافظت على خصوصياتها ومميزاتها العامة كلون موحد ومميز مستمد من روح الحضارة العربية الإسلامية.
ويقال إن عدد النوبات الأندلسية كانت أربعا وعشرين، نوبة، بعدد ساعات اليوم، غير أن الذي بقي منها الآن لا يتجاوز إحدى عشرة نوبة في المغرب،وفي تونس [يتوفرون على ثلاث عشرة نوبة]. وقد جمعها محمد بن الحسين الحايك التطواني سنة 1800م، وكان تلميذا لأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي، وعنه أخذ هذا الفن فكان أحد الرواد الكبار الذين لمع إسمهم في القرن الثالث عشر الهجري، والمشهور بكناشه (الكتاب) الجامع للنوبات الموسيقية الأندلسية، فحفظها من الضياع، وصارت عمدة الموسيقيين إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وقد طبعه أول الأمر الفنان المرحوم المكي مبيركو الرباطي سنة 1354هـ/ 1935م كما ذكر المرحوم عبد الله الجراري12. وكان موضوع دراسة جامعية للمستعرب الإسباني (فيرناندو بالديرما) حيث حصل على درجة الدكتورا من جامعة مدريد تحت عنوان:[ الفقيه الحايك والموسيقى الأندلسية] طبع بتطوان سنة 1953م.
وقام الفنان الحاج ادريس بنجلون التويمي الذي كان رئيسا لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية في المغرب، والسيد عبد اللطيف بلمنصور كل على حده، بتحقيق هذا "الكناش" وإخراجه إلى حيز الوجود كاملا. الأول يحمل عنوانا [التراث العربي المغربي الأندلسي] وقد اهتم فيه بالجانب الفني في دراسة النصوص، وتنسيقها، وتصحيحها مسجلا النوطة الموسيقية بالحروف بجانب الأبيات الشعرية التي تؤدى عليها. والثاني قام بإصداره بعنوان [مجموع أزجال وتواشيح وأشعار الموسيقى الأندلسية المغربية المعروفة بالحايك] وقد اعتنى في إعداده، وتنسيقه، وترتيبه، وتحقيق النصوص، ونسبتها إلى مبدعيها كلما تيسر له ذلك، كما ذيله بالتعريف بأعلام الموسيقى الأندلسية المغربية.
ومن الكتب الجديدة الصادرة حديثا والتي لها علاقة بالموضوع ما ألفه الفنان المهدي عبد السلام الشعشوع رئيس جوق المعهد التطواني تحت عنوان : "ديوان الآلة – نصوص الموسيقى الأندلسية المغربية" وهو كتاب غني بالنصوص الموسيقية الأندلسية. بذل فيه الباحث جهدا كبيرا، فقد اطلع على ما كتبه السابقون في هذا المجال، كما استفاد من الفنانين المعاصرين. أما النوبات فهي: [العشاق- الحجاز المشرقي- الأصبهان- الرصد- رصد الذيل- غريبة الحسين- عراق العجم- الماية- رمل الماية- الاستهلال- الحجاز الكبير]. وكل نوبة تؤدى على خمسة موازين وهي: [البسيط- القائم ونصف- البطايحي- القدام- الدرج] وكانت كل نوبة خاصة في الأصل بوقت تنشد فيه، ولا يجوز تعويضها بغيره، فنوبة [العشاق] مثلا تؤدى في الصباح. ونوبة [الماية] وقت غروب الشمس. ونوبتي [الحجاز الكبير والأصبهان] في العشاء. ونوبة [رصد الذيل] في منتصف الليل. أما نوبة [رمل الماية] فقد كانوا يبيحونها لكل وقت نظرا لكثرة استعمالها في مدح الرسول (ص). ويعتبر عبد السلام بن علي ريسون دفين مدينة تطوان، والمتوفى سنة 1299هـ/1882م "أول من أدخل على الآلة الأندلسية الأمداح النبوية، فقد استعاض عن قصائد الغزل والخمريات في الشعر الأندلسي بقصائد وقطع في مدح الرسول (ص) في كثير من ميادين الآلة، ولا يزال ذلك متداولا في المغرب13". ويرى الباحث إدريس السرايري: "أن النوبة في الموسيقى الأندلسية المغربية هي نوبة موحدة التركيب، ملامح طبوعها وأعراف عزف مكوناتها لا تجدها تختلف من مدينة لأخرى أو جهة لأخرى. إيقاعاتها وصلاتها وترانيمها وتدحرج آداء مراحلها لا تجدها متغيرة سواء ذهبت شمالا أو عرجت جنوبا شرقا جزت أو غربا14."
مدارس الموسيقى الأندلسية المغربية:
بعد استقلال المغرب مباشرة قام المسؤولون عن الشأن الثقافي والفني في شخص المرحوم الأستاذ محمد الفاسي بتوجيه عناية خاصة إلى هذا التراث والاهتمام به فاحتضنته وزارة الثقافة، وتأسست الأجواق الموسيقية في مدن تطوان والرباط وفاس ومكناس وسلا وشفشاون وآسفي ووجدة ومراكش، وأصبح لكل جوق رواده وعاشقوه، الغاية من ذلك هو الحفاظ على هذا التراث بكل ما يحتضنه من ألوان وأنماط ظل يشكل في جوهره النموذج الرائع للإبداع البشري، بما يقدمه للجيل الحاضر من روائع فنية تسمو بذوقه، وتهبه الحصانة ضد ما يسترخص من الألحان ويستهجن من الإيقاعات. "ولقد حافظت المدرسة المغربية دون الجزائرية والتونسية على أصالتها ولم يعتروها ما اعتور جارتيها من عوامل التأثير العثماني15". وتعتبر مدن الشمال المغربي أكثر حفاظا على تلك الأصالة وخصوصا مدينتي تطوان وشفشاون لاحتضانها لأكبر جالية مهاجرة من الأندلس لدرجة أصبحت فيه مدينة تطوان متميزة من بين مدن المغرب بإجادة أهلها – رجالا ونساء-للموسيقى الأندلسية كما يذكر مؤرخها محمد داود في كتابه تاريخ تطوان (المجلد الرابع/ ص: 407).
ويعتبر قدوم الفنان الأصيل الأستاذ محمد العربي التمسماني إلى مدينة تطوان من طنجة مسقط رأسه، خطوة مهمة في تجديد وانتعاش وتأصيل الموسيقى الأندلسية بهذه المدينة، فقد عين مديرا للمعهد الموسيقي بتدخل من الزعيم عبد الخالق الطريس، فوجد فيه أعلاما كبارا من الأساتذة الإسبانيين والمغاربة فوهب حياته للبحث عن التناغم وتطوير الفن الراقي فتولى رئاسة وتدريب جوق المعهد التطواني، حيث خطا به خطوات نحو الإبداع، وكان يضم نخبة من أمهر الحفاظ والعازفين من أمثال الفنان عبد الصادق اشقارة وأحمد الشنتوف ومحمد حيون، والمختار امفرج وأحمد احرازم والعياشي الوراكلي وأحمد البردعي ومحمد بن عياد؛ وكلهم من أبناء مدينة شفشاون الذين انتقلوا إلى تطوان للعمل ضمن الجوق التطواني. وشكل هؤلاء جميعا النواة الأساسية للجوق الذي مثل المغرب في عدة ملتقيات ومهرجانات دولية.
والموسيقى الأندلسية في نظره "تتكون من أربعة أغصان أساسية وهي: حلة بهية، ورتبة علية، ونغمة ذكية، ونفوس رقاق. فالجوق يجب أن يكون في حلة بهية ولا يمكن أن تعزف هذه الموسيقى في الشوارع، بل يجب أن تكون على مسرح مرتفع أما النغمة الذكية فلا يمكن أن يؤديها أي جوق كيفما اتفق، بل يجب أن يكون مركبا على قواعد موسيقية، عالما بأصول ما يؤدي، أما الذين ينصتون إلى هذه الموسيقى فهم أصحاب النفوس الرقاق والأرواح الرهيفة16." إضافة إلى أنه كان من فرسان آلة العود ينفرد بطريقة خاصة في التحكم في المضراب (السطعة) إذ كان يثني ويثلث أثناء النقر على الأوتار، بل يستطيع العزف دون خضوع للحركة الإيقاعية، أي في الزمن المضاد، إذ يلون بين الفراغات، حتى تخاله في حالة شرود إيقاعية حتى تفاجأ بخلقه لجملة غير منتظرة، تعيد الأمور إلى نصابها، وتجعل المتلقي في حالة انبهار قصوى. لقد كان بحق فنانا موسيقيا مبدعا نذر حياته للبحث عن الانسجام بين الأدوات الموسيقية والصوت والكلمات والجمل وبين القوافي والإيقاعات بلغت حدا من التناغم لم يعد معها شعور بالغربة. ويعتبر أول من أدخل العنصر النسوي في الطرب الأندلسي، كما قام بإدخال علم (الصولفيج) إلى حظيرة التراث الأندلسي بعدما تبين له موافقة هذه الموسيقى لأصول هذا العلم وخضوعها لكل قواعده وخاصة الميازين، إضافة إلى قيامه بتصحيح عدد من الأخطاء الموسيقية التي اعترت التراث الأندلسي على مر العصور، ثم توحيده للصنعة الأندلسية خاصة وأنه وجد اختلافا ملحوظا بين الصنعة التطوانية والصنعة الفاسية، واستعماله الآلات الثابتة وبعض آلات النفخ الهوائية مثل (الكلارينيت) التي تتلاءم وطبيعة الجمل الموسيقية للطرب الأندلسي، كما أعطى مجموعة من النظريات الفنية القائمة على قواعد علمية دالة على إلهامه الواسع بألوان الموسيقى وموسيقى الشعوب17.
لقد خدم محمد العربي التمسماني الموسيقى الأندلسية بعطاءاته ومجهوداته المتواصلة فأسدى بذلك خدمات جليلة لهذا التراث الفني في المغرب.
أما مدينة شفشاون فقد نافستها في هذا المجال وزودتها بمجموعة من أبنائها الذين انتقلوا إليها لممارسة هوايتهم كما سبقت الإشارة إلى ذلك. فقد احتلت الموسيقى الأندلسية بها مركزا مرموقا ما زالت محافظة عليه إلى اليوم وذلك بفضل مجموعة من فنانيها الكبار أمثال الشريف امحمد بن الأمين العلمي ومحمد برقرنة وعبد القادر السفياني وعبد القادر علوش، ومحمد الرحموني، ومحمد الورياشي وعبد الرحمن بن عياد، والعياشي الشلياح، ومحمد المريني وغيرهم. وكانت الزاوية الشقورية بحومة السويقة ملتقى الهواة والرواد عشية كل جمعة. كما كان للمرحوم الأستاذ الهاشمي السفياني الدور الرائد في إحياء هذا التراث وتلقينه وسعيه إلى تأسيس معهد الموسيقى الأندلسية بالمدينة، فتحققت رغبته باستجابة السلطات إلى وجود المعهد فتم تدشينه بتاريخ 19/ 11/ 1975م تحت إشراف عامل المدينة وأصبح أول مديريه، فضم مجموعة من التلاميذ والتلميذات، أشرف على تكوينهم مجموعة من أساتذة الموسيقى في المدينة، كما كان يساعد بعضهم في الذهاب إلى مدينة تطوان لتدعيم رصيدهم المعرفي في تخصصهم من خلال دروس تكميلية على يد أساتذة عرفوا بكفاءتهم في هذا المجال. واستمر في تهييئه للأجيال الموسيقية أسفر عن وجود مجموعة من الأجواق بما فيهم جوق للنساء ترأسه الفنانة أرحوم البقالي. توفي رحمه الله سنة 1986م.
كما اشتهرت مدينة شفشاون باحتضانها للمهرجان النسوي للموسيقى الأندلسية تحضره الأجواق الموسيقية من مختلف المدن المغربية، ويكون مناسبة لتأصيل جذور هذا اللون الموسيقي وربطه بالحاضر.
تليهما مدينة فاس التي كان لها اليد الطولى في الاهتمام بهذا الفن وهو ما نلمسه إلى اليوم . ويذكر المرحوم الباحث محمد المنوني نقلا عن مؤلف (أغاني السقا) لإبراهيم التادلي الرباطي المتوفى عام 1311هـ. أنه كان من تقاليد الموسيقيين بفاس، أن أجواقهم كانت تحضر – بأجمعها – في عيد المولد النبوي الشريف بزاوية سيدي عبد القادر الفاسي عند الصباح، ويستعملون نوبة أندلسية كاملة، وبعد عصر كل جمعة يحضرون – لنفس الغاية – بمشهد ابن عباد، وكل يوم أربعاء في الضحى عند مشهد أبي غالب ويقتصرون في المواطن الثلاثة على الإنشاد دون آلة، مع استعمال التصفيق بالأيدي لحفظ الميزان18.
ويرى الباحث عبد العزيز بن عبد الجليل أنه: "نستطيع أن ننعت مدرسة فاس بأنها أكثر تمسكا بالتقاليد الموسيقية الأندلسية الأصلية. ولعل ذلك واضح في حفاظها على آلة الرباب التي أصبحت تحتل الصدارة من بين الآلات التي ينتظمها الجوق الأندلسي بفاس، وأصبح لها من المكانة ما كان للطر الذي يضبط الميزان على حين خسف دور الرباب في جوق تطوان وعوضه البيانو، وعلى حين استعاض جوق الرباط عنه بالعود، وإن يكن هو أيضا تبنى استعمال آلة البيانو وأحله مكانة تكاد تضاهي مكانة العود19."
إنها واحدة من رموز الحضارة في هذه المدينة، ومعلمة من معالم نبوغها الموغل في التاريخ والحضارة. وكيف لا؟ ومنها انطلق مشروع الحايك في إحيائه لموسيقى الآلة، وملف الموسيقى الأندلسية حافل بالعديد من الأسماء: نذكر منهم الحاج حدو بن جلون الفاسي، والشريف رشيد الجمل الفاسي والغالي الجمل الفاسي، ومحمد الصبان الفاسي، والمكي محروش ومحمد الإيراري الفاسي وعبد السلام البريهي، ومحمد الرايس ومحمد البريهي الذي لعب دورا بارزا في ترسيخ مكانة الموسيقى الأندلسية والتعريف بها فأسس جوقا من خيرة الشباب، وسهر على تدريبهم حتى أتقنوا مادته فأجادوا فيما قدمه الجوق من مقطوعات لقيت نجاحا ومتعة عند جمهور المستمعين، وظل على رئاسة جوقه يتابع ويستخرج ما جد من أنغام طوال ممارسته وبحثه الدائم عن اكتشاف ما ظهر وما خفي من صنعته إلى أن رحل سنة 1945م. فخلفه تلميذه الفنان عبد الكريم الرايس الذي تابع رسالة سلفه وحافظ على استمرار نهجها في التشبث بأصالة هذا التراث، ووفاء منه لمعلمه أطلق اسمه على هذا الجوق (جوق البريهي) وظل متفانيا في تطويره والدفع به إلى أن وافته المنية سنة 1996م. وأصدر كتاب (من وحي الرباب) سنة 1982 جمع فيه الصنائع التي يعتمد عليها جوقه حتى يسهل تداولها بين عشاق هذا الفن والهواة والمعجبين به. شارك المرحوم صحبة جوقه في العديد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات والملتقيات الدولية. وحظي بحفل تكريمي الذي نظمه لفائدته معهد العالم العربي بباريس والذي توج بإحياء حفلة أندلسية اهتزت لها أركان المعهد وأطربت أنغامها جماهير الحاضرين عربا وأجانب. لقد جمع بين المعرفة والتطبيق فكان حافظا كبيرا للموسيقى الأندلسية شعرها وكلامها، ألحانها وأنغامها، بارعا في العزف يتقن استعمال مختلف الآلات وفي طليعتها (الرباب) الذي اشتهر به داخل الجوق. كان إلى جانب المرحوم محمد العربي التمسماني والفنان أحمد الوكيلي من أقطاب الموسيقى الأندلسية في العصر الحديث. وقد شكل هؤلاء اتجاها موسيقيا معينا ونهجوا طريقة محددة المعالم ما زال إشعاعها قائما إلى اليوم. وينتمي لمدرسة فاس كل من:
مراكش : التي تم فيها تأسيس (دار السي سعيد) بإشراف السيد عبد السلام الخياطي، لتلقين الموسيقى الأندلسية. ومكناس: كانت (دار الجامعي) التي كان يشرف على تسييرها محمد الأمين دادي ثم خلفه على رأسها أحمد المدغري العلوي ثم (قبة الخياطين) – قاعة السفراء حاليا – ثم (دار الباشوات إلى الآن) وكان يلقن فيها قواعد للموسيقى الأندلسية.
والرباط: التي وإن تأخرت في منافسة بقية المدن التاريخية، "فقد أخذت بحكم موقعها من فاس وتطوان، ثم كان لأبي إسحاق التادلي يد كبرى في تقريب هذه المدرسة من فاس20".
فكانت هناك بادرة تأسيس جوق الطرب الغرناطي مع بداية الاستقلال على يد المرحوم أحمد بناني بمساعدة الفنان أحمد بيرو بهدف ضمان استمرار التواصل الحضاري والتراثي بين المغرب والأندلس، وبعد وفاة أحمد بناني تحمل أحمد بيرو رئاسة الجمعية منتهجا نهج سلفه. وفي عام 1985م انضم جوق بيرو إلى جمعية هواة الموسيقى المغربية الأندلسية بالرباط وشارك ضمنها في حصص الطرب الغرناطي.
وهكذا تطورت الموسيقى الأندلسية في الرباط تدريجيا إلى أن استقامت على الطريق الصحيح كما حدث في باقي المدن الأخرى التي أصبحت فيها الموسيقى الأندلسية جزءًا من تراثها الحضاري الموروث (تطوان- فاس).
فاقتحمت الميدان بدورها بعد ذلك على يد الفنان أحمد الوكيلي الذي قدم إليها من مدينة فاس بعد أن أخذ مبادئه الموسيقية بها. ثم انتقل إلى مدينة طنجة سنة 1937م فعمل مع جوق (إخوان الفن للهواة) عازفا ومسيرا، بعد ذلك انتقل إلى مدينة تطوان التي لم يمكث بها كثيرا، فخرج من هذه المرحلة بتجربة مهمة صقلت مواهبه الموسيقية تجلت في رئاسته لجوق مدينة الرباط التي التحق بها سنة 1953م "حتى إذا انتقل إلى الرباط وعهد إليه برئاسة جوق الإذاعة الوطنية انعكست على نشاطه الفني مظاهر التجديد الذي عرفته مدن الشمال المغربي21."
لقب أحمد الوكيلي بفقيه الطرب الأندلسي لكونه شكل مدرسة أندلسية مغربية قائمة بذاتها، فكان مجددا ورائدا، اتسمت منهجيته "بالمزج بين الذهنية في توقدها العقلي والتلقائية الفنية في حسها الروحي. وبعيدا عن كل تقرير جمالي، يمكننا ربط منهجيته بشخصيته الحازمة وبذكائه المتوقد، وحضوره المهيمن، الذي يدل على اندماج كلي في العمل، هذا الحضور الذي ظل يغذيه تقديره لرسالته كفاعل في إحياء تراث جليل وكممارس ميداني على جميع المستويات ومن ثم جاءت الانجازات الموثقة بإعداده ومشاركته العملية فريدة في طابعها متراصة في بنائها22."
بهذه المنهجية قاد جوق الرباط ليحتل بذلك المكانة اللائقة به إلى جانب أجواق تطوان وفاس. لقد أعطى نفسا جديدا لموروث له رواده وعشاقه في هذه المدينة، بإدخاله "لمحاسن جوق تطوان في اعتماده على آلة البيانو وفي إدخاله لمجموعة من الفتيات المنشدات وهي مرحلة متقدمة على الجوق الفاسي المقتصر على المنشدين الرجال23."
أما مدينة آسفي (جنوب المغرب) فكانت تتوفر على معهد للموسيقى الأندلسية كان من أشهر أساتذته الفنان محمد بجدوب، ثم كمسؤول عنه بعد ذلك. كما كان بها جوق للطرب الأندلسي برئاسة الفنان عبد الرحمن بلهواري الذي يقول عنه الفنان بجدوب "لقد حول بيته إلى مركز إشعاعي لعشاق الطرب الأندلسي وقدم من أجل ذلك بسخاء... وزار بيته عدد من عمالقة هذا الفن أذكر منهم الفنان محمد العربي التمسماني، والغالي الشرايبي، وادريس بنجلون وغيرهم24.
لقد كان من أوائل الذين وضعوا اللبنات الأساسية في تشييد تاريخ الطرب الأندلسي بمدينة آسفي، إضافة إلى فنانين آخرين كأحمد لقليعي، وأحمد الرقاع وعبد الوهاب السعيد، وعبد القادر شيبوب وعبد الرحمن الوزاني وغيرهم ممن ساهموا في بناء صرح الموسيقى الأندلسيةبالمدينة.
وكان هناك كذلك جوق أندلسي لليهود برئاسة الفنان أسعدية كوهن لأن المدينة كانت تضم جالية يهودية كبيرة – والتي ينحدر معظمهم من الأندلس – وقد تتلمذ هذا الفنان بمدينة فاس على الفقيه المطيري الذي أخذ عنه أصول اللغة العربية وفن الآلة الأندلسية .
ويرى الباحث محمد الحداوي في دراسة له عن (بصمات اليهود المغاربة في التراث الموسيقي الغرناطي) أن عددا كبيرا من اليهود لهم باع في هذا الفن الذي كان ولا يزال ملتقى المجتمعات الإسلامية واليهودية في المغرب العربي. ويكفي أن نعلم بأنهم لا زالوا إلى الآن في بلاد المهجر بنصوصهم الدينية وفق قواعد وطبوع الموسيقى الأندلسية الغرناطية... وقد صدر أخيرا كتابا عن الآلة الموسيقية الأندلسية المغربية باللغة العبرية، عن وزارة الثقافة، بتنسيق مع خلية التراث اليهودي المغربي وجمعية هواة الطرب الأندلسي والغرناطي في المهجر يتقدمهم الفنان العازف على آلة الرباب (الربي مايير عطية الرباطي المحتد) والأستاذ سامي المغربي وهو ما يقابل كتاب (الحايك) بالعربية. وهذا المصنف هو مجموعة من القصائد الشعرية والتواشيح والأزجال والبراويل جمعتها وحققتها ونسقتها مجموعة من الفنانين والأدباء والشعراء اليهود المنضوين في هذه الجمعية وأصدروها في مجلدين ضخمين وبطباعة فاخرة وتجليد أنيق25.
وفي مدينة وجدة (شرق المغرب) حيث يطلق على هذا التراث الفني (الطرب الغرناطي) وقد تسرب إليها من مدينة تلمسان الجزائرية وله أصوله وطبوعه وإيقاعاته، كما وصل مدينة الرباط ولكن بشكل باهت.
ويرى الأستاذ الباحث في الأندلسيات الدكتور محمد بن شريفة عن هذا الطرب في عاصمة المغرب الشرقي: "أن ثمة من القرائن ما يجعلنا نتصور وجود تقليد موسيقي قديم بها، ولاسيما في هذا اللون الغالب عليها الآن، وأول هذه القرائن تلك الأبيات التي تتمم إحصاء طبوع الموسيقى الأندلسية في عصر السعديين، والتي نظمها محمد بن علي الوجدي المعروف "بالغماد" (توفي 1033هـ) وهو من أعلام وجدة في ذلك العصر، ومما يلفت النظر أن الطبوع التي استدركها هي من المتداول اليوم في مدرسة الطرب الغرناطي.. بالإضافة إلى ما قد يكون بينها وبين تلمسان من تنافس في هذا المجال26."
ويرجع تاريخ تأسيس أول "جمعية أندلسية للطرب الغرناطي" بهذه المدينة إلى سنة 1921م، والتي ساهمت مساهمة فعالة في تكوين أجيال متتالية من الفنانين المهتمين بهذا الفن، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والتظاهرات الفنية داخل المغرب وخارجه (باريس سنة 1930) (فاس 1939م)و (تلمسان 1974م) كما تأسست جمعية أخرى تحمل اسم (جمعية النسيم للطرب الغرناطي) سنة 1979م ثم جوق المرحوم الشيخ صالح للطرب الأندلسي الغرناطي الذي تأسس سنة 1985م. وقد تمكنت من أن تحتل مكانة رفيعة في المجال الموسيقي المحلي.
ومهما يكن من اختلاف في الشكل فإن المضمون واحد، وأن هذا التراث هو تراث أندلسي مغربي مشترك، وهذا ما حمل وزارة الثقافة على الاعتناء به، وتأسيس مركز للدراسات والأبحاث الغرناطية بمدينة وجدة للقيام بجمع شتاته وتوثيقه وتدوينه ونشره على أوسع نطاق باعتباره معرفة تراثية تمثل جزءا من الذاكرة الجماعية للأمة. وفي هذا الصدد قام المركز بعقد ندوات وحلقات دراسية لتوثيق وتدوين هذا التراث، وتنظيم مهرجانات للتعريف به.
إنه من البديهي الحفاظ على هذه الموسيقى وما تحتوي عليه من فنون القول والنغم وضروب اللحن كما حافظ عليه السلف في الماضي.
الهوامش
1: عبد الله عنان/ دولة الإسلام في الأندلس/ القاهرة/ الطبعة الرابعة ص: 281
2: انظر (نفح الطيب) للمقري / الجزء الثالث/ ص: 213.
3: انظر: زرياب.. موسيقار الأندلس/ الدكتور محمود أحمد الحفني/ ص: 110 و 111 / أعلام العرب/ عدد: 54.
4: المجلد الثالث/ ص: 128 / دار صادر – بيروت 1988م.
5: المقدمة / ص: 584 / المكتبة التجارية.
6: المغرب في حلى الغرب/ الجزء الثاني/ ص: 119 / دار المعارف بمصر 1953م.
7: أزهار الرياض/ المقري/ الجزء الثاني/ ص: 209.
8: في تصديره لكتاب (إيقاد الشموع) لمحمد البوعصامي/ تحقيق عبد العزيز بن عبد الجليل/ دار الهلال / الرباط 1995م / ص: ب.
9: حوار معه في صحيفة (الزمن) عدد: 19/4/2002م / ص: 9.
10: مجلة (الفنون) الكويتية / عدد: 12/2001 / ص: 57.
11: نشر منه المرحوم محمد بن تاويت الطنجي فصلين خاصين بالغناء في الأندلس (مجلة الأبحاث التي تصدرها الجامعة الأأمريكية في بيروت) مجلد : 21 / عدد (2-3-4) ديسمبر 1968م / ص: 116و 117.
12: انظر مجلة (دعوة الحق) عدد: ماي 1961م / ص: 73.
13: انظر مجلة (الفنون المغربية) عدد: 5/6 (مزدوج) السنة الثانية / 1975م / ص: 123.
14: انظر كتاب [البحث في التراث الغرناطي] حصيلة وآفاق/ الجزء الثاني/ ص: 84 (منشورات كلية الآداب / وجدة 2001.
15: انظر كتاب (مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية) مرجع سابق ص: 200.
16: انظر حوارا معه في صحيفة (العلم) عدد: 23/7/2000م ص: 8.
17: نقلا عن صحيفة العلم) بمناسبة تكريمه عدد: 25/8/1991م ص: 4 .
18: مجلة البحث العلمي / مرجع سابق ص: 158.
19: انظر كتاب (مدخل إلى التاريخ الموسيقى العربية) مرجع سابق / ص: 220و 202.
20: مجلة البحث العلمي/ مرجع سابق/ ص: 158.
21: انظر كتاب (مدخل إلى تاريخ الموسيقى العربية) مرجع سابق/ ص: 220.
22: انظر صحيفة العلم / عدد: 19/2/1989م ص: 6. (أركان المنهجية الوكيلية) بقلم محمد الرايسي.
23: نقلا من صحيفة الاتحاد الاشتراكي/ عدد: 10/8/1998 ص: 7.
24: حوارا معه في صحيفة (العلم) عدد: 19/4/1987م ص: 6.
25: انظر كتاب (البحث في التراث الغرناطي- حصيلة وآفاق) مرجع سابق / ص: 80-81.
26: نفس المرجع / ص: 192 (نقلا عن مجلة مهرجان السعدية 6/ 1985م ص: 11 و 12).