التغيير وآلياته في موروثاتنا الشعبية
العدد 16 - جديد النشر
المؤلف: جاسم محمد بن حربان، من سلسلة كتاب مجلة البحرين الثقافية (28)، إصدارات قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة مملكة البحرين
الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 2010.
تصفحت الكتاب فلم أجد له فهرسا، وتأكدت أنه يقع في 134 صفحة من الحجم الصغير، وقلبت الصفحات فأحصيت واحدا وعشرين عنوانا رئيسيا وأربعة وثلاثين عنوانا فرعيا وواحد وعشرين نصا تراثيا وشاهدت إحدى وثلاثين صورة بما فيها صورة الغلاف وكانت لطفلة جميلة تلبس (البخنق) وهو نوع من الملابس التقليدية التي تلبسه عادة الفتيات الصغيرات وهو عبارة عن غطاء للرأس.
وأعترف أنه داخلني شك منذ البداية وانأ أقرأ سطور الصفحات الأولى منه بأني ربما أقرأ نصا مترجما، كتب في الأصل باللغة الانجليزية أو أية لغة أخرى. وليعذرني المؤلف قبل القارىء على صراحتي، فإني قد تعوّدت على هذا النوع من الترجمة الحرفية أو ترجمة الجمل كلمة كلمة، وبعد جهد يتم تشكّل الفقرة، وقد تتضح الفكرة أو قد يحتاج القارىء منا لبعض الوقت والجهد والتركيز كي يصل إلى مراد الكاتب.
ولا أزعم أني لا أعرف المؤلف جيدا ولكنّي قابلته أكثر من مرة وأحسبه راويا فلوكلوريا متميزا، ومؤديا وممارسا للفنون الشعبية الغنائية، فهو من أهلها وابن بجدتها كما يقولون.
ولا أشك لحظة واحدة بأن مراده في إهدائه للكتاب عندما يقول (إليك يا لون الحنطة .. ) فهو يقصد تراث الآباء والأجداد، فإن لم يكونوا هم الذين تركوا لنا كل هذا التراث الثرّي، وخاصة أنه قد استدرك بوضع نقطتين الواحدة فوق الأخرى ليفهم القارىء المعنى.
وتكرر عنوان الكتاب أربع مرات وكان في المرة الرابعة متبوعا بـعنوان هو:
تعاطي أهل البحرين مع موروثاتهم، وأسباب انقطاعها؛ ليشكل هو الآخر عنوانا رئيسيا لما يلي من حديث مسترسل.
وأتفق مع المؤلف بأن الموروثات الشعبية هي موضع عناية الدارسين للثقافات التقليدية لدى الشعوب وأن الموروثات تتفاعل مع كل العناصر الثقافية، وإنها نشاط يكشف الدور الذي يلعبه الأفراد والجماعات في المجتمع التقليدي. وذكر المؤلف أننا استطعنا كمهتمين ودارسين التواصل بمحاولات الاكتشاف الأولى باعتبارها لبنات على طريق التحدي تقود الثقافة الشعبية نحو البقاء والاستمرارية، وتعين في البحث عن أفضل السبل لاستقراء آليات التغيير التي طرأت أو ستطرأ عليها. أعتقد أن هذا هو ما ذهب إليه.
ولقد تشرفت في الماضي القريب بعمل استعراض لكتاب قيم عن موضوع طريف هو الفلكلور التطبيقي بعنوان (دراسات في الفولكلور الإفريقي التطبيقي) من تأليف البروفيسور سيد حامد حريز والذي مما شدّني إليه أنه يخالف توجّه باحثنا الأستاذ جاسم بن حربان في كون الفولكلور تطبيقيا عندهم في إفريقيا، بينما أصبح عندنا في البحرين استعراضيا وقتيا ترفيهيا يقام حسب الطلب وفي المهرجانات والاحتفالات الخاصة والعامة ولعرضه على السياح والمؤتمرين والزوار فقط.
وأزعم أن المؤلف قد استعرض في كتابه هذا عددا من محاور التراث الشعبي،وجاء في مقدمتها فنون الغناء والرقص والموسيقى الشعبية فالرجل هو أحد أبناء الفنان الشعبي الكبير المرحوم محمد بن حربان صاحب الفرقة الشعبية المعروفة التي كان لها دور في المحافظة على المأثورات الشعبية والفنية والموسيقية خاصة، وعلى العادات والتقاليد المرتبطة بها، وممارستها في الأعراس والمناسبات الخاصة والعامة. وجاء نقل المؤلف ووصفه دقيقا كعادته.
وورد في ثنايا سرده التغير الذي طرأ في الأداء لتغير الأجيال والأحوال وتبدل المسرح أو المكان الذي كانت تؤدى فيه تلك الفنون الشعبية. وألقي باللائمة على المسؤولين لعدم اهتمامهم الجاد بدعم ورعاية الدور الشعبية- وهي تلك الأماكن التي تجمع رجال الغوص والبحر والفنانين والمؤدين والمبدعين الشعبيين- ماديا ومعنويا لتشجيعهم في الاستمرار في العطاء. وكان قريبا من الحدث ويرى القدر اليسير الذي كان يخصص من قبل المؤسسات الرسمية للصرف على رعاية الدور الشعبية ومن يرتادها من الفنانين الشعبيين بمختلف مسمياتهم ومجالات إبداعهم.
كما استعرض في سرده عددا من الفنون الشعبية وما يكتنفها من أسرار وعادات وتقاليد موروثة كالفنون البحرية ومنها (لفجري) والفنون النسائية والفريسة والليوة والطنبورة والجربة والزار والصوت والسامري والبدوي والنقازي والبسته وغيرها. وقد استمتعت حقا بما أورده الباحث من معلومات كدت أجزم بأن الأستاذ المؤلف هو خير من يقوم بتوثيقها لنا قبل أن يسدل الستار عليها وتضيع في بحر النسيان.
ومن جانب آخر حاول المؤلف التطرق إلى عدد من موضوعات التراث الشعبي الأخرى كالحرف والصناعات الشعبية وما يصاحبها من هموم وعادات وتقاليد وكذلك تطرق إلى الحكاية الشعبية وإلى بعض المناسبات الاجتماعية كالزواج والمطوع أي الكتّاب والعيد و(القرقاعون) و(الحية بية) وزيّن كتابه بعدد غير قليل من النصوص الشعبية القديمة الغنائية منها وغيرها، التي اندثر بعضها ولم نعد نسمعه في حديث أو ممارسة.
ويصحبنا المؤلف مع عدد من الشخصيات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية ذات الصلة بالثقافة والأدب والفنون والمسرح بشكل عام، وتحدث عن دورها في الاهتمام بالمأثورات الشعبية من قريب أو بعيد وكيف أنها عملت على توظيف المأثور الشعبي لخدمة الثقافة بشكل عام، وخاصة في مجال المسرح والدراما التلفزيونية والفن التشكيلي وفي الغناء والموسيقى وفي العمارة وفي غيرها.
وأقتبس هنا كلاما جميلا للمؤلف حين يقول فيه "ولنتناول بعضا من إرهاصات الماضي الجميل ( وأعتقد أنه يقصد صورا أو مشاهد من الماضي الجميل) الذي عاشه الآباء والأجداد، وحفروا له قالبا مستمدا من معاناة وقسوة ذلك الزمن الذي ارتقى بذائقتهم ( ويقصد أذواقهم) لتصل إلينا محنّاة ( من الحناء) بدمائهم الغزيرة والغالية علينا جميعا؛ (أولئك) الأبرار، أهل الطيب والمعنى (كلمة شاملة للأصالة وكل معنى جميل) ، والخلق الحسن، والصدق، والنخوة، والعزة، والمروءة، والشيم، أبناء البحرين"
"لقد كان هذا الفرد المبدع والمبتكر وهو الذي يخضع كل هذه الإبداعات والابتكارات بين يديه كي يعيش وأسرته ومن حولهم بل يتعدى ذلك إلى المجتمع الكبير فأسس لعيشه القانون والتشريعات الخاصة بما يتداول في محيطه، وزرع الغناء وسقاه عرقا موازيا لزراعته كما اصطاد بعضا منه لصيده البري والبحري وبنى الخيمة والبرستج (هو بيت يبنى من سعف النخيل) وبيتا من الطين والحصى، مستترا داخلها محتميا وأسرته متفيئا متظللا عن حرارة جوه المحيط بأرضه كما صنع الملبس بأشكاله المتعددة والمزخرفة بأكثر من نوع والمزينة بأكثر من نوع والمزينة بألوان ابتدعها كلها بما يتناسب وما يحتاجه مجتمعه والمناخ وأخضع الأخشاب والحديد والكثير من مقتنيات الزراعة التي استمدها من أشجارها وأليافها وما يقذفه البحر بمده وجزره في صناعات أعجزت العقل البشري (!) بل تحدته ووقفت شامخة متعالية صامدة في وجه كل المتغيرات التي طرأت على مجتمعه حتى وقتنا الحالي."
ألمس في أسلوب المؤلف الحسرة على ما أصاب المأثورات الشعبية بشكل عام والمأثورات الموسيقية والغنائية بشكل خاص من انحسار وتراجع على الرغم من تحوّل واقعها من مسرح حقيقي وفعلي للأداء (أي الأماكن الأصلية التي كانت تمارس فيها أو عليها) إلى مسرح أو أستوديو أو ساحة مهرجان أو فندق خمس نجوم أو أي موقع مفتعل يسميه أهل الدور الشعبية (الخراطي) كي يمارس فيه المؤدون فنونهم الشعبية، ناهيك عن تحوّل واقع الحرف والمهن التي كان يمارس فيها أصحابها الكثير من الأشكال والأنماط الغنائية (أي الغناء المصاحب للعمل).
ويبقى الهم الأكبر في نظرنا هو جمع وتدوين وتسجيل هذا التراث الشعبي (ونعني به جميع أنماط المأثورات الشعبية) قبل اندثارها وضياعها بموت مؤديها من كبار السن ومن الرواة والراويات، وهي مهمة خطيرة لا بد من الاضطلاع بها رسميا وشعبيا على مستوى الأفراد والجمعيات ممن لهم حب واهتمام بتبني قضية تراث البحرين الشعبي لنقله للأجيال القادمة بشكل أو بآخر.
وأقتبس من أفكاره ما يلي "نحن نعلم جيدا أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مملكة البحرين قد طرأ عليها تغيير كبير حال دون استمرار العمل بكل هذه الابتكارات والإبداعات فتغير سير العمل بها والتطرق إليها بل نفى (إقصاءها أو التنكر لها) بعضها لتصبح منقرضة بفعل التطور والحداثة فإحلال الطائرة والسيارة والباخرة والاستماع إلى الشرائط المسجلة لفنانين شعبيين أو جدد والبنايات العملاقة باحتياجاتها المدنية الحديثة والبيوتات (البيوت أو المنازل) المتطورة سكنا يليق بمجتمع ينشد السير في تبعية التقدم لهو مظهر من مظاهر النفي (الإقصاء) لموروثاتنا التي تعد اللبنة الأولى والأساسية لنهوض أي مجتمع ينشد التقدم والازدهار"
ويقول أيضا "مع تغير أساليب العمل ظهرت البدائل التي توافقت مع أساليب العمل الجديد وواكبت حداثته فبزغ ما يصبو إليه الفرد وينشده أننا أمام نكران جديد من نوعه يخفي الحقائق ويرجعها إلى التخلف ملبسا إياها ملبس التأخر والرجوع إلى الوراء فبدل سحب حبل المرساة باليد وغناء البريخة (فن من فنون العمل على ظهر السفينة) ورفع الشراع والتصفيق والغناء بعد رفعه، جاء الكاسيت والسي دي بأغان فارغة من الحس بنوع العمل المناط وعظامة (أي عظم) دوره في النفس البشرية التي كانت تعاني أشد المعاناة والمعتمدة في الأساس على تحمله وإصراره ليصبح بتلك الأغاني منسجما مخففا العبء المحمول عليه قسرا وحلت مكانه الديزل والبترول والرافعات، فلم تعد تلك الأعمال موجودة بيننا في الوقت الحاضر، ولكن غناءها صمد في وجه التغيير لينقل من المكان الذي أسس في الأصل لتطبيقه إلى مكان آخر هو الدور الشعبية مكان تجمع البحارة ليسمى بعد انتقاله الخراطي ومع كل هذا الصمود إلا أننا نعاني الأمرين"
وحدد تلك المعاناة بالأمور التالية:
- الموت قد أدرك الكثير من الذين كانوا يمارسونه
- عدم إقبال الشباب على التدرب عليه وذلك لصعوبة أدائه
- عدم استدراك وزارة الثقافة للمحافظة عليه وعلى من يجيدون غناءه بالممارسة حتى وإن لم يعيشوا تلك الفترة الزمنية التي صورت لهم معاناة آبائهم وأجدادهم.
إن فنوننا الغنائية أصابها انحسار شديد في التعاطي معها بل اختفاء كامل للعديد من أشكالها وموضوعاتها وخاصة الأشكال التي كانت تصاحب الجوانب الفرحية (المفرحة) والممتزجة بمواقف كوميدية كالفريسة (رقصة تتخذ فيها فرس مصنوعة من الخشب تزين بالأقمشة المزركشة)، ولعبة (قوم يا شويب)والمواقف التي تصنع لنا الفرحة مثل الغناء في المناسبات كالعرضة وهي رقصة الحرب في العيدين والأعراس في الساحات المفتوحة والدوران في بيوت الفريج والقرع على أبوابها مادحة أهل البيت وعدّ أسماء أبنائها وبناتها وطلب طول العمر لهم في أيام (القرقاعون) الذي يحتفل به في منتصف شهر رمضان وتوزع فيه الحلوى والمكسرات على الأطفال خاصة والكبار، وخيال الظل في لعبة (ظلالوه) وهي لعبة للصبيان لا تصلح إلا في ضوء القمر.
وعرّج المؤلف على الحكاية الشعبية فتناول موضوعها بربطها باختزال الذاكرة، فقال إن الحداثيين من كتّاب ومخرجين مسرحيين منذ بداياتهم قد تناولوا الحكايات الشعبية من منظور تطوري وحداثي يخدم من خلال طرحه توصيل بعض القيم والعادات والتقاليد التي تشكل للعامة جانبا يتعاطى معه الفرد لإصلاح ما أفسده في مجتمعه. وتم عرض جوانب الخير والشر وكيفية العرض في منظومة واحدة تكلل المجموعة بالنجاح والسعادة والفرح، ففي (حكاية سرور) وهي من حزاوي الأمهات (أي الحكايات الخرافية) التي يروينها لأبنائهن وبناتهن قبل النوم أن يضع يديه على مكامن كثيرة في توصيف ذبح سرور وطغيان زوجة الأب على أولاد الأب، وكيفية معالجة الزوج للحدث. وكذلك في حكاية (افسيكرة) وهي تصغير لكلمة فسكرة وهي نوع من أسماك الخليج فقد برزت فيها قيم كثيرة كانت سائدة. وحاول الكاتب والمخرج إلقاء الضوء عليها في مسرحية لا تكاد تخلو من الإرشاد والنصح.
ولقد كانت الأعمال الممسرحة متداولة وبشكل كبير في الطقوس والألعاب الشعبية القديمة وما تغير هو تفعيلها بكتابات جديدة أضافت عليها شكلا دراميا أخاذا. وتغير الموقع بعد تسخيره للإمكانات الإبتكارية في أماكن مكيفة ومعدة لعرض مسرحي لافت للنظر. كما أن التغيير أصاب الشخوص الذين لعبوا الأدوار المسندة إليهم بعد أن كانت تلك الأدوار عفوية منطلقة من إمكانات بشرية تتوارث الحدث وتتشربه وتخرجه بأشكال نمطية تقليدية وفي أماكن وساحات حددها البشر للممارسة التي لن تحتاج إلا لضوء القمر أو الشمس فلا إضاءات ولا بناء ديكورات بل ساحات مفتوحة في أزقة الفرجان «الأحياء الشعبية».
وقال عن دور وزارة الإعلام المتمثل في هيئة الإذاعة والتلفزيون التي أعطت للدراما التلفزيونية نفحات من تراثنا الشعبي ممثلة في العادات والتقاليد. وبعد أن عدد الأعمال التلفزيونية الرمضانية السابقة علّق قائلا "بعد هذه الحملة التي استفاد منها التراث نفسه بعرضه بشكل جديد ومتغير وصل إلى المشاهدين الذين استطاعوا أن يشاهدوا ويتعرفوا على ثقافتهم الشعبية، كما ذكر عددا من البرامج التي أعدها ووقف عليها عدد من المهتمين بالموروث الشعبي، والتي أصبحت رصيدا مهما للمادة التراثية بمكتبة تلفزيون البحرين.
وتركز دور مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في رأيه أساسا على الاهتمام بضم العديد من البيوت القديمة والعمل على تجديدها وصيانتها وترميمها أو إعادة بنائها مخلدا لأصحابها سيرهم العطرة.
كلمات لها معنى:
ومن عناوينه القوية تساؤله كيف نذوب في موروثاتنا؟
فأجاب لكي نذوب بهذا الوطن يجب علينا المحافظة على موروثاتنا الشعبية وتكريس جل وقتنا للدفاع عنها، يجب علينا المحافظة عليها بالممارسة والمتابعة. كما يدعو إلى سهولة حسن عرض أو كما قال حرفيا جاذبية الطرح وجاذبيته هنا مع استخدام الوسائل الحديثة المتاحة. وأكد على الحاجة الماسة إلى الدعم والدعم الكبير الذي يأتي ابتداء من القيادة في رأس الهرم وحتى من المواطن العادي.
ويرى ضرورة تصحيح النظرة إلى المؤدي والممارس للفن الشعبي "فلا تمييز ولا طبقية ولا تكبر ولا اضطهاد ولا تنكر لذات من يقدمها ولتحسب مكانته من ضمن كل الإضطلاعات والإطلاعات مكانة مرموقة يستطيع من خلالها أن يشق لنا دورا تنويريا راقيا يكون مكتسبا لهذا الوطن المعطاء."
وأخيرا في خلاصة طرحه قال بأن هناك عدة أسباب جعلت التعاطي مع هذه الثقافة (الشعبية) متقطعا بل أصبح في الآونة الأخيرة منقطعا:
- أولها: وفاة الرعيل الأول الذي استطاع حتى رمقه الأخير العمل بموروثاتنا والحفاظ عليها من الاندثار والضياع.
- ثانيها: تزامن لغة العيب التي أسس لها المجتمع الحديث وميراث الأجداد.
- ثالثها: ترك الكثير من الأبناء مهن وعادات وتقاليد الآباء والتوجه إلى المهن والعادات والتقاليد التي يقبلها المجتمع.
- رابعها: وجود البدائل المريحة التي استحدثت في مجتمعاتنا نتاجا للتقدم العلمي.
- خامسها: تدافع الذائقة العامة (الذوق العام) خلف كل شيء متغير.
- سادسها: الدفع الإعلامي باتجاه كل شيء حديث، وترك القديم يئن بين رفوف الإذاعة والتلفاز.
- سابعها: عدم توافر الدعم المادي والمعنوي لا من وزارة الإعلام ولا من المؤسسات الأهلية ولا من أفراد المجتمع.
ويظل بحثه رسالة مقتضبة إلى المعنيين والمهتمين وقبل ذلك المتخصصين إلى اعتبار طرحه دعوة لمزيد من البحث والدرس من أجل رعاية منهجية موسّعة بالتراث الشعبي البحريني لجمعه وحفظه وتدوينه وتشجيع استلهامه في النواحي الحياتية المختلفة وخاصة الثقافية منها والتربوية.
وفي الختام أعتقد أن الأستاذ جاسم بن حربان قد نجح إلى حد كبير في عرض قضية هامة من قضايا التراث الشعبي ليس في مملكة البحرين فحسب وإنما في مناطق أخرى من المعمورة.