فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

جماليات الزخرفة الشعبية الخليجية

العدد 16 - ثقافة مادية
جماليات الزخرفة الشعبية الخليجية
كاتبة من البحرين

 سميرة محمد الشنو/كاتبة منالبحرين

أصبحت الزخارف الشعبية فى الخليج العربي فى سماتها الفنية أكثر تعقيداً مما كانت عليه فى الأربعينيات وذلك يرجع إلى العديد من العوامل التي أثرت في تغييرها فكانت الزخارف تأخذ أشكالاً وأنماطا لصيغ غاية في البساطة ونجاحات طبيعية يستخدمها المستغلون بتلوين الخوص والتي كانت تستخرج من المواد الطبيعية كالرقم ولون قشر الرمان وألوان السدر والحناء ولون الكركديه الذي يباع في الأسواق الشعبية في محلات الحواجين ومفردها حواج، كما كانت السيدات يطرزن العديد من الوحدات الزخرفية النباتية المستوحاة من المشموم (الريحان) ومن زهرة الياسمين ووردة المحمدي (الروز) ومن ورتيات الحناء ومن ثمرات مختلفة (كالخلالو ثمر الرطب وهو أخضر صغير) وأيضاً من سعفة النخيل وأشكال القواقع والنجوم.

 

أما بالنسبة للنقاشين فهم يزخرفون قوالب الجبس بوحدات زخرفية هندسية إسلامية ومعظمها يشبه الأطباق النجمية الإسلامية والتي زينت بها أسطح المنازل وواجهات الأبواب والنوافذ وحواف المباني.

كما يوجد العديد من الوحدات الزخرفية لدى الصاغة والتي تم توارثها عبر آلاف السنين لذلك نرى الحلي التقليدية البحرينية والخليجية قريبة من الصياغات الفرعونية والإغريقية.

يعرف (سليمان محمود حسن 2001)1 الزخرفة من خلال المفردة الزخرفية وهي التي يعبر عنها بالموتيف Motive. وهي كلمة شائعة الاستخدام في الفنون التشكيلية. وقد أطلق عليها البعض كلمة تعبير أو عنصر أو صيغة. ولعل أنسب التعريفات لهذه الدراسة هو الحركة الزخرفية التي يكون قوامها مفردة زخرفية محددة وهذه المفردة الزخرفية هي الخلية الأولى التي يتألف منها الكيان الزخرفي، وهذا الكيان الزخرفي يتأثر بطبيعة البنية أو التركيب الذي تتألف منه المنظومة الزخرفية وهذا التركيب يخضع لنظام تكراري له ملامح محددة وله دلالة رمزية خاصة وقد يحافظ النظام التكراري على الدلالة أثناء عمليات الصياغة والزخرفة أو تختفي هذه الدلالة بفعل عمليات الاختزال والتقسيم والمجاورة.

وتحدد هذه الدراسة الزخرفية بالتصميم الزخرفي الذي قوامه مفردات زخرفية مستنبطة من أعمال النقش في الخشب والجص والملابس والحلي  والأسطح المختلفة في الموروث الشعبي البحريني.   

"إن الزخرفة من أهم الفنون التشكيلية وأعظمها أثرا في إكساب معظم المنتجات الحرفية ومختلف الصناعات قيماً جمالية ونفعية، والوحدة الزخرفية هي الأساس المكون للتصميم ويمكن تعريفها بالفراغ المحصور بين خط متلاق أو أكثر، تبعاً لنوعها وكل الأشكال التي يصلح استخدامها في الزخرفة ويمكن تقسيمها إلى نوعين: وحدات زخرفية هندسية ووحدات زخرفية طبيعية2".

والزخرفة هي فن رمزي تحمل رموز فلسفة شعب معين في الحياة، وتجمع هذه الفلسفة عناصر الأيديولوجية، والمعتقدات الأنثروبولوجية، وميراث وموروثات الطقوس والشعائر والمراسم3.

وقد بدأت الزخرفة مع الإنسان منذ إدراكه للأشياء وإحساسه بجمالها، وعندما قادته حاجاته لتجميل بيئته وزخرفتها كانت الطبيعة من حوله مصدر إلهامه، فمنها استمد عناصر زخرفته البدائية، ومن خاماتها البسيطة زخرف كهفه ووشم بها جسده وزخرف أوانيه.

وشهدت الحضارة المتتابعة لمسيرة الإنسانية تطوراً كبيراً في المعرفة وفي اكتشاف الخامات وتقنيات توظيفها في الصناعة والفنون، كما انعكس على توثيق ثقافاتهم وعقائدهم من خلال أعمال فنية ومعمارية وزخرفية، فالحضارة الفرعونية واليونانية شاهد حي ماثل أمامنا كلما وقعت أعيننا على أثر زخرفي أو تحفة فنية من إبداعهم.  

ولقد أثرت الديانات تأثيراً خارقاً في فلسفة الأنماط الزخرفية المختلفة فلكل ديانة رموز متعارف عليها عند شعوب العالم والزخرفة الشعبية في المنطقة العربية تميزت بتأثرها بالفن الإسلامي الزخرفي والذي وظف فيه الفنان المسلم كل ما وقع عليه نظره من عناصر نباتية وحيوانية وآدمية لتحقيق أهداف زخرفية كما في شكل(1)4.

ولقد كان لانفتاح المسلمين على بعضهم البعض وتوالي الهجرات بين ربوع البلاد الإسلامية كل في بيئته المحلية ثم كان لانفتاح المسلمين على بعضهم البعض وتوالي الهجرات بين ربوع البلاد الإسلامية الواسعة أثر كبير في تبادل الأساليب والعناصر الزخرفية5.والوحدة الزخرفية شكل منفرد متميز فهو اندماج لمجموعة من الخطوط والأشكال قلت أو كثرت في نسيج مركب من عناصر مجتمعة لا يسهل انقطاع أي منها وإلا فقدت الوحدة كيانها المنفرد والمتميز، ويمكن أن يقال عنها انبثاق للعوامل في صيغة جديدة لها تفاصيلها وملامحها وشحنتها التي تستند إلى مقومات ذاتية تعطيها رونقاً وخصائص تجعلها منفردة عن غيرها كما في الأشكال(3،4)6.

فالزخرفة إذا هي أبنية جمالية تعبيرية، تعبر عن إحساس ووجدان الإنسان وتربطه بجذوره ومقومات حياته الثقافية، فهي جسر التواصل الإنساني في مجتمعات ثقافة العامة7

"وكان لحضارة وادي الرافدين ذات العلاقة المباشرة بمنطقة الخليج أثرها الواضح في صياغة المفردات الشعبية الخليجية ولحضارة العرب أيضاً قبيل الإسلام في شبه الجزيرة العربية في اليمن والتبراء (الأنباط)، وتدمرو الغساسنة والمناذرة وغيرهم في المدن العربية التي ازدهرت قبل الإسلام أثرها الواضح في النمط الخليجي. كما أن لكل عصر من العصور الإسلامية سماته الخاصة في الزخرفة فهي تختلف في صدر الإسلام عن العصور الإسلامية الوسيطة والأخيرة كالصفوية والعثمانية وقد كان للإرث الثقافي الإسلامي الفضل في تخليد مجموعة من الأزياء والمقتنيات التي تحتوي على مجموعة من الزخارف الإسلامية الممتدة الأثر8".

ومن الكتب الخالدة مثل كتب الجاحظ، وكتاب الأغاني، ومروج الذهب للمسعودي وكتاب الأصطخري، في كتاب المسالك والممالك وياقوت الحموي، في كتاب معجم البلدان. كذلك هناك العديد من المعاجم والمراجع الأثرية التي تكشف المشابهات في الطراز الإسلامي القديم والطراز الشعبي التقليدي المعاصر. وتكشف الزخارف الخليجية عن تأثرها بالآثار الإسلامية المختلفة في مخطوطات مصورة وتحف مصقولة كالزخارف الموجودة على المعادن والملابس والخزف والجص والعاج والنقود والمنسوجات وغيرها من المصادر الأثرية التي تزخر بها المتاحف العربية والإسلامية والعالمية من مختلف عصور الإسلام" مقارنة بالزخارف الموجودة على المقتنيات في المتاحف الإقليمية كالمتحف الشعبي في مكتبة الإسكندرية والمتحف الوطني بمملكة البحرين قسم العادات والتقاليد وبيت الجسرة والمقتنيات الخاصة في الخليج للمسنين وأصحاب الحرف كالخياطين والمطرزين والصاغة والنجارين.

"ويعرف صاحب المعجم الوسيط الزخرفة لغوياً في باب (زخرف) زخرفة بمعنى كمل حسنه، وزخرف الأرض ألوان نباتها وزخرف القول حسنه بتزيين العذب، والزخرفة : فن تزيين الأشياء بالنقش أو التطريز أو التطعيم وغير ذلك".

وتعتبر الطبيعة وما فيها من مرئيات أساساً لكل زخرفة صحيحة، فهي وحي الفنان ومصدر إلهامه وخياله، ومنها يستمد أسسها ونظمها وعناصر تكويناته كما في شكل (6) ، (7) ، (8).

واستنباط الزخرفة وكيفية تشكيلها يبدأ عادة بالتأمل والمشاهدة لما يقع عليه الاختيار من العناصر الطبيعية وكلما كانت الزخرفة مستمدة من البيئة الإقليمية التي يعيش فيها الفنان وملائمة لروح عصره الذي يحياه، كانت النتائج أقرب إلى الكمال كما هو في الزخارف اليابانية والإغريقية كما في شكل (9) ، (10).

وعملية التحوير هي عمل فني ابتكاري، يتطلب استعداداً فطرياً تنميه المشاهدة والدراسة والتدريب، حتى يؤدي إلى بلوغ الغاية منه، ويحقق أهم مقومات نجاحه، من جمال وتبسيط للعناصر المأخوذة من الطبيعة مع احتفاظه بخصائصه ومميزات هذه العناصر.

"والثقافة الزخرفية عند جيج (Gage) هي الإبداع في عمومية ولكن في خصوصياته يفضل استخدام مصطلح نقل الخبرة وهذا يترتب عليه كثير من القضايا والأعمال. والممارسات لإبداع نشاط يتشارك فيه الجميع، والثقافة للإبداع حالة خاصة من الثقافة الجمالية لاعتبارين هما :

تحديد اتجاهات السلوك الذي يراد إحداثه في ضوء ظروف ملائمة.

تحديد الضبط الاجتماعي الذي ينبغي ممارسته في البيئة حفاظاً على التراث.

وهنا يعرف لمزدان Lumsdane الثقافة للإبداع بأنها مصطلح عام يشير إلى وسائل محددة لضبط ومعالجة سلسلة من الوقائع عن قصة لإحداث تعديلات في السلوك عن طريق نقل الخبرة الجمالية في ضوء تقديم رموز لأشكال واضحة يمكن قياسها9.

وتعتمد الزخرفة في مضمونها وتركيبها على الشبكية وخصوصاً الزخارف المشجرة والمصنفرة وكان ولا زال أهل الخليج العربي مولعين بأنماط الزخارف المزركشة على النمط الفارسي والمراكشي والتي تأتي في صورة زخارف لأوراق وأغصان لأزهار تقليدية منثورة على أسطح السجاجيد وأنواع النسيج التي اشتهرت بها فارس منذ قديم الزمان. كما عرف هذا النوع من الزخرفة فنانو بلدان شرقية أخرى .. كالهند والصين واليابان واستخدموها في نطاق واسع في أعمالهم المختلفة وأغلب البضائع المستوردة إلى الخليج من الهند واليمن واليابان وأغلب الزخارف مستمدة من موتيفات شرقية والزخارف المورقة التقليدية من الزخارف المستخدمة في النقش والحناء محببة لدى الأهالي في منطقة الخليج العربي بعض النماذج للأقمشة النسائية،والأقمشة الرجالية وبعضها زخارف حناء.

"إن التاريخ يروي لنا والشواهد تدل على البنية المتشابهة في حقل الثقافة والفنون الشعبية تمتد من الكويت شمالاً حتى مسقط جنوباً وكذلك في الخامة المستعملة في البناء والنقوش من القوالب الجصية والوحدات الزخرفية وصناعة الحلي. كان لها تاريخها منذ أقدم العصور، وقد أفاض ناصر خسرو عند زيارته للقطيف والبحرين في ذكره للحلي الفضية والذهبية في حديثه عن الصاغة وأصحاب الحرف الأخرى كما ذكر المسعودي في "مروج الذهب" عن لؤلؤ البحرين وعقودها الغالية الثمن.

إن ما يميز الزخارف البحرينية هو الخط العربي في جزيرة البحرين وقد وجدت الكثير من الشواهد في القبور واللوحات الحجارية المصنوعة في البحرين مكتوبة بالخط الكوفي وأشكالاً تكاد تفصح عن نفسها وراء التصوير الزخرفي للحروف في أشكالها الآدمية والحيوانية والنباتية المجردة كما نشاهدها في مسجد الخميس في البحرين.

 

 مبادئ الزخرفة:

تنوعت الزخارف الشعبية في البحرين فمنها القائم على أشكال هندسية كالمربعات والمثلثات أو النجوم ومنها قائم على أشكال مركبة من عدة أضلاع وزوايا ومنها ما يرتكز على أشكال دائرية ومشتقاتها كالخطوط المنحنية والملتوية والمقوسة "وهذا الأسلوب في الزخرفة يقترب كثيراً من الأسلوب الآشوري. ويبتعد كثيراً عن أسلوب مصر الفرعونية الذي يتميز بالأشكال الهندسية ومشتقاتها10".

 

ومن المبادئ التي تقوم عليها الهندسيات في الزخرفة :

الخط الهندسي: وهو أهم العناصر التشكيلية نظراً لصفاته الكامنة التي تتيح له القدرة على التعبير عن الكتلة. وهو لا يعبر عن الحركة بمعناها المرتبط ببعض أشياء متحركة فقط، وإنما بمعناها الجمالي الذي ينتج حركة ذاتية تلقائية تجعل الخط يتراقص في رونق مستقل، وإذا تتبعنا وظيفة الخط في الفن الإسلامي نجد أنه يلعب دوراً أساسياً، وبخاصة في العناصر الزخرفية ويكاد الخط يستعمل لذاته دون أن تكون له دلالة موضوعية، ونجد في منتجاته نمطاً من أنماط الخط:

أولاً: الخط المنحني الذي يدور هنا وهناك متجولاً في حرية وانطلاق في حدود المساحة المخصصة للزخرفة، وهو لا يخرج عنها، ولكنه يعطي إحساساً بالمطلق والاستمرار إلى ما لا نهاية.

الثاني: الخط الهندسي:وتكون وظيفته تحديد مساحات تتكون منها حشوات تتجه نحو الدقة والصغر كلما ازدهر الفن.

وتضم هذه الحشوات زخارف هندسية، والشائع إن الخط الهندسي يعطي إحساساً بالاستقرار والثبات. وإن طبيعة الزخرف الهندسي يردنا حتماً إلى السكون والاستقرار ولكن هذه الخطوط في الحقيقة حيوية ذات اتجاه حركي تعطي إحساساً بالحركة ذلك لأنها تقود النظر إلى شكلها داخل المساحة، ومما يثير الإعجاب هو قدرة الفنان المسلم على الموازنة بين الخط اللين المنحني والخط الهندسي في تأليف عجيب، مع اختلاف طبيعة كل نوع من هذه الخطوط، فالخط المنحني الدوار يتميز دائماً بالرشاقة وإثارة لذة جمالية خاصة، أما الخط الهندسي فله جمال من نوع آخر – جمال رياضي – يستشعره العقل، فالمزاوجة بين الأسلوبين تعطي محصلة جمالية رائعة11.

مما سبق يتضح لنا أن هناك محورين أساسيين في تاريخ الزخرفة الخليجية لابد من التطرق لهما لوضوح الرؤية الفنية لتتبع المفردات والوحدات الزخرفية في الخليج العربي أول هذه المحاور الزخرفة الإسلامية ثم الانطلاق لمفاهيم الزخرفة في الخليج العربي وتوظيف الأشكال الزخرفية في السطوح المختلفة في التراث البحريني.

 

الزخرفة الإسلامية :

انطلق الفنان المسلم مما انتهت إليه الحضارات التي سبقته من تقنية وتجارب لأنه كان إما من أبناء تلك الحضارات التي دخلت في الإسلام مع الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى الفرس والروم ومصر أو من خلال انفتاحهم على ثقافة تلك الحضارات.

ويتميز الفن الإسلامي بأنه فن زخرفي. وظف فيه الفنان المسلم كل ما وقع عليه نظره من عناصر نباتية وحيوانية وآدمية لتحقيق أهداف زخرفية.

والزخارف الإسلامية كما في الفنون تطورت في أساليبها وعناصرها مع تكون التيارات والمدارس الفكرية الدينية في جسد الأمة الإسلامية كل في بيئته المحلية ثم كان لانفتاح المسلمين على بعضهم البعض وتوالي الهجرات بين ربوع البلاد الإسلامية الواسعة أثر كبير في تبادل الأساليب والعناصر الزخرفية.

 

العناصر الزخرفية في الفن الإسلامي :

العناصر النباتية :

وهي كل ما أخذ من أشكال النبات مثل: الأعشاب والأزهار والثمار والأوراق وأغصان الشجر. والفنان المسلم ابتعد عن محاكاة الطبيعة ونقلها نقلاً حرفياً وإنما حولها إلى عناصر مجردة محولاً فيها غصون وأوراق الشجر إلى خطوط منحنية ملتفة كهيئة الأقواس أو الالتواءات كما هو في أغصان العنب كما في شكل (11).

وتعد زخارف الأرابيسك في أصلها زخارف مكونة من فروع نباتية وجذوع مثبتة ومتشابكة ومتتابعة وبسبب شدة بعدها عن الطبيعة كأنها رسوم هندسية.

والمنتجات التقليدية في مملكة البحرين تنقسم إلى شقين منتجات منفذة محلياً بأيدي مهرة بحرينيين ومنتجات أخرى مصنعة خارج البحرين وتستورد من الدول المجاورة لذلك كانت المنتجات المستوردة تحمل سمات الفن الإسلامي أما الأشياء التي كانت تصنع في البحرين فكانت تحمل الحس الشعبي البسيط ذا التفاصيل والزخارف التلقائية والمستوحاة من البيئة البحرينية كأمواج البحر والنجوم والطيور وبعض النباتات والزهور والنخيل والقواقع والأسماك والتي زين بها الفنان الشعبي الأزياء والحلي التقليدية والأواني وبعض السطوح في الحرف التقليدية والأواني الفخارية وبعض أشكال العمارة التقليدية التي تأخذ أشكالاً مختلفة في أنماطها :

توجد عدة أنواع للزخرفة نذكرها منها ما يأتي:

- الزخرفة النباتية: وهي الزخرفة التي تعتمد على العناصر النباتية.

- الزخرفة الحيوانية: وتعتمد على عناصر حيوانية.

- الزخرفة الخطية: وهي التي تعتمد على الخط العربي بكافة أنواعه.

- الزخرفة الهندسية: وهي التي تعتمد على البناء والعناصر الهندسية.

- الزخرفة المجردة: وهي زخارف حديثة تعتمد على الشكل واللون والتركيب غير المنظم12.

 أنواع الوحدات الزخرفية:

      يمكن تقسيمها إلى نوعين: وحدات زخرفية هندسية. ووحدات زخرفية طبيعية.

1 – الوحدات الزخرفية الهندسية:

هي التكوينات التي يمكن تشكيلها من العلاقات الخطية الناتجة عن تلاقي بعض أنواع الخطوط المستقيمة والمنحنية، وعماد تكوين هذه الوحدات قصر على الخطوط الآلية المتحدة بالأدوات الهندسية كالمسطرة والفرجار وغيرهما، مثل المضلعات والأشكال النجمية والدائرية، وتشكل المضلعات الأشكال الثلاثية التي تضم تنوعات المثلث والأشكال الرباعية التي تجمع المربع والمستطيل والمعين ومتوازي الأضلاع والأشكال الخماسية والسداسية المنتظمة وغير المنتظمة، كما تشمل الأشكال النجمية الشائعة، النجوم الخماسية والسداسية والثمانية، وكذلك تجمع الأشكال الدائرية، الدائرة والبيضاوي وما ينشأ عن تقاطعاتها وتماسها وتداخلها، وتعتبر النقط المتمثلة في أشكال هندسية صغيرة والخطوط بأنواعها وأوضاعها المختلفة، ضمن الوحدات الزخرفية الهندسية13.

2 – الوحدات الزخرفية الطبيعية:

معظم هذه الوحدات الزخرفية يحمل صفات الشكل الطبيعي الذي أخذت عنه، ورسمها يحتاج إلي كثير من العناية والدراسة الضرورية للمصمم قبل البدء في وضع التصميم واستنباط وحداته وفكرته كما في شكل (12).

 

عناصر الوحدات الزخرفية الطبيعية:

- العناصر النباتية:

مثل الأعشاب، الصبار وفروع الأشجار، الأزهار، والثمار.. إلخ.

- عناصر الكائنات الحية وتشمل:

الحشرات والزواحف: مثل النحل – الفراشات – الجراد – الحيات.. إلخ.

الطيور: مثل العصافير – النسور – الأوز – البط – الدجاج ... إلخ.

الأحياء المائية: مثل الأسماك المختلفة – المحارات الصدفية – الأعشاب المرجانية.

الحيوانات: الغزلان – الكلاب – البقر – الخيل – الجمال – الأرانب.. إلخ.

الأشكال الآدمية: في أوضاع تعبيرية: رياضية – مهنية – راقصة.. إلخ.

العناصر الرمزية والمصنعة: مثل السحب – الجبال – الأمواج – الأواني – التروس إلخ .

كما أمكن تقسيم الوحدات الزخرفية من حيث مصدرها إلى وحدات زخرفية هندسية، ووحدات زخرفية طبيعية، كذلك يمكن تقسيم الوحدات الزخرفية من حيث تكوينها إلى:

وحدات زخرفية بسيطة.

وحدات زخرفية مركبة.

 

الوحدات الزخرفية البسيطة:

تشمل أبسط الأشكال أو العناصر الزخرفية المفردة، كالزهرة والفراشة، وورقة النبات، شكل هندسي كالدوائر والمثلثات والمربعات والمعينات كما في شكل (13).

 

الوحدات الزخرفية المركبة:

وتشمل عدة وحدات بسيطة مرتبطة بعضها ببعض، كباقة من الزهور أو طائر يحمل غصناً أو مجموعة من الأشكال الهندسية المرتبطة مع بعضها بعض14.

ماهية التصميم :

اختلفت الآراء حول معنى ماهية التصميم، فهي تعني لغوياً الإصرار على تنفيذ شيء بعينه، على حين تعني في الفن معنى أبعد من ذلك يقرب من التفكير والإبداع، وكذلك اختلف تفسير معنى (تصميم) "Design" ليمتد أبعد من مجرد ترتيب العناصر، والتكوين "Composition" بمعنى تصميم لتجميع العناصر التي يتكون منها15.

ويعرفه الرزاز (1984) بأنه أسس وعناصر تشكيل البناء الفني، للوفاء بالغرض أو المضمون الرمزي للعمل، ومن خلال التبادلات والتوافقات التشكيلية تتأتى الأساليب والاتجاهات للمدارس الفنية16.

ويعرفه إسماعيل شوقي (2007) بأنه ابتكار أو إبداع أشياء جميلة ممتعة ونافعة للإنسان، كالتصميم في إنتاج بعض الحرف مثل (النسيج، الطباعة، المعادن، النجارة، الخزف، النحت، الأشغال اليدوية والفنية...) فالتصميم هو تلك العملية الكاملة لتخطيط شكل ما وإنشائه بطريقة مرضية من الناحية الوظيفية أو النفعية، وتجلب السرور والفرحة إلى النفس أيضاً، ويعتبر هذا إشباعاً لحاجة الإنسان نفعياً وجمالياً في وقت واحد17.

وترى وداد عبد الحليم (1990م) بأنه عملية تخطيط الأنشطة الإدراكية التي يتسق فيها الجانب الوظيفي النفعي والتركيب الجمالي18.

مما سبق يمكن القول إن التصميم هو فن تنسيق العناصر الداخلية للشيء المنتج، أي التناسق الذي يجمع بين جمال الشكل والنفع الوظيفي، فإذا كان هذا الشكل يحقق الوظيفة المنتج من أجلها، واستخدمت الخامات التي تتماشى مع هذا الشكل، وروعي تنظيم أجزائه بخامات مناسبة، وأحسن استخدام هذه الخامات، يمكن القول بأنه تصميم جيد بشرط أن تتوافر فيه مقومات الإجادة الفنية من وحدة وترابط واتزان وسيادة وتنوع وتناسب19.

عناصر التصميم :

يمثل التصميم جانب الإنتاج الإبداعي في هذا البحث، لذا فالتركيز على المكونات الداخلية وتنسيقها وترابطها وتوزيعها بأسلوب مبتكر، من شأنه أن يرفع من قيمة ذلك الشيء جمالياً وإبداعياً.

وتعنى عناصر التصميم بكل ما يمكن رؤيته في العمل الفني، أو هي أصغر المكونات القابلة للتكرار والتجاور والتبادل والتصفيف لتكون كلاً يحقق غرضاً، وتصعب رؤيتها، ولكن يمكن فصلها للتعرف عليها وعلى القوى الكامنة بها، وما يمكن أن تحققه في التصميم الفني20.

كما أن دراسة الفنون التشكيلية تستلزم المعرفة بالعناصر المكونة للعمل الفني، والتي يمكن تلخيص بعضها في النقطة والخط والملمس والمساحة والشكل والأرضية واللون والظل والضوء في الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد، والكتل والفراغ في الأعمال ثلاثية الأبعاد.

ومدرسة الباوهاوس التي تأسست  في مدينة ويمار عام 1919 تحت إدارة والتر جروبياس والذي لعب فيما بعد دورا هاما في تأسيس حركة الحداثة في ألمانيا. وقد تزامنت فترة حياته مع فترة الازدهار الثقافي في جمهورية ويمار التي تأسست عام 1919

والتي أحدثت انتشارا للتجريب والإنتاج في عديد من مجالات التصميم التي تشمل الأدوات والخزف والأدوات الزجاجية والأثاث والتجهيزات والسجاد والمنسوجات والطباعة والملصقات وأوراق الحائط. وقد تم تمييز الشكل بصفة عامة بالنظافة والأشكال الهندسية واستخدام الأدوات الحديثة كالصلب المطلي بالكروم والزجاج والأسطح السادة (غير المزخرفة) المتميزة بالتلاعب المجرد بالضوء والظل. وغالبا ما تم تقييد استخدام الألوان مع التركيز على اللون الأبيض والأبيض الفاتح والرمادي كما في شكل (14).         

ويقول: لوكوربوازييه (leCorbusier) طالما ما تم زخرفة الأعمال الفنية التافهة وتم عمل موضوع الزخرفة بشكل جيد مرتب ونظيف ونقي وصحي ويوحي تجريده بجودة صناعته "كلما أصبح الناس أكثر ثقافة."

 

 

الهوامش

1:سليمان محمود حسن (2001): "الزخارف الجصية على البيوت التقليدية بالمخلاف السليماني، مجلة الموروثات الشعبية، العدد 63 يوليو، دولة قطر، ص22.

2:حسن علي حموده (1972): فن الزخرفة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص22.

3:يوسف خليفة غراب، نجوى حسين حجازي (2003) : جماليات الزخارف الشعبية، القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى،ص60.

4:أبو صالح الألفي (بدون تاريخ): الفن الإسلامي (أصوله – فلسفته – مدارسه) الطبعة الثالثة، دار المعارف، ص110.

5:عبد الحفيظ فياض/ ديانا عيد الأيوبي (2005م) / موسوعة الزخرفة 1/2/3 المصورة، الطبعة العربية الأولى،ص32، 35.

6:حامد جاد محمد جاد، محمد عبد الفتاح عبد المجيد (بدون تاريخ) : الزخارف للصناعات الزخرفية .

7:يوسف خليفه غراب ، نجوى حسين حجازي (بدون تاريخ) : مرجع سابق، ص5.

8:سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية (بدون تاريخ)، العدد الرابع، ندورة تخطيط لدراسة الثقافة المادية والفنون والحرف الشعبية.

9:يوسف خليفة غراب (بدون تاريخ) : مرجع سابق.

10:صلاح علي المدني (1994م) ، كريم على الصريفي: من تراث البحرين الشعبي، الطبعة الثانية،  ص160.

11:فوزي سالم عفيفي (1997): نشأة الزخرفة وقيمتها ومجالاتها، جامعة حلوان،دار الكتاب العربي،  ص68.

12:http://forums.fonon.net/archive/index.php?t-1690.html

13:حسن على حمودة (بدون تاريخ) : مرجع سابق، ص 22-24.

14:المرجع السابق، ص 34.

15:عبد الفتاح رياض (1995م): التكوين في الفنون التشكيلية، القاهرة، دار النهضة العربية، ص111.

16:مصطفى الرزاز (1984م): التجريب والتصميم في التربية الفنية، صحيفة التربية، السنة الخامسة والثلاثون، العدد الثاني، ص29 – 31.

17:إسماعيل شوقي إسماعيل (2007م) : التصميم عناصره وأسسه في الفن التشكيلي، ط3، القاهرة، زهراء الشرق، ص11.

18:وداد عبد الحليم جاد (1990م): تنمية الرؤية البصرية والمهارات اليدوية لرفع مستوى الأداء الابتكاري لغير المتخصصين، مؤتمر إعداد المعلم في ضوء استراتيجية تطوير التعليم، كلية التربية جامعة المنيا.

19:محمود الراعي محمد عبد العظيم، فاعلية برنامج مقترح قائم على القضايا المعاصرة باستخدام أسلوب الحل المبدع للمشكلات في تنمية مهارات التفكير والتصميم الإبداعي لدى الطلاب / المعلمين تخصص التربية الفنية، ص 30، 2008م.

20:عبد العزيز أحمد جوده، ومحمد حافظ الخولي (1996م): منظومة تدريس أسس التصميم، مجلة علوم وفنون – دراسات وبحوث، جامعة حلوان، العدد الثالث، المجلد الثامن، يوليو، ص24.

أعداد المجلة