فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
67

السموءل بن عادياء

العدد 16 - أدب شعبي
السموءل بن عادياء
كاتب من أمريكا

مقدمة:

يمكن النظر إلى مفهوم ذاكرة الأمة، الذي يتم تداوله مؤخراً في مجال البحث الأكاديمي، على أنه  تهذيب لفظي أو تجسيد للخبرات التي تتعلق بالأحداث الهامة مما يختلج في ذاكرة الجماعة ككل، وقد تكون هذه الجماعة الأمة بأسرها، أو تنحصر بفئة ما، مثل الفئات الإثنية أو العرقية أو الدينية من السكان، على النحو الذي يشكله أفرادها2، وتعد المسالة أيضا في نطاق التعلّم المعرفي الذي ينضوي على عدة عوامل، مثل التحفيز، والاحتفاظ والتذكر، وتعد هذه العوامل مكونات للتقاليد الثقافية المشتركة و"السلوك الفولكلوري"  ل الجماعة الاجتماعية3.

 

تستند هذه الدراسة إلى تجربة شخصية (مما يعرف في+دراسة+ المأثور الشعبي ب "الذواكر")4 في الفترة ما بين 1949-1953. إنها سرد لفترة من فترات حياة الكاتب في صباه. وتصف هذه المقالة تجربة لصبي في المناطق الحضرية "بشكل نمطي"، صبي يجد نفسه وجهاً لوجه أمام شخصية تاريخية أدبية، هي" السموءل بن عاديا اليهودي"، وذلك خلال السنوات الأخيرة من المرحلة الإعدادية، أو خلال السنوات الأولى من مراحل التعليم الثانوي، حيث كانت المدارس الحكومية تدرس الأدب العربي في كتاب المطالعة+ وتمد التلامذة به مع غيره من الكتب المقرّرة بدون مقابل+، في تلك السنة اشتمل كتاب المطالعة على  قصيدة السموءل وعلى وصف موجز للقيم العظيمة التي تجسدت بعمل ذلك الشاعر قيد النقاش،( كما يظهر في العنوان).

كان لابد من الربط بين القيم التي تضمنتها صفحات كتاب المطالعة وبين نظرة الطالب أو "القارىء" إلى شخصيات ترتبط بمعتقدات الديانة اليهودية وكيف ينظر إليها مجتمع ذلك الطالب،   وهو في هذا الصدد يمكننا اعتبار هذا السرد للوقائع حالة من حالات ما أصبح يعرف الآن بالذاكرة الجماعية ومن ضمن مكونات "الشخصية المِنواليّة" للطبقة الاجتماعية المتوسطة "أصحاب الياقات البيضاء" (موظفي الأعمال المكتبية)5.

 

البعد الشخصي “للذاكرة الجماعية”

ينتسب مُعدّ هذه الدراسة لعائلة حضرية من الطبقة الوسطى في مصر،  ولد في القاهرة ونشأ في الزقازيق، وهي   مدينة تقع في أقصى الجزء الشرقي من دلتا النيل وهي عاصمة "الشرقية" (التي تعرف الآن "بمحافظة الشرقية") التي تقع إلى شمال شرق القاهرة.  وقد تلقى تعليمه في المدارس الحكومية في المرحلة الابتدائية (الصفوف من 1 إلى 4: في عمر 6-10)، والمدرسة الثانوية (الصفوف من 1 إلى 5: في عمر 11-16/17) في تلك البلدة، وقد كانت مدارس البنات منفصلة عن مدارس الذكور في المرحلتين التعليميتين المذكورتين، إذ كان يتم فصل الإناث عن الذكور بعد مرحلة الروضة. لقد عكست تركيبة  الطلاب في تلك المدارس، في ذلك الوقت، التوزيع الديموغرافي في مصر إلى حد كبير، حيث كانت الغالبية  من المسلمين، ولكن كان هناك دائماً العديد من  المسيحيين (الأقباط): ولولا بعض الأسماء (مثل ميخائيل، لوقا،  هنري، وليم، الخ) وبعض السمات المرئية (مثل وشم الصليب على المعصم، أو ارتداء حلية على شكل صليب في قلادة أو سوار من قبل الطالبات)، يكاد أن يكون التفريق بين المسلمين والأقباط شبه مستحيل،  ومع ذلك، كان يتعين على  التلاميذ  في تلك الفترة، حسب المنهج المقرر، حضور حصة أسبوعية (ساعة واحدة) تخصص لمادة ("الدين")، وكان  الأقباط يغادرون خلالها فصولهم المعتادة، ويتجمعون بشكل منفصل في غرفة أخرى لتلقي  تعليمات عن المسيحية من قبل معلم قبطي. وفي الوقت نفسه، عاش المسلمون والأقباط جنباً إلى جنب في الأحياء السكنية، التي كانت تتحدد بشكل كبير بعوامل مثل المهنة والدخل ومستوى التعليم، وليس الانتماء الديني أو العرقي.

لقد كانت الثقافة الشعبية السائدة في المجتمع المصري في تلك الفترة الزمنية تمثل الأفراد والمجموعات التي تنتمي إلى الأديان السماوية (السامية) الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية6، وكانت أفلام السينما تصور العلاقات الاجتماعية الطبيعية بين الديانات المذكورة، وتعرض في جميع أنحاء مصر، حاملة عناوين مثل "حسن ومرقص وكوهين"،  وفيلم "فاطمة وماريكا وراشيل"، وهي عناوين تحمل أسماءً بارزة تمثل المجموعات الدينية المختلفة من المسلمين والأقباط واليهود.

 

يهودي في الحياة الاجتماعية الحضريّة

أما عن معرفتي الشخصية، لليهودي "ككيان في المجتمع المصري" فقد  أتت خارج سياق المدرسة والحي السكني. وقد كانت التكنولوجيا سبباً في ذلك، وبالتحديد لها صلة بجهاز مذياع قديم كان لدينا.  فقد كان هذا الجهاز يحتاج للإصلاح في كثير من الأحيان، وكان من واجبي أن أحمله إلى محل الخواجة إي. كيه.(E.K.)، وقد كان الشخص الوحيد الذي عرفته شخصياً، من أتباع الديانة اليهودية في الزقازيق. وأتذكر أن هذا الرجل كان يتمتع، مع قدرته في إصلاح جهاز المذياع، بمراعاة المواعيد، فقد كان يحرص على التسليم في المواعيد المحددة، وقد كان يتقاضى أجرة معقولة نظير خدماته، وقد كان والدي معجباً بأمانة الخواجة إي. كيه.( (E.K، وكان يرى أنه يمكن الاعتماد عليه بالفعل وكان يعتقد أن كفاءته تعود الى إن يده "مبروكة7"

في ظل الظروف الاجتماعية والثقافية التي ذكرت، يصبح العنوان الوارد في كتاب القراءة المدرسي (الذي كان يدرس في 1940/ 1950)،  "قال السموءل بن عادياء اليهودي: ..." ذا مغزى بالنسبة لي وللآلاف من التلاميذ في مصر، وغيرها من دول العالم العربي التي اعتمدت المناهج والكتب المدرسية المصرية.

وفي غياب الكتاب المدرسي المذكور، لا يمكن التأكد من محتويات قطعة المطالعة، لكن ما هو مؤكد هو حقيقة أن قطعة القراءة (المطالعة)  كانت معنونة: "قال السموءل بن عادياء اليهودي: ..." وقد صاحب القطعة توطئة تشرح سبب نظم السموءل للقصيدة بعنوان "إن الكرام قليل". وقد كان الوفاء هو المغزى العام للقصيدة، أما عن أكثر بيت مازال يلازم الذاكرة فهو8

 

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ

                           فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ9

 

الشاعر وحصنه

 السموءل بن عادياء (توفي حوالي 560 م) شاعر جاهلي من القرن السادس الميلادي ويرتبط اسمه مع الحصن المعروف باسم "الأبلق"، الذي يقع نحو 200 كيلومتر إلى شمال المدينة في السعودية (الآن).  ومن المؤكد أن الموقع الذي كان الحصن فيه كان  فسيحاً إلي حدّ بعيدً، كما سيرد أدناه، فقد  كان يشتمل على أماكن مستقلة مخصصة لاستقبال الضيوف الذين يحتاجون إلى الاستقلال بأنفسهم في فضاء مفتوح (أشبه بالمخيم أوالمعسكر) وعلى سوق تجاري عام ، حيث تتوافد القبائل المجاورة (أو قوافل المسافرين) للحصول على السلع التي يحتاجونها.

وقد وصف عالم الجغرافيا المعروف ياقوت الحموي (1179-1220) حصن الأبلق بما يلي من الوصف:

"هو المعروف بالأبلق الفرد، حصن السموءل بن عادياء اليهودي، مشرف على رأس تيماء بين الحجاز والشام.. وكان أول من بناه السموءل اليهودي، يقع على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لِبن، لا تنمّ على ما يحكى عنه من العظمة والحصانة.10"

وكذلك فإن الجغرافي والمؤرخ زكريا بن محمد القزويني، (1203  -1283)، يرى بأن الحصن كان يطلق عليه الأبلق "بسبب بياض لونه الضارب إلى الحمرة"11.

وقد  تبنّى الشاعر الجاهلي ميمون بن قيس الأعشى -- (حوالي 570-629،  من قبيلة ثعلبة، وإسمه مشتق من كلمةٍ تعني سوءُ البَصَرِ باللَّيْلِ) -- في شعر له مقولة أسطورية مؤداها أن النبي سليمان بن داود هو من بنى حصن السموءل. وقد قِيل أن العرب كانوا يتوقفون بحصن السموءل ضيوفاً، ويشترون حاجياتهم من سوق كانت في ذلك الحصن12.

لقد ورد اسم السموءل متبوعاً بصفة "اليهودي" في الآثار الأدبية العربية، وفي بعضها وُصف السموءل بالقريظي (نسبة إلى قبيلة بني قريظة13)، وتشكّك بعض الدراسات الحديثة بشأن يهوديته14؛فنجد ستيفن وناندي رونارت، على سبيل المثال، يعقبان عند تقديم السموءل بعبارة: "المفترض أنه من أصل يهودي"، أمّا المستشرق المعروف ديفيد صموئيل مرجليوث، فيعلق بأن، "الأب شيخو" ستسعده إمكانية إثبات أن  السموءل، كغيره من الشعراء الجاهليين، كان مسيحياً"15، و يشكك بعض الباحثين الآخرين في وجود شخصية السموءل جملة و تفصيلا، معتبرين أنها شخصية أسطورية-خرافية. وبالعودة إلى مرجليوث، نرى أنه يعد+ قصة السموءل ومسألة ديانته، عند تناولها في سياق أوسع "يشتمل على التقاليد الشفهية اليهودية، مع تجاهل يهودية الجزيرة العربية المزعومة"، وهكذا نجده يكتب:
"يعترف علماء الآثار بأن هناك ملك يهودي من تيماء، من الذين حكموا قبل فترة قصيرة من ظهور الإسلام، وقد كان اسمه صموئيل، كما في العبرية، أصبح يلفظ سموءل، وإن اسم أبوه أو جده عادياء، وهو لفظ مطابق للإسم "عادياء" الذي ورد مراراً في العهد القديم16."

لقد أجرى مرجليوث دراسة متأنية للتحقق من صحة الأحداث في قصة السموءل التي وردت في المصادر الأدبية، ومدى التطابق بين جوانب معينة مما ورد في قصيدة السموءل، والأحداث الخارجية بمصداقية موثقة. وقد خلص إلى أنه "ليس من المؤكد تماماً بأن شخصية السموءل شخصية تاريخية". ثم ينتقل إلى مستوى أبعد من التشكك ويشير إلى أن إتش.   فنكلر، يحيله إلى أسطورة-خرافية من أساطير الشمس، كما فعل مع الكثير من الشخصيات الأخرى17 [...].

ويسخر مرجليوث من تفسير  فينكلر، باعتماد مفهوم أساطير الشمس الخرافية ، بأنه يرفض وجهة نظره ويعتبرها مضلَلَة إلى حد "أنها لا تستحق أن تذكر أو يشار إليها". وبرغم  ذلك فا نه يذهب الى أن المثل (الذي يذكر السموءل) ربما يعود إلى صموئيل، وإلى الأسفار التي تحمل اسمه، لأنه ( حسب 1 سفر صموئيل الثاني عشر/ xii3)   رفع عقيرته متغنّيا بأمانته وصدقه"18. هنا، يمكننا الإشارة إلى أنه من الواضح أن   فينكلر يتبع حجج "الأساطير الشمسية" في تقاليد مدرسة ماكس ميولر19. ومع ذلك، فإن غياب السمة الأساسية لتضحية المرء بإبنه في التقاليد الشفوية غير المقدسة في المنطقة تجعلنا نميل لتعزيز إستنتاج مرجليوث ورفضه ل فرضيّات الأسطورة- الخرافية. (انظر البيانات المتعلقة بطراز الحكاية C 516 AT ، أدناه).

الملجأ والحصار

إذا لم تكن القصائد التي من المفترض أن السموءل قام بنظمها متاحة لجامعي الشعر الجاهلي الأوائل، فإن الآثار تظهر أن مقولتين دارجتين قد ذهبتا مذهب الأمثال عند العرب، واكتسابا سيرورة  في السياقين الشفوي، والكتابي، وهما: " أوفى من السموءل "، و" في وفاء السموءل، أو كوفاء السموءل"، التي تقف كأمثلة ماثلة لإشادة العرب الكبيرة بفضيلة الوفاء. (انظر أيضا قصيدة الأعشى، والمثل المنبثق عنها، أدناه)20.
ووفقاً للدراسات، فقد  جمعت الظروف التاريخية زعيمين عربيين، كلاهما  شاعر، ويعد شخصية بارزة في القبيلة ،  فى حدث مأساوي لكليهما: السموءل، من شمال الجزيرة العربية، وامرؤ القيس بن حجر الكندي من الجنوب.   كان امرؤ القيس، ابن  ملك ، حكم والده قبيلة بني أسد.   و كان امرؤ القيس زير نساء،  يكثر الشرب، ويـتجرأ على الكثير من المغامرات الجنسية، التي كان يتغنى بها في قصائده. وبينما كان في إحدى نزواته، غارقاً كعادته في اللذات ومعاقرة الخمر، جاءه الخبر بأن والده قد أطيح به عن عرشه وقُتل على يد بعض رجال بني أسد، فقال قولته المشهورة "اليوم خمر وغداً أمر"، واستمر في الشرب. وبعد ذلك حاول إستعادة مملكته، ولكنه لم يجد التأييد والدعم بين بني أسد، فسافر مع بعض من رفاقه شمالاً سعياً للحصول على مساعدة من القيصر، حاكم الروم، في آسيا الصغرى (القسطنطينية)، وفي طريقهم، قدمه واحد من أصحابه إلى السموءل الذي منحه الحماية في حصنه، الأبلق، وقبل مواصلة رحلته إلى الشمال، استأمن امرؤ القيس السموءل على دروع ثمينة وأسلحة وأموال، وكذلك على ابنته، هند21، فتركها هي أيضاً في حماية السموءل. وكذلك طلب من السموءل أن يكاتب الحرث بن شمر الغساني (و كان ربيبا لقيصر الروم) من أجل أن يساعده للوصول للقيصر وإلتماس المساعدة العسكرية. وقد قام السموءل بتحقيق طلبه هذا، أيضاً.بعد أن غادر أمرؤ القيس حصن الأبلق، علم عدوه، ملك آل الحيرة، المنذر بن ماء السماء، بأنه ترك ممتلكاته لدى السموءل فخرج يجدّ في طلبها من السموءل، ولكن الأخير رفض تسليمه ما استأمنه عليه امرؤ القيس، فما كان من المنذر إلا أن أرسل جيشا من مختلف القبائل (إياد، تنوخ وآخرين)، وفرض حصاراً على حصن السموءل، لكنه لم يستطع التغلب على تحصيناته22، ولسوء الحظ  تصادف أن ابن السموءل الشاب، كان خارج الحصن في رحلة صيد، وعاد للحصن أثناء الحصار،فقام الجيش الذي يحاصر الحصن بالقبض عليه. أمسك ابن ظالم ا لفتى ودعا السموءل:

سأله ابن ظالم: “هل تعرف هذا الفتى؟”

أجاب السموءل : “نعم هو ابني”

هدده ابن ظالم : “هلا سلمت لي أدرع امرىء القيس وسلاحه، أو أقتل الصبي؟”

فأجابه السموءل: “افعل ما شئت معه، ما كنت لأخفر ذمتي23 ولا أخون من استأمنني”

هكذا اختار الأب، أن يرى ابنه يموت أمام عينيه وأن لا يخفر ذمته ويخون شخصاً احتمى به، وأعطاه عهداً، فضرب ابن ظالم الفتى بسيفه فقسمه نصفين، وغادر. وقد قال السموءل بعد ذلك قصيدته المشهورة24 التي تبدأ بالبيت “بنى لي عاديا حصناً حصيناً....” وفيها يقول:

 

وفيت بأدرع الكنـدي إنـي  

                   إذا ما خان أقوام وفيت

ومن هنا جاء المثل العربي “أوفى من السموءل”، أو “في وفاء السموءل” ، (المذكور بالصيغتين أعلاه).

لقد أثارت قصة السموءل أقوالاً أخرى بين العرب، ذهبت مذهب المثل، منبعها التعاطف مع السموءل وتمجيد قيمه، والحض على التمثل بها. وقد ورد أنه بعد سماع قصة السموءل وما فيها من قسوة  ومن إجبار على الاختيار بين أمرين أحلاهما مر، ارتجل الأعشى القصيدة التالية:

 

كُنْ كَالسموءل إِذْ طَافَ الْهُمَامُ بِهِ

                   فِي جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللَّيْلِ جَرَّارِ

خيّره خطتي خسف فقال له

                   إعرضهما هكذا أسمعهما حار

فَقَالَ ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أَنْتَ بَيْنَهُمَا

                    فَاخْتَرْ وَمَا فِيهِا حَظٌّ لِمُخَتَار

ِفَشَكَّ غَيْرَ طَوِيلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ

                   اقْتُلْ أَسِيرَكَ إِنِّي مَانِعٌ جَاري25

وقد جرى عجز البيت “اختر وما فيها حظ لمختار” مثلاً بين العرب. 

لم ينجح امرؤ القيس في مهمته ورحلته للقيصر ومات في طريق العودة. وقد ذكرت بعض الروايات  أنه كان    قد إقام سرا علاقة جنسيّة آثمةً بإحدى الأميرات في بلاط القيصرً،   و هناك من يذهب الى أن هذا الأمر هو ما جعل القيصر يغضب ويدبر قتله بحيلة احتالها: فقدم له هدية درعاً مسموماً، وعندما قام امرؤ القيس بارتداء الدرع، أصيب جلده بالقروح، و تساقط عن جسده- ويُعتقد أن هذه الواقعة  كانت السبب في مماته؛  كما  يعتقد أنه سمّي بذي القروح نسبةً إلى ذلك26. وبعد  عِلم السموءل، بوفاة امرئ القيس، سلّم ما استأمنه عليه من ودائع لورثته.

 

ديوان السموءل و الاحتفاء به

  سواء  كانت شخصية السموءل  حقيقية أو وهمية، تاريخية أو خيالية  منتحلة27، فإن  السموءل بن عادياء- على النحو الذى قُدّم به في سياق هذا  البحث — يبقى متجسدا، ومرتبطا ارتباطا وثيقا بمسألة البحث عن  السمات المشتركة للبطولة بين اليهودية والمسيحية والإسلام. ويكمن  جوهرالقضية في عملية الإدراك التى  تنسب مفهوم البطولة ليهودي عربي أو ليهودي يعد بطلاً لعامة العرب، أو لفئة كبيرة منهم. ويتجلى في قصة السموءل "مفهوم الضمير الحي والوفاء، كسمات للبطولة في التقاليد العربية"في مقابل الاعتداء، والغزو، والثأر ك سماتٍ +  بطوليّة +  مضادة. 
منذ القرن السادس الميلادي،عند بدء الروايات عن حادثة السموءل وتضحيته بابنه من أجل قضية نبيلة (أو بدء انتشار هذه القصة المتخيلة، كما يعتقد البعض)، أبدت مجموعة من باحثين عرب، مسلمين ومسيحيين، (ومؤخراً يهود)28  اهتماماً جاداً  بالسموءل، وشخصيته البطولية. وفي معرض الحديث عن العرب اليهود، يذكر مرجليوث، أن السموءل هو الوحيد الذي حظي بديوان كامل من الشعر، ويذكر أيضاً " بأن هذا الديوان جمعه  النحوي "المسلم" نفطويه (858-935 م)،" وأن " الفاضل أنستاس الكرملي البغدادي عثر على نسخة من مخطوطة الديوان المذكور في دمشق، وقام بنشرها الفاضل لويس شيخو اليسوعي البيروتي، في عام 1909 "29.  و قبل نفطويه، أورد أبو تمام (ت 845)، من الشعراء العرب البارزين، قصيدة السموءل المعروفة (" إن الكرام قليل") في الفصل الأول من ديوانه بعنوان الحماسة، والذي  يعد من أكثر مصادر الشعر العربي القديم تداولاً ومصداقية. وفي القرن الثالث عشر30، قام الشاعر العراقي المعروف صفي الدين الحلي (حوالي 1258 - 1350) بنظم قصيدة (مخمسة) ينهج فيها نهج   القصيدة المحلية/الشعبية وبنيتها المقطعيّة (stanzaic)-- --محاكياً بطريقة إبداعيّة  قصيدة السموءل، "إن الكرام قليل". (أنظر ملحق رقم 1 وملحق3،  لاحقاً).

أما عن طلاب الأدب الحديث، فهم مثل أسلافهم، يتناولون السموءل و شعره وشخصيته  بعظيم   التقدير والإجلال . ويعزز تضمين المناهج الدراسية في المرحلتين الإعدادية والثانوية (كما ذكر سابقاً) لشعره، وجهة النظر هذه. وقد قام محقق ديوان السموءل   بالمزاوجة بين  ديوانه  و ديوان الشاعر الجاهلي عروة بن الورد (ت 616 م)، الذي إعتُبِرَ  أبرز شعراء الصعاليك، الذين غالباً ما يعلي الناس من شأنهم لقيم العدل وقيم "الاشتراكية" التي شاعت في حياتهم،  خاصة فيما يتعلق بالحرية الفردية، والعدالة الاقتصادية و" تقاسم" ممتلكاتهم مع المحتاجين. ولذلك نجد عيسى سابا، يكتب عام 1964 ما يلي :

"إن كل من يستعرض شعر السموءل، يتلمس قيم الشرف، والإباء، والترفع والفخر، ويلمس غياب الروح الوضيعة، للسعي للمكافآت [المالية أو خلافها] عن طريق اللجوء إلى المدح، ونفاق المتنفذين وأصحاب العطايا، وفي المقابل فإننا نجد شعراً ينحو نحو الفخر والمجد"  وينهي سابا وصفه للسموءل "اليهودي"، مؤكداً أن السمات التي يجسدها السموءل، ما هي إلا خصال العربي الأصيل، في صحرائه، التي تثير فيه مشاعر العزة والتباهي بنسبه و قبيلته، وتولد لديه حرصاً شديداً على قيم وقوانين الشرف، وكرم العطاء، ومراعاة صارمة لتلك القيم31.

إن هناك سمة بارزة يشترك فيها كل من السموءل وعروة بن الورد وهي حفظ العهد، فالسموءل ضحى بابنه من أجل كلمة الشرف التي أعطاها لمن استأمنه على ماله وعياله، في حين تخلى ابن الورد عن زوجته التي يحبها، والتي كانت سبيّته، حفاظاً على الوعد الذي تمّ إستلال  قَطعِهِ على نفسِه منه بالمخادعة وهو في حالة ثَمالة32.

 

الإخلاص واليهودية في سياق أوسع

تدفعنا قصة السموءل  لأن  نتساءل عما إذا كان تمجيد  السموءل الشاعر اليهودي  ووفا ئه وإخلاصه  لقيمه في التراث العربي مُقتصراً على هذه الواقعة  التي   إختار فيها التضحية بإبنه حفاظا على عهده وشرفه، أم  أن هناك حالات أخرى؟ هناك أمثلة بارزة على الوفاء بالوعد، والإخلاص لكنف الزوجية، والتدين، ولحالات يتجسد فيها مفهوم الحفاظ على الشرف، لأفراد من اليهود العاديين (والذين في العادة لا يُبجلّهم المسلمون كما يبجلون الرسل، مثل موسى، وسليمان، وداود، وأيوب، الخ)، ترد بشكل متكرر في  الأدب الشعبي العربي الإسلامي. فعلى سبيل المثال، يشتمل كتاب ألف ليلة وليلة33 على العديد من الحالات التي توضح مدى تقدير هذه القيم، باعتبارها جزء من كينونة اليهودي أو اليهودية (أو الإسرائيلي/الإسرائيلية)34.  نورد  بعضاً منها  فيما يلي:

1. ملك الجزيرة / التاجر اليهودي الصالح: في هذه القصة، يشكل إخلاص ابن لوعد قطعه على نفسه (أن لا يحلف يميناً) لوالده – وهو "إسرائيلي" تقي – جوهر القيم الذي تدور حولها الحكاية. إذ أن وفاء   الإبن لأبيه يتسبب في أن يفقد (  الإبن) كل ما لديه من مال وثروة، وأن يفر من وطنه، وأن تعاني عائلته من تفكك متلاحق، وبإخلاصه لمبادئه واستقامته في تجارته يصبح ملكاً   لجزيرة ويلتئم شمل العائلة مرة أخرى35.

2. اليهودية الصالحة والعجوزين الشريرين:

    لجأ رجلان مسنان لوسائل الغدر والخيانة في محاولة لإغواء امرأة "إسرائيلية" تقية ، ولكنها صمدت في مواجهتهما، وبقيت وفية لمبادئها، وعندما فشلت مؤامراتهما، اتهماها بالزنى، ولكن حكمة دانيال (عندما كان لا يزال فتى) تكشف الحقيقة، وتأتي نار من السماء فتدمر الرجلين36.

3. القاضي اليهودي وزوجته الورعة:

    يذهب قاض "إسرائيلي" للحج، ويترك زوجته الجميلة في رعاية شقيقه، فيحاول الأخ إغراءها، لكنها تبقى وفية لعهودها، فيتهمها الأخ بالزنى ويحكم عليها بالرجم حتى الموت، ولكنها تنجو من محنة الرجم، ومرة أخرى، يحاول لص إغراءها لكنها تظل وفية، وبمعجزة، تتلقى من السماء قوة خارقة للطبيعة وتصبح قادرة على شفاء الناس، وعندما يقع أخو زوجها ضحية المرض، يسعى لمساعدتها، ويعترف هو وغيره من الخطاة بما صنعوه من أعمال شريرة ويتم شفاؤهم، وتكشف هي عن نفسها لهم و  تصفح عن الجميع37.

4. اليهودي صانع الصواني و المراوِدة (عن النفس):

    يتعرض بائع متجول "إسرائيلي" لإغواء امرأة ثرية، وينجو من كيدها بالعناية الإلهيّة عندما يقفز من أعلى منزلها، ويكافؤه الله هو وزوجته38.

5. حكاية الأحدب : الذي عاد للحياة:

    الإخلاص لروح العدالة يحث يهودياً، و مسلماً، ومسيحياً على الاعتراف بجريمة قتل، كل يعتقد خطأ أنه ارتكبها،  وبالتالي "سيضحي"  بتقديم نفسه  لحكم الإعدام، ولحسن الحظ، يتضح أن الشخص الذي من المفترض أنه  مقتول، ما زال على قيد الحياة، ويثبت أن الرجال الثلاثة أبرياء39.

6. نور الدين علي وابنه:

    ينجو بطل هذه القصة بسبب أمانة وصدق تاجر يهودي40.

 

تضحية شعائرية (تتميز بطابع القداسة)

 في قصة سيدنا إبراهيم التي تصطبغ بطابع القداسة يبدي كل من الأب والابن استعداداً "فوريا" لتنفيذ مشيئة الله. إلا أن فعل التضحية بالإبن (الإنسان) يُوقَف بتدخل إلهي، وتتم التضحية بحيوان يرسله الله بديلاً. ويبدو أن حالة سيدنا إبراهيم و ابنه هي الحالة الوحيدة في التقاليد العربية التي تعرض للتضحية البشرية لكيان خارق، كما ذُكِر أعلاه، وقصة السموءل وابنه، موضوع الدراسة، لا تشتمل على مفهوم التضحية بمعناها الشعائري المقدس. ولكن، هناك حالة بارزة في التقاليد الشعبية في العالم العربي تنطوي على تضحية بالإنسان في السياق الشعائري المقدس، وهذه الحالة ترد كقصة شعبية عادية   (Zaubermärchen) ويمكن تصنيفها كطراز  AT/ (ATU) 516C  "حكاية القديس جيمس من غاليسيا. أميكوس وأميليوس"  (Amicus and Amelius). في هذه القصة يموت البطل، وتصبح حياة (أو دم) ابن صديق البطل مطلوبة لإعادة الحياة للبطل. فيقدم الصديق ابنه عن طيب خاطر للتضحية به، ولكن عادة ما يتم إعادة الحياة للابن (عن طريق إحدى  الوسائل العديدة المتاحة ). وبالتالي، ينبغي النظر في احتمال وجود ارتباط بين قصة السموءل في أي من رواياتها المختلفة من ناحية، وبين  الحكاية الشعبية الوحيدة المعروفة و التي تنطوي على موتيف/ثيمة "التضحية بالابن"، من ناحية أخرى.

نمطيا وبشكل عام، إن فهرسAarne-Thompson (1961/1964) الخاص بطُرُز  الحكايات الشعبية، لا يصلح أبداً  لتناول تقاليد السرد العربي الشعبي، أو وصفها أو التعامل معها.   ففى هذه الحالة يسجّل هذا المرجع وجود ثلاثة نصوص    فقط    من طراز الحكاية   كلُها  من  أوروبا؛  ولم يذكر أي نصٍِِِ  من العالم العربي،  مع أن  حالات عديدة من طراز الحكاية تَرِد في العديد من آداب اللغات التي كانت في متناول المفهرسين الأوروبيين كالفرنسية والألمانية41.

إن دراسة طبيعة موتيف التضحية بالابن من أجل صديق تؤكد عدم وجود تشابه مع "التضحية" في قصة  السموءل من أجل الوفاء بعهده مع من قصده طالباً حمايته. إضافة إلى أن الموتيف العام "للتضحية"( W29.5') لا تشابه بينه وبين قصة السموءل، أو أي وقائع/حوادث مشتركة، سواء حدثت قصة السموءل تاريخياً أم لم تحدث، ومن الجلي أن السرد الشعبي لطراز C516 لا يرتبط بقصة السموءل، بصفتها واقعة تاريخية أو متخيلة، وبالتالي، فإن إمكانية تفرد قصة السموءل، ومصداقيتها تاريخياً،  كما رواها  الذين احتفظوا بها في "الذاكرة" أمر يحظى بشيء من الدعم.  وبالمقابل فإن مسألة كونه "أسطورة- خرافية شمسية"،  تعتمد على المواضيع الميثولوجية  المتواترة   – على النحو الذي اقترحه فينكلر – أمر لا تعززه الأدلة.

 

الخلاصة :

لقد تم الحفاظ على الإخلاص والضمير الحي، بصفتهما من السمات النبيلة  للشخصية،  كجزء من شخصية السموءل بن عادياء "اليهودي" لما يقرب من خمسة عشر قرنا. وقد بدأ هذا الإقتران في عصرما قبل الإسلام واستمر حتى الوقت الحاضر، إذ لازمت هذه الصفات النظرة إلي  شخصيته طوال مراحل مختلفة من التاريخ العربي والإسلامي، سواء في فترات تفوق المسلمين أو تراجعهم، في عصورهم الزاهية أو أيامهم المتواضعة. وربما نحتاج لمزيد من التدقيق والدراسة للافتراض القائل بوجود "معاداة السامية" لدى العرب – بإعتبار سمة اليهودية  وحدها المِحَك  لتحديد كيان الساميّة عند العرب السامِيين. فالمسألة تحتاج إلى إعادة النظر ضمن أكثر من معيار لدراسة ذلك الإفتراض.  و في هذا الصدد، قد يكون من المفيد أن نلاحظ كيف يتناول المُرفِّهون الجوّالون (كالحواة و الراقصين)  فى  شوارع  مصر مسألة الإيمان :قبل بدء العرض، يخاطب المؤدي المتفرجين الذين يشكلون دائرة حوله  أو حولها بمقولة : " محمد نبي، وعيسى نبي، وموسى نبي، وكل من له منكم نبي  فليصلي عليه".

بكل بساطتها، تقدم هذه العبارات طرحاً عملياً،  يأخذ فى الاعتبار تنوع المعتقدات بين المشاهدين، وأهمية هذه المعتقدات. إنها مقولة  تدعو إلى تمسّك الإنسان بإيمانه وفي الوقت نفسه إحترام عقائد الآخرين42.

الملحق 1
 لامية “إن الكرام قليل”
(أبيات مختارة)
نموذج نقحرة (كتابة صوتية) (كتبها الشامي)

1. 'idhâ al-mar'u lam yadnas mina al-lu'mi )irduhu

    fa kullu ridâ'in yartadîhi jamîlu

2. wa in huwa lam yahmil )alâ al-nafsî daymahâ,

    fa laysa 'ilâ husni al-thanâ'i sabîlu

3. tu)ayyirunâ 'annâ qalîlun )adîdunâ,

    fa qultu lahâ: "'inna al-kirâmâ qalîlu"

4. wa mâ qalla man kânat baqâyâhu mithlanâ,

    shabâbun tasâmâ li-l-)ulâ wa kuhûlu

5. wa mâ darrunâ 'annâ qalîlun wa jârunâ

    )azîzun, wa jâru al-'aktharîna dhalîlu

6. lanâ jabalun yahtalluh man nujîtuhu,

    manî)un yarrudu at-tarfa wa huwa kalîl

7. rasâ 'asluhu tahta al-tharâ wa samâ bihi

    'ilâ an-najmi far)un lâ yunâlu tawîlu

[7.1 huwa al-'ablaqu al-fardu alladhî shâ)a dhikruhu

    ya)izzu )alâ man râmahu wa yatûlu]

8. wa 'innâ la-qàwmun lâ narâ al-qatala subbatan

    'idhâ mâ ra'athu )Âmirun wa Salûlu

9. yuqàrribu hùbbu al-mawti 'âjâlanâ lanâ

    wa takrahuhu 'âjâluhum fa tatûlu

.21. salî 'in jahilti an-nâsa  )annâ wa )anhumu

    fa laysa sawâ'un )âlimun wa jahûlu

22. fa 'inna banî al-Rayyâni qutbun li qawmihim

tadûru rahahum hawlahum wa tajûlu.

الملحقA  -1

القصيدة “إن الكرام قليل”43

1

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ

فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

2

وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها

فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

3

تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا

فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

4

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا

شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ

5

وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا

عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

6

لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ

مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ

7

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ

إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ

7.1

هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ

يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ

8

وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً

إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

9

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا

وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

10

وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ

وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

11

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا

وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ

12

صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا

إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

13

عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا

لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ:

14

فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا

كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ

15

 وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم

وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

16

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ

قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

17

وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ

وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ

18

وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا

لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ

19

وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ

بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ

20

مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها

فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ

21

سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ

فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ

22

فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم

تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ

1. المصادر: أبو تمام، الحماسة (طبعة Freytag)، 49-54.

ج. دبليو.هرشبيرغ، ديوان السموءل بن عاديا (كراكوف، 1931 )، 21-3. البحر: الطويل لمطالعة مناقشة وافية وتحليل لهذه القصيدة  المشهورة، انظر هرشبيرغ، المرجع السابق.

2. المعنى المعتاد للضيم هو “ الظلم”، والمقصود هنا “ظلم المرء لنفسه” بمعنى تحميل النفس ما لا طاقة لها به.

3. يفترض أن امرأة في صفوف القبيلة المعادية لهم، كانت تصرخ وتعيّرهم أثناء معركة بين الطرفين.

5. “ الجار، والحامي”. انظر Lane S.V ، قد يأخذ البيت أيضاً على صيغة الاستفهام.

6. “الجبل” إما أن يكون مجازاً (“المجد لدينا وصل شأوه أعلى الجبال)، أو يؤخذ على المعنى الحقيقي، إشارة إلى حصن آل الأبلق (الفرد)، معقل السموءل.

8. عامر وسلول من القبائل المعادية، انظر موسوعة الإسلام (2)  الجزء الأول 2 - 441 I؛ موسوعة الإسلام (1) الجزء الرابع 119.

9. يموت محاربونا صغاراً ، أما المحاربون من أعدائنا فيعمرون.

11. يشرح التبريزي عجز البيت،  بأنهم لا يلقون حتفهم بأدوات وأشياء يُعدّ الموت بها يجلب العار، مثل العصي والهروات، الخ

12. لمعنى سر هنا واستخدامها، انظر 1338Lane، العمود الثاني.

13. إشارة لهيئة قومه البدنية ونسبهم.

14. سحابة المطر كناية شائعة للكرم. “ما في نصابنا: ليس، بيننا”.

16. انظر ، I ، 135B.Wright ، بشأن “قَؤُولٌ”.

17. يشير الشاعر إلى التقليد المتبع لدى البدو المتمثل  بإشعال النار على رأس أقرب تلة لإرشاد المسافرين ليلاً إلى خيامهم، وهو دليل على كرم وحسن الضيافة.

18. “ وَأَيّامُنا” أي المعارك الشهيرة التي خاضتها القبيلة.  ويدل على انتصاراتهم وإنجازاتهم، الخيل البيضاء الأصيلة المحجلة، وما يصبغ لونها من دماء المعركة.

20. القبيل مجموعة من الرجال منحدرين من آباء شتى، أما القبيلة فهي مجموعة من الرجال منحدرين من أب واحد.

22. لا ينسب التبريزي هذا البيت للسموءل، لأنه في رأيه ليس من بني الريان بل لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي،  انظر هرشبيرغ ، المصدر آنف الذكر. 23

الملحق (3)

تخميس قصيدة إن الكرام قليل

يقال بأن التقليد (المحاكاة)  يعكس أسمى درجات الإعجاب في تقاليد الأدب العربي،  ويصف هذا التوجه بالنهج،)أي السير على طريق أو اتباع أسلوب، أي محاكاة، ولكنها محاكاة تعكس الإعجاب والاحترام، وليس على غرار  المحاكاة الساخرة لفن الـ Parody)

عُرف الشاعر العراقي صفي الدين الحلي ( 1258 – حوالي 1350)، الذي ولد في الحلة ( العراق) بمدحه في شعره للحكام في عصره، وكذلك أظهر اهتماماً بالغاً في الفلكلور، والشعر الشعبي، وتعد معارضته، أو ما يعرف بتخميسته، لقصيدة السموءل الشهيرة خير مثال على ذلك44.

السموءل:

1  -----------ـه     ---------- جميل    

الحلي: فقرة مخمسة

1  -----------ـه     ------------ ـه

    -----------ـه    ------------ ـه

    -----------ـه    ------------ ـه

    ---------جميل

 

السموءل:

2  -----------ـها   -----------سبيل

الحلي: فقرة مخمسة

2  -----------ـها   -------------ـل

    -----------ـي   -------------ـي

    ---------سبيل

 

السموءل

3  ------------نا   ------------قليل

الحلي: فقرة مخمسة

3  ------------نا   --------------نا

    ------------نا   --------------نا

    ----------قليل

 

الخ

نقحرة ( كتابة لفظية) لتخميسة مطلع قصيدة « إن الكرام قليل»

نموذج أعده الشامي

الخط المائل يدل علي المنقول من قصيدة السموءل

1. Qabîhun bi-man dâqat )an al-rizqi 'arduhu @@ wa tûlu al-falâ rahbun `alayhi wa )arduhu wa lam yubli sirbâl ad-dujâ minhu rakduhu @@ 'idhâ al-mar'u lam yadnas mina al-lu'mi )irduhu fa kullu ridâ'in yartadîhi jamîlu

 

2. 'idhâ al-mar'u lam yahjub )an al-)ayni nawmahâ @@ wa yughli min al-nafsi an-nafîsati sawmahâ 'udî)a wa lam ta'man ma)âlîhi lawmahâ @@ wa 'in huwa lam yahmil )alâ al-nafsî daymahâfa laysa 'ilâ husni al-thanâ'i sabîlu

 

3. wa )usbatu ghadrin arghamat-hâ judûdunâ @@ fa-bâtat wa minhâ diddunâ wa hasûdunâ 'idhâ )ajazat )an fi)li kaydin yakîdunâ @@ tu)ayyirunâ 'annâ qalîlun )adîdunâ, fa qultu lahâ: "'inna al-kirâmâ qalîlu."

 

إلخ...

 

قَبيحٌ بمنْ ضاقتْ عنِ  الرزق أرضُهُ
وطولُ الفَلا رحبٌ لديهِ وعرضُهُ
ولم يبلِ سربالَ الدُّجى فيه ركضُهُ،
إذا المرءُ لم يدنس من اللؤمِ عرضُهُ
فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ

 

إذا المرءُ لم يحجُبْ عن العينِ نومها،
ولم يغلِ  من النفسِ النفيسة ِ سومَها
أضيع، ولم تأمنْ معاليهِ لومَها،

وإن هوَ لم يَحمِلْ على النّفسِ ضَيمَها

فليسَ إلى حُسنِ الثّناءِ سَبيلُ

 

وعصبة ِ غدرٍ أرغمتها جدودنا،
فَباتَتْ، ومنها ضِدُّنا وحَسُودُنا
إذا عَجِزَتْ عن فِعلِ كَيدٍ يكيدُنا
تُعَيّرُنا أنّا قَليلٌ عَديدُنا
فقلتُ لها: إنّ الكرامَ قليل

إلخ...

 

الهوامش والمراجع

- +ملاحظة: العلامة'  تدل علي أن الموتيف/الجُزَيء المأثورى أو  الطِراز القصصي الملازم لها هو من إبتكار حسن الشامي+.

 

1: تمت كتابة هذا المقال وتقديمه بدعوة من برنامج الدراسات اليهودية في جامعة ييل بعنوان: " قصص "مضادة" (من وجهة نظر أخرى) حقب تاريخية متشابكة . أبطال مشتركون بين اليهودية والمسيحية والإسلام، المؤتمر الدولي ( 15-16) نوفمبر- 2010، مكتب أعضاء هيئة التدريس، جامعة كولومبيا، نيويورك

2: من المفيد المقارنة، هنا، مع المفهوم اليونغي (نسبة إلى كارل يونغ( للنموذج الأصلي؛ انظر حسن الشامي، «النموذج الأصلي  في:، الفولكلور: موسوعة الأشكال والأساليب والتاريخ (توماس أ. غرين ، طبعة، ABC CLIO) ، الصفحات 36-39. انظر أيضا : «اللاشعور الجماعي والفولكلور  [2]. « في: المجلة، القاهرة، رقم 126، يونيو 1967، صفحات21- 29.

- يعد المؤرخ الفذ، أحمد أمين، من أول من تعرض لمفهوم الذاكرة الجماعية ودلالتها، في قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، تحت المدخل “حادثتان”، وقد أصبحت هاتان الحادثتان جزءاً من الذاكرة الجماعية المصرية، الحادثة الأولى تتناول مسالة كفاءة زوج امرأة شريفة، إي يعود نسبها للنبي، من رجل ليس من الأشراف، أما الحادثة الثانية فهي حادثة دنشواي، وردة الفعل العالمية على طغيان واستبداد الحكم البريطاني ووحشيته في التعامل مع القرويين الذين اتهمهم بمهاجمة جنود بريطانيين يصطادون الحمام في حقول القرية. (صفحات 150-152(  

 

3: حول الذاكرة، انظر حسن شامي، السلوك الشعبي: نظرية لدراسة ديناميات الثقافة التقليدية.

(https://scholarworks.iu.edu/dspace/handle/2022/8959).

4: مصطلح طرحه عالم الفولكلور السويدي، كارل فون سيدوف. ويتطلب المفهوم إدراج عنصر تقليدي مثل الاعتقاد الشعبي حتى يرتقي السرد الذاتي لمستوى الفلكلور. حول «Memorate»  الخبرة الذاتية التي تشتمل على المخزون الجماعي، انظر حسن شامي، «السلوك الشعبي»، ص {169}، 2010، ص 123 ، لأمثلة من الحياة العربية التقليدية، انظر المؤلف ذاته : الحكايات الشعبية في مصر ،الفصل السادس «الأساطير المرتبطة بالأديان المحلية والخبرة الذاتية «، صفحات 173-84.

5: موتيف: P751.3.0.1>، طبقة الموظفين، (IEffendis/ الأفندية ) غربية.

- يصف المربي والروائي السعودي، حمزة بوقري تجربته مع الشعر العربي في المدرسة:لم أكن اعرف من الشعر إلا ما تعلمناه في المحفوظات في الصف، وتنبع أهمية قصيدة السموءل، والتي كنا نسميها، نحن التلاميذ، “قصيدة لنا جبل” لأنه يقول فيها:  لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ (بوقري، سقيفة الصفا . ص 98 )

6: غالبا ما يشار إليها من قبل المثقفين الأكاديميين، بالمحمديين والمسيحيين والموسويين، أما بالنسبة لاستخدام كلمة يهودي، فيوضح السير ريتشارد بيرتون:“اليهودي” كلمة تعتبر أقل تهذيباً من “بني إسرائيل”، لذلك يستخدم العالم المسيحي كلمة “إسرائيلي” عندما يتعلق الأمر بصالح المسيحيين و“يهودي” (كنعت أو اسم) عندما لا يرجى منه شيئ (بيرتون، ألف ليلة وليلة. المجلد 1، ص. 210 رقم 3).

- من الواضح أن استخدام كلمة “يهودي” كنعت في العربية في هذه الدراسة يُعد من باب الثناء الرفيع.

7: تعرَف البركة بأنها “حالة من التقديس تتشكل من الكفاءة والعون الإلهي وتنتشر من صاحبها للأشخاص الآخرين، والكائنات، والأشياء والأفعال”. انظر الشامي، Religion Among the Folk in Egypt، صفحات 185-86. موتيف: D1705’ “ البركة: قوة خارقة إيجابية تحل في شيء، أو فعل أو شخص”؛  وفي D1706’، “بركةشخص(شخص مبروك، شخص مبارك)”؛ و D 1707.2’، “عضو مبارك في الجسد (أحد الأطراف)؛ D1707.2.1’ ، “يد مباركة (ذراع)”.

8: موتيف: W29’، الإلتزام (الوفاء).

9: ترجمة الشامي. النص الانجليزي، هنا، يتباين قليلاً مع نص أ.  أربري (انظر الملحق رقم 1A ، أدناه).

- يعد هذا البيت بمثابة عبارة نمطية للأسلوب الإنشائي. انظر مقدمة. حسن شامي حكايات ترويها المرأة العربية...، ص 10. (قارن  موتيف: Z1.0.1، «الأسلوب الإنشائي الأدبي: القائم بالأساس على الاقتباسات الشهيرة”

10: معجم  البلدان، المجلد. 1 ، ص 75. سابا: مقدمة  ديوان عروة بن الورد والسموءل (ديوانا...) دار صادر: بيروت، 1964، ص 68. ترجمة الشامي.

11: سابا، ص 73.

12: آثار البلاد، ص 73. سابا، ص 68.

13: سابا، ص 68.

14: تبعا لسابا (ص 100) يشير إلى أن أنستاس الكرملي يفرق بين اثنين، السموءل القريظي، والسموءل الغساني”  ، ويتساءل سابا “على أي أساس اعتمد [(أنستاس)] في التفريق بين السموءلين”.

15: الموسوعة المختصرة للحضارة العربية – الجزء الأول.المشرق العربي؛ الجزء الثاني:المغرب العربي. Djambatan: أمستردام، (1966). المجلد. 1، ص 462 (مضاف بالخط المائل).

16: ديفيد صموئيل مرجليوث، العلاقات بين العرب وبني إسرائيل قبل ظهور الإسلام، (أكسفورد ، 1924)، ص 78.

17: مرجليوث، ص 71.

18: أورد مرجليوث المرجع على النحو التالي :]  “Winckler, in: n.#1 MVAG. vi. 262. p. 72 = [=Mitteilungen der vorder asiatischen Gesellschaft

19: مرجليوث، ص 72. المضاف بالمائل.  بخصوص”المثل”، انظر رقم 23 أدناه.

20: لمعلومات عن مدرسة الأساطير الشمسية والنقد الذي دار حولها، انظر آر. إم. دورسون “كسوف أساطير الشمس”، في: مجلة الفولكلور الأمريكي، المجلد. 68 ، رقم 270 ، ندوة حول الأسطورة. طبعة تي. سابويك (أكتوبر- ديسمبر 1955)، ص 393-416.

21: الموتيفات البارزة: Z62 “إستعارة تمثيله”؛ Z62.9.1’،Iمقارنات الأمثال (‘أكبر من’، ‘أصغر من’، ‘أجرأ من’، ‘ ألين من’، الخ)؛ W29’، الوفاء ؛W29.5’،I “رجل اختار أن يدع ابنه (أو أخوه، أبوه، الخ) يُقتل من قبل آسره،  كي لا يحنث بوعد قطعه على نفسه (أو يخون الثقة فيه) (السموءل) “.
قارن مع حكاية   C516 أدناه.

22: سابا ، ص 72.

23: الحارث بن ظالم (أو، وفقا لمصدر رواية أخرى، الحارث بن شمر الغساني) قائد الجيش، انظر: سابا ، ص 72-73. يذكر مرجليوث (ص 72)  أن قائد الجيش كان “فارسياً”

24: موتيف: W37.8’، الذمة: اقتصادياً،سياسياً، على مستوى الحكومة والضمير الحي والأمانة.

25: الموتيف الرئيس في هذه الرواية:W29.5’ ،I «أن الرجل اختار أن يدع ابنه (شقيقه، والده، الخ) يقتل من قبل آسره بدلاً من الحنث بعهده(وخيانة الثقة)(السموءل)“؛وكذلك تشتمل على الموتيفين التاليين: R51.4.1’، “ قتل الرهينة (الأسير)“؛S265.1، “التضحية بالأسير/الرهينة”.

26: انظر: ابن عاصم، أبو طالب المفضل، الفاخر 482، ص 302-3 (القاهرة، 1960)؛ و“نسخة” تشارلز أبمرسو ستوري، ص 245 (النسخة الثانية الفرجاني، القاهرة: 1982). ترجمة الشامي.

    - موتيف: J210، “الاختيار بين أكثر من شر”؛ J229.17’، I “الاختيار بين الخطايا (بالمفهوم الديني) “؛ J229.17.1’ ، I “الاختيار: الحنث باليمن (العهد) أو الحنث بعهد الصديق، وهذا الموتيف الأخير يرد في ألف ليلة وليلة «طبعة بولاق»، المجلد. 3 ص 76.

27: موتيف: S111.6.1’ ،  I «القتل بدرع مسمومة. تتسبب بسقوط جلد لابسه». هنا بعض التباين مع ما ذكره طومسون موتيف S111.6 «القتل بعباءة مسمومة»، وترد في الحكاية طراز 314، حيث يتحول الشاب لحصان. (جولدنر). [بطل ينتصر بالخداع والتمويه الوضيع]؛ 410، الأميرة النائمة. [أميرة تغدو ضحية للسحر الذي يُدخلها في نوم دائم: ثم يأتي أمير يبطل مفعول السحر]؛ و 709، بياض الثلج. [ غيرة الأم تجاه جمال ابنتها، أو بناتها ]. وترد جميعها في تقاليد السرد في العالم العربي.

28: انظر مرجليوث، خاصة. ص 74 ،رقم 1، البيانات الخاصة بالسيد  «إف. كرينكو» المتخصص في الشعر العربي القديم.

29: من مصادر الويب: السموءل (‘صموئيل’) بن عاديا  المدارس الحديثة، المدارس الثانوية، الصراع الصهيوني،الصراع الإسرائيلي الطائفي ، وموريه شموئيل، “دراسة الأدب العربي في إسرائيل “.

30: مرجليوث: ص76

31: مرجليوث (ص 76) يشير إلى أن العديد من أبيات القصيدة “أبيات حماسية” وقد أصبحت “مضرب مثل”. ويشير أن الكثيرين يعدون أن غرض القصيدة إبراز “الشجاعة”، مع أنه ينبغي أن يُنظر إليها على أنها قصيدة فخر، ص 76-77.

32: سابا، ص 69.

33: للإطلاع على القصة، انظر كرم البستاني، ديوان عروة بن الورد والسموءل (ديوانا..) ص 30-31. انظر أيضا رونارت ورونارت، ص 548.

     - إن الموتيفات الرئيسة في هذه الرواية  التاريخية، هي: W37.0.1 ،”الرجل لا يحنث بعهده”، و W14.8 ؛ “النظر للتخلي عن الزوجة (البنت) كفعل شهامة”، حبكة القصة مماثلة للحكاية طراز B’895، المضيف يتخلى عن زوجته (شقيقته) للضيف. الضيف يقع في حبها دون أن يعرف من تكون.

     - موتيفات بارزة أخرى: P477.1’ ، I “الصعاليك المنبوذون وتقدير الفردانية”؛ K332.3’، I “الوفاء بالوعد حتى في حالة السكر” K1397.4’،  I”تضليل رجل والتسبب في طلاقه لزوجته”؛ P529.2.2.1’، I “إقدام الزوجة (امرأة مرتبطة برجل) بالتخلي عنه على الرغم من فضله وحسن خصاله”؛ T194’، “الزواج عن طريق السبي (الإغارة)”؛ وT145.9.0.1.1’،    I”تدني مكانة المحظية (الأمة) بين زوجات الرجل”.

34: المؤلف غير معروف، ألف ليلة وليلة 4 مجلدات. (القاهرة، مكتبة الجمهورية العربية طبعة جديدة).

    - في يونيو 2006 أرسل لي باحث بالبريد الالكتروني رسالة يطلب فيها أن أرشده لأي مثال “لمعاداة السامية” في ألف ليلة وليلة لاستخدامها في مشروع كان يعده عن الموضوع. فأجبته أنني لا أعرف عن أي مثال من هذا النوع في ألف ليلة وليلة، وأحلته إلى النصوص المذكورة أدناه. ويحسب له أنه كتب ( في7 / 10، 2006) معرباً عن رأيه بأن هذه النصوص هي في الواقع تظهر “الاحترام” لليهودية واليهود. 

35: حول استخدام كلمة “يهودي” و“إسرائيلي”، انظر ملاحظة بيرتون، رقم  7 أعلاه.

36:  ألف ليلة وليلة، المجلد. 3 ، ص 16-18؛ بيرتون المجلد. 5 ، ص.  94- 290 حكاية طراز: 0912، “لا تحلف يمين”. مجلس الأب  الذي يحتضر، و938، (Eustacius) Placidas. [خسارة كل شيء، في أحداث مؤسفة، ثم استعادة كل شيء)

37: ألف ليلة وليلة، المجلد. 2، الصفحات 87- 286؛ بيرتون، المجلد. 5، ص 97-98. حكاية من طراز: 883 ، قذف  النساء البريئات  (المشتبه بهن). (العامة)؛ C926.

 Cases Solved in a Manner Worthy of Solomon

    - الموتيف الرئيس J1153.1  ، “سوزانا والرجال المسنين: استجواب منفصل للشهود ] يرد الاتهام[ “؛ Q552.1 ، “عقاب الموت بالصاعقة”؛ Q552.13 ، “عقاب الموت بنار من السماء”

38: ألف ليلة وليلة، المجلد. 3 ، ص 10-11؛ بيرتون المجلد. 5 ، ص 256-59. الموتيف: V298’ ،» الورعة (شخصية شبه مقدسة) «.

    - حكاية طراز : 881، الوفاء لابد أن يثبت. [امرأة تنجح في مقاومة محاولات ملحة متكررة لإفسادها]؛ و 712، [المداوي بالإيمان]. استعادة الزوجة التي تم قذفها واتهامها لحقوقها وكرامتها من خلال قوى الشفاء المعجزة التي منحها الله لها.

39: ألف ليلة وليلة، المجلد. 3 ، ص 13-14؛ بيرتون المجلد. 5 ، ص 69- 264

    - حكاية من طراز: * C 802 ، غرف الجنة. [قصر في الجنة للمؤمن الحقيقي]؛ و  A 620، قارن مع «أكاذيب الخيرين وأكاذيب الحاقدين تستحيل حقائق»

     قارن أيضا  موضوع  الحكاية  طراز227 ، الأوز يطلب الراحة من أجل الصلاة. [ويطير بعيدا]. [هنا تشتمل على العنصر البشري].

40: ألف ليلة وليلة، المجلد. 1، ص 87 ؛ بيرتون، المجلد. 1، ص 260

    -الموتيف:W37  “يقظة الضمير”، وW37.5.1’ ،  I”عند التنفيذ (عند تنفيذ الشنق، أو الصلب)، يعلن كل من المسلم،  والمسيحي، واليهودي أنه هو الجاني لحظة رؤية الآخر على وشك أن يعدم أو ينفذ فيه الحكم ظلماً.”

41: ألف ليلة وليلة، المجلد، 1 ، ص 69 ؛ بيرتون المجلد. 1 ، ص 211.

    - الموتيف: P770.0.2’، “حجة بيع، عقد بيع”؛ P715.1.1’ ، “اليهودي تاجرا”.

42: انظرAnti  Aarne  Thompson , Stith، أنواع الحكاية الشعبية: تصنيف وببليوغرافيا. مراسلات زمالة الفولكلور رقم 184 (هلسنكي ، 1964) ، ص 186.

43: ذكرت أيضا في عمل فيكتور شوفن الموسوعي: ببليوغرافيا الأعمال العربية أو المتعلقة بالعرب التي نشرت في أوروبا المسيحية (للفترة 1810 - (1885، 12 مجلد. (لييج، 1892-1922).

     - أورد الشامي (2004) 21 حادثة (رواية) من هذا الطرازمن القصص في العالم العربي، وتشتمل على (10) نصوص في اللغات الأوروبية لم يتم تضمينها في فهرس AT.

     - إضافة إلى ذلك، تم الكشف عن نص أفريقي من غينيا، له ارتباطات واضحة بتقاليد أفريقيا الشمالية، في Klipple : ص 416 تحت الموتيف: “S268”. وقد تم تضمين هذه النتائج في تحديث  فهرس Aarne وThompson   من قبل  Hans-Jörg Uther، أنواع الحكايات الشعبية العالمية: تصنيف وبيبليوغرافيا، زمالة الفولكلور، المراسلات رقم 284. (هلسنكي، 2004).

     - لا يمكن التقليل من الآثاره الخطيرة لإغفال تقاليد السرد العربي من الدراسات القيمة، بأي حال من الأحوال. للأمثلة، انظر حسن الشامي، “نحو فهرس ديموغرافي للحكايات الشعبية في العالم العربي”. في: مجلة الآداب الشفوية، رقم 23 :  طبعة (باريس، 1988) La tradition au présent (Monde arabe). Praline GayPara, ص 15- 40 وعلى وجه الخصوص رقم 36 - 39

44: الشامي “تقديم” لـ  “حكايات شعبية  تروى في العالم العربي”-  “القسم العربي” في : تقاليد موسى ومحمد : الحكايات الشعبية العربية واليهودية  Blanche L، طبعة سيروير برنشتاين،  ص.77-176.

45: في الدراسة الأصلية، في اللغة الإنجليزية، تظهر ترجمة المستشرق آرثر آربري لقصيدة السموءل بدلاً من القصيدة الأصلية أعلاه

46: ديوان صفي الدين الحلي. سابا، ص.93-99

المراجع

المراجع الأجنبية:

- Aarne,Antti, and Stith Thompson, The Types of the Folktale: A Classification and Bibliography. Folklore Fellows Communications, No. 184 (Helsinki, 1964).

Anti  Aarne  Thompson  Stith، أنواع الحكاية الشعبية: تصنيف وببليوغرافيا. مرسلات زمالة الفولكلور رقم 184 (هلسنكي ، 1964)

 

- Arberry, Arthur. Arabic Poetry. A Primer for Students (Cambridge: Cambridge U.P., 1965).

إربري، أرثر ، الشعر العربي . كتاب تمهيدي للطلاب ( كامبريدج،:كامبردج ، مطبعة الجامعة. 1965 )

 

- Burton, Richard F., Arabian Nights: The Book of the Thousand Nights and a Night. Vls. 1-10, (London, 1894).

بيرتون،  ريتشارد، إف، الليالي العربية: ألف ليلة وليلة.  الأجزاء. 1-10 ( لندن، 1894)

- Chauvin, Victor, Bibliographie des ouvrages arabes ou relatifs aux Arabes: publiés dans l’Europe chrétienne de 1810 à 1885, 12 vols. (Liége, 1892-1922).

شوفن، فيكتور، ببليوغرافيا الأعمال العربية أو المتعلقة بالعرب: التي نشرت في أوروبا المسيحية (  للفترة 1810 - (1885، 12 مجلد. (لييج، 1892-1922).

- Dorson, R.M. “The Eclipse of Solar Mythology,” in: Journal of American Folklore, vol. 68, No. 270, Myth a Symposium, Ed., T. Sebeok. (Oct.-Dec. 1955), pp. 393-416.

دورسون، أر. أم. “كسوف أساطير الشمس”، في : مجلة الفولكلور الأمريكي، المجلد. 68 ، رقم 270 ،ندوة حول الأسطورة. طبعة  سابويك (أكتوبر- ديسمبر 1955)،

- Ronart, Stephen and Nandy. Concise Encyclopedia of Arabic Civilization I. The Arab East. (Djambatan: Amsterdam, 1966).

رونارت، ستيفن  و نندي الموسوعة  المختصرة للحضارة العربية – الجزء الأول.المشرق العربي.  Djambatan) : أمستردام ،1966)

- Margoliouth, David Samuel (1858-1940), The Relations between Arabs and Israelites prior to the Rise of Islam. (Oxford University Press: London, 1924)

مرجليوث، ديفيد صموئيل (1858-1940)، العلاقات بين العرب وإسرائيل قبل ظهور الإسلام، (مطبعة جامعة أكسفورد ، لندن، 1924)،

- Uther Hans-Jörg, The Types of International Folktales: A Classification and Bibliography. Folklore Fellows Communications No. 284. (Helsinki, 2004)

Uther Hans-Jörg ، أنواع الحكاية الشعبية: تصنيف وببليوغرافيا. مراسلات زمالة الفولكلور رقم 284 (هلسنكي ، 2004)

- Shamy (El-), Hasan M., “Archetype,” in: Folklore: An Encyclopedia of Forms, Methods, and History (Thomas A. Green, Gen. ed., ABCCLIO), pp. 36-39.

_____, DOTTI. See: Types of the Folktale in the Arab World: A Demographically Oriented Tale-Type Index.

_____, Folkloric Behavior: A Theory for the Study of the Dynamics of Traditional Culture. (https://scholarworks.iu.edu/dspace/handle/2022/8959).

_____, Folk Traditions of the Arab World: a Guide to Motif Classification (Bloomington: Indiana University Press, 1995)

_____, “Foreword” to “Folktales Told throughout the Arab World”the “Arabic section.” In: The Tradition of Moses and Mohammed: Jewish and Arab Folktales, Blanche L. SerwerBernstein, ed. (Northvale: Jason Aronson Inc., 1994), pp. 171177.

_____, “AlLâshucûr al gamâcî wa alfolklore (Collective Unconsciousness and Folklore) [2].” In: AlMajallah, Cairo, No. 126, June 1967, pp. 2129.

_____, A Motif Index of The Thousand and One Nights. (Bloomington: Indiana University Press, 2006).

_____, “The Story of ElSayyid Ahmad ElBadawî with Fatma Bint Berry,@ Part I, “An Introduction.” In: Folklore Forum, vol. 10, No. 1 (1976), pp. 113.

 

_____, “Towards A demographically Oriented Type Index for Tales of the Arab World.” In: Cahiers de Littérature Orale, no. 23: La tradition au présent (Monde arabe), Praline GayPara, ed. (Paris, 1988), pp. 1540.

_____, Types of the Folktale in the Arab World: A Demographically Oriented Tale-Type Index. (Bloomington: Indiana University Press, September 2004).

المراجع العربية

- أمين، أحمد، قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية (القاهرة، 1953)

- المؤلف غير معروف، ألف ليلة وليلة 4 مجلدات. (القاهرة، مكتبة الجمهورية العربية، طبعة جديدة.).

-  بوقري، حمزة محمد،  سقيفة الصفا( الرياض، 2005، الطبعة الأولى. 1986)

- البستاني، كرم، ديوان عروة بن الورد والسموءل (ديونا....). دار صادر، 1964

- شيخو (الأب) ، ديوان السموءل  (بيروت،1920)

-الحموي، ياقوت، معجم البلدان، الجزء. 1 ( بيروت: صادر، 1955-57)

-ابن عاصم، أبو طالب المفضل، الفاخر، طبعة  عبد العليم الطحاوي  (القاهرة، 1960)

-القزويني،  زكريا بن محمد، آثار البلاد. ( بيروت)

-سابا، عيسى. ديوانا عروة بن الورد والسموءل. دار صادر: بيروت، 1964

-ديوانا عروة بن الورد  السموءل. دار صادر ودار بيروت:  طبعة بيروت، 1964

 

مراجع شبكة الويب

 

- السموءل (‘صموئيل’) بن عاديا  المدارس الحديثة، المدارس الثانوية، الصراع الصهيوني،الصراع الإسرائيلي الطائفي

أعداد المجلة