إصدارات هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في الثقافة الشعبيّة
العدد 15 - جديد النشر
تسعى هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، لجعل العاصمة أبو ظبي المركز الثقافي في المنطقة، وفي الوقت ذاته الترويج للثقافة والهُوية الوطنية كمصدر فخر واعتزاز لشعب دولة الإمارات. ولكون الهيئة تحمل هذا الألق الثقافي فهي تود أن تحمي وتُعزّز الإرث الثقافي المحلي للدولة، وأن تدعم وتشجع رُوح الإبداع في ميادين الثقافة والفنون، عبر إثراء الإنتاج الثقافي، وتشجيع الفنون الجميلة وإظهار التراث العربيّ الإسلاميّ على مستوى الإمارات والمنطقة العربيّة.
ويتبلور دور هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في إدارة وتنفيذ العديد من المشاريع الثقافية والفنيّة ضمن برامجها المتتالية ومنها: تنظيم معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وآخرها معرضها الأخير الذي أقيم للفترة من 17-22 مارس الماضي، وإقامة جائزة الشيخ زايد للكتاب، ، ومشروعي كلمة وقلم للإنتاج الثقافي العربي والمُترجم، وأكاديمية الشعر، وشاعر المليون، وأمير الشعراء، وتنظيم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، وأكاديمية نيويورك أبو ظبي، وآرت باريس أبو ظبي، ومسابقة أفلام من الإمارات، ومسابقة الإمارات للتصوير، وبيت العُود.
أما دار الكتب الوطنية في الهيئة فتسعى إلى إصدار ونشر وتوزيع المؤلفات التي تصدرها عبر إداراتها وأقسامها العاملة تحقيقاً وتأليفاً وترجمةً. لكي تسدّ النقصّ في نشر الكتاب العربيّ الرصين غير التجاري وتوفيره للباحثين والقرّاء بأيسر الطُرق وأنسب الأثمان لتعمّ القراءة بين الجميع وفي كلّ مكان. وجديد الثقافة الشعبية في هذا العدد من المجلة هو وقفة عَجْلى مع بعض إصدارات هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في مقام الكتب التراثية، التي نود أن تكون دليلاً تقدمه الثقافة الشعبيّة لباحثيها وقرّائها للإطلاع والحصول عليها من أجل الاستفادة من ثمرات إبداع مؤلفيها.
الشاعر سالم الجمري
كتاب" سالم الجمري حياته وقراءة في قصائده"، من تأليف سلطان بن بخيت العميمي، يقع في 250 صفحة من القطع الاعتيادي ويحتوي على جزأين وملاحق. تناول المؤلف في الجزء الأول منه حياة الشاعر في دبي بداية القرن العشرين، وديرة 1910م وعلاقته بالبحر وتحسن أحواله المادية، وانتقال الشاعر إلى الشارقة، وبدايته مع الأغنية الشعبية، وكساد اللؤلؤ، ومحطته الثانية في الدمام، والإشارة لحادث الظهران، ولقاء الشاعر بالروغة، والجمري والأغنية الشعبية والوطنية، وديوانه الوحيد، وتكريم الشاعر، وابتعاده عن الأضواء وأيامه الأخيرة، ووفاته، وأسفاره وحياته الأسريّة وقصائد ومناسبات الخطيبي بو علي، ووفاة زوجته، وقيام الاتحاد في الإمارات، وعدي بشوفك، وإلى شعراء المجلس ويا طرفة.
أما الجزء الثاني من كتاب سالم الجمري فهو لقراءة العميمي في قصائد الشاعر الجمري، وتناول فيها: عالم الجمري الشعريّّّّّ، ومصدر شهرته، وشخصيته في شعره، وهاجس الشعر عنده، والروافد الثقافية عند الشاعر- الديني، الأدبي، والموروث الشعبي، وموروث الأمثال والأقوال والكنايات الدارجة، كما تناول مؤلف الكتاب الأغراض الشعرية عند الشاعر- الغزل، الشعر الاجتماعي، الفخر، الرثاء، القصائد الوطنية، وصف الهجن والخيل، وأغراض أخرى وأخرى لم يتطرّق لها الجمري- كما أشار العميمي في هذا الجزء لعناصر بناء القصيدة لدى الشاعر، والفنون التي مارسها، ومقدرته الشعرية، وأخيراً تأملات في قصائده.
وتضمن الكتاب على خمسة ملاحق مختارات من قصائد سالم الجمري، وملحق لقصائد بخطه، ومقابلة معه، وصور ووثائق عنه، وملحق أخير عن الألغاز الشعرية للشاعر.
الشاعر بن ظاهر
يجيء كتاب أحمد راشد ثاني والموسوم" بن ظاهر بحث توثيقي في شعره وسيرته الشعبية"، ليرسم صورة مُوثقة عن سيرة وحياة الشاعر الإماراتي الكبير بن ظاهر، من خلال فصلين عقدهما المؤلف وتوطئة ومدخل، وجاء الفصل الأول ليضمّ قصائد بن ظاهر وهي أربعة عشر قصيدة" من ص 83-388".
أما الفصل الثاني من كتاب الشاعر بن ظاهر فتناول فيه ثاني أخبار بن ظاهر، وأعقبه بملحق أول لأبيات وأقوال منسوبة للشاعر، وملحق ثانٍ لقصيدة نُسب لابنة الشاعر، وملحق ثالث حوى أبياتا وأقوالا منسوبة لابنة بن ظاهر.
الإلياذة لهوميروس
ترجمة وتعليق الشاعر ممدوح عدوان، ويتألف الكتاب من أربع وعشرين فصلا، وجاءت الفصول على النحو الآتي، حيث ينقل الطبائع والعادات التي سادت في العصر الذي كتب عنه" هوميروس"، أكثر مما نقل عن العصر الذي عاش فيه لذا فهو يتحدث عن شخصية "السنتور" الخرافية المزيج بين الإنسان والحصان لكنه يمتد مع التاريخ في تمجيد الأبطال وتقديمه ظروفا مثيرة وكثيرة لميتات المقاتلين حين يجعلنا نتذكر الثروات والممتلكات المفقودة والآمال الضائعة لدى من يقتلون وحين ينقلنا إلى مواطنهم الأصلية، ومساقط رؤوسهم لكي نرى أحزان آبائهم العجائز وقنوط أراملهم ودموعهن أو ظروف الحرمان والفقدان التى يعيش فيها أيتامهم.
لقد أبدع" هوميروس" فنياً في مواجهة الأبطال حتى أنه يسمو بشخصية أحدهم موازنة ببطل آخر فيتجاوز به حدود القدرة البشرية لينافس به الآلهة: فـ " ديوميدس" ينزج في القتال في كل موقع ويقتل خصمه في كل مكان ويقارنه بالأبطال بانداروس، واينياس وهيكتور، ومن الآلهة يقرنه بـ " فينوس، وأبولو، ومارس"، علماً أنّ البسالة عند الشاعر كانت تخضع لمقاسات المنطق والعقل، وذلك ما هو كائن في إبداع الإغريق الأوائل.
معجم البلدان للحمويّ
معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي تحقيق الباحث الأستاذ عبد الله بن يحيى السريحي، حيث يعدّ هذا المعجم من أهم وأشمل المعاجم العربية الجغرافية في التراث العربي الإسلامي، وأكثرها دقة وأصالة فقد جمع فيه شتات المادة الجغرافية حتى عصره وأضاف لها ما استجد لديه من خلال خبرته ورحلاته.
يحتوي معجم البلدان على 15038مادة جغرافية رئيسية عن بلدان العالم الإسلامي من أقصى الأندلس إلى حدود الصين قبل تمزق وحدته على يد التتار وقبل سقوط الأندلس، جمع المؤلف مادته وحررها بأسلوب علمي ونظرة موسوعية فلم تقتصر أهميته على المادة الجغرافية فحسب بل غدا موسوعة في التاريخ والأنساب، والتراجم والعادات والتقاليد واللغة والأدب والنحو...الخ وأصبح في عصرنا الحاضر مصدرا مهما لاغنى عنه للباحثين في هذه العلوم لأن جزءا كبيرا من المصادر التي نقل عنها ياقوت هلكت في خضم الكارثة الكبرى التي أصابت العالم الإسلامي ممثلة في غزو التتار.
رحلة السيرافي
حقق رحلة السيرافي الباحث عبد الله الحبشي وتحمل الرحلة بين دفتيها رحلات ثمينة.. نتعرف من خلالها على أمم وشعوب بعاداتها وتقاليدها.. وكيف أنّ العرب عامة كان لهم دور مُؤثر وفاعل في اكتشاف الكثير، وأنّهم تركوا بصماتهم واضحة جليّة كما أنّهم نقلوا انطباعاتهم التي تعدّ رائدة في أدب الرحلات.
الجواهر وصفاتها
حقق كتاب " الجواهر وصفاتها" الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف لمؤلفه يحيى بن ماسويه" ت 243هـ". والكتاب وثيقة في غاية الأهميّة، تكشف لنا عن بداية اشتغال العرب في علم الجواهر وصفاتها، وتصنيفهم فيه؛ فضلاً عمّا ينفرد به من معلومات حضاريّة قيّمة، تتصل بتجارة الجواهر من لآليء وأحجار، وخاصة اللؤلؤ وطرائقهم في استجلابه، ومن أسلوب علميّ متميز من غيره من الكتب التي اختصّت بذلك؛ لأنّ المؤلف "يحيى بن ماسويه" كان رئيساً لهيئة المُترجمين الرسميّة في العصر العباسي في بغداد، وهو أحد أعلام الطب والتأليف، ناهيك عن كونه كبير أطباء الخلفاء العباسيين إبّان القرن الثالث الهجري.
وأفرد ابن ماسويه مفردات موضوعات كتابه على النحو الآتي: صفة اللؤلؤ وأصنافه، صفة اللؤلؤ وموضعه، مجمع التجار يغوص الغوري للجهاز وما في كل مغاص من اللؤلؤ، صفة الغواصين والغاصة، صفة الياقوت ومعدنه، صفة الماس ومعدنه، صفة الخرين ومعدنه، صفة الكركند ومعدنه، صفة الأفلوج ومعدنه، صفة الزمرد ومعدنه، صفة الياسب ومعدنه، صفة المكيّ.
بعدها عرفنا المؤلف لصفة البسذ ومعدنه، صفة الدهنج ومعدنه، صفة اللازورد ومعدنه، صفة البجادي ومعدنه، صفة المادنيج ومعدنه، صفة العقيق ومعدنه، صفة البقراني ومعدنه، صفة الجزع ومعدنه، صفة الجمست ومعدنه، صفة الفيروزج ومعدنه، صفة القبوري ومعدنه، وختم كتابه بذكر صفة الكبريت الأحمر والأصفر وغيرهما من الألوان.
الملاحة العربية
يكشف التاريخ الجغرافيّ أنّ العرب من خلال ما أبدعه فكرهم الثاقب أثبتوا كرويّة الأرض قبل غيرهم، حين قالوا إنّها مُدوّرة كتدوير الكُرة، موضوعة في جوف الفلك، كالمُحّة في جوف البيضة، والنّسيم حول الأرض، وهو جاذب لها في جميع جوانبها إلى الفلك، فمّهدُوا بذلك الطريق إلى العالم من خلال البرِّ والبحر، وبرز منهم العلماء في ميدان ركوب البحر، وأرسوا قواعد الإبحار فيه، ففتحوا لربابنة سُفنّ أوربة طريق الوصول إلى الهند، بعد أن رافقوا أو استطلعوا ماجادت به أفكار أسد البحر" أحمد بن ماجد". ولربما أن تكون قرائح أفكار البحّارة العرب قد أسهمت في وصول" كريستوف كولمبوس" إلى الأمريكيتين على الرغم من غَشَاوة التاريخ التي أخفت جهودهم.
وكتاب "الملاحة العربية في عصور ازدهارها" للدكتور طارق الحمدانيّ، جعله من مقدمة وموضوعات متعاقبة هي عرض محاولات العرب المسلمين في الوصول إلى القارة الأمريكيّة الرؤية والتطبيق لتراثهم الجغرافيّ والملاحيّ، ابن ماجد وإرشاد البرتغاليين إلى الهند: رؤية جديدة، السفن التجاريّة العربيّة والهنديّة بين القرن الثالث عشر والقرن السادس عشر، القوى البحريّة العربيّة ودورها في مواجهة البرتغاليين في البحر الأحمر والمحيط الهندي في بداية القرن العاشر الهجري و أعقبها بذكر مصادر البحث، وموضوع النقل النهري ووسائله في العراق إبّان القرنين السادس والسابع عشر.
حقيقة الدينار والدرهم
أبو العباس أحمد العزفي السبتي إثبات ما ليس منه بد لمن أراد الوقوف على حقيقة الدينار والدرهم والصاع والمد تحقيق ودراسة: محمد الشريف، مقدمة، كلمة شكر، المؤلف، المخطوط، منهج تخريج النص، استدراك، المصادر والدراسات.
إنّ أهمية النقود وأدوات الوزن والكيل " في المعايش العادية" وفي" المعاملات الدينية" المرتبطة بتقدير النصب الشرعية" كمقدار الزكاة والدية والصداق... " وقد دفعت إلى التأليف فيها لتحقيق مقاديرها وتبسيط قواعدها لتسهيل فهمها على عموم الناس سيما وأنّ أنظمة الكيل والوزن المستعملة كانت تختلف حسب المناطق، بل وداخل المنطقة الواحدة؛ كما كانت تُحدد في أغلب الأحيان بالاستناد على العُرْف وإلى ذلك يشير ابن خلدون قائلاً: "صار أهل كلّ أفق يستخرجون الحقوق الشرعيّة من سكتهم، بمعرفة النسبة التي بينها وبين مقاديرها الشرعية"وبغض النظر عما تتضمنه كتب الحسبة والمؤلفات الفقهية النظرية الكلاسيكية وغيرها من تدقيقات حول هذا الموضوع، فإنّ التأليف في هذا الميدان قليل جداً، وجلّها لم يصلنا، وما وصلنا ما يزال مخطوطاً وأقله مطبوع مُتداول. وهذا الكتاب هو محاولة تهدف للوصول إلى نظام مُوحّد للأوزان من جهة، ومن جهة أخرى لأنّ الشرع قد علّق كثيراً من الأحكام بهما في الزكاة والأنكِحَة والحُدود وغيرهما، فلا بدّ لهما عنده من حقيقة ومقدار مُعين في تقدير ما تجري عليهما أحكامه.وجاءت محتويات الكتاب بعد المقدمة، نبذة عن حياة المؤلف السبتي، والمخطوط، ومنهج تخريج النصّ، ثم استدراك، وختم الكتاب بذكر المصادر والدراسات.
مصطلح السفينة عند العرب
هذا الكتاب من تأليف هانس كندرمان وترجمة نجم عبد الله مصطفى أطروحة حول المعنى اللغوي والعملي، وحوى الكتاب إثر مقدمته مراجع الدراسة، ثم بيّن طريقة البحث وخطته، وذكر أسماء السفن في تسلسل أبجدي، أعقبها بالملاحق، ونظرة خاتمة توزعت للإشارة إلى الكلمات الأعجمية، والكلمات العربية، والخلاصة، وفهرس الكلمات، والمراجع، وختمها المؤلف بنظرة تراثية على العرب والبحر.
اقتطاف الأزاهر...
"اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر" لمؤلفه أبي جعفر أحمد بن يوسف الرعيني وتحقيق إدريس أزمي عزّ العرب. تعد اللغة العربية من أحسن اللغات في العالمية وأشرفها على الإطلاق ، وقد أدرك العلماء اللغويون والبلاغيون هذه القيمة منذ أمد بعيد، فحملوا على عاتقهم لواء البحث في أغوارها ولم يضيعوا عصا الترحال ، فكانوا ينتقلون من بلد إلى آخر، ومن قبيلة إلى أخرى، وطافوا بين مضارب البادية من أجل السماع وتسجيل ما يعن لهم من نوادر وغرائب، وكانوا يضربون أكباد الإبل من أجل كلمة واحدة في بعض الأحيان، ومن أجل ذلك لم يضع جهدهم ، بل كلل عمل هؤلاء الجهابذة بالنجاح، ويظهر لنا ذلك بجلاء من خلال مؤلفاتهم الفريدة، التي وصلت إلينا.
عُمدة الصّفوة
يبحث كتاب الشيخ العلاّمة عبدالقادر محمّد الجزيري" عُمدة الصّفوة في حلّ القهوة، وبتحقيق عبدالله محمّد الحبشي لظهور القهوة البُنيّة في القرن العاشر الهجري التي صاحبها جِدَال ومناقشة بين الفقهاء حول حلّ القهوة وحُرمتها، ومنهم مَن شددّ في الأمر وأفتى بالحُرْمَة؛ فما كان مِن العلماء إلاّ أن أبانُوا الوجه الشرعيّ في أمرها، وأنّها حلال خالص، ولذا جاء كتاب الشيخ الجزيري الذي يُعدّ أقدم ما أُلِفَ في الموضوع حيث أبان مؤلفه عن الحُم الشرعي وما رافقه من مراحل تاريخية تتعلق بتاريخ القهوة وظهورها وأقوال الأدباء حولها.
وقد عقد الشيخ الجزيري كتابه من مقدمة وسبعة أبواب هي:" الباب الأول في معنى القهوة وصفتها، والثاني في سياق المحضر الذي كتب بشأنها، والثالث في دعوى إبطال الإسكار بها، والباب الرابع في إبطال القول بحُرمتها، والخامس فيما يجب لحُرْمَة لا في ذاتها، والسادس في أمور متفرقة، والباب الأخير في بعض ما رُوِي مِن النظم".
العصر الجاهلي وأدبه...
"العصر الجاهلي وأدبه في مصادر التراث العربي المفقودة والمخطوطة والمطبوعة"، من تأليف أحمد محمد عبيد الذي استقصى في محتوياته كلّ اثر دلّ على أيِّ كتابٍ التفت إلى العصر الجاهلي، في مختلف المَظان والمصادر من كتب الأدب والتراجم وقوائم الكتب والدواوين وغيرها، إلاّ أنّه لم يلتفت في كتابه إلى كتب اللغة والمعاجم والنوادر والأنواء، رغم ورُود أشياء من آثار الجاهلية فيها، لأنّها كتب لغة بالدرجة الأولى، كما لفت عبيد الانتباه إلى أنّ ما جمعه المُحدثون من دواوين لشعراء الجاهلية يعدُّ في حُكم المصادر المَخطوطة، ومثلها دواوين القبائل المجموعة المُحققة تحقيقاً علمياً، وقد استبعد أيضاً الكتب التي تناولت أشعار القبائل بالدراسة الفنية فقط. وهناك كما يشير المؤلف كثير من الدواوين المجموعة في المجلات التراثية لم تقع عليها عيني بعد رغم علمي بوجودها، كما أنّ بعضاً من دواوين القبائل ما زالت رسائل جامعية لم تطبع بعد، وربما طبعت بعض كتب العصر الجاهلي وأدبه ولم يصلني عنها خبر...
الأصنام للكلبي
كتاب الأصنام لهشام بن محمد الكلبي من الكتب المعروفة في خزانة المكتبة العربية القديمة، حيث شرع الباحث أحمد محمد عبيد بتحقيقه من جديد فعرض فيه لكتاب الكلبي ولجوانب من حياة المؤلف، وتوثيقه، وكتبه، والتأليف في الأصنام، ولكتاب الأصنام، وأصول الكتاب، ومنهج التحقيق، ذاكراً النصّ المحقق، ومرويات لابن الكلبي عن أصنام العرب، الفهارس، فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث، فهرس الأصنام والكعبات والبيوت والمعبودات، كما أفرد في ختام الكتاب المُحقق فهرساً للأعلام، وفهرساً آخر للقبائل والأقوام، وفهرساً للأمكنة، وفهرساً للأشعار، وقائمة المصادر والمراجع التي اعتمدها عبيد.
عجائب الهند
يحكي كتاب بزرك بن شهريار الناخذاه الرامهرمزي" عجائب الهند لمحققه عبد الله محمد الحبشي حكايات بحرية زاخرة بالمخاطر والأهوال، التي تجذب قارئها إلى أحداث شائقة نبعت من تلكم الأسفار التي روى أحداثها ربابنة السفن من أهل الخليج وغيرهم، وتمخض ذلك عن تراث قصصي هائل، تراكم عبر السنين، وجاءت الحكايات البحرية في هذا الكتاب مزيجا من التصوير الواقعي والخيال الأسطوري غير المدون، وإنّما على لسان النواخذاه واندرجت موضوعات الكتاب بعد مقدمتي المحقق والمؤلف لذكر بعض من عجائب الهند، وذكر صنم، عبده أهل سرنديب، وذكر نساء قنوج، وسرطانات البحر الكبيرة وخبر أهل قرية من جزيرة الوقواق.
وأشار المؤلف لقصة طائر الرخ ولأسماك بحر عُمان وعدن ، وخبر السمكة التي تقتفي أثر المراكب ، وجبل النار والشيخ الأندلسي، وجزيرة النساء، وذكر جزيرة رجالها بين الأنس والسمك ثم عودة الرامهرمزي للحديث عن ضخامة الأسماك وسلاحف البحر والسمك الذي يشبه الآدمي وإنسان البحر وذكر نار البحر وهيجانه وذكر الحيات، وقصة ملك الزنج وإسلامه وفراسة بعض الكهنة وضخامة طيور الهند وافتراس الطيور للوحش وشجر على صور الناس وللقرود التي تقطع الطريق وأخبارها، وخبر عبهرة وفراسة محمد بن باب شاذ، وجبال المغناطيس وغرق مراكب وطفل ينجو بأعجوبة وسبب غنى فقير من عدم وعادة ملوك الهند في رسم النابهين، وذكر بعض الطيور الكبيرة وقصة الركب مع الطائر المسموم وطائر يضع عشه في الماء ، وجزيرة مايط وذكر القسط ، وطريقة سحرة الهند في صيد الطيور وأخبارهم في الزجر وخبر التاجر اليهودي والتاجر الآخر وولع ملوك الصين بالجواهر وخِصَال التجار وحكاية ملك الهند مع الببغاء ورسوم المراكب في سرنديب وخبر أفاعي الهند وذكر قتل أهل الهند أنفسهم وذكر دّب جزيرة سهيلان وقردا في صورة آدمي وزرافات ونمل جزيرة لامري وذكر قوما من الناس لهم أذناب ، وذكر قوما يأكلون لحم البشر، وصفة تعامل أهل جزيرة لجبالوس مع الناجين، وصفة جلب الألماس، وذكر البوارج المغيرة، وخبر السمكة المهيجة، وذكر الأشجار المصنوعة من الحرير، وذكر خبر قبر سليمان بجزيرة أنديمان، وقصة الدرة اليتيمة، وذكر بلد الزابج، وقصة المرأة مع طفلها، وخبر الجارية مع الباناني، وقصته مع الصنم، وذكر استقبال أهل الصين لحاجب الملك، وقصة التاجر والخشبة الضائعة والعثور على متاع بعد رميه في البحر وعادة أهل الهند في قتل أنفسهم وسبب شد أهل الهند شعورهم وذكر طرفة غريبة في العنبر.
كما عرض مؤلف" عجائب الهند" لموضوعات عديدة أخرى وهي: ظهور النار في بعض الأودية وذكر لصوص الهند وعادة أهل الهند في إحراق الكبار منهم وذكر قاعدة ملوك الهند في الجوس، وذكر كهنة الهند، وحد السرقة عند أهل الهند، وذكر الأمواج الهائجة، وجزائر الدبيجات، وذكر الفيلة المعلمة ، وذكر سوق للجني في نواحي قشمير، وذكر خواص بعض الأحجار، وحجر الشبّ، وشجر اللبان وشجرة مكتوب عليها لفظ الجلالة وسرطان نهري وذكر الماء الذي ينبع من عين زبرجد، وذكر طائرا يمنع الرياح ، وشجاعة غلام، وطائر السَّمندل، وذِكر الأرانب التي تتحول إلى ذكور ، وحيوان غريب، وثعبان هائل، وذكر سريرة، وقوم يأكلون لحوم البشر، وذكر جزيرة سرنديب، وقصة عظيمة لرجل من أهل البصرة، وأخيراً خبر الوصل إلى آخر جزيرة من جزائر الوقواق. وختمه المحقق الحبشي بذكر فهارس الكتاب للأعلام والبلدان والألفاظ الحضارية ومراجع التحقيق التي اعتمدها الحبشي.
أرجوزة الفواكه
يُعدّ "أرجوزة الفواكه الصيفية والخريفية" من أبرز الكتب التراثية التي تناولت أحد علوم التراث العلمي عامة، وعلم التغذية منه خاصة، نظراً لمجالاته المتعددة، فمن النبات الفاكهة، والنبات غذاء ودواء، ومن ثم تداخلت العلوم وتكاملت فيه، وقد ألفّه أبو الحسن علي ابن إبراهيم الأندلسي المراكشيّ، وتولّى تحقيقه ودراسته الدكتور عبدالله بنصر العلويّ، من كلية الآداب بفاس المغربية.
وبعد المقدمة والمدخل جاءت مفردات الكتاب وهي علم التغذية في التراث المغربي، الفصل الأول : علي بن إبراهيم وأرجوزته في الفواكه المؤلف و آثاره، أرجوزة الفواكه: التعريف بمخطوطاتها، ملاحظات عامة، توثيق نسبة الأرجوزة إلى صاحبها، منهج التحقيق، بينما خصصّ الفصل الثاني لمتنّ الأرجوزة وتحقيقها، وعرض الفصل الثالث لدراسة الأرجوزة، المنظومات التعليمية، نمط الأرجوزة، دواعي التأليف، إشكالية انتقاء الفواكه، إشكالية المصطلح، الإطار العام للأرجوزة المتعلق بمنهج التأليف، مراعاة الأرجوزة للتفاعل بين طبائع الفواكه، أسلوبية الأرجوزة ، مصادر الأرجوزة، قيمة الأرجوزة في التراث المغربيّ في علم التغذية، وأخيراً إيضاح قيمة الأرجوزة في علم التغذية الحديث، والخاتمة.
قُرّة العين في فرح الزين
يصوّر الكتاب جانباً من التاريخ الاجتماعيّ والثقافيّ لعبد الرحمن بن يحيى الملاّح الحنفي المصريّ- القرن الحادي عشر الهجريّ- الذي حققه وقدم له الدكتور محمّد رضوان الداية، وهو:" قرة العين في فرح الزين". وينبئ العنوان لنا كقرّاء بموضوع الكتاب من جهة، ويبين علاقته بزين العابدين البكريّ من جهة أخرى، فعنوان كتاب المصريّ :" قرة العين في فرح الزين"هو تسجيل لاحتفالات الفرح، وهو مخصوص بـ" زين" الدين وأسرته. مع ملاحظة كلمة" زيني" التي كسب من وراءها معنى آخر من خلال فنّ التورية. فزيني هذه تجيء نسبة إلى زين العابدين، وتجيء أيضاً نسبة إلى الزين = أي الشيء الحَسَن الجميل.
والكتابُ نفيسٌ في بابه، مهم في الإضاءات التي قدّمها على صورة احتفال طويل مديد، ثريّ، أغدق فيه صاحبه من الأموال وقدّم من الكِسْوَة والشراب والطعام والحَلْوَى، وأنفق على المُحتفلين وأصحاب الألعاب المختلفة المبالغ الطائلة، وتنوعت تلكم المظاهر الشعبيّة الاجتماعية وتعددت.
و" قرة العين في فرح الزين" مهمٌ بما عرض من نظم شعريّ، فهو أرجوزة مزدوجة طويلة تتخللها قطعة نثريّة مُفردة. وكان للشاعر- إن صحت التسميّة على إطلاقها- أسلوبه الخاص، وطريقته في النّظم، وعرض المعاني، وارتباطه بالأساليب السائدة آنذاك. ومن هنا لم يُسَمِهِ خير الدين الزركلي صاحب الأعلام شاعراً بل اكتفى بعبارة" له نَظْم" التي تحجّم القدرة الشعريّة، وتَتطامَنُ أمام كلمة" الشِعْر" الحقيقيّة.
القاموس البحريّ
هذا الكتاب للملاّح بدر بن أحمد الكسادي، وبمراجعة صالح شهاب، وضمّ سبعة فصول حوى كلّ واحد على موضوعات عديدة. أشار المؤلف في الفصل الأول: لأجزاء السفينة وأدواتها غير المنقولة، في حين عرض الفصل الثاني لأدوات السفينة المنقولة، وبين الفصل الثالث الموضوعات الآتية: السنة البحرية، عمال السفينة وألقابهم واختصاصاتهم، طرق استئجار العمال، إدارة شؤون السفينة، عوائد وقوانين، المخالفات المدنيّة والجنائيّة، توزيع دخل السفينة، الشحن والتفريغ.
وجاء الفصل الرابع من كتاب الكسادي لعرض سفر السفينة، قواعد سفرها في عَرْض البحر، توزيع الأعمال داخل السفينة في أثناء السفر، السِّنجار، دخول الموانئ ونهاية السنة البحريّة. وتوزع الفصل الخامس للرياح ومواسمها، التيارات البحرية، الديرة " البوصلة" وطرق استعمالها، وأدوات أخرى تُستعمل في أثناء السفر. أما الفصل السادس فأشار فيه لمواسم السفر، سجلات السفينة، أدوات القياس، سجل السفينة اليومي" الروزنامة" طقوس دينية، وختم مؤلف القاموس البحريّ كتابه بالفصل الأخير- السابع لذكر عادات وتقاليد. أعقبه بإضافات أشكال أجزاء السفينة، وفهرس هجائي بالمصطلحات، وفهارس للأشكال.
ملحمة الرامايانا
تُعدُّ "ملحمة الرامايانا" لفالميكي" 900 ق.م" بترجمة وتقديم عبد الإله الملاّح، إبداعا ملحميّا مُثقلا بالأساطير التي شربتها نفوس أهلها ورسمته طريقاً في نظرتهم إلى الحياة. وفي عواطفهم وسلوكهم الاجتماعي، وعقائدهم وطقوسهم وأساليب عيشهم حتى تنتهي بهم الحياة على نحو ما ترضاه لهم" الهند" فكراً ومُعتقداً وسبيل حياة، ولو في حدود الأسطورة.
لقد عبرّت "ملحمة الرامايانا" عن القيم الروحيّة والثقافيّة لبلد العجائب- الهند- فكانت أشدّ نفوذاً من رديفتها "المهابهاراتا" وأبعد أثراً، بوصفها المِعْيار المُقسّط في إدراك أسرار الحياة والموت أيضاً، ثم إنّ" راما" مثال الزوج الهنديّ، و" سيتا" مثال الزوجة الهندية، والمثال المَنشود للرجل إجْلال الآباء والأمهات، ومِسْكُ ختامها العِفّة والطهارة والإخلاص. وتوزعت أبواب الملحمة على سبعة أسفار ومقدمة المترجم والمعجم وثبت للمراجع. والأسفار السبعة هي: "السِفْر الأول: الطفولة، السِفْر الثاني: آيوديا، السِفْر الثالث: الغابة، السِفْر الرابع: كيشكيندا، السِفْر الخامس: البُشرى، السِفْر السادس: الحرب، والسِفْر الأخير هو الخاتمة.