فناجين القهوة عند البدو
العدد 15 - لوحة الغلاف
الفنجـال الأول ( الهيف )
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل أن يمد القهـوة لضيوفه.
وقديما كانت هذه العادة عند العرب
ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة.
الفنجـال الثاني ( الضيف )
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة، وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أو أن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف، فكان لا يشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية،
وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولا يشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه، فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس.
الفنجـال الثالث ( الكيــــف )
وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف، وهو ليس مجـبرا على شربه ولا يضير المضيف إن لم يشربه الضيف، إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف
وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة عند العرب.
الفنجـال الرابـع ( السـيف )
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف، وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولا يحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال.
قهـوة لدى عرب الباديـة
إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء، ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـائه حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل أعداء للضيف
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترسون منه... أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوو صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسباؤه وذوو الدم.
بقي أن نذكر أن هناك
فنجـــــــال ( الفارس )
حيث يكون هناك من يطلب شخصاً ما بدم أو ثأر أو ما شابه إن كان شيخ القبيلة أو كبيرا في السن أو امرأة يجمع شباب القبيلة وفرسانها ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عالياً على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول:
هــذا فنجـال فـلان بن فـلان من يشربـه ؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟
فيقوم أحد الفرسان ويقـول: أنا له.. ويأخذ الفنجـال ويشربـه، ويذهب في طلب هذا الشخص ولا يعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب!..
وإلا فله أحد خيارين:
- إما أن يجلى من قبيلته ولا يعـود لها أبداً لما لحقه من ذل وعار وَصم بها جبينه.
- وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة صغيرها وكبيرها رجالا ونساء ولا يتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها.
بثه موقع « مجموعة العربية » على الانتر نت دون اسم الكاتب