نماذج من أهم أشكال الرقص الشعبي العربي
العدد 1 - موسيقى وأداء حركي
اختلفت الدوافع وتعددت وراء نشأة فن الرقص ومضمونه، غير أنه يمكن حصرها فى أكثر من اتجاه، فهناك الرقصات ذات المضمون الدينى وتلك المرتبطة بالطقوس وأعمال السحر، والتى انتشرت فى الحضارات القديمة.. الى جانب الرقصات التى كانت تهدف إلى الترفيه عن النفس. وفى التاريخ العربى هناك من قام بوصف الرقص مثلما يذكر المؤرخ والرحالة العربى "المسعودى" فى كتابه "مروج الذهب ( أن الخليفة العباسى المعتمد، سأل بعض ندمائه أن يصفوا له الرقص وأنواعه والصفات المحمودة من الراقص، وذكر شمائله، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أهل البلدان والأقاليم مختلفون فى رقصاتهم، فجملة الإيقاع فى الرقص ثمانية أجناس، الخفيف، الهزج، الرمل، ضعيف الرمل، ثقيل الثانى، ضعيف الثانى، ضعيف الثقيل الأول، الثقيل الأول..
والراقص يحتاج إلى أشياء فى طباعه، وأشياء فى خلقته، وأشياء فى عمله، فأما ما يحتاج إليه فى طباعه، فخفة الروح، وحسن الطبع على الايقاع أى حسن التوقيع، وأن يكون طالبه مرحا محسنا للتدبير والتصرف فى رقصه، وأما ما يحتاج اليه فى خلقته فطول العنق والسوالف، وحسن الدل والشمائل، والتمايل فى الأعطاف، ودقة الخصر، وحسن أقسام الخلق، واستدارة الثياب، وسهولة مخارج النفس، ولطافة الأقدام، ولين الأصابع، وامكان ليها فى نقلها، ولين المفاصل، وسرعة الانفصال فى الدوران، وأما ما يحتاج إليه فى علمه، فكثرة التصرف فى ألوان الرقص، واحكام كل جزء فى حدوده، وحسن الاستدارة، وثبات القدمين فى مدارهما، واستواء ما تعمل به القدم اليمنى ويسراها ) (1).
ومن هنا نكتشف أن ممارسة الأشكال الحركية «الرقص» الشعبيه قديم فى المنطقة العربية، وكان يلقى عناية ورعاية.. وأن «الرقص» فى أساسه هو عبارة عن طقس جماعى معبر عن نوعية الحياة الاجتماعية لممارسيه، ولا ينحصر الرقص فى شريحة نوعية دون الأخرى فهو حالة تشاركيه جماعية أكثر منها فردية، ولكن العادات والتقاليد فى بعض المجتمعات حولته مع مرور الزمن إلى هواية وممارسة (وتطورت الرقصات من حيث المضمون كثيرا بحيث أصبح الرقص هو من الشعائر التى تقوم بها القبائل قديما لطلب المطر والغذاء والصحة من الآلهة، وذلك حين يندر وجود اللحم حيث يقيمون رقصة طيريه التماسا من الآلهة بأن تجعل طيور الصيد أكثر بركة وأعظم حشدا)(2).
ومصطلح «الرقص الشعبى» يستخدم بصفة عامة لوصف أشكال الرقص المتعارف عليها بين الشعوب المختلفة.. والتى تكون ذات أصول متشابهة تتوارثه من جيل إلى جيل.. ولذالك يعد الرقص الشعبى بصفة عامة وسيلة مهمة لترجمة أحاسيس ومعتقدات الشعوب.
ونحن نهتم بدراسة فنوننا الشعبية لأننا نكتشف فيها ذواتنا الأصيلة. ولأننا نرى فيها نقطة البدء لتاريخنا وتراثنا البشرى.. فهى تنقل لنا صورة حية نابضة لواقع ثقافتنا الشعبية.
وينطلق هذا البحث من رؤية مفادها أن الفنون العربية تتبادل التأثير لأنها ذات خصائص مشتركة يفيض بها الميراث الثقافى المشترك، الذى يجعل من المجتمعات العربية أكثر متانة وقوة فى مواجهة عناصر التحلل والتفكك التى تصيب مجتمعاتنا العربية نتيجة لتغلغل الثقافات الغريبة فينا..
وتهدف هذه الدراسة إلى محاولة رصد عناصر الوحدة بين الأقطار العربية من خلال الرقص الشعبى، وسوف أحاول أن أشير إلى بعض هذه الرقصات التى تشترك فيها عدد من الدول العربية.
أولا: عوامل التشابه بين أقطار الوطن العربى:
على الرغم من تنوع العناصر البشرية المكونة للمجتمع المصرى الذى يتكون من عدة عناصر منها: «النوبيون».. و«البدو». و«الفلاحون» .. إلا إننا إذا نظرنا إلى الرقص الشعبى لدى هذه العناصر البشرية سنجد أنها امتزجت مع بعضها البعض فى بعض المناطق مثل النوبة فى رقصة «الار اغيد «مثلا.. » وفى بعض المناطق الصحراوية ظل الرقص الشعبى محتفظا بعناصره الأصيلة بدون تغير.. مثلما نجد فى مجتمع «البدو» فى صحراء مصر «الشرقية والغربية» متمثلا فى رقصة «الحجالة، الكفافة، كف العرب».
ولاشك أن هناك تمازجا ثقافيا يحدث من خلال عناصر الرقص الشعبى بين الدول العربية، ومثال ذلك «رقص الخيل» الذى ازدهر بصفة خاصة فى صعيد مصر وفى دول الخليج العربى.. ورقصة «الدبكة العرايشى» التى تشتهر بها العريش..وكذا ببلاد الشام..وطقس «الزار» الذى يوجد بمصر والسودان ودول الخليج العربى.. وطرق الأداء الحركى للطرق الصوفية فى كلا من مصر والسودان وبلاد الشام والمغرب العربى فى الأعياد والاحتفالات الدينية.
ولكن إذا ما تساءلنا: ما هى أسباب التشابه فى الرقصات الشعبية بين اقطار الوطن العربي.. هل هى بسبب الهجرات المتوالية التى تمت بين هذه البلدان مما أثر على البيئات الثقافية ؟ أم أنها وحدة الموقع الجغرافى؟ أم أنها وحدة اللغة والدين والتاريخ؟ آم أنها وحدة التجربة الإنسانية؟
إننا نرى أن التشابه الذى تتسم به الثقافة العربية كان نتيجة لعديد من العوامل منها:
• وحدة الموقع الجغرافى وعدم وجود عوائق جغرافية حادة.
• حركات التنقل للتجارة أو الرعى التى تقوم بها القبائل البدوية.
• وحدة اللغة والدين والبيئة الثقافية.
أما إذا ما تحدثنا عن أثر الهجرات البشرية للقبائل العربية بين الدول العربية وبعضها البعض بشكل عام، سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية، وبينها وبين مصر بشكل خاص.. سنجد أنها قد أثرت على بعض الأشكال الراقصة فى مصر.. ونرى هذا فى ظهور «التحطيب» من فوق ظهر الحصان نتيجة لامتزاج الثقافة العربية والثقافة المصرية.. ورقص «الكف»أو «الارغيد» فى النوبة.. وهو نتيجة لامتزاج عناصر من الثقافة العربية والثقافة النوبية...
وللتدليل على وجود عناصر فنية متشابهة فى الثقافة العربية سوف نستعرض بعض أهم الإشكال الراقصة الشعبية فى مصر، وبعض البلدان العربية الأخرى، التى لها مظاهر احتفالية شعبية.. ومنها على سبيل المثال:
الزار
وهو من أشهر الطقوس التى تمارس فى مصر وعدد من البلاد العربية مثل (سلطنة عمان إلى جانب العديد من الدول الأفريقية مثل الصومال و إثيوبيا و نيجيريا وأن اختلفت المسميات وهناك آراء ترى أن طقس الزار ظهر فى القرن ال19 غير انه هناك آراء أخرى ترى انه ظهر فى مصر منذ عهد الفراعنة ولكننا من الممكن آن نقول إن طقس الزار هو تقليد ورثناه وانحدر إلينا ضمن التركة التى خلفها لنا المصريون القدماء ونقرأ فى قصص المصريين القدماء «قصة أميرة يختن» وقد حلت فى جسدها روح شريرة لم يمكن إخراجها من جسدها إلا بعد أن ذهب إليها الآلهة «خنسو» بنفسه وأخرجها بقوة سحره.. والروح قد اشترطت قبل خروجها أن يقام لها احتفال فخم يشترك فيه الإله مع أمير يختن (بحضور هذه الروح فأقيم الاحتفال وقدمت فيه الهدايا والقرابين والضحايا لهذه الروح أمام «خنسو» فلما أخذت منها بأوفر نصيب وعندما قاربت الحفلة الانتهاء خرجت الروح ذاهبة حيث تريد كما تقول النصوص الهيرو غليفية) (3) ولعل فى هذه القصة المصرية القديمة تفسير للمصدر الذى استقينا منه حفلات الزار والأسياد الذين يحلون فى أجسام سيداتنا المصريات.
وهو طقس لمعالجة الأمراض العصبية التى تتسلط بالخصوص على النساء أنواع مختلفة (التشنجات والصرع وغيرها ويعتقدون أنها ناشئة من الجن أى أن أحد الجان يتلبس جسم الإنسان ويسبب له الأمراض ويستخدمون لشفائه الرقى والطلاسم وحضور الأذكار والاستماع إلى طبول مختلفة وأصوات المغنى والألحان وما أشبه ذلك ويعتقدن أن هذا يطرد الجن المتلبسة بالأشخاص يعلقن أحجبة وبعض أشياء يتخذنها من بعض الأولياء كالأحجبة أو قطع من كساء والخشب وغير ذلك معتقدين أن هذه الوسائل تبعد الشياطين المتلبسة بهم.). (4).
الذكر:
وهو من الطقوس التى تعتمد على الاداء الحركى وفيه تقوم الجماعات الصوفية بتنظيم الموالد الدينية، وإحياء مناسبة الأولياء الصالحين.
وتستهل الطرق الصوفية فى العديد من البلاد العربية احتفالياتها بقراءة القران الكريم. الى جانب الأدعية الدينية.. والتواشيح.. وأوراد شيوخ الطرق الصوفية... وترديدها مع ممارسة الذكر.
ويمكن تمييز الطرق «الصوفية» المختلفة باللون الغالب فى البيارق والعمامات أو الطواقى والشارات فلون الطريقة الرفاعية أسود، والقادرية أبيض، والسعدية والبرهامية والشاذلية أخضر، والأحمدية أحمر، وكذلك الأمر بالنسبة للبيومية. أما الموسيقى المصاحبة فنجد آن آلة الناى هى أقرب الآلات الموسيقية إلى اللون الدينى،فقد ظل بجانب الدفوف الكبيرة ملازمة للطقوس الدينية للدراويش والمتصوفة فى معظم مصر والعراق وسوريا والسودان ولا تزال العديد من الطرق الصوفية تمارس الذكر على أصوات الدفوف والناى .
ومن أهم الطرق الصوفية فى مصر ومعظم البلدان العربية الطريقة «المولوية» لما لها من شكل متميز فى أداء طقوس الذكر.
الطريقة المولوية فى مصر:
الطريقة المولوية.. ومؤسسها هو الشيخ جلال الدين «الرومى ولد عام 1207 وتوفى 1273» الذى جعل من الحب.. والجمال.. وزهد النفس.. هى الوسيلة للتقرب إلى الله.. إذ ( كان من عادات المحتفلين أو الحاضرين أن يلبسوا لباسا خاصا وهو عادة ثوب أبيض فضفاض، وعلى رؤوسهم ما يسمونه كلاها وهو قلنسوة من اللباد مستطيلة الشكل وكان قائد الجماعة يمتاز باعتماره عمامة خضراء فوقها، ويدورون حول أنفسهم على نغمات موسيقية مطربه جدا من حيث الفن الموسيقى... غالبا ما كانت تشارك فيها الطبقات الشعبية) (5).
وكانت الطقوس الاحتفالية لدى المولوية تتكون من (صلاة الجماعة و قراءة القران والاستماع إلى وعظ الشيخ الذى يلبس زيه الرسمى وإنشاده للأشعار المتعلقة بالعشق الإلهى والسماع للآلات كالناى وغيرها ويعتبرون ذلك ترويحا للقلوب وتنشيطا للسلوك.ومن عادتهم أيضا الدوران المعروف بالفتل المولوى، وتقوم به مجموعه من الفتيان الذين يلبسون غلائل بيضاء ناصعة كجلاليب العرائس، يرقصون بها على النغمات الشجية ويدورون دورانا سريعا، تنفرج به غلائلهم فتكون دوائر متقاربة على أبعاد متناسبة، لا تطغى واحدة منه على الأخرى ويمدون سواعدهم،ويميلون أعناقهم ويمرون واحدا بعد الأخر أمام شيخهم والموسيقى لديهم تتحدث عن أسرار الحياة والوجود )(6).
وشكل «الحركة» لديهم يعتمد على «الحركات الدائرية المتواصلة».. حيث أن فلسفة «الشكل الدائرى» لدى هذه الطريقة الصوفية ينبع من قانون «الحركة الدائرية للكون».. فهو يبدأ من نقطة معينة وينتهى عند نفس النقطة.. والمقصود بهذا «الدوران المتصل» هو الإيحاء بالانطلاق إلى «السماء وتحرره من ارتباطه بالأرض».. وعندما تقوم الجماعة المؤدية بعمل الدورانات حول شيخهم، فهم يمثلون الكواكب التى تدور حول الشمس.. كما نجد فى السودان إحدى الطرق الصوفية التى تتميز بأشكالها الحركية المؤداة داخل طقس الذكر وهى الطريقة السمانية.
والطريقة السمانية اسم اصطلاحى لخمسة طرق وهى:
• القادرية: وتنسب للشيخ عبد القادر الجيلانى (470 هـ/ 560 هـ ).
• النقشبندية: وتنسب للشيخ محمد بهاء الدين نقشبند (717 هـ/761 هـ).
• الخلوتية: وتنسب للشيخ مصطفى البكرى (1099 هـ/1162 هـ).
• طريقة الأنفاس: نسبة للذكر المصاحب لكل نفس داخل أو خارج.
• طريقة الموافقة: المسماة أيضا (الطريقة الأسمائية): نسبة للتوافق العددى فى (حروف الجمل) بين بعض أسماء الله الحسنى واسم الذاكر. لمؤسسها الشيخ محمد بن عبد هذا وقد نسبت الكريم السمان (1132 هـ/ 1189 هـ) فاشتهرت لذلك باسم: الطريقة السمانية.
مئات التابعين من الطريقة ونجد انه " السمانية، واقفون فى صفوف مواجهة لبعضها البعض لذكر، وهو طقس مهم من طقوس الصوفية.. حيث يقضون كل ظهيرة يوم عطلتهم الوحيدة وهم يحنون ظهورهم مئات المرات مرددين كلمة «لا إله إلا الله» يكررونها طوال الوقت تحت إرشاد شيخهم وهم يدورون من جهة لأخرى، ويقفزون للأعلى وللأسفل... ولكن الجزاء كما يقول الشيخ حسن الفاتح قريب الله، شيخ الطريقة السمانية، فى الخرطوم قريب الله هو الإحساس بالسعادة والمرح، وهو ت أى الشيخ عندما يندمج فى الذكر يكون تركيزه بأن الله قريب منه، إن لمن الصعب أن تكون قريب من الله كما يقول. إن تحمله الجليل، ووجهه الروحانى يعبر عن نتيجة هذه الجهود، والذكر يجمع الترانيم والصلوات والتأمل، إذ أن الذكر مع كل حركات الجسم يؤدى لذوبان الشخص فى تمجيد الله وعبادته (7).
الرقص النوبى
ومن الرقصات التى تحمل بذور التزاوج الثقافى أيضا الرقص فى منطقة النوبة(وترجع صلة النوبيين بالعرب إلى اقدم العصور. وكانت التجارة من أهم عوامل هذه الصلة بين موانئ جزيرة العرب ومصر والسودان والحبشة كما هاجرت بعض الجماعات العربية إلى وادى النيل حتى وصلوا النوبة)(8) وهم قادمون من منطقة الحجاز واستقروا فى سيناء ثم هاجروا ألى النوبة وقاموا باستغلال موقعها الجغرافى المتميز فى ممارسة التجارة فيما بين مصر والسودان وتتكون النوبة من ثلاث قبائل رئيسية وهى الكنوز و الفادجدا والعرب وهم يسكنون الجانب المصرى أما قبائل المحس و السكوت فهم يسكنون فى الجانب السودانى،ولديهم ميزة غير موجودة فى اغلب العرقيات التى تكون المجتمع المصرى وهى آن المرأة تشارك الرجال فى الرقص بشكله الكامل بدون أى تحفظات من حيث النوع أو الدين أو المناسبة،ومن أهم أنواع الرقص لدى الكنوز مايسمى الهولل، (وفى رقصهم يستخدمون الموسيقى التى تتكون من آلة الطنبوره وآلة النجرات ويصاحبها الغناء ويعتمد الرقص لديهم على تشكيل الشباب لصف يتقدم بعمل خطوه للأمام ثم قفزه مع رفع الساق للأمام مع عمل سقفه باليد ويتكرر هذا الشكل حتى يصلوا إلى الفتيات الجالسات بجوار الموسيقيين والمغنيين ويتراجعون بنفس الخطوة،ولكن تكون بمصاحباتهم فتاه تحمل مبخره بيدها ثم يكرر نفس الشكل مرة أخرى ولكن مع تبديل الفتاه.ولديهم أيضا رقصة الكف وهى شبيهة بالرقص البدوى المسمى الحجالة أو الرزعة وهى من أهم الرقصات الشعبية النوبية التى تؤدى فى احتفالات الزواج، وهى رقصة جماعية تتوارثها الأجيال وفيها يصطف الشباب والرجال على شكل مربع ومعهم المنشدين الذين يؤدون الأغانى ويعزفون على الطار فى إحدى أضلاع المربع وفى الرقصة وجميع الشباب الذين يشكلون يشتد ضرب الكف المربع يؤدون خطوات موحدة، ويتبادل المتفرجون الدخول فى حلبة الرقص بالتناوب طبقا لما يأمربه حامل السوط)(9) ومن هذا نكتشف أنه لوجود مؤثرات ثقافية متوارثة من أفريقيا بجانب المؤثرات الثقافية العربية نتج عنه أن الذى يقود الرقصة بجانب الفتاة هو شاب وبيده سوط وهو من العناصر المادية "الإكسسوارات" الأفريقية المصاحبة للرقص.
آما لدى الفادجدا فنجد آن لديهم رقصة تسمى باسم الدور الموسيقى المؤدى وهو النجرشاد وفيه تستخدم الموسيقات التى تعزف باستخدام آلة الدف بشكل أساسى بمصاحبة الغناء. مصحوبا بتصفيق بالايدى بطريقة معينة يقوم بها الشباب والفتيات وضرب الأقدام بالارض مصحوبا بتون الموسيقى النوبية وهذه الرقصة تأخذ شكل هلال من الشباب الصغير ويتوسط هذا الشابات ويقفون فى مواجهة بعضهم البعض وتعتمد الرقصة من حركة أساسية وتتم من خلال عمل خطوة إلى الجانب آو إلى الأمام آو آلى الخلف بالساق اليمنى ثم تتبعها الساق اليسرى مع انتقال الجسم معها والفتيات يؤدونها أيضا ولكن فى الاتجاه المعاكس وتكون الحركة متصلة وهم ممسكون بأيدى بعضهم البعض.
آما عرب النوبة فلديهم شكل راقص نجد فيه أحد الراقصين ( يخرج من الصف ممسكا السيف ويلعب به بمهارة مظهرا ما لديه من مهارات فى اللعب بالسيف ويتشابه هذا النمط مع النمط الموجود فى دول الخليج حيث يسمونه فن العرضة)(10) ولديهم أيضا شكل راقص وهو يسمى "الأراجيد" وكلمة اراجيد كلمة نوبية تعنى "الرقص" وتتشكل بها هرمونى صوتى من الشباب والشابات، وهذه الرقصة تؤدى بمصاحبة الموسيقى المكونة من مجموعه من الدفوف تتم فى حفلات الزفاف فى النوبة القديمة. وهى من التراث النوبى الذى كان ( يستمد من تدفق مياه النيل وانسيابيته إيقاع حياته) (11). وهذه الرقصة تعتمد على اهتزاز الجسم والأيدى للأمام والخلف بتحرك القدمين فى تناغم وانسجام مع الموسيقى والغناء المصاحبان،وتؤدى فى شكل دائرة ويشارك جميع الفتيان فى التصفيق بمصاحبة الإيقاعات الموسيقية.ومنهم من يقوم بالقفز لأعلى من الآثاره والحماس كما يشبه الغطس فى المياه،وتقوم البنات بأداء حركات بأيديهم تشبه السباحة فى مياه النيل مع القيام بحركات اهتزاز للجسد ويتم كل هذا بشكل منسجم ومتناغم مع الإيقاعات الموسيقية النوبية.
الرقص البدوى
أما ثقافة البدو فى مصر فنجد أنها تتشابه مع ثقافة البدو فى ليبيا وسوريا وان اختلفت الاسماء.
ففى سوريا نجد الرقص البدوى المستمد أصوله من تراث عربى قديم وأهمه رقصة «الدحة».
وفى ليبيا تسمى رقصة الحجالة ونجدهم يقومون بأداء هذه الرقصة فى حفلات الزفاف ويجتمع الشباب منذ الاصيل فيكونوا صفا شبه نصف الدائرة أو نصفا مستقيما، ويكون اتجاهم الى داخل نصف الدائرة فى انتظار «الحجالة » أى الراقصة. ويتطوع للرقص فى مناسبات الزواج اخوات أو قريبات أو جيران احد العروس او العريس، وبصفة خاصة عندما يتواجد الرواة والشعراء، يقام الصف، وخلال فترة انتظار الراقصة، تكون البداية بغناء أغانى التى يطلق عليها فى هذا المجال "اغانى الصف" وما ان يكتمل أداء أغنية من أغانى الصف، حتى يلحقها المغنى نفسه أو غيره بأغنية أخرى ذات ايقاع تسمى " الشتاوة " وهى تتفق مع أغنية العلم فى المضمون وانها تتكون من بيت شعرى واحد فقط، وتختلف عنها فى أنها أى الشتاوة تؤدى على إيقاع أكف الحاضرين .وعندما تبدأ الشتاوة يقتسم قيادة الصف شابان أو أكثر، يحاول كل واحد منهم ريادة مجموعة ليكون إيقاع تصفيقها منظما وقويا، وقد يبدأ التصفيق بحده، لمجرد «التسخين» لأن «الحجالة » لم تحضر بعد. وما ان تحضر «الحجالة» نجد انه تتقدمها عجوز أو طفل يمسك طرف عصا الراقصة، وتمسك الراقصة بالطرف الآخر، وعندما تصبح «الحجالة» امام منتصف الصف تقريبا يرجع الطفل أو العجوز الى الوراء، وتبقى الراقصة فى مكانها، وفى العادة يحييها الحاضرون فى الصف بأغنية، عند الانتهاء من الأغنية ثم تغنى الشتاوة، سواء من المغنى نفسه او من غيره بعد ان تلقن المجموعة كلماتها على إيقاع الأكف. ولا تحرك الحجالة ساكنا، حتى ينتظم التصفيق وترفع درجة حرارته الى أعلى مستوى، عندئد تبدأ الحجالة فى الرقص، ممسكة بعصاها، ومارة بالصف من أحدى جهتيه الى الجهة الاخرى(12). وفى مصر نجد انه فى المنطقة الشمالية الغربية من مصر وواحة سيوة تمارس رقصة وتسمى الدحيه وهى أيضا تحمل العديد من الأسماء مثل الكفافة أو كف العرب نرى الرجال وقد اصطفوا صفا أو استداروا فى حلقة يصفقون بأيديهم تصفيقا رتيبا لضبط الإيقاع وتتوسطهم امرأة واحدة وهى تسمى الحجالة أو الحاشية أو البيه وقد غطت رأسها بطرحة سوداء تخفى وجهها وتتدلى على ظهرها والرقص عندهم ينقسم إلى ثلاث مراحل يبدأ بغناء جماعى يسمى الشتيوه ثم الغنيوه ويأتى الجزء الآخر ويسمى المجرودة .
• الشتيوه: هى غناء جماعى يقوم به الرجال فى السامر بمصاحبة تصفيق المجموعة للفت انتباه الحجاله ناحيتهم، والراقصة لا تؤدى حركاتها الراقصة إلا على الحان الشتيوه فقط.
• الغنيوه: هى جزء غنائى فقط لا تؤدى عليه أى حركات راقصة.
• المجرودة: وهى الجزء الأخير لهذه الرقصة وهى من أطول أجزائه وفيها يقوم الرجال بمصاحبة المغنى بالتصفيق وتقف الحجاله فى مكانها وتقوم بعمل هزات خفيفة بالحوض وهى ممسكة بالعصا بيدها، ثم من الممكن آن يعاد كل ماسبق.
وهناك نموذج آخر ويتكون السامر لديهم من:
1. ( السامر وفيه يقف الرجال صفا ويغنى أحدهم ويسمى البوشان وغالبا ما يصف فى غنائه العروسين المحتفى بهم فى السامر.
2. الدحية ويتسم بالسرعة والحماس وفيه تبدأ مغازلة الرجال للحاشية ومحاولة خطف غطاء وجهها وهى تمنعهم باستخدام العصا التى بيدها.
3. الريده ويتسم هذا الجزء بالبطء ويغنى فيه أحد الرجال غناء ارتجال ويسمى بالبديع لقدرته الابداعيه فى الارتجال وفصاحة لسانه ومن الممكن أن يشترك فى الإلقاء اكثر من بديع ومن الممكن أن يكون هذا الجزء أخر جزء فى الرقصة ومن الممكن أن تستمر مع بداية جديدة لسامر جديد )(13).
ومن هنا نجد أن رقص البدو عامة يتشابه مع اختلاف المناطق وذلك لانهم من جذور واحدة منطقه جغرافية واحدة ولكنهم انتشروا فى البلاد العربية سعيا وراء الرزق قبل انتشار البترول أو مع الفتوحات الإسلامية ولكنه يختلف فى الشكل العام للسامر طبقا للعادات التى اكتسبتها القبيلة من تقاليد المنطقة التى تعيش بها مثلا نجد فى مرسى مطروح أن شكل السامر الشعبى لدى البدوى وأيضا أن الموسيقى والغناء والملابس فى هذه المنطقة تتشابه مع شكل السامر الشعبى الموسيقى والغناء والملابس فى ليبيا ونلاحظ انه هناك تشابه كبير بين آلات الإيقاع المستخدمة وارتباطها مع شكل الإيقاعات الأفريقية وذلك نتيجة للهجرات التى قام بها البربر من شمال أفريقيا وهناك شكل من اشكال الرقص الشعبى المنتشر فى العديد من الدول العربيه وهو:
رقصة الدبكة
الدبكة تؤديها الشعوب بين شاطىء البحر المتوسط ونهري دجلة والفرات، ولذا فهى الحقيقية للأهالى ومدى تمسكهم بأرضهم وحضارتهم والدبكة ليست رشاقة جسدية فقط بل انها تعطى جمالا للروح، وتشكل عاملا أساسيا فى الحفاظ على التراث المتراكم على مدى المراحل التاريخية التى تمر بها الانسانية والدبكة رقصة أصيلة يمارسها الجميع رجالا وفتيات وهى رقصة الشباب دون الشيوخ لحاجتها إلى القوة والعنف ولكن يؤديها كبار السن فى خطوات بسيطة تتماشى ومدى قوتهم ويرقص الشباب فى الدبكة على شكل حلقة مفتوحة يقودها شخص اسمه «اللويح » وهو راقص ماهر رشيق القوام يلوح عادة بمنديله وتضم الحلقة عددا من الراقصين يتراوح مابين 6 و15 و تبدأ الدبكة بعزف منفرد، وأثناء غناء المطرب المصاحب ويطلق عليه «القويل» تكون هناك حركة من أرجل الراقصين تشبه حركة "خطوة التنظيم" العسكرية وعند الانتهاء من غناء القويل ينفرد اللويح بالرقص، وعندما يرى قائد الدبكة أن حركات الأرجل أصبحت ذات إيقاع واحد يقول وبعد ثوان يهتف اطلع، فينطلق الراقصون فى إيقاعاتهم الرئيسة ومن الأنواع الأخرى للدبكة الغزالة التى تتميز بثلاث ضربات شديدة بالقدم اليمنى والدبكة الخليلية، ويدبك الناس في مناسبات الفرح الشعبى والختان وعودة المسافر وكذلك فى المواسم الشعبية والوطنية التى تكون فيها الدبكة نوعا من الاستعراض يبرز شموخ الشخصية الوطنية.
العرضة فى منطقة الخليج العربى
نجد هناك شكل راقص منتشر فى كل ممالكها وإماراتها وهى العرضة البرية أو البحرية وهى رقصة حربية، وكلمة «العرضة» تعنى الاستعراض العسكرى وقد يختلف المسمى من مكان إلى آخر فنجد أنها تسمى أيضا الحدوة، العيالة، الهيدة، البداوى، الزريف، العرضه النجدية وهى لا تختلف اختلافا جذريا فى أشكالها المقدمة فنجد أن بناءها واحد من حيث الشكل والبناء اللحنى والغنائى والإكسيسوار المستخدم من سيوف أو بنادق ونجد أنها فى:
المملكة العربية السعودية
يطلق عليها العرضه النجدية آو العرضه البريه وتمارس منذ العصر الجاهلى وكان يمارسها المحاربون فى غزواتهم وكان يطلق عليها رقصة السيف وفى الرقصة نجد أن عدد المشاركين يقترب من ال60 فردا ويرتدون الملابس التقليدية والمسماة بالدشداش ويحمل بعضهم البنادق أثناء الأداء والبعض الآخر يحمل السيوف ولهم قائد يطلق عليه قائد المعقودة وتكون الرقصة عبارة عن دوران الراقصين حول عازفى الدفوف والطبول وذلك بمصاحبة الأغانى التى تتغنى بقوة وعزة القبيلة أو الجماعة ويقوم بقيادتهم قائد المعقودة وتتميز هذه الرقصة بالبساطة وتباين الحركات السريعة المعبرة عما تحويه الأشعار الملقاة من معانى وأحاسيس.
دولة الكويت
العديد من الأشكال الراقصة التى تعبر عن فنون منطقة الخليج العربى فنجد أن الأغانى والرقص والاحتفالات كانت جانبا مهما فى المجتمع الكويتى القديم، وكثير من الأغنيات والرقصات المختلفة كانت تؤديها النساء فقط فى خصوصية تامة، يشارك الرجال بالعزف فقط فى بعض منها وفى أكثر الأحيان كان يستعان بفرق نسائية مختصة في إحياء الحفلات حيث انه لم يكن يسمح للمرأة بالغناء والرقص فى الاحتفالات العامة والطبول والتصفيق كانت هى أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات وهذه مجموعة من أهم النماذج للرقصات الشعبية التى كانت تؤديها النساء فى الماضى، ويؤدى عادة فى حفلات الزفاف، تقف المغنيات وعازفات الطبول معا فى صف واحد وهن يتمايلن بهدوء إلى اليمين وإلى الشمال أو ينحنين بشدة إلى الأمام حتى لتلامس الطبول الأرض وتسمى الرقصة المصاحبة لهذا النوع من الغناء.
الخمارى:
وتؤديها راقصة واحدة ترتدى عباءة تغطى جانبا من وجهها وتحنى فى أثناء الرقص بهدوء قامتها وترفعها بهدوء ثم تقوم بعدة خطوات إلى الوراء وهى تهز كتفيها.
السامرى:
هذه الأغنية والرقصة المصاحبة تؤديان أيضا عادة في حفلات الزفاف وينقسم فيها الفريق إلى قسمين أحدهما للعزف على الطبول والدفوف والآخر للغناء وترتدى من تؤدى الرقص « الثوب به نصف وجهها ثم تتحرك بخطوات » لتغطى إلى الأمام وإلى الخلف وهى تهز وسطها ثم تدور دورة ترفع بعدها الثوب عن رأسها ووجهها لتلوح بشعرها على أنغام الأغنية.
الفريسة:
وتؤدى هذه الرقصة فى الأعياد الوطنية والدينية، حيث تقوم فرقة محترفة مختصة بتقديمها فتتنكر امرأة بزى الرجال فترتدى الزبون والغترة والعقال والبشت ثم تدخل فى صندوق تم تحضيره على شكل حصان وقد زين بالأقمشة الملونة والخرز والحلى الذهبية، يثبت الصندوق على كتفى المرأة بواسطة حمالات كما تتنكر امرأتان أخريان بزى الرجال أيضا تحمل إحداهما مغزلا والأخرى سيفا لتصاحبانها فى الرقص.
يتحرك الحصان إلى اليمين والشمال وإلى الأمام والخلف، كما لو أنه يتجنب هجوم الرجلين الآخرين، فالرجل حامل السيف يحاول قتل الفارس، أما العجوز الذى يحمل مغزلا فهو ينتظر أ يموت الفارس وحامل السيف ليستولى على السيف وعلى الحصان، وتشجع المغنيات الفارس على النجاة بالعزف بقوة على الطبول والدفوف وهن يغنين.
العرضة البحرية:
كان للبحارة الكويتيين أغنياتهم الخاصة ذات الألحان المميزة الجميلة ومن أهمها العرضة البحرية فحين تقترب السفينة من شاطئ بعد أسابيع من إبحارها فى عرض البحر يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول وتؤدى أغنية على ظهر السفينة يؤديها مغن واحد يطلق عليه «نهام» وهناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة ويؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يطلق عليه (مرواس) ويقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها «زفان» ويؤدى الصوت فى التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة.
العرضة البرية:
هذه أغنية ورقصة حرب وسلام يدور فيها الرجال فى حلقة وهم يحملون السيوف بينما تقوم فرقة مختصة بالغناء والعزف على الطبول.
هناك أيضا نوع من الطقوس الدينية يرتبط به شكل من أشكال الحركة البسيطة و هو يسمى المالد:
ويؤدى فى المناسبات الدينية كمولد النبى الشريف (صلى الله عليه وسلم) وليلة الإسراء والمعراج تقدمه سيدة متدينة مختصة، أو رجل مختص ينشد نصوصا من السيرة النبوية الشريفة والمدائح ويرد عليه الحاضرون منشدين «حى الله» وفى نهاية بيت حيث ينحنون إلى الأمام مع كلمة «حى» ويعتدلون مع ترديد الله تؤدى هذه كل الأناشيد دون أدوات موسيقية وتكون عادة باللغة العربية الفصحى.
فى الإمارات العربية المتحدة
يشكل تراث الشعوب الحصيلة الإنسانية لكافة جوانب الحياة ومزايا تطورها ونموها فالتراث الشعبى لكل آمة وأى مجتمع هو ينبوع الثقافة والأصالة الذى يغذى الوعى القومى والمجتمعى لدى الفرد والجماعة فى المجتمع الواحد وهذا يتمثل فى منطقة الخليج العربى حيث تشترك شعوبها بمقومات وأسس اجتماعية وثقافية واحدة استمدت قوتها وعراقتها من تراث إسلامى عربى واحد وخضعت لمؤثرات حضارية مشتركة.
العيالة:
ومن الفنون الشعبية والتراثية الأصيلة فى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فن « العيالة» وهذا الفن يحتل مكان الصدارة بين كل فنون الخليج وسائر أرجاء الجزيرة العربية كلها وهى شكل من أشكال العرضة البريه أو النجدية المنتشرة فى بلاد الخليج العربى وان اختلفت الأسماء ألا أنها تحمل نفس المضمون تؤدى«العيالة» فى كل المناسبات الاجتماعية و الوطنية، كما يحرص المسؤولون فى دولة الإمارات على إبرازها و تقديمها أمام رؤساء الدول وكبار الزوار الذين يزورن الإمارات باعتبارها الفن المحلى الأكثر تجسيدا لتراث و خصائص ثقافة الدولة.
«والعيالة» فن عربى أصيل بل عريق فى أصالته ويصعب تحديد تاريخه وهى عبارة عن فن جماعى يتضمن رقصا وغناء جماعيا وتؤدى العيالة فى كل المناسبات الاجتماعية والوطنية والعيالة هى رقصة الحرب العربية أو بتعبير اصح رقصة الانتصار بعد الحرب، انتصار الشعب ودحره لعدوه وإخضاعه واستسلامه لذلك فان هذه الرقصة تجسد قيم الشجاعة والفروسية والبطولة والقوة ويشترك فى أداء العيالة الفرقة المحترفة والهواة أيضا من المدعوين والحضور وغالبا ما تكون فرقة العيالة مقصورة على العازفين على الطبول والدفوف والطويسات " آلات نحاسية " وبعض المنشدين والراقصين ويشاركهم فى الإنشاد والرقص بعض الحضور الذين يحبون ويعشقون هذا الفن العربى الأصيل.
وتعتبر رقصة العيالة التى تسمى بالعرضة فى دول الخليج الأخرى أو رقصة الحرب من أهم هذه الفنون التى تنثر عبق الماضى رغم مظاهر التقدم المنتشرة فى أرجاء الدولة وتعرض هذه الرقصة التقليدية من قبل فرق متخصصة أثناء حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة وتتضمن العيالة فنونا حركية وغنائية متنوعة فعدا العزف والرقص المصاحب للغناء الجماعى هناك إطلاق الأعيرة النارية والتلويح بالسيوف اللامعة والخناجر وكل ذلك فى عرض بديع للقوة والرجولة والفروسية وهى القيم المستمدة من حياة البداوة والصحراء وتؤدى الرقصة من خلال ثلاث مجموعات.
المجموعة الأولى: هى الفرقة المحترفة التى تقوم بالضرب على الطبول المختلفة الأشكال والدفوف «وهى آلات نحاسية» ومهمتها تقديم اللحن والإيقاع الحماسى المناسب للنص المؤدى ويرأس هذه الفرقة رجل يعلق على رقبته طبلة أسطوانية الشكل ذات وجهين وتسمى كاسر ويدق عليها بقوة كي يخرج منها ايقاع عالى.
المجموعة الثانية: فهى من الحضور ودورها هو الطواف بين الفرقتين فرقة العزف وفرقة الإنشاد والرقص فيطوف أفرادها بين الفرقتين بخيلاء وكبرياء وحماس ظاهر، ويمرون حول فرقة العزف وأمام فرقة الإنشاد والرقص الجماعى وهم ممسكون بالبنادق العادية والأوتوماتيكية أو المسدسات الكبيرة أو يلوحون بالسيوف وأثناء الطواف يقذف البعض بندقيته أو سيفه فى الهواء ثم يتلقفه بخفة ومهارة فائقتين وتصل براعتهم إلى حد التقاط البنادق من زنادها، كما يطلقون الأعيرة النارية طيلة أداء الرقصة كدليل على النخوة والتأهب للحرب.
المجموعة الثالثة وهى فرقة رقص وغناء جماعى تقف حول فرقتى العزف وحاملى البنادق والسيوف وتتكون من أربعة صفوف على شكل مربع أو من صفين متقابلين من الرجال الذين يحملون عصى الخيزران التى يلوحون بها فى الهواء بينما تتمايل فى الوسط فتيات يطلقن شعورهن بالهواء لتتحرك ذات اليمين وذات الشمال.ويختلف أداء رقصة «العيالة» عند البدو فى الإمارات عن أسلوب أداءها عند الحضر، ففى مناطق البادية تشارك الفتيات الرجال الرقص وتقول الروايات أن الأصل فى وقوف الفتيات اللاتى يتمايلن بشعورهن المفرودة أثناء رقصة العيالة واللاتى يسمين «النعاشات» يعود إلى أيام الحروب والغزوات عندما كانت الفتيات يخرجن من بيوتهن وينزعن أغطية رؤوسهن ليثرن حمية وحماسة الرجال للدفاع عن شرف القبيلة وعرضها) (15).
ويقول «سبران القبيسى» من «جمعية أبو ظبى للفنون الشعبية»: إن «العيالة» تمثل «الشجاعة والفروسية والبطولة والقوة العربية وهى الصدى والتأكيد للعصبية القبلية والوجدان القبلى، إنها رقصة الحرب العربية وانتصار الشعب ودحره لعدوه وإخضاعه ومن الأغانى التى تردد فى رقصة العيالة» سبحانك يا ربنا عليك اتكلنا، تنصرنا وتعزنا على القبائل، حتى العدو يهابنا.
فى سلطنة عمان
إن أول ما يلفت نظر غير العمانى، الذى يشاهد الفنون العمانية التقليدية، هو احتواؤها على عنصر الحركة فى أشكال عديدة.
وتتنوع مظاهر الحركة بارتباطها بالقالب الموسيقى وبدوره ووظيفته فى المجتمع. فدحد الحركة فى فن المالد من الفنون الدينية على سبيل المثال ملائمة للموقف الدينى الرزين كما هو شكلها فى الكويت، فنجد المشاركين فى فصل التوحيد يتحركون ويتمايلون بوقار يؤكد الانطباع الدينى. ولتأكيد عنصر الفرحة فى فنون السمر نجد الراقصين فى فن الربوبة مثلا يخطون برشاقة تامة مع سرعة الإيقاع الفرح، الذى تؤكده ضربات الطبول النشطة السريعة ولتأكيد جو الحزن تتحرك الراقصة فى فن الميدان من محافظة ظفار بخطوات ثقيلة على الإيقاع السباعى لتعبر عن مشاعرها الحزينة.
ويعتبر الرقص الحركى عنصرا هاما فى تكوين الفن العمانى التقليدى واستمرار اشتراك عنصر الرقص الحركى فى الفنون العمانية يؤكد استمرار توارثها الحضارى القديم وذلك لان معظم الحضارات القديمة كانت تربط العناصر الموسيقية كلها وإذا نظرنا إلى الفنون العمانية التقليدية نجد أنها ما زالت تحتفظ بهذه العناصر كوحدة متكاملة، لم تنفصل عن بعضها، وما زال الإيقاع يضم ويؤكد وحدة هذه العناصر بقوة.
والمدهش فى ذلك أيضا إن اشتراك الرقص الحركى بأنواعه المختلفة، لا يقتصر على منطقة أو محافظة معينة من السلطنة ولا يخلو جزء جغرافيا من اشتراك الحركة فى فنونه، فلا يخلو تصنيفا من الفنون العمانية التقليدية من الاشتراك الراقص فنحن لم نرى اتجاها كاملا يستغنى عن الحركة، بمعنى إننا لم نستطع إن نلغى مجموعة معينة من الفنون، لا يشرك الرقص الحركى بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد إن الحركة مشتركة فى كل من التصنيفات التالية:
فنون السيف: ومنها: فن «الرزحة»، «العيالة»، «الهبوت»..
الفنون الدينية: ومنها: فن «المائد» ..
فنون البحر: ومنها :فن «المديمة».. «الشوبانية»..
فنون البادية: ومنها: فن «المزيفينة»، «الرزفة البدوية».
فنون المناسبات الاجتماعية: ومنها فن «زفة المختون».
فنون التطبيب الشعبى: ومنها: فن «المكوارة»، «الليوا»، «الطنبورة»، «الزار.
فنون السمر والترويح: ومنها فن «الربابة»، «البرعة»، «الشرح»، «الحمبورة»، «سيروان النساء».
فى اليمن
يتمتع هذا البلد من الناحية التاريخية بأهمية استراتيجية نوعية جعلت منه إحدى الممالك القديمة المرموقة، كما أتاحت له فرص الاتصال بالإغريق والهنود والشرق الأقصى والمصريين والآشوريين والبابليين وشمال الجزيرة العربية وشرقها وسواحل أفريقيا الشرقية مما كان له عظيم الأثر فى جعل الثقافة اليمنية موضوع تفاعل خلاق مع ثقافات الآخرين. وقد انعكس هذا الملمح على الفولكلور، الذى يؤشر تنوعه الهائل من بين ما يؤشر، إلى تلك الحالة التفاعلية الإنسانية العظيمة، وهو ما يشكل مادة خصبة للبحث والدراسة.
فإذا توقفنا عند حضرموت على سبيل المثال فسنجد بأن هذا الجزء تميز بتعدد الرقصات بحكم اتساع مساحته ونجد بها خمسة انماط لرقصات حضرموت وهى: «الدحيفة»، «الغياضى»، «القطنى» «الهبش»، «الظاهرى».
تسمية الرقصة
تذكر المصادر ان التعريف اللغوى لهذه الرقصة من يدحف والمقصود بالدحف هو الاندفاع نحو الأمام ببطء أى بخطوات منظمة وغير مسرعة ولأن هذه الرقصة ترتكز فى الأساس على صفين متقابلين من الرجال والنساء حيث يتم تبادل الأشخاص للقصد شريطة أن يكون ذلك على لحن معين كل على حدة وكل صوت من هذه الرقصة يبدأ وتنتهى بالدحف والتقارب من كل جانب نحو الآخر حتى يلتقى الصفان فى وسط «المدارة» ولايزيد الصوت الواحد فى الغالب على نصف ساعة.. ينتهى ثم يعود مرة ثانية وهكذا حتى نهاية الرقصة اما نشأة هذه الرقصة فهى فى الحقيقة غير معروفة ولكن يؤكد البعض من ممارسى هذه الرقصة منذ اكثر من ستين عاما وان نشأتها تعود لاكثر من مئتى سنة.
طقوس الرقصة
(يسبق الرقصة غناء ... الذى يغنيه واحد او اثنان وفى النادر ثلاثة مع بعض وقد يطول الغناء اويقصر حسب وجود الشعراء ولعل من الشعر المحبذ هو النوع الخفيف الواضح والقصير ايضا وهو الغالب من لون الغزل ثم يختار المغنى القصيدة المناسبة للرقصة وليس شرطا ان تكون أخر قصيدة فى المواجهة بين الشعراء. وقبل بدء الرقصة يردد المغنى ومعه نخبة مختارة بصوت خفيف يصاحبه رقص خفيف ايضا بالكفين وليس ببعض القطع الخشبية كما فى بعض الرقصات.. ثم يتجهون الى النصف الآخر المقابل: «صف النساء» الذى يظل فى مكانه ويتم ترديد القصيدة عليهن حتى يقمن بحفظها كاملة بعدها يردد الرجال النصف الأول من القصيدة بينما يردد النساء النصف الثانى من القصيدة بعدها يفترق الصفان ويعود صف الرجال القهقرى وتبدأ الرقصة بعد أن يصبح الصفان متقابلين تفصلهما عن بعضهما بعضا المدارة وحينها يبدأ الأداء ولايصاحب رقصة الدحيفة من الآلات الموسيقية سوى الطبل الذى لايضرب عليه إلا مختص يجيد كيفية التعامل معه فيكون الضرب على الطبل بخفية وتناغم مما يضفى على الرقصة جمالا ويعطيها طابعها الخاص فيجعل الاداء متماسكا ومتناسقا. وعند بدء الرقصة يكون فى الغالب امرأة من صف النساء المقابل وثلاثة من الرجال يكون احدهم الى جانب المرأة ويستمرون بالدوران على أن يأخذ كل واحد منهم دورة بمحاذاة المرأة اثناء الدوران الذى يأخذ دورتين واحيانا ثلاث دورات والأخيرة يتم فيها مايسمى بالكسرة ولها حركة مميزة لابد ان تكون فى المكان الذى بدأ منه الدوران. بعد ذلك يتم اسبتدالهم بآخرين وهكذا دواليك حتى نهاية الصوت «الرقصة » وبالطبع فالألحان تختلف من صوت لآخر، وعند نهاية الصوت الذى فى الغالب لايزيد كما أسلفنا عن نصف ساعة يتوقف الدوران ويظل كل صف فى مكانه وهم يرددون الغناء ثم يبدأ صف الرجال يدحف فى اتجاه صف النساء المقابل بخطوات متتابعة ونغمات متسارعة فى حين تضرب الكفوف بعضها البعض وتضرب الاقدام الأرض الى ان يكون على مقربة من صف النساء حيث لايفصله عنه سوى متر واحد عندها يتم الرقص المتواصل والمكثف مع الغناء المتسارع بألية ملتزمة منظمة لعدة دقائق بعدها ينتهى الصوت « الرقصة» ويخلد الجميع للراحة وشرب الماء والشاى ويفصل بين الصوت والصوت الآخر حوالى عشر دقائق وقد تستمر الرقصة بأصواتها المتكررة من بعد العشاء وحتى وقت متأخر من الليل واحيانا حتى بزوغ الشمس) (16).
مشاركة النساء
ليس شرطا أساسيا ان تكون الرقصة لصف رجالى وصف نسوى إذ من الممكن ان يكون الصفان من الرجال وعند ممارسة النساء للرقصة بمفردهن وهذا نادر جدا فإن من الممكن القيام بها بصفين من النساء.
ونرى من هذا التنوع انه هناك العديد من العوامل الفنية العربية المشتركة من رقص وموسيقى وأداب وعادات وتقاليد امتزجت وانصهرت بين الثقافات العربية المختلفة ولكن على المستوى الشعبى وليس المستوى الرسمى.
ولعل الكاتب العربى الكبير محمد حسنين هيكل يصور هذا الواقع تصويرا حيا بقوله ان «الأمم الكبيرة تحيا لكي تتذكر، والأصح أنها تتذكر لكى تحيا، لان النسيان هو الموت او درجة من درجاته، فى حين ان التذكر يقظة، واليقظة حالة من عودة الوعى قد تكون تمهيدا لفكر ربما يتحول الى نية فعل، ثم الى فعل اذا استطاع ان يرتب لنفسه موعدا مع العقل والإرادة فى يوم قريب او بعيد، بمثل ما فعل المشروع الصهيونى على امتداد قرن كامل عاش نصفه مع الوعد، ونصفه الآخر مع تحقيق الوعد».
ولكى نستطيع أن نحقق آمالنا لابد من الخروج بعدد من التوصيات التى تساعدنا على الخروج من انعزالنا الثقافى والذاتية و الفردية التى نعيشها ألى أن نهتم بتراثنا الثقافى الذى يكمن بجوهره فى قيمنا وعاداتنا فدراسة تراثنا الشعبى تكشف لنا العناصر المشتركة كالتاريخ واللهجات والمعتقدات التى تربط بين البلاد العربية. وإذا وضعنا فى اعتبارنا نزوع الإنسانية إلى العالمية، أذن فمن واجبنا أن نمهد لهذا المبدأ الإنسانى السامى بنشر الفنون الشعبية العالمية، وترجمة حكايات الشعوب وقصصهم الشعبية و أمثالهم فالثقافة ملك للجميع ومن حق كل إنسان أن يتمتع بما أنتجته العقول الإنسانية .
التوصيات
- ضرورة تسجيل المفردات الحركية للرقص الشعبى العربى لمواجهة ما يسمى بحقوق الملكية الفكرية.
- ضرورة اهتمام المنظمة العربية للعلوم والثقافة بدعم وتنشيط وإنشاء المراكز المتخصصة فى علوم الفلكلور وترجمة أمهات الكتب التى تهتم بالفلكلور والتراث الشعبى لما له من اثر بالغ فى زيادة الروابط العربية المشتركة وتأصيل الثقافة.
- ضرورة إنشاء المراكز البحثية و المتاحف العامة المتخصصة فى الفولكلوريات وأيضا المتاحف الملحقة بالمراكز والمعاهد المتخصصة بعلوم الفولكلور.
- عقد المؤتمرات المنتظمة وإصدار الدوريات والكتب المتخصصة بشكل منتظم.
- دخول مواد علم المأثورات الشعبية «الفولكلور» فى برامج التدريس بالعديد من الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة. بجانب استحداث المناهج والبرامج البحثية لتدريس هذه المواد مما يؤدى إلى وجود أساتذة متخصصين وبالتالى سوف يؤدى ألى وجود أبحاث أكاديمية ذات مصداقية علمية.
- ضرورة الاهتمام بوجود العناصر القادرة على تحليل المادة الفلكلورية بأسس علميه سليمة وليس باجتهادات شخصيه بعيده عن الأسلوب العلمى.
- ضرورة دراسة الظواهر المصاحبة للرقص الشعبى من موسيقى وأزياء وأغانى وإكسسوارات وحلى ومعتقد دينى.
- ضرورة الأخذ بالأساليب العلمية الحديثة فى جمع وتحليل وتصنيف المادة الفولكلورية فى بيئتها الطبيعية.
- إنشاء أرشيف قومى لحفظ الفولكلور العربى البيئى من غناء ورقص وأغانى وأمثال شعبية.
- ضرورة الاهتمام بتطبيق الأبحاث والدراسات الأكاديمية وألاتظل حبيسة الأدراج لان تطبيقها سوف يساعد على فهم المزاج العام للشعوب وبالتالى سلوكه واحتياجاته وكذالك خصائصه الثقافية المشتركة مما يؤدى إلى رسم سياسات ومشروعات عامه مشتركة.
- ضرورة نشر الأبحاث والدراسات والرسائل العلمية الخاصة بالفلكلور الشعبى على الشبكة العالمية للمعلومات لتحقيق الاستفادة القصوى منها وتعريف المهتمين بتراثنا الثقافى.
- ضرورة إقامة مهرجانات للفنون الشعبية فى المناطق الثقافية المتميزة بالمنطقة العربية على غرار مهرجان الإسماعيلية بمصر.. ومهرجان بالأردن.. الجنادرية بالسعودية.. وجرش وقرطاج بتونس.. عملا على زيادة الروابط العربية.
- ضرورة تركيز المبدعين فى كافة المستويات على الخروج بأعمال تعتمد على عناصر من التراث الشعبى.
- إنشاء جمعية للفولكلوريين العرب.. وعقد ندوات ومؤتمرات علمية منتظمة.
- ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة لحفظ التراث والمأثور الشعبى.
- ضرورة إيجاد آلية للربط بين المراكز العربية المهتمة بالفولكلور، لما تؤديه الفنون الشعبية من دور هام فى تأصيل الثقافة الشعبية.
ولقد حان الوقت ان نعمل بقدر الإمكان على إبراز الطابع القومى للشعوب العربية من خلال الاهتمام بالكشف عن العناصر الثقافية المشتركة التى تربط البلاد العربية ببعضها البعض اخذين فى الاعتبار الاتجاه العالمى نحوعولمة كافة الأنشطة الإنسانية.. لذا فمن واجبنا آن نمهد لهذا المبدأ الإنسانى السامى بنشر تراثنا ومأثوراتنا.. ولكن بالقدر والكيف.. لا الكم.. الى جانب ضرورة أن نواكب العصر فى تقديمنا لمنتجنا الثقافى لجذب الأخر الى ثقافتنا.. وإقناعه بوجهات النظر العربية من واقع ثقافتنا.. فهذا ما نحن فى أمس الحاجة إليه الآن .
الهوامش
(1) علي القيم - مجلة دليل السائح - عدد أيار - حزيران 2005— سوريا. http://www.syriatourism.org
(2) شلدون تشيني، تاريخ المسرح في ثلاثة آلاف سنة، مكتبة الآداب ومطبعتها 1965 ص 66.
(3) 821.P.1964—U.SA Greece inAncient Dance Lawer—the .B Lilina
(4) " .. لعل أقدم كتابة عن " الزار " هو ما جاء في نبذة عن " الطب التجريبي " مقدمة إلى: ديوان علماء مصر بقلم
شافعي بك سنة 1896 ضمن مجموعة:
Egyptien pins a lus et presentes originaux travaux aux Memoires
com Macmillan The .Ork. New ,lslam animismon of influence the :Mzv,'emer Samuel
.235,236 .PP .1920 ,Pamy
(5) قصى الحسين - مجلة الفكر العربى - ص 84 - العدد 77— بيروت لبنان سصيف 1994 .
(6) احمد عيد - التصوف الإسلامى - ص 321 - القاهرة 1970 .
(7) الموقع الرسمى للطريقه على شبكة المعلومات الدوليه الانترنت
http://www.sammaniya.com
(8) صفوت كمال أفراح النوبة - مجلة الفنون الشعبية - يناير 1965 - ص 102
(9) هنى على ابو جعفر الرقص الشعبى النوبى رسالة ماجستير- أكاديمية الفنون - 1987 ص 33 - 34
(10) سمير جابر بشاى أنواع الرقص الشعبى فى مصر العربية
(11) الموقع الرسمى لمحافظة اسوان http://www.aswan-art.com
(12) واحات اليمامة» الواحات الأدبية» واحة الثراث الشعبي: http://www.alyamamanet.com
(13) سمر سعيد الرقصات الشعبية في محافظة الشرقية دراسة تحليلية - lO2u.a- 103
(14) علي القيم - مجلة دليل السائح - عدد أيار - حزيران 2005— سوريا. http://www.syriatourism.org
(15) وكالة رويترز للانباء- شبكة المعلومات الدولية الانترنت
(16) جابر على احمد شبكة المعلومات الدوليه الانترنت موقع: www.sabanews.net