فصلية علمية متخصصة
رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم
العدد
21

أغاني أطفال البحرين الشعبية

العدد 2 - أدب شعبي
أغاني أطفال البحرين الشعبية
كاتب من البحرين

 

فكرة التأسيس

1 - دور المؤسسات في الحفاظ على التراث الثقافي :

إذا تتبعنا مواكبة التطور الثقافي في البحرين، بوجه عام ، وجدنا الاهتمام  يتزايد أكثر بين فترة وأخرى ، ولعل المتصفح لتاريخ البحرين الثقافي يدرك العناية الفائقة لهذه التجربة الغنية والثرية . وهي حقيقة لا مِراء فيها، وليس للمرء إلا أن يفخر أمام هذا الاهتمام الذي يحظى، من عناية المواطن ، بالفكر والجهد والوجدان، ليشمل بذلك المحافظة على تراثه، والمأثور الشعبي بمختلف جوانبه منه على وجه الخصوص .

ويعد المأثور الشعبي، بخاصة المصدر الشفاهي منه، من أولويات المؤسسات الثقافية في البحرين ويرى فيه المعنيون قدرا من العناية والرعاية، بوصفه لا يقل أهمية عن مصادر التاريخ الأخرى التي تكون معرفة حاذقة في التكيف مع تطوير القدرة الفذة على العطاء والتواصل بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة. ولعل خير من يصور هذا التواصل قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام  في مملكة البحرين، هذا القطاع الذي من شأنه أن يرعى مجمل القضايا الثقافية العامة لإبراز مظاهر الأصالة وربطها براهن الحياة العامة للمجتمع وتوجهاته المستقبلية .

ولعل في هذه الندوة المخصصة “لأغاني الأطفال الشعبية” ما يعزز هذا التوجه ، مما يجعل هذا النسق الثقافي محل فخر واعتزاز ممن يهتم به ، بخاصة الأطفال الذين يُعتبرون مصدر إشعاع ، يكشف عن العلاقة بين الطفل والغناء ، أو بين الكلمة والنغم ؛ لذا خليق بقطاع الثقافة والتراث الوطني أن يلتفت إلى البراعم الفتية، وتحديدا في أهم شيء يخص أجواءهم الثقافية من خلال أغانيهم ، ومن ثم تعتبر هذه المبادرة شمعة أخرى تضاء في سماء أطفالنا في البحرين، وخطوة أساسية في جمع أغانيهم الشعبية في أرشيف خام يستند إليه المربون والدارسون، والراغبون في الانتفاع به، وتطويره بالقدر الميسر للحفاظ على بناء شخصية الطفل، وفق موروثنا الثقافي، وطموحات الأجيال تباعا .

وليس أدل على ذلك، اهتمام قطاع الثقافة والتراث الوطني، وبرعاية صاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البحرين المفدى، بإقامة مهرجان التراث الرابع عشر تحت شعار “أغاني الأطفال الشعبية”، وفي ذلك أكثر من معنى، لعل أهمها شعور رئيس لجنة مهرجان التراث، الوكيل المساعد للثقافة والتراث(سابقاً) الأستاذة مي بنت محمد آل خليفة، شعورها بالمسئولية الثقافية تجاه براعم المستقبل، فكان الاهتمام موفقا في اختيار محور الندوة بغرض إيجاد السبل لرعاية وتطوير هذا النوع من أشكال التعبير الشعبي لدى أطفالنا، بخاصة ما يتعلق بمطابقة اللفظ المدون منه وغير المدون مع الأداء المسموع الماثل في صدارة الأغنية ذات التعبير الشعبي المؤدّى بالتنغيم، والمتسمة في ذوقها وانفعالاتها بالميل إلى الإيقاع المقرون بتناغم الأصوات والحركات والكلمات في انسجام تام يعبر عن خلجات النفس في انفعالاتها ، وما يتعدى ذلك إلى الدور الحضاري بكل ما تعنيه مرامي الحضارة من قيم تعكس المجتمع في استمرار تكوين هويته، والمحافظة على سلامة هذا التكوين مع الأخذ في الاعتبار أن “ عملية الكتابة للطفل من أعظم المكاسب، في حال تحققت بالصورة المرجوة، فإننا نكون بذلك قد حققنا زرع بذرة التصور الخيالي الذي من شأنه أن يسهم في تشكيل مستقبل أبنائنا الثقافي والتفكيري، كما نكون أيضا قد قمنا بمسئوليتنا في إعدادهم وتنشئتهم بالوعي الثقافي المتوخى، وربما دلت التجارب على أن انحسار الكتاب الموجه للطفل بوجه عام مقابل ما ينتظره هذا الطفل منا  هو ما يشكل عائقا في نموه عندما يحدث التباعد بين ثقافته ومستويات تلقيه المعرفي، وبين المؤسسة التثقيفية التي لا تلبي طموحاته، كما تعجز عن فهمه ومراعاة ميوله، واكتشاف مواهبه1     

 

2 - أهمية الأغنية الشعبية في ثقافة البحرين :

إن التراث الشعبي ، والموروث الفني منه على وجه العموم، هو حصيلة تراكم حضاري، تسعى الأجيال الراهنة إلى غرس الالتزام بمعايير هذا النسق الحضاري وتأصيله في قيم أبنائنا من خلال التنشئة الثقافية السليمة بما في ذلك الطابع الغنائي في الثقافة الشعبية الذي يعتبر، بدوره، عاملا أساسيا من عوامل تنمية الفرد، إذ تؤدي الأغنية الشعبية دورا حاسما في بناء الشخصية الأصيلة، وتسهم في خلق تنشئته الاجتماعية, بخاصة لدى الأطفال, تراهن على سلامة مقوماتنا الثراثية، ومن ضمنها الأغنية الشعبية التي ستظل تواكب الأجيال، كونها تسهم في التعريف بالتاريخ الشفاهي للأمة، في حال نسيانه من الذاكرة الشعبية بفعل تطور الزمن وتعاقب الأجيال؛ لذا تولي المؤسسات  الثقافية والحركات الاجتماعية دورا فعالا في ثقافة البحرين بوصفها عاملا يتولى طريقة غرس الحس التراثي في الجيل الواعد والبراعم الفتية من خلال الأغنية الشعبية التي ما زالت تواكب دورة الحياة عند الإنسان منذ النشأة حين كانت العائلة تستقبل المولود الجديد، ومن خلال أغاني المهد كانت الأمهات يرتسمن قيم التربية والخلق الاجتماعي الصحيح التي يتوسمونها في المولود، وبالأغنية الشعبية كانت تتم مراسيم الاحتفال بتخرج الطفل من المطوّع ثم ترافق الأغنية الشعبية الطفل في لهوه البريء مع أترابه، وتصاحبه عند الذهاب إلى العمل فوق سفن الغوص، أو في الحقول.2

وإذا كان على المؤسسات الثقافية أن تولي اهتماما  متزايدا بشأن أغنية الطفل، فلأننا نرى في ذلك وسيلة فعالة للتنشئة الاجتماعية المستمدة من كون هذه الأغاني لها صفة التمايز بالدوافع التلقائية، على اعتبار أن البدايات الأولى لأغنية الطفل كانت عفوية من دون تأسيس منهجي ولا إرادي، وإنما كان يحركها الرغبة الملحة في التعبير عن خلجات النفس التلقائية .

وإذا كان للتلقائية دور في خلق أغنية الطفل فإن للحس الشعبي مكانته أيضا، ومن السهل أن نجد أغاني الطفولة توضح عمق هذا الحس الشعبي ، اعتقادا مني أن أغاني الأطفال إنما تصنع من أجل عموم الشريحة الاجتماعية، وليس من أجل نخبة من الأطفال، أو الصفوة الاجتماعية، ومن ثم تتميز أغنية الطفل في البحرين ـ شأنها في ذلك شأن أغاني الطفولة في المعمورة ـ بالبساطة، استجابة لرغبات واعية أطفالنا وذاكرتهم المهيأة للتقبل والاكتساب، ولما كان الطفل يمثل الكائن البسيط الذي لم يدخل معترك تعقيدات الحياة الاجتماعية بعد، فإننا نجد “ الأغنية الشعبية ” ذات تواصل وعقليته البسيطة، وإحساسه وعواطفه، وهو الأمر الذي يخلق اتصالا بين الطفل وروح المجتمع من خلال الأغنية الشعبية 3 .

وعلى الرغم من الأهمية التي توليها بعض المؤسسات بشأن بناء شخصية الطفل إلا أن حاجتنا ماسة أكثر إلى طلب المزيد من الجهد المتضافر لإبراز مكانة أدب الطفل بوجه عام، وإدراجه ضمن مواد ومقررات المؤسسات التعليمية حتى نقترب أكثر من عالم أطفالنا، ونتعرف إلى شخصياتهم بغرض استثمار طاقاتهم الكامنة، وإطلاق قواها الخلاقة في سبيل تحقيق غايات المنظومة الاجتماعية، أضف إلى ذلك أن المنظومة التربوية في العالم تهتم بتنمية الموارد البشرية وثرواتها، وتعبئة كل موارد المجتمع واستغلالها لتحصين فلذات أكبادنا حتى يستطيعوا أن ينتجوا للوطن ثروة العلم التي لا تزول .

 

تأصيل الأغنية الشعبية في

الطفل البحريني

 

أ ـ  بناء شخصية الطفل :

لا أحد يجهل الدراسات في مجال علاقة النغم بالطفل أنها قد أخذت تشق لنفسها طرقا متعددة ومتنوعة بهذا الاقتراب من عالم الطفل في جميع مجالات تفكيره وأحاسيسه؛ لذلك لن نبتعد عن الصواب إذا قلنا أن ملامسة الحاسة السمعية في الطفل وتدريبها على الذوق من شأنها تنمي فيه فن تركيب الصور الخيالية المتوافقة مع ميوله ورغباته . وتتميز حاسة الذوق لدى الطفل عندما يطرق جرس  الإيقاع “ آذان الأطفال منذ أيام المهد الأولى ” عن طريق ما يسمى بأغاني المهد، وأغاني الترقيص، حيث ينصت الأطفال إلى أصوات الأمهات اللواتي يغنين أغنيات ذات إيقاع رتيب في الغالب لتهدئة الأطفال وبث الطمأنينة في نفوسهم، وذر النوم في عيونهم ... وهي تتناول، في غالبيتها ، قيما ومفاهيم أخلاقية ، وآمالا ، وتخيلات حالمة ...وتبدأ حاسة السمع وظيفتها بعد أيام من ولادة الطفل...ويجد الأطفال لذة في تقليدهم لبعض الأصوات 4 ، وليس غريبا أمام تنوع هذه الأصوات أن يتأثر الطفل بشكل أو بآخر فيكتسب خصوصيات سمعية من خلال مراحل زمنية من عمره يكون لها الشأن في مستقبل حياته، فتتأسس بذلك شخصية الطفل عبر عملية الاكتساب، انطلاقا من المراحل اللغوية الأولى في حياته؛ لأن العالم الذي يعيش فيه الطفل هو عبارة عن بناء لغوي يعكس بالضرورة بناء في الشخصية .

ولعل السؤال المطروح لدى التربويين، هو إلى أي مدى تستطيع أغنية الأطفال أن تنمي شخصياتهم وقدرات التربية الجمالية فيهم ؟ وكيف يتم ذلك ؟ وللإجابة عن السؤال يقتضي منا معرفة استعمال الأطفال للروابط التي تجمع تفكيرهم وميولهم، وهو الأمر الذي يساعدنا على معرفة تعدد الذكاءات الثمانية التي حددتها النظريات النفسية الحديثة، ومن بين هذه الذكاءات ، الذكاء الموسيقي من خلال مجموعة من المؤشرات التي تجعل من الطفل لديه القابلية على التذوق السليم ومن ضمنها :

 هل يحب الطفل سماع الموسيقى ؟

وهل يقلـــد ألأصـــــــوات الــــلفظيــــة ؟

وهل يحفظ جملــة مـــن الأغانــــي ؟

 وغير ذلك من الأسئلة التي تصب في إمكان معرفة حاسة الذوق لدى الطفل ، والحال هذه لا أحد ينكر وجود الرابط السببي بين التربية والموسيقى، وهما محوران أساسيا لتنمية شخصية الطفل، وتغذية حسه الثقافي الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق نمو الطفل المتزايد، وهو ما ينعكس إيجابا على بناء الدعائم الأساسية لثقافة المجتمع .

إن القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة لدى الأطفال لا تتأتى إلا من خلال القدرة على التفكير المجرد، وقد يعد هذا من أهم سمات صقل الذكاء وتعدد وظائفه، ولعل التفاعل مع الحس الذوقي للسمع من خلال إيقاع النبر، ونغم الصوت في جرسه هو ما قد يسهم في تنمية حالة من حالات تعدد الذكاء، حيث يتعزز هذا الذكاء عند الأطفال الذين يستطيعون تذكر الألحان والتعرف على المقامات والإيقاعات، وهذا النوع من الأطفال يحب الاستماع إلى الموسيقى، وعندهم إحساس كبير للأصوات المحيطة بهم .5 

وبالأغنية الشعبية الهادفة نكوِّن أبناءَنا، وهي مبادرة مطلوبة، بخاصة من ذوي الشأن في تربية الأطفال، وذلك حتى نستطيع أن نربي، ونسهم في صقل شخصية أطفالنا، ونجعلهم أكثر قابلية للعطاء، جاعلين في الاعتبار الاهتمام بتزويد الطفل بهذه الأغاني الهادفة ضمن أصول وقيم اعتبارية معينة حتى تكون أداة فاعلة بتأثيراته، وناجعة في حياة أطفالنا ومستقبل ثقافتهم .

 

ب -  النغم والطفل :

تتفق جل الدراسات على أن أغاني الأطفال هي أسلوب فني من أساليب تنشئة الطفولة وتربيتهم وتكوين شخصيتهم، وبعبارة أخرى هي الصورة المعبرة بنبرة إيقاعية خفيفة، تخاطب الأطفال من حيث الاستجابة للأشكال التعبيرية والمضامين الفكرية الموجهة لهم، لصقل ملكاتهم، ومهاراتهم اللغوية، وتكوين الحس الجمالي لديهم .

وفي تقديرنا أن أغاني الأطفال هدف ووسيلة؛ أي أنها في حد ذاتها ممتعة، وسبيل لزرع المثل، وتقديم المعلومات، وإثارة الأفكار، بل هي وسيلة لتقريب الشعر للأطفال...وموسيقاها بالنسبة إلى الأذنين كالصورة للعينين ، والطفل يستغني عنهما رويدا، ويصبح قادرا على قراءة الكلمات دون حاجة إلى اللحن أو الصورة ... وإلى جانب ذلك فإن الموسيقى مطالبة بعدم إغفال الحركة الديناميكية التي يتمتع بها الطفل، وطابع الروح، وإعطاء الكلمة حجمها الصوتي ومكانتها، وتناوب الصوت والنغم، والغناء مع الأداء الموقع، مع مراعاة طابع البساطة في اللحن بما يكفل تصور المعنى والابتعاد عن التعارض وتوخي التكرار، وتجنب الألحان المعقدة، والسلالم والمقامات الصعبة، واستلهام الموسيقى العربية الأصيلة، وتبسيط ألحانها بما يكفل أداء موسيقيا متكافئا مع الكلمة ليعطي الأغنية الموجهة للطفل طابعها ويجعلها وسيطا موضوعيا لهدفين مزدوجين:

 

-  تربوي:  في إطار المران وإثراء الحس الموسيقي .

- وثقافي:  من خلال المعلومة، والقيمة، والفكرة التي يراد إيصالها،

فضلا عن دورها اللغوي الذي يمكن أن تلعبه بيسر وسهولة .6

والأنغام في أغاني الأطفال هي بدورها لغة ذوقية، لها معاييرها في الذوق، ترتفع بدرجة جودة النغم، وتهبط لتصبح أقل درجة بهبوط مستوى النغم؛ أي أن النغم كالأسلوب، وتحديدا، كأسلوب القصيدة، وإذا كان ذلك كذلك فإن أغنية الأطفال عبارة عن لغة النغم المحببة للطفل وأقربها إليه من بقية النشاطات الأخرى؛ أي إنها “ لغة النغم التي تتخذ لها شكلا فنيا خاصا من أشكال التعبير” أو هي شعر يتخذ من الأنغام بديلا عن الأطفال، فأنغام الموسيقى هي عبارات لحنية تنطوي على ما للكلمات من معانٍ، وعلى هذا فالموسيقى هي بناء أدبي يخاطب عقول الناس ومشاعرهم، فتتحرك له وتتأثر به.7 

 

التربية الجمالية في ضوء

الأغنية الشعبية

 

أ ـ دور الأغنية في تنمية الوعي الثقافي :

كثيرا ما نعتبر أغنية الأطفال أداة من أدوات التربية، إضافة إلى كونها وسيلة تعليمية من وسائل التعليم الأخرى، لما في ذلك من علاقة وطيدة بين الثقافة التربوية والموسيقى من حيث كون التربية الموسيقية تؤدي إلى إكساب قدرات معينة غير لفظية؛ الأمر الذي ينعكس إيجابا على ضرورة إنعاش قدرات الطفل الذهنية ، وتحقيق نموه المتكامل . أضف إلى ذلك أن النغم عند الأطفال في أغانيهم يشكل لديهم نوعا من اللعب والترفيه والمرح النفسي، تعبيرا عما يختلج في نفوسهم من انفعالات، فتلتحم بذلك صورة الحركة، من اللعب بالحركة، واللعب بالصوت في الأداء، واللعب بالنغم في شد الانتباه بالإيقاع، مما يكون لدى الطفل تربية جمالية لإثراء عالمه المادي والخيالي .

كما أن اللعب بوجه عام يعبر عن الحالة النفسية للطفل تعبيرا صادقا لما يمتاز به من صفات الحرية والتلقائية المصحوبة بالمتعة وهو يدفع الطفل إلى الاستمتاع والفحص والتنقيب والابتكار، ويكسبه الخبرة تلو الأخرى، ويسهم في نموه، ولهذا يعتبر اللعب وسيلة للنمو، وهو رمز للصحة النفسية السليمة8 على نحو ما نجده في أغنية “السبت سبمبوت”، وهي أغنية تؤدى في شكل رقصة من مجموعة من الفتيات9 يقفن على شكل دائري ويغنين هذه الأغنية، كما أنها تغنى أيضا من الأطفال الصبية وهم يلعبون بالكرة أحيانا حيث يقف الطفل أمام الحائط، وبيده كرة صغيرة يرمي بها إلى الحائط فترتد إليه فيتلقفها، ويكرر هذه العملية عدة مرات، وفي كل مرة يلقي فيها بالكرة يتلفظ بأحد هذه الأبيات :

 

السبت ... سبمبوت

والأحد ... عنكبوت

ولثنين ... بابين

والثلاثا ... منارة

والأربعا ... بشارة

والخميس ... ذبحنا إبليس

والجمعة ... عيدنا وعيد الرسول 10

 

ويبدو الإيقاع سهلا لدى كل متتبع لأغاني الأطفال من خلال ما تبينه هذه الأغنية في تفاعل الكلمة ، مع اللحن ، مع الحركة ، مما خلق نسيجا متكاملا في تناغم مطرد على نسق واحد ، وبصورة منتظمة حقق جمالية في إكساب جمالية نغمية في جرس الكلمات بالإضافة إلى جمالية الحركة، وهو ما يسعى إلى تحقيقه كل مؤلف لأغاني الأطفال، رغبة منه في تحقيق هذا التوازن بين الكلمة والنبرة والحركة بعيدا عن كل تعقيد .

ولما كانت هذه الأغنية تذكر أيام الأسبوع فإنها تشكل مصدر تثقيف للأطفال دون سن الخامسة ، تقريبا ، لمعرفة دورة أيام الأسبوع ، إلى جانب أنها مسلية، تبعث في نفوس الأطفال الفرح والمرح بعد التعب ، حيث تؤدَّى هذه الأغنية في بعض المناطق الأخرى من البحرين، غالبا ، بعد الانتهاء من تعلم القرآن وخروج الفتيات من (المعلم) أو (المطوّع) يتقافزن فرحا بإطلاقهن لكي يتسنى لهن اللعب ، فيرددن هذه الأغنية السباعية التي ترد فيها ذكر أيام ألأسبوع 11 ؛ إذ تعزز في الأطفال القيمة المعرفية لأيام الأسبوع والعلاقة بين أيام الذهاب إلى (المطوّع) ويوم الراحة المنتظر، جراء التعب .

ولعل الغرض من ذكر أيام الأسبوع في هذه الأغنية هو حشد الذاكرة ، وتسهيل عملية التذكر من خلال الإيقاع المصاحب الذي يعطي للطفل خبرات معرفية وتذوقية، وتنمي لديه ذاكرة موسيقية قادرة على التعامل الجمالي مع الموسيقى وما تقوم به هذه الموسيقى من تطوير ذكاء متعدد ومتكامل عند الطفل12، ومن الأغاني تنمي قدرة الذكاء عند الطفل كثيرة جدا ، نذكر منها على سبيل المثال هذه الأهزوجة التي تساعد الأطفال على تقوية ملكة الحفظ واستيعاب الترابط بين الأشياء :

 

حمامة نودي نودي

سلمي على سيّودي

سيّودي راح مكة

وييب ثياب عكة

ويحطهم في صندوقي

صندوقي ما له مفتاح

والمفتاح عند الحداد

والحداد يبي فلوس

والفلوس عند العروس

والعروس تبي رجل

والرجل يبي عيال

والعيال يبون حليب

والحليب عند البقر

والبقر يبون حشيش

والحشيش فوق الجبل

والجبل يبي مطر

والمطر عند الله13

 

والملاحظ في هذه الأغنية أنها أقرب إلى الطفل بمخاطبة الإحساس والفكر، ولِما تتضمنه من مضمون تعليمي حين جعل من نبر الكلمات ـ وفي تنوعها ـ تقوم على نغمات متساوقة . وليس تسهيل اللحن في إيقاع هذه الأغنية إلا بمثابة انعكاس على شحذ وصقل ذاكرة الطفل، وفي هذا نوع من التثقيف لا يقل أهمية بمردود الأغنية التربوي على طرائق التعليم والتلقين الأخرى .

 

ب - دور أغنيــــة الطفـــل فــــي الطــاقــــة الإبـــداعية :

إن معايير التزام الطاقة الإبداعية وغرس قيمها في الطفل يعد من الثوابت في تأسيس تنشئة اجتماعية قادرة على التفكير السليم في مضمون بناء الشخصية الإبداعية وإكسابها للبراعم الفتية؛ لأن ما يتلقاه الطفل من خبرات في مراحل حياته الأولى يسهم في تكوين حسه الإبداعي وميله إلى الخلق، بعد أن ننمي فيه روح المبادرة، والأغنية الشعبية جزء من هذا التواصل، بل هي خير دافع نستقي منه انطلاقة الطفل الإبداعية بوصفها أقرب إليهم، وأكثر ما يعكس واقع حياتهم ، ولأنها تساعدهم على تنمية مدركاتهم، “ إذ يمكن بواسطتها استثارة أعمق الانفعالات الإنسانية في أنفس الأطفال لتفتح في قلوبهم الغَضّة قابلية التأثر والاستجابة لمختلف ظواهر الحياة المحيطة بهم بشكل أوسع وأعمق، ولتجعل مشاعرهم أغنى وأنبل، وأنور وأرق14 الأمر الذي يستثير فيه فكرة التساوق والتناغم بين الأشياء ووضع الأمور بحسب ما يقتضيه الحال عن طريق احترام الحدود، والمعرفة بدقائق الأمور، والوقوف عند الفواصل في تراكيبها الصغيرة منذ نعومة أظفاره حتى يعزز في الطفل  حاسة الذوق وإبراز الموهبة .

لذا، كان من الطبيعي أن يغلب على طابع الحرص في إبراز الموهبة على أغنية الأطفال الشعبية التي تتجلى في كونها وسيلة تربوية وحضاريــــة لتغذيـــــة عقـــل الطفــــل ووجـــدانــــه بأفكار ومشاعر وسلوك، تعده ليكون إنسانا مؤهلا لتحمل مسئوليته في المستقبل ، معتمدا على ذاته، قادرا على تخطي صعوبات الحياة ومشكلاتها15، والأغاني في هذا المجال كثيرة، يمكن الاستشهاد بهذه الأغنية التي تعبر عن غياب الأب أو أحد أفراد العائلة في رحلته إلى البحر، والخطر المحدق بهم، فيشتد الشوق بالأطفال إلى ذويهم، وليس أمامهم إلا إطلاق عواطفهم الجياشة، معبرين عن أسرارهم بعودة من غادرهم إلى الغوص في هذه الأغنية التي تكشف، بحق، عن التأمل والتضرع إلى الله حيث لا سبيل غير الدعاء والابتهال ، كما جاء في الأهزوجة16:

 

توب17 توب يا بحر

أربعة18 والخامس دخل

يا نوخذاهم19 لا تصلب عليهم

ترى البحر بارد وغصب عليهم20

ترى21حبال الغوص ، قطع يديهم

يا ليتني غيمة22  وأظلل عليهم

توب توب يا بحر23

 

لقد ربطت هذه الأغنية علاقة وطيدة بين ألأقارب والبحر، والرزق، في وظيفة ما اصطلح عليه بالغوص إما في صورة العطاء والسخاء، أو في صورة الغدر والهلاك “وكان من النتاج الطبيعي لمجتمع الغوص ، انتظام العمل وعملية الإنتاج، وبالتالي بروز الغناء المصاحب لطقوس هذا العمل الذي يعد أحد مستلزماته الهامة والعامل الأساس لاستمراريته24. ومهما كانت نتيجة الغوص فإن عامل الانتظار يغمر حياة الأفراد الذين يجدون أنفسهم منقادين إلى الأمل في كل شيء، في الشوق إلى الأحبة ، في النجاة، في الرزق، وهو ما تعبر عنه مثل هذه الأغنية :

“ توب  توب يا بحر” والتي يتجلى في محتوياتها الأمل في طقوس الاحتفال بالعودة الظافرة، وسلوكيات الترقب في واقع يعيش معنى المستحيل، ومعنى التجربة :

 

توب    توب  يا بحر

أربعة والخامس دخل

 

ألا يمكن أن يشكل هذا الحيز الزمني، الممتد إلى أكثر من أربعة أشهر ـ في رحلة الغوص وما يحتويه من صعاب ـ  معاني مفتوحة على التحدي الذي تستمد منه تجربة الغواص ما يسمح له بمواجهة الحياة أو الموت .

إن ترديد هذه الأغنية من الأبناء، والبنات، والأخوة، والأخوات سيقودنا إلى اكتشاف لغة التأمل في الانتظار، حتى ولو كان ذلك دون دراية من الأطفال وهم يغنون هذه الأغنية، لكنهم حتما، يدركون معناها تباعا؛ لأنهم يشعرون دواما بوجودهم أمام هذا الوضع بوصفه تهديدا لوجودهم، لذلك يأتي ترديد الأغنية من الأطفال ليشكل الإجراء التعويضي للمشاركة الجماعية قصد التوصل إلى استمالة أهالي وأقارب الغواص بالترقب الذي يشع بداخله الكل، أملا في عودة ذويهم، ومن ثم تكون هذه الأغنية ـ وغيرها كثير في هذا المجال ـ بمثابة منفذ لمخيال الأطفال الذي يقدم نفسه كجرعة أمل مما يحاصره، وتشكل الأغنية في هذه الحالة اختزال تجربة مريرة على الرغم من أدائها ، وكأنها في مظهر طبيعي من الغناء المصاحب لحركة المرح من دائرة البنات وهن يستجبن في ابتهاج للتصفيق والحركة المعبرة عن النشاط، غير مكترثات بمضمون ما تحتويه الأغنية من دلالات ترسم صورة الغوص الذي تحكمه ثنائية ضدية بين العودة واللاعودة التي تكشفها عملية الانتظار المعبر عنها في هذه الأغنية الهادفة، وكونها هادفة؛ لأن صاحب الأغنية يريد منها أن تثير الأفكار وتقرب الأطفال من الإحساس بالتأمل، وهي بهذا الشكل يكون لها هدف “ويجدر بنا ألا نحد من ذيوعها وانتشارها”، بل علينا أن نعمد إلى ذلك بكل السبل، غير أنه في مقدورنا استثمار الأغنية كوسيلة تربوية وتعليمية، شريطة ألا تبدو كذلك، بل يجدر بنا أن تفعل ذلك بأسلوب غير مباشر، وإلا نفرْنا الأطفال منها وضاع الهدف من كونها أغنية، ولم تحقق ذاتها كوسيلة وأسلوب...إننا بحاجة إلى مقدرة فائقة لكي تجمع الأغنية بين أمرين معا: أن تكون ممتعة كأغنية ، ولها دورها التربوي والتعليمي25. حتى تسهم في تفتح قريحتهم الإبداعية، وتجعل منهم قادرين على التصور من خلال صقل الذاكرة واستخدامها بالشكل المناسب والتوجه السليم. أضف إلى ذلك أنه لا يجب أن نعزل هذا الهدف عن سياق الأهداف الأخرى التي توضع في مجملها بشبكة من العلاقات التربوية والتعليمية والذوقية والإبداعية، كلها تدخل ضمن سياق إكساب الطفل ملكة التكوين بوصفها قدرة باطنية تجعل الطفل يستحسن الاعتماد على الذات التي تنطلق بالأساس من تعويد فكره رويدا رويدا على مبادرة الاستدلال المؤدي إلى الاستنتاج الذاتي .

 

خصائص أغنية الأطفال الشعبية

 

أ ـ القيمة الأسلوبية :

 لا أحد ينكر أن الوسيلة التعبيرية في أدب الأطفال بوجه عام هي الأكثر قدرة على تنمية فكر الطفل وإظهار رغبته في التواصل مع هذا الأسلوب دون ذاك حسب تفاوت تقريب الشيء إليه، ومن ثم فإن عملية استجابة الطفل لهذا الأسلوب أو ذاك ينبغي أن تكون في منتهى الدقة والحرص على تبسيط اللغة بقدر تفاوت الأعمار وتفاوت الموضوعات، وفي هذه الحالة يقتضي من مؤلف أدب الأطفال ـ والأغنية منه على وجه الخصوص ـ أن يراعي حمولة الإحساس الذوقي وشحنة الانفعال لدى الأطفال بحسب تفاوت مستوياتهم حتى نكسب عملية “ التأثر والتأثير” في الطفل،أي يتأثر بكلمات هذه الأغنية ، وكيف يؤثر بأدائه لها في غيره.

إننا حين نتحدث عن الأسلوب هنا، لا نعني به أسلوب نص الأغنية في بلاغته ، ودقته اللغوية المتناهية ، فذاك من شأن النص الأدبي ودراسته وفق معايير الأساليب البلاغية ، أن ما نقصده هنا، هو وضع أسلوب الأغنية من حيث بناء الكلمات استجابة لتركيبة ذوق الأطفال، هذه الاستجابة التي تجد نفسها في صياغة كلمات وجمل الأشياء والظواهر التي تحيط به، ومتى وجد الطفل نفسه في ذلك، وجد أيضا ما يوقظ مشاعره النبيلة ، ومن ثم تفاعل مع سجيته الطبيعية من خلال تقديم الأسلوب التعبيري المنتقى الذي من شأنه يقرب طبيعة مضمون نص الأغنية؛ لأن طبيعة المضمون تفرض في العادة جانبا من طبيعة الأسلوب، وفي كل حالة ينبغي أن نجد وحدة بين المضمون وبين الأسلوب ... لاستجلاء الأفكار والمفاهيم، وإمتاع الأطفال وتسليتهم وإبعاد الاكتئاب والتشاؤم والاستسلام عن أنفسهم وتفتيح أذهانهم على أمال رحيبة وتوكيد ثقتهم بأنفسهم في صياغة أنيقة جذابة عبر لغة سليمة سهلة26. تتصف بالوضوح والبساطة، على نحو ما تبينه هذه الأغنية التي تقال في مجموعة فتيات في صفوف متراصة ـ وإما صفان متقابلان ، أو صف واحدـ وهن يتمايلن يمينا ويسارا، ويرددن الأغنية الآتية27:

 

رعاص الحمضة ... رعاص

كلت ولدها ...      رعاص

سوته مقلي ...     رعاص

رعاص الحمضة ...رعاص

 

جاءت هذه الأغنية كأنها ملحنة تلقائيا، ومن خلال النظرة الأولى ، لكونها تتميز بأسلوب موسيقي وغنائي فرضته الكلمات في جرسها وترتيبها ، وقد جاءت على نمط الموازنة والمواءمة في قسيمين ، ضم القسيم الأول فحوى الرسالة المراد توصيلها ، بينما ضم القسيم الثاني لازمة من إحدى كلمات الشطر الأول لتكون جرْسا موسيقيا خاصا وحّد بين ثنائية ( الرسالة ) في الشطر الأول ، ولازمة الشطر الثاني ( رعاص ) بقسيمين متقابلين في الإيقاع النفسي ، في حين يشكل كل شطر توازنا إيقاعيا خاصا به من حيث السياق والأداء والكلمات، سواء أكان ذلك في التركيبة الخارجية في تساوي الكلمات ، أم من حيث التركيبة الداخلية للنغم الصوتي في تموجاته ونبرات أدائه ، والتفاعل معه بالحركة التي لا يمكن أن نغفلها في مثل هذه الأغنية التي تغنى من الأطفال، بخاصة البنات، في شكل دائري جماعي، فيتم بذلك الهدف المتوخى لتذوق الأغنية من خلال التزاوج بين الكلمة السهلة واللحن المستنتج من عذوبة نبر الكلمات ، فيمتزج بذلك الغناء باللعب ليؤدي وظيفة إنضاج الموهبة، والإحساس بنشوة الفرح مع من يلعب ويمرح ، ويغني، ويدخل في إطار ذلك كون موسيقى الطفل أداة تطبع ضمائر الأطفال وأمزجتهم بطابع فني ، وتنمي إحساسهم بالجمال، وتهيئ الفرص  لحسن استخدام أوقات الفراغ، واكتشاف الإمكانات والطاقات، وحين يشارك الطفل في الأغاني الجماعية فإنه يكتسب شعورا بكيانه كوحدة لها دورها في الجماعة، يضاف إلى ذلك أن الموسيقى تشيع البهجة في نفوس الأطفال وتشبع ميلهم إلى الإيقاع والحركة وتثري خيالاتهم، وتزود قوة تعبيرهم الأدبي واللغوي 28

ولا يخفى على كل متلقٍ  فرحته وهو يرى أو يستمع إلى تجاوب الأطفال مع كلمات هذه الأغنية أو تلك لما في ذلك من ارتباط بين صدق الكلمات ونبر الإيقاع ، وهو ما يحفز كل مؤلف لأدب الأطفال ، وللأغنية على وجه التحديد أن يجعل منها متعاضدة ومتماسكة في الرغبة والاحتياجات، وكأنه بذلك أراد أن يشكل وحدة عضوية بين رغبة الطفل وإشباع حاسة الذوق لديه ، وحاجته إلى ما يحقق طموحه في اللعب ، وإمكان ما يكتسبه من لغة ، وهي عوامل تسهم في خلق ضفيرة عضوية أساسها شد انتباه الطفل بالأغنية، بوصفه مادة تجلبه إلى الترفيه والتثقيف والتربية ، وهي كلها عناصر تكفل له التميّز إن هو تلقاها بأسلوب سليم كما في أغنية “لومية خضرة” التي تبتكر لحنها من تلقاء نفسها لما في ذلك من ترابط في التوزيع بين الكلمة الصادقة والأسلوب الذي يحكم تصفيف الكلمات، مع وقع الحركات المصاحبة لهذه الأغنية29:  

 

لومية خضرة

في يد عبد الرحمن

يقشرها عبد الله

اُو ياكلها سلمان

سلمان يا بو شيخة30

يا ملقط الحوّيت31

ايلقطه في قلالي32

ويبيعه في لكويت

كل العرب تحنو33

حطو على طرقين34 

وأنا يا لبنيو واحد35

ولا صبغ لي زين

لروح بيت أبوي

واحط لي العشرة

وأحرّ مرت أبويه36

أم ويه الخنفرة 37

والأغنية على بساطتها تطرح فكرة اجتماعية كثيرا ما تعاني منها بعض الأسر، بخاصة ما يتعرض له اليتامى من الأم، وما تقوم به زوجة الأب، فكانت هذه الأغنية لتعبر عن صعوبة خلق دافعية الروح الاجتماعية المعبر عن نفسها بعفوية تقتضيها الحاجة إلى الترويح عن النفس ؛ الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن أغنية الطفل، على وجه التحديد، والأغنية الشعبية بوجه عام ضمن هذا السياق هي أقرب ما تكون متصلة بروح المجتمع في مكوناته الثقافية التي تعكسها طبيعة كل مجتمع ، وهو ما يتميز به الموروث الثقافي لكل أمة .

وعلى هذا الأساس يقتضي من مؤلف أغنية الطفل الشعبية أن تكون ـ في جزء منها ـ معبرة عن روح المجتمع، وتعكس طبيعته من حيث  استخدامها “ اللحن الشعبي الذي يثير العواطف والمشاعر ، فهي “ أي الأغنية” لا تخاطب العقل، وإنما تتفاعل مع الحس العامي البسيط، ومن ثم نجد أنها الأكثر تأثيرا في عالم الطفل الذي قد تستند حركاته وتفاعله  مع أنغام أو تفاعلات هذه الأغنية، وأيضا لأن الجوانب العاطفية والشاعرية هي الجوانب الأخرى في الطفل، ومن ثم تكون الأغنية الشعبية مرتبطة بروح الطفل وروح المجتمع38”، وبالموازاة مع هذه القيم المعنوية لا بد أن تصاحبها قيم تعبيرية من شأنها أن تكون في صياغتها قريبة من أسلوب الأطفال حتى لا يشعر الطفل وكأنه يحمل مشقة في محاولة الفهم والاستنتاج ، “وإذا كان من الضروري أن نستوقف أذهان الأطفال عند كثير من القيم والمفاهيم والأفكار من خلال مضمون هذه المادة أو تلك، فإن هذا حيال الأسلوب غير جائز لأننا لا نريد لطفل أن يقف محتارا أمام الكلمات والتراكيب ليسأل نفسه عن معانيها.. ومن يضمن لنا أن يتساءل الأطفال مثل ذلك التساؤل !. كما لا نريد أن يبدد الأطفال وقتا في الوقوف عند الكلمات والتراكيب ، ذلك الوقوف الذي كثيرا ما يذهب بمتعة الطفل ، وربما ينسيه الأفكار التي نريد لها أن تتضح أمام ذهنه ومخيلته39”.  ولعل خير ما يمكن التمثيل له بهذه الأغنية التي يطلق عليها “أهزوجة القرقاعون”للأولاد حيث كانت كلماتها في متناول الأولاد وبنغم على وتيرة واحدة ، وتنشد هذه الأغنية غالبا في فريقين، يقوم الفريق الأول بأداء فقرة، ويرد عليه الفريق الآخر بفقرة أخرى :

 

الفريق الأول                    الفريق الثاني

       سلـــم ولدهــم               يا الله

      وتخليــه لامــه                        يا الله

      وييــب المكــده                               يا الله

  وحطهـا في كم أمه              يا الله

    يا شفيع الأمة                         اتخلي ولدهم لأمه

     وييــب المكــده                       ويحطها في كم أمه40 .

 

صورة الإيقاع :

غالبا ما يظهر الأطفال تذوقهم الموسيقي في بداية حياتهم، منذ أن كانت الأم تداعب ابنها بدندنات خاصة بحسب الموقف الذي تتعرض له مع ابنها، إما للنوم، أو للمشي، أو للعب معه، أو لإسكاته عند الضرورة، كما في هذه الأغنية التي تنشدها مَنْ تخلف الأم بعد غيابها عن ابنها لحاجة ما ، فتقوم من تنوب عنها بإنشاد هذه الأغنية، رغبة في إطرابه وتلهيته ، وغالبا ما يستجيب الطفل لهذا الإيقاع لكونه مقرونا بحركة مسح كفها بكف الطفل وهي تقول :

 

السباح اللباح

بيض مقشر ما ينفاح

السلة والدلة والمسباح

 

ثم تقوم بثني أصابع الطفل إلى الداخل واحدا تلو الآخر وهي تقول له مع كل أصبع تثنيه :

 

هذي أمك

هذي أبوك

هذي أختك

 

وعندما تنتهي من ثني الأصابع الخمسة وتضم يد الطفل في قبضة واحدة، تقوم بتمرير أصابعها بخفة على ذراع الطفل من كفه حتى إبطه ، وهي تقول “ ياتك الدبابة تمشي تمشي وانخشت اهني” وتدغدغه في إبطه ، وهكذا ينفجر الطفل ضاحكا ، ويكف عن البكاء ، ثم يعيد الكرة من جديد، وهكذا 41 .

وقبل ذلك فإن علاقة الطفل بالموسيقى هي علاقة طبيعية يتحسسها منذ أن كان في بطن أمه ، حيث إنه أول ما يحس به هو الإيقاع المنتظم الصادر من ضربات قلبها... يتفاعل تفاعلا كليا مع هذه الإيقاعات المستمرة، كما أن الترنيمات الموسيقية التي تشدو بها الأم أثناء ترديدها لبعض الأغاني أثناء الحمل تصل إلى حس الجنين ويتآلف معها .. والطفل منذ نعومة أظفاره يحتاج إلى الحنان بكل مظاهره، فما تُسمعه الأم للطفل من الأغاني الشجية من حيث اللفظ والمعنى والتنغيم عند تنويمه أو عند مداعبته يقرب شعور الطفل بأمه، لما تحدثه هذه الأغاني من تأثير مباشر في مخيلته42؛ لذا فهم يتذوقون نبر الإيقاع منذ سن المهد إلى أن يصلوا إلى سن التميّز ليتفاعلوا مع الأغنية في جماعات ينشدون ويرقصون ، معبرين عن فرحتهم . وقد أظهرت الدراسات النفسية أن الطفل ينشأ وفي داخله حس من الإيقاع خاصة في بداية حياته عندما يتحدث بأصبعه، وكأنه يعمل إيقاعات معينة دون وعي منه ثم يكبر معه هذا الإيقاع حينما يقلد أصوات الحيوانات وبعض الآلات ويطرب لزقزقة العصافير، هذا وغيره كثير ، مما يكون في الطفل نوعا من الإيقاع يفترض تنميته واستثماره في الطفل على نحو ما تعبر عنه هذه المقطوعة بلحنها الدافئ  بعنوان “ يمغيزلي فرّيته ” وغالبا ما كانت تغنى في الشتاء ، وبعد سقوط المطر، فيعقبه إشراقة شمس ، حينذاك يسعد الأطفال مبتهجين بتحسن الجو، فيخرجون إلى الشوارع ويتجمعون في مكان دافئ أمام أشعة الشمس، مرددين هذه الأغنية بكل مرح وتفاؤل على نحو ما جاء في هذه الأغنية43 :

 

يمغيزلي فرّيته44

تحت الردا45 خشيته

جا خالي ما راويته

بس التفق46 والناكٌََُّّة47

واعصية التفاكَُّة

تتفق عل محيمحة

محيمحة يم الكٌَُّبكٌَُّب 48

والكٌَُّبكٌَُّب فيه دريدشة

دريدشة الشويلة

ما يلعبون الليلة

الليلة عرس احفيضة

احفيضة يالمجنونة

تاكل فار بعيونه49

 

وإذا كانت هذه الأغنية تثير في الأطفال الحماس بوقع الإيقاع الخفيف في ترديده وتكراره على الرغم من اختلاف الكلمات والجمل، فلأن ذلك يعد تعبيرا عن انفعالاتهم سواء من خلال التأثير الإيقاعي أو ترديد الكلمات البسيطة وما تحتويه من معانٍٍ، أو من خلال إشباع حاسة الذوق لديهم؛ لذا ينبغي مراعاة نغم الأغنية وتنمية مقدرتهم الذوقية بالاهتمام بموسيقى الكلمات في انسجام بعضها ببعض “ لأن إبراز هذه القدرة يتوقف على ما يستمع إليه ( الطفل) في صغره، حيث إن ذاكرة الطفل الفتية تسجل على السواء اللحن الجميل واللحن الرديء بغير تمييز؛ لذا كان من الأهمية بمكان إشباعه بالموسيقى الطيبة حتى يصبح ذا ذوق جميل50” ، أضف إلى ذلك أن هذه الميزة من شأنها أن تسهم في تزايد معرفة الطفل بالموسيقى والثروة اللغوية، فجاءت كلمات الأغنية ملحنة تلقائيا بإيقاع نبر الكلمات،كما هو الشأن في أغنية “بت البدوي”51

 

     بت البدوي اي والله

     راحت تدوي         اي والله

     ما دواها     اي والله

     رجل اصباها         اي والله

     او راحت العين       اي والله

     وجت حملانة        اي والله

     من حملها   اي والله

     سيد محفوظ           اي والله

 

ويتبع إيقاع الأغنية إيقاع الحركة الموازية التي يؤديها الطفل للتعبير عن نمو حسه الباطن بالنغم، وعلى ناظم الأغنية بخاصة في سن المراحل الأولى من حياة الطفل أن يراعي جانب الطرب بين الكلمة والحركة والنبرة في صورة موحدة ذات علاقة خاصة، من شأنها أن تدخل المرح عند الأطفال كما  تدخل المسرة في نفوسهم من خلال نشاطات حركية بدنية إيقاعية تؤدى جماعيا وانفراديا بصيغة ألعاب ورقصات بسيطة بتشكيلات مختلفة وحلقات ومربعات وطابور الأطفال، يتحركون الواحد تلو الآخر، يشكل كل ذلك جزءا من الخبرة الإيقاعية الكائنة في مشية الأطفال وركضهم وقفزهم وتمايلهم وانحناءاتهم واستخدام تلك الحركات لمحاكاة كلمة أو إيقاع أو أغنية أو قصة ، وبذلك فهي تعكس أحيانا علاقتها الخاصة بكل كلمة (أو بكل مقطع من الكلمة)، ومن ناحية أخرى فهي استجابة إيقاعية عامة للنبض52 على نحو ما نلمسه في أغنية “ أمي تناديني ” التي تقال في لعبة خاصة بالبنات عندما يتجمعن في شكل دائري، وكل واحدة تمسك بالأخرى، وتعم فرحتهن في أثناء أداء هذه الأغنية 53:

 

  أمي تنادينــي 

تبـي اتحنينــــي

في ملة الصيني

 صيني على صيـني

 يا ربي تعطيني

 واروح بيــت اللـه

أشوف رسول الله

 واشوف الطير الخضر

قاعد على البمبره54

 يا رب تكسر ظهـره

 

ولعل أبرز ما يميز هذه الأغنية بعد اللحن المؤثر هو تعزيز السمات الثقافية في مجتمع البحرين، وزرعها في الأطفال منذ الصغر، فصورة الحناء التي تتزين بها المرأة الخليجية بوجه عام ، والبنات على وجه الخصوص حينما يتخضبن بالحناء، والتي أصبحت في نظرهن تعد من بدائل الزينة، إضافة إلى كونها ـ بحسب بعض المعتقدات الشعبية ـ غذاء للبدن والروح معاً ، كما أنها تجلب الحظ للبنت غير المتزوجة، هذا ناهيك عن فوائدها التي يقال عنها إنها تستعمل في علاج بعض الأورام والقروح ؛ لهذاـ وغيره كثير ـ تمثل صورة التخضب بالحناء زينة وفأل خير، ونعمة وشفاء، لذلك يكون من الصعب إهمالها في ثقافة المجتمع العربي، والخليجي منه على وجه الخصوص، وما هذه الأغنية إلا دلالة على كونها جزءا من رصيد ثقافي ينبغي الحفاظ عليه وتوريثه .

وتأتي أغنية “قوم ياشويب لتجسد اكتمال الطفولة” وهي تمثل ارتباطا وثيقا بين البنات والأولاد ، في أغنية واحدة، تمتزج بواقع مرح الطفولة حيث يبعث فيهم هذا المرح قوة الأمل، كما تعتبر هذه الأغنية من الأغاني القليلة التي يختلط في أدائها ـ باللعب ـ البنات مع الأولاد، يكتسبون من خلالها السبيل إلى التعاضد والتكاتف، نحو تفهم مشكلات الحياة ، وتوجههم نحو توسيع مدى علاقة كل منهما بالآخر، هذه العلاقة التي من شأنها أن ترسب فيهم أهم عوامل التكيف، وفي مثل هذه الحال تكون الأغنية هنا وكأنها تؤدي وظيفة تربوية ، وتعليمية ، واجتماعية نتيجة تفاعل الأطفال من كلا الجنسين فيما بينهم ، تقول الأغنية55:

 

المجموعة الأولى :

 

قوم ياشويب         قوم ياشويب       عن التنور

 

الشايــب :

 سري عايب            سري عايب       ما قدر أقوم

 

الشايب                     المجموعة

يت عند هذا               هي والله

عطاني محبس            هي والله

ضاع في الملعب                   هي والله

وآنه العب                           هي والله

يت عند هذا               هي والله

عطاني خاتم               هي والله

ضاع في الملعب                   هي والله

وآنه ألعب                           هي والله

اهني باب ؟                     لا

اهني دريشة56 ؟                         لا

 

أما نصيب الأولاد من الأغنية الشعبية فهو قليل قياسا إلى أغاني البنات  ولعل السر في هذا يكمن في أن الصبيان ما يكادون يبلغون سن البلوغ حتى تدفعهم عائلاتهم إلى الالتحاق بموكب الغوص، وصيد اللؤلؤ ، طمعا في الكسب السريع، أو حب اكتساب مهنة يجب أن يتعود عليها الإنسان منذ الصغر؛ لهذا من الممكن اعتبار فترة الغوص فترة ركود بالنسبة إلى هؤلاء من حيث المشاركة في الأهازيج57 الأمر الذي يجعلنا نكتفي باختيار هذه الأغاني، جملة، لما يتوافر فيها من تكرار في الأداء والإيقاع وتقارب في المضمون :

الأغنية الأولى 58:

من صام ولا صلى    غـدى فـي النار يتكّلى

من صلى ولا صام    غدى في النار صخام59

وتتكرر الأغنية كذا مرة .

 

الأغنية الثانية60:

يهلال هلك الله

ربي وربك الله

يهلال أنت في السما

واحنا في أرض الله

شعري طول

لو ما طول

تقول لك امي

امي شوف

اذكر الله

واذكر الله 

ويتكرر المقطع مرات عديدة، وباللحن نفسه .

 

 الأغنية الثالثة 61:

العيد جاكم عيِّدوا

العيد جاكم عيِّدوا

جدد عشاكم عيِّدوا

 

مع تكرار المقطع مرات عديدة وبنفس الإيقاع. ويهمنا في هذه الأغاني صيغة التكرار التي تتردد في كل أغنية، ويتضح ذلك من خلال تكرار بعض الأصوات في بعض الكلمات، أو المقاطع، حيث يؤكد المعنى، ويفيد إدراكه ـ بقصدـ تركيب الأصوات وانعكاسها على تركيب الجمل، وكأننا بذلك نعلم الطفل كيف يسمع، وكيف يتذوق، وكيف يركب الأشياء بعضها ببعض، والأهم من ذلك تعلمه كيف يحترم الفواصل والحدود ـ بين الأشياء ـ ووضع الأمور في نصابها الطبيعي بمقدار ما يستلزمه تناسق الشيء بعضه مع بعض،ووضع التصورات في جناس متناسب كما تعبر عنه هذه الأغنية62:

 

غزالة ...غزلوك ..غزلوك   

في الماي زعلوك زعلوك

يا قاعدة على الشط

قاعدة تتمشّط

يا هرّومي قالها قومي

قالت له ما قوم

هذا احصاني

اشده واركب

على السكبكب

السكبكب يالبلية

ليش تبكي عليه

ابكي على احصاني

احصاني بأربع ميه

                        

كل ذلك من خلال تنمية مقدرة الطفل في ترويض حاسة  السمع التي تعمل على إنضاج شخصية الأطفال  وتكاملها بوجه عام، وعلى إنضاج الجانب الوجداني بشكل خاص، حيث إنها تربي ذلك الجانب وتعمقه بالخبرات الحية، وتعده للتناغم مع المعاني والقيم المجسدة في العمل الموسيقي الأصيل، وهذا أمر له أهميته، فكما أننا نعمل على تنمية الجانب العقلي من شخصيات أطفالنا، وتنمية الجانب الاجتماعي منها، يتعين  أن ننمي فضلا عن ذلك، الجانب الوجداني، ذلك لأن الجوانب الثلاثة مرتبطة ومتكاملة، وإذا ما حدث تخلف في واحد منها تأثر الجانبان الآخران ، واختل توازن الشخصية 63.    

 

 

الهوامش

1 -  أحمد المناعي  : تقديم لكتاب : أدب الأطفال في البحرين لـ "عائشة حمد المعاودة " ، طبعة أولى 2006 ، ص 9 .

2 - محمد جمال : الغناء والموسيقى والفنون الشعبية ، ( ضمن موسوعة  : الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود) ـ مسح ثقافي شامل لدولة البحرين ، 1961 ـ 1991 ، إعداد وتحرير الدكتور محمد يوسف نجم ، مطبعة وزارة الإعلام ، 1993 ، ص 305 .

3 - سبيكة محمد الخاطر : قيم التنشئة الاجتماعية من خلال أغاني الأم القطرية للطفل ، مجلة : المأثورات الشعبية ، ع 16 ، سنة 1989 ، ص 33 . 

4 - هادي نعمة الهيتي : أدب الأطفال ( فلسفته، فنونه، وسائطه)  الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986، ص 220 .

5 - ينظر ، أحمد أوزي : التعليم والتعلم ، بمقارنة الذكاءات المتعددة ، مطبعة النجاح الجديدة ، المغرب، 1999 ، ص 58 .

6 - ينظر ، عبد التواب يوسف ، شعر الأطفال ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1988 ، ص 192 ، 193 .

7 - هادي نعمان الهيتي : أطب الأطفال  ، ص 219 .

8 - هادي نعمان الهيتي : أدب الأطفال ، ص 221 .

9 - سوف نركز أكثر على أغاني البنات ، لسبب بسيط هو أن أغاني البنات تتوافر بكثرة في المراجع والمرويات الشفهية ، في حين نرتكز في السبب الثاني على ما أوردته بعض المراجع من أن الطفل ما أن يبلغ سن الرشد حتى يلتحق بموكب الغوص وصيد اللؤلؤ  طمعا في الكسب السريع ، لذلك تقل أغانيهم . 

10 - الأغنية مقتبسة من أعمال مهرجان التراث الحادي عشر للألعاب الشعبية الذي نظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني ، فصل خاص بأغاني الأطفال الشعبية ، ص 84 .وتروى الأغنية برواية أخرى :                

            السبت ... يا سبمبوت

            والأحد ... يا بوتابوت

            ولثنين ... بان بان 

            الثلاثا ... علجوا إلبان

            لربعا ... نشروا أعلام

            والخميس ... عِدّوا عِدّوا

            والجمعة ... هدّوا هدّوا

         

11 - المرجع السابق ، ص 85 .

12 - ينظر ، عبد الله رضوان : التربية الجمالية للأطفال ودور أغنية الطفل في تحقيق ذلك جريدة الأسبوع  الأدبي العدد 985 تاريخ 10/12/2005 ، سوريا  .

13 - صلاح علي المدني ، وكريم علي العريض : من تراث البحرين الشعبي ، الطبعة الثانية 1994، ص 292 . وللأغنية صيغ أخرى متقاربة .

14 - حسام يعقوب : تربية الأطفال موسيقيا كوساطة للحفاظ على التراث الشعبي، ( ضمن كتاب   أبحاث في التراث الشعبي) لمجموعة من المؤلفين ، وزارة الثقافة ، العراق ، 1986 ، ص 68 .

15 - عائشة أحمد المعاودة : أدب الأطفال في البحرين ، الطبعة الأولى ، 2006 ، ص 21 .

16 - ينظر ، صلاح علي المدني ، وكريم علي العريض : من تراث البحرين الشعبي ، ص 291 .

17 -  توب : بمعنى التوبة

18 -  أربعة : المقصود أربعة شهور

19 -  النوخذا  : ربان السفينة

20 -  هذا الشطر برواية عائشة حمد المعاودة مؤلفة كتاب : أدب الأطفال في البحرين. وبهذه المناسبة أقدم لها كل الشكر على ما قامت به بتقديم  يد العون ومساعدتها لي بتصحيح كلمات الأغاني، كما لا يفوتني أن أسجل إعجابي بذاكرتها القوية؛ إذ ما زالت تحفظ الكثير من الأغاني سواء تلك التي صادفتها، أو لم أصادفها في المراجع .

21 -  ترى : بمعنى إن

22 -  وفي رواية أخرى : أغويمة : تصغير غيمة

23 - صلاح علي المدني ، وكريم علي العريض : من تراث البحرين الشعبي ، ص 291 .

24 - محمد جمال : الغناء والموسيقى والفنون الشعبية (ضمن موسوعة الثقافة في البحرين في ثلاثة عقود) ، مرجع سابق ، ص 305 .

25 - عبد التواب يوسف : شعر الأطفال ، ص 193 ، 194 .

26 -  هادي نعيم الهيتي : أدب الأطفال ، ص 98 .

27 -  ينظر ، أعمال مهرجان التراث الحادي عشر للألعاب الشعبية الذي نظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني ، فصل خاص بأغاني الأطفال الشعبية ، ص 76 .

28 -  هادي نعمان الهيتي :  أدب الأطفال ، ص 223 .

29 - ينظر ، أعمال مهرجان التراث الحادي عشر للألعاب الشعبية الذي نظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني ، فصل خاص بأغاني الأطفال الشعبية ، ص 82 .

30 - وفي رواية أخرى يا خو شيخة . شيخة : اسم بنت

31 - الحويّت : نوع من أنواع القواقع البحرية .

32 -  في رواية أخرى ، ( ايلقطه في ككلته): وهي مدينة في الهند .

33 - وفي رواية أخرى ( كل البنات تحنو ) ، أي وضعوا الحناء .

34 - طريقين : أي مرتين ، أو دفعتين .

35 - في رواية أخرى ، ( وأنا يا لبنية ما حطيت إلا طرق) .

36 -  أحري : أغيظ  . مرت أبويه : زوجة أبي .

37 -  في رواية أخرى وتؤكده عائشة حمد المعاودة ، أم خشم ، يقصد بها المرأة الدميمة.

38 -  سبيكة محمد الخاطر : قيم التنشئة الاجتماعية ، مرجع سابق ، ص 33 .

39 - هادي نعمان الهيتي : أدب الأطفال ، ص 99 .

40 -  ينظر ، عيسى محمد جاسم المالكي : أغاني البحرين الشعبية ، 230

41 -  ينظر ، أعمال مهرجان التراث الحادي عشر للألعاب الشعبية الذي نظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني ، فصل خاص بأغاني الأطفال الشعبية ، ص 77 .

42 -  عيسى محمد جاسم المالكي : أغاني البحرين الشعبية ، مطبعة وزارة الإلعلام ، البحرين ، 1998 ، ص 217 .

43 - ينظر ، محمد علي الناصري : من تراث شعب البحرين ، ص 195 .

44 - يمغيزلي : تصغير مغزل ، أي مغزلي . فرّيته : أدرته .

45 -  الردا : اللحاف

46 - التفق : البندقية .

47 -  الناكة : الناقة .

48 -  يم : جنب .

49 - محمد علي الناصري : من تراث شعب البحرين ، ص 195 .

50 - هادي نعمان الهيتي : أدب الأطفال ، ص 222.

51 - محمد علي الناصري : من تراث شعب البحرين ، ص 195 .

52 -  حسام يعقوب : تربية الأطفال موسيقيا كوساطة للحفاظ على التراث الشعبي، دراسة ضمن أبحاث في التراث الشعبي لمجموعة من المؤلفين ، وزارة الثقافة والإعلام ، العراق ، 1986 ، ص 67 .

53 -  ينظر ، أعمال مهرجان التراث الحادي عشر للألعاب الشعبية الذي نظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني ، فصل خاص بأغاني الأطفال الشعبية ، ص 83 .

54 - حسب النص المكتوب : المنبر ، ويبدو حسب أحمد المناعي خطأ مطبعي ، والأصح قوله " ( البمبرة ) .

55 -  عيسى محمد جاسم المالكي : أغاني البحرين الشعبية ، ص 242 . والأغنية مصاحبة بلعبة ، " واللعبة تتألف من مجموعة أولاد وفتيات ، يكون عددهم من عشرة إلى خمسة عشر فردا .

وتكون طريقة اللعبة على النحو الآتي : يقوم الجميع بعملية القرعة فيما بينهم ، والذي يأتي في نهاية القرعة يقوم بتمثيل الشايب . تقوم بقية البنات والأولاد بعمل حلقة دائرية يمسك كل من البنات والأولاد بيد بعضهم ببعض ، ويجلس الولد أو البنت التي تمثل دور الشايب في وسط الحلقة ، ثم ينشدون وهو يدورون، ويرددون الشطر الثاني من الأغنية ويكررونها عدة مرات ،  ثم يأتي الشايب إلى رجْل أحد الصبية وهو جالس ويردد كلمة ( يت عند هذا ) وترد عليه المجموعة بكلمة ( هي والله) وتتم بقية الثلاثة أشطر ، ثم يذهب إلى رجْل صبي آخر ويردد الشيء نفسه حتى يدور على كل الأولاد الذي يشكلون الحلقة ثم يقف بين ولدين ماسكا ذراعيهما ومسائلا : ( اهني باب؟) فتجيبه المجموعة ( لا ) ثم يذهب إلى مسك ذراع ولدين أو بنتين آخرين ويسألهم :( اهني باب؟) وأثناء مسكه لذراعي الولدين يتحسس إذا ما كانت المسكة قوية أم لا، وحينما يشعر أن مسكتهما ضعيفة يقوم بفك يديهما ليهرب من داخل الحلقة ، فيركضون وراءه ، فإن وصل إلى المحب فاز في اللعبة ، وإذا أمسك به يعاد إلى الحلقة ثانية ، وإلا أجريت القرعة من جديد لاختيار شايب آخر.ينظر، عيسى محمد جاسم المالكي : أغاني البحرين الشعبية ، ص 241 .

56 - دريشة : الشباك ، أو النافذة .

57 -  صلاح علي المدني ، وكريم علي العريض  : من تراث البحرين الشعبي ص 288 .

58 - محمد علي الناصري : من تراث شعب البحرين  ص 202 .

59 -  صخام : فحم .

60 -  المرجع السابق ، ص 202 .المقاطع الثمانية الأخيرة برواية : عائشة حمد المعاودة .

61 -  المرجع السابق ، ص 202 .

62 - الأغنية برواية ، عائشة حمد المعاودة ، وفي رواية أخرى وردت هكذا  :

                  

            يا كٌَُّاعدة على الشط         ياكٌَُّاعدة اتمشط

            جاها هوا اللومي                 وكٌَّالها كٌَُّومي

            هذا حصاني             باشده واركب

            على السكركب                   سكركب في البرية

            يا ولد العجمية          ليش تبكي عليه

            ابكي على احجولي     احجولي بربع اميه                                            

63 -  ينظر ، جاك دالكروز : الموسقى والطفل ، المجلة الموسيقية ، ع 22 ، سنة 1975 ، ص 24 ، عن أدب الطفل 222 .

 

أعداد المجلة