مفتتح
العدد 2 - المفتتح
صدر العدد الأول من مجلة الثقافة الشعبية وأخذت غمرة الاحتفاء به تسكن شيئا فشيئا وظلت مسؤولية تأصيل مجلة الثقافة الشعبية في محيطها المحلي والإقليمي متقدة تحوج إلى التفكير وتغري بالشغل. فلا معنى لدورية مهما كان مجال اهتمامها إن لم تكن منبثقة من محيطها. عنه تصدر وإليه تتجه. وإنا إذ نرنو إلى ذلك فنحن ننتظر من القارئ الموضوعي النزيه ألا يبخل علينا بما قد يعن له من ملاحظات أو هنات قد تكون شابت الإصدار الأول. وسنحرص من جهتنا على الإنصات إلى الآخر والاستجابة إلى رأيه إن كان لهذا الرأي محلّ من المعقولية والموضوعية. وسنبذل قصارى جهدنا حتى تبقى الأعداد اللاحقة في الخط الذي رسمناه من البداية نمضي فيه صعدا ولا ننزل عنه أبداً، ضبطا وتماسكا وصرامة معرفية وانفتاحا على الجمهور الواسع العريض. وسنعمل على أن تكون أعدادنا اللاحقة محتملة لأسئلة الإنسان من حيث هو إنسان بصرف النظر عن العرق والانتماء والمعتقد. ذلك أن الثقافة التي تكرس قيمة الإنسان هي الثقافة الباقية وهي المؤسسة للغد المشرق والأرض الخصبة المعطاء حيث تينع قيم الحق والخير والجمال وحيث يكون للكلمة النبيلة معناها الخلاق الذي يؤثر ويغير ويصقل الروح.
إنا لنأمل بفضل الجهد المشترك بين القارئ وأسرة التحرير أن نرتقي بالثقافة الشعبية إلى أعلى مستويات الإنتاج المعرفي وأوسع انفتاح على قضايا الإنسان وأحلامه ومشاغله وهي مسؤولية لا يمكن لأسرة التحرير أن تنهض بها منفردة ذلك أن الثقافة الشعبية كنز مودع عند الجماعة الأمنية كلها. وقد يتاح منها للواحد الفرد المهمش ما لا يتاح للجماعة لذلك نهيب بكل من يتوفر على مادة تثري بحوثنا الميدانية أو تصوب من اتجاه بعض دراساتنا ألا يتردد في الاتصال بنا وسيجد لدينا كل اهتمام.
إن صيانة الثقافة الشعبية وتوثيقها وحمايتها من الضياع والنسيان مسؤولية جماعية فهي جزء من الهوية والانتماء.