رقصة الصبايا في الخليج والجزيرة العربية / المراداة
العدد 3 - في الميدان
المراداة رقصة الصبايا في البحرين والجزيرة العربية ، وهي إحدى الرقصات الشعبية الجماعية التي تمارسها الصبايا خاصة والنساء من جميع الأعمار بصفة عامة.
و المراداة لغة، من ( رادَ ) بمعنى رادَ روَداناً ورياداً : دارَ وذهَـبَ وجاءَ في طلب الشيء، ورادت الإبل : اختلفت في المرعى مقبلة ومدبرة. وهو المعنى الذي تعبر عنه حركة الراقصين في الإقبال والإدبار في الميدان. والرّادة من النساء هي التي ترود وتطوف . ويقال بالعامية ( فلان يَرودُ المكانَ ) بمعنى يكرر الذهاب إليه والعودة منه، وهو ما ينطبق بالفعل أيضا على الحركة الجماعية الرئيسية للراقصين في هذا الفن.
المراداة أحد فنون البيئة البدوية أو الصحراوية التي انتقلت من وسط الجزيرة العربية إلى أطرافها، ويُجمع الرواة على أنها جاءت إلى البحرين مع (العرضة) رقصة الرجال الحربية حين قدوم آل خليفة الكرام بقيادة احمد الفاتح قبل أكثر من مائتي عام. وهى فن بدوى احتفالي ربما كان يؤدى تعبيرا عن الفرح بالانتصار في الحروب التي كانت تدور بين القبائل في الجزيرة العربية، يؤكد ذلك محتوى النصوص الشعرية الـمُـنشدة التي تعبر عن الاعتزاز بالقبيلة ورجالاتها ومدح فرسانها وهجاء العدو والشماتة لهزيمته.
ويفيد عدد من الرواة بأن رقصة المراداة النسائية الصحراوية ما زالت موجودة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وفي دولتي الكويت وقطر. ورواة آخرون أفادوا بأن أشباها لهذه الرقصة موجود في لييبا والجزائر، وفي الأردن تسمى (القلطه) ويؤديها الرجال وفي بلاد الشام تسمى ( الدبكة ) وفي رأس الخيمة بـدولة الإمارات العربية المتحدة يؤدي بـدو ( الشحوح ) رقـصـة شـبـيـهة بها تسمى ( الرواح ).
وأكدت مجموعة من الراويات بأن المراداة لها شهرة خاصة في البحرين وقطر، مع تأكيد أصولها البدوية وارتباطها بهجرة القبائل العربية التي نزحت من وسط الجزيرة إلى سواحل الخليج خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر تقريبا وظلت تمارس في الميدان محافظة على أصولها .
وتكاد (المرادة) أن تكون رقصة صبايا المدينة فقط، وليست لها جذور أو وجود بالقرية. وبالاستفسار حول ممارسة هذه الرقصة في قرى البحرين أجمع عدد من الرواة والإخباريين من مختلف قرى البحرين بأن لا وجود لهذه الرقصة في القرى البحرينية وحتى مجرد اسم (المرادة) غير متداول وغير معروف لدى نساء القرية.
ومن فنون الشعر الشعبي القريبة من التسمية ذاتها شعر ( المراد ) ويعرف أيضا باسم القلطة (الكلطة) بمنطقة الجهراء بالكويت ولدى بدو الأردن، وهو شعر المحاورة المعروف في البيئة الصحراوية القائم على الإنشاد الموقع الذي يؤديه صفان متقابلان إلا أنه فن آخر غير المراداة. ومما يؤكده الرواة أن جذور المراداة مرتبطة بفنون القبائل العربية التي شكلت حلف العتوب الذي نزح من شبه الجزيرة العربية إلى الكويت ثم إلى قطر والبحرين. ومازالت نصوص الأناشيد المصاحبة لهذا الفن باقية في ذاكرة العديد من الأمهات والجدات وتحمل ملامح من صور الأحداث والشخصيات السياسية التي ارتبطت بهذا الحلف القبلي في تنقله بين المواقع الثلاثة. ومما كان ينشد ذلك الوقت في المراداة:(أبكوا على احمد يالنعيم / أبكووا على احمد يالنعيم / حطوا على قبره بنية / حطوا على قبره بنية / ياكسوته في الجوخ بألفين / ياكسوته في الجوخ بألفين / ياعـلته مالها دويـة / ياعلته مالها دوية )، وتفيد الشيخة هيا بنت على آل خليفة بأن هذه الأبيات قيلت في رثاء الشيخ أحمد بن علي بن خليفة آل خليفة الشقيق الأصغـر للشيخ عيسى بن علي آل خليفة أحد حكام البحرين السابقين والـ (نعيم ) هي القبيلة العربية الشهيرة في الخليج والجزيرة العربية.
المراداة رقصة الفرح :
كانت لمناسبتي عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين مظاهر احتفالية شعبية تبدأ بأول أيام العيد وتستمر حتى اليوم السابع وكانت الفرق الشعبية النسائية والرجالية المعنية بفنون الغناء والرقص الشعبي تتخذ من هاتين المناسبتين فرصة للتعبير عن الفرح الجماعي والتنافس في تقديم أبرع العروض وأكثرها جذبا للفرجة والترفية ، وكانت هذه الفرق تتباهى فيما بينها بعدد العازفين والمنشدين والراقصين وبالتالي مقدار ما تشيعه من جو احتفالي يجذب ويشد جمهور الحاضرين، وعادة ما تختار هذه الفرق إحدى الساحات الكبيرة الواقعة بالقرب من قصر الحاكم وعلية القوم والميسورين أو بعض مجالس الأعيان، خاصة في المحرق مثل مجلس الشيخ عبد الله بن عيسى بن على آل خليفة ومجالس شيوخ القبائل بمختلف مناطق البحرين. وكانت كل ساحة أو ميدان في الأحياء الشعبية تسمى باسم أحد الأعيان القاطنين بالقرب منها، مثل ( براحة بن غتم ) و( براحة بن عجلان ) في المحرق. وتتوجه هذه الفرق لأداء عروضها في اليوم الأول في الساحة الأقرب لسكن من هو أرفع مكانة ثم تنتقل كل يوم لأداء فنونها في ميادين أخرى وتحصل مقابل ذلك على هبات مالية تتفاوت من بيت إلى بيت.
كان للجو الاحتفالي الذي تشيعه هاتان المناسبتان الدينيتان تأثير بليغ في حياة الناس فيتم الاستعداد لهما مبكرا حيث يكون الجميع حينها في أبهى حلل العيد يتخللهم الباعة الجائلون. وقد تؤدى رقصة المراداة داخل البيت في الوقت الذي تؤدى فيه رقصة العرضة في الساحة الواقعة أمام البيت ذاته. وفي الوقت الحاضر تؤدى المراداة في بعض حفلات الزواج ومناسبات النذور، ومع اضمحلال أداء هذا الفن النسائي وضمور الفنون الشعبية الاحتفالية بتطور مجالات الفرجة أصبح للأعياد طعم مختلف وما عاد مكان للمراداة في أعيادنا ومناسباتنا الاحتفالية اللهم إلا في احتفالات بعض مدارس البنات.
لقد احتضنت بيئة المدن الساحلية الناشئة وقتها في الخليج العربي هذا الفن البدوي وتفاعلت معه لما له من خصوصية اجتماعية ووظفته لعدة أغراض. فنتيجة للظروف العامة في المنطقة والخاصة بالتحفظ على اختلاط الرجال بالنساء فان الفتيات اللواتي يبلغن سن الزواج أو ما يقارب ذلك كن بحاجة إلى لقاء نسائي حميم مغلق يخرجهن من أسر البيت وتشدد الأهل، في ذات الوقت كان هذا الجو الاحتفالي الذي تلبس فيه الفتيات الجديد من الثياب والحلي ويبدون في أبهى زينة فرصة لاستعراض الجميلات من الفتيات بحرية من قبل الأمهات الباحثات لأولادهن عن زوجات. ويبدو أن الحاجة كانت ملحة وقتها في المدينة إلى فن شعبي احتفالي راقص خاص بالفتيات يؤدينه بحرية في معزل عن الرجال فكانت المراداة تسد جانبا من هذه الحاجة.
وفي الأساس كانت المراداة تؤدى في المناسبات الاحتفالية الكبرى حين عودة الرجال منتصرين من الحرب أو في أحد الأعياد الخاصة بالقبيلة أوعودة الحاكم أو شيخ القبيلة من السفر، وعند انتقالها إلى بيئة المدن الساحلية وتوقف احتراب القبائل وظفت المراداة لتؤدى فرحا بعودة الغواصين بعد رحلة صيد اللؤلؤ أو ما هو في حكم ذلك من المناسبات السعيدة. ولا يمنع أداء هذا الفن في اى وقت من أوقات السنة حيث يتم ذلك حسب الترتيبات الخاصة أو الرغبة الجماعية العامة ومتى ما توفر العدد المناسب.
التحضير لأداء المراداة
يبدأ التحضير لأداء رقصة المراداة قبل أيام العيد بمدة، حيث يتم الاتفاق بين صبايا الحي الواحد على المكان المناسب، وتبلغ سيدة البيت بعزم الصبايا على إقامة هذه الاحتفالية ببيتها، وبعض زوجات الوجهاء يبدين الرغبة في استقبال الحفل فيكلفن من يتولى الدعوة إليه واستكمال ترتيباته. أما في حالات النذور أو الأفراح الأخرى فيكون الإعداد للحفل حسب الموعد والمكان الذي تحدده صاحبة الشأن وليس بالضرورة أن يرتبط بمناسبتي العيدين. وجرت العادة بأن تقام المراداة عصرا وتبدأ من بعد صلاة العصر وتنتهي بأذان المغرب. وفي مناسبتي العيدين فعصر اليوم الأول للعيد هو الموعد التقليدي المعتاد وقد يستمر أداء المراداة لثاني وثالث أيام العيد وربما لليوم السابع منه.
أزياء المرادة
تشارك في رقصة المراداة أساسا الفتيات من سن الرابعة عشرة فما فوق وتجوز مشاركة النساء المتزوجات وحتى المسنات القادرات على مثل هذا الأداء. وقد تعارف الناس على أن يكون لباس العيد هو اللباس الخاص بهذه الرقصة والمكون من (الدراعة) و(النشل ) وغيرهما من الألبسة النسائية المطرزة وتلبس الفتيات الصغيرات (البخنق) وتستكمل بقية مظاهر الزينة الشعبية الخاصة بالمرأة في الخليج من عطور وحلي للرأس والرقبة والأذنين والصدر واليدين إلى جانب عقود المشموم والورد البلدي والياسمين والرازقى كل حسب موسمه، وتشبك إضمامات من هذه الزهور والورود في ضفائر الشعر بخيوط دقيقة، وقد جرى العرف بأن من لا تمتلك حليا تستعير من قريباتها أو جاراتها ما يناسبها من حلي، والفتيات الصغيرات كانت تشك لهن قلائد من خليط الـ (مخنن) وهوجنين الرطب في بداية تكونه و زهور الرمان، ويكون التنافس في الظهور بأندر أشكال الحلي المختلفة. وكانت المشاركات قديما يؤدين الرقصة حفاة على أرض رملية ناعمة ثم تطور الأمر فصارت تؤدى على البسط والمشاركات ينتعلن الأحذية أو الأخفاف.
الأداء الحركي للمراداة :
مجمل الأداء الحركي في هذه الرقصة جماعي ولا تنفرد به واحدة بالأداء، وحركة كل صف وهو مكانه أو في انتقاله إلى موقع الصف الآخر حركة متحدة ومنتظمة ومنسقة، كما أن الإنشاد أو الغناء يتم جماعيا والتناوب بين الصفين يتم بانتظام وبدون توقف. وحركة المراداة تبدأ بطيئة ثم تتسارع لتصل حركة أعلى تسمى بـ (البداوي) فتتسارع أكثر إلى أن تصل ذروة تعتبر خاتمة لها تسمى بـ (الردحه) أو (الرديح).
تؤدي الرقصة مجموعة لا تقل عن عشرين إلى ستين امرأة يقفن في صفين متقابلين كل امرأة تحاذي الأخرى بالكتف وتشبك أصابع كل يد بأصابع يد رفيقتيها على الجانبين فيصبح الصف الواحد سلسلة بشرية متصلة . كل صف يقف عند طرف من أطراف الساحة بحيث تكون المسافة بينهما ما بين عشرة إلى خمسة عشر مترا تقريبا أو ربما هي حسب مساحة الميدان المخصص للممارسة، وعلى الجانبين الآخرين يكون جمهور الحضور.
تنطلق الرقصة بثبات الفريقين في موقعيهما المتباعدين من الساحة ويبدأ أحد الصفين بإنشاد بيت من الشعر يكرره مرتين وهو يتمايل مراوحا في مكانه في ذات الوقت يؤدي الصف الآخر نفس الحركات مرددا نفس البيت، حيث ترفع اليدين المتشابكتين وتنخفض مع حركة الجزء العلوي من الجسم.
بعد إنشاد بيتين أو ثلاثة أبيات يبدأ الصف الأول بالانتقال من حركة المراوحة والتمايل إلي المشي بنفس الحركة الموقعة متجها إلى موقع الصف الثاني والكل يؤدى دوره في تكرار النشيد بالتناوب دون توقف إلى أن يتم التواجه وتكون وجوه الراقصات في الصفين متقابلة لفترة وجيزة .
يمشي الصف الأول إلى الخلف بنفس الحركة عائدا إلى أن يصل إلى مكانه. عندما يصل هذا الصف إلى مكانه يظل يؤدي نفس الحركات ومن ثم يبدأ الصف الثاني في التحرك متجها بنفس الحركة إليه ليكرر ما قام به الأول إلى حين رجوعه للخلف ليستقر في مكانه من جديد.
بعد إنشاد بيتين أو ثلاثة أبيات يقوم الصف الأول بالتحرك لمواجهة الصف الثاني والعودة لموقعه، وكذا الصف المقابل إلى أن يحين وقت استراحة قصيرة أو يحين وقت الانتهاء.
تظل حركة تناوب المواجهة مستمرة جيئة وذهابا دون أي تغيير سوى استبدال مواقع الأفراد بين الصفين أو انضمام أفراد جدد إلى كل صف حسب هواه، والمتغير هو النص الشعري المنشد الذي يتغير حسب هوى المنشدين وحسب الغرض الذي من أجله أقيمت المراداة.
وتفيد الراوية الشيخة هيا بنت علي آل خليفة وهي إحدى الخبيرات في مجال التراث الشعبي وممن عملن ميدانيا في مجال التنقيبات الآثارية، بأن هذه الرقصة تبدأ بحركات بطيئة مـنـتـظـمـة ثم تتصاعد حركتها في فــنــون ذات تـسـمـيـات خاصة كـ ( البداوي) و(الردحة) وغيرها من التسميات. إلا أن (الردحة) هي الحركة التي يختتم بها الحفل، وتؤدى بحركات سريعة ترفع فيها الأرجل لتضرب الأرض بقوة عند أعلى درجات انتشاء المؤدين.
وقالت الراوية (أم حسن) وهى ممن مارسن المراداة في الصبا: قبل ختام الرقصة وفضها يضم الصفان إلى بعضهما للالتقاء بوسط الساحة وتتخلى الراقصات عن التشابك بالأيدى وهن متقابلات ويبدأن بالتصفيق المشترك والضرب بالرجلين على الأرض بالتناوب وتتغير طريقة إنشاد الأبيات وتزداد سرعتها ويسمى هذا الختام بـ (الردحة) أو الـ (دج ).
وقالت الراوية (أم خالد): في أثناء أداء الرقصة يتجمع جمهور كبير من النساء والفتيات والصبيان ممن هم دون الثامنة وتطلق الزغاريد بين الحين والآخر وخصوصا عندما يذكر اسم الحاكم أو شيخ القبيلة أو يشار بالمدح إلى أحد الرجال أو يوصف جمال الفتيات من الحاضرات.
النصوص الشعرية المؤداة :
النص الأدبى الذي يردد في أغانى المراداة نص شعري قصير جدا، وفي بعض الأحيان لا يتعدى بيتا أو بيتين فقط. ويبدو أن أغلب نصوص المراداة عبارة عن أبيات شعرية ترتجلها النساء في ميدان الرقص معتمدة على الأسجاع والأراجيز والأوزان الشعرية العربية الخفيفة.
وحيث أن هذه النصوص ترتجل في الغالب وتحكمها لحظة شعرية عفوية بسيطة فإن طبيعة النصوص المغناة من حيث المعنى تأتي مباشرة ونافذة إلى مرادها دون إطالة أو حشو، ومن حيث الطول أو القصر خضعت بالتالي لمزاج المبتدع لحظتها، ولظروف الأداء الجماعي، ولمتطلبات ودواعي الحفظ السريع، بغية الترديد الآنى، فمنها ما جاء بيتا واحدا وكفى، لأنه قام بالوظيفة المطلوبة، ومنها ما جاء بيتين أو ثلاثة أبيات فإذا تعدى ذلك فلا يتجاوز الأربعة أبيات إلا فيما ندر.
وعندما يزيد النص عن ثلاثة أبيات يخرج عن الصفة الغالبة على النصوص القصيرة التي يعتقد أنها مرتجلة، ويدخل إلى نطاق الأبيات الشعرية غير المرتجلة مما قد يكون صادرا عن شاعر ذي دربة فنية، وهذا يعنى أن بعض نصوص المرادة يؤلف ارتجالا لحظة الأداء وهو الكم الغالب على النصوص وبعضها يعد مسبقا وينظم خارج حلبة الرقص خصيصا ليؤدى عند الأداء فيما بعد.
وتنقسم نصوص المراداة إلى نوعين، نوع يغنى أثناء حركة الصفوف ونوع يغنى عند خاتمة الرقصة وهى الفقرة المسماة بـالـ (ردحة) أو الـ ( رديح ) وهى الفقرة التي يتقارب فيها الصفان وجها لوجه وقوفا وسط الساحة.
إنشاد النصوص الشعرية
يبدأ أحد الصفوف بإنشاد بيت من الشعر أو الزجل يكرره مرتين ثم يصمت ليعقبه الصف الثاني بترديد النص ذاته مرتين . حالما يبدأ الصف الأول بالإنشاد والحركة يبدأ الصف الثاني بنفس الحركة منتظرا انتهاء إنشاد البيت ليقوم بترديده بنفس الطريقة.
يكرر إنشاد البيت الواحد في كل صف مرتين ثم يأتى دور الصف الثاني ليبدأ بيتا جديدا يكرره بعده الصف الأخر:
الله يا ناصر محمد نبينا
تسلم لنا (حمد) وتخلي سنينه
واسم (حمد) الوارد في الشطر الثاني قد يكون اسم الحاكم أو شيخ القبيلة أو صاحب البيت الذي تقام فيه الرقصة أو المنذور من أجله أو ابن أحد المؤديات أو أخاها أو زوجها.. وهكذا.
عادة يبدأ بأبيات تحمل لفظ الجلالة أو بالصلاة على النبي (ص) :
بالنبي خير الأبرار
أول بدينا بالنبي
خير الأبرار
بالنبي خير الأبرار
أول بدينا بالنبي
خير الأبرار
محمد نبينا
والله يــــا ناصـــر
محمد نبينا
محمد نبينا
والله يــــا ناصـــــــر
محمد نبينا
تستخدم المراداة الشعر في جميع أغراضه من غزل ومدح وهجاء وفخر وغيره.
فعلى سبيل المثال :
في الفخر والحماسة
يا باني الخيمة بلا أطناب
يا باني بلا أطناب
عطنا بيرقنا بانمشيه
يا باني الخيمة بلا أطناب
يا باني بلا أطناب
عطنا بيرقنا بانمشيه
حمد عنت له خيل وركاب
حمد عنت له خيل وركاب
واللي عدو له نجليه
حمد عنت له خيل وركاب
حمد عنت له خيل وركاب
واللي عدو له نجليه
واللي هوانا في الهوى طاب / واللي هوانا في الهوى طاب / قلبي تعذب من يداويه
واللي هوانا في الهوى طاب / واللي هوانا في الهوى طاب / قلبي تعذب من يداويه
في المديح
يـا الـيـولان
قــدر الـحمــد
يـا الـيــــــــولان
كل جيعـــــان
يـا معشــــــــــــي
كـــــــل جيعـــــان
في العتب
طاير من أزمان
طيرك يا (علي)
طاير من أزمان
ويتبع الجروان
عـــــاف الحباري
ويتبع الجروان
في الغزل
مــشـرق ورايــــح
يـا ذا الـقــمـــــر
يا اللي مشرق ورايح
مرقـده في البرايح
ســلـم على اللي
مرقـــده فـي الـبـرايح
خـنـين الـروايـــــح
سلم على عيسى
خـنـيـن الـــــــروايـح
في الأسى والتوجـد
أربع حمامات على راس الجبل باتوا
أربع حمامات على رأس الجبل باتوا
باتــوا سهــارى ومـن كثر السهر ماتوا
في الهجاء
(شيخه) شــويـنــه
عـثـر بخت من كال
(شيخه) شــويــنــه
وسـويرق بـط عينه
يـعـلـــــه الـعـمـــــــا
وسـويرق في عينه
في الشكوى
وين فــــلت
الغنم ياركب
وين فلت
تـدلت تـدلت
عليها سـباع
تــــدلت
وملت وملت
ذا الريل من السير
مــــلت
وتروي السيدة لطيفة جاسم شويطر، من مدينة المحرق، بأنها كانت تحرص هي وصديقات الحى في صباهن على التواجد في بيت إحدى قريباتهن وتدعى (سارة) ليؤدين المراداة وما زالت تحفظ شيئا من تلك النصوص التي تنشد، ومنها :
(1) حمام تاروت عليك اليوم طيريني
حمام تاروت عليك اليوم طيريني
نصبت فخ الهوى باصيد الاثنيني
نصبت فخ الهوى باصيد الاثنيني
صدت المحنى وخطاني أريش العيني
صدت المحنى وخطاني أريش العيني
(2) فرس حكام بالمال مشرية
فرس حكام بالمال مشرية
وتستاهل الخدام شقـرة ورفاعية
وتستاهل الخدام شقـرة ورفاعية
من نصوص حركة (الردحة) :
الردحة ياعبيد السود
الردحة ياعبيد السود
والبيضة ما عليها منقود
والبيضة ما عليها منقود
وإحنا السمر على إحدتنا
وإحنا السمر على إحدتنا
ياربى يامعزتنا
ياربى يامعزتنا
وقالت الراوية الشيخة هيا بنت علي آل خليفة :
في الفخر
ينلقى عند الخليفة ينلقى
ينلقى عند الخليفة ينلقى
حب النقا ينلقى عند الخليفة
حب النقا ينلقى عند الخليفة
حب الزموت يازارعين حب الزموت
حب الزموت يازارعين حب الزموت
ما يموت ذكر الخليفة ما يموت
ما يموت ذكر الخليفة ما يموت
في المدح
أثناء فتح البحرين بقيادة أحمد الفاتح:
عدوانك بو سلمان فروا يلاوية
عدوانك بو سلمان فروا يلاوية
واللي بقى منهم في اللحود مطوية
واللي بقى منهم في اللحود مطوية
في الغزل
على السطح طليت
عذبني يا اللي
على السطح طليت
على السطح طليت
عذبني يا اللي
على السطح طليت
وعقبك تغليت
راويتنى روحك
وعقبه تغليت
وعقبك تغليت
راويتنى روحك
وعقبه تغليت
فوق السطوحى
يازرع المشموم
فوق السطوحى
فوق السطوحى
يازرع المشموم
فوق السطوحى
عذبت روحي
لا تزرعه ياشوق
عذبت روحي
عذبت روحي
لا تزرعه ياشوق
عذبت روحي
من نصوص حركة (البداوي) :
ياغزال مرني راح مجفي ٍ عيني
ياغزال مرني راح مجفي ٍ عيني
وأنا أخيله مدبوي السيقان متمايح
وأنا أخيله مدبوي السيقان متمايح
لي مشى رنت خلاخيله
لي مشى رنت خلاخيله
من نصوص حركة (الردحة)
ياهى ياهى ياهى ياهيها
ياهى ياهى ياهى ياهيها
ياخويتى ما عليك قناع
ياخويتى ما عليك قناع
والبخنق ما يغطيني
والبخنق ما يغطيني
في رثاء الشيخ أحمد بن علي بن خليفة آل خليفة (الأخ الأصغر للشيخ عيسى بن علي آل خليفة ):
أبكوا على احمد يالنعيم
أبكوا على احمد يالنعيم
حطوا على قبره بنية
حطوا على قبره بنية
ياكسوته في الجوخ بالفين
ياكسوته في الجوخ بالفين
ياعلته مالها دوية
ياعلته مالها دوية
المراجع والمصادر
الراوية أم راشد الشيخة هيا بنت علي آل خليفة من محافظة المحرق 1939
الراوية أم خالد السيدة مريم محمد من المحافظة الوسطى من مواليد 1937
الراويه أم حسن السيدة عائشة حسن عبدالله من محافظة المحرق (........ )
الراوية ام خليل السيدة لطيفة جاسم شويطر من المحافظة الوسطى 1934
- مجلة المأثورات الشعبية مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية 1984
- اغانى البحرين الشعبية