أغاني المحفل والأطراق
العدد 3 - أدب شعبي
من المهتمين بالأغنية الشعبية من يعتبر أنه لا فرق يذكر بين أغاني المحفل من ناحية والأطراق من ناحية أخرى. ومنهم من يرى أنه يوجد بين هذه وتلك عدد من الفروق سواء من حيث المقام أو من جهة المضمون، الأمر الذي يجعل منهما صنفين متمايزين بعض التمايز.
ولعلّه يحسن بالمرء أن يعرض على القارئ على سبيل التقديم المجسّم أنموذجا من هذه وأنموذجا من تلك عسى أن يقف على بعض خصائصهما ما ظهر منها وما بطن. ويمكن له أن يجري بعد ذلك نوعا من التحليل المقارن ليخلص إلى ما يناسب من الاستنتاجات.
ونستهل التمثيل لما ذكرنا بأغنية المحفل التالية وعنوانها "جوف العتيد"1وهي أغنية مخصوصة من حيث منحاها ومن جهة الطريقة التي تؤدى بها عند الغناء2 وهذا نصها:
جُـوفْ3 الْـعَـتِيـدْ4 قَرْوِي5علَى جَنْبُو ضُوَى
مَـرْكُوبْ الْـجَـوِيـدْ لاَحِقْ مَـرْحُولْهَا قِسَى6
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
قَدِّكْ نَخْلَة فِـي الْجِـرِيـدْ كِي تَرْجَحْ7 وتْمِيـدْ8
لِبْسِتْ حـرَامْهَـــا الْوكِيـــدْ مَـغْطُــــوسْ جْدِيــدْ
يَا خَدْ النِّجْمَــة الْـفَرِيـدْ فِـي الْـغَــرْب بْعِيـــدْ
يَِقْسَى عْـلىَ شَبْــحِ النَّظَـرْ مِـنْهَا مَا جَانَـا خَبَرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
قَــــدِّكْ شَـهْبـَا9فِــــي الِمْلَـــزّْ10 كـِي جِـتْ تْــدِزّْ11
دِيرْهَا12 كِ سْحـَابْ اِلْ يِـدْرِزْ13 وُبَـرْقـُو يَغْـمِـزْ14
حَـمِـّلْ الأَهْـوَادْ15 بِالْمَـطَرْ مِـنْهَا مَـا جَانَا خَبَرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
قَدِّكْ شَـقْرَا16 فِـي اِلْمَـلْعِـبْ كِــي جِــتْ تْـحَبْحِــبْ17
عـلِيـهَا الطِّيـــرْ امْضَـبِّـبْ18 مْـــوَالِـــفْ19بِالْـحَــبْ
حُـبْ الطُّفْـلَــة للِصَّـاحــِبْ وُقْلِـيـبـُـــو اتْـعَـــــذِّبْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
رُوفِي20 يَا رَاشْـقَـــة النَّـــوَّاشْ21 وِالـــــــــذَّلـَّـــــة22 لاَشْ
تِبْكِي عْلَى خَـالْـهَا مَا جَاشْ وُدْمُـوعْهَا رَشْــرَاشْ23
حَـمّـِلْ الهْــــــوَادْ بِالْمَــطَــــرْ مِـنْهَا مَا جَـانَا خَبـَرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
طُـفْلـَة لُـوكَـــانْ تْخَمِّـــــــمْ وُتْـجِـــينـَا مِــــنْ ثَــــــمْ
تَـبْعِــثْ صـْغَـيِّرْ اِلْ يَـعْــــزِم يُوصِـلْ خَاوِيَةْ اِلْمَحْزِمْ
اِمْـخَـضِّـبــــــة اِلْفُــــــــــمْ24 اِصْـغَيـِّرْ بِالدَّمْـعَة بَكَـى
مِنْـهَا مَا جَانَـا خَـبَرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
وَصْـفِكْ غَزَالْ الِـلِّي يِنُطّ25 يَـــرْفَــــعْ وِ يـحُــــطْ
يَفْـلَـى رُوسْ الأُخْـطُــطْ26 فِـي قَــرْنِ اِلشَّــــــطْ
جَــاهْ اِلصَّيـَّــادْ يِتْقِـفَـطْ27 أُوبِـــزْنَـــــادُو حَــــطْ
ضَـرْبُو عْلىَ عْظِيمُو تْكَسَرْ مِنْـهَا مَـا جَـانَا خَـبَرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
رُوفِـي يَا زِيـنْ اِلْمَنْـحِـرْ28
وَامْـحَــــــــــــالْ29اتْـــكُـــــــــــــرْ
وُصْـغَيِّرْ جَالِي فِي اِلْبَرّْ 30
خـَايِفْ مِ اِلْمُـــــــوتْ مْحـَكِّــرْ 31
لاَنِــتْـــعَــــــــــــــــــــــــزِّرْ32
دَمِّي مِـذْرُورْ33 علَى الُوطَا34
دَمْـعَة مَا تْبَرِّدْ عَـنَا35
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
رُوفِي يَـا لَـزْرِقْ جُـولاَحْ36
لاَ هَــــــــــوِّدْ37يَـــــسْـمَـــــــاحْ38
بُـرْنِي39 يَلْغِـطْ40 فِي الاسْـطَاحْ41
جَـا صُـــــوتُــــــــو قـَـــــرْوَاحْ42
حَيـِّــرْ نُــــومْ الرَّاقْـــــدَة
دَمْعَة مَـــا تْـبَـــــــــرِّدْ عَــــــــنَا
رُوفِـي يَـا عِـينْ الُـعْـقَـابْ
وِالْـمَـضْــــحِــــــــــــكْ لَـهَّـــــــابْ
بَـرْقْ الْ يَغْـمِزْ تَـحْتِ سْحَابْ
جَـــانَــــا قْـلُـــــو ضَـبَــــابْ
حَـمِـّلْ الأَسْـهَــابْ43 بِالْمَـطَـــر
مِنْـهَا مَـا جَـانَـــا خَـبَـــــــرْ
جُوفْ الْعَـتِيـدْ.........
وهذه الأغنية من الأغاني التي تؤدّى عند إنشادها بطريقة مخصوصة،ولعلّه يحسن لتوضيح ذلك إيراد توزيع أدائها بالرّمز بحرف " ش " إلى المرأتين اللتين تؤديان المطلع، والرمز بحرف " غ " إلى المرأتين اللتين تؤديان بقيّة المقاطع وذلك للتوضيح وتجنّب الخلط.
ش: جُــــــــــــوفْ الْعَتيِــــــــــدْ
قَـرْوِي عْلَى جَنْبُو ضُوَى
(هذا هوالمطلع أو( رأس الغنّاية )
مَــــــرْكُــــــوبْ الْجَوِيـــــــــــدْ
لاَحِــقْ مَرْحُولْهَا قِسَــى
غ: قَدِّكْ نَخْلَة فِي الْجِرِيدْ
(الشطــــــــر الأوّل مــــــن البيـــت الأوّل مــــــــن المقــــطــــع)
لاَحِـــقْ مَـــــرْحُولْهَا قِسَــى
(ترديد الشطر الثاني من البيت الثاني من المطلع)
غ: قَدِّكْ نَخْلَة فِي الْجِرِيدْ
(يكــــــــــرّر مــــــــــــــــرّة أخــــــــــــرى فيردّد مـــــــرّتين فقـــــــط)
ش: لاَحِقْ مَرْحُولْهَا قِسَى
( يكـــــــــــــــــــــــــــــرّر مــــــــــــــرّة أخــــــرى)
غ: كِــــــي تَرْجَـــحْ وُتْمِيـــــدْ
يَا خَدْ النَّجْمَة الْفَرِيدْ
فِـــــــي الشَّـــــــــــرِقْ بْعِيــــدْ
تِقْسِى عْلَى شَبْحِ النَّظَرْ
( المقطــــــــــــــــــــــع عـ1ـــــــــــــــدد)
مِنْهَا مَا جَانَا خَبَرْ
ش: جُــــــــوفْ الْعَتِيــــــــــدْ
قَرْوِي عْلَى جَنْبُوضُـوَى
مَــــــرْكُــــــوبْ الْجَوِيـــــــــــدْ
لاَحِـقْ مَرْحُولْهَـا قِسَــى
( المطــــلـــــــــــــع )
غ: قَـدِّكْ شَهْبَة فِـي اِلْمَلْعِبْ
( الشطر الأوّل من البيت الأول من المقطع الثاني)
لاَحِــــــقْ مَرْحُولْهَا قِسَــــى
(يردّد دائما الشطر الثاني من البيت الثاني من المطلع)
غ: قَـدِّكْ شَهْبَة فِـي اِلْمَلْعِبْ
( يكـــــــــــــــــــــــــــــرّر مــــــــــــــرّة أخــــــرى)
ش: لاَحِقْ مَرْحُولْهَا قَسَى
( يكـــــــــــــــــــــــــــــرّر مــــــــــــــرّة أخــــــرى)
غ: كِـــي جِــــــتْ تْحَبْحِــــبْ
وَعْلِيهَـــا الطِّّيـــرْ مْضَــبِ
ّبْمْــــــــــوَالِــــــفْ بِــــــالْـحِبْ
حُبّْ الطُّفْلَة للِصــاَّّحِبْ
( المقطــــــــــــــــــــــع عـ2ـــــــــــــــدد)
وُقْــــلِيــبُــــوتْـــعَــــــــــــــذِّبْ
مِنْـهَــــا مَـــا جَانَا خَبَــــرْ
ش: جُــــــــوفْ الْعَتِيــــــــــدْ
قَرْوِي عْلَى جَنْبُوضِوَى
مَــــــرْكُــــــوبْ الْجَوِيـــــــــــدْ
لاَحِــقْ مَرْحُولْهَا قِسَــى
( المطــــلـــــــــــــع )
ويتواصل الأداء بهذا التوزيع المحكم44 وعلى هذا النسق الدقيق حتى تنتهي الأغنية. وهذه المقاطع المغناة تستدعي بعض التعليق في ما يتصل ببنائها المعنوي عموما ومضمونها الغزلي خصوصا, وهي على غرار سائر المقطوعات الداخلة في هذا النوع مفتتحة بمطلع يتألف من بيتين هما عبارة عن مدخل تمهيدي رفيق المدخل طريف المنحى.
يبتدئ الشاعر بوصف حصان قوي مسرّج بسرج نفيس مجلوب من مدينة القيروان45يمتطي صهوته فارس فتـيّ تعلقت همته بإدراك الحبيبة وقد بعد نجعها وصعب اللحاق به.
في البدء لا تذكر المرأة لا ذاتا ولا صفات، وإنما يقنع شاعر الغناء بالرمز إليها رمزا لطيفا عن طريق ضمير المؤنث الغائب. وفي هذا النوع من الإشارات الملمّحة دون الذكر الصريح قدر من التعظيم الملائم لمقامها الاجتماعي ونصيب من التعفف اللائق بموقعها من نفس المحب. هذا فضلا عن دلالة ذلك على متّجه الغزل ونوعه اللذين يربوان شأنا ونوعا على مضامين أغاتي "الملالية" البسيطة.
أما المقاطع فتتعرّض لأوصاف المحبوبة المختلفة, فهي لا تدخل في صورة شعرية جميلة إلا لتخرج في صورة أخرى تطاولها حسنا وبهاء. على أن مجمل الصور المعروضة عرضا فنيّا مقتدّ من المحيط شبه الصحراوي مستمدّ من الطبيعة في مختلف مظاهرها: فالقدّ في استوائه وشموخه نخلة من نخلات الجريد46 الباسقة، والخدّ في ألَـقه وإشعاعه نجمة من نجمات الغرب، والمبسم في بريقه وبياضه برق من البروق الوامضة. وقد استعار لها الشاعر من العيون عين العقاب سوادا وحسنا وحدة نظر.
ذلك بعض ما يتعلق بالمناظر الثابتة عموما. أمّا في ما يتصل بالمشاهد وما تزخر به من حركة خصوصا فالمعشوقة غزال في خفّته وأرنه واختياله ورشاقة حركته أوهي كالفرس الشهباء المندفعة بقوة في السباق أو الشقراء المتبخترة وسط الملعب.
على أن مقصّد "القصيدة" –إن جاز التعبير- يتوقف عند ما يعرضه من مناظر ويتلبّث عند ما توحيه من مشاهد ليُحلّها محلّها من الطبيعة ويوفّيها حقها من الوصف, فالقدّ مدخل لوصف نخلة الجريد وهي تتمايل متأرجحة بما تحفل به من ثمر وتحمله من تمر, والنجمة منفذ لتصوير الآفاق الغربية البعيدة التي تعزّ على نظر الرائي وتشقّ مسافتها المطوّحة على المسافر, والثغر منظار يتكشّف من خلاله مشهد عزيز على سكان العمَد هومشهد البرق الومّاض وما يرافقه من سحب ويبشر به من مياه دفاقة تملأ الأودية والجداول وتفيض على الأولاج. أمّا ذكْر الغزال ففرصة لوصف بيئته ومرتعه ومجال نشاطه وتصوير مشهد الصيد بعناصره وأطرافه وأحداثه الدموية. وأما إيراد الحصان في لونه وحركته وصوته فإطلالة على الطائر الجوّال في سرعته الفائقة وصوته الصدّاح إضافة إلى ما ينعم به من حرية يهفو إليها البدوي هفوانا ويخفق لها قلبه خفقانا.
ومن عجب أن المتغزل بها لا توصف في ملبسها (بالمقطع الأول) وحليها(بالمقطع الرّابع) إلا في مناسبتين مقتضبتين وكأنهما عرضيتان وكأن لدى الشاعر رغبة عمّا هو مصنوع وميلا نازعا إلى ما هو طبيعي وكأن محور ذلك المرأة على سبيل الاقتصار, فهي بمثابة جوهر الطبيعة ورمزها في صورها المختلفة وتجلياتها المتعددة التي أفضى بعضها إلى بعض في إطار بنية تضمينية متّصلة الحلقات يتّسق خلالها عالم الطبيعة الخارجي47 بعالم الوجدان الباطني بما هو تعابير عن لوعة مفارق وحنين مشوق ورجاء آمل.
والحاصل أنّ أغاني المحفل- كما تبدو من خلال هذا النموذج الذي عرضناه عرض العيّنات المعبّرة_ تتغنى في مجملها بجمال المرأة وتمجّدها صفات وذاتا نظرا إلى مكانتها ماديا ومعنويا وقيمتها في المجالات الاجتماعية والاعتبارية.
ويحدث من حين إلى آخر أن تكون المرأة مجرد منطلق يعبّر من خلالها الشاعر عن عدد من شواغل المجموعة، هذه الشواغل المتصلة بالوجدان حينا، وبألوان الحياة حينا آخر بما فيها من جوانب مادية وأدبية تختلف وتأتلف حسب الحالات والظروف.
أما النموذج الذي اخترناه لتمثيل أغاني الأطراق فهو طرق "هاوينهم شبح بالعين" وفي ما يلي نصه:
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
دُوَّارْ سُـــــــــودْ الِْميَــــامِــــــي48
مَاصَابْنِي نْسَالْهِمْ دِينْ
نُـطْلُـــــبْ وُلاَ يِتْعَطَــــالـــــــِي
نُرْقُدْ عَلِيهُمْ عَامِيـنْ
حَتــــــــىَّ يُخْلُــصْ سُوَالـِي49
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
الأَزْرَقْ إِيزَحْزِحْ تْزَحْزِيحْ50
فِـي الأَرْضْ يِمْشِي بْنِصِيحَه
لاَحِقْ رِحِيلْ الَعْطَاطِيشْ 51
نَاسْ اللِّــي سَمـُّـــوا رْبيِحَــــه هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
وَتحَمَلَّتْهَا تحمّلِتْني قَطْعِــتْ عَلَـــــــــيَّ الشَّهَـــــادَة
عَضِّيتْهَا سَيّبَتْني قَطِّـــــــــر دَمّهَــــــا لِلْوسَــــادَة
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
قَالّكْ وِلْدْ العقَاب مَاتْ والأَرْنَبْ على الهود52 جَارَتْ53
عَاد الزنى54 لليتيمات وعــرب الخواويــر55 بـــارت
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
نَا مِثْلِي مِنْ طَاحْ56 فِي بِيرْ57 نْقَطْــعــــــــوُا جَـــابْـــدَاتُــو58
وُشَادْ الِْخَبَرْ فِي الدّْوَاوِير وِتْنَـــادْبُـــــوا صَـــــــاحْبَاتُــــو
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
يَا فَاطْمَة لاَ فطَمْتِيهْ وُلاَ عَـــــــاشْ عَنْـدِكْ فرَادِي
سَمِّي وُلِيدَكْ علَى اِسْمِي وُلاَ ضَاقِتْ الـــــــرُّوحْ نَـــادِي
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
دُوَّارْهُــــــــــمْ لاَمِّيــــــــنُــــــــــــو
البلّ تفْلَى مع البلّ
وُنَــــــــا قعُـــــــودِي زَابْنِينُــو59
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
وَنِّيتْ 60 وِالْمَاءْ دهِمْنَا
وُالاِثْنِينْ طُحْنَا دهَاشَــــــى61
رَقْبِةْ غَزَالْ اللِِّي يِقَزِّي 62
فِـــــي الشَّطْ عَامِلْ حْوَاسَـــه
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِيـنْ
ولعلّ أول ما يلاحظ أنّ هذا الطرق لا يغنّى في المناسبات الاحتفالية كحفلات الأعراس أو الختان ولا نظنّ أنّ مناسبة المحفل تتسع له أو تسمح به. وهو في أسلوبه وفي مضمونه ربما اقترب كثيرا من أغاني الملالية وخصائصها. ولا أدلّ على ذلك من العبارات الحسّية والمعاني المباشرة الشائعة في أوصال الطرق عامّة والتي تتجلى بصفة أخص في المقطوعتين الثالثة والرابعة اللتين لا يمكن أن يتغنى بهما المتغني إلا بصفة فردية على غرار ما يترنّم به في أغاني الملالية.
وإذا قام المرء بمقارنة بين أغاني المحفل والأطراق لاحظ أن أغنية المحفل أوفى متنا سواء من جهة العدد الجملي للأبيات أو من حيث عدد الأبيات في المقطع الواحد وتبيّن أن أغنية "جوف العتيد " عامرة بالمعاني الوجدانية لا محالة لكنها أكثر انفتاحا على العالم الكبير عالم الطبيعة، بينما يظهر طرق " هاوينهم شبح بالعين " حاملا لشحنات العاطفة أيضا لكنه ملتفت بصفة أخص إلى العالم الصغير عالم العواطف الفردية.
وفي حين اشتركت كلا الأغنيتين في التغنّي بالبيئة البدوية وما إليها من مناظر ثابتة ومشاهد حيّة فإنّ الطرق أكثر انصرافا في سجله المعجمي وصوره الشعرية إلى الجانب الحسي المباشر، وكأنّ الطرق يقع في منزلة بين المنزلتين أي بين أغنية المحفل وأغنية الملالية ذات الطابع العفوي اللائط بنوازع النفس البشرية، ولعلّ ذلك مما جعلها لا تؤدّى إلا أداء فرديا بصفة عامة.
ولئن سبق التعرّض لأغاني المحفل بالتعريف والوصف والتحليل في مناسبة سابقة63 فإنه يجدر التعريف بالأطراق. فالأطراق مفردها طرق64، ومعناه الأصلي الصوت أو نوع من الأصوات65 أو النغمة66 أو اللّحن67، من ذلك أنه يقال : " فلان هزّ الطرق " أي غنّى أوتعنّى، وكأن معنى الطرق تمحّض في ما بعد شيئا فيشئا ليصبح دالاّ على النغمة أو المقام في المصطلح الموسيقى، من ذلك أن يقال طرق كذا، وطرق كذا، ومثال ذلك " طرق الصيد". وطرق الصيد عبارة عن قصة محكيّة بالشبّابة ( القصبة ) تصوّر معركة ضارية دارت بين رجل وأسد اعترضه في بعض الفجاج أو الفلوات. يحاكى العازف صوت الأسد وهو يزأر ويهدّد كما يحاكى صوت المرأة وهي خائفة على زوجها تبكيه تارة وتندبه أخرى مردّدة " هاه شومي الراجل مات "، وتُسْمَع بعد ذلك طلقتا بارود مندفعتين من فوهة البندقية التقليدية (المقرون) وما هي إلا أن تطلق المرأة زغرودة الفوز وقد تغلّب زوجها على الأسد في نهاية المطاف بعد عراك عنيف ومشادة قاسية. وينهي صاحب الشبابة ( أو القصّاب ) طرقه بنغمة شجية مؤثرة وكأنه يرثي الأسد ويندب الحظ الظالم الذي جمع بين هذا الأسد الضاري وذلك الرجل الشجاع واللذين لا يستحق أي منهما أن يموت في هذا الصدام الدامي.
وأغاني الأطراق جماعية وفردية وهي متنوعة في مضمونها وأدائها، يشترك فيها- حسب ما يبدو- الرجال والنساء على حد سواء وتشكل القسم المتداول من الأغاني التونسية المتسربة من الأرياف والبوادي إلى المدن وتسمّى "العروبي".
ومن الأطراق أيضا طرق "وَعلاش ذلاّلة"68 وهذا مطلعه:
وَعْلاَشْ ذَلاَّلَة يَا مَرْيِمْ
اِلْخَدْ أَحْمَرْ وِالْعِينْ كَوَّايَة
ومنها كذلك طرق " يا طويره"69 ومطلعه:
يَا طْوِيرَة مَاكِ تْعَلِّيتِ
ثـَمَّــــــــــــــشْ مَـــــــا رِيـــــــتِ
خَبِّرْنِي عْلَى مُولَى بِيتِي70
فِـــــــــــــــــــــي آنَــــــــــا دُوَّارْ
وفي ما يلي مقطع من مقاطعها:
يَـا طُوِيرَة مَا اسمِحْ مَشْيِتْهَا
القاَيْلَــــــــــة71 حَـــــــرْقِتْهَـا
خَلخالها72 مْوَاتِي كَعْبِتْهَا
عْلَــــــــــــــى دُورْ73 الْـــعَـــــامْ
ويمكن-وبعد شيء من المقارنة- القول إنّ علاقة أغاني الأطراق بأغاني المحفل عبارة عن علاقة تقاطع وتمايز في الآن نفسه، فهي تشترك وأغاني المحفل في جملة من الخصائص العامة باعتبارها أنواعا من المقاطع المغنّاة. غير أنّ أغاني الأطراق تمتاز بعض الامتياز عن أغاني المحفل بالنظر إلى أن المؤدّي في الأولى فرد أو اثنان سواء كان ذلك العدد من النساء أوالرجال بينما يكون عدد المؤديات في النوع الثاني أربع نسوة على الأقلّ، كما أنّ أغاني المحفل أغزر مادّة إذ تمتاز بطولها النسبي زيادة على أنّ مضمونها أكثر كلاسيكية وأعمّ أغراضا وأوفر معاني. وربّما وجد المرء في الصنفين بعض التداخل أحيانا سواء من حيث عدد المؤدين أومن جهة بعض المقاطع الغنائية الواردة بنصّها في هذا الحيّز أوذاك على غرار ما هوماثل في طرق " يا طويرة " وأغنية " نجعك عشّى ودران "74 والتي مطلعها:
نَجْعِــكْ عَشّــــىَ75 وَدْرَانْ76
وَاسِــــــــــــــــعْ الاَرْكـــــــــــاَنْ
ِريدِي77 ضْرَبْهَا الطَّحَّانْ78
اُوخَـــــــيْ رَضُّوهَـاشْ
نَجْعِكْ عَشَّى وَدْرَانْ
وفي ما يلي المتن المشترك للأغنية والطرق على حدّ سواء:
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ الِْمِتْــــلَــــوِّي79
وِالْبِلْ 80 تْحَـوِّي 81
رَقْبِــــةْ غِــــــــزَالْ اِلْمِـــــــدَّوِّي82
شَــــــــارِدْ اَلارْيَــــامْ
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ عُـــرْبَاطَة 83
جْحَــافْ تِـتْوَاطَــى
مَرْقِــتْ 84مِــــــــرَادِي85 تِتْعَاطَــــى
شَــــــــارِدْ اَلارْيَــــامْ
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ اِلسَّنَـــــــــدْ86
مَــرْبوعَــــةْ اِلقَــــدْ
رِيـــــــــدِي نَـايِــــــرَةْ اِلْـخـَـــــــدْ
شَــــــــارِدْ اَلارْيَــــامْ
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ قَــــــمُّــودَة 87
يَا اِلْعِيــنْ اِلسُّـــودَة
رَقْبــــِةْ غِـــــزَالْ اِلْمَهْمُــــــودَة88
شَــــــــارِدْ اَلارْيَــــامْ
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ الِْمَــالوُسِــي 89
يَا طُمْ 90 مْسُوسِي91
عَلَي جَالِكْ نَصْبَِغْ كَبُّوسِي92
وُنْوَلـــــــيِّ طَلْيَـانْ 93
نَجْعِــــكْ عَشـّـــىَ الْمَكْنَاسِـــــي94
يَـــــا بْنَيِّـــةْ نَــاسِـي
عْلَى جَالِكْ مَرْبُوطْ مْبَاصِي95
بَــــاثْنَـــاشِـــنْ عَـامْ
نَجْعِــــكْ عَشَّـــــى سِفَاقِــــسْ96
وُرْوِيقِــــــي يَــابِـسْ
رِيقَــكْ عَسَـــــلْ بِالْمَحَــــابِسْ
عَنْــــدِ اِلنَّحّـــــاَلَــة
نَجْعِكْ عَشَّى لَحْــــزِمْ97
وَجْحَــــــــافْ تْنِــــــــمْ 98
صِفَةْ غِزَالْ اِلْعَشِـــمْ 99
شْــــــــــرِدْ مَــــاوَلاَّشْ100
نَجْعِكْ عَشَّي اِلْمِطْوِيَّة101
يَـا عْــــــــزِيـــــزَة عْلِيَّـــــا
صِفَةْ غِزَالْ الِدَّاوِيَّة102
شْــــــــــرِدْ مَـــــــــــاوَلاَّشْ
ويظهر التماثل كذلك بين طرق " راني مضام 103":
رَانِــــــــــــي مُضَــــــــــامْ104
يا لاعِجْ105 يَا عين الْجَالي106
طَـــــــــــالُــــوا الأيّـــــــــام
يا طُفْلَة مَاكْ قُلْت خَالــي107
رَانِي مُضَامْ
صَـــبّ الــــرَشْـــــرَاشْ108
وتبَلِّتْ هذْبِــــةْْ 109حُولـــيَّ110
خــالـــي مـــــا جَــــــــاشْ
دَرْبَانـي111 وهـــــــرَبْ علِــــــــيَّ
رَانِي مُضَامْ
صَبّــــــــتْ الأمْـــطَــــــــــار
وتبَلِّتْ هــــذْبِـــــــةْْ مَلْحِفْتِــــي
علــــــــــى زُوزْ اصْغَـــــــــارْ
والسِّمْحَـة مِنهـــــم مَعْرِفْتِــــي
وأغنية "على جرجارة"112 التي نورد نصّها:
عْلِـــــــــــى جَرْجَــــــــــارَه
مَـــــا تْغِيــــثْ113 اِلْمَمْحُــــونْ114
رَايْ شِعْلِـــــــــتْ نَـــــــــارَه
يَـــــــا ذَابِــــــــــل الَعْيــــــــــــــوُنْ
عْلِى جَرْجَارَه
آكْ الِنَّــجْــــمَــــــــــــــــــاتْ
لِــلْغَـــــــــــــــــــرِبْ تمسُّــــــــوا115
حَمَّــــه مَـــــــا جَــــــــــاشْ
وَعْـــــــــــــــلاَشْ تْـــعِسُّـــــــوا116
عْلِى جَرْجَارَه
آكْ الِنَّــجْــــمَـــــــــــــــــاتْ
لِــلْغَـــــــــــــــــــرِبْ مَـــــــاحـــــوا
حَمَّــــه مَـــــــا جَــــــــــاشْ
فَـــكُّـــولُــــــو117 سْـــــــلاَحُــــــــو
عْلِى جَرْجَارَه
ضَــــــــرْبِ اِلطَّبَّـــــــالْ118
فِــــــــــي دَارْ اِلـــقَــايِــــــــــد
حَمَّــــه مَـــــــا جَــــــــــاشْ
رَاوْخَبْــــــــــرُو شَــــــايِـــــدْ
عْلِى جَرْجَارَه
خَاتِـــــــــمْ فِـــــي لِيـــــــدْ
تَظْــــهِـــــــــرْ بقّــــاصــه119
حَمَّــــه مَـــــــا جَــــــــــاشْ
دَايِـــــــخْ120 فِــــــي رَاسَــــه
عْلِى جَرْجَارَه
جَمْــــــلــِكْ مَعْـــــقُـــــــــولْ
فِـــي الِصَّحْـــــرَا حَـــابِـسْ
حَمَّــــه مَـــــــا جَــــــــــاشْ
رَاوْ رِيــــــقُــــــــــو يَـــــابِــسْ
عْلِى جَرْجَارَه
غْثِيثَـــــــكْ مَهْــــــدُودْ121
يِكِيــــــــــــدْ الِضَّــــــــــفَّــارَه
رِيـــــــــشْ اِلَمَطْــــــرُودْ122
مْـــــــــــرَوِّحْ لاَوْكَــــــــارَه123
عْلِى جَرْجَارَه
ولعلّه من المناسب -للوقوف على مدى التطوّر المحتمل لكلا الصنفين- أن نورد مرّة أخرى أنموذجا من أغاني المحفل وأنموذجا من أغاني الأطراق. أمّا النموذج الأوّل فممّا يمثّله أغنية "لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ " 124.
لاَ صُبِتْ125 لِكْ126 هِيدَابْ127
عَرِيضْ الِكْفِلْ128 سِمِحْ الرَّقْبَة
فِــــي خَطْــــــــوُتُــــــو زَرَّابْ129
يَعْـــــزِمْ130 وُبَخْطِـــفْ بُكْرِيَّــــهْ
سَلِّم عَلَى الأحْبًابْ
رُدّ السَّـــــــــلامْ لِيهَـــــــا وهَيَّـــــــا
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
أَحْمِــــــدْ131 وُلَــدْ مِنْ جَابَاتُو
جْمِيـــــــعْ العُروبَــة طاعَاتُـــــو
واحْمَــدْ حَلَـــفْ بــالصُّـــــــــومْ
قَـــــــالْ الزَّمَـــالَة132 تِتْفَيَّـا133
وِيغِيرْ عَلِيهَــــــــــا القُـــــــــومْ
وتُقْعُدْ عَشَايِشْ134 مِبْنِيَّــهْ
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
أَحْمَدْ رَحَلْ قَالُوا غَرِّبْ135
ذَكْرُوهْ عْلىَ قَفْصَة مَرِّقْ136
بِجْحَـــــــــــافْ وَنَواقِيــــزْ137
ايقُلِّكْ138 سَـوَاري بَحْرِيَّــة
غَلاَقْهَـــــا عَكْــــــرِي صَافِـي
شَعَالْ وعَنْبِرْقِيزْ من مَصَرْ عَشُّوا139 المَهْديّة140
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
اللهْ لاَ كُــوتْ141 مْيَصِّــلْ142
مَرْبُوطْ في الرَّتْعَة143 يَصْهِلْ
مْشَتِّــــي عْلَــــــى المطْمُـــــــورْ
مْصَيِّفْ عْلَـــــــى فُــــــمْ النَّـادِرْ
مَـــــاكِــــلْ حْشِيـــشْ الغُـــورْ
شَـــــاوِي144 وامِّيمْتُـــوربِيعِيّة
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
كَبِّتْ عْلَــــي قَاعِــــةْ رِجْلُـــو
وُيَا رَبِّـــي مَــــاتْخَفِّــفْ اِجْلُـــو
جَــــا سَاكِــــــنْ الــــــرَّشِيـــقْ
مَا امْسِطْ كَلاَمُو كِ يُنْطُقْ 145
سَــــاعَــــــاتْ فَصْـــلِ الضِّيقْ
وُشَـــــاوِي وُامِّيمْتُـــو رْبِيعِيَّـــة
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
اللهْ وُلاَ لـــــــِي مَهْجُــورَة146
زَرْقــــــاَ مْثِيــــلْ الــــزَّرْزُورَة147
عَلِيهَــــــــا وُلَــــــــدْ غَشَّــــــامْ
بِالْعُمَرْ لاَ خَشْ مْحَلَّه َلاَ لاَج ْفِي حُكَّامْ
نْهَارْ الْبَـــــلاَ148 رَدْعُوا مِيَّة
رُدْ السَّــــــــــلاَمْ لِيهَـــــــا وُهَيَّــا
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
أَحْمَـــــدْ حَلَــــفْ بِالصُّــــومْ
قَـــــــالْ الــــــــرِّحِيلْ الْيُـــــــومْ
خَلِّـــــي النَّــــــوَاجِعْ تِتْفَيَّـــا
وِيِغِيـرْ عَلِيهَــــــــــــا الْقُــــــــــومْ
سَلِّــــــــمْ عَلــــــيَ الأَحْبَـــابْ
رُدِّ الخَبَرْ شُورْ149 هْنِيَّة
لاَ صُبِتْ لِكْ هِيدَابْ
اللهْ لاَ كُوتْ مْيَصِّــلْ
مَرْبُوطْ فِي الرَّتْعَة يَصْهِلْ
عَلِيهْ وُلَـدْ غَشّـــــــاَمْ
بِالْعُمَــــرْ لاَ خَـــشْ مْحَلََّــة
رُدِّ الخَبَرْ شُورْ هْنِيَّة
لاَ صُبتْ لِكْ هِيدَابْ.......
أَحْمَدْ رْكِبْ فُوقْ عْتِيلَة150
جَاتُوالِعْرُوبَة تِشْكِــي لَــهْ
بُرْنِي 151حَرَجْ152 شَافْ153 قْتِيلَة154
فِــي الْهَارْبَــــة دَرْقــاَشْ155 هُـــوَ لَبَّاسْ جَـــرْدْ النِّيلَــــة
عَ الرَّاشْقَـــــــة النَّوَّاشْ156
رُدِّ الخَبَرْ شُورْ هْنِيَّة
لاَ صُبتْ لِكْ هِيدَابْ.......
خَلْــــخَــالْـــهَــا رَنَّــانْ
مَاوْمِشْرِي مِ الذَّّّّّّّهَبْ الْغَالِي
مِيزُونْ فِـي الأَرْطَالْ
مِيزُونْ عْلَـــــى فَــرْدْ أُوقِيَّة
سَلِّـــم ْعَلَي الأَحْبَابْ
رُدِّ الـــخَبـَرْ شُــــورْ هْنِيَّـــة
رُدِّ الخَبَرْ شُورْ هْنِيَّة
وأمّا النموذج الثاني فيمثّله طرق " يا مريم وَعْلاش ذَلاَّلهْ " وهذا نصّه:
يَا مَرْيَمْ وَعْلاش ذَلاَّلـه ْ
الخَدْ أحْمَرْ والعِينْ كَوَّايَهْ
يَــــــا غَــارْسِينْ التُّــــــوتْ
يَا وَرْدَهْ مَا بِينْ زُوزْ157 حْيُوطْ
وَعْلاشْ خَالِكْ158 يمُوت
قُــــولِي خَالي يَا حَرَاميَّـهْ
يَا مَرْيَمْ وَعْلاشْ ذَلاَّلهْ
يَــــــا غَــارْسِينْ الفُـلْ
يَا وَرْدَهْ مَا بِينْ شَمْسْ وظَلْ
وَعْلاشْ خَالِكْ هْبِلْ159
قُــــولِي خَالي يَا حَرَاميَّـهْ
يَا مَرْيَمْ وَعْلاشْ ذَلاَّلهْ
يَــــــا غَــارْسِينْ اليَاسْ160
يَا وَرْدَهْ وَمْفَتَّحهْ فـــــي كَاسْ
اِِقْتِلْتِ وِلْــــدْ النَّاسْ
وُخَلِّيــــتْ القُلُـــوبْ كَسْدَانَــهْ
يَا مَرْيَمْ وَعْلاشْ ذَلاَّلهْ
يَـــا غَــارْسِينْ الـخَصْ161
يَا وَرْدَهْ مَا بِينْ زُوزْ عْرُصْ162
وَعْلاشْ خُوكْ يْهِسْ163
قُولــِي خَالـــي يَــا حَـــرَاميَّـهْ
يَا مَرْيَمْ وَعْلاشْ ذَلاَّلهْ
وفي حين اشتملت أغاني المحفل- إلى جانب التغنّي بالجمال النسوي ولواعج العاطفة المرتبطة بذلك- على شواغل" النجع " والاهتمامات الجماعية بصورة عامة164 كأنما اتجهت الأطراق وجهة المدينة فاشرأبّت إليها أعناقها وأخذت تستعير شيئا من سجلاتها المعجمية وبعضا من صورها الشعرية فضلا عمّا يتّصل بالمدينة من معمار وأدوات وغراسات وغير ذلك من مظاهر الحياة الحضرية.
ويبدو من خلال العيّنات التي تمكنّا من جمعها أنّ أغاني الأطراق تكاد تقتصر على التشبيب165 أو النسيب166 أو بعض الغزل167. ولعلّ هذا التمحّض لمعان دون أخرى من العوامل التي يسّرت لها أن تتسرب شيئا فشيئا إلى المدن ليتلقّفها فنّانو الغناء ويتناولوها بالتلحين168 ، في حين ظلّت أغاني المحفل في حيّزها الأصلي لا تكاد تغادره وذلك لأنّ مضمونها أوثق صلة بحياة البادية وما إليها من شجون وشواغل وشؤون.
والمحصّلة الحاصلة أن أغاني الأطراق تشاكل أغاني المحافل وتتمايز عنها في ذات الآن سواء من جهة البناء العام أو المقاطع الداخلية أو الأداء المخضرم إن من حيث العدد وإن من حيث الجنس. ولعلّ مثل هذه الخصوصيات هي التي مكنتها- بصورة أو بأخرى- من أن تتسرب شيئا فشيئا بنوع من اليسر إلى المدينة, هذه المدينة التي لم تلبث أن تلقفت متنها الخفيف ونفسها الحديد لتثري به تراثها الغنائي وتضيف إليه نضارة غير مألوفة. بينما بدت أغاني المحفل ظاهرة على ما سواها بوفرة مادتها وتنوع أغراضها وثراء معانيها وسعة أفقها فضلا عن طابعها الملحمي الساري في أوصالها تغنيّا بحياة البادية وتمجيدا لقيم القبيلة.
المصادر والمراجع
I المصادر:
- أحمد خصخوصي، روايات شفويّة متفرّقة (نسخة مخطوطة)
- نعيمة غانمي، الأغاني النسائيّة " في برّ الهمامّة" : المدوّنة (نسخة مخطوطة)
II المراجع:
أ - باللغة العربية
- الأصبهاني، الأغاني، شرحه وكتب هوامشه الأستاذ سمير جابر، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت 1412 هـ - 1992م.
- دلندة الأرقش وجمال بن طاهر وعبد الحميد الأرقش " مقدمات ووثائق في تاريخ المغرب العربي الحديث" منشورات كلية الآداب ، منوبة 1995.
- الأعشى، الديوان، دار صادر بيروت، 1404 هـ-1994م.
- إبراهيم جدلة " المحلّة في العهد الحفصي" الكرّاسات التونسية، عدد 169-170 سنة 1995
- حفناوي عمايرية، الخيل والفروسية في التراث الشعبي بتونس، الحياة الثقافية، العدد 174، جوان 2006 ص42-49
- أحمد خصخوصي: “ أغاني المحفل “ ، الحياة الثقافية عدد 182، سنة (أفريل 2007).
- ابن رشيق القيرواني، العمدة في علم الشعر وعمله، تحقيق محمد قزقزان، الطبعة الأولى، بيروت، دار المعرفة، 1408هـ/1988م.
- الطيب العشّاش: نماذج من الشعر العربي من بداية القرن الأول إلى بداية القرن الثاني هجريا، تونس، المركز القومي البيداغوجي، 1419هـ/1998م.
- ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر بيروت، 1399 هـ - 1979م.
ب - باللغة الفرنسية
- Renon (A.) , « Poésie d’Ahmed Ben Meddeb sur le cheval »Ibla, vol27,n°106-107,1964, ,245-252…
- Mustapha Tlili, « Itinéraire d’un notable de milieu tribal au cours de la deuxième moitié du 19ième siècle : le cas de Ahmed Ben Yusif ds Hamama. », Publications de l’Institut de Recherche sur le Maghreb Contemporain, Tunis (IRMC).
- Daumas, Les chevaux du Sahara : Harnachement .Paris 1855
- C. Sonneck, Chants arabes du Maghreb : Etude sur la: dialecte et la poésie populaire de l’Afrique du Nord. Guilmoto, Paris, 1902.
- P.Eudel, Dictionnaire des bijoux de l’Afrique du Nord, Paris, 1906
الهوامش
1 - هذه الأغنية للشاعر الغنائي المعروف اختصارا باسم الأزهر بن محمد الذيب وهو الأزهر بن محمد بن سعد بن شرف الدين بن فاضل بن زايد بن عمار بن إبراهيم ديدون، وقد انقطع عن قول الشعر من تلقاء نفسه منذ سنة 1947 معتبرا أنّ في قول الشعر نوعا من الغواية، (توفي سنة 1979).
2 - يوزع ترديد الأغنية على فريقين: فريق يشتغل بأداء المطلع (ويتكون هنا من بيتين ويعاد بعد كل مقطع وهو بمثابة "اللازمة" في الموسيقى) وفريق آخر يعتني بترديد المقاطع التي تسمى "جراريد" وهي جمع مفرده "جرّادة" وهي مجموعة الأبيات المكونة للمقطع الواحد. ولعل أهم ما يسم هذه العملية تكرار الشطر الأول من البيت الأول من المقطع وترديد الشطر الثاني من البيت الثاني من المطلع أيضا ويسمى ذلك "التنقيل" أي التكرار والتداول بين المؤديات في ترديد المطلع من جهة والمقاطع المكونة للأغنية من جهة ثانية, ومن شأن هذا التوزيع وهذا الترديد أن يطيلا الأغنية كثيرا, وقد يجعلانها مجهدة لما تتطلبه من قدرات صوتية هائلة وإمكانات تحمّل قد لا يقوى عليها صوت المرأة ولا تطيقها سائر الحناجر. ولعل السبب في هذا الأداء المعين راجع إلى التفاعل بين اللحن من ناحية والمقاطع الصوتية الطويلة المنغلقة (الغالبة على القصيدة) من ناحية أخرى والتي تضفي على الأغنية شيئا من التماسك ونصيبا من القوة وسرعة الحركة التي ربّما حاكت بصورة من الصور اندفاع الجواد الموصوف وتوثّبه لطيّ المسافات واللحاق بمحبوبة راكبه.
3 - جوف: جوف الحصان أي بطنه
4 - العتيد: صفة الحصان القوي « وفرس عتَد وعتِد بفتح التاء وكسرها: شديد تام الخلق سريع الوثبة معدّ للجري ليس فيه اضطراب ولا رخاوة. وقيل: هو العتيد الحاضر المعدّ للركوب، الذكر والأنثى فيهما سواء». (لسان العرب، مادة عتد).
5 - قرْوي: " نسبة إلى القيروان " وقد جاء في عدد من المؤلفات أنه ينسب إلى القيروان قيرواني وقيروي (ياقوت الحموي، معجم البلدان، 521:4) والمقصود بالقروي السرج المصنوع بمدينة القيروان التي لأهلها عناية خاصة بالفروسية
6 - نقسى: بعُد وصعُب اللحاق به (أصل الكلمة قصا وقد أبدلت الصاد سينا).
7 - ترجح:تميل من كثرة الإنتاج ووطأة الثقل. "ونخيل مراجيح إذا كانت موافير". (لسان العرب، مادة رجح)
8 - تميد: تميل وتنحني "وماد الشيء يميد ميدا : تحرك ومال". (لسان العرب، مادة ميد)
9 - شهبا: أصلها شهباء وهي صفة الفرس البيضاء.
10 - الملزّ: أصل وزنها قبل الإدغام مفعل (مصدر ميمي أو اسم مكان) والملزّ هو السباق أو مكانه.
11 - تدزّ: تندفع في عنفوان.
12 - دير:جلد عريض سميك مصنوع يتّخذ ليشدّ السرج إلى صدر الفرس وهو عبارة عن شريط من الجلد عرضه 10 سنتيمرات تقريبا ينتهي في كل طرف منه بواصلة تسمى (فكرونة) وبصحيفة يشبّك طرفها المطوي وتسمى حلقة. وللدير وصلتان من جلد توضعان على شريطي السرج (وتسمى كل واحدة منهما (رأس الدير) وانظر لمزيد التفاصيل:
A.Renon (A.Dubus) Poésie d’Ahmed ben Meddeb sur le cheval » in Iblan° 23-24 année 1943, pp 245-252
وانظر أيضا:
C. Sonneck, Chants arabes du Maghreb : Etude sur la dialecte et la poésie populaire de l’Afrique du Nord. Guilmoto, Paris, 1902.
13 - يدرز: يدوّي (بصوت عال).
14 - يغمز: يشير بالعين, وهنا معناها يومض البرق.
15 - الأهواد: جمع مفرده هود، وهو المنخفض من الأرض شبيه بالوادي.
16 - شقرا: شقراء وهي صفة من صفات الفرس ذات اللون الأحمر المائل الى الشقرة.
17 - تحبحب: تسير بسرعة وخفة ورشاقة مع تأثر طفيف بالثقل. "والحبحبة والحبحب : جري الماء قليلا قليلا". (لسان العرب، مادة حبحب)
18 - مضبّب: مغشّى مغطّى يحوم بقوة وكثرة. "والضب والتضبيب : تغطية الشيء ودخول بعضه في بعض، والضباب : ندى كالغيم، وقبل : الضبابة : سحابة تغشي الأرض كالدخان". (لسان العرب، مادة ضبب)
19 - موالف: أصلها مؤالف أي معتاد على الشيء.
20 - روفي: أصلها ارأفي.
21 - النوّاش: قطعة من حلي المرأة يشد به الشعر(في مقدمة الرأس) ويكون عادة من الفضة.
22 - الذلة: الذلة والمذلة "نقيض العز" (لسان العرب، مادة ذلل).
23 - رشراش: غزير كالمطر. "وترشرش الماء : سال". (لسان العرب، مادة رشش)
24 - مخضّبة الفم: مزدانة الفم وتكون الزينة بالأحمر خاصة.
25 - ينطّ: يقفز بخفة. ونط في المعجم مجرد الذهاب. "ونطّ في الأرض ينطّ نطاّ : ذهب".(لسان العرب، مادة نطط)
26 - الخطط: جمع مفرده خطّ وخطّة: الأرض (عامّة) " والخِطّ والخِطّة: الأرض تنزل من أن ينزلها نازل قبل ذلك. لسان العرب، مادة خطط).
27 - يتقفط: يسير ملاحقا بعزم وكأنه يقفز. (لسان العرب، مادة قفط)
28 - المنحر: "نحر الصدر : أعلاه، وقيل : هو موضع القلادة منه وهو المنحر".(لسان العرب، مادة نحر)
29 - أمحال: جمع مفرده محلة, وهي قوّة عسكرية متنقلة لها مهمتان أساسيتان تتمثل الأولى في جمع الضرائب مرتين في السنة (محلة الصيف التي تتجه إلى الشمال الغني بالحبوب ومحلة الشتاء التي تتجه إلى الساحل والجنوب حيث الزيت والتمر) وتتمثل الثانية في تمهيد البلاد وإخضاعها في حالة اندلاع عصيان أو انتفاضات. وتشتمل المحلة على جهاز قضائي وإداري، انظر لمزيد التفاصيل إبراهيم جدلة، "المحلّة في العهد الحفصي" الكرّاسات التونسية العدد 169-170 السنة 1995،ص ص29-41. وانظر كذلك دلندة الأرقش وجمال بن طاهر وعبد الحميد الأرقش " مقدّمات ووثائق في تاريخ المغرب العربي الحديث" منشورات كلية الآداب منوبة 1995، ص ص 111-121.
30 - جالي في البر: غريب في ذلك المكان لا أهل له
31 - محكِّر: ممسك عن فعل الشيء خوفا أو تقديرا .
32 - نتعزّر: من عزّره : لامه. «.(لسان العرب، مادة عزر)
33 - مذرور:اسم مفعول من ذرّ مصبوب متفرّق.
34 - الوطا: الأرض، وأصلها الوطاء.
35 - عنا: أصلها عناء وهو المعاناة والمقاساة والمشقة والتعب. والعناء أيضا "يكون من الحبس عن التصرف". (لسان العرب، مادة عني)
36 - جولاح: صفة للحصان وتدل على شدة الجري وسرعته. "والتجليح : السير الشديد". (لسان العرب، مادة جلح)
37 - هوّد: طأطأ رأسه(وكأنه يقترب من الأرض).
38 - يسماح: يصبح جميلا مزدانا.
39 - البرني : طائر كاسر، جاءت العبارة في بعض معاجم اللغة بمعنى الديكة أو الديكة الصغار حين تدرك، وربما أطلقت عبارة " البرني " على هذا الطائر وصفا للونه الأحمر المشرب بصفرة (لسان العرب، مادّة برن). وقد انزلقت هذه الكلمة من مصطلح يدلّ على نوع من الطير حتى أصبحت اسم علم، فمن الرجال من يسمى " البرني " أو" برني "، ومن النساء من تسمى " برنيّة " ويضرب المثل بهذا الطائر في الجمال لعينيه الخضراوين وشكله العجيب.
40 - يلغط: يصيح، ينادي،. واللغط في اللسان هو " الكلام الذي لا يبين" (لسان العرب، مادة لغط)
41 - الأسطاح: السطوح جمع مفرده سطح: أعالي الجبال، والسطح "من كل شيء أعلاه ".(لسان العرب، مادة سطح)
42 - قرواح: جميل صادح رنان
43 - الأسهاب: جمع مفرده سِهب و" السُّهب من الأرض: المستوي في سهولة، والجمع سهوب. والسهب: الفلاة، وقيل: سهوب الفلاة نواحيها التي لا مسلك فيها. والسهب: ما بعُد من الأرض واستوى في طمأنينة، وهي أجواف الأرض، وطمأنينتها الشيء القليل تقود الليلة واليوم ونحو ذلك، وهو بطون الأرض تكون في الصحاري والمتون، وربّما تسيل وربّما لا تسيل لأنّ فيها غلظا وسهولا، تنبت نباتا كثيرا، وفيها خطرات من شجر أي أماكن فيها شجر وأماكن لا شجر فيها. وقيل: السهوب المستوية البعيدة. وقال أبو عمرو: السهوب الواسعة من الأرض ".(لسان العرب، مادة سهب)
44 - لا تخضع جميع الأغاني بالضرورة إلى هذا الإجراء في التوزيع والترديد ذلك أنّه يطيل الأغنية كثيرا. ويبدو أن هذا النوع من الترديد المرجّع والتوزيع الدقيق يقع الالتزام به في بعض الأغاني دون غيرها، وربّما أمكن للدارس المتخصّص في دراسة المقاطع الصوتية والعروضية وطبيعة النغم واللحن أن ينظر في ما إذا كانت ثمّة علاقة حميمة قائمة بين مجمل المقاطع الصوتيّة القصيرة والمقاطع الصوتية المنغلقة من جهة وما اقتضته من صياغة لحنيّة مميّزة يطغى عليها طابع الحزم والسرعة من جهة ثانية. ولعلّ مجمل ذلك هو الذي اقتضى تكثيف الترديد الغنائي في عدد من مواطن الأغنية بغاية تكثيف التأثير في السامع وحمله على أن يُشْرَك في أمريْ المعنى والمغنى على حدّ سواء.
45 - القيروان: ولاية من ولايات الوسط وتعدّ من الناحية التاريخية عاصمة الدولة الأغلبية وهي مشهورة بالفروسية وسائر الصناعات المتصلة بهذا النشاط كالسروج وما إليها.
46 - تقع جهة الجريد في الجنوب الغربي من القطر التونسي ويحدها غربا القطر الجزائري الشقيق ويناسب الجريد من الناحية الإدارية ولاية توزر.
47 - هذا المنحى في الوصف متداول في مواطن من الشعر الجاهلي وحتى الإسلامي. ولعل أظهر من يمثله الأعشى ميمون ابن قيس إذ ينطلق من المشبّه ليتلبث متوقفا عند المشبّه به فيطيل وصف حالاته وحركاته.انظر على سبيل المثال القصيدة التي يمدح فيها الشاعر النعمان (الديوان، 30:1-37 ) والقصيدة التي يمدح فيها هوذة بن علي الحنفي (الديوان، 105:2-110 ) والقصيدة التي يمدح فيها قيس بن معد يكرب (الديوان، 150:2-154 ) والقصيدة التي يمدح فيها مسروق بن وائل (الديوان، 155:2-156 ) والقصيدة التي يمدح فيها إيّاس بن قبيصة الطائيّ (الديوان، 186:2) والقصيدة التي يمدح فيها قيس بن معد يكرب (الديوان، 196:2-201 ).
48 - الميامي: (مفردها مومو) وتنطق في تونس ( ممّو) شرحها C.Sonneck في كتابه:
Chants arabes du Maghreb : Etude sur la dialecte et la poésie populaire de l’Afrique du Nord. Guilmoto, Paris, 1902.
بأنها بؤبؤ العين أو الحدقة أو إنسان العين، ولعلّ متجهه إلى هذا المعنى صحيح إذا اعتبرنا أنّ الكلمة أجريت عليها عملية إبدال الميم باءً " ويقال: البؤبؤ: إنسان العين. وفي التهذيب: البؤبؤ عير العين" (لسان العرب مادة بأبأ).
49 - سوالي: أصلها سؤالي بمعنى (دَيْنِي)
وتوجد رواية أخرى لمطلع هذا الطرق وهي كالتالي:
هَاوِينْهُمْ شَبِحْ بِالْعِينْ دُوَّارْ بين النَّـزَالِي
مَا صَابْنِي نْسَالْهِمْ دِينْ نُطْلُبْ وُلاَ يِتْعَطَالِي
نُرْقُدْ عَلِيهُمْ عَامِينْ حَتَّى نخَلِّصْ سُوَالِي
50 - تزحزيح: نوع من السير حثيث " وهو السّوْق الشديد"(لسان العرب مادة زحح).
51 - العطاطيش : جمع مفرده عطوش وهو الإطار الخشبي للهودج.
52 - الهود: جمعه الأهواد، وهو المنخفض من الأرض شبيه بالوادي
53 - جارت: سيطرت على المنخفضات واحتلتها.
54 - الزنى : ليس المقصود بالزنى المعنى الاصطلاحي المعروف شرعا وقانونا، بل المقصود هو العشق وما يتعلّق به من مغامرات غرامية. وعندما يوصف الرجل بهذه الصفة فمعنى ذلك أنه إِلْف نساء أو تِبْع نساء كما يقال. وليست هذه الصفة في مألوف العادة مما يشين الفتى أو مما يحطّ من قيمته باعتبار ذلك من مقوّمات الفتوّة ومتممات الفروسية التي تلفت إليه الأنظار وتجعله محل إعجاب وانبهار.
55 - خواوير: مفردها خوّارة وهي المرأة الجميلة المتمنّعة التي تضِنّ بالوصل.
56 - طاح: سقط.
57 - بير: بئر.
58 - جابداتو: حباله التي دُلّي بها في البئر، و» جبذ جبذا: لغة في جذب « (لسان العرب مادة جبذ).
59 - قعودي زابنينو: جملي الصغير دفعوه دفع الحرمان (لسان العرب مادة زبن).
60 - ونّيت : أقمت نؤيا أي جعلت حاجزا ترابيا حول الخيمة لصدّ مياه السيل
61 - دهاشى : أغمي عليهم .
62 - يقزّي : ذو نشاط وحيويّة (صحيح مسلّم )
63 - انظر أحمد خصخوصي، " أغاني المحفل" الحياة الثقافية، العدد 182 السنة أفريل 2007 ص ص 62-80
64 - يقول ابن منظور: "والطّرق ضرب من أصوات العود. اللّيث: كلّ صوت من العود ونحوه طرق على حدة، تقول: تضرب هذه الجارية كذا وكذا طرقا".(لسان العرب، مادّة طرق).
65 - (لسان العرب، مادّة طرق).
66 - يقال: " وقد تنغّم بالغناء ونحوه " (لسان العرب، مادّة نغم).
67 - اللّحن: من الأصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه ألحان ولحون ولحن في قراءته إذا غرّد وطرّب فيها بألحان" (لسان العرب، مادّة لحن).
68 - الأغنية رقم 46.
69 - الأغنية رقم 104
70 - مولى البيتِ: صاحب البيت (الرجل أو الزوج) ومولاة البيت صاحبة البيت (المرأة أو الزوجة).
71 - القايلة: شمس الظهيرة الحارة. (لسان العرب: مادّة قيل).
72 - خلخال: " والخَلخَل والخُلخُل: من الحَلي: معروف... والخلخال كالخَلخَل.والخلخل لغة في الخلخال أو مقصور منه، واحد خلاخيل النساء... والخلخال الذي تلبسه المرأة. وتخلخلت المرأة: لبست الخلخال. (لسان العرب، مادّة خلل).وهو في مجال البحث قطعة من الحلي الفضّي المجوّف تضعه المرأة فوق كعبتـي ساقيها، وانظر لمزيد التفصيل
P.Eudel, Dictionnaire des bijoux de l’Afrique du Nord, Paris, 1906
73 - دور: مدى، على دور العام : على مداه أي على مدار السنة.
74 - الأغنية رقم 76 .
75 - عشّى: حلّ عشيّة أو ارتحل عشيّة أو رتع في المكان الذي قصده بالرحلة .
76 - ودران: واد معروف ينطلق من ولاية قفصة ويصبّ في البحر الأبيض المتوسط بين الصخيرة والمحرس.
77 - ريدي: حبيبتي (التي أريدها).
78 - الطحّان: الرجل المغلوب على أمره والذي تفركه المرأة وتهوى غيره.
79 - المتلوّي: مدينة منجمية (مشهورة بإنتاجها للفسفاط) تقع على بعد 40 كلم غرب مدينة قفصة على الطريق المؤدية إلى توزر.
80 - البل : الإبل
81 - تحوّي: الإبل التي توضع عليها الحويّة وهي الحشيّة التي تجعل حول ذروة البعير حتى يُركب أو توضع عليه الأحمال. والحوية : " كساء يحوّى حول سنام البعير ثم يركب. الجوهري: الحويّة: كساء محشو حول سنام البعير وهي السويّة (لسان العرب مادة حوا ).
82 - المدّوي: الذي يفزع نفورا لطبيعته البريّة.
83 - عرباطة: جبل مرتفع يقع جنوب مدينة قفصة
84 - مرقت: خرجت (لسان العرب مادة مرق).
85 - مرادي : حبيبتي.
86 - السند: منطقة تقع على بعد 50 كلم شرق قفصة على الطريق المؤدية إلى مدينة صفاقس.
87 - تعرف ببلاد قمودة أو سهل قمودة وبها يقع مركز ولاية سيدي بوزيد. وقمودة: الاسم القديم لمقر ولاية سيدي بوزيد ويذهب بعضهم إلى أنّ أصلها " تقمودا " لفظة بربرية تعني الزهرة البريّة، ويرى بعضهم الآخر أنّ "قمودة " مؤنث قمود وهي مشتقة من مادة قمد التي تفيد معاني القوّة والشدّة والإباء والتمنّع (لسان العرب، مادة قمد)، ومنهم من يذهب إلى أنّ هذه المنطقة ربما سميّت بتلك التسمية لمناعتها باعتبارها محاطة بجبال تحميها من سائر نواحيها.
88 - المهمودة بمعنى الصحراء. "وأرض هامدة : مقشعرة لا نبات فيها إلاّ اليابس المتحطم، وقد أهمدها القحط... الهامدة: الأرض المستنة، وهمودها: أن لا يكون فيه حياة ولا نبت ولا عود ولم يصبها مطر" (لسان العرب، مادة همد).
89 - المالوسي: ناحية من نواحي منزل بوزيان تقع في منتصف الطريق بين السند والمكناسي (ينسب إليها جبل المالوسي).
90 - طمّ: الشدّة والكثرة، من " طمّ الشيء إذا عظم. وطمّ الماء إذا كثر، وهو طامّ "(لسان العرب، مادة طمم).
91 - مسوسي: مرضي من شدّة الوجد والغرام، " ورجل ممسوس: به مسّ من الجنون " (لسان العرب، مادة مسس)
92 - كبّوسي: غطاء الرأس الصوفي أحمر اللون غالبا ويسمى أيضا الشاشيّة.
93 - نسبة إلى إيطاليا.
94 - المكناسي: منطقة من ولاية سيدي بوزيد تقع على الخط الحديدي الرابط بين صفاقس وقفصة .
95 - امباصي: مسجون (مدى الحياة عادة) أو معدم رميا بالرصاص، وأصلها من اللغة الفرنسية لقولهم: "passer quelqu’un par les armes « أعدم بالرصاص.
96 - هكذا تنطق في مجال البحث والمقصود مدينة صفاقس .
97 - الحزم: واحدهم الحزامي وهي قبيلة مستقرّها الأصلي حول مدينة قابس.
98 - تنمّ: تحنّ مصوّتة. ومن " النميمة الصوت الخفيّ من حركة شيء أو وطء قدم " (لسان العرب، مادة نمم).
99 - العشم: الهياج من فرط القوّة والنشاط
100 - ما ولاّش: لم يرجع، ولّى: رجع.
101 - المطويّة: مدينة تقع شمال قابس غير بعيدة منها.
102 - نسبة إلى الدوّ، وهي الفلاة الواسعة (لسان العرب مادة دوا ).
103 - الأغنية رقم 105
104 - مضام: مظلوم (لسان العرب، مادّة ضيم).
105 - لاعج: اسم علم للمرأة متداول في مجال البحث.
106 - الجالي: البرّي، والمقصود به الغزال.
107 - خالي: خليلي.
108 - الرشراش: المطر الخفيف. (لسان العرب، مادّة رشش).
109 - هذبة: ( أبدلت الدال ذالا) " هُدب الثوب وهُدبته وهُدّابه: طرف الثوب بما يلي طرّته" (لسان العرب، مادّة هدب).
110 - الحولي: لباس المرأة الخارجي، ويستعمل عادة في مناسبات الاحتفال.
111 - درباني: استدرجني فجعلني أنزل من علو إلى سفول.
112 - الأغنية: رقم 45
113 - تغيث: تسعف
114 - الممحون: المبتلى بداء العشق.
115 - تمسّوا: غربت إيذانا بحلول المساء
116 - تعسّوا: تراقبون
117 - فكّولوا: نزعوا منه (سلاحه).
118 - الطبّال: الطبل، وكان يستعمل خاصّة في حالة الاستنفار.
119 - بقّاصة: لمّاعة، صيغة مبالغة من بقص.
120 - دايخ: كأنه مغمى عليه.
121 - مهدود: مرسل غير مضفور
122 - مطرود: الغزال الشارد المطارد .
123 - لاوكاره: لأوكاره، جمع مفرده وكر وهو كناس الغزال.
124 - عنوان هذه الأغنية في رواية أخرى هو " لا صبتلك هيباق ". انظر مقال حفناوي عمايرية " الخيل والفروسية في التراث الشعبي بتونس" الحياة الثقافية العدد 174 السنة جوان 2006 ص ص 42-49
125 - بمعنى ليت. صبت: أصبت أووجدت، ومعنى لا صبت : لوكان لي أوليت لي.
126 - لك: يستعمل الشاعر ضمير المخاطب. والظاهر أنّ هذا الأسلوب متداول في المواطن الاستهلالية من الشعر العربي القديم وهوما يعبّر عنه بـ" التجريد " ويتمثّل في أن يجرّد الشاعر من ذاته ذاتا يخاطبها.
127 - هيداب: صفة من صفات الحصان. وأصلها-على ما يبدو- الهيدب، "وفرس هدب: طويل شعر الناصية..." " وقيل: الهيدب: الذي عليه أهداب تدبدب من يجاد أو غيره كأنها هيدب من سحاب" وهيدب السحاب " هو ما تدلّى من أسافله إلى الأرض" " والهيدب ضرب من مشي الخيل " " وهيدب: فرس عبد عمرو بن راشد" (لسان العرب، مادّة هدب).
128 - الكفل: " بالتحريك: العجز، وقيل: ردف العجز" (لسان العرب، مادّة كفل).
129 - زرّاب: صيغة مبالغة من زرب: بمعنى أسرع. ولعلّه من الزرب وهو" مسيل الماء، وزرب الماء وسرب إذا سال"(لسان العرب، مادّة زرب).
130 - يعزم: ينطلق
131 - أحمد: المقصود هو أحمد بن يوسف ولمزيد التفصيل انظر :
Mustapha Tlili, Itinéraire d’un notable de milieu tribal au cours de la 2ème moitié du 19ème siécle : Le cas de Ahmed Ben Yusif des Hamama, Pulications IRMC Tunis 20
132 - الزمالة: جمع مفرده زملة، و" الزملة الرفقة" تكون في الارتحال عادة (لسان العرب، مادّة زمل).
133 - تتفيّا: تتفرّق وتنتشر، ويبدو أنّ أصلها من "فأوت أي فرّقت" (لسان العرب، مادّة فيأ).
134 - عشايش: جمع عشّة وهي بيت الشعر الصغير.
135 - غرّب: اتّجه نحو الغرب.
136 - مرّق: خرج في سرعة.
137 - نواقيز: نواقيس (وقد أبدلت السين زايا).
138 - ايقلّك: أصلها يقول لك: وهي صيغة للتشبيه بمعنى كأنّه أوكأنّها.
139 - عشّوا: كانوا في العشيّة بمكان كذا.
140 - المهديّة : مدينة ساحلية تبعد عن تونس العاصمة 205كم.
141 - الكوت: الحصان المؤصّل (جواد ذو أصول كريمة) يكون فرس سباق أو قتال. وتفيد عبارة الكوت أيضا الشِّعر المتعلق بالحصان. وانظر لمزيد الشرح:
Daumas, Les chevaux du Sahara : Harnachement .Paris 1855
وانظر كذلك:
A.Renon (A.Dubus) « Poésie d’Ahmed ben Meddeb sur le cheval » in Ibla n° 23-24 année 1943, pp 245-252
وانظر أيضا:
C. Sonneck, Chants arabes du Maghreb : Etude sur la dialecte et la poésie populaire de l’Afrique du Nord. Guilmoto, Paris, 1902.
142 - ميصّل: اسم مفعول، أصلها مؤصّل من أصل كريم وسلالة مصطفاة.
143 - الرتعة: مربط الخيل عادة، وأصلها من الرتع وهوالرعي في الخصب والسعة (لسان العرب، مادّة رتع).
144 - شاوي: نسبة إلى السلالة الكريمة في الجزائر.
145 - امسط: اسم تفصيل من ماسط: غير لذيذ أوغير ممتع وأصله الماء الكدر أوالملح (لسان العرب، مادّة مسط).
146 - مهجورة: اسم مفعول من هجر، صفة للفرس. " والمهجور: الفحل يشدّ رأسه إلى رجله... قال: وسمعتهم يقولون: هجّروا خيلكم. وقد هجّر فلان فرسه. والمهجور: الفحل يشدّ رأسه إلى رجله" (لسان العرب، مادّة هجر).
147 - زرزورة: انثى الزرزور وهو" طائر، وفي التهذيب: والزرزور : طائر، وقد زرزر بصوته" (لسان العرب، مادّة زرر).
148 - البلا: أصلها البلاء، من " بلوت الرجل بَلْوًا وبلاء وابتليته: اختبرته، وبلاه يبلوه بلوا إذا جرّبه واختبره" (لسان العرب، مادّة بلا) والمقصود بنهار البلا يوم القتال والحرب.
149 - شور: اتّجاه
150 - عتيلة: صفة مشبّهة من اسم الفاعل، صفة للفرس القويّة الشديدة السريعة (لسان العرب، مادّة عتل).
وانظر أيضا:
C. Sonneck, Chants arabes du Maghreb : Etude sur la dialecte et la poésie populaire de l’Afrique du Nord. Guilmoto, Paris, 1902.
151 - البرني : طائر كاسر، جاءت العبارة في بعض معاجم اللغة بمعنى الديكة أو الديكة الصغار حين تدرك، وربما أطلقت عبارة " البرني " على هذا الطائر وصفا للونه الأحمر المشرب بصفرة (لسان العرب، مادّة برن). وقد انزلقت هذه الكلمة من مصطلح يدلّ على نوع من الطير حتى أصبحت اسم علم، فمن الرجال من يسمى " البرني " أو" برني "، ومن النساء من تسمى " برنيّة " ويضرب المثل بهذا الطائر في الجمال لعينيه الخضراوين وشكله العجيب.
152 - حرج: توقّف عن التقدّم أوالمضيّ في الأمر على سبيل الامتناع أوالتربّص أوالمكر " والحرج: الذي لا يكاد يبرح القتال... والحرج: الذي يهاب أن يتقدّم على الأمر"(لسان العرب، مادّة حرج).
153 - شاف: رأى، " وشاف الشيء شوفا: جلاه. والشوف : الجلو" (لسان العرب، مادّة شوف).
154 - قتيلة: صفة مشبّهة باسم المفعول بمعنى طريدة.
155 - درقاش: صيغة مبالغة من درقش الهاربة أي ضرب الطريدة فأصابها وجعلها تتدحرج بسرعة، ولعلّ حرف القاف أبدل شينا لأنّه يقال " درقق في مشيه أسرع" (لسان العرب، مادّة درقق).
156 - النوّاش: قطعة فضّية مثلّثة الشكل وبها لسان معقوف تثبّته المرأة في مقدّمة الرأس لتشدّ به شعرها، لعلّه من " ناشه بيده ينوشه نوشا: تناوله" (لسان العرب، مادّة نوش).
157 - زوز: أصلها زوج بمعنى اثنين.
158 - الخال: هوالخليل والعشيق.
159 - هبل: هام حبّا حتى تولّه وذهب عقله.
160 - الياس: أصلها الآس وهو" ضرب من الرياحين (لسان العرب، مادّة أوس).
161 - الخصّ: أصلها الخسّ وهو" بقلة معروفة من أصل البقول عريضة الورق حرّة ليّنة تزيد في الدم" (لسان العرب، مادّة خسس).
162 - عرص: جمع عرصة، والمقصود بها السارية.
163 - يهسّ: يكابد المرض وقد أثّر فيه وأضعفه حتى جعله أقرب إلى الموت منه إلى الحياة.
164 - اشتملت أغاني المحفل على الأحداث الكبرى التي أثرت أيما تأثير في حياة " العروش " ومنها الأيّام والمعارك والحروب مثل ما سمّي بعام الهجّة " أي الجلاء إلى طرابلس ليبيا سنة 1881 رفضا للاحتلال الفرنسي ونجد أثر ذلك أيضا في مضمون أغنية " ردّ النبا " الحاملة لرقم 30 وكذلك أغنية " هزّي راسك شايعي بالعين " الحاملة لرقم 103 وهي من تأليف الشاعر محمد بن الحاج العليمي.
165 - طويرة: مؤنث تصغير طير.
166 - التشبيب: تشبيب الشعر لغةً: " ترقيق أوّله بذكر النساء وهو من تشبيب النار وتأريتها. وشبّب بالمرأة: قال فيها الغزل والنسيب، وهو يشبّب بها أي ينسب بها. والتشبيب : النسيب بالنساء " (لسان العرب مادة شبب). والتشبيب من الناحية الاصطلاحية مصطلح عام يعنى بذكر محاسن المرأة مرتبطة بشبابها. (الطيّب العشّاش، نماذج من الشعر العربي من بداية القرن الأول إلى بداية القرن الثاني هجريّا، 99).
167 - النّسيب: لغةً مصدر من " نسب بالنساء ينسُبُ وينسِبُ نسبًا ونسيبا ومنسِبَة: شبّب بهن في الشعر وتغزّل " (لسان العرب مادة نسب).والنسيب من حيث الاصطلاح عبارة عن مصطلح خاص يقصد به ما يفتتح به الشاعر كلامه. (الطيّب العشّاش، نماذج من الشعر العربي من بداية القرن الأول إلى بداية القرن الثاني هجريّا، 99).ون حكم الغزل كما يقول ابن رشيق: " أن يكون ممزوجا بما بعده من مدح أو ذمّ متصلا به غير منفصل عنه " ابن رشيق القيرواني، العمدة في علم الشعر وعمله،111:2
168 - الغزل: لغةً " حديث الفتيان والفتيات. ابن سيده: الغزل اللّهو مع النساء... ومغازلتهن ومحادثتهن ومراودتهن، وقد غازلها، والتغزّل: التكلّف بذلك. (لسان العرب مادة غزل). والغزل مصطلحاً الغرض البارز المستقل بذاته المخصّص لموضوع الحب، وهو غرض أو هو فنّ شعري تميّز به النصف الثاني من القرن الأول للهجرة (الطيّب العشّاش، نماذج من الشعر العربي من بداية القرن الأول إلى بداية القرن الثاني هجريّا، 99).
169 - أصبحت أغاني الأطراق تمثّل القسم المتداول من الأغاني التونسية المتسرّبة من البوادي والأرياف إلى المدن، ويطلق عليها أحيانا مصطلح " العروبي".