جديد النشر في الثقافة الشعبية
العدد 4 - جديد النشر
لا زال جديد النشر فى مجال الثقافة الشعبية العربية حافلاً بالموضوعات الثرية والمهمة التي تسهم في التعريف بتراثنا الشعبي العربي خلال عامى 2007 و2008 على وجه الخصوص، ولعلنا نعيد التأكيد على أن المشكلة المحورية في الإصدارات العربية الحديثة في الفولكلور هي غياب القنوات التي من شأنها إطلاع المتخصصين على الجديد في المجال. وهي دعوة نطلقها من منبر الثقافة الشعبية بتبني مشروع وضع جديد النشر في العالم العربي على موقع متخصص نستطيع من خلاله الوقوف على أحدث الدراسات.
جديد النشر في هذا العدد يكشف لنا عن دراسات متنوعة من عدة دول عربية وسوف نبدأها بالدراسات الحديثة التي صدرت في سوريا بمناسبة احتفال العالم العربي هذا العام بدمشق عاصمة للثقافة العربية.
التراث الشعبي في سوريا
ظهرت في دمشق خلال 2007 دراستان في مجال بحث التراث الشعبي السوري، الأولى بعنوان «من التراث الشعبي الفراتي: مختارات من أعمال الباحث «عبد القادر عياش» وستكون موضوع تقديم يتناوله الدكتور كامل إسماعيل.
تراث البدو في سوريا
أما الكتاب الثانى الذي تطرق للتراث الشعبي السوري فهو للباحث الأنثروبولوجي الألماني لوثار شناين بعنوان «شمر-جربا والانتقال من الترحال إلى الاستقرار: دراسة حول «حياة البدو وتراثهم» عن الهيئة العامة السورية للكتاب عام 2007. والكتاب يشكل إسهاماً جديداً في عرض جوانب مهمة من حياة البدو، وبخاصة ما يتعلق منها بالعادات والتقاليد من خلال قبيلة بدوية يعيش أبناؤها في العراق وسورية بعد أن هاجرت من جنوب شبه الجزيرة العربية في نهاية القرن الثامن عشر. ويعيش سكان عشائر شمر الآن في البادية التي تقع بين نهري الفرات ودجلة. ويكشف المؤلف عن العديد من المظاهر والممارسات الشعبية لهذه العشائر فيما يخص الثقافة المادية والأدوات التي يستخدمونها وعلى رأسها الخيمة ومكوناتها ومتعلقاتها، ثم أدوات الطعام والطهي ومنها «الجدر، الشفشير، الصاج، الهودى، الصحن.. ووظيفة كل منها كما يعرض لطرق عمل القهوة. ثم يعّرف بأنواع الأسلحة، والأزياء والحلى النسائية والرجالية..إلخ.. كما يعرض المؤلف للعادات المرتبطة بتبادل السلع والتغذية وأدوات الزراعة والتنظيم العشائري الذي يرى أنه لم يتأثر حتى الآن بالتحول الاقتصادي. ويضيف المؤلف قوله أنه بما أن تطور شمر من البداوة إلى الزراعة المستقرة ما يزال يأخذ مجراه، فلا يمكن أن نطلق مقولات نهائية حول المسألة المعقدة المتمثلة في نشوء أشكال جديدة من التنظيم الاجتماعي، حيث إن البحث في هذه المسألة متروك للأبحاث المستقبلية.
الأمثال الشعبية في بلدة سورية
من الدراسات الحديثة التي ظهرت في سوريا أيضاً كتاب «المثل الشعبي في منطوقه الزبداني: دراسات في الأمثال الشعبية» لمؤلفه إبراهيم علاء الدين، والكتاب صادر عن الهيئة السورية للكتاب 2008. قدم المؤلف دراسة تحليلية للمثل الشعبي في بلدة الزبداني بين الخصوصية والتأثر بالمحيط. وقد أورد المؤلف العديد من النماذج التي تؤكد ارتباط المثل الشعبي ببيئته، وبخاصة في إطار استخدام بعض الألفاظ والكنايات. وقارنها بما ورد في بعض المراجع الشامية الأخرى مشيراً لمواضع الأمثال في كل منها. كما أفرد جانباً في تحليله للمثل بين الفصحى والعامية، والمفردات في المثل وقضايا الزمن والوقت، كما أفرد تحليلاً لحكايات الأمثال. مصنفاً مادة الأمثال لأثنى عشر فصلاً يضم كل منها مجموعة أمثال مع شرح دلالة ومضرب كل منها، وهي: العقل والتفكير، الفضائل، الجماعة والحياة الاجتماعية، الأسرة والعائلة، الحياة الاقتصادية، الحاجات الإنسانية، التعاملات الإنسانية، الحياة النفسية، الرذائل، الحيوانات، الزمن والطقس، مواضيع متفرقة.
الشعر الشعبي والشعر الصوفي
وفي بحث الجديد في الشعر الشعبي نعرض لدراستين ظهرتا في كل من مصر والجزائر لكل منها منهج واتجاه علمي في الجمع والتحليل. الدراسة الأولى للدكتور إبراهيم عبد الحافظ تحمل عنوان «الشعر الصوفي الشعبي» صدرت عن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية 2008. والكتاب دراسة للشعر الصوفي في سياقه الثقافي والاجتماعي جُمعت مادتها في محافظة القليوبية بمصر. وتُعرِّف الدراسة الشعر الصوفي الشعبي بأنه « الشعر المؤدى في موالد الأولياء وحلقات الذكر وحلقات ساحات الأولياء ويلتزم القوالب الشعرية الشعبية مثل الموال والزجل ويتوسل بالعامية على الرغم من أدائه مع الشعر الفصيح، وهو يعبر عن معتقدات جماعات أتباع الطرق الصوفية من الدراويش في المناسبات الدينية». وقد صنف المؤلف مادته إلى أربعة أقسام هي: التوحيد، والمديح، والتوسل والاستغاثة والمدد، وتعاليم الدراويش والمواعظ . كما تناول الأداء والمؤدين والجمهور من حيث طرق التعلم السائدة بين المنشدين، وأهمها التعلم عن طريق التلمذة على الشيوخ الأكبر سناً داخل الطرق الصوفية (في الحضرات المرتبة أو الأسبوعية للطريقة)، ثم التحول إلى الإنشاد بصحبة فرقة موسيقية بعد ذلك وفق مراحل يمر بها المنشد. كما يعرض المؤلف لتقاليد وأساليب أداء النص الصوفي من خلال التمييز بين النص في مصدره المطبوع (في حالة اعتماد المنشد على مصدر معروف) والنص المؤدى الذي يخضع من قبل المنشد إلى تعديلات وتبديلات. وفي تحليل المؤلف للنصوص يصنف الرموز الصوفية عموماً إلى رموز نصية (قولية)، ودينية سماوية، وعربية تراثية. كما يرصد الرمز في سياقه الشعري الشعبي، فضلاً عن خصوصيات التعبير في الشعر الصوفي الشعبي وهى خصوصيات شكلية وموضوعية ولغوية. ويتنبأ المؤلف في خاتمة دراسته باستمرار هذا النمط من الشعر، ذلك لارتباطه بإحدى الشعائر الصوفيـة وهي الذكـر، ولارتباطه أيضاً بمناسبـات دينية شعبية ذات جذور تاريخية هي المـوالد.
والكتاب الثاني في مجال الشعر الشعبي للدكتور أحمد الأمين بعنوان «صور مشرقة من الشعر الشعبي الجزائري» صادر عن دار الحكمة بالجزائر 2007. تعرض فيه المؤلف لثلاثة من الشعراء الرواد، الأول هو محمد بن قيطون من خلال قصيدته «حيزية» وقد تناولها في مقارنة بينها والروايات الشفاهية مناقشاً موقع القصيدة بين الحقيقة والخيال. والشاعر الثاني هو «الشيخ السماني» الشاعر الجوال الذي عاش في فترة كانت الانتفاضات الشعبية قائمة هنا وهناك، وكان جوالاً شاهد وتألم وعبر عن آلام معاصريه باللغة اليومية. وقدم المؤلف نماذج من قصائد الشيخ السماني هي: يا حادق الأطيار، يا قمرى حيرتني، يا ربى يا خالقي (قصيدة غزلية)، يا جلفه يهديك. أما الشاعر الأخير فهو «الشيخ عبدالله بن كريو» ويشير المؤلف إلى إنه قد واجه صعوبة بالغة في جمع أخباره حيث قام بجمعها من مدينة الأغواط من بعض أقارب الشاعر. وقدم المؤلف بعض النماذج الشعرية التي تكشف عن ثقافة الشاعر ومنها: قاضي الحب، قمر الليل، جيت نوسع خاطري، لا تقنط يا خاطري، والله ماني داري، مبروك الوسام، فراق فاطمة. ويختم المؤلف كتابه ببعض الدراسات المتفرقة في أصول الشعر الشعبي الجزائري، وسيرة بني هلال، وعلاقة الأسطورة بالتاريخ. وأخيراً تقديمه لديوان المغرب في أقوال شمال أفريقيا لسونيك.
العادات والمعتقدات الشعبية في مصر
وخلال 2008 ظهرت دراستان في مصر تناول صاحباهما موضوع المعتقدات الشعبية، الأولى للدكتورة مرفت العشماوي بعنوان المعتقد الشعبي: دراسة في الطب العرقي» الصادر عن دار المعرفة الجامعية بالأسكندرية. وقد جمعت المؤلفة مادة الكتاب من منطقتي برج العرب وراس التين بمدينة الأسكندرية. وناقشت المفاهيم العامة للدراسة وتعريفات الطب الشعبي وتفسير حدوث الأمراض، كما تناولت الممارسين التقليديين أو المعالجين الشعبيين للأمراض. وتطرقت للعناصر الاجتماعية والثقافية المؤثرة في الطب الشعبي كالسحر والحسد والطقوس السحرية. ثم عرضت المؤلفة للطب المصري القديم ومدارسه، لتصل بنا لدراسة مقارنة بين مجتمعي الدراسة وطرق وأساليب العلاج الشعبي كالعسل والنبات والجراحات، وكذا طرق علاج العقم والعلاج الروحي. وفي إطار تحليل ومناقشة المادة الميدانية تكشف الدراسة عن علاقة الطب الشعبي بالإيكولوجيا ونظرية الرواسب ونظرية العلامات والقيم الدينية والمعتقدات الشعبية والطب الحديث. ومن بين ما خلصت إليه الباحثة أن الطب الشعبي ظاهرة ليست قاصرة على المجتمعات البسيطة أو المتخلفة، بل يوجد في كل المجتمعات باختلاف درجات تقدمها. وقد ظهر ذلك من خلال الأمثلة العديدة التي ضربتها في كل فصول الكتاب.
أما الكتاب الثاني في مجال المعتقدات الشعبية فهو بعنوان «العادات الشعبية بين السحر والجن والخرافة عن الإذاعة والتليفزيون 2008 لمؤلفه الباحث فارس خضر. وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب فقد تناول المؤلف العديد من الموضوعات في هذا الإطار بدأها بطقوس استرضاء الكائنات غير المنظورة كالملائكة الدوارة والقرائن والعفاريت والجان. ثم انتقل للمعتقدات المرتبطة بالمشاهرة عند المرأة وطرق فكها كالتهليل والتكريب والتصميغ والتخطية. ثم الطقوس المرتبطة بعلاج الرجل الممسوس واستحضار الأرواح وصرفها وطاسة الخضة كعلاج للمس. وينتقل المؤلف بعد ذلك للطقوس والمعتقدات المرتبطة بالطفل المبدول وعلاجه باستخدام التخطية والرقية والاستحمام بدم الطيور. ويختم كتابه بفصل مميز حول الحكايات الشعبية التي تحوي عناصر من الكائنات فوق الطبيعية كحكايات القرائن والأخوات، وحكايات الملائكة الدوارة، وأخيراً حكايات الأماكن المرصودة.
وفي مجال العادات والتقاليد صدرت دراسة الدكتور سميح شعلان المعنونة «العادات والتقاليد الشعبية: المنهج والنظرية» 2007 عن دار عين للنشر بالقاهرة، والدراسة تسعى نحو تتبع المناهج والنظريات العلمية الحديثة لدراسة العادات والتقاليد الشعبية في مصر والعالم. وقد بدأها المؤلف بمناقشة مفهوم العادة الشعبية عند سمنر وملينوفسكي وريل وتولس. ثم انتقل لبحث الاتجاهات المنهجية الحديثة لدراسة العادات والتقاليد الشعبية من خلال مناقشة وتحليل بعض الدراسات العربية في عدة محاور، بدأها ببحث العادات والتقاليد الشعبية بين التراث والتجديد. ثم عرض لبحث الاتجاه الجغرافي لدراسة العادات والتقاليد الشعبية: المناطق الثقافية والأطالس الفولكلورية. وأفرد جزءاً لعرض التقنيات الحديثة لدراسة العادات والتقاليد الشعبية باستخدام الوسائط المتعددة. كما عرض للمدخل اللغوي لدراسة العادات والتقاليد والمعارف الشعبية ، منهياً هذا القسم من الكتاب ببحث حول الدراسات الفولكلورية البولندية في نهاية القرن العشرين. أما القسم الثالث والأخير فقد خصصه المؤلف لبحث الاتجاهات النظرية الحديثة في دراسة العادات والتقاليد الشعبية متناولاً نظرية الفعل الاجتماعي لفيبر، ونظرية التفاعلية الرمزية، ونظرية الاتصال والتغير الاجتماعي، ونظرية العولمة الثقافية. منهياً هذا القسم الأخير بمناقشة موضوع التعددية الثقافية.
السير والقصص الشعبية
وفي مجال القصة والسيرة الشعبية ظهرت دراستان في كل من الجزائر والقاهرة. الأولى للباحثة الدكتورة روزلين ليلى قريش بعنوان «القصة الشعبية الجزائرية ذات الأصل العربي» عن دار المطبوعات الجامعية 2007. وقد جمعت المؤلفة في هذا الكتاب العديد من القصص الشعبية من عدة مناطق جزائرية، ثم عكفت على الرجوع إلى المصادر القصصية العربية لترصد بعد ذلك المؤثرات التي لعبت دوراً هاماً في نشأة قصص شعبية جديدة نسجت على منوال القصص القديم. تناولت المؤلفة في الباب الأول أنواع القصة الشعبية ذات الأصل العربي كقصص البطولة ومنها البطولة الدينية، والبطولة الوعظية، والبطولة البدوية ثم البطولة الحديثة. كما أفردت جزءاً لبحث قصص الخرافة الشعبية وأنواعها والمؤثرات المرتبطة بها. وأخيراً بحثت المؤلفة موضوع القصة الشعبية الجزائرية ذات الأصل العربي المشكوك فيه من خلال بحث دوافع إذاعتها في الأوساط الشعبية، كما رصدت أنواع القصة الشعبية وهي قصة التسلية والتخفيف عن المكبوتات والقصة ذات المغزى. وناقشت العلاقة بين القصة الشعبية والقصة الأصلية، وبحثت في دراستها للنصوص الفكرة المحورية للقصة والحادثة وتطورها والشخصيات والخيال والتصوير والأسلوب واللغة. ومن ثم فقد أوضح البحث مكانة القصة الشعبية ذات الأصل العربي في الأوساط الشعبية الجزائرية باعتبارها أدبها الشفوي الخاص الذي هو فرع الأدب الشعبي الأصيل. وبذلك يكون قد ربط بين ماضي الشعب الجزائري وبين حاضره بوصفه جزءاً من الأمة العربية. وبأن أدبه يمثل رافداً من نهر الأدب العربي الذي ما زال يتدفق عبر العصور.
أما الدراسة الثانية فكانت بعنوان «الشخصية المساعدة للبطل في السيرة الشعبية» لمؤلفه الدكتور مصطفى جاد، صدرت عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 2007 ضمن سلسلة الدراسات الشعبية. ترتبط الدراسة بفكرة محورية مفادها أن مفهوم البطولة في السيرة الشعبية لا يرتبط ببطل واحد، بل بمجموعة من الأبطال والأدوات يحققون معاً مفهوم البطولة الجماعية في مقاومة العدوان الخارجي. وقد استعان المؤلف بنموذجين من السير الشعبية للتحليل، وهما: سيرة عنتر بن شداد وسيرة سيف بن ذي يزن. ومن خلال تحليل نصوص السيرتين ترصد الدراسة البناء القرابي لهذه الشخصيات في علاقتها بالبطل، مثل الأخوة والأبناء والأصدقاء والأصهار، مع تصنيف لكل نوع قرابي. فهناك على سبيل المثال شخصية شيبوب الذي يمثل نموذج الأخ غير الشقيق، وشخصية مقرى الوحش كنموذج للصديق من خارج القبيلة في سيرة عنترة .. وهناك شخصية عاقصة التي تمثل نموذج الأخت غير الشقيقة من الجان، وشخصية برنوخ الساحر في سيرة سيف بن ذي يزن ...إلخ. وقد لاحظ المؤلف أن نماذج الشخصيات المساعدة في سيرة سيف بن ذي يزن تختلف - من حيث الوظيفة - عنها في سيرة عنترة بن شداد. إذ تقوم سيرة عنترة في المقام الأول على المواجهة البشرية بالسيف والرمح. أما سيرة سيف بن ذي يزن فإنها تقوم في جانب كبير منها على السحر والخوارق. ويؤكد نص السيرة على أن غياب إحدى الشخصيات المساعدة يخل بمفهوم البطولة الجماعية ويؤثر في أحداث السيرة. وفي إطار تحليل الأدوات المساعدة للبطل يشير المؤلف لاشتراك السيف والفرس كأداتين رئيسيتين في تحقيق البطولة، إلى جانب الأدوات السحرية التي يستعين بها البطل كنماذج مساعدة في مقاومة أعدائه وتلبية حاجته مثل القلنسوة التى يضعها على رأسه ليختفي عن الأعين و«المنطقة»، و«الخرزة» ذات الأوجه السبعة، و«القدح»..إلخ.
الدوريات الفولكلورية العربية
صدرت الدوريات المتخصصة في التراث الشعبي العربي حاملة العديد من الموضوعات التي ناقشت قضايا بحثية مهمة. نبدأها بمجلة الفنون الشعبية المصرية التي تصدر عددها رقم 87 الصادر في يونية 2008 افتتاحية حول مجلتنا «الثقافة الشعبية» وعرض لموضوعات العدد الأول منها. ثم وجهت هيئة تحرير المجلة تحية لمجلتنا التي انطلقت من البحرين الشقيقة مع التمني لها بالرسوخ في الحياة العلمية الفولكلورية العربية. وعند تصفح مواد العدد تطالعنا دراسة الدكتور سليمان محمود حسن حول «القِفاصَة: حرفة الأثاث الشعبي في مصر»، يعقبها دراسة دكتور تيمور أحمد يوسف حول تدوين الموسيقى الشعبية المصرية وتحليلها وتصنيفها، وفي مجال بحث المعتقدات الشعبية والعادات والتقاليد حفل العدد بعدة دراسات منها بحث الدكتور عمرو عبد العزيز حول نهر النيل بين الأسطورة والتاريخ، ودكتور سميح شعلان حول تغير الأدوار الوظيفية للمسكن الريفي، وأخيراً دراسة الدكتور شوقي حبيب حول الجنة والنار بين كتب التراث والرؤى الشعبية. وفي مجال بحث المسرح تبرز دراسة دكتور عبد الغني داود حول الأساطير المؤسسة في المسرح الطقوسي الفرعوني. وفي مجال الحكاية الشعبية كتبت حسناء سعادة حول تشكيل صور الشخصية: سيميائية الشخصيات في قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة.
أما مجلة «تراث الشعب» التي تصدر عن المركز الوطني للمأثورات الشعبية بليبيا ، فقد شمل عددها رقم 55 الصادر عام 2007 دراسات متنوعة في مقدمتها دراسة محمد وريث بعنوان «أحرف ننطقها ولا نكتبها .. فلماذا نهملها» يقترح فيها جعل لغتنا العربية الفصحى المكتوبة تستوعب حروفاً تنطق وتكتب في كثير من اللغات كالفارسية والتركية والأوردية والملايوية». ثم دراسة دكتور محمد خطاب حول «شعر السيرة في تفسير القرطبي»، أعقبها دراسة دكتور وهبي البوري «أيام بالبو في ليبيا»، ودراسة د. موسى زنين «موازنة بين شرحي الأشموني والسيناوني لألفية بن مالك». كما قدم سعيد حامد دراسة بعنوان «نظرة المؤرخ محمد بازامة إلى الآثار مصدراً للتاريخ الليبي»، كما قدم على الصادق حسنين ترجمة لبييرا فانطولي بعنوان «من الحلي الليبية». وكتب الدكتور رمضان القماطي دراسة حول «صورة بلنسية في الموروث الثقافي الأندلسي». أما محمد بازامة فقد قدم دراسة تأصيلية حول العادات المرتبطة بميراث البنت بعنوان «البنت لا ترث». ثم عرض خالد الهدار لمتحف شحات للمنحوتات. وأخير قًدم دكتور عبد السلام شلوف الحلقة السادسة من المواقع والوقائع الليبية.
أما مجلة الحداثة اللبنانية وهي فصلية ثقافية تعني بقضايا التراث الشعبي والحداثة فلم يحفل عددها الأخير (العدد 107-108 لسنة 2007) بتنوع في الدراسات الشعبية حيث ارتبط العدد بملف بعنوان «في الدين والسياسة» اشتمل على العديد من القضايا العربية في الموضوع باستثناء مجموعة حكايات شعبية من دمشق قدمها عبد الرازق جعفر في نهاية العدد.