بيداغوجيا الثقافة الشعبية في مناهج التعليم الثانوي بمملكة البحرين : مقاربة تربوية إثرائية
العدد 4 - منتدى الثقافة الشعبية
تمثّل المقاربة البيداغوجية البحرينية للثقافة الشعبية التي تبنتها وزارة التربية والتعليم في العام 2007/ 2008- والمتمثلة في تدشين تدريس مساق الثقافة الشعبية ( الإثرائي) لطلبة المدارس الثانوية - استجابة تربوية منفتحة على أفق تأصيل مبادرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الداعية إلى « تعزيز دور الثقافة الشعبية في حياة الناس، وإحياء التراث البحريني الأصيل، والتعريف به، وإيلاء المزيد من الاهتمام بتدوينه وتوثيقه بالشكل اللائق، الذي يحميه ويصونه، ويضيف إليه » .1
ويتفق التمثّل البيداغوجي للمقاربة التربوية البحرينية للثقافة الشعبية مع المُتَبنيّات الدوليّة لاتفاقية « صـون التراث الثقافي غير الماديّ» الصـادرة عـن منظمة ( اليونسكو ) في العام 2003 والتي هدفت إلى « تنمية إحساس الجماعات والمجموعات بهويتها والشعور باستمراريتها، وتعزيز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية .. مؤكدة « ضرورة تعزيز الوعي، وخاصة بين الأجيال الناشئة، بأهمية التراث الثقافي غير الماديّ، وبأهمية حمايته ..» 2
ويمكننا استقراء الملامح التربوية التراثية المميزة لوثيقة « مشروع تدريس الثقافة الشعبية » من خلال تحليل بنية الوثيقة المعنيّة، ورصد ما تقترحه من وسائل وتقنيات تربوية تستهدف مقاربة الفعل الثقافي التراثي الشعبي، معرفيًّا، ومهاريًّا، ووجدانيًّا، و التعاطي معه تداوليا، على نحو تستدعي تدريب طالب المدرسة الثانوية البحرينية على اكتساب الأدوات المعرفية والتقنية المطلوبة للتعاطي الواعي مع هذا الفعل، وتمكينه من التمثّل الأصيل لتجلياته الإبداعية والفنية، والقيمِيّة، وفقا للمستويات الثلاثة الآتية :
المستوى الأول- بيداغوجيا ثقافة البحرين الشعبية ( السـياق والدواعي )
تتناول مقدمة وثيقة مشروع منهج الثقافة الشعبية -عند هذا المستوى- أهمية ثقافة البحرين الشعبية، بوصفها سجلاًّ حضاريًّا، تسجل آثاره على صفحات الزمن وعيا فطريا متميزا لإنسان هذه الأرض، منذ بواكير العصر الدلمونيّ، وما أعقبه من عصور جسّدت على امتدادها مكونات ثقافة أبناء هذه الجزيرة ومعتقداتهم وأعرافهم، وما انطوى عليه موروثهم الحضاريّ من معارف وعادات وتقاليد، تعكس مدى تنوع مكونات ثقافة البحرين الشعبية وثرائها، مع تأكيد أثر هذه الثقافة في تشكيل بنية النسيج الوطني الاجتماعيّ للبحرينيين، والذي أضحت هذه الثقافة بفضله علامة بارزة من علامات الانفتاح الحضاري لإنسان هذه الجزيرة على آفاق الثقافات الإنسانية المتنوعة، عبر الأجيال.3
وفي سياق تناول دواعي استحداث مقرر الثقافة الشعبية لطلبة المدرسة الثانوية البحرينية، أوردت المقدمة مجموعة من الدواعي الثقافية والحضارية المتعلقة بأهمية إبراز دور تراث البحرين الشعبيّ الحضاري للناشئة، ولفت نظرهم إلى إسهاماته الرائدة في إثراء الحضارات القديمة في المنطقة، منذ العصر الدلموني، والحضارة العربية الإسلامية، سعيًا إلى تحقيق التواصل المعرفي والوجداني مع المكونات التراثية الأصيلة لهذه الثقافة.
كما أوردت المقدمة مجموعة من الدواعي الاجتماعية المتمثلة في حاجة الناشئة إلى الارتباط بتراثهم الاجتماعي الثقافي الأصيل، وتَمَثُّل ما يحمله من عادات وتقاليد وآداب وأخلاق وقواعد عمل وسلوك، وتعزيز التواصل القيْمي بين الأجيال، فهمًا، وتفاعلاً، واعتزازًا، تحقيقًا لدور التربية المعرفيّ والوجدانيّ في انتقال ثقافة المجتمع وتداولها عبر الأجيال.
وفي سياق تناول مقدمة الوثيقة الدواعي الوطنية لتدريس المقرر تم التأكيد على دور الثقافة الشعبية في تعزيز قيم المواطنة، من خلال إثارة وعي الطالب بهذا الدور في المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي البحريني وتماسكه، وفي تنمية قيم احترام التنوع الثقافي، وتقدير أهمية مظاهره في التعبير عن ثراء بيئات مجتمع البحرين الحضارية.
ولم تغفل المقدمة في سياق تناولها الدواعي المعرفية التكنولوجية وتحديات عصر العولمة تأكيد ضرورة المحافظة على ملامح التراث البحريني الأصيل، واستيعاب ما يعكسه من سلوكيات، وعادات وتقاليد، والعمل على إعادة إنتاجها، بما يلائم معطيات الثورة التكنولوجية الرقمية المتسارعة، وذلك من خلال تمكين الطالب من استيعاب تلك الملامح ومساعدته على توظيفها في مواجهة مظاهر الاغتراب الثقافي والقيميّ، في زمن العولمة الثقافية والاجتماعية، مع تهيئته للانفتاح على المعارف والخبرات الثقافية الكونية المشتركة.
أما الدواعي البيداغوجية (التربوية – التعليمية) فقد أجملتها مقدمة الوثيقة في تمكين طالب المدرسة الثانوية البحرينية من تمثل الاتجاهات التربوية المتجذرة في ثقافته الشعبية عبر الزمان والمكان، مثل قيم التعاون، والتسامح والإيثار، والتواصل والتراحم والتوادّ، بغية ترسيخها في وجدان الناشئة وسلوكياتهم، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية اكتساب الطالب مهارات البحث والاستكشاف، والتوثيق المنهجيّ لخبرات الثقافة الشعبية، وتوظيف أساليب حفظها ونشرها وتداولها باستخدام تقنيات البحث، وفضاءات النشر والتداول المتاحة.4
وتستجيب الدواعي البيداغوجية ( التربوية- التعليمية) لتدريس الثقافة الشعبية بالمدرسة البحرينية الثانوية مع متضمنات اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي الصادرة عن اليونسكو في العام 2003 في مادتها الأولى حول « أهمية توثيق التراث الشعبي، وإجراء البحوث بشأنه، والمحافظة عليه، وحمايته، وتعزيزه ونقله، لاسيما عن طريق التعليم النظاميّ .. »5
المستوى الثاني - ثقافة البحرين الشعبية (المفهوم - المقاربة التربوية )
تستلهم وثيقة المنهج المضامين الأساسية لمفهوم الثقافة الشعبية من التعريف الوارد في تقرير التنمية الإنسانية الصادر عن منظمة اليونسكو في العام 2003 حيث تنظـر وثيقـة المنـهج إلـى الثقـافـة الشعـبية بوصفهـا « مجموع المعارف والخبرات والتصورات الموروثة، غير المدونة، وما يتصل بها من عادات وتقاليد وتعبيرات فنية( محكية، وحركية، وموسيقية، ودرامية وتشكيلية) تعكس أساليب المعيشة وقواعد العمل والسلوك والآداب والأخلاق الاجتماعية القديمة للشعوب والأمم، في بيئاتها البدوية والحضرية، والريفية»6
وقد خلصت وثيقة المنهج - في ضوء تمثّل المفهوم السابق- إلى تبني مقاربة مفهومية تربوية إجرائية، عرّفت بموجبها مقرر الثقافة الشعبية بأنه مساق « يُعنى بإثارة اهتمام طالب المرحلة الثانوية البحريني بمعرفة مكونات الثقافة الشعبية البحرينيّة، وتوجيهه إلى استكشاف أثرها الحضاريّ في إثراء الحياة العقلية والوجدانية والسلوكية لأبناء شعب البحرين بمختلف شرائحه وفئاته؛ بما يمكّنه من تقدير دور هذه الثقافة في المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي البحرينيّ وتماسكه عبر الأجيال، واستلهام ما تقدمـه من أسـاليب وفِكَـرٍ إبداعيـة (فنية، وحرفية، وقيمية ) في تحقيق التواصل معها، وإعادة إنتاجها وتداولها في زمن العولمة الثقافية والإعلام الفضائي المفتوح »7
المستوى الثالث - منظومة الأهداف البيداغوجية:
باستقراء منظومة الأهداف التربوية لوثيقة المشروع، يمكن لنا فهم طبيعة الرؤية البيداغوجية التي انعقدت عليها المقاربة التربوية البحرينية لتدريس مقرر الثقافة الشعبية، بوصفه مساقا إثرائيا ( تطبيقيا) ينطوي على مجموع المكونات المفاهيمية التي انعقدت عليها المقاربة التربوية التعريفية الإجرائية للمقرر، لذا جاءت منظومة الأهداف البيداغوجية للمقرر متمحورة حول :
1- المُكوّن المعرفيّ الثقافي والحضاريّ: ويتمثل فـي تنمية قدرة الطالب على استكشاف المعارف والمعتقدات والفنون والصناعات والحرف والعادات والتقاليد التي تحملها الثقافة الشعبية البحرينية، والإلمام بما تحفل به من خبرات إبداعية وحضارية أصيلة، متنوعة بتنوع البيئات البدوية ، والبحرية والزراعية والحرفية في مجتمع البحرين القديم.
2-المُكوّن القيميّ الوجداني: ويتمثل في تربية قيم الاعتزاز لدى الطالب بثقافته الشعبية، وإدراك ما تعكسه من وعي فطريّ ومظاهر تثقيف وأساليب توعية وترفيه، مع التأكيد على تنمية وعي الطالب لتقبل التنوع الثقافي في مجتمعه، وتقدير أثر هذا التنوع في إثراء النسيج الاجتماعي الوطني لأبناء شعبه، وتمثُّل مظاهر هذا التنوع بوصفها أحد المكونات الأصيلة للوحدة الوطنية في المجتمع البحرينيّ.
3-المُكوَّن التّواصليّ الإبداعيّ – الكوني : ويتمثل في تنمية الاتجاه لدى الناشئة لتقدير قيم الانفتاح على المعارف والخبرات الثقافية والشعبية المشتركة للأمم الأخرى، وتمكينهم من العمل على دمجها في نسيج ثقافتهم الشعبية، إثراء لمكوناتها المعرفية والتقنية، وتمكينهم من توظيف سبل الاستفادة من وسائل الإعلام الجماهيريّ والمهرجانات والمتاحف ومراكز التشكيل الفني والحرفيّ في الترويج للإنتاج الثقافي الشعبي والارتقاء بالذائقة الجمالية الإبداعية لمتلقيه.
4- المُكَوّن المهاريّ التّداوليّ الإبداعيّ : ويتمثل في جعل الطالب قادرا على أن يستمدّ من مكونات ثقافته الشعبية أساليب إبداعية ووسائل فنية مبتكرة، يعمل على توظيفها في إعادة إنتاج الموروث الشعبيّ وتداوله، على نحو إبداعيّ ينمي لديه الميل إلى البحث المنهجيّ في المعارف المتصلة بفنون سرد الأحاجي والحكايات وضرب الأمثال، وتوظيف العوالم الأسطورية، وتنمية ميوله لمحاكاة بعض الحرف الشـعبية التقليدية، و ابتكار أساليب إبداعية تضمن انتقال مهارات ممارستها، وتداول خبراتها عبر الأجيال، وتجسيد جوانب الإبداع الشعبيّ والذائقة الجمالية في مجالات الفنون والمهن والفلكلور، مع المحافظة على الصبغة الوطنية للثقافة الشعبية البحرينية الأصيلة في زمن العولمة.8
التنظيم المنهجي لمحتوى مقرر الثقافة الشعبية البحرينية
انطلاقا من التقسيم المنهجي الذي اعتمدته منظمة اليونسكو في النظر إلى عمليات نقل المعرفة ذات الصلة بالموروث الثقافي الشعبي للأمم ونشرها، والقائم على أساسين: الجماعية والشفاهي9 ؛ جاءت منهجية تنظيم المحتوى التعليمي لمقرر الثقافة الشعبية وتدريسه لتترجم - بيداغوجيًّا - وعلى نحو تطبيقـيّ - إجراءات تداول مفردات المنهج، وفق بعدين :
- شفاهيّ : يعالج ما يتصل بالثقافة الشعبية من مجالات تتعلق بالمعتقدات والسلوكيات والتّصورات الشعبية، التي تعكس حكمة الأجداد وخبراتهم المعرفية والفنية المتصلة بأساليب العيش والترفيه، وتزجية أوقات الفراغ وتنظيم قواعد السلوك والعلاقات الاجتماعية، والتي تتمثل أبرز مفرداتها في فنون القول المرتبطة بالمعارف والتصورات الشعبية، والسير، والحكايات الأسطورية، وفنون التعبير القولي، مثل الحزاوي، والأمثال، والشعر النبطي والعاميّ، والسّير المحكيّة، ومجموع المعارف الشعبية التاريخية والجغرافية، والأناشيد الدينية والاجتماعية المتداولة على ألسن الأجداد والجدات.. وغيرها.10
واستنادا إلى طبيعة التداول الثقافي الشعبي المنهجيّ الذي تنتظم في فضاءاته مفردات الثقافة الشعبية البحرينية ( الشفاهية ) التي تقترح وثيقة المنهج تدريسها، ؛ فإن وثيقة المنهج تتوافر على جملة من الأهداف المميزة لمقوّم الثقافة الشعبية ( الشفاهي ) وما يندرج تحته من مفاهيم مفتاحية ومفردات، وأساليب بيداغوجية، وأنشطة إبداعية، وتقنيات تقويم مصاحبة وعلى النحو المبين في الخطاطة الآتية:
خطاطة رقم ( 1 )
هيكلة تنظيم مجالات الثقافة الشعبية البحرينية ( الشفاهية ) والإجراءات البيداغوجية المقترحة لتنفيذ نشاطات تدريسها، وتقنيات تقويمها على نحو تداولي ( إجرائي ) .
مكونات المجال ومفرداته |
الأنشطة والأساليب البيداغوجية المقترحة |
تقنيات المتابعة والتقويم الميداني |
-الحزاوي : المفهوم – المضمون- البنية الفنية – مصادر الاشتقاق- تصنيفها حسب بيئات البحرين الثقافية - الأمثال الشعبية: البنية الفنية والمضمونية – سياقات التداول الشعبي ومقاماته. - الشعر الشعبي - النبطي :البنية والبحور الشائعة :الهلالي-الصخري-الحداء-المروبع-القلطة- الرجز- المسحوب- الهجيني- الزهيري ..وغيرها الشعر العامي: الأبوذية-الدارمي.. وغيرهما.. |
التركيز بيداغوجيا في اكتساب الطالب كفايات: -تحليل البنى الفنية والمضمونية للمفردة الشعبية وفقا لطبيعتها . -إجراء مشروعات البحث الميداني متضمنة : تقنيات الجمع والتدوين والتسجيل الصوتي والمرئي- وتصنيف عناصر عينات التراث المختارة وعرض خلاصة نتائج العمل. -نشر وتداول تقارير نتائج البحث الميداني ورقيا ، أو تحميلها على شبكة التعلم الالكتروني . - توظيف الخبرات التخصصية والزيارات الميدانية في تعزيز نتائج العمل البحثي الميداني. |
- اختبار قدرات الطالب التطبيقية على اكتساب كفايات: - جمع المادة التراثية الشعبية وتصنيفها ، وتحليلها، وتوثيقها وفق منهجية ملائمة لأغراض البحث الميداني. -تقويم فنية وابتكارية وإخراج العمل الميداني و تنظيم عناصره وتقنيات تداوله، ونشر خلاصة نتائجه في فضاءات النشر الورقي أو الالكتروني. |
- جماعيّ : يستلهم ما يتصل بحياة الأجداد من أساليب عيش ومعاناة في سبيل تحصيل لقمة العيش ومغالبة قسوة الصحراء وأهوال البحر، ويتمثل أبرز مظاهره التراثية في ألوان التعبير الفنية والحركية والموسيقية، والتشكيلية التي استوعبت، على نحو فطريّ، عادات الأجداد وتقاليدهم في المأكل والملبس والمسكن، وتمثلت في ما ابتدعوه من وسائل الترفيه البريء عن أنفسهم، وممارسة طقوس الاحتفال بالمناسبات والأعياد ومواسم الغوص والحصاد، مع التركيز في هذا المجال على إكساب الطالب المعارف والفنون ذات الصلة بالمهارات الحرفية والصناعات التقليدية، وما يتصل بها من ابتكار لإنتاج أدوات ممارستها في بيئات البحرين الزراعية والبدوية والبحرية.(11)
وقد توافرت وثيقة المنهج على جملة من الأهداف المميزة لمُقَوّم الثقافة الشعبية ( الجماعية ) وما يندرج تحته من مفاهيم ومفردات ؛ على النحو المبين في الخطاطة الآتية:
خطاطة رقم ( 2 )
هيكلة تنظيم مجالات الثقافة الشعبية البحرينية ( الجماعية ) والإجراءات البيداغوجية المقترحة لتنفيذ نشاطات تدريسها، وتقنيات تقويمها على نحو تداوليّ ( إجرائي ) .
مكونات المجال ومفرداته |
الأنشطة والأساليب البيداغوجية المقترحة |
تقنيات المتابعة والتقويم الميداني |
- فنون الغناء الشعبي : مفهومه- التصنيف العلمي لآلاته – فنونه :الفجري،الصوت، العرضة، الليوة، الطنبورة، أغاني الحصاد، العاشوري، الخماري، المراداة – الدور الشعبية- الفرقة النسائية (العدة ) -فنون الزواج وعاداته : المراسم: الخطبة- الملجة- تجهيز الفرشة-ليلة الحنة- الجلوة-الزفة- الوليمة - زفة المعرس- لجرة- الحُوّال .. -الحرف الشعبية التقليدية: النجار- القلاف- صانع الصناديق المبيتة... - مشغولات الحلي والمعادن:الحداد- الصفار- التناك- الصائغ- صانع الدلال- صانع القراقير.. - صناعات النخلة:الصناعات الخوصية( السّفاف) - صناعات الجريدوالسّعف.. -صناعة الفخار- ومزخرف الجبس - الصناعات الشعبية التقليدية :صناعة التقطير ( الأعشاب والأدوية الشعبية ) البخور- حياكة وتطريز الملابس النسائية الشعبية- صناعة العبي النسائية |
- التركيز بيداغوجيا في اكتساب الطالب كفايات: - تحليل البنى الفنية والمضمونية لنصوص الفنون الشعبية ومدونات فنون الزواج والحرف والصناعات الشعبية .. - إتقان ألحان فنون الغناء الشعبي وفهم الممارسات التي ينبغي للفنان الشعبي ممارستها عند أداء هذه الفنون- تمييز لآلات الطرب الشعبي الخاصة بكل فنّ، ومناسبات أدائه. - التدرب على التعبير الحركي المصاحب للأداء حسب نوع فن الغناء. - إجراء مشروعات البحث الميداني المناسب للمجال وتوظيف نتائج الزيارات العلمية الموجهة لمراكز التراث والمتاحف والدور الشعبية في تدوين خلاصات نتائج البحث الميداني ونشره وتداوله عبر وسائط التداول الورقي والإلكتروني المتاحة. - تعرّف وظائف المواد والخامات والتجهيزات والأدوات الخاصة بكل مجال في محاكاة أو إعادة إنتاج المكون الثقافي الشعبي. - الاستعانة بالخبرة التخصصية في التدرب على إتقان كفايات مجال المكون الثقافي الشعبي وتداوله، والاستثمار الرمزي فيه. |
- تتركز تقنيات متابعة الطالب وتقويمه في: - التطبيق على مدى اكتساب جوانب الجودة في محاكاة أصالة المكون أو المنتج الثقافي الشعبي. - الابتكار والإبداع في تداول للمكون أو المنتج الثقـافي الشعبي ( تصميما ، وإخراجا ) عبر فضاءات النشر والتداول الورقي أو الإلكتروني. - الاستعانة بالخبرات المتخصصة في تقويم عرض المنتج الثقافي الشعبي والاستثمار الرمزي فيه من خلال (إقامة المعارض، والأروقة التراثية.. ) استنادا إلى معايير معتمدة للجودة، تتعلق بالتكلفة المادية للمنتج، وأثره في تلوث البيئة، وصحة الطالب المتدرب وسلامته. |
أفق التداول البيداغوجي لثقافة البحرين الشعبية
في ضوء ما سبق يمكننا أن نخلص إلى أنّ التّداول البيداغوجي لثقافة البحرين الشعبية، الذي تقترحه وثيقة مشروع المنهج ، ينفتح على أفق تربويّ حضاريّ، يتجاوز حدود إثارة الانفعال العاطفيّ بقضية التراث إلى محاولة تلمّس أوجه المقاربة العلمية التربوية الهادفة إلى تربية قدرات الطالب البحريني وإثرائها للاشتغال على أدوات البحث التراثيّ التخصّصيّ، وإثرائها على نحو يمكّنه من التواصل، الفاعل مع تجليات هذا التراث، والتمثّل الواعي لما يختزنه من معطيات إنسانية أصيلة، بما يجعله قادرا على استلهام ما تختزنه مكونات هـذا التراث من « حلول وأساليب تقنية، وأفكار، وأشكال، وصور إبداعية، تحفز الناشئة على إعادة إنتاج تراثهم على نحو تداوليّ.12 بما يعزز- وفقًا لابراهيم غلوم - شعبية الثقافة المروية، على مستوى اللغة، والقِدَمية، والإرث، والتعدد، والتجييل، باعتبار أنّ مسألة التداول تعدّ بمثابة « العنصر الديناميّ الأسـاس المكوّن لمفهوم الثقافة الشعبية».13
وينبغي التنويه في هذه الخلاصة إلى أنّ منهجية التناول البيداغوجي الذي تقترحه وثيقة المنهج تستحضر ميثولوجيًّا الأبعاد الإنثروبولوجية الجغرافية والتاريخية والاجتماعية المكونة لهذه الثقافة، سواء على مستوى تدريب طالب المرحلة الثانوية على معالجة المادة التراثية الثقافية الشعبية وتحليلها، أو على مستوى تحفيز قدرته على ابتكار أساليب إبداعية لإعادة إنتاجها، وإكسابه الدربة الكافية لتمثُّل عمليات التوظيف الذكيّ لتقنيات البحث الإلكتروني التراثي التفاعليّ وما يصاحبه من عمليات وإجراءات ذات صلة بحفظ مادة التراث، واسترجاعها وتحليلها، ومراجعتها، وتصنيفها، والعمل على استخلاص النتائج البحثية الملائمة، وإخراجها ونشر خلاصة نتائج تداولها، عبر ما تتيحه الوسائط التكنولوجية المتعددة من فضاءات، و ما توفره مراكز التراث المتخصصة وقنوات الإعلام الفضائي المفتوح من آفاق تواصلية ترفد الدور التربوي - التثقيفي للمدرسة الثانوية البحرينية، في مجال إثارة وعي الجمهور بثقافته الشعبية، والارتقاء بذائقته الجمالية والإبداعية في التعاطي مع هذه الثقافة ضمن سياقات تداولها المجتمعي والحضريّ.
ولعلّ هذه الخلاصة تتفق مع ما أكدته التداولات العلمية لمنتـدى الثقافـة الشعبـية الثاني حيث أشار الدكتور مصطفى جاد إلى « أهمية الاستفادة من مناهج العلوم الاجتماعية والمنهج التاريخي والجغرافي والاجتماعي والنفسيّ، وعلم المعلومات في التوثيق والكشف عن المادة الفلكلورية، والوصول إلى منهج تستخدم فيه الثورة المعلوماتية للكشف عن العلاقات الموجودة في الظاهرة الفولكلورية، والاستفادة من التقدم التقني بشكل مباشر في هذا المجال.» 14
وخلاصة القول: إنّ أفق التداول التربوي التعليمي لموضوع الثقافة الشعبية الذي تقترحه وثيقة مشروع المنهج، يظلّ فضاءَ مفتوحا أمام كلّ من الطالب والمعلم على مستوى مقاربة مجالات تراثية أخرى في ثقافة البحرين الشعبية، لم تتطرق إليها وثيقة المنهج، أو ابتداع أساليب بيداغوجية وأنشطة تعتمد استراتيجيات التعلم الجماعيّ، أو تستحضر إجرائيا تقنيات الفعل التربوي القائم على الاستكشاف وحل المشكلات؛ وإنجاز مشروعات البحث الميداني الثقافي الشعبيّ، وتنظيم فضاءات تمثُّل حضور معطيات هذا التراث تداوليا، ضمن سياقات تواصلية حيّة ومتطورة، تمثل المؤسسة التربوية المدرسية ومحيطها الاجتماعيّ مقامات تداولها، حكائيا، وتشكيليا، وحرفيا ومعماريا، على نحو يعزز لدى الطالب « الإيمان بالوحدة الوطنية، وتقبل التنوع الثقافي في مجتمعه، مقدرا أثر ثقافته الشعبية في ثراء النسيج الوطني لأبناء شعب البحرين، وتماسكه عبر العصور، ومستلهما قدرة هذه الثقافة على الانفتاح علىثقافات الأمم الأخرى، في العمل على دمج معارف تلك الثقافات وخبراتها الإنسانية المشتركة في نسيج ثقافته الشعبية؛ إثراءً لمكوناتها المعرفية والفنية والتقنية».15
مراجع وهوامش
1- من خطاب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة افتتاح مهرجان التراث الشعبي الرابع عشر، جريدة الوطن البحرينية، العدد ( 131) / 20 أبريل 2006م.
2- مجلة الثقافة الشعبية، « اتفاقية بشأن صون التراث الثقافي غير الماديّ» المـؤتمـر العام لمنظمة الأمم المتـحدة للتربية والعلم والثقافة( اليونسكو ) الدورة (32 ) باريس في الفترة من29 أيلول إلى17 تشرين الثاني /2003م، العدد ( الأول ) أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشـر، مملكة البحرين، أبريل – مايو 2008م، ص 42.
3- وثيقة مشروع منهج الثقافة الشعبية ( مساق إثرائي تطبيقي للمرحلة الثانوية) وزارة التربية والتعليم، إدارة المناهج، مملكة البحرين: 2006/ 2007، ص 2- 3.
4- المرجع السابق نفسه، ص 4-6.
5- مصطفى جاد،» توثيق التراث الشعبي العربي قضية سياسية»، مجلة الثقافة الشعبية، العدد ( الأول ) مملكة البحرين، أبريل – مايو 2008م، ص 22.
6- تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003( نحو إقامة مجتمع المعرفة ) برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي: عمّان، أبريل 2004 ص 126.
7- وثيقة مشروع منهج الثقافة الشعبية، مرجع سابق، ص7-8
8- منظومة الأهداف البيداغوجية العامة لمساق الثقافة الشعبية، المرجع السابق نفسه، ص9-10.
9- تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003، مرجع سابق، ص 126.
10-مجالات الثقافة الشعبية الشفاهية، وثيقة مشروع منهج الثقافة الشعبية، مرجع سابق،ص11- 22.
11- مجالات الثقافة الشعبية الجماعية، المرجع السابق نفسه، ص23- 41.
12- تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003، مرجع سابق، ص 127.
13- ابراهيم غلوم « من محاضرة حول التداول في التراث العربيّ «، جريدة الأيام البحرينية، العدد ( 6621) ، صفحة « رؤى « 26 مايو 2007، ص15.
14- منتدى الثقافة الشعبية» المنهج في دراسة الثقافة الشعبية» ، مجلة الثقافة الشعبية، العدد (الثاني)، مملكة البحرين، يوليو أغسطس 2008، ص145.
15- وثيقة مشروع منهج الثقافة الشعبية، مرجع سابق، ص9.